31|عيد مولد تعيس.


لاتنسى ترك تعليق لطيف ✨
...

شرعت بتفرقة جفنيها عن بعضهما ببطئ بعد أن نالت كفايتها من النوم وبدأت تمد اطرافها المتصلبة في الهواء.

توقفت عن مد جسدها حين لمحت وجود الاخر نائمًا بجانبها، مما أثار استغرابها فعادةً يستيقظ قبلها بساعات.

أقامت جذعها عن السرير ووجهت جسدها كله نحوه، تحدق به بصمت، ولكن لم تلبث أن أحست بشيءٍ خاطئ بشأنه.

لقد بدى وجهه متعبًا ومتعرقًا، فلم تتردد برفع كفها لتتحسس حرارته التي كانت كما توقعتها.

ساخنة!

فتح عينيه بمجرد أن شعر بلمستها فهو لم يكن نائمًا اساسًا، ثم لاحظ وجهها العابس.

" صباح الخير "

نطق مبتسمًا بوهن يحاول تحريك جسده ولكنه لم يقوى.

" انت ساخن "

نطقت متجاهلةً تحيته فكل ما يشغل بالها هو أنه ليس بخير.

" أعلم أنني ساخن ومثير "

أبتسم أبتسامة لعوبة بينما يراقص حاجبيه مما أثار غيظها لمزاحه الذي ليس في وقته ابدًا :" هل أنت جاد؟"

" ما بك انها مجرد سخونة، جسدي لم يحتمل روعتي "

شقلبت عينيها ضجرًا حين أستمر مزاحه وبدى انه بخير طالما كان بهذا المزاج، لذلك نهضت متجهةً الى الحمام دون إكتراث.

.

" ريو..الافطار جاهز"

نادت عليه بينما تصف الاطباق في الطاولة، ولكن لم يكن هناك أي ردٍ منه، فهتفت بإسمه مرةً أخرى وكسابقتها لم تلقى الرد.

حين ذهبت الى الغرفة إستقبلها منظر الاخر الذي ينكمش على نفسه في طرف السرير وهناك غطاءان يلتفان حوله.

أقتربت من جهته من السرير وإنخفظت ناحيته تمعن النظر في تعابير وجهه المتجعدة وعرقه الذي أزداد.

" ريو أنت لست بخير"

أعادت شعر غرته الى الخلف محاولةً مسح العرق عن جبينه.

" النافذة.."

همس بصعوبة فأدركت مبتغاه وركضت نحو النافذة تغلقها ثم عادت نحوه.

" أتشعر بالبرد؟"

سألت فقابلها إيماءة بسيطة منه، مما جعلها تكمل :" سأعد لك مشروبًا ساخنًا، سيجعلك تتحسن أنتظر قليلًا "

ركضت خارج الغرفة ما إن أنهت حديثها غير سامحةً له بالرد، وثم عادت بعد دقائق بسيطة تحمل كأسًا بيدها.

" مشروبك المفضل!"

جلست بجانبه منتظرةً جلوسه كي يشرب ما أعدته له، وما أن فعل قامت بتسلميه الكأس ليبدأ بالشرب رويدًا رويدًا.

لكنه توقف فجأة وأعاده لها بوجهٍ متجعد جعلها تستغرب :" ما الامر؟."

" معدتي ليست في حالة تسمح لي بملئها "

نطق معاودًا الاستلقاء على السرير بتعب ولف الاغطية حوله من جديد.

تنهدت بقلة حيلة وقررت الخروج لجعله ينام قليلًا عله يتحسن.

.

جلست على الاريكة بتعاسة تتأمل الجدران منذ ساعة.

تعلمون ماهو اسوأ ما في الامر؟

عيد مولد ريوتا اليوم!

ولكنه طريح الفراش بشهية مسدودة وجسد منهك.

لقد شعرت بالأسى والخيبة فهي جهزت لهذا اليوم منذ أسبوع وكانت تنوي اصطحابه ليلًا الى مكانٍ سيحبه ويحتفلون جميعهم ولكن يال الحظ! كل ذلك أندثر.

زفرت الهواء من رئتيها بإستسلام تزامنًا مع نهوضها عن الاريكة بغية العودة الى الغرفة وأخذ هاتفها.

ولكن اثناء سيرها في الممر سمعت صوتًا غريبًا..هل هذا صوت تقيؤ؟!

ركضت نحو الحمام راغبةً بالدخول ولكنه كان موصدًا، فبدأت بطرق الباب :" ريوتا أفتح لي!"

في المقابل لم يجبها وأستمرت بسماع صوت تنفسه الصاخب بالاضافة الى تدفق المياه في الحوض.

ثوانٍ وعاد صوت تقيؤه لينخر مسامعها وكم كرهت هذا، فريوتا يكره أن يراه اي إحد بحالٍ مزرية كهذه ودائمًا يلجئ لأن يوصد الباب على نفسه كـ الان تمامًا.

ولكنها كانت قلقة من أن يختل توازنه ويقع..ففي هذه اللحظات كثيرًا ما يرتخي الجسد ويفقد قوته.

كما أن الانزلاق في الحمام سيكون كارثيًا.

استمر الامر لدقائق قليلة حتى سمعت صوت تحرك القفل ويليها خروج ريوتا بينما يمسح وجهه بالمنشفة.

أقتربت منه وبدأت تربت على ظهره صعودًا ونزولًا بينما تقوده الى السرير مجددًا:" سترتاح الان، ربما كان معدتك سبب الالم "

أفترش على السرير بإنهاك وإيلينا لم تنفك عن التربيت على ظهره وشعره بهدوء لعدم معرفتها مايجب عليها فعله..عقلها أصبح عاجزًا عن التفكير فجأة.

.

عندما أحست بنومه أنسحبت بهدوء مغلقةً الباب خلفها وبيدها تمسك هاتفها، وما أن ابتعدت عن الغرفة قليلًا قامت بالاتصال بوالدتها علها تساعدها وتخبرها بما يجب عليها فعله، فهي رغم ثباتها وإخبارها له بأن هذا شيء طبيعي وأنه سيستيقظ وهو يقفز كالقرد ألا أنها من داخلها ترغب بأن يخبرها احدهم بأن كل شيء سيكون على مايرام وما من داعٍ للقلق.

" ماما النجدة زوجي يحتضر "

فرط التوتر لدى إيلينا خطير، فهي سرعان ما رمت كلماتها بمجرد أن قبلت والدتها المكالمة، جاعلةً عقل الاخرى يتوقف عن العمل كذلك.

.

"حاضر امي، سأعتني به "

أجابتها بطاعة قبل أن تقوم بتوديعها وتغلق الخط.

بعد أن حكت إيلينا لوالدتها أعراض ريوتا، أخبرتها بأن تعطيه دواء لتخفيف حرقة ما بعد الاستفراغ وبعض الفواكه ليستعيد السوائل التي فقدها، وثم تدعه يذهب للاستحمام ليخفف من حرارة جسده، كما أكدت عليها أن تجعل الغرفة دافئة كي لايزداد مرضه.

وحسنًا لقد طبقت كل ما أملته عليها والدتها بالحرف، لولا أن ريوتا كان عنيدًا ورفض شرب أو أكل أي شيء وأكتفى بالمسكن فقط.

مضى يومان على مرض ريوتا، كان بالكاد يأكل بسبب شعوره بالغثيان دائمًا، ولكن بحلول مساء اليوم الثالث كان قد تحسن كثيرًا وإستطاع تناول طعامه كاملًا واخيرًا.

.

كان يجلس على حافة السرير بينما يقرأ رسائل التهنئة التي وصلته من اصدقاءه ولم يتمكن من رؤيتها سوى الان.

كان قد نسي عيد مولده تمامًا بسبب المرض، ولكن رؤيته لتذكرهم هذا الامر..أسعده كثيرًا.

" ريو!"

صاحت بإسمه من خارج الغرفة فجارى صراخها يحثها على قول ماتريده.

" أغلق عينيك!"

" لمَ؟"

سأل قاطبًا حاجبيه بإستغراب لطلبها.

" أغلقها فقط! وأياك أن تفتحها قبل أن أخبرك!"

صاحت مجددًا فإمتثل لأمرها وأغلق عينيه.

" أن فتحتها سأقتلعها"

نطقت مهددة وقد أستشعر دخولها الغرفة بسبب صوتها الذي أصبح قريبًا، فهمهم لها مبتسمًا بحماقة.

" أفتحها الان!"

طلبت منه بعد بضع ثوانٍ، وأول ما أستقبله هو وقوف إيلينا أمامه مباشرة تحمل بين يديها كعكة صغيرة بالشوكولاتة وعليها شمعة مشتعلة.

" عيد مولدٍ سعيد!..متأخر قليلًا"

تمتمت بأخر كلمتين ثم عادت للابتسام بوسع تترقب تعابير وجهه التي أشرقت.

" هيا أطفئ الشمعة!..او لا مهلًا تمنى أمنية اولًا!"

أبعدت طبق الكعكة عنه قليلًا حين كان على وشك نفخها فضحك بفخة على حماسها الذي جعلها مشتتة.

جمع كفيه ببعضهما متمنيًا امنيةً في سره ثم قام بإطفاء الشمعة فسارعت بوضعها على المنضدة بجانب السرير وإنتشلت كيسًا ورقيًا كان مختبئًا في الزاوية.

" لقد جلبت لك هدية!"

أخرجت من الكيس معطفًا طويلًا باللون الاسود يبدو قماشه أقرب للمخمل ثم قامت بفرده أمامه :" لقد رأيته في محل أفتتح قريبًا ولم أتمكن من تجاهله، سيجعلك تبدو كرجال الاعمال الاثرياء الذين يظهرون في الدراما "

كانت تتكلم بحماس وابتسامة واسعة بينما تلقي نظرة على المعطف الذي بين يديها بين كل لحظة وأخرى.

" وهذا أيضًا "

أخرجت له وشاحًا بنفس لون المعطف وألبسته إياها بعشوائية قبل أن تبتعد خطوةً الى الوراء تنظر الى ما إختارته بعناية.

بينما كان هو متصنمًا لا يستوعب أي شيء، هي سريعة جدًا وهو لم يتخطى بعد جمال المعطف والكعكة!

أختفت بسمتها فجأة وإستبدلت بوجه متحسر :"

أردت أخذك الى اماكن عدة ونحتفل به بطريقة أفضل وفي وقتٍ أبكر ولكن مرضك منعني.."

نظر لها عاقدًا حاجبيه بخفة، أحقًا ما تقول؟

لم تتحدث وكأن ما قدمته الان هين ولا يساوي شيئًا؟

أتذكرون رسائل التهنئة في البداية وكيف أسعدته؟ لقد حل هذا على قلبه أضعافًا!

" لا تكوني سخيفة"

استقام من مضجعه يحيط ذراعيه حولها في عناقٍ خانق كاد يحطم عنقها في بدايته ولكنه سرعان ما أرخاه حين تذكر تحذيرها له بشأن عناقه الخانق هذا.

"لولاك لما كان الامر هينًا علي اساسًا

كما أن هذه افضل هدية حصلت عليها طوال السنة حقًا!"

أبتسمت أثر كلامه وشعرت بالرضا لكون الهدية نالت إعجابه، ولأنه أصبح بخير.

" شكرًا ليني..

أحبكِ حقًا"

تمتم جاعلًا الاخرى تتجمد قليلًا..هما لا يرددان هذه الكلمة بكثرة وقوله لها فجأة يجعل امعائها تنفجر

فمهما كانت عدد المرات التي تسمعينها فيها..سيظل لها وقعٌ جميل في كل مرة.

ضمت شفتيها في خط تكبح إبتسامتها الواسعة ثم رفعت يديها لتبادله.




" كل هذا لأجل الكعكة والهدية ايها المتملق؟"

.

.

.
----

احسني متت شذا كيوت مرة، وترا ذا أقصى مستويات الرومانسية عندي..يس اكثر من كذا ما اعرف اكتب 😭😭

وطبعًا ماقدرت وبعصتها بالاخير، سوريي يدي كانت تحكنييي

المهم هذا يعتبر طلب تكرر اكثر من مرة..كنتوا تبغوا عيد،ميلاد وواحد منهم يمرض..مدري ايش المفاولة ذي بس يلا حققناه لكم 😔❤️

كمان شي، جمعت أفضل كومنتات بالنسبة لي من البارتات الاخيرة، ورغم انه ما كفى احطهم كلهم بس انيواي


للمرة المليون شكرًا للحب اللي تقدموه للقصة ولكل حد حط تعليق لطيف او يضحك او اي شي!
لان كل ما ارجع أقرأ واشوفهم ارجع انبسط مرة ثانية ❤️

ان شاءالله اسوي تجميعة ثانية في بارت اخر في المستقبل :)❤️

لوف يوو

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top