Untitled Part 23
ثم ما هي الا لحظات حتى عاد و هو يمسك بشيء ما في يده .
(( اين كنت و لماذا تأخرت اكاد اموت جوعاً ؟ )) .
استمر على صمته .
(( اعرف انك لا تتكلم الانكليزية و انا ايضاً لا اعرف العربية ماذا سنفعل اذاً كيف سنفهم على بعض و كيف سترشدني الى المكان الذي اقصده .
ثم اقتربت منه و كان يعد بعض الطعام لهما .
اقتربت ببطء و هي تزحف لأنها لا تستطيه ان تمشي على اقدامها بسبب جراحها البليغة .
(( ماذا تفعل ؟ )) قالت توشكا و هو صامت .
(( انا ادعى توشكا و انت )) لم يجاوبها .
(( يا الهي اكاد اجن لعله اصم )) .
(( توشكا اسمي توشكا )) اشارت له بيدها حتى فهم بعد عدة مرات انها تدعى توشكا .
(( و انا ايضاً ادعى نور )) قال بالعربية ثم كرر اسم نور و هو يشير الى صدره بمعنى (( انا )) .
(( نعم لقد عرفت ان اسمك نور و هل تعتقدني بلهاء ؟ )) .
ثم نادت على اسمه عدة مرات و هو ينظر اليها .
(( نور . . . نور . . . ان اسمك جميل جداً و كأنه منبعث من نور الصحراء )) .
(( توشكا )) ثم لفظ بلغة عربية تكاد تفهم اسمها و هو يشير اليها .
(( نعم انا ادعى توشكا و انا اقصد المدينة المنورة )) .
(( نعم المدينة المنورة )) قال لها بالعربية ايضاً و فهم انها تقصد المدينة المنورة .
(( شكراً لله انك تفهم ماذا اريد ، و الآن سأخبرك ما حدث عساني استطيع ان اشير لك جيداً )) .
ثم راحت تشرح له كيف سقطت الطائرة من السماء و كيف تعطلت و كيف مات الطائر و قالت له : (( هناك )) مشيرة بيدها (( يوجد رجل ميت و يجب ان نبلغ السلطات بأمره )) .
فهم الفارس نور ما تريد قوله و عرف ان الطائرة ما رمت بها الى هذه الأرض القاحلة و طمأنها بنظرات محببة حنونة .
(( هل تستطيع ان توصلني الى المدينة المنورة )) قالت
توشكا هذه الكلمات و هي تشرح له بيديها ، ففهم الفارس انها تريد العودة الى المدينة المنورة ثم اشار بيده و وجهه معاً ، انه من المستحيل الآن الوصول الى المدينة المنورة .
(( لماذا ؟ )) سألته بخوف توشكا .
ثم اشار لها ان الوقت متأخر و يجب ن يسيروا في الليل .
(( فهمت توشكا ما يقصده من قوله ثم سألته من جديد .
(( هل ستوصلني اليها ؟ )) .
اجابها الفارس بعد عدة اشارات منها .
(( نعم و لكن ليس الآن )) .
جن جنونها و هي تتساءل بصوت مرتفع صاخب .
(( لماذا انا لا استطيع الانتظار اكثر اكاد اموت من الحر )) .
حاول افهامها انه في مهمة و يجب انهائها .
(( ماذا انت في مهمة و لكن الى متى انا لا استطيع الانتظار )) .
(( بلى تستطيعين و انت مجبرة على ذلك لأنني انا ايضاً مجبر )) .
(( يا الهي )) ثم بكت توشكا بكاءاً مريراً و هي لا تعلم الى متى ستبقى مع هذا الرجل الصامت الذي لا يعرف الانكليزية .
(( ماذا سأفعل الآن ؟ و ما هذه الخرائط التي امامك )) سألته
و هي تحاول ان تقترب منه كي ترى بماذا يفكر و ما الذي امامه .
(( لعلك عالم فيزيائي او بيولوجي )) .
لم يفهم ماذا تقصد و قد استمر على صمته .
(( سأموت من الغيظ اذا لم تتكلم الانكليزية معي )) .
ضحك الفارس نور و عرف انها تكاد تنفجر من الغضب ، اقترب منها و اشار لها كي تذهب و ترتاح لأنها يجب أن تسير عند الغروب و حتى الصباح .
(( ماذا تريدني ان اسير ليلاً لا لن امشي و لا خطوة واحدة )) .
(( بل يجب علينا لأن شمس النهار ستقتلنا )) اشار لها بهذه الكلمات ففهمت توشكا ماذا يريد القول .
(( و لكنني لا استطيع ان اسير ليلاً انا اريد ان انام قليلاً )) .
لم يفهم عليها او انه تظاهر بعدم الفهم ثم استدار و عاد لينظر الى الخرائط الموضوعة امامه .
(( سأمزقها لك )) قالت له من غضبها و غيظها و عندما اندفعت تجاهه كي تحاول ان تغضبه قليلاً امسكها بين ذراعيه و حملها و اعادها الى المكان الذي كانت ممددة فيه و اشار لها بعنف انه يجب عليها ان لا تتحرك من مكانها و الا .
في هذه الأثناء راقبت عيناه جيداً و كانت عبارة عن خرزتين بلون السماء العالية فوق رأسها ثم شهقت
بصوت مرتفع و قالت له بصوت مسموع .
(( يا لها من عينان )) لم يستطع الفارس الأسمر ان يضحك لما قالته و اكتفى بابتسامة لطيفة و هو يحاول تهدأتها و اعتقدت توشكا انه لم يفهم عليها ماذا كانت تقصد .
ثم عندما اقترب منها كي يغيظها كان وجهه بمحاذاة وجهها مما اذهل توشكا لهذه التضاريس المنحوتة و كأنها ريشة فنان .
(( لماذا تضع هذه على رأسك )) اشارت بيدها ثم وضعت يدها على رأسه محاولة ان تشرح له ما هو سبب وضعه هذا القماش الأسود على رأسه و يغلفه قماش ابيض ناصع .
(( انه يقيني من الشمس )) اشار لها بيده و من ثم الى الشمس .
(( لقد فهمت الآن انها تقاليد هذه البلاد انتم تحمون رؤوسكم من الشمس كما فعلت انا بهذه القبعة الخاصة بذلك الطيار المسكين )) .
(( ارجو ان لا يطول جلوسنا هكذا اكاد افقد عقلي )) .
ثم فجأة و عندما بدأ الغروب قام الفارس و بدأ بترتيب المكان و اعادة كل شيء الى مكان .
ثم نهضت توشكا وهي تتأبط ذراعه و حملها بين ذراعيها و وضعها امامه على الحصان .
(( ان هذا آخر ما كانت اتوقعه ، جولة مع فارس احلامي
على الحصان و لكنه جميل . . . نعم انه يثيرني و اتمنى ان امارس الحب معه )) قالت توشكا هذه الكلمات بصوت مرتفع و هي سعيدة بين ذراعيه على الحصان .
كان نور يبتسم لحديثها و كأنه يعلم ماذا تقول و لكنه فضل الصمت على ان يتكلم مع هذه الانكليزية .
لم تغادر الابتسامة شفتيه و هو يستمع الى هذه الأنسة الجميلة التي ترمي الكلمات من فمها رمياً دون ان يستطيع فهمها .
هذا ما كانت تتوقعه توشكا انه لا يفهم كلمة مما تقول و لكنه كان يفهم و بكل وضوح .
و ابتسامته لم تفارق شفاهه طوال الطريق .
كانت توشكا تتحدث بصوت مرتفع و هي المرة الأولى التي تفتح قلبها و تتحدث الى هذا الفارس و هي تعتقد انه لا يفهم شيئاً و لكنها كانت بحاجة لإخراج آلامها و رميها بين هذه الرمال الحارة ، راحت تتحدث عن شوقها لسباستيان بصوت مرتفع و هي تصرخ من الحزن .
(( هل تعلم ايها الفارس ان لدي طفل جميل ، جميل جداً يدعى سباستيان و انا مشتاقة له كثيراً ، و له والد رائع الجمال احبه نعم و لكن هناك مسافات كبيرة بيننا تفصلنا . . . يا الهي لماذا اتحدث اليك و انت لا تفهم اي كلمة مما اقول )) .
ابتسم نور ابتسامة عريضة و كان يفهم كل كلمة مما تقول
و لكنها كانت تعتقد انه لا يفهم و لهذا تركها الفارس الأسمر تفضفض عن احزانها دون ان يجعلها تشعر بمراقبته .
سار الحصان و كانت توشكا جالسة امام الفارس و شعرها الأشقر الطويل ينساب على وجهه و رائحته تكاد لا تحتمل من آثار الدماء و الرمال و الأوساخ التي تراكمت عليه ، احس الفارس نور انها بحاجة لحمام ينقذها من هذه الرائحة الكريهة .
بعد مسيرة عدة ساعات وصلوا الى واحة خضراء و كأنها الجنة .
(( هيا . . هيا )) قال لها الفارس نور بالعربية . فهمت نور ماذا يعني بمجرد ان لاحت لها الواحة الخضراء .
اندفعت نحوها بسرعة و رمت بجسدها الغض في مياهها العذبة .
وقف الفارس نور ينظر اليها للحظات ثم حط رحاله و نصب الخيمة و قال فى نفسه .
(( سنخيم هنا )) .
لاحظت توشكا نظراته و عرفت انها تثيره فانتبهت لنفسها و سبحت بعيداً عن نظره وراء الأشجار الباسقة .
بعد لحظات تبعهاا الفارس و هو عار الا من لباس يغطي عورته و غاص في البحيرة الكبيرة و سبح باتجاهها .
(( انها جميلة جداً )) قالت توشكا و فهم ما كانت تقصد .
(( هل هي صالحة للشرب )) .
اشارت له بيدها و فهم ماذا تريد ، فأشار هو ايضاً بدوره ناحية شلال صغير و قال لها موضحاً .
(( ان مياه الشرب من الشلال نقية اكثر من هذه هيا لنعبئ مطراتنا )) .
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top