No.14


"يشعُر الانسان بتمزُق في قلبه .. يشعُر بقلبه يتهاوى صريعًا مع الوقت! .. يشعُر الانسان أنَّ عليه اقتلاع قلبه مما يرى! "

اللحظات الغائبة في القصر كان الصمت يُحيطها بكثافته .. الجميع تقرييًا كانوا ينتظرون و جوارهم محققًا شابًا ذا شعر ذهبي و أعين فضية مترصدة و جواره رجُليّ شُرطة،  كان قليل الكلام،  و بالكاد اكتفى بأن يُخبرهم أنه هنا لأجل آش،  لأن سامويل ببساطة اتهمه بقتل زوجته!

خطوات هادئة انزلقت إلى أذانهم ، و حين اتجهوا للمكان وجدوا آرين يمسك بيد آش و ينزلان معًا على درجات السلم.

حين أصبح الاثنان أمامهم ابتسم آرين مصافحًا المحقق الشاب الذي نهض يُبادله ثم عاد للجلوس بعد أن طلب منه آرين فِعل ذلك ..

هنا تكلم ذهبي الشعر بهدوء و عيناه تلمحُ نظرات آش الخاوية:
" سيد آليكساندر،  أعتقد ما سأقوله سوف يكون مُعقد قليلًا لكني هنا لأجل الأمر ... "

صمت يبلل شفتيه يُحدق مُباشرةً في آش الذي اكتفى بالاتكاء على كتف والده مُغلقًا حدقتيه بتعب:
" لقد قال السيد سامويل أنه رأى ابنك و هو يقتل والدته بسكين فاكهة ثم هرب بعد أن اندلعت النيران بالمنزل أثناء مشاجرته مع والدته .. لذا أنا هنا لأعتقلُه لكن أولًا أود معرفة صِحة الكلام المُوجَّة لدى الصبي ،  أين كان آش ليلة أمس؟ "

" أين كان تعتقد؟! .. لقد كان بالمنزل بعد العودة من المدرسة ، و تعلم الجو ليس معتدلًا لذا أصابته الحمى،  يمكنك رؤية تقرير الطبيب كذلك. " تحدث بطبيعية مبتسمًا في عدواء ثم أشار لشابٍ خلفه ظهر فجأة يُسلم المحقق أدريان ملفًا و يرسُم ابتسامة هادئة على مِحياه ،  فأخذ آدريان الملف و فتحه يقرأ ما به في حين تكلم آرين مجددًا بينما يعبث بخصلاتِ آش و ينظر نحو أسرته الذين يُحدقون به باستغراب عدا آكيرا الذي ابتسم بخفة قبل أن يُتابع اللعب في الهاتف متجاهلًا كل ما يحدث، فهو يُدرك جيدًا أن أخيه سوف يحِل كل شئ و يُخرج آش من الأمر برمتِه! .. كان يحتاج بضع ساعات قبل حدوث ما كان يتوقعُه و لقد نجح!

" آش إبني كان في غرفتِه يُعاني من المرض أثناء ذلك الحادث، و يمكنك النظر الآن لا تزال صحته سيئة بعدما استمع لـ خبر موت والدتِه في نشرة الأخبار ليلة أمس."

أنامل آش تمسكت بسُترتِه بشئ من العصبية و الألم لكن ضغطات خفيفة على كفه جعلته يصمُت قبل أن يُخاطب آكيرا :
" آكي،  أيُمكنك أخذ آش كي يرتاح في غرفتِه؟  "

" بالطبع أخي."

نهض تاليًا كلماته و عين آرين حدَّقت بالصغير الذي يُبادله النظرات بكُره،  و لولا عدم قُدرته الفِعلية على النِقاش لكان اعترف أنه كان هناك وأنَّ سامويل مَن قتل والدتِه!

تذكر ما حكاه له بالأعلى و وعده أن يجعل سامويل يتعفن في السجن بشرط أن يُخبره بكل شئ حتى السكين التي كانت في يده و لقد فعل، حينها فقط طلب منه آرين أن يُرافقه فقط للأسفل دون التحدث بكلمة و لقد وعده بالأمر،  لكنه يكاد يُخالف وعده الآن بسبب ما قاله آرين و أدلتِه المزيفة بوجوده في المنزل!
لكن دون أن يُدرك آش أنَّ آرين كان مُستعدًا لخسارة أي شئ في مُقابل أن يكون هو بخير .. أن يكون في آمان!

تجاهل نظراته ينظر نحو الجميع رادفًا بابتسامة لا تمُت للخير بصِلة:
" ما قولكم جميعًا،  هل رأى أحدكم آش يخرج من المنزل بعد عودتِه من المدرسة؟ "

و الجميع نفى فعاد آرين للمحقق ينطق ببرود:
" أظن لا شئ قد يدعو للشُبهة أيها المحقق،  و كلام سامويل ليس حقيقيًا فيمكنك رؤية كاميرات المنزل كذلك ..."

باقي كلماته انسحبت من عقله حين أغلق أخيرا آكيرا عليهما الباب و حينها صرخ آش بعصبية:
" لما فعل ذلك؟! .. لقد أخبرته بكل شئ و لكنه اكتفى بإفساد كل شئ و إخراجي من الصورة نهائيًا! "

تنهد آكيرا بتعب و تقدم نحو مَن يرمقه بعيون مُبللة،  أمسك كتفيه و اكتفى باحتضانه هامسًا:
" ثِق بوالدك،  كل شئ سيكون بخير. "

لأول مرة ربما يحتاج لأن يُعانق أحدًا لذا لف ذراعيه حول عمه و ثوانٍ كانت قليلة بأن يبكي مُجددًا ، فـ صورتها و هي غارقة بدمائها لازالت في ذاكرتِه، تجعله  يتألم بشدة .. و تجعل مِن قلبه يؤلمه جدًا!!

" لا شئ سيكون!  لقد ذهبت و تركتني يا آكيرا! "

هتف بألم و أظافره تخترق جِلد ظهر آكيرا بعصبية،  لم يتدارك نفسَهُ لكن جسده يتحرك دون إذن منه،  ثم فجأة كل شئ أصبح مظلم و لم يشعر بنفسه و هو بين ذراعي آكيرا الذي بالكاد تماسك و هو يشعر به يفقد الوعي بطريقة مفاجئة بين يديه!

أنزله على السرير و ظل يمسح على خصلاتِه بقلق،  لا يعلم كيف يتصرف ، أيُنادي أخيه؟ .. أم يبقى حتى ...

يدٌ ما أجفلت تفكيره المُشتت حين وُضعت على كتفِه! .. و حين نظر كان آرين واقفًا يبتسم بشحوب قبل أن يجلس ناطقًا بتنهيدة بائسة ربما:
" لقد انتهى أول الأمر تقريبًا و غادر المحقق .. و لقد هددت الأسرة العزيزة إن فتح أحدهم فمه سيحصل على مصير سيلينا لذا الجميع تحلى بالصمت. "

همهم آكيرا يعود ليُحدق في ملامح آش الذابلة يسترجع مشاهد آش الغير عقلانية هامسًا:
" دومًا يأتي الخريف و تتساقط أوراق الأشجار الذابلة .. هذا الفتى يُشبه أوراق الخريف،  حين يذبُل تتساقط قُواه .. رُغم ذلك يبقى نقيًا! "

ساد بينهما الصمت ينهض آكيرا ليُجاور أخيه واقفًا ثم نظر نحوه بجِدية رادفًا:
" هل ستتركَهُ يذبُل دون رد فِعل يُثبت وجودك إلى جانبه يا أخي؟ "

و عين آرين تبادلت مع خاصة أخيه يتذكر أخر مُحادثة دارت بينهما عن آش .. و بدون تفاعُل هو التفت يُغادر الغُرفة كُليًا فزفر آكيرا أنفاسه بغضب يعود ليجلس بقُرب إبن أخيه .. ذلك الغبي لا يُدرك حجم مصيبته! .. هو سُرعان ما يهرُب دومًا من المواجهة .. يهرُب و كأن الألم سيختفي،  لكن ما لا يعلمه أن مواجهة الألم نفسه أقل مِن مواجهة الندم فيما بعد!

*
*
*

حين استيقظتُ ،  كان الدوار لازال يعصف برأسي و معدتي تتلوى ألمًا مع الشعور بـ الغثيان .. أخذت نفسًا عميقًا و أنا أغادر السرير بترنُح،  أتذكر جيدًا كل ما حدث أمس! ... لقد نِمتُ طويلًا جدًا ربما! .. لذلك استيقظت بصداعٍ و دوار مع الكثير من المرض ربما!

سِرت نحو المطبخ تحديدًا،  أود أن أشرب القليل من المياه لكن توقف جسدي حين اصطدمت بجدارٍ ما،  لا ليس جدارًا،  بل كان أبي و الذي أعطيته نظرة غاضبة و استدرت لأبتعد لكن يده جذبت معصمي فورًا يُجبرني على التوقف.

_" ماذا بِك؟ "

" لا شأن لك .. لا تأتي بعد ما فعلتَه و تسألني عن حالي!!"
هتفتُ بعصبية أُحاول فصل يدي عنه لكنه أدارني نحوه و أمسك بعضديّ عاقدًا حاجبيه في ضيق:
" لا تتصرف كطِفل،  تعرف جيدًا أنَّ ذلك ما كان يجب أن يحدث يا آش! "

هنا شعرت و كأنَّ عيناي تحرقانني، لأصرخ باعتراض:
" لم يكُن عليك ترك مَن قتل أمي ينجو! .. أخبرتك أني سوف أعترف لهم بكل ما رأيته و لكنك اكتفيت بإخراجي تمامًا مِن الأمر و كأنَّ مَن قُتلت ليست بأمي! .."

" أتظُن أنَّ الأمر بتلك السهولة؟! تأتي لتُخبرهم أنا رأيت سامويل يقتُل أمي ثم ببساطة يلصق التهمة بي؟! .. أتدري ما كان قد يحدث لو أنَّك نطقت بشئٍ ما أمام ذلك المحقق؟! "

عيناه تحولتا للأحمر و صرخ بـ بعصبية يهُز جسدي بعنف،  لكن ذلك لم يجعلني أصمت بل صرخت باندفاع:
" لا يهمني ما سيحدث! ما يهمني أن أزج ذلك الرجل بالسِجن.  "

زفر بغضب و احتضن بكفاه وجنتاي يدفع رأسه ضد رأسي بإجبار لينطق بقلة صبر و توسُل يُجبر نفسه على الهدوء:
" إفهم يا آش! .. السكين عليها بصماتك أنت! .. مِن السهل جدًا لو نطقت بذلك سيطلب رؤية أداة الجريمة و عندها لن أخسر غيرُك! .. لذا علينا فِعل كل شئ بتفكير ، فذلك المُختل إستطاع أن يُتقن أفعاله القذرة .. استطاع خِداعك و إجبارك على كل ما يرغبُه هو بكُل سهولة!"

و رغم كل ذلك دفعته عني و هربت من مجال بصره،  ليس و كأني أتقبله ، لا زال أمامي شخص سئ و كل شئ حدث لي هو السبب به! .. لا زلت لا أستطيع مسامحته على تركي كل تلك السنوات ليظهر فجأة في حياتي! .. يظهر راغبًا بمساعدتي بعدما تعرضتُ لكُل ذلك الظُلم وحدي دونِه!

أغلقت الباب خلفي و انهرت على رُكبتايّ أتنفس باضطراب،  أشعر بدموعي تُبلل وجنتاي،  الغصة في حلقي ارتفعت تكاد تخنقني،  و قلبي يؤلمني كثيرًا،  ينقبض بألم!  ..

حين حاولتُ النهوض دارت الصورة في عيني فعُدت للانزلاق أغمض عيناي بثِقل في الوعي،  لم أكد أحاول فتحها حتى أُعيد إغلاقها مجددًا لرؤيتي الضبابية!

معدتي لازالت تتلوى ألمًا و أنا غير قادر على النهوض لأدلُف للحمام .. هنا عدت لأتذكر وجهها ، السكون الذي كان يُهيمن عليها،  و التجمد الذي لازم جسدها،  ثم عينيها المفتوحة و الشحوب البارز في جلدها!

انحنيت لأستلقي على الأرض أترك دموعي تخرج وحدها،  لكن اتبعتها بشهقات مرتجفة، شهقات مقهورة! .. لقد حُرمت من والدتي للأبد!... قُتلت أمامي بكل سهولة و أنا أقف مختبئًا متجمد من هولِ ما رأيت!

الآن ماذا؟! .. هل أنا حقًا مُتهم بقتلها؟ .. و القاتل الحقيقي لا يهتم بكونه قتل من بقت معه لسنوات تهتم به!  .. لقد اختارته علي!! .. أجل لن أنكر ذلك أبدًا،  و رغم اختيارها له لكني لازلت أحبها،  ربما بالنهاية سمعتها تختارني عنه!

****

تنهدت بقلة حيلة أُدلك رأسي من صداعٍ أصابه .. أشعر خلفي بنظراتِ داڤيينا و هي تُحدق بي بقلق بعدما خلد التوأم المشاغب للنوم أخيرًا .. يدي تحمل ملفات جمة لا زلت لم أنهيها بعد،  و رغم ذلك فها أنا ذا أشرد مجددًا.. فـ لدي ابن مراهق يتصرف بالكثير من التمرد مؤخرًا و هذا قطعًا يجعلني أفقد عقلي!

شعرت بأناملها تلمس كتفي الأيسر بينما تُخاطبني برفق و قلق:
" أنت تُرهق نفسك بالعمل يا آرين .. عليك بالنوم. "

" لدي أعمال كثيرة و تعلمين .. أكيرا لديه امتحانات هذه الأيام يُشرف عليها لذا فلا أحد سيُساعدني،  و الأمر سيتراكم عليَّ فحسب."
أجبتها أضع فكرة أنني بالفعل وحدي في كل شئ .. لا أحد سينهي عمل غيره صحيح؟ لذا كذلك ها أنا ذا أفعل ما يجب أن أفعل! .. بالنهاية لا أحب ترك عمل اليوم إلى الغد!

لكن مع ابتعادها بقلة حيلة ربما،  عُدت للشرود في ذلك الصبي .. فقط كيف يُمكنني مصالحته و جعله يعتاد علي؟! .. تنهدتُ مجددًا لا أذكر الكم ؟ .. لكني مجددًا وجدتني أترك عملي و أضع باقي الملفات على المقعد مكاني لأقف ذاهبًا نحو غرفته التي لم يُغادرها منذ صرخ في وجهي اليوم!

و لحُسن الحظ الجناح الخاص به كان جوار الخاص بآكيرا ثم أنا .. وقفتُ أمام الباب و ابتلعتُ رمقي بتوتر .. لما أنا متوتر فقط؟! هل هذا بسببك يا آش؟! .. لا شك في أنني سأُصاب بسكتة قلبية بسببك في أحد الأيام!

دفعتُ الباب الذي لم يكن مغلقًا حقًا و تنهدت حين وجدته يستلقي على الأرض الباردة كالجرو الصغير،  تقدمت جاثيًا قُربُه،  أحاول إيقاظه بنبرةٍ لطيفة ربما،  لكن مُحاولتي فشلت تمامًا لذا حملته بين يديّ .. و قد تنفستُ بيأس .. حرارته مرتفعة بالفعل و لكنه غارق بالنوم تمامًا!

ابتسمت لرؤيته غارقًا بالنوم رغم المرض،  ظللت إلى جوارِه بعدما ألصقت اللاصقة الخاصة بانخفاض الحرارة التي وجدتها في الدرج بجانب السرير ..

**

بعد بضع دقائق أخرى قرر آرين أن يبتعد و يعود إلى عمله لذا نهض عن جوارِه ، لكن يده علقت بيد الأصغر،  لذا التفت نصف التفاتة يُحدق به،  تلاقت عينهما لبِضع ثوانٍ حتى أخفضها الأصغر هامسًا بتعب:
" لا تذهب."

ألم يكن نائمًا؟! .. على أي حال كان قد إقترب منه حين أفلته و ابتعد الصغير بدوره نحو أطراف السرير .. اتبعه آرين،  يستلقي إلى جواره،  لم يرغمه على شئ و لم يقرر إحتضانه حتى!

لكنه تفاجأ بالأصغر يفعل،  يتمسك بتردد بأطراف سُترته قبل أن يغمر جسده في خاصة والده، ذراعيه التفَّا حولِه يتمسك به بقوة واضعًا جبهته على صدر أبيه يستشعر دقات قلبه الرتيبة،  ثم همس بنبرة مهتزة حين لم يجد أي رد فعل من والده:
" اليوم فقط .. لا تبتعد أبي. "

همهم آرين و خرج من تفاجئه يُبادله العناق،  و أنامله تتجه ببطء نحو خصلاتِه،  عبث بها ثم مسح عليها بهدوء ، يُدرك نفسية إبنه المُحطمة،  لذا لم يرغب أن يتركه كذلك .. لم يستيقظا كثيرًا فحينما غفا آش اتبعه الأكبر .

.
.
.

بعد بضع أيام....

وجهة غير محددة،  طريق مجهول الهوية .. على كلا جانبي الطريق هناك أشجار كثيفة و كثيرة تتميز بالعُلوّ .. توقفت قدميه أمام ضوء آتيًا من بعيد و بالكاد استطاع منه الرؤية .. ثم فجأة تلاشى الضوء ليظهر أمامه،  خصلات شعرِه السوداء تناثرت على جبهته بينما زرقاويه لمعا من أسفلها ببهوت! .. ابتسم و تقدم خطوة ثم أخرى لكنه وجد فقط الأخر يبتعد،  نظراتهما تلاقت ليشهد بنفسه كم الآسى الذي يُصيب رفيقِه .. فجأة لمحه يبكي بصمت،  دموعِه تحولت لدم .. كان يُحاول الوصول إليه! .. احتضانه .. حمايتِه لكنه حبن وجد نفسه يصل و يكاد يلمس رفيقِه حتى تلاشت صورته أمامه و معها صرخة مستنجدة تطالبه بعدم تركه!

لكنه .. فعل؟!

.
.

فتح عينيه بإرهاق من تذكره لذلك الحلم ليجد ظلام الغرفة مَن يضمُه! ،  فنهض دالفًا نحو الحمام و هناك وقف أمام المِرآه يُحدق في انعكاسه .. الهالات السوداء أسفل عينيه،  شعره شديد السواد متناثر بفوضوية على جبهته،  بينما لا يزال يرتدي ملابس نومه من الأمس .. عينه باهتة جدًا!

غسل وجهه و نظر لإنعكاسه مُجددًا يُراقب بذبول تلك القطرات المُتساقطة من خُصلاته كالبللورات .. لما في الآونة يرى الكثير مِن الأحلام السيئة عن رفيقه؟!

يشعُر أنَّ هناك شئ ناقص لكن عقله يُرغمه على اعتراض التذكر!

.
.

مرور الأيام كانت تُشبه النسمة التي تلفحُ وجوهنا لجُزء من الثانية ، هكذا مرَّ شهرًا كاملًا منذ وجوده بهذا المنزل .. الصمت كان يلُفَّهُ بينما يمسك بهاتفه يُحدق بالشاشة التي تُظهِر خبرًا جديدًا عن عائلة آشورا .. و ما أغضبه هو إنغلاق قضية مقتل والدتِه بعدما تنازل عنها سامويل،  ليُغلقوها بقضية ضد مجهول!

لم يشعُر بنفسه لكنه وجد هاتفه يخترق الحائط جوار مكتبِهِ الدراسي .. لمحه يسقط يستقر أرضًا .. شاشته مُضاءة لكنها تحمل الكثير من الكسور .. خُصلاته تناثرت على وجهه بانفعالٍ مفكرًا ؛ هل كان يجب ترك الأمور كي يحِلَّها والده؟!  .. لقد خذله و لم يهتم بإدخال سامويل للسِجن على قتلِهِ لوالدته!

نهض عن سريره و سار نحو وِجهة اختارها عقله ، كما اخترقت رأسه فِكرة سيُنفذها!

دلف ليجده هناك،  خلف مكتبِه حيث يستغرق في الورق و الملفات!

رسم ابتسامة خافتة كثيرة الكذب بينما يُخاطبه:
" أبي؟ ... هل لي بطلب؟ "

نظرة آرين اجتاحَت نظرات طفله الذي و بطريقةٍ ما كان مهذبًا أكثر مما يجب .. لكنه ابتسم يُهمهم ، فردف الصغير:
" أريد كِتابًا ما من كتبك لأقرأها."

" المكتب لك،  إفعل ما يحلو لك فيه "

ابتسم آش و نهض يبحث عن رفوف ذلك الجدار عن كتابًا ما لكن عينه كانت فقط تتفحص الغُرفة بكل زواياها،  باحثًا عن ذلك السكين الذي أخذه منه آرين قبل عشرة أيام من الآن ، هو لم يجد شيئًا و هذا جعله يغضب و يترك الغرفة خارجًا دون أن يأخذ كتابًا!

ابتسامة آرين الساخرة تعلَّقت بثغرهِ و هو يُعيد اندماجه لما بين يديه،  سيرى محاولة الفتى فيما بعد .. لقد كان يُدرك جيدًا أنَّ آش ليس من السهل إرغامه على شئ! .. لديه حِس انتقامي خبيث يجعله ينتقم من الشخص بطريقتهِ الخاصة دون أن ينتبه أحد عليه! .. و هذا ما كان يفعله آش حاليًا،  هو اكتفى من الانتظار لذا هو يبحث عن طريقةٍ ما لينتقم مِن مَن أذاه،  و الطريقة هذه في هذا السكين الذي أخرجه للتو من بين ملفًا ما كان يضعه بدرج مكتبه،  السكين كان داخل كيسًا بلاستيكيًا مغلقًا من الأعلى،  لقد حمل بعض الأتربة العالقة كما بصمات خفية لإبنه و سامويل ، لقد توقفت القضية بالفعل و هذا لم يكن من شأنه،  لقد قرر حماية آش و لقد فعل ربما؟ .. فماذا سينفعه إن حدث و تأذى آش إن أعاد فتح القضية تاهمًا سامويل بالأمر كُله و بالأصل السكين لديها بصمات آش أكثر من سامويل!

الا أنَّ المعني كان يرغب بالانتقام من سامويل،  ربما لأنه أذاقه الجحيم كثيرًا،  و ربما لأجل والدته،  أو ربما كِلا السببين؟

لكنه بالنهاية يُدرك أنَّ غضب آش سيعميه،  و هذا ما سيوصله لأمرٍ ما سئ! و قد يفتحُ معها أبواب الجحيم!

*
*
*
يتبع...

مرحبًا،  في لحظةٍ ما قررت عدم اكمال الرواية حاليًا ع الأقل بسبب النفسية المُحطمة مما يحصل حولنا .. لكنني لسبب أخر سوف أُكمل لأنه لا ذنب للقراء بذلك .. لذا سأحاول النشر رغم كل شئ و أتمنى  فقط أن تتفاعلوا و لو بكلمة ،  و تُشعروني أنني أفعلُ الصواب.

و الآن لنَعُد للرواية ..

كيف كان البارت الفائت و هذا البارت لكم؟

ما حدث للبارتين؟

توقعاتكم للقادم؟

قرار آرين و تصرُفه تجاه ما حدث لحماية آش؟

اكثر مشهد أثَّر بكم في كِلا البارتين؟

تقييمكم؟

و إلى اللقاء في البارتات القادمة فهناك الكثير من الأمور التي ستُفاجئكم. ❤️

اللهم بردًا و سلامًا ع فلسطين ❤️🇵🇸🤲

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top