ما خطب هذا البارد !!؟
نظرت كيرا ناحية عيني السيدة العجوز التي تغيرت ملامح وجهها البشوشة الى ملامح تدل على عدم رضاها على فعلة الشابة الشقية كما وصفتها داخل عقلها -كيرا- ...ثم وجهت نظراتها ناحية ذلك الملقي على الارض ثم عاودت تحويل نظراتها الى العجوز مع شبح ابتسامة رضى على فعلتها
_"أسفة أيتها السيدة، ولكن أمثاله هذا ما يستحقونه على سوء اللباقة ...اذن ، اين كنا ؟ ااه تذكرت سأخذ تلك الغرفة المتبقية فقد عانيت كثيرا حتى أجد لي مكانا للمبيت لدى هاتي المفاتيح بسرعة فأنا جد متعبة "
بينما هي مشغولة في الحديث مع سيدة الفندق ،وقف الشاب بعد ان خف الألم عن فكه فقبضة كيرا لايستهان بها خاصة وان كان مزاحها متعكرا مثلما فعل هذا الأخرق ...وأخيرا فتحت العجوز شفتاها للحديث متسائلة
_"أأنت بخير يا بني !؟أتريد أن احضر لك قطعة ثلج ؟؟"
_"هاا أنا مزلت هنا بانتظار المفاتيح "
وجه الشاب نظراته الباردة المستفزة لأعصاب كيرا
_"في أحلامكِ يا صغيرة ،انا من سيأخذها لامحالة"
_"انا من اتى اولا اذن انا من سيأخذها لدى انقلع "
_"لا أهتم ،سأخذها رغما عن انفكِ "
_"يا الاهي ارزقني الصبر ..سأقتله ان بقيت احادثه ...ألا تفهم يا هذا أي جزء لم تفهمه من 'لن تأخذها' "
قاطعت العجوز ذلك الشجار الطفولي بين الاثنين قائلة ببساطة
_"لما لا تتشاركنان الغرفة ان كنتما مصران على اخذها لهذا الحد وتتقاسمان ثمنها ايضا ريثما تجدان البديل "
ردا في نفس الوقت
كيرا/الشاب _"مستحيييل" مع الضغط على الحروف الأخيرة
_"اذن عن اذنكما ،غادرا أنتما الاثنان فأنتما تسببان ازعاجا للزبائن والا سأتصل بالشرطة لتقضيا الليلة هناك "
رد الشاب بفظاظة
_"ايتها الشمطاء منذ متى ولكِ لسان سليط ،على كل حال لم يعجبني فندقكِ القذر هذا ان كان فندقا اساسا "
_"أول مرة اتفق مع البارد في شيء ما ....سأخرج من هنا لم تعد لي طاقة للجدال "
قادت رجليها لخارج الفندق دون ان تسمع رد السيدة التي احمر وجهها غضبا على اهانتها ، فسبقها الشاب بخطواته الطويلة متعمدا ضربها في كتفها بكتفه....الشيء الذي زاد من غضبها وكذا رغبتها في قتله والتمتع بتعذبيه بأشنع الطرق ..ابتسمت ابتسامة خبيثة على تخيلاتها السادية، ثم اكملت طريقها لخارج الفندق متناسية اياه لتفكر بجدية في البحث عن المكان الذي ستبيت فيه فالوقت متأخر ....ما كادت تعتب أبواب الفندق المهترئ حتى لاحت اصوات سيارة الشرطة الصاخبة تكتض معلنة عن وجود خطب ما ...كيرا لم تهتم لذلك من الأساس اكملت خطاها ناحية الخارج حتى تجاوزت سيارة الشرطة ببعض انشات ليوقفها ذلك الصوت الخشن ،قائلا :
_"توقفي يا آنسة ،انتِ رهن الاعتقال بتهمة تهديد مالكة الفندق الطاعنة في السن وفي العلن ايضا ثم زعاج النزلاء"
اخذت نفسا عميقا قبل ان تستدير ناحية الشرطي الذي تسبقه بطنه المنتفخة ؛كي تجدد قدرة تحملها وألا تنفجر في وجه هذا السمين
_"هذا ما ينقصني سمين بغيض "
_"عفوا ،ماذا قلتِ لم اسمعكِ جيدا "
_"لالاشيء مهم ،انا لم افعل شيئا انه ذلك الشاب الذي يشبه الزرافة في طولها ويملك شعرا بني اللون يتخلله لون احمر من الامام "
تصفه بينما تؤشر عليه بأصبعها السبابة في محاولة منها للافلات
_"لكن السيدة العجوز تقول أنه ليس وحده من افتعل المشاكل لدى كلاكما رهن الاعتقال ،تفضلِ معي يا آنسة لانريد مشاحنات"
خطت امامه يملامح منزعجة ،أيعقل ان يكون هناك ما هو اسوأ في هذا اليوم !!؟😤صعدت سيارة الشرطة بمزاح متعكر كأن العالم فجأة انقلب ضددها ،وما زاد الطين بلة جلوس المستفز بجانبها في الخلف ...انطلقت سيارة الشرطة بصوتها المزعج ناحية مقر الشرطة .
_"هيي حضرة الشرطي لما لم تجعل هذا البارد يجلس في الامام ،انا حقا لا اتحمل الجلوس بقربه ...يوهو مرحبا أتسمعني ؟؟...يا سيد انا اتحدث إليك "
_"انتِ اخرسي والا سأحرص على بقائكِ في ضيافتنا طويلا "
انهى جملته بأخذ قضمة كبيرة من الدونات وفي ذات الوقت يقود بيده اليسرى
_"ألا تفهم يا هذا لااريد الجلوس معه ، _قلبت عيناها في ضجر _ وكأنني اتحدث بلغة لا تفهمها "
نظرت باتجاه الشاب الذي تسميه بالبارد او المستفز نظرات حقد وكره لا تعلم من اين أتت بهما ،ليبادلها بنظرة باردة غير مبالية بما يحيط به ،ما جعلها تقلب وجهها للجهة المقابلة للنافذة لتهدئ نفسها فما حدث لها اليوم ليس بالهين أبدا ...وهاقد توقفت سيارة الشرطة اخيرا بعدها ينزل الشرطي بخطى مهرولة صوب باب السيارة الجانبي للخلف بحيث اخرج من جيبه الخلفي أصفادا حديدية وضعها على اليد اليمنى للشاب واليد اليسرى لكيرا ،ثم قام بجرهما خلفه لداخل مركز الشرطة غير مهتم بخطواته المتسارعة ....ظل يمشي بين أروقة المقر الى ان وصل الى احد الزنازن الفارغة في ركن على اليسار، وألقاهما هناك دون ان يفك اصفادهما حتى او يسمع منهما اي كلمة اعتراض وكأنهم يملكون حق ذلك اساسا ...اغلق الباب على عجل وعاد ادراجه بنفس وتيرة المشي وقبل ان يبتعد عن ناظريهما قال بنبرة صارمة .
-" كدت انسى يجب ان اصادر مقتنباتكم "
ادخلت كيرا يدها في جيب بنطالها الخلفي لتسحب منه الهاتف وتقدمه له بعدم رضى ،ونفس الشيء مع البارد
_"ممنوع المشاكل ،وما اعنيه بالمشاكل ،سب وشتم وشجار ،هذا إن اردتما ان تغادرا صباحا"
ثم صفع الباب الخارجي للزنازن بقوة ليتردد صداه بفعل الهدوء المخيف الذي يعم المكان ،تاركا اياهم يعمون في غصتهم ... وصل بكيرا الغضب حد الجنون لدرجة ركلت قضبان السجن بقدمها فتألمت لفعلتها الغبية تلك وهي تشتم تحت انفاسها ذلك الشرطي البغيض ، والقدر الذي جعلها تلتقي هذا البارد الذي هي مضطرة ان تبقى بقربه بسبب اصفاد غبية، وبينما هي تمسك قدمها بتألم جالت عينيها على وجه الشاب البارد فوجدته بنظر لها في شرود بملامح وجه خالية لا تعبر عن شيء ،فا غتاظت من فعلته تلك
_" الى ماذا تنظر أيها الأحمق !؟ ،هيا هيا ابتعد لا اريد ان ارى وجهك المشؤوم هذا "
لم يحتمل كلامها الوقح فرد عليها بنبرة اقل ما يقال عنها مستفزة
_" ليس وكأنني احب النظر الى وجهكِ القبيح أيتها القصيرة"
ثم أشاح بوجهه للجهة المقابلة بحيث يوليها ظهرهه وهي كذلك فعلت المثل ،فهي الآن متعبة ومتعبة جدا من احداث اليوم الكثيرة عليها والتي كانت مفاجئة لها ،اطلقت تنهيدة طويلة دلالة على الهم الذي يجتم قلبها المكسور ،ظلت تحدق بالسقف بشرود تحاول استيعاب كل ما حصل ، أولا اكتشاف حقيقة خداع مايك لها وشقيقه التوأم جايك الذي عرفت عنه اليوم فقط ! كان ذلك صعبا عليها تقبل فكرة ان من احبته كان فقط ضربا من الخيال ومن ثم محاولة اغتيالها لأجل شيء ليست مسؤولة عنه قليلا، ربما من يدري !!؟ لينتهي بها المطاف مطاردة من قبل اكبر عصابة تابعة لهم وهاهية الآن محبوسة بين أربعة أحيط مع غريب اطوار مستفز رائع أهناك ماهو أسوأ من هذا !؟ لاأظن ذلك ،وكأن العالم كله اتفق على ان يجعل من هذا اليوم أسوأ ايام حياتها ...اخفضت بصرها من على السقف بشكل بطيء الى ان استقرت على ارضية الزنزانة المتسخة ،لتنظر لها بتقزز فتزيد من شد يديها على ساقيها وتريح رأسها عليهما في محاولة للتخلص من ألم الرأس الذي يفتك بها ،اغمضت عينيها في محاولة بائسة للنوم فهي بكل الاحوال لن تخرج من هنا الا في الغد لدى ما الفائدة من البقاء مستيقظة وهي في امس الحاجة للنوم ...مالت برأسها للجهة المعاكسة لكي تلقي اخر نظرة على الشاب الذي بسببه هي هنا من الاصل ،كما بدا جليا كان يغوص في بحر افكاره هو الآخر ،وتغزو محياه نظرة لم تعلم كيرا كيف تصفها وكأنها مزيج بين الحزن والغضب الشديدين ،كان يبدو في نظرها حزين غاضب رغم ملامح البرود التي تكتسي محياه طوال الوقت ،عادت برأسها الى الامام ثم مالت به باتجاه اليسار لتستطيع النوم بأرياحة ولو قليلا ،سرعان ما اغلفت جفنيها مستسلمة للنوم ، اذ سرعان ما غطت في نوم عميق،صدق من قال "النوم سلطان ".
خرجت من شرودي على صوت ارتطام رأس تلك الثور الهائج على ظهري يبدو أنها نامت دون ان ألاحظ حتى ،حركت جسدي بنصف زاوية ثم امسكت بجسدها في ناحيتي بحيث تركتها تتكئ بثقل رأسها على كتفي ،فعلى ما يبدو نومها ثقيل ولم تشعر حتى بأنها نائمة على كتفي ،ذلك أفضل لها من الأرضية الباردة ،تبا كم انا نبيل ! أحيانا أحسدني على كرمي ،لفت نظري خصلة متمردة من شعرها تغطي عينيها لأمد يدي وأزيلها ببطىء شديد وانا أتأمل ملامح وجهها اللطيفة وهي نائمة ،عيناها ساحرتان بشكل ملفت عن قرب ،هذه الفتاة متناقضة حين تكون مستيقظة تكون عدائية لاتطاق وتكرهها رغما عنك اما عندما تغط في عالم الأحلام تصبح ملامحها اكثر سلمية ولطيفة بحيث تدعوك لتأملها لوقت غير معلوم ، وكأنها قطعة فنية متقنة الصنع ،خرجت من شرود تأملاتي للمرة الألف هذا اليوم ،ان هذه الهمجية حقا خطيرة على قلبي ...أشحت بوجهي للجهة المعاكسة ،أنظر بلا هوادة في أرجاء المكان الموحش ففي النهاية لولا طيشها لما أتينا هنا من المقام الأول _أطلق تنهيدة يريح بها غصته_ ااااه انا جائع لم أتناول شيئا منذ الظهيرة ،ادرك ذلك فقط عندما سمع نداء معدته تطالبه بالطعام ، ظل يكرر عقله "أريد الطعام يا هذا الطعام ،الطعااام" تلملم بعدم ارتياح فقد بدأ كتفه يؤلمه جراء ثقل رأسها ، بئسا رأسها ثقيل بالمقارنة مع عقلها اليابس ،قههقة صغيرة خرجت من ثغره لتظهر غمازاته التي نادرا ما تظهر ،ثم يغمض عينياه للنوم مع تلك الابتسامة الرقيقة التي ما تزال تعلو محياه ،ففي نظره يوم الغد سيكون متعبا ومتعبا بحق ...
- "كيرا ...كيرا ،هيا كيرا افتحي عينياكِ _صوت أنثوي رقيق أشبه بالهمس يحثها على الاستيقاظ_"...
بدأت رموشها بالتحرك بانزجاع دليلا على اسيقاظها إثر الضوء الساطع الذي ضرب ببصرها حيث عجزت لبضعة ثوان عن فتحتهما لشدة وطئته ، اذ تلقائيا وضعت يديها على عينيها تفركهما للتخلص من آثار النعاس ولتستطيع الرؤية بوضوح أكثر ...وأخيرا استطاعت النظر نحو الضوء المسلط ناحيتها عندما اعتادت عليه عيناها البندقيتين في فضول فهي لم تتعرف على الصوت الذي ناداها قبل قليل ،ثم من أين عرفت اسمها تلك المرأة ؟ ...غاصت في بحر أفكارها الذي لا يرحم حتى قاطعه ذلك الصوت الانثوي مجددا تزامنا مع تخافت الضوء المسلط ناحيتها لتتضح اكثر هيئة المرأة التي تقف قبالتها ،نهضت بخفة لتصبح مواجهة صاحبة الصوت .
-"اضغِ إلي جيدا ،فكلامي لن يعاد مرتين "
أرجعت بعضا من خصلات شعرها الأحمر الناري المتمردة للخلف كي لا تعيق مجال رؤيتها ، ثم اخذت نفسا لكي تطلق كل ما بجعبتها دفعة واحدة وفي الآن ذاته هندمت ثوب فستانها البسيط
-"أعلم أن كلامي قد يبدو غريبا ولكن عليكِ أن تثقِ بي وسأشرح لكِ كل شيء في وقته فلقائنا قد يتكرر كثيرا ،والآن كل ما عليكِ معرفته هو انه عليكِ أخذ الجوهرة الزمردية من رئيس العصابة التي تلاحقك لغرض مهم وأيضا يخصكِ بشكل كبير "
فرغ فاه كيرا من هول الصدمة ،فكيف بحق الجحيم علمت بأمر العصابة التي تلاحقها !!؟ والاهم من ذلك كيف علمت بأمر الجوهرة السري!!؟ ،فعلى حد علمها كل من يعرف بوجودها هو رئيس العصابة السافل ونائبه الاكثر حقارة ثم الابلهين جايك ومايك ...ظلت الأفكار تعصف بها من كل ناحية الى ان عزمت على سؤالها الى انها سبقتها بقولها :
-"حسنا حسنا الى هنا وينتهي لقائــ..."
لم تكد تكمل جملتها حتى قاطعتها كيرا
-"كيف علمتِ بأمر الجوهرة !؟ "
سألتها بحذر وتوجس من ردة فعلها ،ولكن خابت توقعاتها حينما ابتسمت في وجهها برقة بالغة قائلة :
-" بالمناسبة اسمي فيلار تذكريه جيدا أما عن سؤالكِ يا عزيزتي لا تتعجلي الأمور فكل شيء سيتضح في النهاية ، والآن اراكِ لاحقا في حلم اخر، فعلى ما يبدو حبيبكِ قلق عليكِ بشدة "
انهت حديثها بغمرة وابتسامة ماكرة تحمل الكثير من المعانِ ،لتدرك كيرا ما كانت ترمي إليه فتصبغ خديها باللون الاحمر ،لتهز يديها تلوح بهما عشوائيا نافية بشكل قطعي أن ما تفكر فيه ليس صحيحا ،محدثة إياها بتلعثم
-" مم_ماذا !!!؟ هو ليي_ليس حبيبي ،جنون منكِ ان تعتقدي ذلك !! "
وقبل ان تختفي فيلار عن انظار كيرا جابهتها بشكل مباغث بحيث امسكت رسغها
-" ماذا عنيتي بحلم اخر ؟ اتقصدين اننا في احلامي انا ؟ ولما ذلك المغرور سيقلق علي وانا تعرفت عليه فقط البارحة ؟ "
أزالت يدي كيرا عنها ثم أهدتها أحد ابتساماتها الرقيقة والمطمئنة ثم مدت يدها لتربت على كتفها بحنية لتجيبها بحكمة بالغة
-" لا تتعجلي عزيزتي سيتضح كل شيء في وقته "
ثم اختفت وكأنها تلاشت ، بنور ساطع ولم يعد لها وجود ،بحيث جلعت كيرا ترمش عدة مرات تستوعب ما حصل لها قبل قليل بتشوش ،فتتضح لها الرؤية لتجد سقفا أبيضا اللون هو كل ما يقابلها ،ثم حاولت تحريك يدها اليمنى في محاولة بائسة لفرك عينيها لتطرد الخمول الذي ألمَّ بها فجأة ، الى انها لم تستطع بسبب شيء ثقيل يمسك يدها بكل رقة ودفىء يعيق تحريكها... نقلت بصرها بالعرض البطيء ناحية اليمين ...توسعت حدقتيها بصدمة لتصرخ بأول ما جال في رأسها
-" ماذا انت بحق السماء فاعل ؟؟"
ذلك الذي انتشل من عالم الاحلام الهنيىء ،يقلب عينيه بضجر جراء افساد حلاوة نومه لتردف بانزعاج طغى على ملامحها اليابانية دون تترك له مجال الدفاع عن نفسه
-" أيها المنحرف السافل لما كنت ممسكا بيدي !؟؟ ثم اين انا هل قمت باختطــ..."
قبل ان تكمل كان قد وضع يده على فمها في محاولة لاخراس حديثها العقيم فهي على أية حال تستشيط غضبا ولن تصغي لما سيقوله الا بعد ان تحطم عظامه ...اخذ نفسا قبل ان يطلق كلماته الباردة كما يفعل في كل مرة يتحدث فيها الى احدهم
-" قبل كل شيء أيتها الثور الهائج كنتي تحتضرين فجأة دقات قلبكِ أصبحت ضعيفة لسبب مجهول، ولويا لكنتي الآن ترقدين في المشرحة ولكنت حضرت مراسيم جنازتكِ يا ذكية وايضا لقد غفوت فقط ثم انتِ لستي نوعي المفضل من النساء وفي الحقيقة لا اظن انكِ نوع مفضل لأحد وانا لم ولن امسك يدكِ ليس وكأنها مصنوعة من الذهب "
أطلق كلماته هذه دفعة واحدة على كيرا التي ما تزال ساكنة وكأنه سُكب عليها دلو مملوء بالثلج ...ظلت تنظر في عينيه بشرود ليردف بسخرية لاذعة
-" ماذا الآن !؟ أ أنتِ واقعة لي أم ماذا ؟ اوه لقد عرفت اعلم ان عينيا جذابة ، لا فتاة تستطيع مقاومتها "
افاقت من سهوتها لترد عليه بأكثر نظرة لا مبالية تملكها
-" هل كل العرب هكذا متعالين متغطرسين ومتنمرون أيضا أم انك وحدك من يملك وجها قبيحا بلسان سليط !؟"
-" احزري ذلك _ابتسامة جانبية اظهرت غمازته اليمنى _ "
همَّ راحلا من الغرفة تاركا الاخيرة تحترق غضبا وهو يكاد يقسم انها تلعنه بكل الشتائم التي تعرفها .
-" مخبول متغرس من يظن نفسه ليهينني !؟ولكن لن انكر ابتسامته ساحرة ،يالاهي ما الذي اهذي به ،لاشك انني بدأت افقد صوابي مثله ،مرة يبتسم ومرة يتجهم ...حقا انه غريب اطوار "
نفضت تلك الافكار المجنونة في نظرها لتتذكر الحوار الذي دار بينها وبين فيلار تلك ...ما زالت تشك في أن ما حدث لها مجرد هلوسات واحلام ربما ...وعت على نفسها لتنهض بتثاقل لكي تغير ثياب المرضى لثيابها التي كانت ترتديهم ...جينز وسترة جلدية سوداء ...لتوها لاحظت ان الاصفاد قد خلفت اثرا احمر على معصمها .
-" تشه ، لابد انه سيترك اثرا "
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top