10: le choix
----؛ ☆ ؛----
السابع مِن مارسِ، عام 1993
يوم استثناء الكون
.
به شوق مُلغزُ ينهشُ أفكاره دون رحمةِ. يُعاتبه على دفعها بعيدًا فيصيغُ لِذاتِه عُذرًا بِأنها لَم تخيره بينها وَبين الظلِ، فقط رحلت دون مُقدمات وَدون حتى ختام تمامًا كما جاءت. رُغم ذلك -رُغم انقطاع كُل سُبل الوصول إليها وَاختفاءها المديد- لديه بِمكانٍ ما بِفؤاده ثقة عمياء تستنكرُ الرحيل، سالفًا استنكرته بِتزعزعِ وَوجلِ.. إلا أن لِأيريسِ، فُهنالك شرارة أمل بِأن لها عودة.
وَلازال، هنالك توق جم في أن يستشعرُ حُبًا آدميًا أو حتى اثيريًا.
وَرُغم ذلك، يُحركه الوجل مِن أن يُتركَ وحيدًا مُجددًا.
لِذلك فضل ظله، فقد نُبذ لِعالمِ آخر وَجاء إليه ركضًا مُحملًا بِنواياه المُبهمة.
يفضل تواجده رُغم امتلائه حُقدًا تجاهه؛ لِأنه مؤكد الدوام.
"بإمكاني تعويضك.."
عاد لِهمسِه، كان في بدايتِه مُغتبطًا له مُعتقدًا بِأن تايهيونج سيستجيب، إلا أن اعتقاده هوى وَمعه غبطته أمام دفاعاته العقلية.
مر أسبوع، لربما أثنان بِالفعلِ؟ آه، إن الوقت يدفعُ وتيرة الأيام غير مُكترث بِالذين سقطوا يجمعون ما فات، أيامهم مُتطابقة تسيرُ بِروتينيةِ ملق الظل وَرفض تايهيونج لِبسط يديه. وَذاك الظل ما عاد يشغلُ لا عقله وَلا باطنه.. حتى لا يستجيب له! وَعلى اثر ذلك ضعف الظل وتحولت ذيول فخره إلى خيبةِ.
كانا ذلك اليوم بِالدُكانِ ذا الإضاءة الخافتة وَالفوضى العارمة، ينفضُ تايهيونج الغُبار عَن الأشياء المُستعملة عل يقتنيها مهووس بِالأنتيكات، في الحقيقةِ هذا عمله الوحيد إذ زوار الدُكان قليلون بِالعادةِ؛ لِذا يستغله جيدًا لِاستهلاك وقته حتى يعود لِلمنزلِ وَينقضي اليوم فيذهب لِلدُكان مُجددًا. الظل يراقبُه مِن زاويةِ بِإزدراءِ لِأنه أدرك أن تايهيونج يُعاملُه كأنتيكته الخاصة: ذو ذكري وَعديم القيمة.
ما قاطع سير يومهما بِروتينيةِ هو جرسُ الباب الذي أعلن دخول أحدهم لِلدُكانِ، فأعتق تايهيونج فُرشاة التنظيف الصغيرة وَاستقام مُترقبًا حتى يجده الزائر وسط كومة الفوضى، التي اتضح أنها آنسة لِسببِ ما أرهبت ظل فصامه..
- أ.. أيمُكنني مُساعدتك؟
طرح تايهيونج مُحاولًا الحفاظ على نظام سير الكلمات دون تقطيعه، لِوهلةِ غفل عَن الهالةِ المُهيبةِ حولها رُغم لباسها البسيط.
-في الحقيقةِ..
أنبرت تدور بِنظراتِها حول المكان، تمطُ شفتيها كأنما تُفكرُ بِأمرٍ ما. ثُم عادت تنظرُ إليه مُميلةً رأسها: أعتقد أنني أنا التي ستساعدك.
أشار لِنفسِه بِسبابتِه يُعيد خلفها: أنا؟
ثُم جال بِناظريه حول المكان لِيلمح ارتجاف الظل بِالزاويةِ، فشك بِأمرٍ وَتساءل:
فيم ستساعديني تحديدًا..؟
- أنت قُل لي.
جاوبته مُبتسمةً إذ لاحظت موضع حُدقتيه وَالقلق الذي ساوره. وَلِأنه كان مُترددًا بإخبارِها هي سبقته قائلةً: لربما تحقيق حُلمك..
أعاد أنظاره إليها بِفضولِ، كان مُتعجبًا أكثره، أهذه أيريس؟
لا تبدو مثلها، يقصدُ..لِما عادت إليه بِتلك الحلة المُريبة..
-لَكن أولًا.. أستدفع ماضيك ثمنًا لِتحقيقِ حُلمك؟
سألته لِتزيد إرباكه حيال هويتها..
فنظر إليها مُطولًا، حتى خرجت مِنه تلقائيًا: أيريس..؟
- أتريد ظل فصامك أم أيريس؟
طرحت ذات السؤال بِصيغةِ أُخرى عله يُدركُ ما ترمي إليه.
جاءت تُعطي مُهمشًا استثناءًا كونيًا، تُراضيه بِأن له خيارًا في رحيلِها.
وَلِذلك ضغط شفتيه في خطٍ مُستقيمِ ينظرُ لِلأرضِ بِترددِ غير ذاته بِذلك اليوم.
وَمع طول الصمت أدرك ظله أنه فانٍ.
- أستظل بجانبي لِلأبدِ؟
طرح بغتة بعد أن انغمس في تيارِ أفكاره
وَفي حينها أومأت القابعة أمامه بإبتسامةِ.
لِذلك نظر لِظلِه في أسفِ.
يريدُه أن يصفح عنه رغبته الدفينة بِتعديلِ الماضي، وَأن يحصلَ على ضالته الوحيدة
التي لَن يكون ظلًا مثله قادرًا عليها.
تِلك المرة التي احتضنته أيريس وَاحتضنت شجنه دون طلب مِنه
يتذكرها جيدًا.. وَللحظةِ تمنى أن يُبقيها بِجانبِ ظله فيعقد صُلحًا بين ماضيه وَمُستقبله
لَكن إن كان بيده الاختيار.. فهو يُريد أن يمضي.
- أيريس.
أنبأ بِثقةٍ ينظرُ في عينيها، ثُم أعاد تأكيدًا لها، لِظلِه, وَلِنفسه: أريد أيريس.
حينها أتسعت إبتسامتها وَأومأت.
تطوفُ حول يديها حفنة مِن غُبارٍ مُتوهج، تدنو بِه مِن تايهيونج حتى تقف قبالته.
استرقت نظرة أخيرة إلى الظلِ الذي انكمش بِوضعيةِ الطفل، ثُم وضعت يدها اليُمنى فوق خافق تايهيونج، تكسو طبقة بيضاء حُدقتيها وَتباعًا تغزو حُدقتي تايهيونج مُشكلةً بوابة لِباطنِه، تسحبُ ما كان يومًا ذكرى عَن حياتِه السابقة لِتمنحه بعثًا دون منية.
تلتقطُ الظل مِن زوايا ذاكرته وَتُعيد نسجها إلى حياةِ ذات بساطة دافئةِ؛ تُلغى نهر والديه، نبذ زملائه وَجذور اكتئابه، وَعِند امتصاصها ذاك الكابوس المرير، عادت عينيها لِطبيعتها دونه وَهمست تُحفظه:
- أنتَ كيم تايهيونج، كنت طالبا ذو مستوى متوسط وَ والديك أحبا تواجدك بينهما. أوقفت تعليمك لِِمُساندة جدتك بِالمزرعةِ، وَعِند وفاتها قررت العمل بِهذا الدُكان لِفترةٍ وجيزةٍ، بعدها ستقرر إكمال تعليمك..
أنتَ لَن تقع لِوحشةِ القاع مُجددًا.
دع الحياة تُفاجئك بِالقادمِ. "
***
- أتمنى أن ذلك كان كافيًا لِتستعيدي هويتكِ.
أومأت المعنية مِن مُنتصفِ اللاقطة.
اعتصامها خلق مِن ذكرياتِها أيريس
وَأعادها حيثُ قُدر لها أن تكون
دون حُضرة تِلك المشاعر الآدمية.
----؛ ☆ ؛----
// يُتبعُ //
.
كان هذا الاخير،
لأن فعليا الأحداث إنتهت.
بس الجاي بيكمل القصة
وبيخليني اختمها بشكل ارضى عنه.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top