final
وقفت على المرآة وهى ترتدى فستانها الابيض المزركش بالخيوط الشرقية والخرز وكل مافى الشرق من مهارة فى الحياكة .
نظرت الى نفسها جيدا واحست برعشة تجرى فى اوصاله من جراء هذا الفستان الذى كانت تتمنى ان ترتديه يوما ما وهى فى كامل سعادتها .
دخل الامير نور عليها ونظر الى عروسته النظرة الاخيرة وقال لها :-
( اريد ان اتحدث اليك توشكا للحظات )
حسنا ) ثم اشار للفتيات بالخروج .)
انت تعلمين توشكا ان فى بلادنا قوانين يجب على المرأة ان تعرفها ))
نعم لقد قلت لى هذا سابقا ))
(واريدك اولا ان تعلمى ان هذه القوانين شديدة وصارمة من اجل الدين الاسلامى ويجب اولا ان تتقنيه جيدا كى تستطيعى ان تعلمى اطفالك فيما بعد )
(نعم ساحاول وهذا بمساعدتك )
(نعم واريدك ان تعرفى ايضا ان هناك امرأة اخرى تتوج الان كى تكون عروستى الى جانبك انت )
( ماذا ... ماذا تقول لماذا نور ؟ )
( اردت اخبارك منذ مدة ولكننى لم اشأ اردتك بكل قوة وفضلت ان اقول لك الآن كى لاتعتبرى اننى كذبت عليك ولك الان ان تختارى )
( وكيف ستتزوج امرأتان فى آن معا ؟ )
( نعم نحن العرب يحق لنا باربعة نساء )
( اربعة نساء وهل تعتقد اننى جارية )
( لاياحبيبتى انت ستكونين زوجتى واميرتى وتاج رأسى وهى ايضا فالزوجة لها مكانة خاصة فى القصر ولها خدامها وجواريها ولاتنسى توشكا انك انت التى اخترت البقاء هنا )
( نعم ... نعم )
( تستطيعين ان تقررى قبل ان تتم مراسم الزواج )
(الان لااستطيع ان افعل شيئا وهذا الفستان الذى ارتديه سوف اكون مسخرة امام الفتيات لو غيرت رأى )
(لا ... يجب ان تقررى بصدق ولاتدعى احدهم يسيطر عليك )
قالت توشكا فى سرها بعد مغادرة الامير نور
( ماذا سأفعل الآن اعتقد اننى سأصبح على كل لسان هولاء الفتيات لو كنت استطيع ان اقرر لقررت البقاء الى جانب آدم فهذا الموقف يشابه موقفى من آدم امام الناس والفضيحة ).
ولكنها ضعفت ولم تستطع ان تقرر حتى جاءت الاميرة زينب لكى تقدمها الى الحفل والناس المنتظرة خارجا كى تتوج اميرة .
فى هذه الاثناء دخل آدم الى المدينة المنورة وراح يبحث وهو يحمل سباستيان بين ذراعيه عن قصر الامير احمد .
( انهم مشغولين ياسيدى ولا اعتقد ان احد ما سيستقبلك ) قال له احد الرجال
( بماذا هم مشغولون ؟ ) سأله آدم
( ان اليوم , يوم عظيم سوف يتزوج الامير نور من الانسة توشكا )
( ماذا إإإ ماذا تقول يا الهى انها حية ... انها حية شكرا للسماء )
ثم راح يقبل سباستيان فى وجنتيه ويقول له
( ان والدتك بخير يا حبيبى لاتخف )
ثم تذكر فجأة ما قاله العربى وتجهم وجهه وامتلأ بالغضب واحمر واسود عندما عرف انها ستتزوج من امير .
( يالك من خائنة لقد وعدتنى ويجب ان توفى بوعدك لقد وصلت فى الوقت المناسب يجب ان امنع هذا الزواج )
حاول الدخول الى القصر ولكنه كان مقفلا كيف سيدخل يجب ان يوقف هذا الزواج بعد عدة محاولات للدخول نجح اخيرا وذلك بفضل بعض الحرس عندما اخبرهم ان هناك امرا ضروريا يجب ان يتحدث به الى الامير أحمد .
دخل الى القصر وجال بنظره فى كل مكان وهو مايزال يحمل سباستيان فوق كتفيه من شدة تعبه .
وعندما وصل الى غرفة كبيرة وهى عبارة عن قاعة للاستقبال , قال له الامير نور
( ماذا تريد ايها الرجل ومن انت ؟ )
نظر آدم اليه وعرف انه الامير نور وذلك من ملابسه الثمينة وجمال وجه واناقته فان الامارة بادية على وجهه .
( انت الامير احمد ؟ )
( لا انا الامير نور )
( انت الامير نور ) قال آدم ثم عرف لماذا توشكا انجذبت اليه من شدة جماله
( ماذا تريد هيا قل ومن أنت ؟ لقد طرحت عليك سؤالا )
( انا آدم زوج عروستك توشكا ياسمو الامير )
( ماذا انت آدم ؟ )
فى هذه الاثناء دخل جمع غفير من الرجال لكى يتمموا مراسيم الزواج وامتلأت القاعة بالحشود الكثيرة وبدات الراقصات ترقص على الحان شرقية رائعة وكان الامير نور يبحث عن آدم بين الحشد الداخل الى القاعة
( اين انت ؟ )
قال آدم وهو ينظر شمالا ويمينا بعد ان فقد اثره
( ولكن ماذا سافعل الان ) قال الامير نور
( اعتقد ان على ان اقول لتوشكا يجب ان تعرف )
فخرج ولكنه لم يجد الاميرة لانهم لم يسمحو له برؤيتها الان وكان من عادتهم هذه ان لا يرى العريس عروسه الا بعد اتمام مراسم الزواج .
جلس آدم مع الجالسين وراح سباستيان يلتهم الحلوى وهو ينظر الى الراقصات .
( يا الهى ماذا افعل ؟ )
وبعد لحظات تقدمت الفتيات وهن يعلن عن قدوم الاميرتان العروستان .
( ماذا هل سيتزوج اثنتان دفعة واحدة كيف تسمح لنفسها توشكا ان تكون امرأة ثانية فى حياة رجل , وكانها تنتقم لنفسها كونها كانت امرأة لرجلين , فهى تريد الان ان تصبح امرأتان لرجل واحد )
دخلت توشكا وهى مرتدية لباسها الابيض لتبدو رائعة الجمال وكأنها ملاك قادم من السماء
اندهش الجميع لجمال هذه العروس وكذلك الامر بالنسبة لبات وكانتا تنظران الى بعض من خلال الخمار على وجهيهما .
عندما جلست العروستان وكان الامير نور بينهما نهض فجأة وقال بأعلى صوته
( ايها الرجال اسمعونى جيدا )
ثم صمت الحشد ليسمعوا الامير نور
( ان بينكو رجل يدعى آدم ومعه طفل صغير يجب ان يظهر فى الحال )
سمع ىدم كلامه وقلق واعتقد انه سيتخذ امرا ما بشأنه
( ماذا إ إ ) شهقت توشكا عندما سمعت اسم آدم
وقف آدم وهو يحمل سباستيان بين ذراعيه , صرخت توشكا وركضت اليهما بقوة وكأن المسافات البعيدة التى تفصلهما لم تكن بعيدة بقدر هذه المسافة التى بينهما الان فى القاعة .
ركضت بخطأها الخفيفة ومشى خلفها خمارها الابيض المطرز , حتى لامس الارض وسار خلفها
( سباستيان ... سباستيان طفلى الحبيب )
ثم عانقت طفلها بقوة وهى تنظر الى آدم بعيون حزينة
( هذه وعدك توشكا لى )
( أوه يا الهى ... ) ثم قبلت سباستيان فى انحاء جسده وهو ينظر اليها يتأملها
( أمى انت جميلة جدا لقد اشتقت اليك كثيرا )
( وانا ايضا ياولدى سامحنى ... سامحنى ارجوك )
بكت توشكا بمرارة وكان الجميع مندهشا لهذا المشهد المؤثر
( لقد جئت اقدم لك الطفل توشكا لقد كان بحاجة اليك والان تستطيعين ان تتمى زواجك انا راحل )
ثم توجه نحو الباب الكبير يريد الخروج منه توقفت توشكا عن البكاء للحظات وهى تنظر اليه تارة والى الامير نور اخرى واحتارت ماذا تفعل الى من ستتجه ثم فجأة لم تجد نفسها الا وهى تركض خلف آدم بخطأها المؤلمة وهى تصرخ بأعلى صوتها
( آدم ... آدم انتظرنى )
كان الامير نور اول من صفق لها بكفيه ومن ثم تبعه الجميع فى القاعة وعرفوا ان الانسة توشكا لها زوج وطفل وفرحوا لانها اتخذت القرار الحكيم بالعودة اليهما
عانقها آدم بقوة وهو يقبلها بوحشية ويقول لها
( كنت اعلم انك لا تستطيعين العيش بدونى ولكن لماذا ياحبيبتى لماذا لم تعودى ؟ )
ثم انتبهت توشكا الى ان الجميع يصفق لها بقوة وبحرارة وعرفت انها اتخذت القرار الصحيح
( لاتخافى ياحبيبتى لقد قمت بالعمل الصحيح الذى كان يجب ان تقومى به منذ مدة فى لندن وليس هنا )
( اوه آدم ان مجيئك انقذ حياتى )
( كنت اشعر انك بحاجة للمساعدة , هل عرفت الان انك لاتستطيعين العيش بدونى واننى مسيطر على حياتك وانا احق من اى شخص بك
( نعم آدم نعم ... )
ثم اقترب الامير نور منهما وقدمهما للجمهور وقال
( سيكون لدينا الآن عرسان , عرسى على الانسة بات وعرس آدم على زوجته توشكا )
( يا الهى يا آدم سأصبح عروس ازف اليك لم اكن احلم بهذا )
( نعم يا حبيبتى يجب ان تفعلى هذا كان يجب ان تكونى عروسى منذ زمن بعيد , وها ان حلمك يتحقق الان )
ثم عانقته وقبلت سباستيان وهو يحمله بين ذراعيه
جلس الى جانبها وبدأت المراسيم بفرح كبير بيع هذا الحشد الغفير من الناس وهم يصفقون بقوة لهذه السعادة الكبيرة
امسك آدم يدها ووقف الى جانبها وكانت المراسيم تتم حسب الطريقة الاسلامية ثم قال لها آدم
سوف نقوم بالمراسيم لدى عودتنا الى لندن حسب طريقتنا الخاصة لا تخافى )
( انا لن اخاف بعد الان مادمت الى جانبى )
( انظرى توشكا الى هذا الحشد الغفير هل مازالت خائفة من اعلان عدم اخوتنا , فى لندن وهل تستطيعين ان تعلنى زواجنا مثلما فعلت الان )
( أجل آدم ... أجل سأعلن امام الجميع انك زوجى وحبيبى وسيدى ولن اتخلى عنك بعد الان )
بعد انتهاء المراسيم وتم الزواج دخل آدم يتأبط ذراع حبيبته وزوجته توشكا الى غرفتها الخاصة بالاميرات ثم ما لبث ان اقترب منها وحاول ان يقبلها بنهم وقوة وكأنه لم يفعل هذه منذ زمن
( لا آدم يجب ان تعرف شيئا اولا )
( لا ايد ان اعرف شيئا اريدك فقط توشكا والآن )
( لا ليس قبل ان تعلم ماجرى لى )
( لا يعمنى كل ماجرى يهمنى اننى وجدتك توشكا )
( بلى يجب ان تعرف )
( اقسم لك اننى لن اهتم بما جرى , ولكن هيا اذا كنت تريدين هذا )
نعم اريد ويجب ان تعلم والا لن يهدأ لى بال ))
ماذا حدث هيا قولى ؟ )
ثم اجلسها الى بساط من جلد الخاروف كبير جدا وهما متلاصقان
( اسمع آدم لقد تعرفت على الامير نور فى وسط الصحراء وكنت على وشك ان اموت من شدة آلامى وعطشى واصابتنى الحمى وعمل على انقاذى )
( نعم وماذا حدث بعد ذلك )
( لقد شعرت اننى انجذب اليه بقوة وكنت اشعر بصراع داخل جسدى كنت اريد ان ابرهن لنفسى اننى استطيع ان اختار الرجل الذى اريد كنت اتمنى ان اتخلص من سيطرتك على , فمارست الحب معه )
انتفض آدم ووقف بغضب وقال لها
( هل فعلت هذا حقا توشكا )
( نعم آدم ولكن سامحنى ارجوك بعد حين احسست اننى اقترفت خطأ كبيرا بحقك وحقى وحق جسدى )
( انت خائنة توشكا لقد خنت حبنا وكنت اعتقد اننى الرجل الوحيد فى حياتك )
( كنت اعيش صراع ولكن صدقنى هذا ساعدنى كثيرا كى اعرف انك انت انسان مختلف عن اى رجل , نعم كنت بحاجة الى هذه الممارسة كى اثبت لنفسى مدى سيطرتك على وعرفت انه لا يمكن لاى رجل ان يحل مكانك ولو لثوان )
( ماذا تقولين توشكا انت مجنونة تسلمين نفسك لرجل لا تعرفين شيئا عنه )
( لاتنسى انه انقذ حياتى وهو اولى بى منك )
( ولكننى انا ... انا آدم زوجك وحبيبك هل نسيت ؟ )
( لا لم انسى كنت بحاجة لان اخرج من ذاتى كى استطيع ان احدد بارادتى اننى اريدك حقا ام لا )
( بممارستك الحب مع رجل آخر هذا ماتعتقدينه توشكا )
( نعم وهذا كان الامتحان الاقوى لى وعندما توجت كعروس ولبست الفستان الابيض عرفت اننى اقترفت خطأ كبيرا بحقنا واحسست اننى لا استطيع ان اتراجع خوفا من الفضيحة كما حدث معى فى لندن ولكن صدقنى فى قرارة نفسى كنت اتمنى لو اعود اليك ولكن الايام الآليمة منعتنى )
( وعندما جئت انا استطعت ان انقذك اليس كذلك توشكا ؟ )
( نعم آدم انا لااستطيع العيش بدونك كنت بحاجة فقط لان امتحن نفسى وقدرتى وكى اشعر وكأننى انا التى اخترتك بكل ارادتى )
( والآن تريديننى ان اسامحك )
( لا اعلم ولكن انا سامحتك على كل مااقترفته يداك بجسدى وكل الآلام التى سببتها لى والموت الذى كان مصيرى كل هذا سامحتك وانت لاتريد ان تسامحنى من أجل شئ بسيط )
( شئ بسيط توشكا تقولين هذه وكأنك لاتعلمين ماذا يفعل هذا بى عندما افكر انك بين ذراعى رجل آخر )
( حسنا اذا ان كنت لاتريد ان تسامحنى فقل هذا الآن ولاتدعنى اموت وانا اتألم )
ثم اقترب منها وعانقها بشدة وقال لها
( لا ... لا توشكا لاتقولى هذا انا كدت ان اموت عندما علمت ان طائرتك وقعت وسط الصحراء واحسست اننى افقدك الى الابد , وانا الآن لا اريد ان اخسرك من جديد , سامحتك توشكا نعم من كل قلبى فهذا عمل واحد جرحتنى به وآلمتنى اكثر امام كل الاعمال التى اذيتك بها صدقى ان قلبى الآن ابيض مثل الثلج وهو قادر على تقديم الحب لك بكل ما يعنى من صدقه وتضحية ولن اتسبب لك بعد الآن بأى الم )
( هل حقا تقول هذا آدم هل حقا سامحتنى ؟ )
( نعم ياحبيبتى انت لم تقترفى شئ بحقى مثلما انا فعلت , لقد سامحتك من كل قلبى ياصغيرتى )
( احبك ... احبك وكنت اعلم اننى لااستطيع العيش بدونك انت فارس احلامى الذى كنت تأتينى ليلا وستبقى ياحبيبى )
ثم غابا فى عناق طويل بعد ان وجدا انهما لايستطيعان الابتعاد اكثر من هذا .
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top