No.12


تأبى الأفكار عن قبول الصمت داخل هذا العقل السميك .. لازلت متقوقعًا على سريري أحدق في سقف غرفتي المشؤوم دون نوم .. ليس و كأنني لا أدرك أن أمرًا سيئًا ما على وشك الحدوث! .. المنبه ارتفع رنينه منذ الصباح الباكر و قد تبقى ساعة و نصف على بداية الدوام ،  أنه يوم جديد مليء بأحداث أمس .. لم أدرك حقًا أن لوالدي عائلة مثل هؤلاء .. تعود ذاكرتي لتذكر ملامحهم حين عرفني أبي عليهم .. ذلك العجوز،  لقد كان له الشبه الأكبر لوالدي،  و ذلك الذي احتضن عمي آكيرا،  أظنه العم الأكبر فينس،  و الأخر هو العم آلبرت الذي يكبر عمي آكيرا سنًا. ، و هناك زوجة فينس 'كارولينا' و لهما ابنة كبرى بالعشرين' كارلا ' ثم مارك يصغرها بعام واحد،  ثم العم آلبرت لديه ابنًا يفوقني سنًا 'جون' و كذلك للأسف علمت أنه في نفس مرحلتي الدراسية بينما زوجة هذا العم متوفاة .. بطريقةٍ ما لم أشعر بالراحة تجاههم!

طرقات على باب غرفتي جعلتني أتأفف بضجر بينما أنهض رافضًا ترك دفء غطائي ، لكنني فعلت .. لقد فكرت أن أغيب هذا اليوم عن المدرسة بالفعل و لولا عمي آكيرا المزعج ما كنت قد ذهبت أصلًا كما أنَّ آرين سيأتيني اليوم ليعرف ما المشكلة التي دارت بيني و بين ذلك المزعج الذي تعاركت معه ، فلو إشتم عمي آكيرا هذا الأمر مني،  ما سيكون منه أنه سيُعلق رقبتي
امتنانًا على بوابة مدرستي و لأكُن عِبرة لمن يُفكر بترك المدرسة!

خطوتي المتململة توقفت تحديدًا أمام باب غرفتي،  ثم جذبت مقبضه ناحيتي .. لمحت حذاءًا نسائيًا ذو كعب،  و فستان سماوي يصل لأسفل الركبة .. حسنًا لم يكن شكًا لكنها زوجة عمي الأكبر .. نظرت لها بصمت أنتظر منها أن تتحدث لكنها ظلت تنظر لي بنظرات لم أفهمها،  هل تكرهني؟!

_" يبدو أنك لن تبادر فأنا سأفعل .. هل أنتَ ابن تلك المشعوذة؟ "

حاجبيّ انعقدا باستغراب ، مَن تقصد؟! .. لازلت صامتًا لم تروقني نبرتها المُشمئزة .. لكنها تابعت بابتسامة،  و كأنها أدركت مِن أن صمتي إجابة :
" كنتُ أعلم،  لكن يؤسفني أن ملاك مثلُك يملُك دماءً متسخة بتلوث تلك المرأة،  انك تملك والدة قذرة أيها الفتى."

دفعت الباب في وجهها بغضب ارتفعت به نبضات قلبي لكن قدمها التي وضعتها منعت ذلك ، دفعت الباب نحوي و شهقت أنا مذعورًا حين وجدت نفسي أرتمي أرضًا،  لقد دفعتني!؟

كتفت ذراعيها و ارتفع حاجبها بجمود،  مُضيفة بتكبر:
" يبدو أنها زَرعَت بك بذور الفساد منذ وُلدت،  هذا رد فِعل لا يليق بصعلوك مثلك."

دفعت نفسي لأنهض ، لكنها تركتني و غادرت قبل الرد عليها .. حسنًا رؤيتها تُثير الغثيان لذا سأتجاهلها وحسب!

زفرت بضيق منفضًا ملابسي من التراب الوهمي،  و نهضت أغلق الباب و أتجه أخِذًا ملابسي من الخزانة أتحرك صوب الحمام. ، و يبدو أنها بداية لطيفة جدًا جدًا!! لهؤلاء الناس .

جلست في بانيو ممتلئ بالماء الساخن لأن درجة الحرارة بالكاد وصلت لأقل من ثمانِ درجات ، لا أصدق أنَّ أمس كان عيد ميلادي و قد صنع أبي لي تلك المفاجأة!  نوعًا ما أحببت ذلك .. و ذلك يجعلني محتارًا بالفعل،  هل كان حديث أمي عنه صادقًا؟!

ظللت أحدق أمامي بنقطةٍ وهمية قبل أن تنغلق عيني تدريجيًا ...

النور الذي انبعث من جهةٍ ما أعمَى عيني تمامًا قبل أن يهدأ تدريجيًا و يرتفع جفناي أُحدق في المياه التي تغمرني،  الهدوء طاغيًا بالمكان الذي أنا به .. أملت رأسي تدريجيًا بثِقل،  و قد بدأت الصورة فجأة تتشوش،  فضاقت عيني مع رؤيتي لتحرُّك شئٍ ما زاحفًا على الأرض .. زاحفًا بالتحديد تجاهي! ..إنهُ ... ثعبان؟!!

انتفضت جالسًا داخل الحوض ،  لقد زاد عددها لثلاث،  يسرعون بأنيابهم المسممة تجاهي .. لهثت بعصبية و أنا أتمسك بحافتي الحوض أحاول النهوض لكني تجمدت و ارتفع مستوى الأدرينالين في دمي! .. عيناي توسعتا برعب تتقابل مع عين تلونت بالسواد كلها كـ عين شيطان!..  مع ابتسامة أظهرت أسنانًا حادة انزلقت من بينها الدماء اللزجة لتتعكر المياه التي تغمُرني!!!.

أيادٍ ما ظهرت من العدم لتُقيد ذراعيه و قدميه ثم رأسِه! ..

حاول الصراخ ..

حاول الفرار ..

انهم يقتربون و هو لا يجد فرارًا منهم،  أنيابهم ، فحيحًا ما يخرج منهم ليُصيبه بصداعٍ حاد و فجأة صرخ،  خرج صوتُه صارخًا بكل ذرة فزع داخله!

..

تناثرت المياه من حوله مع تحرُّكِه الفزِع و هو ينتفض شاهقًا! .. جال بعينيه المرهِقة حوله،  الوضع آمن،  و رغم ذلك كان الأمر حقيقيًا جدًا!

_" آش،  أنتَ بخير؟! "

ارتفعت عيناه نحو الصوت،  أنفاسِه ضاقت فأغمض عينيه غير قادرًا على مواجهة أي شئ و لو كان والده!

انتفض لملمس يد والده الباردة بينما يُساعده للخروج من المياه بينما يُخاطبه بقلق:
" أمرًا ما حدث؟! .. بالصدفة أدلف لإيقاظك لأجدك تصرخ هنا .. ماذا جرى؟ "

" حُلم .. لقد كان مجرد حُلمًا .. مروعًا. "

أجاب بنفسٍ متقطع،  يدُ والده وُضعت فوق رأسه ماسحًا على خصلاته المبتلَّة برفق رافقًا بحركته جملة هادئة و عيناه بالفعل قد رأت ندبات قديمة على ظهره ، لكنه لم يتحدث عنها بشئ:
"  إرتدِي ملابسك و سنتحدث في السيارة! "

أومأ بارهاق صامتًا ،  فتحرَّك آرين ليترك مكانه قُرب الفتى و غادر .. فارتدى ملابسه بأيدي مرتجفة و اتبع والده بعد عدة دقائق.

ارتدى حقيبته على ظهره و نزل إلى الأسفل ، مر عليهم و توقف للحظة ينظر لداڤيينا التي نادته و هي تضع الطعام مع كارولينا لأهلِ المنزل:
" آش ألن تفطر أنتَ أيضًا؟ "

أنتَ أيضًا؟! .. أكان هناك غيره قد رفض تناول الافطار؟ ..نفى بصمت،  ثم تحرك يتخطاهم بينما يستمع إلى صوت كارولينا و هي تتحدث بنبرتها التي كرهها بالفِعل:
" دعيه داڤي،  لا أعلم كيف لك فقط أن تتحدثي مع ابن تلك المرأة بهذا الحنان .. لذا وفري مشاعرك للتوأم لا له! ."

لم يُجادل،  ليس له أي طاقة ليفعل! .. بالكاد يُحرك قدميه نحو الخارج .. لذا خرج يبحث بعيناه عن سيارة والده السوداء حتى رآها،  لو قارن بين سوادها و حياته لوجد أن لا شئ أشد قتامة في العالم غَيرِه! .. غيرِه وحده!

تحرَّك يستقِل السيارة جوار مقعد أبيه و عيناه تتكون أمامها مشهد لإحتراقِ سيارة متشابهة مع اضافة جثة قد تفحمت،  ما إن غادرت تلك الذكرى حتى شعر بأن حمض معدته يرتفع عبر حلقِه،  شعور بالغثيان عاد و بقوة لذا أغلق فاهه بكفِّه يُغمض عيناه بإستياء بينما يجلس بشئٍ من العصبية!

_" آش هل تناولت دوائك؟  .. قرحتك بالفعل لم تختفي بعد. "

تحدث بشئ من الهدوء لكن لم يكد يُكمل كلامه حتى انتفض آش خارج السيارة،  ود لو أن يصل لحمام غرفته سريعًا لكن قدمه خذلته و سقط بركبتيه على الارض الاسفلتية يتقيأ .. الدوار يشتد به و لا شئ يخرج غير عُصارته الصفراوية ممتزجة مع المعدن. . شهق بتقطع،  أنفاسِه و كأنها تُسلب منه،  و شعوره بأنَّ معدته تتلوى كان مؤلمًا! .. ليس و كأنَّها كانت تهدأ بالدواء كُليًا رغم ذلك لم يتخيل أن يصل لهذه المرحلة بعدما ينفذ منه الدواء و يتجاهل شرائه!

لم يهتم بيد والده التي أمسكت بذراعيه كي لا يختل توازنه أكثر،  ثم شعر بعدها بكف باردة تلسع جبينِه ، لم يُدرك متى توقف ذلك الشعور،  ربما ما زاده سوءً هو ذلك الحلم حين كان يتحمم ..

_" سنذهب للمشفى.."

جذب يده منه و نفى يهمس بارهاق:
" لن أفعل،  لدي اختبارًا اليوم ... و آكيرا سبقني بالفعل."

تنهد بيأس،  هذا مزعج جدًا! .. لكن ماذا يمكنه أن يفعل؟ .. تقدم منه و ساعده بالنهوض و الأخر استسلم ليترك جسده مدعومًا بخاصة والده،  جلس بالسيارة فـ لف والده حوله حزام الآمان و اتجه ليتولي قيادة السيارة!

.
.

_" أبي؟ .."

همهم لهمسِه،  فأغمض الفتى عينيه بارهاق قبل أن يضيف بـ حِيرة:
" لما هم في منزلك؟ "

حل الصمت بعد سؤالِه للحظات أحسَّ كأنهم دهرًا ، لكن إجابة والده أتت بهدوء،  و قد أدرك أنه فهم مقصدِه:
" سؤالًا أحمقًا،  ماذا يفعل سكان المنزل في منزلهم يا فتى؟ "

انعقد جبينِه،  أهذا يعني أنه منزلهم؟!  .. لكن....

_" حدث خلاف مع إخوتي قبل عدة سنوات جعلنا ننفصل و لقد قرر جدك أن يُبقيني فترة وحدي مع أسرتي بينما هم سيُغادرون المدينة بأكملها إلى حين اشعار أخر من كبير الأسرة لذا ها هم أتوا وحسب! " تحدث و عيناه لم تتزحزح عن الطريق بينما السيارة تنحرف بعيدًا عن طريق المدرسة،  هنا انعقد جبينه بضيق يردف بتساؤل :
" المدرسة،  هذا ليس طريقها."

" أعلم .. نحن ذاهبون للمشفى."

و دقيقة ما فصلته عن ظهور ملامحه المعترضة على وجهه هاتفًا:
" أبي تعلَم أن آكيرا ..."

_" دعَك مِن آكيرا و أخبرني .."

و التفت ليُلقي إليه نظرة هادئة سائلًا:
" ما الذي جعلَك تضرب ذلك الفتى؟  .. أخبرني الحقيقة."

خفتت ملامح الاعتراض عن الصبي يلتفت للناحية الأخرى بتوتر مُفاجئ دفع بتنهيدة مُتعبة من آرين أن يُتابع بضيق :
" آش،  تذكر ذلك .. أنتَ لستَ بمنزل سامويل و سيلينا .. لا تُفكر بهما و لا تُفكر أن تراهُما حتى ..لقد كانوا ماضٍ بالنسبة لك .. أنا لم أضمُك لأسرتي كي أُهملُك .. أو أؤذيك .. "

سكت قليلًا ثم أضاف ما يجعلُه ينظر له بدهشة:
" بالنسبة للفتى فآكيرا عرِف ما حدث من مارك ابن سامويل .. و لقد حلَّ الأمر ... "

توقُف السيارة بعد فترة من الوقت أرغمهُ على الصمت يعبس بقوة و هو يرى خروج والده من السيارة و الالتفات حولها حتى وصل له،  و قبل أن يعترض فُتح الباب و تفاجأ بنفسه يُسحب نحو الخارج!

" أبـ.."

لم يتمكن من الحديث فآرين كان قد جذبه خلفه مقاطعًا إياه بصرامة مفاجئة:
" لا تُناقشني آش لأنك لا تُدرك مقدار ما توصل إليه جسدك من مرض لذا أرحني بسكوتك آش،  مفهوم؟ "

معكر المزاج كثيرًا و غاضب من أمرٍ ما رغم انه كان يتحدث بهدوء قبل لحظات .. هذا ما توصل له الأصغر و هو يُجاري سرعته،  توقف مع توقفُه أمام مكتب استقبال المرضى يتسائل عن اسم طبيب لم يهتم بمَن هو، انتظر وحسب أن ينتهي الأمر سريعًا ثم يذهب إلى المدرسة ..  و لذِكر المدرسة،  يُقسم إن رآه آكيرا سيقتله لتفويتِه اختباره اليوم!

بسبب التجمع منذ الصباح في تلك المشفى هو اقترب نحو والده و التصق به تقريبًا يُبعد عيناه و ادراكه على مَن حوله ،  يبدو أنه لن يتمكن من كبح خوفِه من المجتمع طوال حياتِه!

كف والده راحت تُدلك فروة رأسه قبل أن يُعدل سترته عليه بسبب الحرارة المُنخفضة .. السماء تبلدت بالغيوم سريعًا و اشتدت البرودة في الجو ،  هذا كان ما استنتجه عقله حين تَحرُّك سيارة والده إلى المشفى!

.
.

الساعة تجاوزت للعاشرة صباحًا حين بدأت عينيه تغفو فجأة من الارهاق الذي يُصيب جسده! .. يستلقي على سرير أبيض،  في غرفة مفردة خاصة بالشخصيات الكُبرى .. وريد ذراعه اليُمنَى اتصل بالمغذى الذي أعطاه القليل من الشعور بالراحة ، لكن بطريقةٍ ما تمكن النعاس منه لدرجة أنه بالفعل قد غفى!

والده جواره كان يجلس على المقعد ينتظر أن ينتهي محلولِه كي يُغادران،  بينما هاتفه كان قد أغلقه بعدما رد على مساعده في الشركة يُخبره بأن يُلغي إجتماع اليوم لأجل أمرًا ما حدث! و شرد فيما رآه قبل في المنزل .. تلك الندوب و آثار الضرب التي تملأ جسد ابنه .. و لوهلة ظل يشغلهُ سؤالًا وسط ضيق قلبه و ندمه.. هل كان يتعرض لكل ذلك التعنيف أثناء تجاهُل معرفته بوجوده؟! .. و أين كانت تلك البغيضة التي أحبها يومًا؟! .. كيف لها أن تترُك شخصًا يفعلُ ذلك بإبنهما؟!!

دلف الطبيب من الباب  يقترب من الفتى كي يفحصه مُقاطعًا بذلك تفكير آرين الذي نظر إليه في اهتمام ...   دقائق قليلة ثم أبعد عنه سماعته الطبية مُخاطبًا آرين بعملية:
" انه بخير حاليًا لكن عليه متابعة علاجه جيدًا في المنزل."

.
.
.

في اليوم التالي .. وُضعت ورقة اختبار خاصة به على طاولته ، تلامسا حاجبيه بـ كُره واضح لهذا المزعج عديم الفائدة كما ينعته سرًا بالطبع! .. يتذكر بالأمس أنه لم تُجدي محاولة آرين للتبرير له عما حدث كي يغيب عن امتحانِه،  و لقد قرر بكل عصبية أن يكون له اختبار أشد صعوبة عن زملاءِه بسبب غيابِه بالاضافة لشرح الدرس أثناء ذلك! .. لذا وجد آش نفسه مجبورًا بالأمر الواقع!

انتهت حصته مع جذبه للورقة بكل قسوة و ولى عنه مُغادرًا ،  فأمال رأسه بعبوس دون أن يُخاطبه بشئ ثم تنهد بملل و نهض يحمل حقيبته كي يُغادر  .

في استراحة الغداء اجتمع مع صديقِه فريد يتناولان الطعام معًا يتجاهل كُليًا النظرات الغريبة من حوله لكن بطريقةٍ ما وجد آش نفسُه يترك طعامه و قد فُسِدت شهيته فجأة! 

" هذه ليست أول مرة،  لما لا تُكمل؟ "

رفع زرقاويه نحو فِريد يُجيب سؤاله:
" هذا ليس بيدي حقًا فِريد! .. الشهية هذه الفترة انعدمت عندي. "

تنهد بضيق يسترسل:
" ما السبب؟ .. اكتئاب؟ "

ابتسم بفتور يميل رأسه نحو الجانب ناظرًا نحو الفراغ ،  ليس و كأنه لم يُدرك شعور الاكتئاب من قبل،  بل حاليًا بصدد المرور بنفس ذلك الشعور المقيت! و القاتم!!

" ليس و كأنَّ هذا الأمر جديد ،  لكن لا ..  حسنًا بماذا أبدأ؟ ...  هناك مجموعة أشخاص أتوا لعيد مولدي لأكتشف أنهم أسرة والدي .. لكن ليس هذا وحسب،  أنهم سيئوا الطبع!  .. كما و أنَّ لدي فِكرة تنبثِق في عقلي منذ عدة أيام ... "

صمت للحظة ثم أردف بهمس:
" أنا أريد العودة لوالدتي و لو لبعض الوقت. "

" أنتَ تمزح! ."

" لستُ كذلك ،  أشعر أنَّ هناك شئ خاطئ يحدُث ،  شئ مجهول تمامًا و لا أفهمه! .. لذا أود العودة لأسبوع واحد ... ربما عليّ الذهاب اليوم! "  تكلم مُبديًا تفكيرًا هائلًا بالأمر ،  لكن كل ذلك قُطِع حين أنصت لضربة خفيفة على الطاولة ،  و حينها لمح صُندوقًا مغلفًا بورق زهري معقودًا بشريط ملون ينتهي على شكل وردة في الأعلى ..  رفع عيناه استغرابًا نحو رفيقه و قد قوبِل بابتسامة لطيفة ودودة رادفًا:
" تفضل،  كي لا تظن أني نسيتُك. "

و مرة أخرى عاد ليُحدق في الهدية،  ثم لمس غلافها ببعض التردد .. لا يزال غير يُصدق أنه حصل على هدية،  و فقط! منذ متى لم يحدث ذلك؟ .. ربما قبل عدة سنوات أو منذ أخر مرة يُعطيه فيها فريد هديته ثم بعدها غادر البلدة بأكملها.

ابتسم بصدق و يده تفتح الهدية برفق كي لا تتمزق بينما عيناه لمعت بحماس ..  و أفكارِه تجمعَت مُتسائلة عن ماهية الهدية؟!

" ساعة يد؟! و دفتر للمذكرات؟ .. هذا رائع! "

صاح بحماس،  يرتدي الساعة التي تلونت بالأسود بينما عقاربها كانت ذو هيئة مميزة دون الخلفية التي تتخذ برج إيفل مع بعض ألوان الممزوجة بلُطف معًا بينما أخذ يعبث بالدفتر ذا الغلاف بنفس درجة السواد لكن به لمعة لطيفة و أوراقه شديدة الاصفرار بشكلٍ محترق و مميز .. شيئَان تمنى الحصول عليهما و لم يستطع و رغم أنَّ الأمر شديد التفاهة ربما بالنسبة للآخرون ، لكن بالنسبة للصديقان كان هذا يُعد من أكبر الأشياء عظمة!

_" شكرًا فريد،  أنتَ أفضل المفضلين لدي .. ممتن لوجودك. "

" على الرحب،  تُسعدني سعادتك ، آش."

"  و إذ بك تمتلك صديقًا يكون هو الآمان،  و الضياء و السعادة الكامنة داخلك .. صديقًا تمتلك العالم بوجوده! .. الصديق هو محور الكون،  الصدق و راحة القلب .. أنه مسكن للآلام بعد كل ذلك .. و أنا بعد كل شئ أمتلك صديقًا يُعادل هذا العالم بصدقِه! "

*
*
*
يتبع..

أعرف أن البارت تأخر لكن حقًا لم أكن متفرغة و وقتي مشغول جدًا،  لكني أحاول بكل طاقتي تعديله و انزاله

و الآن لنتناقش ..

ماذا عن رأيكم بالبارت؟

المشاهد التي أثارت اهتمامكم؟

توقعاتكم؟

هل هناك شيئ لا تفهمون إياه؟ أو تستغربونه أو غير واقعي في الأحداث؟!

و الآن سأحاول تنزيل بارت أخر حين تعديله

الي اللقاء

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top