الفصل التاسع

غريبة الاطوار
.......................
غادر نيك المطبخ لتتمكن من الانفراد بنفسها وضعت كيس الكتب على المنضدة ثم التقطت الورقة بيد ترتجف.

*****
القريبة العزيزة من ال داتشس ,حتى لايقال ان الليلاس(فارانو)لم يكرموا ويقوموا بواجبهم تجاه قريباتهم اللاتي طال ضياعهن في العالم الجديد,تركتك مع نيك بين احسن يدين,سيحرص على ان تمر بقية الرحلة بشكل لاينسى.

اكراما لماكس وغرير,فلنتفق على الافتراق من دون مرارة ,لااريد ان يكون اول يوم من حريتي من سجن العصا مدموغا بالمراة .
حسب معرفتي بك ستنجحين في عملك ,على اي حال انت امراة مليئة بالمفاجات ومثيرة للذهول . "(لوك)"

وقفت طويلة تحدق في الفضاء .
عبارتا (مليئة بالمفاجات ومثيرة للذهول)تعنيان غريبة الاطوار .

انها نهاية الطريق ,لقد تجاوزت خطا غير مرئي رسمه لوك قبل ان يعرفها بمدة طويلة ,حاول الكل ان يحذرها لكنها اتبعت غريزتها .

وانهمرت دموعها على خديها
_اوليفيا ؟.
كان نيك يقف خلفها فمسحت دموعها بقفا يدها وسالته :
_هل كنت تعلم انه سيغادر ؟.

_نعم ,اصبح بامكانه اليوم ان يقود سيارته من جديد,وهو متلهف لان يتابع حياته ,لو عرفت لوك قبل الحادث وعرفت مدى عشقه للرياضة خصوصا التزلج لادركت كم كان صعبا عليه ان تصبح حركته مقيدة .
شهقت تغالب دموعها :
_يمكنني ان اتصور ,انه محظوظ جدا لان لديه ابن خالة متفهم مثلك ,ايمكنك ان تستدعي لي سيارة اجرة؟سوف استقل الطائرة الى اميركا من نيس اليوم.
_اذا سمحت ,ساتصل ليرسلوا سيارة ليموزين ثم اخذك الى المطار بنفسي .
لم يحاول نيك ان يقنعها باكمال الرحلة وقد سرها ذلك .
_ماذا عن المركب ؟.

_سابحث عن شخص يعيده الى (فرنازا),كل مايلزم هو اتصال هاتفي .
_هذا حسن اذن ,ارجو المعذرة فعلي ان احزم امتعتي وانظف المكان ماذا ستفعل بعصاه؟.
_سنتركها هنا مع الاغراض الاخرى.
_هل تمانع اذا مااحتفظت بها .
_كلا بالطبع .
_شكرا .

وبعد ثلاثة ساعات كان المذياع يعلن عن قيام رحلتها من مطار (نيس).
احتضنها نيك مودعا :
_مع السلامة ابلغي اختك تحياتي .
رفاليه عينين مغرقتين بالدمع :
_عندما ترى لوك ,هل لك ان تسلمه هذه الكتب ؟اخبره .......اخبره انها ......انها رمز السلام بيننا .
اوما لها برزانة قبل ان يغادر غرفة الانتظار.
*****
_اتيان ...هل رايت اخي ؟.
نظر رئيس الميكانيكيين الاشقر الى لوك ثم هتف :
_لوك ؟.
_لابد انك سعيد
_هل اخي هنا ؟.

_خرج لاختبار العجلات الجديدة التي وضعناها لسيارته.
_هل تظنه سيتاخر ؟.
_اذا اردت ان تتحدث اليه فساطلب منه ان يعود.
_ساكون شاكرا لك .
قال قبل ان يتوارى :
_طبعا !دقيقة واحدة .

كان لوك قد اتصل بالفيلا في (بوزيتانو) عندما لم يستطع التحدث الى اخيه عبر هاتفه الخلوي فاخبرته بيانكا انه عاد الى (موناكو)ليبدا التدريبات.
اخذ يثرثر معها لدقائق ويسالها عن حالها .

وعلى ذكر الازعاج اضطرت الى طرد احدى المعجبات بسيزار التي كانت من الجنون بحيث جاءت الى الفيلا ,وعندما قال لوك ان من عادة سيزار ان يستقبل النساء هناك بعد كل سباق ,صرخت فيه مستنكرة كلاما كهذا .

عندما سالها لوك عمل يجعلها مستاءة الى هذا الحد ,تظاهرت بانها لم تفهم ,ثم قالت ان لديها بعض الاعمال ,لكنه لم يدعها تترك الهاتف وعندما اتهمها بانها تخفي سرا ,صرخت بان عليه ان يسال سيزار.
_اذا كنت تتحدثين عن جنفييف ,فقد عرفت الحقيقة
يابيانكا .

شهقت مدبرة المنزل ,ثم انفجرت باكية قبل ان تقر بالحقيقة ,مؤكدة كل ماالمحت اليه اوليفيا بشكل غير مباشر .كان لوك يستمع والالم يكاد يخنقه لاتهامه اخيه ,لقد بقيت بيانكا صامتة عامين كاملين,وصدق لوك اكاذيب جنفييف فرفض ان يصغي الى تفسير سيزار ,وكانت النتيجة ان تالمت اسرتهما وقد لاحظ لوك ,بعد فوات الاوان ان عناده انتقل الى ابني خالتيه اللذين اضطروا الى الوقوف بصفه.
_لوك ؟.
عند سماع صوت اخيه التفت الى حيث يقف على عتبة الباب.
_عصاك ,لقد ذهبت.

بدت بهجة سيزار صادقة .......وشعر لوك مرة اخرى بالعذاب للالم الذي سببه لاخيه.
كان سيزار لايزال يرتدي ثوب القيادة وقد بدا شعره الاسود مشعثا بسبب الخوذة التي يضعها .
اتهمته اوليفيا بانه يحب ان يكون دوما المسؤول ,مثل اختها غرير فسخر منها ,لكنه لم يعد يضحك الان .

ادرك لوك ان سيزار ينظر الى اخيه الاكبر بشكل يكاد لايتخطى به اي رجل اخر ,لولا وجود اوليفيا........
_ماقولك في جولة معي بالسيارة من باب التغيير .....يااخي ؟.
_لا ادري مر بعض الوقت من دون ان تقود ,لكنني ساغامر .
_اذا كنت نسيت القيادة ,معي اعظم سائق ,وهو سيساعدني .
فصاح سيزار بنوع من الاثارة لم يسمعها لوك منذ سنوات :
_اتيان ,انا خارج مع اخي !لاتتوقع عودتي قريبا !.
*****
_والان مارايك ؟حاولي ان تتصوريها مصقولة ناعمة .
حدقت بايبر في الاحجار الموضوعة على الطاولة في المطبخ ثم رفعت بصرها الى اوليفيا :
_انها جميلة.
_لا ,ليست جميلة ,انت تقولين هذا لكي تبعثي السرور في نفسي فقط .

_نظريا ارى ان فكرتك عن بيعها كثقالة للورق فكرة رائعة ,اسمعي ,دعينا نذهب الى محل صقل الاحجار الكريمة ,سنطلب راي شخص مختص.

اخفضت اوليفيا راسها :
_سيخبرونني ان هذه الاحجار ستبدو ,في النهاية اشبه بالجواهر.
_اتدرين ما افكر به؟.
سالتها اوليفيا قبل ان تقضم شطيرتها :
_ماذا ؟.
_بدات تصبحين لاذعة كشخص يمكنني ان اسميه.
_لااريد ان اتحدث عنه .

_لماذا احضرت عصاه معك اذن؟.
_انها تذكرني بمدى فظاعة حكمي ورايي في الناس ,هل اخبرتك انني لن اذهب الى اوروبا ابدا ؟.

_بعد سنة سيتلاشى شعورك الرهيب هذا.
_ماذا سيحدث بعد سنة.
_ذكرى مرورعام على زواج غرير وماكس انا واثقة من انهما سيقيمان حفلا كبيرا وسيتوقعان منا الحضور.

_لدب فكرة افضل ,سنقيم لها حفلة هنا ,نزهة خلوية وتزلج على الماء في هدسون .
_في مركب من ؟ لايمكننا ان نطلب ذلك من فريد او توم.

_سنستاجر مركبا.
انهت بايبر شطيرتها :
_قد نجني خلال هذه السنة مايكفي من المال لشراء مركب خاص بنا .

ودت اوليفيا لو تثبت للوك انها جمعت ثروتها بنفسها .
_هيا بنا نرى رجلا لصقل الاحجار.
نهضت اوليفيا قائلة :
_شكرا لقدومك معي .

وعندما شعرت باختها تعانقها اضافت:
_انا اشمئز منه بابير.

_لا ,هذا غير صحيح ,اسمعي ,لقد خانته خطيبه بشكل لايغتفر حين تحرشت باخيه ,وعندما جئت واظهرت كل ذلك الاهتمام بسيزارفكر لوك في انه تعرض للخيانة مرة اخرى فحملك نتيجة الامه.
_لكن لوك هو الذي عرفنها ببعضنا البعض ,ماكان له ان يفعل هذا .

_عاجلا ام اجلا كنت ستكتشفين ان سيزار شقيق لوك,وبعد غضبك من لوك وابني خالته,ماذا كنت ستفعلين عندما تعلمين فيما بعد ,انه حجب عنك تلك المعلومات؟

نظرت اوليفيا الى اختها بعينين مغرورقتين بالدموع ,مادام الجواب واضحا .
_كان لوك يحاول ان يعوض عما فعلوه بنا ,وكانت صدفة مروعة انه عرف ان السبب الاهم الكامن خلف قدومك الى اوروبا هو رؤية سيزار في السباق الكبير.
هتفت اوليفيا قبل ان تدفن وجهها بين كفيها باكية :
_لكن المتفرجات على سباق السيارات لايلحقن كلهن بابطال السباق .

_طبعا لا ,كل مافي الامر انك احببت الرجل غير المناسب كان ماكس قلقا عليك ,فحدث غرير عن لوك ,وعندما راى نيك انك اوشكت على الوقوع في حبه, حدثني عن مخاوفه,لسوء الحظ جاء تحذيرهما بعد فوات الاوان .
فقالت اوليفيا وجسدها يرتجف :
_ياله من اذلال .
_لاتبالغي .

_يسهل عليك قول هذا .كان ابي وامي محقين حين قالا انني لااتعلم الا باصعب الطرق.
_انا نفسي تعلمت درسا قاسيا اثناء رحلتي الاخيرة .
رفعت اوليفيا راسها :
_ماذا تعنين ؟.
_عندما رايتك تذهبين مع سيزار في السيارة,فكرت في ان اجعل نيك يعرض علي الزواج فاسخر منه واقول له انه مخطئ ,انه من النوع الذي يدعي العلم بكل شيء ,فاردت ان والقنه درسا.
_ماذا حدث؟.
_ارتكبت خطا كبيرا.
غادرا شقتهما فجلست اوليفيا في مقعد القيادة وسالت :
_كبيرا الى اي حد؟.

_يمكنك ان تقولي انني اقترفت اكبر غلطة في حياتي ,طلبت منه ان يريني اين اعتادوا ان يلعبوا فاخذني الى جدول صغير انت تتذكرين كم كان الحر شديدا في ذلك اليوم ,فاقترحت عليه ان ناخذ غفوة صغيرة معا تحت الاشجار .

وعندما رفعت ذراعي لاساعده على خلع سترته السوداء الضيقة ,امسك بيدي ودفعني بعيدا عنه.
سالتها اوليفيا غير مصدقة انهما تتحدثان عن نيك نفسه:
_لم يؤذيك اليس كذلك ؟.

عضت بايبر شفتها :
_لا ,بل فعل ماهو اسوا بكثير ,قال لي انه يلف عصابة سوداءعلى ذراعه لسبب ما لكنه سيعذرني هذه المرة لانني لااعرف كيف اتصرف في مجتمع مهذب .
_لابد انك تمزحين .
_لا انا ايضا ظننته يمزح ,حتى اوضح لي ان اسرته واسرة خطيبته في حالة حداد رسمي حتى شهر تموز القادم.
شعرت اوليفيا بالالم من اجل اختها :
_كيف يجرؤ على مخاطبتك بهذا الشكل بعد الطريقة التي كان يعبث فيها معك على المركب ؟لم يكن يلف ذراعه بعصابة سوداء حينذاك.
_كان مختلفا ,كانوا يحاولون الايقاع بنا لظنهم اننا سارقات المجوهرات.

_يا للنفاق !

_ابتسمت واخبرته انه خسر لتوه فرصة سيعيش العمر نادما عليها ,ثم عدت الى الفيلا وطلبت سيارة تقلني الى محطة القطار وتوجهت الى جنوى.

كانت دموع اوليفيا قد جفت الان :
_انا اسفة لانني لم اكن موجودة لاناصرك,كنت مشغولة جدا بمحاولة اثارة غيرة لوك,مشغولة عن اي شخص سواي .
_كنا مغفلتين ,لعلها ردة فعل لفقدنا غرير.
_انا واثقة من انك على حق .
لمحت اوليفيا متجرا للاحجار الصخرية عند الزاوية فاوقفت السيارة وبعد عشرين دقيقة عادت الى السيارة حاملة كيسا ممتلئا وتبعتها بايبر حاملة رزما تحوي دهانا للصقل وموادا للصق.

عندما عادتا الى شقتهما رتبت اوليفيا معداتها في المطبخ ثم شرعت تعمل ,وكانت بايبر تاتي اليها بين الحين والاخر لترى كيف يتقدم العمل .
_لن اعلم مالدي هنا نذهب الى النوم .
في الحادية عشرة جاءت تتفحص اول مجموعة لها ,واذا بها ترى الاحجار تتلاشى لتصبح مسحوقا ناعما .
وعندما خطر لها ان الامور لايمكن ان تصبح اسوا مما هي عليه الان ,رن جرس الهاتف ,تفحصت بايبر الشاشة ,وتوترت شفتاها :
_الاتصال من خارج البلاد.
_لا ,فقد تحدثنا اليها صباح اليوم ,اظنه نيك ولاشك انه يريد ان يطمئن الى وصولك بخير.
_سيكون هذا عذره ,لكن مايريده حقا هو ان يسمع صوتك.
وتناولت اوليفيا السماعة مضيفة :
_سارد على الاتصال بسرور بالغ.
وبعد ان انتظرت قليلا رفعت السماعة وقالت غاضبة:
_اتريد الانسات كينغستون؟اترك اسمك ورقم هاتفك,واذا كنت محظوظا سنجيبك لكن في العام القادم ربما .
وعندما وضعت السماعة انفجرتا بالضحك بشكل هستيري ,وكانت لاتزالان تقهقهان بصوت خافت وهما تصعدان الى سريرهما .
وفجاة اخذت دموع اوليفيا تنهمر لتبلل وسادتها
*****
_لقد اصبحت في بلدها .
هذا ماخطر للوك وهو يعيد هاتفه الخلوي الى جيبه,شعر بالارتياح لوصول اوليفيا بسلام الى نيويورك ,لكن خوفه من ان يكون قد سبب لها اذى لن تغفره له ابدا تصاعد,كما ان علمه بانها ليست على المركب (غابيانو)ملا نفسه بفراغ موحش.

كان هو ونيك في مياه (كوستا ديل سول) وقد اشرقت الشمس منذ ساعات.
الخطة التي ناقشها مع نيك اثناء الليل يجب ان تتحقق والا لن تحمل حياته اي معنى.

عندما وصلا الى مرسى نيك الخاص ,كان بعض العمال في استقبالهم.
قال لهم نيك :
_شكرا لحضوركم بسرعة.
_انت قلت انك على عجلة من امرك يا(سينيور دي باسترانا)ماالذي تريدنا ان نفعله ؟.
_اشتري لوك هذا المركب لتوه ويريد ان يدهنه باللونين الازرق والابيض حتى يبدو جديدا,طلبنا اشرعة جديدة لكي تنسجم مع الاسم الجديد الذي سيضعه على المركب ,انه المسؤول وسيعطيكم التعليمات فيما اصعد انا الى الفيلا للقيام ببعض الاعمال ,ساتحدث اليكم لاحقا.

وخلال نصف ساعة ,كان لوك قد اعطاهم الارشادات اللازمة ووعدوه بان يجمعوا طاقما كاملا من الملاحين لكي ينهوا العمل باسرع مايمكن.

بما ان الوقت مهم ,لم يستطع لوك ان يطلب اكثر ,وعندما لحق بنيك في مكتبه ساله:
_هل من امل في اقتفاء اثر السنيور (توزيتي)؟.
_قال سكرتيره انه جاء لتوه الى مكتبه ,وسينضم الينا في اي لحظة.ليلاس
وضع لوك سماعة الهاتف على اذنه وانتظر .
مرت دقيقة اخرى ثم سمعا صوتا :
_السنيور توزيتي هنا ,صباح الخير ياسادة.
_صباح الخير .
_يشرفني جدا ان اتحدث الى افراد اسرة بارما بوربون اي خدمة اسديها لكم .؟
_النساء الاميركيات اللاتي ستنشر تقاويمهن في منطقة _بارما )تبين انهن من اقاربنا .

_ليس لدي فكرة لم يتحدثن عن ذلك قط.
_هذا لايدهشنا ياسنيور ,انهن واثقات من انفسهن ومن عملهن انا وابن خالتي نؤمن بعملهن ايضا ,وهذا هو سبب اتصالنا بك,نريد ان نساندهم ولهذا السبب نريد ان نقدم لك عرضا,نريد ان نرى مدى انتشار تقاويمهن في بلاد اخرى غير ايطاليا,ااذ كان يهمك ان تولى عملية التوزيع كلها فسيستفيد الكل من هذا.

تناهت اليهما ضحكة سرور ودهشة عبر الخط:
_هذا يهمني جدا ياسنيور اي بلاد تفكر فيها ياسنيور؟.
_موناكو ,فرنسا,اسبانيا كبداية.
_هل طبعت تقاويمهن في فرنسا واسبانيا؟.
_سنناقش المسالة ايمكنك ان تقابلنا لتناول الغداء اليوم في مطعم (سبليند يدو)عند الساعة الثانية؟.
_طبعا .

_من الضروري ان تحضر العرض الذي ستقدمه لهن بحيث يرونه حقيقيا مئة بالمئة.
_سابذل جهدي .
فقال لوك بلهجة عاطفية:
_المال لايهمهن حتى لو وعدتهن بالقمر ,اصبحت فيوليتا ولويجيو عزيزين على قلوبهن ,وعليك ان تقنعهن بان الكلمات والرسوم تحاكي روحك .
_لاافهم كلامك يجعلني اخشى ان يرفضن.

_انهن فنانات,ورغم رغبتهن في النجاح الا ان عليهن ان يدركن انك مؤمن بعملهن ,اذا امكنك ان تفعل ذلك فسيوافقهن على الاجتماع بك في اي مكان تريده.
_اتعني انهن لن ياتين الى جنوى.؟
_سنخبرك المزيد بعد الظهر لكن لدينا شرطا قبل ان تتطور الامور.

_وماهو هذا الشرط؟.
_على قريباتنا الا يعلمن ابدا باتصالنا بك,وعليك الا تذكر اسماءنا اثناء الحديث والا سينهار المشروع باكمله,وستخسر انت العمل مفهوم؟.
وبعد صمت طويل اجاب الرجل :
_مفهوم.
*****
انتقلت بايبر الى صفحة جديدة من دفتر الرسم,ثم شرعت تخطط:
_متى يحين موعد اجتماعنا بالسنيور (توزيتي )في الفندق؟.

كانت اوليفيا تتامل السقف الخشبي الرائع لقصر _الحمراء )المشهور عالميا. فاجابت:
_مازال امامنا حوالي نصف ساعة ,انها السابعة.
_ثلاثة ايام في اسبانيا ليست كافية للظهور بشكل مناسب كما ان يدي متشنجة .

_قال انه لايتوقع عملا جاهزا ,كل مايريده هو عينات ليريها للرجل الذي يريد ان يطبع تقاويمنا في اسبانيا ,اذا وجدها بمثل روعة وجمال تلك التي رسمتها (لموناكو وبارما )فسنجد سوقا جديدة لتصريف اعمالنا .
_اتمنى لو استطيع ان اجعلها اكثر بدانة ,لكن ليس لدي وقت.
اقتربت اوليفيا من بايبر تنظر من فوق كتفها :
_ارى ان هذه المجموعة هي افضل اعمالك.
_انت تقولين هذا في كل مرة ارسم فيها .
_هذا لانك نابغة.
_لا .......بل لانني لااعتمد على الصور الفوتوغرافية.

_لويجيو وفيوليتا هما من نتاج مخيلتك ,وقد ابتدعت مظهرا جديدا لكل منهما .
_احقا فعلت هذا ؟.
_نعم ,احدهم اشبه بفارس يجر عباءته في الرواق امام فيوليتا ,لديه كبرياء وسلطة ,مايسرع خفقات قلبي.
_اتظنين ذلك؟.

_تماما ,فيوليتا مختلفة. ايضا ,تبدوابتسامتها قاسية اثناءرقصهما الفلامنكو في هذه الملابس الرائعة ,اعشق طريقته في امالة قبعته ,صدقيني يابايبر ,لقد الهمك ذلك الكهف الذي زرناه الليلة الماضية,يمكنني ان اسمع وقع خطواتهما على الارض الخشبية,كما انني احببت ذلك الرسم الذي يمثله واقفا على السور وهو يحدق في فيوليتا التي اطلت من احدى النوافذ ,يمكنك ان تشعري بذلك الحزن الذي يذيب القلب ,
وكان الحب طعنه في الصميم.

رغم ان لويجيو هو الذكر ,ادركت اوليفيا ان اختها تتعاطف معه ,وهي ايضا ...
_سيتملك امي وابي الزهو عندما يعلمان ان رسوماتك ستشتهر في اوروبا كلها .
فتمتمت بايبر :
_نحن لانعرف هذا بعد ,علينا الانتسرع.
_ماكان السنيور توزيتي ليدفع لنا مقدما لولا اقتناعه بان التعامل معنا سيدر عليه الربح,عندما يرى مافعلته خلال ثلاثة ايام فقط ,سيرسلك الى مكان .....فرنسا .....سويسرا....
رفعت بايبر راسها :
_ماذا تعنين ؟هذه الفكرة من بنات افكار غرير لو لم تقومي انت بالتسوق في الساحل الشرقي ,لما وصلنا الى هنا ,نحن شريكات في انتاج هذا العمل !.

_فلنشكر الله لان غرير تحلت ببعد النظر واقترحت ان تسرق فكرتنا عند وصولنا الى جنوى.
_لم ننجح انا وانت في الحصول على فتى من الرافييرا,ولكن سنؤسس حياة جيدة لنا مع بلوغنا الثلاثين .

فضحكت اوليفيا بحزن :
_انها سخرية القدر ,اليس كذلك ؟فغرير لم تشا ان تتزوج كيلا يقف ذلك عاتقا امام تكوين ثروة.
_لكن ,بعد عثورها على زوج رائع,لم تعد بحاجة الى تحصيل معيشتها بنفسها.
_كما ان فكرتي عن (ثقالات )الورق ذهبت في المجاري.
_لم تكوني تعلمين ان تلك الاحجار رماد بركاني .
_كان لوك يعرف هذا.

_انسي امر لوك,اذا ذهبنا الى فرنسا ,فسنذهب الى مقلع الحجارة الذي كتب عنه فيكتور هيغو في روايته (البؤساء).

_شكرا يابايبر ,لكنني واثقة من ان هذا المكان غير موجود ,اظن انه من الافضل ان نتوجه الى الفندق.

رسمت بايبر وردة طويلة الجذع يخفيها لويجيو ع فيوليتا خلف جناحه ,فهو يريد ان يقدمها لها لاحقا ,ثم اغلقت الدفتر ووقفت :
_هيا بنا .

قالت لها اوليفيا توصيها:
_لاتكوني متوترة .
_انا لست متوترة.

............نهاية الفصل التاسع..........

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top