اتصال مجهول

مر اسبوع بالفعل على ذلك اليوم، كنت في غرفة ساطعة للغاية،  مع استيقاظي للتو لم استطع فتح عيني لبضع دقائق، الخادمة تنادي بإسمي وتجبرني على الاستيقاظ،  رنات هاتفي المتتالية مزعجة جدا،  صراخ اخوتي الصغار آلم رأسي مع حملي لهاتفي القديم ذو الكسور الخفيفة، وجدت ثلاث اتصالات من ميرا واتصال من سيرا، ترى لما يتصلان في نفس الوقت؟!  أتسائل لما اعطيتهما رقمي من الاساس؟!!

  نهضت بثقل من على سريري وطلبت من الخادمة اخراج اخوتي اللذين قد بدأ بالفعل في العبث بأغراضي ورميها في كل مكان، اعدت الاتصال بسيرا بما انها الهادئة فلا اريد ضجيج اكثر ممالدي، ما ان ردت حتى سمعت همس بنبرة حادة بصوت لم أعهده من قبل  "لقد قتلت!!...... انا قتلتها..... هل لديك الجرأة لتفعلها؟!!"

_"من انت؟" سالته بقلق وانا انتفض من مكاني لكنه لم يجبني بل اكمل قائلا: سأكون بإنتظارك امام المدرسة الابتدائية بجانب محل الورود، وداعا يان! "
اغلق الخط وسط صدمتي التي جعلتي ارتعش غير قادر على الكلام، صفعت نفسي محاولا استعادة رشدي ثم تجهزت بسرعة وانطلقت أركض نحو الخارج لأصطدم بشخص لم اكن ارغب بمقابلته في هذا القصر الضخم، بدا الامر وكأنه لم يكن صدفة، على غير العادة تحدث معي ابن عمي والذي بمثابة اخي الاكبر، قامت عائلتنا بتبنيه بعد وفاة اخي ليام ليرث اعمال العائلة، كنان ذو 24 عاما لا ازال مستاء منه منذ تلك اللحظة التي تركني فيها اعاني مع فقدان اخي لوحدي، لم يكترث لي، تركني ورحل كأني لا اعني له اي شيء وانا من ظننت اننا اخوة!
" عندما تحاول ان تكون شخص اخر قد ينتهي بك المطاف في فقدان شخصيتك " اغاضني بتلك الجملة..... رغم انني لم ادرك معناها الا بعد فوات الاوان
_"هل يجب ان تكون هذه نصيحة اخ اكبر" اجبته بضحكة مصطنعة فيما مازلت استمر بالتقدم حتى تجاوزته.

_استدار نحوي واردف :  لا انها مجرد كلمات احب قولها من حين لآخر،  عليك لوم علاقتنا المتذبذبة كونك لا تقابلني كثيرا لتسمعني اكررها.

_اه حقا هكذا اذن،  استمحيك عذرا اخي الكبير فمن لا يعرف صعود القمة سيتدرحج للقاع!

_لست بارعا في اللعب بالكلمات كما تعلم يان.

_الامر ينطبق عليك ايضا كما انها مجرد حكمة اكررها من حين للآخر! لو كنت تقابلني كثيرا لسمعتني اكررها.

  غادرت المكان مسرعا دون ان انتظر سماع رده فلقد تأخرت بما فيه الكفاية، ركبت السيارة بقيادة صديقي وسائق العائلة زين ورث عمله من ابيه الذي قتل قبل ثلاث سنوات، رغم انني كنت اعلم الا انني لم اكترث، لانني لم اكن اؤمن بمصداقيه هذه الاحلام حينها، لكن الندم تغلب علي خصوصا ان زين صديقي الوحيد، هو لم يكن يلومني ابدا لكني ضميري كان يفعل!
  اخبرته بالمكان وسبب ذهابي ليسرع قدر الامكان ثم تملكني الصمت ولم انطق بكلمة طول الطريق، فقط افكر بشأن صاحب الصوت ذاك،  هل احداث الحلم قد اصبحت حقيقة بالفعل؟،  هذا مستحيل مازال الوقت مبكرا على ان تموت احداهن!  البارحة قد ودعتهن بشكل طبيعي وكان كل شيء عادي لم يظهر اي تلميح ان الحلم قد يتحقق كما ان الوقت المختلف عما رايته،لا يوجد سوى تفسير واحد ايعقل ان المستقبل قد تغير!! دون حتى ان اتمكن من فعل اي شيء! قبضت يداي بقوة بعد ان توقفنا بسبب حادث بالطريق ، كنا قد وصلنا بالفعل للمكان المحدد،  حشد كبير من الناس يحيط المكان،  نزلت من السيارة وركضت بسرعة متجاوزنا الحشود.....ورود مرمية والدماء ترسم لوحتها على الطريق يبدو انها تلقت ضربة على الرأس هذه الفتاة لا تبدو وكانها احدى توأمين ..... الحمدلله!! مهلا مالذي اقوله هل انا سعيد لموت شخص آخر؟!!......ابتلعت ريقي واقتربت من ٠الضحية ببطئ ليتم سحبي للخلف من قبل احدهم! كان يرتدي نظارات بسيطة ولباس الشرطة الفخم ، ذلك الصوت كان قريبا جدا "ابتعد عن مسرح الجريمة.... حان دور الشرطة للتذخل!" 
"مسرح الجريمة..... الا يعد هذا حادث سير عادي؟!" لماذا يسير المستقبل نحو الاسوء؟ " كنت اتحدث مع نفسي بهذا فيما كان عقلي يكاد ينفجر من الافكار كنت من الخارج هادئ للغاية!

  وسط ضجيج صفارات سيارة الاسعاف تقدم شاب هالته الفخمة ظهرت من اول خطوة خطاها على تلك الارض،  بذلك المعطف المميز الذي اعطاه نظرة واقعية نحو عمله يبدو وكأنه.....
"محقق"  قاطع حبل افكاري بنظرة فخمة ثم اكمل " هذا ما تفكر فيه صحيح؟! "

  لم ارد ولم ازح نظراتي عنه فيما تقدم برفقة الطبيب الذي قام بفحص جثة الفتاة
_لقد ماتت على الفور بسبب نزيف حاد في الذماغ
رد عليه شاب اسمر طويل كان من الشرطي فملابسهم قد زادته هبة ووقارا" تم دهسها بسيارة والمجرم قد هرب في الحال، لم يكن هناك اية شهود عيان"

اجاب المحقق بهدوء " يبدو انه مجرد حادث ولكن البعض يعتقد انها جريمة قتل!"

_"الست انت من تعتقد هذا؟!" اجابه الشرطي الذي سحبني سابقا!

  لقد تأكدت الان.... ذلك الشرطي بنبرة صوته تلك، هو من قام بالاتصال بي!
بقيت ارمقه بنظرات قلقة واصغي لحواره مع المحقق الذي رد عليه بتفاصيل الجريمة:
_"مازلت اعتقد انها جريمة قتل، انظر هناك بعض الكدمات على كلى ذراعيها وعلامات خنق على رقبتها....هل هذا إنتقام؟ حسب مستوى ممر المشاة فالسيارة صدمته من الجهة اليسرى واردتها قتيلة بمسافة مترين عن مكان الاصطدام ساعتها المكسورة توقفت في حوالي الخامسة وثلاث واربعين دقيقة صباحا.....الضحية تدعى لارا اندرسون في الثلاثين من عمرها تعمل كمعلمة في الابتدائية يبدو انها كانت متوجهة للعمل قبل الحادث......"

" قاطعته دون ان ادرك! :  لم تكن ذاهبة للعمل!! "

التفت الي بصدمة ثم قام بسؤالي:  ما اسمك؟

اجبت بتردد: يان.... ادعى يان كيلر سيدي.
تقدم نحوي بخطوات متثاقلة ودنا الي ليهمس في اذني:  اذن سيد يان... تراجع واكمل بصوت مسموع "لنسمع مالديك!"
  لن انكر انني كنت خائفا هالته المرعبة كافية بجعلي ارتعش مع ذلك كنت على يقين انني لن اخسر شيء ان حاولت سأخبره بما لدي!

_"الضحية لم تكن ذاهبة للعمل.... حقيبتها غير موجودة في المكان وملابسها تبدو على الموضة اكثر من كونها رسمية خاصة بالعمل... بالاضافة للورود المتواجدة حول مسرح الجريمة، وبالنظر لنوعيتها يبدو انها من المتجر المقابل، ربما اشترت منه قبل ان تذهب لموعد غرامي برفقة حبيبها او شيء كهذا....!"

هذا حقا مثير للاهتمام..... لكن ايها الصبي الم تفكر انه يمكننا ان نشك بك اذا تكلمت بشكل متهور؟!.... اجابني بنبرة حادة ومخيفة لكنني لم اتردد للحظة في الرد عليه:
_عندها سيجب علي ان اتخلى عن ثقتي بالشرطة كونها ستعتقلني من اجل سبب كهذا ثم وانني قد قدمت من الجهة التي قدم منها المجرم ان سائقي هناك ويمكنك سؤاله لو كنت القاتل حقا فلن اتمكن من العودة لان تلك الجهة سوف تغلق لبدء التحقيقات سيكون من الغباء ان اضيق على نفسي المساحة التي تمكنني من ان الوذ بالفرار بجريمة مثالية..... اليس كذلك؟ "
ضحك ضحكة مثالية حركت قلبي...... "لقد ابهرتني حقا!" قالها وهو يستمر بالضحك ثم اكمل " لقد اخدتني كلماتك لنتيجة، مع هرب المجرم تم غلق المهرب الوحيد، الاشخاص الوحيدون الذين يمكنهم العبور هم الشرطة لذا هناك خياران ان يكون القاتل مازال محصور ضمن هذه المساحة الضيقة، او ان يكون من الشرطة وينتظر انتهاء وقت عمله ليعبر بإذن من الرئيس دون يشك فيه احدهم!

"لديك وجهة نظر!" (مالذي اقوله انا بالطبع هو كذلك، اليس محققا؟!") "ما اقصده هو....انه لدينا ساعتان تقريبا حتى نمسك المجرم قبل انتهاء النوبات؟"

_نعم معك حق لكن لا تقلق لانني عرفت بالفعل من هو المذنب
"القاتل هو...." اردف بذلك وهو يشير نحو زاوية نظر معزولةثم صاح....."انت!!"

_الشرطي: هل وقت الاعيب الاطفال الان.... تشير للفراغ؟؟

_بالضبط القاتل هو لا احد....لا يوجد مجرم انها جريمة انتحار مثالية..... ملت من الحياة، رمت نفسها، ماتت، النهاية! ما كان عليكم وضع كل هذا التعقيد!!

_انت الوحيد الذي كان يشك في كونها جريمة قتل!

_كان عليكم ان تمنعوني، لقد جائتني تخيلات كثيرة فأنا لو كنت القاتل مثلا فسأفعلها بهذه الطريقة لأجلب بعض الاثارة لحياتي!

_"هاا...مهلا....هذه ليست حادثة..... " قلتها محاولا اعتراض كلامه لكنه تقدم بسرعة نحوي ولم يتركني اكمل حديثي دنا الي مجددا وبهمس مخيف اردف: فلتصمت!!

كانت كلمة واحدة جعلتني اتجمد مكاني فيما هو اكمل التقدم للامام "لقد انتهينا اليوم لنرحل" استدرت وصرخت بكل قوتي: عندما تستمر بالخطأ وانت تعلم ذلك يقينا فعليك ان تسعف نفسك قبل ان تلتهمك النيران! ايها المحقق!

_هل قيل لك انك لا تجيد اللعب بالكلمات؟!

_كثيرا"!

ضحك بصوت عالي ثم صاح: انا ادعى كاران تذكره فنحن سنلتقي قريبا جدا "
استمر بالتقدم حتى رحل برفقة افراد الشرطة فيما تم اخد الجثة للمستشفى لاكمال التشريح، وانا مازلت واقفا وسط ذلك المكان افكر حتى بدأت قطرات المطر تنهمر بغزارة.... جاء زين وكالعادة وضع مظلته فوقي لتغطيتي فيما ترك نفسه ليبتل، لما عليه ان يقدم سيده على نفسه، لطالما بغضت هذا الامر في اسرتنا لكن على عكس زين فقد اعتبرته صديقي لكنه مازال يعاملني كسيده.... الشخص الوحيد الذي يفهمني "زين" (هل قلتها بصوت عالي؟!) 

_نعم يان.... هل انت بخير؟ هل هناك ما يزعجك!؟"

_هل انا تغيرت؟ 

_ابتسم ثم قال: نعم تغيرت نحو الافضل!

_هل هذا ما تعتقده حقا؟.... اذا لما اشعر ان حياتي بدأت تنحدر نحو الاسوء حين بدأت اهتم للاخرين!؟

_لقد كنت وحيدا طوال الوقت سيدي ومع ذلك لم تكن سعيدا، حتى مع خروجك من وحدتك انت لم تجد السعادة! لكن لا تنكر ان هذا جعلك افضل قليلا!

التفت اليه مع ابتسامة من أعماقي قلبي: انا لم اكن وحيدا زين.... فلقد كنت دائما بجانبي..... واريدك ان تبقى معي حتى يجف البحر وتنفطر الجبال.... اريد ان تبقى معي!

_.....شكرا لك" حك رأسه سريعا ثم اكمل "يا إلهي انا حقا لا اجيد الرد على المديح!"  احمرت خداه كثيرا اصبح احمر كلون التفاح! _"تفاحتي الحلوة هلا ذهبنا؟"  قلتها بإستهزاء مع ابتسامة لطيفة وانا اتراجع للخلف متجها نحو السيارة كان الوحيد الذي استطيع اظهار مشاعري نحوه،  كان صديقي الوحيد!


_مهلا سيدي الم تأتي لهنا من اجل؟.... اجابني وهو يحاولي محاداتي في الطريق

_نعم لقد قمت بمهمتي والان علينا العودة...

_ماذا عن الفتاتين؟

_انهما بخير..... سأخبرك بكل شيء في الطريق، ما اريده الان هو الخط الارضي لعائلة الفونس وتقارير عن المحقق كاران او اي كان اسمه

_حاضر يان.....

  عدنا ادراجنا وكأن شيئا لم يكن، وفي اليوم التالي وبعد ان احضر زين رقم عائلة الفونس وتقاريرا عن كاران تركتها لأطلع عليها فيما بعد بطلب مني لاجمع اكبر قدر من المعلومات الممكنة، اتصلت فورا بالتوأمين من الرقم المنزلي لاستفسر عن ماحدث وكان الرد من الخادمة حيث اخبرتنا بكون ميرا قد نقلت للمستشفى البارحة بعد سقوطها من الدرج! 

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top

Tags: #انمي