❋──❁(الفـ̲̲ـ̲̲صـ̲̲ـ̲̲ل الرابـ̲̲ـ̲̲ـع )❃──❋

- كــل الرقصــــآت لـــــي
عندما فتحت آلين عينيها بمجرد آن استيقظت تراءت لها صورة سيمون .
لقد رقصت معه حتى الساعة الثانية صباحاً .
وحتى بعد ذلك فقد بقيا معاً على سطح االباخرة نصف ساعة آخرى تقريباً .
كان صوته الحنون عالقاً بذهنها وكذلك ابتسامته .
وكانت قبلته رقيقة وطريقة معاملته لها محترمه .
هل كانت مخطئة في تقديرها الأول عن شخصيته ؟
لقد توقعت بعد أن رقصت بين ذراعيه كل هذة المدة في جو النادي الليلي الشاعري ذي
الإضاءة الخافتة أن يقترح ما يضايقها ولكنه لم يفعل أكثر من أن يحيط خصرها
بذراعيه وهما على سحط السفينة .
وعندما قبلها قبلة المساء أمسك بوجهها بين يديه ونظر بعمق في عينيها وآخبرها أنها جميلة .
ثم أوصلها إلى قمرتها وقبل يدها ووعدها أنه سيكون في الساعة السابعة والنصف من صباح الغد في حمام السباحة .
السابعة والنصف . . . إن الشمس تغمر الكابينة . . . لقد أستيقظت من أحلامها
ومدت يدها نحو الساعة فوجدتها السابعة والربع فقفزت من سريرها مصممة
على إلا تفقد دقيقة واحدة من الدقائق الثمينة .
وابتسمت في المرآة هل كانت تلك الفتاة المرحة هي نفسها
البائعة المرهقة التي تقضي حياتها في المتجر تلبي طلبات الزبائن !
وأخذت تدندن بالإغنية التي تقول : كنت أستطيع أن أرقص طوال الليل .
وهي تدور حول نفسها في مساحة القمرة الصغيرة وقالت لنفسها هذه هي الحياة !
كان سيمون يرقد على الماء ووقفت تنظر من أعلى إلى رآسة النبيل وكتفيه العريضتين وجسمه الأسمر النحيل
والشعر الذي يغطي صدره .

وسريعاً ما رآها فابتسمت عيناه وزادت ابتسامته كما لو كان
يسمع دقات قلبها العنيفة وقال مشجعاً :
( هيا تعالي ، إن الماء دافئ . )
واستجابت لدعوته وغاصت في الماء .
فسبح سيمون في إتجاهها ولمست يداه خصرها بمجرد ظهورها على سطح الماء
فاضطربت ولكنها كانت سعيدة .
( آوه ، ربما يرانا أحد ) .
( فليروا ، إنك فتاتي ) .
إنك فتاتي . . . يا لها كم كلمات رنانة معبرة .
فازدادت دقات قلبها إذ كان يبدو مخلصاً .
ومع ذلك تمالكت نفسها بحزم وحاولت أن تفكر في أمور عملية ذاكرة أنه
بعد أسبوع سيودع كل منهما الآخر إلى الآبد ومع ذلك عندما أدارت رآسها
لم تستطع إلا إن تلاحظ الرقة في إبتسامته .
فخرجت منها تنهيدة صغيرة وتمنت لو كان لديها خبرة أكثر بالرجال حتى تستطيع أن تميز بين الإخلاص والغزل
غير المسؤول . الخالة سو كانت على حق عندما أكدت أنها يجب أن تخرج أكثر
وأسرّ إليها وهما يعومان جنباً إلى جنب في حمام السباحة :
( إنك تحمرين خجلاً بطريقة ساخرة أكثر من أي امرأة أعرفها ) .
وكانت الشمس تستطع بشدة وتجعل كل شيء يلتهب بالضوء بينما ظهرت جزيرة في الآفق .
( هل تعرف نساء كثيرات ؟ )
حاولت أن تبدو غير مهتمه ولكن نظرة غريبة بدت في عيني سيمون وقال :
( أي رجل لا يعرف كثيرات . . . خاصة هذه الآيام ) .
ولم ترد آلين وشعرت أن هناك رنة إزدراء وهو يقول :
( وأنت يا استيل ؟ لا تخبريني أنك لا تعرفين الكثير من الرجال لأني لن أصدقك ) .
استدارت بعيداً عنه وقد آلمها كلامه لدرجة أخافتها هل تخبره بحياتها ؟
وأنها لا تعرف رجالاً لأنه لم يكن لديها الفرصة لأن تقابل أي رجل ؟

هل تخبره عن جنكس وتكشف له كيف استغفلها كيت وكادت تطلعه على أسرارها
وتعترف له أنها كذبت عليه عندما أخبرته أنها تعمل كموديل .
ونظرت إليه وعلى الفور غيرت رآيها عندما رآت ملامحه المتوترة وكذا التغيير الغريب في عينيه .
إنه لن يهتم بتفاصيل حياتها الخاصة والرتيبة الكئيبة .
إنها بالنسبة إليه فتاة آخرى كباقي الفتيات .
رقيقة لطيفة يسبح معها ويرقص ويتسلة معها ويمضي الوقت في محادثات تافهة
كما يفعلان الآن . حاولت أن تجاريه فقالت بجرآة :
( بالطبع أعرف كثيراً من الرجال . . . إية امرأة لا تعرف ؟ )
( هل تتفاخرين بغزواتك ؟ )
سألها ذلك بعنف فشعرت بالخوف يسري في عروقها وحملقت فيه وهي غير
مصدقة لما يحدث .
فلو لم يكن عمر صداقتهما بهذا القصر لاعتقدت أنه ثورته بسبب الغيرة ) .
( لا أنا لا أقصد ذلكك ) .
وكانت قبضته على معصمها كالحديد فصاحت :
(إنك تؤلمني يا سيمون ) .
خفف من قبضته على معصمها ولكنه لم يتركها :
( إنني لم أقصد إيذاءك ) .
وخف غضبه ورق وجهه ومرة آخرى شعرت أنه لا يريد أن يغضبها .
( هيا تعالي نخرج من هنا . سبحنا ما فيه الكفاية .
وفي كل حال فإن وقت الإفطار قد حان ) .
ورفع التغيير السريع في مزاجه من روح آلين المعنوية .
وكانت تغني بصوت منخفض وهي تأخذ حمامها في كابينتها ثم ارتدت شورتاً أزرق
فاتحاً وقطعة عارية لحمام الشمس ومشطت شعرها حتى لمع وكانت عيناها تبرقان كالنجوم .
وعندما تركت كابينتها وذهبت ناحية المطعم كانت تشعر كأنها تطير على أجنحه الهواء من فرط السعادة .
وكان سيمون ينتظرها على الباب ودخلا معاً حيث قادها إلى طاولة صغيرة في ركن بجوار الشباك .
وكان الركاب يتنازل وجبة الإفطار في آي وقت يشاؤون وعلى أية مائدة يختارونها .
وقال سيمون بحزم بينما كان الإفطار يقدم لهما :
( يجب أن نفعل شيئاً لتبقى معاً عند تناول وجباتنا .
وسأبحث ذلك مع المسؤول ) .
وواقفت آلين على هذا الإقترح وقد ملأتها السعادة التي ظهرت في عينيها وفي إبتسامتها . ولكنها قالت :
( أنا مع ثلاثة آخرين . إني أتحرك معهم منذ ركبنا السفينة )
( حسناً ستتحركين معي الخمسة أيام القادمة . لذلك من الأفضل أن تخبريهم بذلك .
ما هو رقم ما ئدتك ؟ )
أخبرته وبرغم أنها لم تكن تتمنى أكثر من أن تقضي أطول وقت ممكن معه إلا أنها شعرت أنه ليس من
اللائق أن تترك الآخرين .
فحتى مجرد طلب تغيير المائدة يعتبر إهانة لهم .
ولكنها لم تعبر عن رآيها في هذا الموضوع لأن سيمون منعها من ذلك .
سأذهب لآرى المضيفة بينما تذهبين لإحضار حقيبتك وما تحتاجينه .
ثم أضاف وهو ينظر إلى ساعته :
( سنرسو بعد دقائق وإذا كنت تريدين مشاهدة ميكونوس .
جيداً فإننا يجب أن نترك الباخرة بأسرع ما يمكن بعد الإفطار .
وبينما هي ذاهبة إلى قمرتها اصطدمت بدونا وقبل أن تستطيع الكلام تساءلت الأخيرة ضاحكة :
( حب مشتعل ؟ حسناً . . . إننا غير متضايقين فلا داعي للإعتذار .
إنك ليست مضطرة أن بتقي معنا . أما هال فهو لا يقارن بذلك اليوناني .
كان يبج أن ترى نظرات الحسد وهي تلاحقك بالأمس !
إنه ذلك النوع الذي لا يستطيع الإنسان أن يرفع عينيه عنه .
إن كل الفتيات على الباخرة تغرن منك ) .
احمر وجه آلين ولكنها تمالكت نفسها وقالت :
( 'ن سيمون يريد أن أشاركه مائدته يا دونا .
ولذلك فلن أكون معكم على العشاء هذه الليلة . )
( أوه . . . حسناً . . . كما تشائين ولكننا سنفتقدك قلت العشاء ماذا عن الغداء ؟ )
( أظن أننا سنتناول الغداء في ميكونوس . لسنا مطلوبين على الباخرة قبل الواحدة والنصف ) .
( نعم هذا صحيح ، حسناً . . . نتمنى لك وقتاً طيباً ) .
وكانت الجزيرة مجموعة من المكعبات والقباب البيضاء التي تلمع تحت ضوء الشمس .
لقد أخبرها سيمون عندما كانا ينظران إلى الجزيرة من فوق سطح الباخرة
أن المباني ذات طابع معماري دائري .
بينما كانا يركبان مركباً صغيراً في مياه بحر إيجه الجميلة الأشد زرقة من كل مياه العالم .
كان الميناء الصغير يموج بالحركة والمراكب الملونة جنباً إلى جنب مع اليخوت البيضاء المحترمة .
( ميكونوس البيضاء ) .
قال سيمون باليونانية بصوتة العميق الخفيض .
( إن السكان يطلون منازلهم باللون الأبيض مرتين في العام .
إن كل سكان الجزيرة يفخرون بشكل خاص بمنازلهم وخاصة بمنظرها الخارجي ) .
( هل يأتي سياح كثيرون إلى هنا ؟ )
( أكثر من أي جزيرة في المنطقة . ولكنها لن تكون مزدحمة في هذا الوقت من العام ) .
( إن الجو ساكن هنا بينما كان الهواء قوياً هناك في عرض البحر ) .
( إنه الملثيمي هواء الجزر ) .
ابتسم سيمون لها فشعرت للحظة بقلبها يتوقف وحذرت نفسها من الإنزلاق .
( ميكونوس محمية من الرياح الشمالية بهذا الجبل الذي ترينه هناك لذلك فإن الأمواج هادئة ) .
وكان صوته القوي العميق يضيف إلى سحره وهو يشرح لها معالم الجزيرة في الأساطير اليونانية .
كانت جزيرة ساحرة وجميلة لدرجة لا يصدق المرء معها أنها جزيرة قاحلة .
الأساطير تحكي أنها كانت حجراً ضخماً النقطة رمز البحر التاثر بوسايدون وألقاء على العمالقة واستدارت آلين لتقول شيئاً لسيمون
والمركب يقترب بهم من الشاطئ رآته في منظر جانبي كأنما تمثال قدّ من صخر
فمات الكلام على شفتيها .
فيم كان يفكر هذا الرجل ؟
شعرت بشيء من القلق وعدم الراحة .
كان بلا شك ساحراً وجذاباً وواثقاً من نفسه ولكن ماذا وراء هذه القشرة الخارجية !
إنه يستطيع أن يكون رقيقاً ومطمئناً ولكن آلين بدأت تشك أن وراء هذا المظهر الجذاب رجلاً بارداً قاسياً .
( ماذا بك ؟ )
قطب جبينه وهو يرى وجهها :
( لقد شحب وجهك تماماً . يا إلهي . . . هل تشعرين بالرغبة في القيء ؟ )
( بالطبع لا إن البحر كالزيت ) .
واستطاعت أن تضحك قدمت عينا سيمون .
وسألت نفسها لماذا شعرت بهذا الخوف المفاجئ !
قام سيمون عندما سحب الرجال الواقفون المركب للشاطئ ووضع ذراعه حول خصرها
وساعدها على النزول إلى الشاطئ فاختفت مخاوفها تماماً كما لو كان يفعل السحر .
( هل أنت متأكدة إنك بخير ؟ )
وقف سيمون ونظر إليها ببعض القلق . كما ظنت .
( لقد عاد لونك ولكن . إذا شئت نستطيع أن تأخذ مشروباً قبل أن تبدأ التجوال حول الجزيرة . )
فهزت رأسها بالنفي وقد سعدت بقلقة عليها إذ لم تكن معتادة على هذا الإهتمام
ولو كانت استيل في مكانها لاعتبرته شيئاً طبيعياً بل ومن حقها .
( إني بخير ) .
ابتسمت له وقد انعكست السعادة على عينيها الواسعتين الصافيتين .
كم هي سعيدة الحظ أن تجد شخصاً مثل سيمون وأن يختارها من بين كل الفتيات على ظهر الباخرة ) .
( إذن سنبدأ تجوالنا ) .
ومرة آخرى لف ذراعه حولها وأخذا يسيران على الشاطئ ) .

كان هناك رجال سمر كثيرون يعرضون بضائع من جميع الاصناف ,وكان نساء يرتدين ملابس سوداء او بيضاء من الغزل المحلى,ويبتسمون لها ويعرضون لها ضاعتهم الرخيصة وجميلة من صنع يديهن وكانت الاشغال اليدوية ايضا جميلة ورخيصة .
ثم توقف سيمون وسألها .
"ماذا تريدين يا عزيزتي ".
"اشكرك لا شيء".
"اختاري"
قالها بحده وبطريقة امرة جعلها تقفز.
"لابد انك تريدين شيء".
كان صوته يحمل شيء من السخرية فتأكدت انه رجل متغير المزاج وخاصة انها لم تكن تلك اول مرة الذي يحدث فيها ذالك التغير..
"ان التطريز جميل".
قالت ذالك وهي تتمنا انها لم ترفض في البداية مما جعله يظن انها تمثل دور من لا تريد ..
من الواضح ان النساء اللواتي تعرفن عليهن كان يهمن ان يحصلنا على أي شيء ممكن من رجال مثل سيمون ديوريس .
"هذا المفرش".
وردت السيدة الشابة التي احضرت عددا منه.
"انه يستعمل ايضا كمفرش للمائدة ".
"اذن سناخذ نصف دستنه".
"اووه.ولاكن".
"وهذا البول افر".
اشار سيمون الى بور افر اخضر فاتح مشغول بغرزة الصغيرة .
"انه جميل".
لم تستطع الين برغم خجلها وترددها في قبول هذه الهدايا الا ان تسال السيده ..
"هل قمت انت بصنعه".
"نعم سيدتي في ثلاث ايام فقط".
"ثلاث ايام؟اذن كم من الوقت تعملين في اليوم؟".
"ساعات طويله واسهر في الليل واتعب ووتضعف عيناي".
ظهر على الين الشعور بالحزن وبدا على سيمون تعبير غريب كما لو كان ادهشه اهتمامها وحزنها على الفتاة.
"لماذا لا تطلبين ثمن اعلى وتعملين ببطء ان نظرك اثمن من أي شيء".
"ان كثيرا من الناس لن يشتروه بثمن اعلى".
"ولكنه ثمنه في بريطانيا اربعة اضعاف من ذالك.من الممكن ان تزيدي ثمنه قليلا ".
"هذا هو الثمن الذي حددناه ".
وضعت الفتاة البول افر على الين وهز سيمون بالموافقة .
"نعم سناخذه".
ثم خاطب الفتاة باليونانية فاحضرت حقيبة للنساء ,لم يكن لدى الين حقيبة ,ولكن ان سيمون لاحظ ذالك اثار دهشتها.
كانت حقيبة جميلة من القماش الابيض المشغول بخيوط فضية وذهبية ,قال لها.
"ان هذا القماش نسيج يدوي ,ان السيدات في هذه الجزر ينسجن اقمشتهن بانفسهن.".
"اشكرك يا سيمون انك طيب جدا معي".
لم تستطع الين ان تقول شيء اخر .
"ارجوا ان يكون هذا تفكيرك دائما ".
كانت كلماته ناعمة مازحة ومع ذالك شعرت بخوف يسرى فيها مرة اخرى.ما السبب!.
"والان لنذهب لنتناول ذالك المشروب".
حمل سيمون السكارة وهو امر غير معتاد بنسبة لليوناني.
"هناك خانه صغيرة اعرفها والان من أي طريق كانت اه نعم".
"هل تعرف هذي الجزيرة جيدا ؟".
سألته الين وهي تسرع لتلحق به ,
"ليس جيدا لقد حضرت لعدة مرات كانت والدتي تحب ان تاتي الى هنا ولكان هذا كان من عدة سنوات قبل ان تصبح الجزيرة مشهوره كما الان"
"والدتك هل هي حية".
"من المؤسف انها ماتت".
تلا ذالك سكوت .كم هو رجل غريب لا يمكن التبؤ بما بداخله , رجل متغير المزاج ينحدر من اسلاف وثنية.
ذهبت افكار الين الى لحظة الوداع بينهما عندما تصل الباخرة الى رودس سيذهب الى طريقة وستذهب هي للتجول بمفردها ,ماذا سيكون شعور كلا منهما عندما تاتي تلك الحظة الوداع قبلة نعم قبلة اخيره على رصيف الميناء ثم يذهب سيمون بخطواته الواسعة والسريعة التي تزيد المسافه بينهما ,هل سيلتفت للوراء نعم انها متاكدة انه سيفعل وسيلوح كلا منهما للاخر حتى يختفي ,هذا مصير قصص الحب على السفينة يبدوا ذالك مستحيل ولكن هذا ما سوف يحدث وافتلتت منها تنهيده جعلته ينظر اليها بتسأول .
"ما الذي يضايق صديقتي الجميلة "
ضحكت وقالت.
"هل تريد الحقيقة؟".
"بكل تاكيد يا عزيزتي..".
"كنت افكر في الوداع بعد خمسة ايام من اليوم".
تلا ذالك سكوت عميق طغى على كل ضوضاء المدينة .
"الوداع..".
قالها سيمون اخيرا بصوت هادي .ومع ذالك كان به مزيج غريب من التسلية والارتياح مما جعل الين تحملق فيه محاولة فهمه .لقد غرق في تعكير عميق لا يمكن لا احد اختراقه وجعله بعيدا عنها .
"ها هي حانتنا".
توقف عن السير فجاة فحطم سحر اللحظة الذي كان يغلفها.
"يجب ان تجربي الأميجد الوتو انه اختصاص هذه الجزيرة .ماذا تريدين ان تشربي؟".
جلسا تحت كرمة وكانت موسيقى البزق تنساب اليهما من الخلف وسمعت صوت اطفال يضحكون ففكرت في جنكس ,كم كانت الطفل تستمتع بهذا الرحلة.قررت بينها وبين نفسها ان تحضرها اذا ما سنحت لها الفرصة .يجب ان ابحث عن عمل احسن وتذكرت انها قد قضت وقتا اطول من اللازم في ذالك المتجر الذي تعمل به في بلدها .
وتناولت الين عصير الليمون الأميجد الرتو الذي اتضح انه نوع من الحلوى اللذيذة المصنوعة من اللوز بينما شرب سيمون اوزو واكل معه الزيتون وقطعا من الاخطبوط المشوي ,وكان الخادم الشاب يتنقل بين الموائد وابتسامته لا تفارقه .ثم تحدث باليونانية مع سيمون وضحك الاثنين بشدة نظرت الين الى حيث ينظران فوجدت رجلا سمين في منتصف العمر يداعب فتاة ذات شعر اشقر لايمكن معرفة سنها برغم ان ملابسها تتناسب فتاة في السابعة عشر من عمرها فا احمر وجه الين ونظر اليها سيمون بشيء من الدهشة .
"هل انتهيت ام تريد المزيد من الفطائر التي تزيد الوزن".
"لا اشكرك,اين سنذهب الان؟".
قامت وقام سيمون ايضا من كرسيه.
"سنتجول في هذه الممرات الضيقة حتى تكوني فكرة ثم نذهب الى ديلوس ".
كانت الطرقات الضيقه خلفي الميناء كبيت جحا ,اذا كان بعضها ضيقه مما جعل سيمون والين يلتصقا في الحائط عندما يمر حمار وراكبه ,والبعض الاخر كان اوسع من ذالك وكان لجميع المنازل سلالم خارجيه تؤدي الى شرفه تمتلئ بأصص الزهور والورود التي تنشر الوانها الزاهية كما تعطر الجو للمارة .
"هذه المرة اغلبها مسدودة ".
نظرت الين بدهشة وقالت:
"ليس اغلبها بل كلها".
فصحح معلوماتها شارحا ان هذا يقصد بها تضلضل القرصان .
"هل كان هناك قرصان؟".
"ان اليونانين يحبون القرصنه من القدم.".
ثم توقف فجأة وشعرت الين انه كان سيزيد من الشرح ولكنه غير رأيه.
ومرا بمقهى فيها رجال يرقصون فتوقفا لمشاهدت الحركات الرشيقة وقال سيمون:
"ان كل الحركات ترجع الى عصور الظلام والوثنية .كان المقصود بها تكريم الرموز .ولكن من الجائز انك تعرفين هذه الاشياء".
"لا.كان يجب علي ان اقراء اكثر عن الاساطير اليونانية".
لم يقل شيئا بل سارا في سكون تشغله افكاره.واتجهت خطواتهما الى الميناء.فاخذت الين تفكر في سيمون وفي بيته وفي عمله,وشعرت انه غنى برغم انه لا يوجد لديها دليل على ذالك.كما انه مثقف ولغته الانجليزية ممتازة من الجائز انه يملك سفن او يزرع دخانا او يملك مزارع زيتون.وخطر لها ان تفتح هذا الموضوع ولكن تعبير وجهه منعها من ذالك.
واستغلا مركبا صغيرا من ميكوس الى ديلوس فبعد ان تركا ميكوس با اقل من ساعة كانا يتجولان في اطلال ديلوس التي اعتبرها القدماء جزيرة النور لان اليوا رمز الشمس ولد فيها وكان هياكل هذه الرموز وعددها ثلاثة مهدمة وتنمو بين اركانها وشقوقها الاوهار وقد تفتحت في الربيع ,ولم يبقى من هذه الهياكل الا اعمدة مهشمة وقواعد رخامية واجزاء من تماثيل تشهد على مجد ديلوس في قديم الزمان واما اشهر واجمل الاثار فهي تماثيل الاسود التي كانت في يوم ما تحرس بجانب البحيرة والتي لم يبقى منها الا خمس.
وكانت الين تنظر حولها بدهشة ثم قالت:
"انه مثير جدا ان يكون الشخص على جزيرة غير مأهولة ".
كانا قد صعدا على جبل لينتاس وشاهدا المدينه التي بيت الدولفين الشهير.وبيت الثلاثي وبيت الاقنعة وكان هناك موائد وكراسي من الرخام ورسومات موزايكوا وعلى الاخص مسرح الذي يسع خمس الف شخص.
كان الهواء يطير شعر الين وكانت مناسبة لهذه الخلفية كما قال سيمون وهو يزيح خصلات من شعرها ثم يعانقها برقه فحملقت فيه وعينيها تبرقا وقد سحرها جو الجزيرة ووضع الذي وجدت نفسها فيه اخذ قلبها ينذرها ولكنها كانت منفعلها بطريقة لم تعرفها من قبل.
همس بصوت رقيق:
"كم انت جميلة,انا سعيد اني قابلتك يا استيل".
واحاط يده بخصرها.
"هل انت سعيده بمقابلتي يا حبيبتي."
حبيبتي هل تعني هذه الكلمة شيء؟ ذكرت الين نفسها بحزم انها لم تعرف سيمون سيمون الذي منذ يوم واحد لابد انه يلعب بعواطفها وهو خبير بهذه اللعبه من كثر تكرارها ,ولابد ان شريماته على درجة مثله في الخبره.
اجابت اخيرا:
"نعم اني سعيدة جدا في مقابلتك".
فعانقها مما جعلها ترتعش خوفا من ان يطلب منها هو اكثر فان ذالك سيكون نهاية احلامها الجميلة .وهي تشعر انه سيفعل قبل ان ينتهى اليوم.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top