الفصل 19

الفصل 19 من قصة ريا

بخطوات متثاقلة يمشي رجل المدعو كونيكيدا ذهابا وايابا امام طفل قد اعطي فرصة ثانية للحياة للتو..... فقط يفكر مالذي كانا سيفعلانه في تلك اللحظة لو انفجر الطفل مع النسخة.... ان يستطيعا انقاذه لامر اشبه بمعجزة حدثت...... قبل الانفجار الوهمي بثواني كانا قد سمعا صوتا لم يسمعه احد غيرهما "ستنفجر ان لم تسرعا"  ...  " استعملا الثلج الخفيف لخداعه..... رغم انه لن ينخدع بسهولة!! "
ما كان ذلك الصوت؟ مالذي حدث بالضبط!!؟ هل كانت ريا خلف كل هذا؟! .... كان هذا جل ما يفكران فيه..... تانيزاكي الذي امال رأسه للناحية الاخرى وهو يحدق في الطفل الذي مازال مكبلا من يديه..... ذلك الطفل الذي لا ترى في عينيه اي ذرة خوف.... فقط بعينين خاليتين كأعين السمك الميت يراقبهما وهما في حيرتهما تلك "اصبح الامر مملا!!"  لوح الطفل بتلك الكلمات بهدوء وتقدم ببطئ نحو تانيزاكي الذي دهش من قدرته على تمالك اعصابه خصوصا في ذلك الوضع "انا صاحب الصوت....... لقد شعرت بالملل الشديد اثناء انتظاركم اكتشاف الامر بانفسكم!!...... لكن لم يعد لدي وقت لاضيعيه لان اختى قد وصلت بالفعل!"

"مالذي تقوله....ايها الطفل...هل هذا ممكن.....ايعقل انها قدرة!!"
اردف كونيكيدا بملامحه المختلطة بملامح الصدمة والشك ليتلقى الجواب من الطفل الذي ينتظر ان يتم فك وثاقه "اه....انها قدرتي يمكنني التواصل مع الاشخاص داخل وعيهم تواصلت مع ريا وعرفت ماتنوي فعله ثم نقلت الحل اليكم انها اشبه بقراءة الافكار لكنها اعمق بكثير.....انها قدرة جيدة وسيئة في ذات الوقت لا تجلب سوى المشاكل، كما جعلتني اكبر من من في مثل عمري عقليا......تلك الافكار والمعلومات التي اجمعها من الاشخاص قد ربتني جيدا......"

"لما تخبرنا بكل هذا ايها طفل!! " قاطعه تانيزاكي بعد ان شده بقوة وضربه نحو الجدار "انا لست طفلا لدي اسم (مافيو)، وانا اخبركم بكل هذا لتفهموا كم انني تهديد كبير لفيودور انا اعرف تقريبا كل تحركاته لكنه ذكي جدا فهو دائما ما يغيرها في اخر لحظة.......ما أحاول قوله انه من الخطير أن ابقى هنا فقد حاول قتلي للتو.....اريد منكم ان تقوموا بحمايتي!!"

استشاط كونيكيدا غضبا واندفع نحوه كما فعل تانيزاكي وهو يصرخ "هل تعتقد انك في موقف مناسب لتطلب فيه مثل هذا الامر!؟"

"اوي فلتهدأ......هذا ليس تصرفا جيدا مع الشخص الذي انقذ مثالياتك اليس كذلك؟!"

"مالذي تقوله؟!"

"كما سمعت......سأثبت لكم اني حليفكم....انتم تبحثون عن تلك الفتاة انسام.....انها برفقة اختي....يمكنني ايصال رسالة لها "اقتليها" او "انقذيها".....مالذي تريدون ان اخبرها!!

"ايها الوغد هل تهددنا"

هووو لقب اخر.....لا يهم لقب الوغد يظل افضل من طفل كما انني لست اهددكم انا فقط اعطيكم بعض الخيارات.......ان قبلتم بعرضي فلربما أنقذ الفتاة الاخرى ايضا ... وسأخبركم ما يلزم للفوز في هذه المعركة"
قالها مافيو والابتسامة الشيطانية طبعت على محياه.....رغم انه كان بالغا في جسد طفل الا انها كانت مناسبة تماما لتعابير وجهه

تانيزاكي: كونيكيدا لنقبل عرضه....ليس وكأننا نملك خيارا اخر لاننا في كل الاحوال نحن سنجلبه للوكالة لمراقبته

اخرج كونيكدا بعض الهواء من رئتيه بصعوبة.....الضغط كان كبيرا على ان يتحمله....رأسه ثقيل ويؤلمه بشدة من كثرة التفكير....كان عليه فقط ان يوافق.....هزة برأسه او قوله "نعم" كانت كافية لاعطاءهم بعض الطرق للفوز!

ابتسم مافيو مجددا لكن هذه المرة مع ضحكة صغيرة بين شفتيه "كونيكيدا سيأخدني للوكالة...... الموجودون في المحطة هما ايرزا ني سان والجين......لا داعي للقلق بشأن اختى فأنا سأتولى امرها.....  لكن قدرة الجين قوية للفوز نحتاج قدرة متخصصة في الاغتيال.... بإختصار نحتاج قدرة الثلج الخفيف...... ستكون محظوظا ان استطعت قتلها خلال 10 ثواني..... في المقابل كونيكيدا سيرافقني! هل هذا يرضيكم؟!!


......




....






....






...






..


ضحكاته تملأ المكان......ضحكات سعادة، لماذا؟ من يعلم مالذي يفكر فيه ذلك الفتى الاحمق ذو الضمادات مهووس الانتحار (هو احمق لكنه وسيم.....لا بأس فهو وسيم.....وسيم.......وسيم!!)

في منزل ريا كان يقف ويحدق بكل الاشياء الموجودة.....لم يكن هناك شيء مهم يذكر سوى بعض الحاجيات الملقاة هنا وهناك......لكن ما لفت انتباهه صورة لعائلة سعيدة موضوعة على احدى الرفوف، الابتسامة طاغية على وجوه اولئك الثلاثة بجانب كلب صغير ابيض......فتاة بعمر ثلاث سنوات يحملها والدها بجانب امها المقعدة على الكرسي المتحرك "هل هذه عائلتها؟"
اردف دازاي وهو يحمل تلك الصورة ويتأمل في تفاصيلها ليشد انتباهه ساعة يد ذهبية كانت خلف الصورة..... اخدها بخفة يتحسس جوانبها....كانت تبدو قديمة جدا ولا تعمل.... متوقفة على الساعة الثانية تماما...... "هذا مثير للاهتمام" قالها مع ابتسامة صغيرة تليها بعض الضحكات الخفيفة..... يبدو وانه يفكر بشيء ما.....هل هو مجنون كفاية ليضحك في موقف كهذا؟!!!

اعاد الاشياء الى مكانها واستدار يتفحص المكان...... ينظر هنا وهناك وبكلمات متثاقلة اخرجها من شفاهه بصعوبة "حطم كل شيء هاا؟!!...... لكي ذلك!"

لقد دمر دازاي كل شيء كان في المنزل..... ببطئ بتلك المطرقة التي وجدها هناك ضرب كل ما كان موجودا فيه...... وقد كان يستمتع!!
بعد عدة دقائق من التحطيم...... توقف ليفكر بشأن تلك الصورة والساعة...... وبنظرة تملؤها الحزن والشفقة قال "هل ستكون سعيدة حقا بهذا؟؟!"
"بالطبع لن تكون كذلك!!"



........





......






....





....






كنت سأهرب...... كنت سأجد الحل لوجود الجين فقط لكن ان يصبح السيناريو بهذا السوء....... امر لم اضع له حسابا!!

ايرزا قد جاءت.....هل انهت مهمة فيودور بهذه السرعة؟!..... هذا سيء لو جاء فيودور الى هنا بعد ان اكتشف اني خائنة..... هل سيقتلني؟! ......هل سأموت هنا؟!

"ايرزا...... اهلا بعودتك^^  اليس هذا ترحيبا جيدا لفتاة طيبة مثلك" قالتها الجين بسخرية كانت كذلك في نظرها فقط لان نظرة ايرزا لها كانت تخفي الكثير!! اجابتها بهدوء "لقد عدت هل تسير الامور بشكل جيد هنا؟!"

ايه تسير بشكل رائع.... هذه الفتاة المدللة قد قتلت شخصا للتو!!" قالتها وهي تمسكني من احدى يدي وتدفعني بيدها الاخرى للامام فيما اتسعت عينا ايرزا وبدت مصدومة حقا مما سمعته "اريد ان اعرف!!.، اريد ان اسمع المزيد! هذا ما كانت تقوله ملامحها!!

كان التوتر مخيما على المكان.... الوقت يداهمني..... اردت سؤالهما قبل ان تسأل ايرزا عن الشخص الذي قتلت "هل يمكنكما اذخالي قليلا في الاحداث واخباري ماهي خطة ذلك الشيطان بالضبط؟، اريد ان اشعر على الاقل بأن ما اقوم به له هدف!!"

"لما علينا اخبارك؟" قالتها ايرزا وهي تتقدم نحوي بنظرة تهديد تلك الفتاة اللطيفة لم تعد موجودة

"اهدأي.....ايرزا هذا ليس من عادتك...... انا اشعر بالشفقة قليلا عليكي...... لذا لما لا نخبرك بما انك ستموتين قريبا!"

(اموت....... مالذي تتفوه به فتاة السموم هذه...... وكأنني سأسمح بأن اموت بسهولة!)

الجين:  "الخطة ببساطة هي تدمير المافيا والوكالة واصحاب القدرات بصفة عامة........ انها مجرد اهداف نبيلة في نظره فحسب وانا لا اهتم بطبيعتها ان كانت تخدم مصالحي بالتأكيد!"

ايرزا: " حتى لو كان قتل الناس او تعذيبهم، فالاولوية لاهدافك الخاصة...... اعتقد انك تفهمين هذا اكثر منا فأنت قد وافقت بالفعل على قتل الابرياء مقابل انقاذ حياة من تحبينه!"

"ليس هناك الحاجة لتذكيري فأنا اعرف هذا الامر جيدا ومازالت لست نادمة على اختياري له"

الجين: " يسعدني سماع هذا!..... ايرزا لقد احضرت الفتاة صحيح؟"

"اه لقد فعلت، انها الان في الغرفة الاخرى.......، انها فتاة لطيفة لا تستحق ان تعاني بسبب قدرتها القوية تلك، اشعر بالحزن قليلا!"

تفاجأت حقا عندي سماعي لهذا الكلام..... قلت بصراخ : فتاة؟!!......  من.....؟!!

الجين: "لقد تفاعلت اكثر من اللازم...... تلك الفتاة هي ورقتنا الرابحة....ما كان اسمها؟!..... انسام صحيح؟.....

"انسام...... لكن لماذا؟!!

ايرزا: بإختصار خطة فيودور تعتمد على قدرتها...... الرواية.....صفحة بيضاء اي شيء يكتب فيها يصبح حقيقة..... انا لا املك فكرة كاملة عن الخطة لكن تخيلي ان تكتب النهاية التعيسة لوكالة المباحث ومافيا الميناء!!

الجين: لكن للاسف هذه القدرة تحتاج الى محفز..... الى الدماء!! مهما قتلنا من ابرياء فقد لا يكون كافيا وبالتأكيد تغطية تلك الجرائم لن يكون بالامر السهل وحتى تفعل قدرتها كان علينا تدبر امرنا لهذا.......

ايرزا:...... لهذا كان دورك انتي ان تقتلي من اجلنا ونلفق التهمة لاصحاب الوكالة....... سنضرب عصفورين بحجر واحد"

"يا لها من خطة قذرة كصاحبها...... بلا هدف ولاسباب تافهة...... تدمير اصحاب القدرات....هذا ليس له معنى!!...."

الجين: "ا ستكون هذه كلماتك الاخيرة؟!......

مالذي تقصدينه؟!

يبدو ان فيودور قد انهى كل الاحداث...... وبدأ الان يتخلص من شخصياته..... ان يتركك تقتلين ذلك الطفل يعني انه لم يعد يكترث لقدرتك او لقدرة ايرزا!!...... اتعلمين شيء ذلك الطفل كان......... او لما لا اقولها بصيغة اخرى....ايرزا.....هل تريدين ان تعلمي من الذي قتلته ريا؟......لقد كان اخوكي الصغير!!!!

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top