Untitled Part 9

نعم كانت توشكا بحاجة لحريتها كي تنطلق وتعيش كما

لم تعيش سابقا ، ولكن بدون الحب لن تستمر فهي ستنطلق

للحب وللحياة فلا حياة بدون حب ولا حب بدون حياة .

تناولا طعام العشاء وكانت توشكا لا تكف عن الاسئلة

حول الاشياء التي تجهلها وتريد المعرفة الواضحة في كل

شيء ، فهي خطبت باكرا جدا واستمرت خطبتها حوالي

ثلاث سنوات لأن ناف كان في سفر دائم وهو يكوّن حياته

كما كان يقول لها ، ولكنه كان يكذب لأنه في النهاية اعتمد

على ثروتها التي ورثتها مع آدم عن اهلها .

وعندما ارتبط بها بناء على طلب والدته والحاحها عليه

كان يبتزها بشكل جنوني ودام زواجهما حوالي السنتين

خطبت وتزوجت وهي صغيرة جدا لا تعرف الحياة ولم

تخرج مثل باقي الفتيات المراهقات ولم تحب ولم تعشق

حتى الجنون كان ناف زوجها وحبها الاول ولكن لا ....

تذكرت توشكا في اللحظات الاخيرة انه كان لها مغامرة

صغيرة مع احد الشبان في المدرسة كان حبها الاول ولكنه

لم يدم فترة طويلة فقط اسبوعان جاء المدرسة ليقوم

بامتحان وبعد انتهائه عاد الى مدينته وكان شابا لم يتجاوز

الثانية عشر من عمره كانوا اطفالا لم يعرفوا سوى

النظرات والاعجاب المتبادل والابتسامات من بعيد فقط

ابتسمت توشكا عندما تذكرت ذلك الفتى الصغير وقالت

في سرها :

" يا لها من ايام جميلة "

" ما بك توشكا اين انت شاردة ؟"

سالها آدم

" لا شيء كنت افكر بالرحلة التي ساقوم بها "

" هل تريدين ان ارافقك ؟"

" لا يا آدم اريد ان اكون وحدي "

" وهل تستطيعين ذلك "

" بالطبع ساحاول "

" هل فكرت الى اين تريدين السفر ؟"

" لا لم افكر بعد ولكن مبدئيا احب زيارة مصر

ما رايك ؟"

" انها بلد الفراعنة والآثار الجميلة وهكذا تستطيعين ان

تستغلي هذا الامر في تغذية حبك للآثار "

" نعم انت تعلم انني منذ طفولتي وانا احب ان اكون

عالمة آثار ولكن زواجي من ناف حطم آمالي وسجنني

بين اربعة جدران "

" انطلقي يا غاليتي ولا تخافي هيا عيشي ايامك وانا اشجعك "

" هل تريدين شيئا يا توشكا اريد العودة الى منزلي "

"لا شيء يا حبيبي فقط انتبه لنفسك ولا تنسى غدا

فهناك عمل جدي في النادي سأقيم حفلة على شرف اعادة

تأسيسه وتجديده "

" لا لن انسى هذا وتأكدي انني سأكون اول الوافدين "

" هل تحب ان تدعو احدى صديقاتك يا آدم ؟"

" قلت لك سابقا انه لا يوجد لدي احد فقط بعض

المعارف "

" حسنا اذا كما تريد "

خرج آدم وطبع قبلة اخوية دافئة على وجنتيها وقال لها

" تصبحين على خير يا غاليتي "

" ما بك يا آدم منذ مدة كنت تناديني بصغيرتي والان

غاليتي الا تستطيع ان تناديني توشكا فقط ؟"

" لا ...لا استطيع اريد ان اعبر لك عن مدى حبي

وتعلقي بك يا شقيقتي ، وهل يزعجك هذا ؟"

" لا ...ولكنني اتعلق بك اكثر واكثر عندما تتحدث معي

بهذه الكلمات "

" وانا اريدك ان تتعلقي بي كثيرا حتى نكون يدا واحدة "

" حسنا كما تريد يا قلبي ايعجبك هذا ؟"

ضحك آدم وقال " بالطبع وهل لديك اغلى من قلبك ؟هيا

ادخلي والى اللقاء في المساء "

" حسنا الى اللقاء "

دخلت توشكا الى غرفتها وهي تنظر شمالا ويمينا وكأنها تبحث

عن مكان صغير لا يوجد لناف ذكرى فيه كي تجلس وتستلقي

براحة تامة .

ولكنها لم تجد ففي كل زاوية ذكرى مؤلمة وحب ضائع

اقتربت من المرآة كي تزيل مكياجها وهي تكاد تبكي

من الحزن بمجرد ان تذكرت وحدتها وناف .

" يا الهي ان وجهي شاحب جدا "

ثم وضعت اناملها على طرف شفاهها وراحت تلامس شفتها

السفلى وكانها كانت تتذكر قبلات ناف ثم بغضب امسكت اظافرها

وغرزتهم في شفاهها بقوة وكانها تحاول ان تقلع اثار قبلاتها العنيفة

عليها ، كادت ان تمزق شفاهها من الالم والحب والكره .

نعم مزقت شفاهها كي تقتلع اثار شفاهه القاتلة منها ، كيف ستنسى

ما جرى بينهما وهي تراه في كل زاوية وكل مكان ورائحة عطره

ما تزال معبقة هنا وهناك واشياءه الصغيرة التي كان يحبها

ما تزال موجودة كما هي .

يجب ان ترحل نعم يجب ان تسافر الى مكان بعيد ينسيها هذا

المنزل والذكريات الاليمة التي تحضنه بقوة .

قررت السفر ولكن الى اين ؟

امسكت مجلة بجانب سريرها وراحت تتأملها وفجاة وقع

نظرها على بعض الصور لبلد عربي وعرفت انها مصر نعم ،

انها تفكر بالذهاب اليها وهذه الصور كانت كفيلة لكي تجعلها

تقرر لانها كانت عبارة عن الاهرام الجميلة التي تشتهر بها مصر

ومشاهد عن النيل اطول انهار العالم .

كانت جميع هذه الصور هي القوة التي تدفعها لزيارة مصر .

" سأحاول ان اكتب برنامجا حول رحلتي ليس الان

انا بحاجة للنوم .

نامت توشكا وهي تحضن الوسادة التي كان ينام عليها

ناف وكادت ان تبكي لولا ان النوم قد امتلكها .

في الصباح الباكر كان له اشراق جديد .

نهضت توشكا بنشاط وامسكت بالهاتف واتصلت بوكالة

السياحة المدون اسمها على المجلة التي قرأتها في المساء

" الو ، انا توشكا اريد ان اقوم برحلة الى مصر هل لديكم

برنامجا لها ؟:

" بالطبع يا انسة هيا اعطيني عنوانك وسنرسل لك ملفا

خاصا بالرحلة وما تتضمنه "

" بالطبع سجلي اذا لديك "

ثم سجلت الانسة عبر الاثير عنوان توشكا

" شكرا لك يا انسة "

ثم اقفلت التلفون ونهضت كي تستعد لهذا النهار المشرق

" صباح الخير يا كلير كيف احوال سيباستيان ؟"

" لقد نام جيدا وفي الصباح تناول الحليب وعاد الى النوم "

" حسنا هذا جيد " قالت توشكا وهي تتناول افطارها

" الم يتصل آدم ؟"

" لا يا سيدتي لم يتصل اعتقد انه ينتظر اتصالك "

" حسنا يا كلير هيا اجلسي قليلا اريد ان اتحدث اليك "

" ماذا هناك ؟"

" لا شيء فقط اردت اعلامك انني اخطط لرحلة ربما تطول "

" ماذا يا سيدتي سفرة طويلة وسباستيان ؟"

" سيبقى معك انت قادرة على الاعتناء به اليس كذلك ؟"

" بالطبع يا سيدتي ولكن لماذا ستطول ؟"

" انا بحاجة للراحة يا كلير فقط شهران على ما اعتقد

انه البرنامج المحدد لهذه الرحلة "

" والى اين ؟"

سالتها كلير باهتمام.

اعتقد انني ساذهب الى مصر

" انها بلاد جميلة عريقة واصيلة كما انها قديمة جدا "

" هكذا اذا ...من اين تعرفت عليها يا كلير ؟"

" انا لم اتعرف عليها لكن والدي عندما كان شابا زارها

وكان يحدثنا عنها دائما "

" اوه حسنا هيا لقد تأخرت اريد الذهاب الى النادي باكرا

اليوم لدينا حفلة كبيرة اريدك ان تهتمي بالصغير جيدا

لانني سأتاخر هذا المساء ربما حتى الصباح "

" نعم يا سيدتي ان سباستيان في قلبي "

دخلت توشكا مكتبها وكان باتريك بانتظارها ليعدّا برنامج

استقبال لحفلة هذا المساء .

" هل كل شيء جاهز باتريك؟"

" بالطبع لا ينقصنا سوى زجاجات النبيذ"

" ماذا ؟ اهمّ شيء ان يحضروها والا ستكون ليلة فاشلة "

" لا تخافي يا سيدتي سوف يعمل سيدي آدم على احضارها

بمساعدة الموظف المسؤول "

" حسنا هل قال لك ذلك هو بنفسه ؟"

" نعم لقد اتصل صباحا وقال انه يعرف مكان لصنع

النبيذ الجيد "

" حسنا اذا دعنا نتأكد من البرنامج "

مضى النهار وتوشكا ما تزال تحضر لحفلة هذا المساء .

عندما عاد آدم الى النادي كانت الانوار تشع في كل مكان

وهي تعلن عن افتتاح نادي جديد وكما يبدو الفرح في كل مكان .

" مساء الخير توشكا "

" مساء الخير "

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top

Tags: