38|منزل صامت.
لاتنسى ترك تعليق لطيف ✨
...
منزل صامت.
هذه كانت حالة منزل الزوجين تاكومي، فمن يصدق ذلك؟ ألم يكونوا هم الاكثر صخبًا؟ مالذي حدث؟
ماحدث لم تكن مناوشةً عادية تُحل في نفس اليوم.
بل كان شجارًا حادًا قلب حال منزلهم رأسًا على عقب.
بدأ الامر حين تلقى ريوتا إتصالًا من إيلينا تخبره بأن الشرطة قاموا بإيقاف السيارة ولم يدعوها تمر حتى تدفع الغرامة.
ذهب ريوتا مسرعًا وإتضح بأن إيلينا اجتازت السرعة المحددة بكثير وفوق هذا سارت من طريقٍ محضور بسبب اعمال البناء هناك.
بل كادت تفتعل حادثًا خطيرًا قد يؤدي الى تضررها بشكل كبير!
ولكن توقف الامر على خدوشٍ في السيارة لاغير.
ولكن السبب الحقيقي الكامن وراء الشجار هو كان ردة فعل الطرفين من هذه المشكلة التي قد تبدو غير كبيرة بذاك الشكل.
ريوتا كان غاضبًا بسبب طيشها وإختراقها للقانون وكأنه لا يعنى بحمايتها وحماية الجميع، وكان هذا نابعًا من قلقه عليها لا غير.
وفي المقابل إيلينا لم تكن ترى في ذلك مشكلةً كبيرة وأكتفت بقول أنها كانت مستعجلة للوصول لوجهتها وأنه يضخم كل شيء وهذا يزعجها.
من هذه النقطة تحديدًا شب الشجار وإشتعل وتعالات أصواتهما حتى أنتهى الامر بمعاهدة كلا الطرفين بعدم الحديث مع الاخر حتى يعي المخطئ الحقيقي خطأه ويعتذر.
ولكن من هو المخطئ ؟
لا احد يعلم، فكلاهما يظن أنه المصيب.
المشكلة أن عهدهم صدَقَ هذه المرة، وكلاهما أمتنع عن الحديث الى الاخر بشكلٍ كامل متمسكين بكبريائهم ورافضيين التنازل.
بل وشمل ذلك جميع الاوقات المشتركة كالنوم والطعام.
إيلينا أضربت عن تحضير الطعام للاخر، و كانت تعد الطعام لها فقط..
وبصراحة كانت تلك نصف الحقيقة، فهي كانت تحضر له حصةً ولكن تضعها في زاويةً ما في المطبخ مدعيةً أنها ماتبقى مما حضرت لنفسها.
لم تكن في تلك الدرجة من عدم المبالاة، رغم أنها حقًا غاضبةً وخائبة منه، فهو صرخ في وجهها وهذا أكثر ماتبغضه إيلينا في حياتها.
أما في وقت النوم فتلك كانت قصةً مضحكةً حقًا!
لقد إتبعا نظام من يصل أولًا يربح
حيث أن الفائز هو من ينجح في إداء جميع مهامه مبكرًا ويسبق الاخر الى السرير موصدًا باب الغرفة لتكون ملكه تمامًا.
وبسبب هذه النظام كان الزوجان يتناوبان النوم على الاريكة حين يخسر إحداهما.
مر اسبوع على تلك الحادثة ولازال منزل الزوجين تاكومي..صامتًا!
كان الامر خانقًا جدًا وكلاهما شعر بالملل من هذه المسرحية ولكن لم يبادر أحدهم لإنهاءها بعد.
.
قرر ريوتا الاستعانة بصديقه المحترف في هذه الامور ..شون.
فمشاكله مع سيلين لا تنتهي بسبب حساسية سيلين المفرطة، وعدم مبالاته الزائدة عن الحد.
رغم ذلك هما يحبان بعضهما أكثر من أي شيء!
" أكاد اختنق ياصاح، المنزل لم يعد يطاق! محاط بهالة من الاكتئاب والجمود"
تذمر ريوتا ماسحًا وجهه بتعب بعد أن أخبر صديقه بالحكاية.
" اسبوع؟! كيف فعلتماها وانتما بنفس المنزل؟"
نطق شون متعجبًا.
" لا أعلم لكنها ماهرة في معاملة الناس وكأنهم هواء"
" اسمع، الفتيات كالقنبلة الموقوتة..في نقطةً ما وعندما يزيد الامر عن طاقة تحملها ستصنع شجارًا أخر قد لا يُحل بسرعةٍ ابدًا!
أنصحكما أن تحاولا حل هذه الخلاف بفهم وجهات نظر كلٍ منكم، ففي النهاية الشجار نفسه لا يكون به أي مراعاة للمنطق ولا أحد يريد سماع الاخر ولو كان حديثه صائبًا، كل مايهمه هو أن يفوز بالنقاش ويخرج بماء وجهه"
.
تنهد بتردد بينما ينظر الى كيس الشوكولاتة الذي أحضره.
رشوة؟ ربما..لا حل أخر.
ولج الى المنزل وأغلق الباب خلفه وكان ذلك قبل أن يسمع صوتًا غريبًا صادرًا من الداخل..جعله يتمنى من أعماق قلبه أن ما يسمعه غير صحيح.
تقدم الى الداخل بهدوء ودون أن تصدر خطواته أي ضجيج حتى وصل الى غرفة النوم والتي هي مصدر الصوت.
وللاسف حصل ما كان يخشاه.
إيلينا تجلس على الارض عند الطرف الاخر من السرير بحيث كان ظهرها مايقابله، ولكن استطاع سماع تلك الشهقات الصغيرة الصادرة منها.
انها تبكي! وبسببه!
هي لاتبكي بسهولة وكونها وصلت لهذه المرحلة يدل على عمق حزنها وإرهاقها.
يشعر بأنه سيبكي كذلك، لقد اشتاق لها فعلًا مالذي حصل ليصل الامر لهذا؟
تقدم منها بخطواتٍ وئيدة ولقد شعرت بوجوده بالفعل لذا خبئت وجهها بين ركبتيها لاعنةً نفسها لعدم أغلاقها للباب، لاتحب أن يراها أحد وهي تبكي!
" إيلينا.."
نطق بخفوت قبل أن ينحني لمستواها عاجزًا عن التفكير بأي شيء ليقوله، لا يجيد التعامل مع هذه الموقف!
" أنظري لي..لمَ تبكين؟ لا شيء يستحق "
فاشل جدًا ولا يمكن لأحد أن يلومه، فمن يجيد إيقاف شخصٍ عن البكاء هو العبقري فعلًا!
" هل هو بسببي؟ أنا أسف..كنت قلقًا عليك وحسب، لم يجدر بك الاستهتار بشيءٍ خطيرٍ كهذا "
ربت على شعرها يعيده خلف أذنها عل شيئًا من وجهها الذي تخفضه يبدو له.
" قلت لك كنت مستعجلة!!"
رفعت رأسها وصرخت بنبرة مهتزة بسبب بكاءها.
" أعلم أنك كنت مستعجلة، لكنه ليس مبررًا لو تأذيتي، عندها حقًا لن أعلم مالذي علي فعله وقد أصاب بذبحة صدرية وأموت "
كان لابد من عنصر المبالغة الذي يحمل ريوتا منه الكثير.
" لكنك صرخت علي..وأنا أكره الصراخ "
نطقت بنبرة خافتة هذه المرة.
" أسف، كنت غاضبًا كما أنك كنت هادئة بشكلٍ متلفٍ للاعصاب"
صمتت ولم ترد ولقد ظن أنها هدئت وإقتنعت ولكنها لم تكن سوى هدوء ما قبل العاصفة.
فهي عادت للبكاء مجددًا بشدة بينما تضربه :" لم تعلم كم كانت متعبة! لم تعلم كم عانيت في أسبوعي! لم يكن هناك شيءٌ يحدث حسب خططي، بينما أنت كل ماتهتم به أن تسبقني الى السرير ايها اللعين!!
لقد استهزأوا بي..لقد قللوا من عملي ريو
هل تعلم كم ألمني قلبي؟ شعرت بأنني فاشلة ولا أصلح لشيء، وعندما عدت من العمل محطمة كنت تتجاهلني ايضًا، أليس هذا كثيرًا؟"
كم ألمه قلبه لبكاءها وعتابها الذي أشعره بالذنب ضعفًا أخر..لم يعلم أنها عانت لهذه الدرجة لم يرى ما مرت به في عملها ولم يسألها ، بينما كانت هي تحتفظ بكل شيء في قلبها غير قادرة على التحرر منه.
شدها اليه يحتضنها يخبئ وجهها بين طيات قميصه:
" أسف لم أقصد أن أزيد الحمل عليك، لن اكررها ابدًا..لاتبكي رجاءًا"
أستمرت بالبكاء لبضع دقائق اخرى في حضنه ثم هدأت اخيرًا وأبتعدت تحدق بالتحفة التي أحدثتها دموعها في قميصه.
" وجهك وكأنك بقيتي مقلوبةً رأسًا على عقب لمدة نصف ساعة "
قهقه بخفة مشيرًا الى أن وجهها محمر ومتورم لبكاءها.
"ليس وقت مزاحك"
ضربت رأسه بغيظ، وضحك في المقابل.
عبست محدقةً به بصمت لسخريته بينما هو توقف عن الضحك لجدية تعابيرها، ثم قربها مجددًا يمسح دموعها التي ملئت وجنتيها.
" لسنا غاضبين بعد الان؟"
سألها ينتظر منها تأكيدًا، فأومأت له بعد ثوانِ من الصمت، ولقد بدى شكلها لطيفًا بخديها وأنفها المحمرين فحاول كتم ابتسامته مقبلًا خدها.
نظرت له بإنزعاج مزيف قبل أن تدفعه بعيدًا وتنهض بغية الخروج من الغرفة ولكنها توقفت عند الباب.
ألتفتت له بتردد فنظر لها مستغربًا.
" أنا أسفة ايضًا.."
قالت بصوتٍ خافت لايكاد يسمع ثم ركضت بعيدًا تاركًا الاخر ينتحب لشدة لطافتها.
.
.
.
-----
متنا
كيفكم مع محاولاتي عشان اسوي نكد؟
ليتني نايمة
طبعا مو مسوية نكد احترامًا لتصنيف الرواية الذي لايحتمل النكد واحترامًا لعدم حبي للنكد او بالاصح معرف اكتبه
يعني تكون حياتنا نكد ونخترع نكد ونكتبه؟ خلاص يخي
وبما اننا تكلمنا عالنكد كثير نجيب شي حلو كذا
مع ان في فراغات بس كمية الزحمة اللي صايرة مو ملحقة احط شي 😭😭في تعليقات مهما حاولت اضيفها مافي مكان كافي عشان تظهر
طبعا في ناس تكرروا كثير مرات وذول دايما يحطوا الطف التعليقات لكذا شكرًا لكم، احبكم😭❤️✨
اللي ماطلعوا المرة القادمة تتعوضون 🌚
باي❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top