déjà vu
----؛ ☆ ؛----
الصباحات الجيدة أحُيكت سويًا بِدفءِ وَنغمات اليوم؛ كأنما كانت أغنيةَ عالقة بِجوفِ الطبيعةِ فأنشدتها بِمراسمِ غايةً في التميز، إذ الطبيعة تضمُ لِحلفِها فردًا جديدًا. تتتباهى أمامه بِحلتِها مِن الخُضرةِ وَعبقها المنسوج مِن رائحةِ زهور الربيع المُتفتحة، تُحفزُ العصافير في أن تسكنَ فوق الأغصان وَتنشدُ زقزقة لينة.
وَرُغم أن هذا المشهد يتكررُ دون اليوم- مرارًا، إلا أن اليوم يحملُ في باطنِه سرًا تتطلعُ الطبيعة إليه، سرًا خبأه الكون في المُستظل أسفل الشجرة السامقة يطالعُ كتابًا. لِذلك تراقبُه الطبيعة بِفضولِ أثناء مُمارسة ذاتها الأخاذة.
حتى انقشع الهدوء مُضايقًا الطبيعة وَجارًا انتباه الشاب إلى مجرى المياه العذب في فضولِ.. عُقدة استوطنت ما بين حاجبيه إذ يرى هيئةً أسفل سطح المياه تتحركُ بِشكلٍ عجيبِ، حينما خُيل له جسد أنثوي أسفل المياه ألقى كتابه جانبًا وَقام مُسرعًا لِنجدتها!
إلا أن قبل مُباشرته بإنقاذِها خرج رأسها فوق سطح المياه وَخصلاتها البندقية مُلتصقة بِوجهِها، حينها هدأ وَارتسمت إبتسامة على محياه يراها تُعيد شعرها لِلوراءِ قبل أن تفتحَ عينيها وَتنتبه لِتواجدِه..
كانت الطبيعة تتساءل عَن هوية التي سقطت فجأة في الماءِ..
مِن أين جاءت تِلك؟ وَكيف سقطت؟
أما الفتاة، باشرت التقدم بِخطاها نحو اليابس بِتأنٍ يظهرُ جسدها مِن أسفلِ الماء بِتدرجِ، يكشفُ عَن رداءها الأبيض الذي التصق بِجسدِها يبرزُ شيئا من مفاتنه أسفل نظرات الشاب المُتوترة. لاحظت ذلك وَأدركت حُمرةً طفيفةً تكسو خديه فلم تتمكن مِن منعِ إبتسامتها بعد أن تخطته وَجلست مكانه.
هو مد نفسه في شهيقِ ثُم زفيرِ قبل أن يستديرَ يواجهها، حينها قرر نزع سترته وَتباعًا تقدمُ ناحيتها حتى مدها إليها مُبعدًا حُدقتيه عنها، وَما إن أخذتها مِنه حتى جلس بِجانبِها تاركًا مسافةً جيدةً بينهما.
أيريس
أنبأت فجأة تحتضنُ جسدها النحيل بعد إرتداء السُترة لِبث الدفء بِه-جسدها-، وَما إن تخلى عَن بعضًا مِن حياءه وَنظر إليها هي أعادت بإبتسامةٍ رقيقةٍ: أدعى أيريس
مرت بضع ثواني ينظرُ لِحدقتيها فاغرًا فاهه كأنما ذابت الكلمات على لسانه، أو ما انطلقت أساسًا مِن عقلِه الشارد!
إذ يكادُ يُقسمُ بِأنه رأى تِلك العينين سابقًا.. بِمكانٍ ما.. بِلحظةٍ مُشابهة..
يشعرُ بِثورةٍ داخله تحاولُ إقناعه بأنه يعرفها أحق معرفة دون إعطائه مُبررات مُقنعة،
كأن القدر دبر له مُقابلتها وَعجل مِنه في أحلامه، فحين قابلها صرخ خافقه مُشيرًا أنها حُلمه، بل ذات الأحلام المُتكررة داخل عقله.
وَلم يعي ذاته قبل أن أمالت رأسها مُهمهمة، فازدرد ريقه وَحمحم صوته حرجًا ثُم قال:
تايهيونج، كيم تايهيونج.
- حسنًا كيم تايهيونج..
قالت كأنما تجربُ وقع الأسم على لسانها، ثُم نظرت إلى الكتابِ المتموضع بينهما وَاستردت قائلةً: ما الذي تقرأه؟
- هذا..
ألتقطه بين يديه ثُم أبتسم بِحرجِ يُجيبها: ليس كتابًا بِحقِ، إنما دفتر مُلاحظاتي لِدروسِ الأدب..
فمدت يدها لِيعطيها إياه وَتُطالعُ صفحاته سريعًا حتى أحداها، حينها قرأتها:
- المشهدُ وَالعطر، الأسم وَالهوية، الحُب وَالشجنُ.. -
رفعت ناظريها لِلحظةِ إليه، ثُم أعادت التجولُ بِحدقتيها بين الكلمات المُبعثرة وَأكملت قراءتها:
الحُلم وَالذنب، نفس الحياة، الداء وَالدواء، الظل، الذكرى، الصُحبة الحسنة، الخيار...
- أنها عشوائية
قال بِتلقائية يجيبُ سؤالها العالق بِجوفِها،
وَهي هزت رأسها نفيًا وَأعادت إليه الكتاب قائلةً: لا، ليست كذلك.
- إن الكونَ يدفعنا لِطرقنا بِأغربِ الطرق كما دفعني لِقراءة تِلك الصفحتين دونًا عن غيرهما
وضحت تُطالبُه بِطريقةٍ غير مُباشرة عَن سببه الحقيقي عوضًا عَن ذاك المُصاغ.
فأمالت جذعها لِلأمام لِتشاركه سره: إذا كيم تايهيونج، ما تِلك الكلمات؟
لربما أرتبك قليلًا قبل أن تنسابَ الكلمات مِنه بِتلقائيةٍ تسردُ لها أرتباكه الأيام الماضية حيال شظايا أحلامه، يحكي لها أيضًا خيال حسناء غايةً في الجمالِ مثلها تقفُ بِزاويةِ حُلمه مُبتسمةَ بِرقةِ- قد عنى ذلك بِمعناه الحرفي دون التغزل بِجمالِها بِشكلٍ كافٍ- إلا أنها أبتسمت ذات الأبتسامة الأخاذة.
وَاستكمالًا لِأحاديثمها أجابته -حين سؤاله - بِأنها خُيل لها لِلحظةِ قُدرتها لِلسير على الماء، إلا أنها أدركت عجزها ما إن كانت داخله بِالفعلِ.
هكذا بقى كلاهما ينبشُ بِعُمق ذكرياتهما عَن بعضهما البعض، يُدركان بعضهما دون ما يجمعهما..
فأشار إليها بأنه لا يتذكرها جيدًا، لكنها الفتاة مِن أحلامِه
لربما بِهيبةِ القدر، المُقدرة له كذلك بِحيواته.
----؛ ☆ ؛----
//تمت//
.
الكلمات التي قرأتها أيريس مِن مُلاحظات تايهيونج هي أسماء الفصول بِالعربيةِ
أي أن رُغم حذف ميو ريا لِذكريات تايهيونج، إلا أنها تظل قريبة مِنه لِأنها حياته السابقة التي ما هجرها بل ركنها
أيريس بِهذا الفصل هي نُسخة آدمية مِن ميو ألورا
فيها تخلصت الورا بِذكرياتها حتى تتمكن ترجع لِعالمها دون هذا الجُزء الادمي مِنها
مَع ذلك بتطمئن عليه مِن فترةِ لِأخرى
أدري أن ذا الجُزء مبهم في القصةِ.
لَكن ميو ريا قامت بِحذف ذكريات تايهيونج حسب رغبته، بِقدرتها الخاصة لأن كجنية ريش ليل هي بتسحب السوء مِن الكوابيسِ
أما ألورا هي جنية أحلام وَتشرفُ عليها حتى ما يتم فقدانها وَتتأكد مِن إبرازها لأصحابها حتى تُحفز دوافعهم.
الحالة الأولى بِالمقُدمةِ هي حالة المألوف المنسي jamais vu
وَالحالة الأخيرة وهي الخاتمة هي وهم سبق الرؤية deja vu
الفصول الي بينهما هي التي بيتأرجح تايهيونج وَأيريس البشرية بين تذكرها وَنسيانها
رُغم مرورهم بِذات الأحداث إلا أنهم لا يتذكروا بعض
وَرُغم أنهم متأكدين أنها المرة الأولى، إلا أنهم مقتنعين بِأن كان لهم مرة سابقة
أعتقد شرحت الأحداث المُبهمة وَأشياء كُنت حابة حد يلتفت لها، لكن بما أنها فلوب فما حد دخل أساسًا، إتز أوك
ختامًا
بدأت هذه القصة مِن 2018، وَتحولت فيها مِن المسودةِ لِلنشر مرتين
السبب في وقوفي فيها دائمًا هو ترددي وَجهلي بِالقادمِ
لَكن مُنحنى الأحداث الحالي يُرضيني، وَيجعلني سعيدة أني قررت أكتبها الحين عوضًا عن قبل، لأنه بيعطيني فُرصة أكتب بعد أن تطورت قليلًا ونضجت فكريًا بعض الشيء. لِذلك في تويست دارك بِتصوير الفصام كظلِ مُزمن، وَدون هذا التطور أجزم بِأني كُنت سأستمر بِالدورانِ حول مليون نقطة غير الفكرة الأساسية التي لم أحددها حينها، وَاستمر بِحشرِ العديد مِن المواقف العشوائية كالفصل الأول وَالثاني. أما الان، أدركها قليلًا وَتمكنت مِن التعاملِ مَع ثغرة التوقيت الزمني بِاستحضار أشد الأحداث أهمية وَالذي بينهم يسيرُ بِروتينية وَرتابة. كُل فصل، رُغم ان مدى أهميته قليل.. إلا أنه بيوضح الوقت الي مر حنى نصل لِوهم التذكر.
كما أن تعلمت تقدير أعمالي الجيد مِنها وَالسيء
رُغم أني لَن أدرج هذه بأيًا مِنها، إلا أن كونها مكتوبة مِني وَتشهدُ علي
فهي تملكُ مكانة خاصة بِقلبِي لَن تتزعزع حتى وَإن كتبت تُحفة فنية بِيومِ.
وَرُغم أنها لَم تلقى دعمًا، إلا أني تمكنت مَن إكمالِها
وَهذا كان هدفي: أن أكتب عملًا لِنفسي لا يتأثر بِكثرة التعليقات أو التصويتات.
لَكن هذا لا ينفي أني أريد بعضًا مِنها ")
أو شخصا يشاركني حماسي.
اخخ طولت وَأنا بكلم الحيط
شُكرًا على أي حال
لِلحيط، وَلِنفسي
وَلِتايهيونج وَأيريس
وَميو ريا وَميو ألورا
♡
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top