يمكنك البقاء

الفصل العاشر من قصة ريا:

في تلك الليلة لم استطع النوم....البرد قارص والمطر لا يتوقف عن الهطول والذي يحمل معه نسمات الرياح لداخل سريري مع اصوات الرعد والبرق المرعبة،  لكن جل ما كنت افكر فيه هو ردي على كلام فيودور وعلى شرطه ذاك الذي وضعني في موقف حياة او موت! قناعه الطيب الذي كان يعلو وجهه قد سقط اخيرا وظهر وجهه الحقيقي الذي خيرني بين خيانة اصدقائي او خيانة عائلتي....... لا اصدق ان اعادة الموتى للحياة امر ممكن حتى!!  ...... لكن ان كان كلامه صحيحا فهل ستعود حياتي كما كانت في السابق!! 

المكان فارغ والهدوء يعم المكان..... بعد كل ما سمعته منه لم اجرؤ على التفكير في تجسيد عائلتي مرة ثانية...... لو سأصف مشاعري في تلك اللحظة فسأقول انني اشعر بالوحدة والخوف والفراغ الذي لم اشعر به طيلة العشر سنوات الماضية!!

افسد حبل افكاري صوت هاتفي القديم...... كان رقم مجهول.... لم ارد عليه..... اغلقت الخط واستدرت للجهة الاخرى من السرير احاول النوم لكنه ظل يتصل وانا اتجاهله تماما رغم ذلك لم يتوقف عن الاتصال،  رنين الهاتف اصبح مزعجا رغم انه قضى على الهدوء الذي كان يعم المكان.....فكرت في اطفاء هاتفي....لكن بعد تردد قررت اخيرا الرد عليه، حملت الهاتف بيدين ترتعشان وانا اقول بصوت خافت: من معي؟..... حتى سمعت ذلك الصوت الذي لم اكن اتوقع اتصالا منه الان على الاقل وفي هذا الوقت المتأخر..... لقد كان دازاي!!  لن انكر سعادتي التي شعرت بها حين اردف قائلا بصوته الجميل ذاك "لا تغلقي الخط ريا تشان انا دازاي اوسامو"

دازاي! اهذا انت؟.... لكن لما تتصل في هذا الوقت المتأخر من الليل؟  ..... لكن الاهم كيف حصلت على رقمي!!؟

اووه ريا تشان! انا لدي قدرة على قراءة الافكار وجلب المعلومات.....

كف عن هذا وتحدث مباشرة باكا!!

لقد سألت مدير المطعم وهو اعطاني رقمك!!

اوه حسنا..... اذن اخبرني مالذي تريده ان لم يكن شيء مهما فسأغلق الخط!!

لا تفعلي ذلك..... انا فقط كنت قلقا عليك... هل فعل فيودور شيء لك؟  هل انت بخير؟

(هل هو قلق علي!.... لماذا اشعر انني سأبكي)  انا بخير هو لم يفعل اي شيء.... اسفة على اقلاقك!!

هذا جيد... لكن عليك الابتعاد عنه،  انه ليس شخص جيدا كما يبدو عليه!...... عليك العودة الينا ارجوك!!

(العودة اليكم!..... انا اريد ذلك حقا لكن...... هل يجب علي تجاهل كل من والدي من اجلهم حقا خصوصا بعد ذلك الشرط الصعب الذي وضعه فيودور؟!) سافكر بالامر ربما بعد ان تزيدوا في راتبي او شيء كهذا ثم ضحكت تلك الضحكة المتصنعة!!

ها هذا جيد.....لكن مهما كان قرارك  فيجب ان يكون العودة فقط فراتب الثلاث شهور على المحك!!

مهلا ماذا تقصد براتب الثلاث شهور!؟

كما سمعتي كونيكيدا هددني انه ان لم تعودي فانني لن اقبض راتبي لثلاث شهور....

ها!!

لا تقولي ها!  تخيلي نفسكي مكاني مالذي كنت ستفعلينه؟

كنت سانتبه لكلامي بالتأكيد!  الان ساغلق الخط ايها الاحمق دازاي يا زير النساء💢

هذا مجددا..... لا تغلقي الخط!  انتي في منزلك صحيح ساتي حا.....

(اغلقت الخط في وجهه..... اعتقد انني كنت قاسية معه قليلا!!  فانا من تطلعت بأمالي عليه اكثر مما يستحق...... المزعج يظل مزعجا!....اعتقد انني سأنام لن اهتم بما سيحدث في المستقبل، الحاضر هو المهم.... مهما كان ردي على الفيودور فاعتقد انني ساستطيع اختيار الخيار المناسب!!)

غفوت تلك الغفوة القصيرة فبعد ساعة الا ربع تقريبا استيقظت على صوت طرق الباب..... كان الطرق قويا حتى ظننت ان الباب سيخلع من مكانه!!  لقد كنت خائفة قليلا فنحن في ثانية صباحا والمطر مازال لم يتوقف عن الهطول..... استجمعت شجاعتي وفتحت الباب ببطئ لاتفاجأ بدازاي يذخل بسرعة الى منزلي وبجانبه دراجة حمراء اعتقد اني رأيتها في مكان ما!!،  لكن الاهم مالذي يفعله هنا لقد قال انه سيأتي لكني لم اتوقع ان يكون جادا!!  ...... انا مازلت غاضبة حقا منه وهو يريني وجهه بكل وقاحة!...... اخرجته مع دراجته بالقوة واغلقت الباب دون ان انطق بكلمة ثم عدت الى سريري!!
....... ترى هل رحل؟،  صوت المطر الغزير!!  ...... لا يمكنني تجاهله اكثر.... رحت انظر من النافدة للخارج،  دازاي مازال هناك..... لكن المنظر الذي رأيته جعل قلبي يكاد يخرج من مكانه!  لما ذلك الاحمق يضع معطفه على تلك الدراجة!!....... لقد كان جالسا على الرصيف ينتظر المجهول ويرتعد من البرد بتلك الملابس الخفيفة والمطر ينهمر فوقه بقوة آلمت قلبي!!  جعلني هذا اشعر بتأنيب الضمير على ما فعلته به!!....... فتحت النافدة فضربني نسيم الرياح القارص...... دازاي.... دازاي!!

فجأة جرى نحوي وامسك يدي بقوة.... رغم انها كانت باردة جدا الا انني احسست بدفئها رغبت حقا في ان لا افلتها ابدا!!  .... اردف بقوة واصرار ووجهه قريب من وجهي.... شعرت بنفسي مقيدة امامه.... لم استطع رفض اي شيء سيطلبه.... ظننت انه سيطلب ان نتحدث او ان اذخله..... شيء بسيط كهذا!  لكن ما طلبه كان ابسط..... ان اذخل تلك الدراجة لاغطيها عن المطر!!  (هل هو احمق ام ماذا لما يتحمل عناء كل هذا من اجل دراجة!!)  لم استطع رفضه وقررت اذخالها........

مشى دازاي للذاخل وهو يغني اغنية انتحاره تلك وكأن شيء لم يكن ما زاد غضبي عليه لذا سألته:
لما تتكبد عناء القيام بكل هذا من اجل دراجة؟!!

هذا لانها دراجة تشويا!  يجب علي الحفاظ عليها!!

(لهذا ظننت انني رأيتها في مكان ما) ها..... لما انت متناقض هكذا..... لقد سمعت انك فجرت سيارته من قبل.... وتقول الان انك ترغب بالحفاظ على دراجته!؟

هذا لان صديق عزيزا عليه اعطاه اياه.... لا استطيع تدمير شيء كهذا من تظنيني؟

من اظنك؟  اعتقد انك دازاي سان الشخص الذي يحب ازعاج الجميع ومهووس الانتحار والذي يبقى مع عدو المافيا مع انه يكرهه والان يرد حماية دراجته!!

رد بهدوء هل ابدو هكذا حقا؟  لما يبدو وكأنك تصفين شخصا حقيرا.... انا قد اكون مزعجا لكني لا استطيع المزاح في اشياء كهذه.... اتشوو (عطسة)

اوه انظر لحالك لقد اصبت بالبرد الان!!  ...(احضرت منشفة وبدأت اجفف شعره.... لماذا اشعر انني احدث شخص اخر!)

استدار الي ثم قال:  انا اسف حقا ريا!!  ..... احيانا لا انتبه لكلماتي واتسبب دائما في ايذاء من اهتم لامرهم لذا..... اخاف اني لو افسدت هذه الدراجة ربما سأخسر تشويا ايضا كما خسرت اوداساكو

اوداساكو؟!  من هذه؟ حبيبتك!!

دازاي بصراخ جعلني ابدو كالغبية!  بل هو صديقي!.... على الاقل كان كذلك قبل ان يموت كالصديق الذي اعطى تشويا هذه الدراجة!!

انا اسفة...... لا اجيد الرد في مثل هذه المواقف مع ان هذا خطأك من البداية مالذي جاء بك الى هنا في هذا الوقت من الليل هل انت احمق!!؟

نعم انا احمق؟ هل هذا يسعدك؟

اه يسعدني كثيرا!! لكن لما لم تحضر سيارة تشويا ان كنت ستحضر شيء منه اشيائه باي حال!!

هذا لانني لا اجيد ركوب السيارة وكان علي الحضور مهما كلف الامر.....

لا تجيد قيادة السيارة وتجيد قيادة الدراجة!!💢....... كما انه لم يكن عليك القيام بكل هذا الدراجة لن تتضر في المطر.....كان عليك الانتظار حتى الصباح لتأتي......

لكنني لا استطيع المخاطرة بشأنها كما انني كنت قلقا عليكي ايضا ولا اريد خسارتك كتشويا تماما!!لما لا تفهمين هذا؟....اعتقد اني اطلت البقاء هنا ساخرج الان......

(هل هو قلق علي حقا!؟ انا سعيدة حقا!!)

دازاي انتظر

ماذا؟

يمكنك البقاء انت ايضا!!

يتبع💔

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top