P.20


اللحظات البسيطة قبل الموت تجعل الانسان لا إراديًا مذعورًا، و خاصةً لو كنت لا تعرف متى ستموت أو متى ستصاب بمكروه يجعلك على مشارف الموت ثم تشعُر به فجأة!  .. و رغم ذلك فصوت الرصاصة التي تقتل لا يُسمع، لذا أحيانًا يكون الموت رحيمًا بنا حين ينتشلنا من جُحر الجحيم في الأرض إلى مكانً أفضل نعيش به في هناء.

يندفع جسده نحو النافذة بقسوة و بالكاد التقط يده بفزع و من خلفه نهض عن الأرض بعد دَفعَة قوية من المعني أسقطته ليهرب فورًا مخفيًا وجهه أسفل كمامته الطبية تاركًا إياهما ببساطة! فلقد أنهى مهمته بفشل واضح!

_"تمسَّك بي جيدًا! "
هتف بصعوبة يُشدد قبضته على معصم الصبي المرعوب،  يتجاهل كل شئ حوله و مع التقاط يده الأخرى جذبه نحو الداخل مرتميان أرضًا ، يتمسَّك آش بعمه الذي يُحيطه بذراعيه في عِناق و بالكاد أعاد أنفاسه للعمل مجددًا،  هامسًا:
" حمدًا لله! أنتَ بخير! "

لازم تشبثُه بعمه أكثر يرتجف بدنه في هلع لذلك الموقف المرعب،  تتكاثر لديه مجموعة من المشاهد الغير مرئية ، يشعُر بألم فظيع مكان ذلك الجرح في خاصرته اليُسرى جعل أنفاسه تضيق،  فأطلق أنينه بصعوبة!

اعتدل آكيرا و قد تجمع طبيبه مع ممرضته يقترب أولهما نحوه في قلق يسأل و يتحدث بشئ من الغرابة:
" ماذا حدث له؟ .. ذهبتُ إلى غرفته و لم أجده و مع بحثنا وجدناك تهرع إلى هنا و قبل دخولنا وجدنا طبيبًا يمر من هنا سريعًا .."

قاطعه آكيرا بضيق بينما يمسحُ خصلات الصبي و هو في حُضنه:
" لم يكن طبيب و لقد هرب .. لكن تجاهله و افحصه أرجوك."

همهم الطبيب بخفة يقترب ليفعل،  بينما أرخى آش رأسه على كتف عمه فجأة يشعر بتشوش بصره أكثر و قد عصف به الوهن،  لكن ذراعي آكيرا أحكمت عِناقه شاعرًا بالغضب الشديد من هروب ذلك الشخص،  رُغم ذلك ما كان سيتركه يُغادر هو أيضًا! يكفيهم فقدان! 

عاد به نحو غرفته و هناك أراحه فوق سريره،  إطمئن أنه لم يُصيبه أي شئ لكن ما حدث كان صعبًا عليه .. غادر الطبيب و الممرضة ليستدير نحوه ثم جلس أمامه مقتربًا منه،  أنامله مسحت فوق وجنته و شعره يبتسم بخفة نابسًا بارتياح رغم كل شئ:
" لا بأس يا آش، لن يمسَّك مكروه. "

دموعِه المتكاثفة بينما يُدمج زرقاويه مع خاصة آكيرا، جعلت المعني يجذبه لعناقِه مجددًا ماسحًا على ظهرِه، صداع حاد و تشوش، و مجموعة من المشاهد الغير مرئية مجددًا عادت و بقسوة!

ذلك جعله يُصاب بنوبة هلع، بالرغم من أن عمه يُحيطه بعناق مانحًا إياه الأمان، لكنه كان يشعر بالضياع، الأمر الذي جعله يتنفس بذعر، و ما كان من آكيرا سوى عِناقه و تهدئته بينما يتجاهل نوبة ذعرِه و يُفكر بكم أن المشفى ليست أمنة له .. الأسوأ أنه و شقيقه لم يعلما من الجاني بعد؟ .. و ذلك يُدخلهم بدوامة حمقاء من الجهل! كذلك هرب ذلك الرجل!

بعد فترة من الوقت عاد آش لهدوءِه فيهم،  ابتعد تدريجيًا عن آكيرا،  يمسحُ دموعه و قد اتضحت رؤيته و استقر باطنُه بينما تبسَّم آكيرا لخفة رادفًا:
" تُدرك أنك بأمان فلا داعي للخوف ، سوف أطلب من الطبيب إخراجك لتبقى بيننا .. ذلك سيجعلك تتحسن أكثر. "

و الصمت الذي تلا حديثِه جعل آكيرا يصمت و تختفي ابتسامته، ينتظر منه الاجابة لكنه تفاجأ به يستلقي للخلف دافعًا نفسِه أسفل الغطاء يُخفي ملامحه أكثر .. تنهد آكيرا و نهض يقرر المغادرة الا أنَّ صوت آش المتوسل الضعيف جذبه:
" لا تتركني عمي آكيرا .. قد يعود مجددًا. "

ربت على كتفه و ابتسم بوهن يردف:
" لن يعود، أنها خمس دقائق فحسب ثم سأتي لنخرج، حسنًا؟ "

أومأ بعبوس و دفن وجهه في الوسادة يضع فوقه الغطاء مُخفيًا جسده تمامًا، بينما كان قد رحل آكيرا بعد كلماتِه تِلك.

***

خلال ليلة واحدة، كان قد تغير كل شئ! .. يجد نفسه وحيدًا في غرفته في الشقة التي اشتراها والده، مشوش الأفكار .. يُفكر أنَّ هناك شيئًا لا زال مفقودًا!

آكيرا أخبر آرين عما حدث في المشفى،  لكن كل شئ كان مخفيًا عن آش الذي استقر في غرفته منذ جاء و لم يخرج أبدًا ..

اعتدل يتنهد بضيق ثم نهض عن ذلك المكتب يتجه نحو النافذة، ظل ينظر خلالها نحو الخارج، الشوارع مزدحمة .. و ذلك لم يُزد سوى ضياعه! ..

" لما أنتَ مُكتئب؟ .. تشبه الأموات "

الصوت اللطيف الذي تهادى إلى أذنيه، جعله يلتفت نحوه بدهشة .. هو كان أمامه، يبتسم ببساطة .. هنا لم يكن منه سوى أن يتقدم إليه بخطواتِه ، يده التي امتدت كي تلمسه عبرت و قد اختفى فجأة و معها تداولت الذكريات لحادثٍ ما قبل العديد من السنوات!

شهق يتراجع مترنحًا و كفيه أطبقا حول رأسه التي أصيبت بحدة الألم، قدمه خذلتاه و هناك ذكري قديمة تُحاول الولوج إلى عقلِه بقسوة!

.
.
.

قبل ثلاث سنوات ...

اندفعت تلك الخطوات من بين العامة في سبيل أن تصل لصديقه الغاضب منه ..

" فِريد انتظر! .. أنا أسف! "

يده استطاعت أن تصل إليه لتُمسِك بمعصمه و يتوقف لا إراديًا مع حركة صديقِه، حين التفت نحوه كان الأخر قد لانت ملامحه و اعتذر منه يُدخله في مجال عناقِه بينما يعتذر عما بدر منه :
" أعتذر يا فريد، لم أشعر بنفسي و أنا أتحدث عن حياتك بهذه الطريقة! .. أعتذر. "

" ما كان عليك تذكيري أنَّ لدي والدًا يعمل عندك! .. أعرف أن أبي يعمل عند والدك سامويل و لكنك لم يكن يحِق لك التحدث بكل هذا الغرور! .. لقد اعتبرتك صديقي! " تكلم بعبوس يُحاول دفع الأصغر و الذي تشبث به أكثر تنزلق دموعِه بألم:
" أسف! .. كنت مستاءً وحسب و لم أشعر أني أخرجت غضبي و ألمي عليك! .. أرجوك سامحني! "

و للحظات ظل فيها فِريد يُنازع أفكارِه حتى تبسم و هو يُبادل آش العناق بعدما استمع إلى بكاءه الخافت:
" حسنًا أسامحك، لكن بشرط أن نذهب في نزهة! "

ابتعد تنفرج أساريره بحماس:
" موافق! .. حتى لو عُوقبت فأنا موافق لأجلك."

" لن تُعاقًب، غدًا لن نذهب للمدرسة و بدلًا من ذلك سنذهب في نزهة سرية، موافق؟ "

أومأ آش، بينما أردف فِريد قائلًا بحماس:
" تعلم؟ .. لقد أخبرني أبي أنه وجد عملًا أخر، سيترك قصركم و يذهب للعمل، رغم ذلك ربما سيكون متنقل بسبب طبيعته. "

عبس آش ليرد بقلق:
" هل ستبتعد؟ "

نفى قائلًا:
" لا، سأبقى مع أمي لأن مدرستي هنا لكن أبي من سيغادر بنفسِه."

هنا ابتسم آش و اقترب ليمسك بيد فِريد رافقًا مع كلماته ابتسامة:
" حسنًا ، أنا سعيد لأجلك. "

و بعد ذلك اليوم افترقا، معاملة سامويل كذلك تغيرت منذ ترك والد فريد القصر بعدما تشاجر مع سيده! .. ذلك اليوم تلقى عقابًا من سامويل حاد، الجروح و الكدمات ملأت وجهه. ، و رغم ذلك هرب آش صباحًا مدعيًا الذهاب للمدرسة لكنه انحرف عنها و تقابل مع فريد الذي تفاجأ من مظهرِه لكنه لم يُعلق خوفًا من جرح مشاعرِه، و فقط أحاط به في عناقٍ لطيف.

قضى تلك الساعات القليلة في سعادة و مرح، حتى فجأة أظلمت الحياة في أعينهما، و قست قلوب البشر لتُدمع قلبيهما !

مجموعة من الرجال أمسكوا بهما، لم يعلم آش ما حدث وقتها سوى أنهم وجدوا نفسيهما محتجزان في غرفةٍ في مبنىٍ ما و أمامهم رجلين، ثوانٍ حتى اتجهوا نحو فريد و جذبه الرجل من خصلاته مما جعله يشهق ألمًا و آش يندفع نحوه لكن يد الرجل الأخر أمسكت به يمنعه عن الذهاب .. و أمامه تم جر فريد من خصلاته نحو مكانٍ ما، ظل خلالها آش يُفكر حتى التفت يعُض يد الرجل فيَفلُت منه ثم يَندفع نحو الرجل الأخر يُفاجئه و ما إن تحرر فريد حتى أمسك بيده و خرجا من الغرفة يهربان بأقصى ما يملكانه!

المبنى كان فارغًا على قيد البناء مما جعل أغلب جدرانه غير موجوده، ذلك جعلهم يشعرون بالذعر أكثر!

" آش كيف سنغادر؟ "

ذعر فريد بينما يتمسك بصاحبه، يُحدق لثوانٍ في تلك الأرض البعيدة بينما انتهى بهما يتوقفان هنا و يُحيط بهم الرجال الغريبون، آش كان قد اقترب إلى فقدان عقله و رغم ذلك هو تصدى لهم يقف أمام صاحبه بعدما أدرك أن ما خلف كل ذلك هو سامويل. متذكرًا أخر ما نُطق به حين كان في أشد غضبه أمس:
" سأتخلص منه لأجلك."

تقدم أحد الرجال بينما ينطق بسخرية:
" ما الداعي للاحتماء أيها الفتى، على المرء أن يذهب حيث والديه يذهبان .."

هنا ما كان من فِريد الا أن ينظر بوجوم نحو محدثِه، و المعني أردف بينما يده تجذب ذلك المسدس من جيبه:
" لذا، وداعًا أيها الفتى."

و انطلقت تلك الرصاصة قاطعة للصوت!

كانت أجزاء من اللحظة تباطأت بها الصورة و المشهد، جسد رفيقه يندفع للخلف و بينما يلتفت نحوه بسرعة تشخَص عيناه بصدمة و يده تُحاول الامساك بالذراعين التي تُنشِد انقاذِه!

هنا عاد الواقع لينهش في أمله! .. و المشهد البطيئ أصبح أسرع بعدما استطاع امساك معصم صاحبه! .. حاول رفعه لكن لا جدوى! .. أنه لا يستطيع! لا يزال طفلًا ضعيف البُنية،  تمسَّك بالأرضية بصعوبة يحاول بقدر الإمكان إبقاء أيديهما متشابكة فلا يفقد أحدهما الأخر أو يسقط هو معه!

عيناه تلاقت مع خاصة صاحبه المذعور، يُفلت إيماءه نافية و دموعه تتكاثف! .. يستطيع أن يرى الدم الذي أغرق ذراع رفيقه! .. و لجُزء من الثوانٍ الثقيلة لمح نظرة متوسلة متألمة يليها تفاجأ باليد تُفلَت و هنا ما كان منه الا أن يندفع خلفه لكن اليد القوية من خلفه أمسكت بجسده تجعله يشهد سقوط صاحبه من الطابق السادس، و أخر ما رآه هو النظرة المتألمة و المتوسلة بأن لا يتركه يسقط! .. و لكنه فعل!

.
.
.

دموعِه تكاثفت، كان يستلقى على أرضية الحجرة،يُحدق في السقف و يتذكر تلك الذكرى القاتمة!.. تصدمه عِبراتِه و شهقاتِه بالهرب من بين غصات قلبِه المتألم! .. كيف نسى أنَّ فِريد مات؟ .. كيف بنى لنفسه مشاهد من ذاكرته تجعل فِريد حي و لو لدقائق؟ .. هو يُدرك الآن أنه كان يعيش بأوهام!

و الذكرى الثانية كانت أثناء وجوده بالمنزل، لقد رأى الجميع يُقتَلون! .. يرى زوجة والده و هي تُطعن بعدما أحمت أخته التي نالت نصيبًا بشعًا رغم صِغر سِنَّها! .. و من خلفهم تم قتل عمه الأكبر و عائلته ثم جده بعد أن قيدوهم اجباريًا أسفل أيديهم! .. كان يُشاهد كل شئ من أعلى السُلَّم، يدفع كفه ليُغلق عين رين عما يراه هو، يجعله ساكنًا رغمًا عنه يبكي بصمت و هو يسمع صراخ الجميع بالقصر! .. و يشهد تلك النظرة لقاتل صديقِه و هو يُخبره بها أنه التالي .. لم يجد الا أن يهرب بأخيه ما إن وجد الهدوء يُطبق على القصر الذي امتلأ بدماء أسرتِه .. بسببه!

لكن و رغم كل شئ، كان قد كُسِر الباب و جُذب أخيه من بين يديه مرغمًا! .. و بعدما قاتل بشراسة لأجله كان قد تجمد و هناك سكينًا تُرشق في خصرِه و معها ضربة قاسية على جبهته جعلته غير قادر على تحمل الوقوف، انهار أرضًا بينما يرى شقيقه بين أيديهم بعد أن أفقدوه الوعي يُخبروه أنهم سيأتون من أجله .. لم يجد سوى أن يتكور على نفسه في زاوية ضيقة مُخفيًا نفسِه عنهم! .. مذعورًا، متألمًا، و مقهورًا مما وصل إليه! .. هنا كانت الحياة تلف خيطها الديجوري حوله، تُغرقه في ظلمتها ، و عبثية كونية تكدح بشرارات كارثية، هو هنا كان مُحاط بسواد هذا العالم، واقعٍ مُرّ بأحداثٍ مؤلمة!

دلف أحدهم للحجرة، استطاع أن يلتقط صوت خطواتِه قبل أن يشعر بها قُربِه! .. اليد التي عدَّلت جلسته لم تجعله يهتم، كان هناك دموع كثيفة و شرارات من الألم تجتاح كيانِه، رأسه يؤلمه و جسده يرتخي إثر الصدمات التي تذكرها عقله المُتعب ، لقد لاقًى الكثير بحياتِه! .. لقد عانى منذ وُلد! .. أجل، خطئه الوحيد أنه لازال حي و لم يمت بينما الجميع حوله يموتون!

يد والده مسحت على خصلاتِه برفق و رغم الارخاء الغير طبيعي الذي شعر به للحظات تبخر و جسد ابنه يتشنج لثوانٍ قبل أن يجده يدفعه عنه بتعب هامسًا:
" كله بسببك! . . لو لم تتركني ما كان حدث كل ذلك لي! .. أكرهك! "

ذراعيه التفَّا حوله يُدفنه في أضلع قفصه الصدري، يُعانقه و الأخر يُحاول ابعاده بينما يزداد بكاءه كثافة ناشرًا ألمًا للأب الذي ضاقت الحياة حوله و لم ترحمه، لكنه لا زال لديه أمل بأن كل شئ سوف يُحَل!

"أنا أسف آش،  أجل كله بسببي لأني مجرد ساذج أراد السلام وحسب و المصائب تلتف حولي .. أسف لأنني تركتك وحدك،  و أسف لأني والدًا و إبنًا و أخًا و زوجًا سيئًا ..أسف."

همس يُدرك أن كل ذلك كان بسببه،  لأنه لم يفعل أي شئ و لم يختار الدفاع عما يملكه بل اختار طريق طويل عما يريده! ..هذه كانت نتيجة اختياراته!!
.
.
.

الأيام التالية كان التجاهل يُحيط بالأب و الإبن و أكثر ما كان يفعله آش هو النفور التام من وضعه!  .. آرين لم يهتم بالأمر كثيرًا أو هذا ما ظهر على ملامحه الباردة و ليس قلبه،  كانت لديه أولوية و هي إيجاد رين، و معرفة إن كان سامويل مَن تسبب بكل ذلك أم لا؟ .. صغيرُه الذي أُختطِف في مكانٍ ما للآن لا يزال مجهولًا،  دون أن يعرف أهو حي أو ميت؟

آكيرا كان يستوطن الأريكة يبحث بعيناه في شاشة جاسوبِه عن أي نتائج توصله لما يحتاجه،  لكنه اكتفى باغلاق الحاسوب بغضب،  يثور على الكأس الوحيد أمامه على الطاولة،  مما جعله يسقط أرضًا بعد دفعِه و التحول لحطام!

ضغط بسبابته و ابهامه ضد جانبي رأسه إثر الصداع الذي يلازمه منذ أنه لم ينم لأيام عِدة !

صوت فتح الباب جعله يرفع عيناه نحوه ، يراه يلتفت يُغلق خلفه ثم استدار تاليًا نحوه يدفع مفتاح سيارته و الشقة على الأريكة،  عاقدًا حاجبيه حين رأى شقيقه بهذه الهيئة،  هو تحرك نحوه و يده وجدت رأسه لا إراديًا ، بعثر خصلاتِه و ابتسم يجلس قربه ثم يأخذه في عناق،  و ذلك كان فرصة لآكيرا بأن يُبادل شقيقه يُخرج تنهيدة بائسة يشعر بتمريرات كف أخاه على رأسه بينما يخرج صوته لطيفًا يُربت على قلبه:
" لا داعي لما تفعله بنفسك،  أنا هنا لأجلك و لأجله،  أنا من يجب أن يُقدم لكم كل ما تُريداه. "

لم يُجادل آكيرا،  هو حقًا متعب،  و ذلك كان ظاهرًا لذا نطق آرين:
" اذهب للنوم الآن،  حين تستيقظ ستجد العشاء جاهزًا .. هيا آكي. "

و لقد فعل،  يترك حضن أخيه و يذهب نحو غرفته،  و قبل أن يُغلقها خلفه أعطى ابتسامة ممتنَّة نحو أخاه الذي ردها،  يُدرك جيدًا أنهما يُمثلان أنهما بخير .

المكان التالي كان غرفة آش،  حين دلف إليها يجده يتكور حول نفسه مغطيًا جسده بشكل مبالغ فيه،  مكيف الحجرة كان مُطفأ،  هنا جلس قربه و حركة آش أظهرت أنه ليس نائمًا ..  لمس كتفه و انحنى جواره يُعانقه من فوق الغطاء،  يُقلل المساحة بينه و خاصته،  ثم يُريح خده ضد رأس الأصغر الذي همس بتذمر :
" مزعج .. أنت كذلك ، و متطفل. "

و هنا ابتسم آرين يُقلص المسافة أكثر و يُعانقه بقوة،  و لم يُحرك الأصغر ساكنًا،  بل أغمض عيناه يترك العناق الدافئ يمنحه بعضًا من الآمان الذي كان كفيلًا بعودته للنوم دون كوابيس.

*
*
*
يًتبع..

حياتهم بعد الحادث أصبحت هكذا،  فهل تتوقعون أن يتصالح آش مع أبيه؟
و هل آرين سيستطيع الامساك بسامويل؟

ما حدث لفريد،  هل ذلك كفيل بما كان يحدث لآش من تلك الذكرى؟

ما توقعاتكم لما بعد ذلك و كيف سيعود آش لحقيقة شعوره؟

اخبروني أي المشاهد التي تأثرتم بها هنا؟

التقييم؟

توقعات؟

أي رغبات تجاه البارت او الشخصيات؟

سؤال خارج البارت(ما هو أكثر شئ قد تؤلمكم الحياه به؟)

و الى اللقاء...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top