No.01
مساحة مفتوحة لأكتر نص يُؤلمك:
لا تنسوا ذكر الله و الصلاة على سيدنا محمد ﷺ
لنبدأ....
-------------------------
ديجور1
.
.
.
لليالِ الشتاء رائحة مُميزة ، كم أحببتُ تلك القطرات المُنزلقة مِن غيم السماء لتُرطب الأرض! رائحة عُذوبة و نقاء و كأنَّ ذلك الغيث ينزلق ليغسل أعماقنا بقطراتِهِ اللطيفة و العذبة!
لكن رُغم ذلك و رُغم شِدة هُطول المطر ، إلا أنَّ أعماقه ما زالت مُستوطنة بها الكراهية و لن يستطع مطرًا أن يُنقيه مِن تلك النقطة السوداء بقلبِه ، لا شئ سيفعل ، فالماضي ترك له ندبة لا تختفي! ندبة أثَّرَت بباقي حياتِه!! و التي بالمُصادفة .. هو يعيشها الآن.
إشتدت الرياح قوة و تحرك مسار الأمطار الغزيزة مع الرياح بقطراتٍ عنيفة إحتلت شوارع العاصمة و تلك القرى المجاورة لها .. زخات المطر ضربت نافذته بكل خفة، بينما هو جالسًا في المقعد الأخير في فصلِه يُدفئه سترته الثقيلة، و عيناه ما تركت الخارج، يشرُد بتلك الأفكار التي ما تركته يومًا! .. و للحق يُقال، لملامح الهادئين عقول لا تهدأ!
هناك جُرح جاف بطرفِ شفتِه من جهةِ اليمين، الا أنَّ خُصلاته الليلية التي طالت أخفت ملامحه و خاصةً زُرقة عيناه شديدة الظلمة! .. عاد للواقع يشعُر باهتزاز و رجفة في أطراف يديه .. ما مر و ما يمُر به يجعل من أعصابه تالفة و يترك ذلك أثرًا في ارتجاف يده المرضي!
" آش؟ .. إن فهِمت الدرس، هلا تأتي و تشرحُ هذه الفقرة لزُملائك؟ "
عيناه انتقلت لأستاذِه الأشقر الذي بادله التحديق بأعيُنِه العسلية اللطيفة باسِمًا ، و ذلك كان كفيل بعودتِهِ لواقعِه .. هو ليس شخصٌ اجتماعي بدورِه ، يُعاني و بطريقةٍ ما مِن رهابٍ اجتماعي بشكل طفيف لهذا يُفضل دائمًا الأماكن المفتوحة الغير مُكدسة بالبشر .. دون أن يرمي بنظراتِه على مَن ينظرون نحوه هو همس بصوتٍ مسموع لشدة هدوء الفصل:
" أسف أستاذ أُنِير ، لكني مُتعب قليلًا. "
هادئ! هادئ أكثر من العادة! .. أهذا فقط غرور كونَهُ مِن العائلاتِ النبيلة بالمجتمع الايطالي؟ .. أم أنَّ هذا طبع؟ .. و تلك ما كانت أفكارِه بل كانت أفكارُ زملائه نحوه! .. ثمانِ سنوات بهذه المدرسة معهم لكنه فقط مُجرد انطوائي بشكلٍ مُرهِق! .. لا يعلمون عنه شئ! .. لا يرون منه شيئ! .. يتحاشى الجميع! .. حتى المُشاجرات لا يفعل! .. أهذا طبيعي لبشري؟!!
" لا بأس يا آش .. سام، تعال أنت. "
تكلَّم المعلم ، و قد عاد آش ليُغمض عينيه بصمت، كم بقى لنهاية هذه المرحلة؟ آه .. لقد تذكر توًا أنَّهُ في مُنتصف الإعدادية .. لازال بأول عُمر المُراهقة و رغم ذلك يشعُر و كأنَّ رَوحَهُ شاخت! .. شيخوخة مُبكرة عن اللازم! .. كل شئ يحدُث معه كان أكثر مما ينبغي!
انتهت فترة الصباح و جاء وقت الاستراحة، هنا كان يجلِس بأحدِ مقاعد الكافتيريا يُحدق في صندوقِ طعامه بصمت قبل أن يُغمض عيناه و هو يتلقف الورقة المطوية بشئٍ من السُخرية! .. حتى الطعام منعوه منه كعِقاب؟!
« لا يُوجد طعامٌ لهذا اليوم، درجاتك مُتدنية ليست لوريث لعائلة آشورا، أنتَ عارٌ علينا يا ولد! .. لهذا ..»
أغلق الورقة و مزقها بعُنفٍ ثم رماها ببرود في السلة، ليس و كأنّهُ لا يعلم أنَّ ما كُتب ليس من والدته بل مِن زوجها .. و هي فقط لا تهتم! .. فقط لما لا تُخبره بمكانِ والده الحقيقي و تتركُه؟ .. ببساطةٍ لأنّهُ الابن الأكبر و عليه فـ لَهُ حق بالورث بدل إخوته الأكبر منه سنًا مِن عائلةِ ذلك الجشع! .. و لأنه ابنها، فهي تشعُر بأنّهُ الأحق بثروتها و ثروة ذلك الجشع بدلًا من أولادِه!
و ابتسامة اعتلت ملامحه و هو يُخرج مِن جيبِ معطفه رُزمة من النقودِ الذي سرقها .. حسنًا هذا خاطئ لكنه مُضطر ليتخلص من ابتزازِ مسوخ منزله!
واقفًا أمام ذلك البائع بعدما هرب من مدرسته، هو فقط ابتسم بخفة لتِلك الفطائر الشهية التي اشتم رائحتها الذكية قبل أن يأخذها في كيسًا أبيض و عاد يتسلل لمدرسته دالفًا مع ارتفاع رنين الجرس!
انتهى باليوم جالسًا لساعة إضافية في مقعدِه، دون أن يهتم به أحد فـ الكل قد غادروا من المدرسة عدا عِدة معلمين!
هناك سكاكين يشعُر بها في معدتِه، و يشعر بالغثيان الشديد، ألم شلَّ حركتُه بالكامل! .. هنا فقط تذكر و ندم لعدم أخذه لدوائه كل تلك المدة التي وصلت لأسبوعين .. ألم معدته عاد و بقسوة! .. ليته فقط لم يأكُل! .. ما كان عليه عدم الاهتمام بالألم الذي يأتي و يعود طوال نهارِه!
بالنهاية أرغم نفسه على الذهاب للحمام، هناك غسل وجهه قبل أن ينحني نحو الحوض يتأوه بألم حاد جعله فقط يشهق بصعوبة مبالغة! .. رغم أنه تقيأ قبل لحظات الا أنَّ الألم لم يبرح مكانه! .. و المعدن في فمه هو استشعره ليلمح انعكاسه بصدمة! .. تنفس .. أنفاسه علَت بذعرٍ و هو يتلمس الدماء التي انزلقت من فمه، لكنه فقط تحامل على نفسه بينما يغسل فمه منها، مُكررًا في خلايا عقله، أنه لا يجب أن يعود لذاتِ المرض!
" ما الذي تفعله هنا بعد رحيل الجميع؟ "
جفل يلتفت نحو الخلف، قطرات المياة الباردة تملأ خُصلاته و تنزلق بخفة نحو الأسفل .. حدق بظلمة زرقاويه في ذلك الذي يُبادله الملامح، و بحاجب ارتفع طرفه بشئٍ من الاستياء حين لم يجد الاجابة لذلك نطق بصوته العميق:
" يا ولد؟ .. لا أحب تِكرار الكلمات مرتين. "
أفاق من غيبوبته تنزلق يديه عن الحوض و تحرك دون أن يتكلم يمر من جوار الشاب الذي رمقه بغيظ ، و ما إن اختفى آش عن ناظريه حتى نطق آكيرا بقلة حيلة :
" أطفال هذه الأيام!! .. تشِه! مزعجون!! "
و تحرَّكت قدميه يبتعد عن ذلك الطريق الذي سلَكَهُ آش، دون أن يعلم أو يُدرك القرابة و الدماء التي تربطه بهذا الفتى!
*****
عاد إلى ذلك القصر عابسًا بخفة، لكنه يحمدُ الله أنّهُ ابتاع لنفسهِ دواءًا لما يُعانيه و قد خف الألم ما إن تناوله!
خطواته توقفت و قد جمدت ملامحه حين تقابل مع ملامح والدته، التي ابتسمت بخفة إليه، و قد استأذنت من رفيقتها و اقتربت منه، هي فقط أحاطت بكفيها وجنتيه بلُطف قائلة:
" مرحبًا أميري؟ .. هل كان يومُك جيدًا؟ "
حسنًا لا يُنكر هذا اللطف لكنه يُدرك أنها تفعل ذلك كي تجعلُ الغُرباء يعلمون مدى حبها له و كيف أنّهُ مدلل!! .. ملامحه لم تتغير، و أبعد يديها بشئٍ من الهدوء دون الرد، ثم تابع طريقِه نحو غُرفته و هي تُتابعه بعيناها بحُزنٍ قبل أن تختلق ابتسامة متكلفة و هي تُخاطب رفيقتها:
" أسفة أنجِل، لكني متعبة."
ابتسمت رفيقتها حين فهمت قصدها لتُودعها و تغادر!
***
في منزل آل ألكساندر .. الرابعة عصرًا
عاد آرين بتعب و أخيرًا وجد وقتًا يُدلك به رأسِه قبل أن يجلس على الأريكة في غرفة المعيشة، و بجواره شعر بجسد طفلة صغيرة تلتصق به قبل أن يبتسم لجسدٍ أخر اندس تحت ذراعه بينما يهتف بانزعاج:
" أبي! لقد تأخرت اليوم كالعادة و نسيتَ أمرنا! "
فزفر حانقًا ينظر نحو التوأم ذا الخامسة بشئٍ من الغيظ :
" إرحمني رين! .. حين تتحسن أمور الشركة سوف أخُذ أجازة و أجعلكما تذهبان إلى الملاهي .. موافقان؟"
" أنا موافقة يا أبي! "
تكلمت رينا الصغيرة ببرائة لكن رد توأمها المُشاغب يصرخ بعناد:
" أنا لستُ موافق! .. تحدثي عن نفسك رينا .. أبي أنتَ كل مرة تقول ذلك و لا تُنفذ! ."
تنهد آرين بعمق يُجيب:
" هذه المرة سأعِدكُما بذلك .. و رُبما يوجد وقتٌ نذهب فيه إلى مطعمٍ مناسب للعشاء، حسنًا يا صغيراي؟ "
أومأت رينا بينما بقى رين للحظة قبل أن يومئ بعصبية، مضطرًا للموافقة، لكن ملامحه انفرجت مع رؤيته لوالدتِه التي أتت نحوهم بثوبها الليلي و ابتسامة عذبة زينت ثِغرها الصغير:
" مرحبًا آرين؟ .. كيف كان يومك؟ "
" بخير ما دُمتي معي، داڤيينا. "
تلك الابتسامة الهادئة التي رسمها جعلتها تبعد طِفلاها و تُجاوره بخفة بينما تتكلم ببعضِ المُشاغبة:
" لا تقلق حبيبي، لن يُفرقنا سوى الموت. "
" أمي! بابا وعدنا بالذهاب إلى الملاهي، إشهدي الأمر! "
تكلم رين بتكدرٍ ، لتنتبه كُليًا على التوأم ، تستمع لشكوتهما و تهتم بها! .. راقبها من بعيد .. قبل عشر أعوام لم يكن ليُفكر بها لكنها فقط كانت ألطف ما مر به على الاطلاق، هي تداوي الجروح ما إن تراها فقط .. لسانها لا يتحرك الا بكلمات هادفة أو لطيفة، لا تعلم ما معنى أن تجرح .. رغم قسوة ماضيه لكنها أنارته و أشعَّ بوهجٍ بسببها! .. اختياره فيها ما كان أبدًا سيئًا، ربما كانت الاختيار الأفضل في حياته كلها، و الشخص المفضل الذي ما ينظر له الا و قد توهجت عيناه بالحب و الود الذي بينهما! .. رغم معرفتها لماضيه لكِنَّها لم تتذمر بل وافقت تُخبره أنَّ الماضي مجرد ذكريات عابره!
دلف إلى المنزل بملامحٍ مُتكدرة، يومه سئ و أسوأهُ ذلك الفتى البغيض الذي قابله اليوم!
" ما بك، لما شياطينك تدور حول رأسك يا آكيرا؟ "
عبس لسخرية شقيقه الأكبر و قد نظر له يتذمر:
" آرين لا تسخر فحسب لليوم أخي! .. يومي ليس بسهلٍ .. كما و قابلت فتى أحمق عكر باقي يومي. "
قهقه آرين بينما تحدثت داڤيينا تُخاطبه:
" لا بأس يا آكي، إذهب لتغيير ملابسك و الاستحمام و ستخرج لتجد أنَّ الطعام الذي تُحبه موجودًا على الطاولة. "
هنا ابتسم بحماس و انتقل كطفلٍ صغير نحو غرفته بالطابق العلوي ، و هي ابتسمت ، فهي تعتبره كأخٍ أصغر كذلك ، هي جاءت إلى هذا المنزل و هو بالخامسة عشرة مِن عمرِه في حضن آرين الذي انفصل عن أسرته لسببٍ ما.
" لما جعلتي الخدم يأخذون أجازة لليوم، داڤي؟ "
خاطبها المعني بينما يعتدل ليذهب نحو غرفتهما، فنظرت له بهدوء:
" تعلم؟ .. أنه يوم الخميس، أنه الخاص بي .. ثم الخدم لم يأخذوا أجازة منذ فترة طويلة لهذا قررتُ ذلك ، ليستمتعوا لعدة أيام، و بما أنَّ الغد هو الجمعة و السبت أجازة أسبوعية للمدرسة لهذا قررت أنا مَن سيهتم بالأمر، و لا تقلقوا هذا ليس متعبًا أبدًا. "
ابتسم بخفوت و قد اقترب نحوها ، مبعثرًا خصلاتها الشقراء بحبٍ ، لتُفاجئه بعناقٍ لطيف قبل أن تبتعد فورًا هاتفة بنبرةٍ متحمسة:
" هيا إذهب الآن، و أنتما يا مشاغبان، ستساعدونني! "
انتفض التوأم بحماس يقفان كجنديان:
" في الخدمة، أمي! "
ضحكة رقيقة غلبت مشاعرها و هي تقودهما نحو المطبخ بكل حماس!
*****
منزل آل آشورا .. الثامنة مساءًا
الصمت المُزعج يعُم ذلك القصر بكل مَن فيه، لا يُوجد شئ يُسمى بروابطٍ متينة، تسير قوانين هذا المنزل بمصيرهم كوريثٍ للأملاك!
و في غُرفته يتكور حول نفسه متكدر الوجه، لقد تذكر أنَّ في الغدِ لا يوجد دراسة! .. فقط بالتفكير بأنَّهُ سيجتمع مع ذلك العجوز تجعل معدته تحترق بقُرحتِها!
و ذلك لم يكُن فقط ما يشعُر به من مشاعر، الا أنهُ انتفض حين فُتح الباب بقسوة ليظهر جسده مُعاكسًا لضوء القصر بما أنَّ غُرفة الأصغر مظلمة!
اعتدل بسرعة يبتلع رمقِه بشئٍ من الصعوبة و الخوف الذي لم يظهر عليه بشكل كُلِّي، أنفاسِه تعالت حين تفاجأ به مخمورًا و بيده زجاجة مِن ذلك الخمر! .. ذلك وحده جعله يصمُت، لا مجال للإهانة! .. حديثه مع الأكبر بهذا الوضع ستجعله في موقفٍ شديد السوء!
" متى أتيت من المدرسة أيها الغِر؟ "
هنا ارتجف جسده بهلع، اليوم تأخر ساعة و نصف بسبب تعبِه! .. أجاب بشئٍ مِن القوةِ و الخفوت دون أي كذِب فهو يعلم أنَّهُ يُراقبه و يعلم موعد عودته:
" بعد انتهاء المدرسة بساعة، و سِرت إلى المنزل حوالي نصف ساعة أخرى .. هذا ما حدث يا أبي. "
" و لما تأخرت؟ .. هل كنت مع صديق؟ "
تجهم وجهه، يجيب:
" ليس لدي أصدقاء .. كنت متعب وحسب و لم أستطع العودة بهذا الوضـ.."
شُلَّ لسانه يتراجع حاميًا وجهه بذراعيه بخوف حين رأى تلك الزجاجة تتجه نحوه، الا أنّهُ لم يُصب و قد علت ضحِكات الأكبر بسُخرية حادة هاتفًا بتهكُم:
" لا تقلق لا أذية اليوم، هناك حفلٌ لكِبار رجالِ الأعمال بالغد، بدلتُك في الخِزانة، و سيكون هناك أبنائي الأكبر .. لا تقترب منهم و كل ما ستفعله أنك ستقف على المنصة تُعرِّف نفسَك كوريثٍ لعائلة آشورا بدلًا مِنهُم ، و إياك أن ترُد عليهم إن استفزوك بحديثهم، فلا تنسى أنهم أولادي. "
" لما سأفعل ذلك ما داموا أولادك؟ "
سأل ببرود، فابتسم سامويل مُرتشفًا من الزجاجة و أجاب:
" أريد إغاظتهم، ليكونوا تحت طَوعي يا فتى. "
شئٌ ما شعر به و هو ينكسر داخل جُدران قلبِه، لا أحد هنا يهتم به حقًا! .. و يُستَخدَم كطُعمٍ لأولاد سامويل كي يُزعجهم! .. يعلم جيدًا أنَّ بالغد الأمور التي ستحدُث لن تَسُرَّهُ أبدًا! .. و لكن ما عليه الا الطاعة!
" كـ ليالي ديسمبر الباردة، كان يُحيط بقلبي برودة هذا العالم، تغزوني الوحدة مصبَّغة بالألم، و تستنزفني! فأغدوا فاقدًا لحولي و قوتي .. لا شئ بهذا العالم يكفيني لأحبُّه! .. لا شئ بتاتًا يُرغمني لأتقبل مشاعري! .. كل شئ نال مني، و أنا لم أنل من شئ أي شئ! "
اعتبرو هذا آش ❤️✨
*
*
*
يتبع..
أي الصورتين أفضل؟
رأيكم بالبارت؟
الشخصيات؟
المشهد؟
تقييم؟
السرد؟
توقعات؟
بمناسبة التنزيل:
سأجعله كل اثنين و خميس كالعادة، و سيكون التنزيل في أي وقت لكن ربما يكون بالمساء.
و لكن في بعد الأيام اذا وجدتُ نفسي متفرغة سوف أُنزل بارت.
و بخصوص رواية " لحن القدر" سأبدأ بتنزيلها مع هذه باذن الله لكن ليس لها مواعيد محددة للأسف لأنها رواية طويلة جدًا.
إلى اللقاء في بارتٍ جديد ❤️✨
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top