No.04
يده تشابكت مع يد صديق طفولتِه، و ابتسامة هادئة رسمها مبعدًا شعوره قبل أن يجده يُحيط بعنقه و قد أحنى رأسِه عُنوة لفركها بازعاج جعله يضحكُ رُغم اعتراضِه عن الأمر!
" لا تُفكر أخي، أنا بقُربك! "
هتف دون تركه، فرد آش و هو يُمسك بيده بخفة:
" لن أفكر مجددًا، فقط لا تُفسد شعري يا مزعج! "
إبتعد فريد عنه قبل أن يُمسك كتفيه بجدية مصطنعة رادفًا:
" حسنًا لن أُفسده! .. لكن هل يُمكنك يا سيد آش أن تُخبرني ما حل بك في غيابي؟ "
ابتسامة ودية حدق بها في رفيقِه، ثم أجاب بهدوء يعكس ما قالِه:
" حسنًا ليس و كأنَّ الأمر تغير .. الجديد فقط أنَّ سامويل ليس بوالدي، و الحقيقي أخبرتني أمي برحيلِه و التخلِّي عني فحسب ، قالت أمها قد حاولت معه كثيرًا لكنه رماني لهما و رفض أخذي معه ، دون أن أنسى أنهُ تبرأ مني و رفضني. "
تقابل حاجبيه في عُقدة ليهتف بغيظ:
" كل ذلك حدث دون أن أعلم؟! ..ماذا يحدث فقط معك يا أخي؟! و متى حدث ذلك؟! "
حرك كتفيه بلا مبالاة يُجيب دون أن تظهر أي انعكاسات لشعورِ روحه المُتحطمة بالداخل:
" كنتَ أنتَ قد ذهبت ، لم تكُن تعلم سوى أنهُ يؤذيني جسديًا و نفسيًا و قد يبالغ في عِدة أحيانٍ لدرجة أن أفقِد وعيي من شِدة ضربِه لي دون أن تُحرِّك أمي ساكنة! .. و ذلك حدث تقريبًا بعد مغادرتك للمدينة و عن حياتي بست أشهر .. وجدت أمي تبكي بقهر، و وجدت نفسي أتقدم منها و أحتضنها لصدري مُجهشًا معها بالبُكاء، لم أستطع النظر بوجهها فقد كانت مُتأذية من سامويل الذي و بدون أن تلعب الصدفة دورها، دلف خلفها إلى الحجرة و رماني بعيدًا عنها، و لكنها لم تتحدث! لم تعترض قسوته عليْ .. و بدورهما ظلَّ يتشاجران لأتفاجأ انني سبب شجارهما! .. و دون أن ينتبها نطق سامويل بالحقيقة أمامي ثم هرول للخارج راميًا كل شئ يعترضه بغضب! .. "
سكت للحظة يتنفس الصعداء ثم زفر فاتحًا حدقتيه المُلونة بالصفاء، ليُردف بهدوء تحت أنظار صديقِه المُتألم لحالتِه:
" جلستُ مصدومًا مما سمعته و دون أن أشعر بنفسي هِجتُ و نهضتُّ أواجهها بكل غضب و انفعال! .. و هي نظرت لي بدورها، كلماتها صادقة و دموعها كذلك! .. أخبرتني بأنَّ سامويل زوجها الثاني و أنه ليس بأبي ، أبي الحقيقي رماها حين علِم بحملها بي! .. لقد إكتفى بالتبرؤ مني قبل أن يراني حتى! .. حسنًا ليس و كأنَّ الأمر لا زال يَهُمُّنِي ، رغم ذلك علاقتي مع أسرتي كعلاقة الطالب الذي يُختبَر في مادة لا يُحبَّها!"
أطلق ضِحكة قصيرة قبل أن يعود له المرح فجأة جافلًا الأكبر بصراخِه:
" حان دورُك ، ماذا حدث لك بغيابي؟! "
عبوس طفيف رمقه به قبل أن يتحدث، لربما يُغير دفة الحديث، و ذلك ما شجعه أبدًا حين لمح تلك اللمعة الدمعية في عين الأصغر سنًا .. لذا كفه بعثرت شعرُ آش بخفة ، قائلًا بقِلة حيلة:
" حسنًا، بسبب عمل والدي بعد أن ترك عمل القصر عند سامويل ، ذهبتُ لمدينة خارج العاصمة و للأسف ضاع هاتفي لذا لم أستطع مراسلتك كل تِلك السنوات، و تقريبًا كنت يائس من معرفة أحوالك، و أبي المزعج لم يستطع مساعدتي بإيجادك لي .. عشت هناك و تعرفت على أشخاص مختلفين، أخي ايثان علاقتي معه جيدة و هو ملتصق بي تمامًا، أتيت إلى هنا منذ عشرة أيام لكن شخصًا ما من فصلي يكرهني لذا هو دفع عدة أولاد أكبر من شقيقي ليؤذوه لذا جئت مسرعًا كي أمنع ذلك .. حسنًا ليس و كأنني أحب الأعداء لكن سيكون ممتع أن يكون الانسان ذو شعبية و أعداء أليس كذلك؟! ."
" لكن كيف لم أعلم بعودتِك؟! "
استدار نحوه مستغربًا الأمر كذلك، ليُردف بجهل:
" لا أعلم حقًا، ربما لأن فصولنا ليست مُتقاربة فأنا أسبقُك بعامٍ كما تعلم! "
همهم بتفهم لينطق فجاة بحماس:
" أتعلم فريد؟! .. لقد تجاوزت مرحلة إضافية بسبب تفوقي بالعام الماضي، أنا الآن في أخر مرحلة في الإعدادية مثلُك!"
تهللت أسارير المعني لكنه نطق باستنكار:
" هذا رائع لكن كيف حدث ذلك؟ .. و كيف وافقت المدرسة بالأمر؟!"
" حسنًا، سامويل فعل .. والدتي أرادتني أن أُثبِت نفسي كوريث للعائلة و لقد فعلت ، و هي ساعدتني على ذلك ، لكنها ظنتني سأدلُف للثانوية بهكذا مُعدَّل لكني لم أُكمل بسبب حالتي السيئة و تدهور حالتي لفترة بعد غيابُك."
ابتسم نهاية حديثه، فبادله صاحبِه قبل أن يرتفع رنين جرس الاستراحة يُعلن عن انتهاء الفترة، لذا كلاهما ودعا بعضهما ليذهبان نحو فصولهم!
أثناء سيره نحو الفصل شعر بهمساتٍ حوله و حين نظر لبعض الفِتية تصنَّعوا عدم اهتمامهم بالأمر فأخذ نفسًا عميقًا بينما يعود لدخول فصلِه مُفكرًا أنهُ يُصبح غريب الأطوار هذه الأيام، هو يشعُر بذاته بالفِعل!
جلس على مِقعده بهدوءٍ كالعادة قبل أن يُخرج ذلك الدفترُ الذهبي ليفتح أحد صفحاته البيضاء مُدونًا فيها بعض الكلمات .. و الهدوء كان قد سيطر على فصلِه ما إن دلف المعلم الذي لم يهتم برؤيتِه حتى! .. الحِدة و الامتعاض ظهرا على تقاسيم وجهه و هو ينطق مخاطبًا الجميع:
" أنصتوا جميعًا .. الحِصة القادمة هناك امتحان شامل على ما أخذناه. "
انتشر همسهِم باعتراض بينما لم يهتم آش الذي دفن وجهه بين ذراعيه المعقودان على طاولتِه بعدما أدخلَ دفتره المُفضل داخل حقيبتِه .. حسنًا ليسَ و كأنَّهُ يهتم حقًا بالدرجات ، هذا كان قبل أن يعترض ربما على ذلك الأمر كي لا يُصبح في مصلحته كوريث ، ربما لا يرغب ذلك السامويل بجعله أحمقًا لأبناءه فحسب بل للجميع أيضًا .. لكن أحقًا سيسمح لَهُ أن يُشكِّل شخصيتِه الخاصة على يديهِ ذلك العجوز المُنافق؟
لكن كل تلك الأفكار تلاشت تنحبس أنفاسَهُ لشعورِه بتلك الهالة الغاضبة فوق رأسِه لذا هو اعتدل دون رفع رأسِه للمعلم الذي أدركَهُ بالفعل ،بأنه نفس ذلك الرجل الذي قابله في الحفلة! .. يُدرك ذلك من صوتِه رغم ذلك لم يكن يُدرك أنه معلمه الجديد لمادة الفيزياء ، لكن لا بأس، سيهدأ، و سيذهب ذلك المعلم بعيدًا بعد أن يعتذر ... ببساطة؟
" أظن أنك تجهل أنَّ النوم في مُحاضرتي هي إهانة عُظمى لي .. لكني سوف أتغاضى عن فعلتِك بالوقتِ الراهن أيها الشقي."
حسنًا ما كان سهلًا أن يُفكر بشئ لن يحدث، و عيناه لمحت إشارة آكيرا على ذلك المقعد الفارغ لأول صف، بينما يُتابع حديثه في حدة:
" ترى ذلك المقعد هناك؟ .. أود منك الالتصاق به، مفهوم؟! "
و دون أن يُجادل أخذ بحقيبتِهِ يفعلُ ما طُلب منه! .. ليس و كأنَّهُ يهتم حقًا! .. بالنهاية إنهُ في نهاية المرحلة الاعدادية و لن يرى هذا المُعلم غريب الأطوار مجددًا؟ ..
جلس آش بهدوءٍ يُخفي غيظِه مع تصاعُد همسات الطُلاب عليه يجفل لإلتقاطِه لكلمة ' مريض' التي قِيلت وسط الهمسات ، فتنفس بضيق شديد يشعُر بقلبه يؤلمه لوقْع تلك الكلمة التي فهِم معناها جيدًا!
عاد آكيرا للشرحِ قائلًا بينما يتحاشى للنظر لآش مُتذكرًا طلب شقيقه الأخير منه بالاهتمام بإبنه:
" .. ليُخبرني أحدكم، ماذا تعرفون عن الفيزياء؟ "
رفعت إحدى الفتيات يدها فأمرها بالوقوف، لتُجيب:
" الفِيزِيَاءُ أو الفِيزِيقَا (من الاغريقية) ، وتُسَمّى أيضًا
بـ الطَبِيعِيَّاتِ أو عِلْمِ الطَبِيعَةِ ، هو العلم الذي يدرُس المفاهيم الأساسية مثل الطاقة، القوة، و الزمان، وكل ما ينبع من هذا، مثل الكتلة و المادة، حركتها ، و على نطاق أوسع، هو التحليل العام للطبيعة، والذي يهدف إلى فهم كيف يعمل الكون. "
ابتسم بخفة و أشار لها بالجلوس مادحًا إياها ليسأل سؤالٍ أخر و لقد أجاب عليه فتىً هذه المرة، ليُهمهم برضى ، و قد أثنى عليه ليعود إلى اللوح و يبدأ الشرح عليه بالقلم، لكنه توقف لحظة و هو يُمرر نظرِه على الفتى و قد انعقد جبينِه بغيظٍ من شروده مُجددًا لينطق بشئٍ من الحدة:
" يبدو أنك لم تتعلم الدرس .."
انعقد جبينه يُدرك لتوِّه أنَّ الكلام موجَّه له وحدِه، لذا إعتدل يهمس بخجل:
" أسف أستاذ .. لن أعيدها. "
" إن كنت متعبًا أو غير قادرًا على المتابعة، فإذهب لعيادة المدرسة، لكن ما دُمت هنا عليك الانتباه لي."
تكلم بجفاءٍ و قد عاد لشرحِه ما إن أومأ له الأصغر بتفهم ، مُتابعًا شرحه رغم تذكره التام لما طلبه شقيقه الأكبر .. حين إنتهت المحاضرة بدأ الجميع يتهامسون عما حدث لوريث آشورا و بين الأستاذ آكيرا الجديد!
ذلك لم يكن يُهم آش بقدر إحساسِه الآن بالعجز عن إخفاء ذلك الألم الذي يشتعل في معدتِه! .. بالكاد يستطيع التنفس من شدة ذلك الشعور المزعج! .. كما و قد عاد شعورِه بالغثيان ، و لتوِّه أخذ يشتُم نفسِه لأنه أكل في استراحة الغداء مع .... .
" آش؟ "
جفل لصوتِه، و بقدر ما يتألم هو رفع بصره ليُحدق بزرقاويه نحو تلك السماويتين التي راقبته بتفحص، لذا تدريجيًا عاد لطبيعته بشئٍ من التصنع يبتسم بتردد لأستاذه هامسًا بشئ من الصعوبة التي لاحظها آكيرا:
" نعم أستاذ؟ "
تنهد آكيرا بضيق قبل أن ينطق مُدعٍ البرود:
" إتبعني."
و دون أن يُجادل، هو فعل! .. يتمنى أن ينتهى أستاذه غريب الأطوار هذا سريعًا ، فهو لم يعُد يحتمل الألم و قد نسى أدويتِه في المنزل! .. كما لا ينقصه الأمر حقًا! .. أستاذ حاد مجنون ينتبه إليه؟! .. آه يال حظه اللطيف!
عبوس رافقه حتى دلف خلفه إلى غرفة مكتبه الخاصة، هناك طلب منه آكيرا الجلوس بالمِقعد بعدما جلس هو في المقعد الذي خلف مكتبه، و فجأة ساد صمت رهيب لعدة دقائق، كانت كفيلة بجعلِ الأصغر يشتعل بحق! .. هذا المزعج هل أتى به إلى هنا ليتأمله فقط؟!
" آش، عرفتني صحيح؟ "
عقد الصغير حاجبيه و قد بادله النظرات قبل أن تتجه نحو عُقدة يديه .. حسنًا فجأة شعر بأنه متوترًا، لا يُحب نظرات الأعين أو الاهتمام الشخصي به! .. لكن هذا الرجل غريب! .. و كالعادة لم ينطق الا بهمسٍ بالكاد يُسمع و هو يشعر بالورطة ، فماذا لو علِم سامويل بما رآه آكيرا ذلك اليوم بالحمام في أول مُقابلة لهما؟! .. بالتأكيد هذا المعني سيُخبره، لذا عليه الحذر في حديثِه:
" ليس حقًا، فقط رأيتُك بالحفل، و ذلك اليوم، و اليوم اكتشفت أنك أستاذنا الجديد. "
ابتسم آكيرا قائلًا باستهزاء:
" اليوم اكتشف كوني أستاذك؟ .. بحقٍ آش؟! .. هذه رابع أو خامس مُحاضرة بهذان الأسبوعان و تكتشف لتوَّك أنني أُستاذُك؟! ."
شعر بقلبه ينقبض، هناك احراج حاد يشعُر به لذلك عقَّب بشئ من الاعتذار و الارتباك:
" أسف أستاذ، لكن حقًا لست ممن يهتم .. بـ .. بـ.."
" بالدراسة؟! .. علاماتك جيدة خلال السنوات الماضية و حتى لبضع أشهر فائتة، لكن هذا الشهر ازدادت سوءًا كُليًا آش! "
عبس لانفعالِه هامسًا:
" أعلم! .. "
" إذًا؟! "
شعر بالخِناق حيث يلتف حول رقبته و يخنقه بقسوة ، ليس و كأنه سيتكلم ببساطة! .. فـ إن حدث و علِم سامويل بشئ أو إن حكى ما يحدث له بالمنزل من إساءة فسيكون عقابِه وخيمًا! .. لذا هو نطق بهدوء و غيظ:
" لا شئ! .. أسف لكنها ظروف عائلية، هذا ما قد أُخبرك إياه و رجاءًا لا تتصل بأحدِ والداي و تخبره ما يحدث معي حسنًا؟! "
زفر الأكبر غاضبًا ثم نظر له بينما يده تعبث بالأدراج ، و قد أخرج مُفكرةٍ ما رماها نحوه قائلًا:
" هذه ستُساعدك بـ امتحان بعد الغد .. لو لم تنجح به سيكون العقاب وخيمًا يا إبن آشورا."
شرارات أعيُن تطلعا بها في أعين بعضهما البعض، ليس و كأنه لا يكفيه ما يحدث في المنزل ليأتيه مُعلم مزعج يتحكم به و يُجبره على ما لا يستطيع فعلِه أصلًا! .. رغم ذلك هو نهض دافعًا تِلك المفكرة نحو معلمه ليقول ببرود:
"لا أحتاجها .. بعد غد سأمتحن و ستري درجاتي. "
ثم استدار و خرج ليرسُم آكيرا ابتسامة واثقة مُستمتعة قبل أن يُقهقه بخفة هامسًا لنفسِه:
" سنعلم من بيننا سيفوز، المعلم و التلميذ أم الولد و عمه؟ "
عاد بظهرهِ ليرتخي باستمتاع ، لا باس بأن يستمتع مع هذا المزعج المُتمرد حقًا!
*****
عاد من مدرستِه إلى المنزل، كانت خُطواتِه المنهكة تمامًا تُسرع لعلَُه يصل لذلك الدُرج في جناحه ليحصُل على دوائه!
الا أنه ما كاد يعبر من بوابة ذلك القصر حتى وجد يد تكتم فاهه و تسحبه بعيدًا و ما كاد يُحاول المقاومة حتى همس الرجل بعدما سحبه خلف أحد الجدران:
" لا تقلق، لست هنا كي أُسبب لك الأذى."
أبعد يده عنه و واجهه ، كان رجل رآه من قبل لكن لا يذكر أين و متى؟، و لكن الأكبر ابتسم بخفة يُناوله هاتفًا ، بينما يردف:
" أنا أحد خدم هذا القصر، أعرف جيدًا ما يحدث معك لكني كالأخرين لا أستطيع فعل شئ، لكن هذا هدية من شخصٍ ما أرسلها معي ، لا أعرفه .. فقط رسالته لك أن تحتفظ به عن أعين سيد القصر أو والدتك .."
" ليس لدي هاتفًا أصلًا، قد يدركون الأمر! "
رد عابسًا، فأردف مجددًا:
" أعلم! .. و هذه مهمتك، و أيضًا، إدخُل من الباب الخلفي فوالدك يشتعل بشرارة غضبه! "
أنهى كلماتِه تاركًا الفتى في حالة وجوم شديدة! .. قبل أن يتنهد بقلق و يفعل ما نصحه به و لحُسن حظه هو نجى!
استوى جالسًا بتعب فوق طرف سريره، يجذب أنفاسٍ عميقة ليزفُرها بإرهاق قبل أن يفتح عينيه بحُزن يتذكر لتوِّه ذلك المجهول الذي عانقه ذلك اليوم فابتسم بشوقٍ لهُ .. هل سيعود الليلة؟ ..أم أنَّه لن يفعلُ مجددًا؟
أمسَك بالهاتف، كان يبدو باهظ الثمن و جديد، لكن هل يفتحهُ؟ .. ماذا إن أنار هذا الهاتف؟ .. هل هو منه؟ .. لا لا .. ربما ليس منه! .. لكن ليس هناك أحدٌ قد يفعلُ ذلك و يُخاطر بنفسه لأجله .. مثل ذلك المجهول.
أخفى الهاتف في مكانٍ مخفي في دُرج الكومود ثم نهض يسير نحو المرآه داخل الحمام المُرفق لغُرفته، يُراقب ملامحه ثم يجذب خُصلاته للأعلى للحظتين قبل أن يجعله ينساب بعبث فوق جبهته فيُغطي عيناه المُرهقَة ...
غير ملابسه بعد ذلك و نزل في موعد الغداء بعدما تناول أدويتِه، ليقف أمام والدته، كان سامويل يقرأ كتابًا ما أو ملفًا يخُص الشركة، لم يهتم لكنه ألقى التحية على والدته التي ابتسمت قائلة:
" لم أركَ حين عُدت، هيا صغيري تقدم لنأكل سويًا."
أومأ و هو ينتبه لسامويل الذي لم ينظر له حتى! .. و هذا غريب أصلًا! .. بعد دقيقة أبعد سامويل ما بيده و حدق في طبقِه ثم شرع بتناوله في صمت!
انتهى آش أولاً فنهض كي يُغادر الا أنه توقف حين نده عليه سامويل، و ابتلع رمقِه بقلق يلتفت نحوه، فأشار له بأن يتقدم، ففعل!
فَرَدَ أمامه الملف ما إن وقف جوارِه، لينطق ببرودٍ و عبث:
" رأسي يؤلمني .. هذا الملف يحتوي على صفقة بليغة .. أريد منك قراءته و إبلاغي إن أمكنني فقط الامضاء على أوراقِه .. إدرسه جيدًا، و إعلم كل شئ داخله و الا ستكون العواقب وخيمة أيها الشقي .. غادر."
دفعه بشئٍ من الحِدة تراجع على إثرها إياه مُجبرًا نفسه على الصمت ثم استدار محتضنًا ذلك الملف يبتعد عن مجلسهما بينما أذناه تلتقط حديث والدته بكل غيظ:
" لماذا فعلت ذلك سامويل؟! .. هذه صفقة مهمة جدًا! .. كما و آش صغير على تلك صفقات! .. "
" لا ليس بصغير، عليه أن يكون جيدًا في هذه الأمور .. ثم لا شأن لكِ بالأمر. "
" لا شأن لي؟! .. سامويل أنتَ تُبالغ! .. لو وجدت أن آش سيتأذى مثلما فعلت بالمرة السابقة، سوف أبعده عنك! "
اختفى باقي حديثهما حينما دلف إلى جناحِه المنعزل، هناك شبح ابتسامة على ثغره، يشعر بالنشوة! .. أن يسمع والدته و هي تدافع عنه! .. هذا رائع، فربما لازال مهمًا عندها!
وضع ذلك الملف و قرر أن ينشغل حقًا به، لكنه عبس، هو لم يُذاكر دروسه أصلًا و لقد تحدى ذلك الاستاذ أنه سيبلغ درجة عالية في ذلك الامتحان! .. ماذا عليه أن يفعل الآن؟!
*
*
*
يتبع..
و ها هو البارت 😩لن أعتذر عن التأخير تعرفون الشغف حين يهرب 😂💔
الآن لنتناقش؟
رأيكم بالبارت؟
تقييم الاحداث؟
علاقة آش بآكيرا ؟
افعال أكيرا مع آش؟
ما المشاعر التي تشعرون بها أثناء قراءة البارت او رواياتي؟ 😁
المشهد؟
توقعاتكم للقادم؟
و سلاااام ❤️✨🤝
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top