الفصل الحادي عشر
الفصل الحادي عشر
آخر الرقص عناق
لم تعرف سيرينا ما الذي كانت تأكله من اطعمه وضعت على المائدة هي وخوان كانا منغمسين في الحديث لدرجة انهما لم يعيا نظرات المعجبين من جميع انحاء المطعم .
سالها خوان
- حدثيني عن طفولتك هل كنت سعيدة ؟
لمعان انار عينيها الشفافتين وراحت تقص علية بعضا من سيرة حياتها :
- والداي كانا زوجين رائعين ومثاليين دلعاني كثيرا ولم يكن لديهما غيري الا ان
توقفت فجأة واحمرت وجنتاها قطب خوان حاجبية وسألها محتارا :
- نعم؟ الا ان..
تلعثمت وقالت :
- الا انهما .. توفيا
- هل ماتا معا مثل والدي ؟
- ليس تماما لكني خسرتهما في مدة سته اشهر
- ربما ما كان يجب علي ان اطرح عليك هذه الاسئلة انه موضوع مؤلم .. احيانا افكر انك لم تكوني
باستمرار الفتاه الباردة المتحفظة اسف اني لم التق بك قبل المحن والمتاعب التي اثرت بك كثيرا .
صمت قليلا ثم اضاف :
- ما كانت اراء والدتك تجاه والد ويندي فالامهات احيانا متحيزات ووالدتك الم تر فيه ذلك الرجل المتطفل الدخيل؟
احمر وجه سيرينا وقالت :
- كانت تحبة حتى العبادة
استغرب قائلا :
- آه ! وحسب رأيك ماذا كانت وجهة نظرها لو عرفتني؟
هذا السؤال طرحته على نفسها مرارا من دون ان تجد الجواب المناسب لا شك انه كان اوحى اليها بفضول والخشية في ان واحد لكانت اعطت حكما قاسيا على عائلة فالديفيا المتعجرفة ذات التصرف المستبد لكنها كانت لاشك اعترفت بأنهما يشكلان اسرة غير اعتيادية.
كان خوان فارغ الصبر امام سكوت سيرينا التي تنفست بعمق قبل ان تعلن قائلة :
- كانت والدتي امرأة شديدة الحساسية كمعظم الامهات وخاصة امام الجمال الشكلي والجاذبية وسحر الحديث وحتى الاطراء لكن..
- نعم تابعي كلامك
قالت بعصبية :
- لا شك انها لم تكن ستعجب بتصرفاتك تجاه كابرييللا بالاضافة الى انه لايمكنها اعتبار السعادة كنتيجة للغنى والمال .
- اذن لكانت فضلت رجلا فقيرا مثل والد ويندي اهذا ما تريدين قوله؟
وفي لحظة البرق استعادت وجه والدها في مخيلتها وبحنان اجابت :
- مرة سمعت والدتي تقول انه يملك الثروة الحقيقية الوحيدة وهي ثروة القلب.
نهض خوان فجأة على وشك الاستسلام للغضب العنيف ثم قال :
-انا لا استغرب ان تكوني خائبة الامل! واعتقد ان لولدتك قسطا كبيرا من المسؤولية في هذه القضية واعتقد انهااساءت الحكم الاشخاص العاطفيون يخدعون بسهولة فحساسيتهم المرهفة تجعلهم عميان امام الحقيقة!
لم يتسن لسيرينا الوقت للاحتجاج فامسك خوان بذراعها ودعاها لاجتياز غرفة الطعام والممر الى الخارج فسألته ونفسها متقطع :
- الى اين تصطحبني؟
اشار الى سيارة تاكسي فتوقفت قرب الرصيف فدفعها الى المقعد الخلفي ودخل قربها وقال للسائق :
- الى الكازينو من فضلك
ثم التفت الي سيرينا واضاف بسخرية :
- رمز الثروات المزيفة
عفواً لايمكن عرض الرابط إلا بعد التسجيل
وبرغم ان الوقت كان باكرا كان الكازينو يعج بالناس من جميع الجنسيات النساء الانيقات كن يضعن المجوهرات والحلى وحول الطاولات تزاحم اللاعبون في السقف تدلت ثريات الكريستال التي تنير الغرفة بنور براق بالنسبة الي سيرينا كان هذا الجو خرافيا وساحرا اخذ خوان مكانه امام الطاولة قرب اللاعبين بينما سيرينا اقتربت من الروليت ووجدت مكانا فارغا فجلست فيه فارتعشت عندما انحنى خوان قائلا :
- اختاري رقما وضعي احجارك او بعضا منها عليه كما تشائين
وضعت كل حجارتها على رقم 9 فأديرت الاقراص ثم توقفت امام الرقم 9 وهتف مدير الطاولة :
-احمر تسعه!
صرخت سيرينا مستغربة :
- ربحت ياخوان ربحت
- تابعي اللعب
- لا افضل ان اتوقف الان هل رحت ثروة كبيرة ؟
- مايعادل الفي جنيه السترليني
- يا الهي كل هذا! لم يسبق ان امتلكت اكثر من مئة جنية
- صحيح ؟مادام الامر هكذا لا اريد ان يتهجم وجهك المتألق دعينا نحتفل بالامر
صرف خوان الحجارة واستعاد المال بقيمته واقترب من سيرينا قائلا :
- سأحتفظ بالمال معي
في هذه اللحظة بالذات عرفت سيرينا معنى هذه الثروة الصغيرة. بامكانها ان تستعيد حريتها العزيزه على قلبها بامكانها ان تشتري بطاقة سفر الى انكلترا وبطاقة لويندي. ان تستأجر لها غرفة وتعيش كيما تجد لها وظيفة محترمه قالت لاهثة :
- كلا افضل ان تعطيني المال حقيبتي الصغيرة بامكانها ان تسع كل هذه الاموال
اعطاها المال قائلا :
- كما تريدين
ولما خرجا من الكازينو استقلا سيارة التاكسي وتوجها الى ناد ليلي حيث اختار خوان انهاء السهرة لم يكن المكان بعيدا ولم يستغرق الا دقائق قليلة...
كان شبة ظلام ناعم يعم المكان والديكور يذكر بحجرة صياد .الشباك الواسعه معلقة على الجدران والسقف وبعض الاصداف البحرية. وحول حلبة الرقص حيث يعزف الموسيقيون الالحان الخلابة وضعت الطاولات والكراسي من القش .
جلست سيرينا وراحت تنظر الى الازواج الذين يرقصون على نغم الموسيقى بينما راح خوان يطلب الشراب .بعد قليل جاء الخادم يحمل صينيه عليها المشروب وقطع الثلج وبعض المقبلات.
قال خوان ساخرا :
- يبدوا انك تفكرين افكارا غامضة يا عزيزتي الا تعدين خطة جهنميه للتخلص مني؟
فوجئت وراحت ترتجف وتقول :
- لا ابدا
بطريقة ما كان خوان يقرأ ما يدور في خلدها عليها اذن ان تضلله والا تبخرت آمالها سدى قررت ان تغير الخطة فربما نجحت؟ فاشتبك نظرها بنظره الحاد وهمست قائلة :
- هل تدعوني الى الرقص
بريق التقاء قصير ظهر في العينين السوداوين فأجاب خوان بطريقته الرجوليه :
- طبعا بكل سرور!
وبينما كانت بين ذراعيه ادركت انه لم يسبق ان وجدت في حلبة الرقص برفقة رجل في مقامه. كان خوان يضمها اليه بقوة فاحمرت وجنتا سيرينا وهمس في اذنيها :
- اهدأي وعدتني ان تحاولي جهدك كي تنسي زوجك الاول .هل مازلت تتذكرين؟
استرخت وتذكرت ان عليها ان تكون محببة ومتساهلة راضية اذا ما ارادت الوصول الى تحقيق هدفها بعدئذ وجدت متعة في الرقص مع الاخرين برفقة خوان الراقص البارع واخيرا عندما اعادها الى الطاولة كان وجهه يشع سعادة ، اخذ يدها وقال :
- لأول مرة هذا المساء ارى فيك امرأة جميلة وليس زوجة ارغمت على الزواج منها مازال وجهك يحتفظ بطفولته برغم المحن التي اعترضت حياتك.. والان افهم سبب تصرف جدي تجاهك يريد ان يحميك عيناك الكيرتان البريئتان تعكسان براءة لاشك فيها لكن حواء الطاهرة والساذجة في جنة عدن توصلت الى اغراء آدم الجبار برغم كونه الاقوى .
احتجت سيرينا قائلة :
- لا انوي بتاتا تقليد حواء!
شعرت بالاحمرار يعلو وجهها اليس هدفها الوحيد ان تنسيه هذه الثروة التي تملأ حقيبة يدها ... هذا المبلغ الذي يمكنها بواسطته ان تتدبر امرها؟
قال خوان بصوت هادئ:
- انا اصدقك ياعزيزتي
امضيا بقية السهرة في الرقص والكلام من جديد وبعد مضي وقت عبر خوان عن لطفه الزائد ولما قررا العودة الى الفندق بدأت سيرينا تخشى على مقدرتها في مراقبة خطتها كما ان خوان بحاجة الى جهد كبير ليفي بوعده ومعاملتها كصديقة فحسب لذلك كانت قلقة للغاية.
سيارة التاكسي التي اعادتهما الى الفندق كانت تجتاز الطرقات المهجورة بسرعه وسيرينا الجالسة بارتخاء في المقعد الخلفي تركت رأسها يرتاح على كتف خوان الذي كان يمسك بخصرها لم يتبادلا الكلام طيلة الطريق وبالرغم من المظاهر كان الجو متوترا كل واحد يشعر ان هذه الانفعالات والعواطف التي يحاولان كبتها ستنتهي بالتحرر وماذا ستكون العواقب؟
وما ان دخلا الى جناحهما حتى همست سيرينا واحتلها الخوف :
- الساعة متأخرة ارجو ان تعذرني سأذهب الى فراشي في الحال
- لا ليس في الحال سنأخذ كأسا اخيرة
- لا اريد ان اشرب شيئا بعد الان دعني ارجوك
جذبها نحوه بعنف وقال :
- لايمكنك ان تنسحبي الى غرفتك الان ! لنبقى معا حبيبتي ستكون هذه الليلة ليلة شهر العسل وستكون ليلة رائعه لم يفرضها علينا احد ولا حتى جدي..
وبينما ارادت ان تحتج راح يعانقها بعنف لكن سيرينا أشمأزت منه وراحت تتخبط كحيوان جريح لكن جهودها باءت بالفشل .
- تعالي ياحبيبتي استسلمي لي وسأنتزع الشبح الذي يهدد ذاكرتك سأبعد ذكرى هذا الرجل الذي لم يعرف ان يفعمك حبا لاتخافي من الشر يازوجتي الجميلة!
توصلت في الاخير الى دفعه عنها بضعة خطوات الى الوراء ترتجف في كل انحاء جسمها وراحت تقول في سخرية مرة :
- الم تنسى وعدك ياسنيور؟
- شيء مالم اعد اسيطر عليه بعد ان قدمت لي سحرك واغريتني في المكان الراقص بدأت تلعبين العذراء المهانه .. الم تتعلمي من مغامراتك السابقة؟ عليك ان تعرفي ان الانسان لا يبدأ بعمل ما اذا كان يريد الوصول الى نهايته!
- لم ارتكب أي خطيئة ياسنيور لكن تعلمت درسا كبيرا اذا صدف واحببت انسانا من جديد يجب علي قبل كل شيء ان اعرف الثمن الذي سأدفعه
حدق بها لحظه وقال :
- كنت مجنونا لأني نسيت انك في كل الظروف ستظلين محافظه على موقف ثابت
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top