الفصل التاسع
الفصل التاسع
فستان وقح
وخلال الاسابيع التاليه عرفت سيرينا معنى السلام والهدوء في حياة متميزه وثريه حياة لم تكن تجرؤ على الحلم بها او تتخيلها ولما عاد دون البيرتو من اقامته القصيرة في منزل دونا ايزابيلا اعلمه دون خوان بقراره وهو رفضه ادراة المزرعه الهدف الذي كان يرغب العجوز في تحقيقه ولو بالحيلة والخداع واعلمه بأنه يفضل ان يتقاسم حياة الرعاة المتعبه كما في الماضي ان يفيق قبل الفجر ويتمطي جواده طيلة النهار ويجتاز من دون توقف المسافات الشاسعه ويجمع الماشيه لوشمها..
عفواً لايمكن عرض الرابط إلا بعد التسجيل
ومن وقت الى اخر كان يضطر الى مرافقة الماشية الى مرفأ بعيد لذلك كان يتغيب اياما عديده ولدى عودته كانت ملامح وجهه مرهقة ومليئة بالغبار وكان جسمة النحيل يبدو اطول من العادة عندما يظهر قرب المنزل .
كان دون البيرتو يتحمل هذا الوضع بصعوبه لكنه اخيرا لم يعد يحتمل وفي احد الايام بينما كان حفيده عائد من رحلة طويلة استدعاه لينذرة ببلاغ نهائي لاعودة عنه.
لما وصل خوان كان العجوز يأخذ حمام شمس قرب بركه السباحه ويستمتع برؤية سيرينا وويندي تلعبان في الماء كانت الطفلة بامان بين ذراعي شقيقتها تطلق صياح الفرح واحيانا صياح الخوف.
كان الطقس حارا وناعما وكانت سيرينا ترتدي ملابس سباحه بيضاء وبدا جسمها اسمر من شدة تعرضه للشمس كما ان صحتها اخذت بالتحسن وزاد وزنها راحت تقهقه بصوت مرتفع عندما تمسكت ويندي بشعرها محاولة التسلق على كتفيها خشية الوقوع في الماء. وخوان الذي كان يقترب بخطى بطيئة وثقيلة لم يقدر ان يزيح نظره عن المشهد بل كان يبدو مسحورا ومندهشا مثل واحة بقلب الصحراء صرخ دون البيرتو لدى رؤيته قائلا :
- خوان يابني اهلا وسهلا بك في المزرعه ! سيرينا انظري هذا خوان تعالي واظهري له فرحك بعودته
وكي تخفي اضطرابها انهمكت المرأة لحظة بويندي المتعلقة بعنقها كانت تعرف ماذا ينتظر دون البيرتو منها اقتربت من الرجل المرهق حاملة شقيقتها بين ذراعيها ..هذا الرجل الذي وجدت في غيابه الراحة والطمأنيه داخل المزرعه.
وبصورة غير منتظرة راح قلبها يخفق بسرعه ثم رفعت رأسها نحو خوان من دون خوف ودون البيرتو كان يراقب تصرفاتها بفرح.
طبع خوان على خدها قبلة سريعه فخاب امل سيرينا ثم ركز اهتمامه على الطفلة وقال :
- وكيف حال جميلتي الصغيرة اليوم؟
اخذ الطفلة بين ذراعيه واضاف :
*اجب ان الهو معك ياحبيبتي لكنني مليء بالغبار ورائحة العرق اذهبي مع امك حتى اخذ حماما واعود اليك.
- *هل تحب موافاتنا الى هنا بعد ذلك؟
لم تصدق سيرينا ما سمعته فهي نفسها التي طرحت عليه هذا السؤال
اذا كان هذا ماتريدينه .اتفقنا...*
تدخل دون البيرتو بقوة وقال
- *ولماذا تظن انها لاترغب بذلك انت حقا زوج وشبح في ان واحد حتى الان سيرينا تتكيف مع هذا الوضع لكن من جهتي انا قررت ان اضع حدا لتغيبك المتواصل واني انوي ان اضعك على رأس المزرعه منذ الان ! سبعون سنه تكفي سأستقيل من دون تأخر لكن لنناقش هذه الامور بعد العشاء اذهب وخذ حمامك ثم انضم الي سيرينا لا شك ان لديكما اشياء كثيرة للقول لكن لا تنسى ماقلته لم يعد هناك وقت للتتردد والمراوغه..
هز خوان رأسه وتوجه نحو المنزل وبانتظار عودته فكرت سيرينا ان خوان سيحقق هدفة الذي من اجله قبل زواجا سيحرمه من الحريه لبضعه سنوات.
وبينما كانت منغمسه في افكارها لم تلاحظ ان الخادمة بطلب من دون البيرتو اخذت الطفلة الى داخل المنزل ولما ظهر خوان على الشرفه ابتعد العجوز بدوره تاركا الزوجين وحدهما.
قال خوان :
- *طلبت مني ان ارافقك اليس كذلك؟
فوجئت سيرينا به وانتفضت فقال :
- *هل كنت جادة في دعوتك ام انك تصنعت ذلك كم اجل ارضاء رغبات جدي؟
حبست سيرينا انفاسها وهي تحدق فيه بقامته الممشوقة وعضلاته المتناسقة كليا وفهمت للحال سبب جاذبيته واشتبكت نظراتهما فقال بسخرية :
-اذن؟هل ترافقيني . اشعر بحاجه كبيرة للسباحه
فجأة شعرت برغبه قوية للمكوث بجانبه مد له يدها ليساعدها على النهوض فراحت تركض حول البركه وهي تعي تماما ان ملابس السباحة لاتخفي فتنتها ثم قفزت في الماء الشفاف واحتلت كيانها قشعريره ونوع من الاثارة البهيجة عندما لمحت خوان في فوران من الزبد ظل عدة لحظات قربها ثم تجاوزها وهو يسبح بقوة وبسرعه غريبة.
ولما وصلت سيرينا الى طرف البركه كان خوان يعوم بلا مبالاة وعيناه تحدقان بالسماء وهو ممدد على هذا السائل الاخضر كأنه فوق سرير مائي وكان يبدو متلذذا فرحا.
قال في صوت منخفض :
-انني احلم بهذه اللحظة منذ ايام وايام .
ثم التفت نحوها وتابع يقول :
- خلال هذه الرحلة الاخيرة لم الق الا المشكل فضلا عن حرارة الطقس التي وترت الحيوانات والرجال..
قالت له بجفاف:
- لكنك لا اشك في انك نلت بعض التعويضات المرحه لدى وصولك الى المدينه .*
- نعم بالفعل بعض التعويضات!*
فجأة اختفى تحت سطح الماء ولما وصل قرب سيرينا شدها من كاحليها وجذبها الى اسفل البركه اعتقدت ان رئتيها ستنفجران تركها اخيرا وصعدت الى الهواء الطللق وفتحت فمها تلهث ولما شاهدت رأس خوان الاسمر يطل فوق الماء قررت الانتقام في الحال فتسلقت كتفيه وشدت ثقلها حتى انزلته تحت الماء وفي الحال اصبح ذلك لعبة مرحه وخلال ساعه تقريبا كانا يتداعبان في الماء كالاولاد بكل بساطه وبصورة غير منتظرة التقت طباعهما المختلفة في نوع من الاتفاق وراحا يتمتعاب بهذا التناسق العابر.
وبعد ذلك تمددا على المراسي الطويلة واحضرت لهما كارمين المشروبات المنعشه فاحتسيا شرابهما وهما يجففان جسميهما تحت اشعه الشمس.
وتنهدت سيرينا قائلة
- اني احب فصل الصيف هنا انه جاف من دون ان يكون خانقا لا اصدق اننا في شهر كانون الثاني\يناير...في لندن لا شك ان الثلج منهمر الان وعلى الارصفة المنزلقه يتدافع الناس ليستقلوا الباصات متأففين من رداءة الطقس .
بكلامها لفتت اهتمام خوان الذي راح يراقبها في دقة ويسألها
- حدثيني عنك ماذا كنت تفعلين قبل ان تلتقي جدي؟ وكيف تم هذا اللقاء؟
نهجم وجه سيرينا فجأة ولأول مرة تشعر بارتياح وارتخاء لوجوده لكنه باسئلته هذه اعادها الى مدار الخطر
تلعثمت سيرينا وهي ترد على سؤاله قائلة
- *كنت اعمل في مكتب واعيش مع ويندي في غرفة صغيرة لاتبعد عن مركز عملي
- *وماذا كنت تفعلين بالطفلة عندما تكونين في العمل؟
- *كنت اضعها كل صباح في دار الحضانه واخذها في المساء لدى عودتي*
انها تعرف تمام عقلية الناس هنا في امريكا الجنوبية وكانت متأكدة من ردة فعل خوان المصدومه لما قالته الايعتبرون هنا في شيلي – ان وجود الام الدائم هو شيء ضروري للولد؟
اضافت لتدافع عن نفسها
- لم يكن امامي اختيار في انكلترا انها عادة النساء ان يضعن اولادهن في دور الحضانه في كل حال فالعاملون هناك يهتمون بالاولاد كل الاهتمام والعناية
لمعت عينا خوان السوداوين وقال :
- هكذا اذن انت تعتقدين انه بامكانهم التعويض عن حب الام؟
قالت سيرينا وقد سئمت من هذا الحديث :
- كلا ابدا! ولهذا السبب انا هنا! كنت اشغل وقتي وعقلي كله من اجل صالح ويندي وهذا الوضع كان مزعجا لاني لم اكن اربح المال الكافي ولما ازدادت المصاريف لدار الحضانه اضطررت ان اخرجها من هناك ثم ارغمتني صاحبة الغرفة حيث كنا نسكن على الرحيل لأن صراخ ويندي يزعج الجيران كنت امر بحالة نفسية سيئة عندما شاهدت الاعلان الذي وضعه جدك فلم اتردد في اللجوء اليه...
توقفت عن الكلام لحظة وشعرت بانزعاج يحتلها وخوان تقلص بدورة وقال في صوت فاتر :
- تابعي كلامك ..كيف كتب الاعلان ؟ هل مازلت تتذكرين الكلمات التي استعملها؟
كادت سيرينا ان تهرب بسرعه لكن نظرته القاتمه اقنعتها وراحت تتلو عليه بشكل الي قائلة :
- وظيفة لفتاه شابة انكليزية شقراء المركز يضع حياتها كلها في ملجاء من الحاجة..
توقفت لحظة واختنق صوتها ثم اكملت :
- يجب ان تكون كتومه طيعه ووديعه..
ابتسم خوان كارلوس فتابعت تقول :
- وتقبل طلبات من يتحملن اعباء الاسرة
تنهد قائلا :
- يا الهي ! ولم يحذرك احد من مخاطر هذا الاعلان ؟ رميت بنفسك هكذا؟
اجابت في رصانه :
- لم يعرف احد بخطتي لم يكن لدي اصدقاء بمعنى الكلمة وكنت اعاني وضعا ميؤوسا منه وكنت مستعده ان افعل أي شيء لأبقى مع ويندي
نهض خوان فجأة وراح يحدق بها ويقول :
- مهما اصر جدي فلقد تزوجت الشيطان!
فكرت سيرينا بمرارة :"كيف تنكر ذلك ." فتعبير وجهه الشيطاني شلها لكن لسبب غامض حاولت متابعة الحديث وقالت بحزم :
- كلا كلا لكن جدك سخر مني ... صحيح انه لم يكذب علي غير انه اعطاني صورة عنك لاتطابق الحقيقة فحسب قوله لي انك رجل خجول ومعقد.. وتنقصك الثقة بالذات وحسب قولة اتفق معك على ان يجد لك زوجة لو كنت اعرف اني خدعت لما كنت وافقت على اقتراحه!
وفي صوت مخنوق راح خوان يشتم جده ولم تر الرأفة الحنان في عينيه الباردتين عندما حدقتا بها وقال :
- اذن جئت الى شيلي باعتقادك انك ستلتقين يمامه ! غير انك التقيت بنسر تشبث بك بمخالبة.. لقد خدعنا جدي معا لكننا سنثأر منه وفي الوقت المناسب بما انك على استعداد لتقبل خطتي سأسهر على ان تكوني قد اخذت تعويضك الكامل كما يجب .
ابتعد عنها لكنها احتجت وهي تقول :
- سبق واكرمني دون البيرتو كثيرا ولا ارغب بشيء اخر و..
قاطعها قائلا :
- لا تعتقدي ان ملابس انيقة ومنزلا تسكنينه يكفيان لأن تكوني امرأة ثرية ! حتى ولو افحمك بالحلى والمجوهرات فهذا بنظري كأنك لاتملكين شيئا!
بعد قليل من ذهابه توجهت سيرينا الى غرفتها كانت الشمس ماتزال ساطعه لكنها كانت ترتعش بردا لقد عاملها خوان باحتقار حتى اصبحت باردة كالجليد هذا التصرف من قبلة ليس جديدا فمنذ لقائهما الاول وهو لا يكف عن مشاكستها لكن هذه المرة بعد هدنه الظهر في بركة السباحة دهشت سيرينا لذلك فالصدمه كانت قوية .
وبينما كانت تخلع بزة السباحة سمعت وقع خطى خلف الباب ليس امام خوان سوى باب غير مقفل ليجتازه لكنه لم يغامر في الدخول الى غرفتها منذ اليوم الاول لزواجهما فكرت بوالدي خوان اللذين لا شك تقاسما هذه الغرفة بالذات فهما ايضا اضطرا للزواج لكن حسب اقول دون البيرتو احبا بعضهما البعض بشغف كبير اغمضت عينيها وهي تفكر ان هذا الجو عليه ان يعبق من جديد بهذا الحب لكن من دون جدوى..
وضعت مئزرا وتمددت على السرير مازال امامها ساعتان قبل موعد العشاء كانت تشعر بتعب لكن الاعصاب والتوتر والاضطراب ستمنعها من النوم.
وراحت تسرح عينيها في المكان الابيض كان اللون الاساسي ثم الذهبي السقف ابيض والستائر الحريرية يدخلها الابيض كذلك البساط المزهر الجدران عارية الا من لوحة صغيرة ومرآة كبيرة همست سيرينا متعبة:منظر عاطفي..
ثقل جفناها فانغلقتا وغطت في نوم عميق لم تفق منه الا بعد ساعه وشعرت بالرحه ونهضت تأخذ دوشا واحست بنشاط وانتعاش في كل انحاء كيانها واختارت فستانا احمر فاقع اللون وضيقا ارتدته وشعرت بتحد سيساعدها على السيطرة على خجلها ثم وضعت حمرة فاقعه وعلقت في اذنيها زوجي اقراط عريضين ومصنوعين من الذهب وهزت رأسها لتعتاد ثقلهما .
ثم وقفت امام المرآه تنظر الى نفسها عندما دخل خوان الغرفة البساط السميك خنق صوت خطواته لكنها شعرت فجأة بوجوده والتفتت نحوه محى ابتسامته في الحال كادت ان تعاتبه لدخوله المفاجيء وانتهاك حريتها واستقلالها لكنها عدلت عن ذلك فجأة كانت نظرات خوان تتفحصها بدقة : فستانها احمر ضيق يظهر جسمها بتفصيل كبير لكنها تسمرت مكانها عندما صرخ بصوت مشمئز :
- اخلعي هذا الفستان في الحال!
رفعت رأسها في غرورا وسألته :
- لماذا ؟ انه يليق بي تماما!
قال في سخريه :
- كما يليق جلد الذئب بالحمل ! فقط النساء القدريات يرتدين مثل هذه الملابس ياعزيزتي ! وانت لست منهن..انت تجهلين كليا معنى الاغراء!
وبحركه عنيفة انتزع القرطين ورماهما بعيدا ثم امسكها بكتفيها وبطرف يده مسح الحمرة عن شفتيها واهملها تاركا اثارا حمراء في منتصف خدها وامرها قائلا :
- والآن اغسلي وجهك ولا تنسي ان تغير ملابسك انت امرأة غير محتشمه !
واجهته سيرينا بغضب وقالت :
- لا يحق لك ان تتكلم عن الحشمه! رقصت كابرييلا امامك بوقاحه وانت شجعتها واقنعت الحضور انك تود الزواج منها .
قاطعها بجفاف وغضب :
- لا تدخلي كابرييلا بالموضوع!*
- لكن لديك ضمير..*
- بالطبع عندي ضمير *
وضع يده في جيب سترته الداخلية واخرج منها علبة صغيرة مخملية واضاف قائلا :
- ارفض استغلال الرعاة ومثلهم انت تستحقين الاعتبار هذه ملك والدتي جئت به اليك تعويضا لخدماتك اصر ان اراك تضعينها هذا المساء بالذات.
قتح العلبة واخرج منها عقدا من حجارة الياقوت الازرق لكن الاهانه قطبت وجه سيرينا ورفضت الاستسلام قائلة :
- كلا شكرا هذا لايليق بفستاني.
وفي اللحظة التالية كانت تتأرجح بدوانه غريبة ثم شعرت بسحابة فستانها تنسحب امسك خوان بالقماش الناعم ومزقه على طولة وقال بلهجة قاتمه :
- المشكله لم تعد مطروحة بعد الان وكي تمنعي ذلك من الحدوث في المستقبل ولتحافظي على ملابسك اعرفي ان من عاداتي ان يطيعني الاخرون من دون نقاش .
وبهدوء نظر الى ساعة يده ثم اضاف :
- يبقى امامك عشر دقائق قبل العشاء وهذا يكفي لتغير ملابسك .
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top