الفصل واحد وثلاثين

رولند وللمرة الأولى منذ أعوام قضى وقت ممتع حقا ليعود بعدها لذلك القصر المزعج ، إستقبله أندرو وآريان ليشعر بأنه حقا كان غافل عن الكثير من الأمور !

هو تقدم لهما ليخبر آريان كل ما فعله اليوم لرولند الذي كان يستمع بهدوء ويعلق ببعض الأحيان ، أندرو جهز مائدة الطعام لهما ومن ثم أجبره رولند على الإنضمام لهما .

*****
بصباح اليوم التالي إجتمع الخمسة على مائدة الإفطار ليتحدث ديريك بسخرية :" لقد إفتقدنا تواجدكما حقا بالأمس ! أين كنتما ؟ "

نظر آريان له بتوتر وهو يتحدث :" أنا لم أغادر جناح أخي رولند منذ الأمس ! "

رفع ديريك أحد حاجباه وهو ينظر لرولند الذي تجاهله بالكامل لينطق بحزن مصطنع :" وأنت إلى متى تنوي تجاهلي ؟ "

نظر رولند له ببرود شديد ، هو بالكاد قادر على الجلوس معه على مائدة واحدة !

نهض من مكانه لينطق بهدوء :" لقد شبعت ، سأبدء بالذهاب للشركة منذ اليوم فأنا بخير الآن "

هو سار للأعلى وتبعه أندرو بينما عاد البقية لتناول طعامهم ، بعد فترة نهض كل من ديريك وزوجته عن المائدة ليبقى كل من آريان الذي كان فقط يرتشف عصيره بكل إستمتاع وريكس الذي كان يراقبه بشيء من الغيظ ، بالنهاية نطق الثاني بإنزعاج :" منذ متى تحسنت علاقتك برولند ؟ "

نظر له آريان ليبتسم بإتساع وهو يتحدث :" هو أخبرني أنه سيتقبل وجودي عن توقفت عن التحدث عن أمي بسوء وشرطين إضافيين وأنا نفذت هذه الشروط "

ضحك بشيء من السخرية وهو ينطق :" إذا هو لم يفعل هذا لإنه يحبك صحيح ؟ بل فقط ليتخلص من إزعاجك ! "

رمش آريان عدة مرات قبل أن يتذكر والدته لتتسع إبتسامته وهو يتحدث :" هو أخي الأكبر ويحق له أن يطلب مني ما يشاء ! وأنت أيضا أهنالك أمر ما تريده مني أن أوقفه لإنه يزعجك ؟ "

أشار ريكس على نفسه وهو ينطق بحيرة :" أنا ! "

أومئ آريان له لينطق ببراءة :" أنت أخي الأكبر أيضا صحيح ؟ "

توسعت عينا ريكس بصدمة وكأنه فقط للتو أدرك ذلك ، هو أذاح بوجهه بينما ينطق بسخرية :" مت فقط ! "

قطب آريان حاجبيه وهو يجيبه بتردد :" لكن رولند سيغضب مني حينها ! شرطه الثاني كان أن أكف عن محاولات الإنتحار "

هو أردف بعدها بسرعة بينما يمسك بخديه بينما عبست ملامح وجهه :" صحيح تعلم لقد قابلت جوليا خاطبتك ، وهي قامت بقرص وجنتاي وآلمتني أيضا بشدة ومن ثم أخبرتني أنها قد تقع بحبي ! "

رمش ريكس عدة مرات قبل أن ينفجر من الضحك وهو ينطق :" تستحق ! كان عليك أن تكون ممتن لإنها فقط قرصت وجنتيك ولم تحظى بصفعة أو لكمة منها وإلا لكنت الآن بالمشفى ! "

نهض ريكس بعدها وهو يتحدث :" سأذهب لزيارة جوليا هل تأتي بما أنها أحبتك؟ "

هو كاد أن يرفض حقا خوفا منها ولكنه وجدها فرصة مناسبة لتعميق علاقته مع ريكس أيضا وبذلك هو سينفذ طلب رولند منه ويكسب أخاه بذات الوقت لذا هو أومئ إيجابا فقط .

كانا يقفان بإنتظار السيارة التي ستقلهما وريكس يقسم بأنه سيقضي على السائق بينما آريان يلهو وفجأة كاد الأخير يسقط تزامنا مع قدوم السيارة المسرعة .

أغمض آريان عيناه برعب قبل أن يشعر بيد تسحبه ليسقط هو ومن أنقذه معا !

نظر آريان لريكس بدهشة بينما أبعده الأخير من فوقه بقسوة وهو ينطق :" لا تتصرف كالحمقى الآن ! لسنا بحاجة لشخص جديد ليموت ! "

رولند الذي كان يقف فقط يراقب الأمر بالبداية بخوف والآن بدهشة ابتسم ليتقدم وهو ينطق بينما يبعثر شعر ريكس البني الداكن :" وهل أنا مشمول بحديثك ريكس ؟ ومن ثم من يصدق أن ريكس كبر الآن و أصبح يتصرف كأخ أكبر ؟ "

أبعده ريكس عنه وهو ينطق بوجنتان متوردتان :" أي إنسان كان ليتدخل وينقذه هكذا ! فقط هذا وليس لإنني أتصرف كأخ أكبر أو ما شابه "

أنهى عبارته ليتوجه للسيارة ويلحقه أخاه بهدوء .

بينما أنطلق رولند للشركة وأندرو بعده غادر المنزل لوجهة مجهولة تماما .

****

وبسيارة إسعاف كان جين برفقة شقيقه بينما آنجلي وطفليها بسيارة أجرة أخرى بما أنه يسمح لهم بالدخول بطريقة طبيعية .

جين فقط قدم إتصال طارئ لمشفى المدينة عن حالة شقيقه وهم طلبوا منه إحضاره حالا بأي سيارة إسعاف من القرية وبالعادة لا أحد يوقف سيارات الإسعاف ، وما إن يصلوا للمشفى هم سيدخلون يوجين لغرفة العمليات ، فقط يتبقى تسجيل معلوماته لاحقا ، هو حقا لم يفكر ماذا سيفعل ولكن لن يخاطر بحياة شقيقه ، أسوء ما قد يحدث هو أن يتم كشفهم وحينها سيتم نقل يوجين للقرية مرة أخرى وهو سيحاكم وربما يعدم !

لكن هذا لن يهمه الآن فقط لتنجح العملية وكل شيء بعدها سيصبح أسهل .

إستيقظ من شروده على صوت المسعف الذي نطق :" لقد وصلنا ! "

*****

ضحكت بخفة بينما تتحدث :" إذا ريكس أنقذك حقا ؟ "

هو أومئ إيجابا لينطق ريكس بإنزعاج :" و ندمت فورا على ذلك فقد كانت فرصة لا تعوض حقا ! "

عبس آريان بخفة بينما تحدث ريكس مجددا :" بكل حال الطبيب الخاص بلورانس قال أنه يجب بنا إبعاده قليلا عن المدينة فهل تأتين معنا ؟ "

نظرت لآريان بينما تتحدث :" وهل سيأتي هذا اللطيف ؟ "

نطق ريكس بإنزعاج :" إن رغبتي بذلك فقط ! "

هي أومأت إيجابا وأحتضنته بهدوء وآريان فقط كان يشعر بالخجل وهو يطلب من ريكس التدخل لكن الأخير فقط تجاهله بابتسامة مستمتعة !

****
أنهى رولند عمله ومن ثم وقف أمام النافذة الكبيرة التي تطل على الخارج ، هو بدأ بالفعل عملية البحث عن أسرار ما حدث بالماضي لكن بمفرده هو قطعا لن يتمكن من فعلها !

تنفس بعمق وهو يتمنى فقط أن يساعده من طلب منه ذلك ، كن مضى منذ آخر مرة طلب من أحدهم المساعدة ؟

ربما لو فعل ذلك منذ البداية لكان كل شيء بخير !

هو أغمض عيناه الخضراوتين بينما يذكر ما حدث معه قبل ثلاث سنوات !

~ ذكريات ~

يوجين كان كعادته يستيقظ مبكرا ويتوجه للنهر لإحضار مياه منه ، هو حقا إعتاد على ذلك بعد رحيل جين وأسرته لمدينة أخرى لأجل العمل ، وبالرغم من أن الأخير أوصاه أن يغلق المطعم والنزل طوال فترة غيابهم التي حددت بثمانية أشهر وأن لا يتعب نفسه حقا بالعمل لكن يوجين كان له رأي آخر تماما !

على أية حال أول ما لمحه كان اللون الأحمر الذي يفسد زرقة المياه وهذا جعله ينهض بسرعة للبحث عن مصدر الدماء ، هو سار بمجاراة النهر ليجد شابا بالسابعة عشرة من العمر تقريبا ملقي بإهمال ودمائه تسيل منه ، أسرع يوجين للشاب وحمله بصعوبة شديدة بينما نبضات قلبه كانت متسارعة للغاية لسبب هو نفسه لم يدركه .

أسرع به للطبيب بالقرية ووجد أن الشاب أصيب برصاصتين ، هم قاموا بإنقاذ حياته بينما صمم يوجين بالعناية به بنفسه !

مضى يومان كاملان دون أن يصحوا رولند ويوجين يعتني به وباليوم التالي صباحا فتح رولند عيناه العشبيتين بتعب ، ثواني ربما حتى إنتفض من مكانه بقوة وهو يتأمل كل شيء حوله بدهشة و حيرة ، عدة ثوان حتى ظهر يوجين وهو يمسك بصحيفة ما ويتأملها بإهتمام شديد دون الإنتباه حقا على الشاب الذي ينظر له بهدوء غريب .

بعد دقيقة ربما نطق رولند بتردد :" عذرا سيدي ! "

وهو قطب حاجباه عندما لم يحصل على أي رد ممن أمامه لينطق مرة أخرى :" عذرا أيها السيد ! "

تحدث يوجين بلا إهتمام ربما :" أجل ماذا ؟ "

رمش رولند عدة مرات فمن هو الشخص الذي ستكون ردة فعله هكذا اتجاه ضيف قام بإنقاذه !

ومن الجهة الأخرى قطب يوجين حاجبيه وقد بدأ عقله بتحليل وجود شخص يتحدث معه هنا ، لذا هو أبعد الصحيفة على الفور ونظر لشاب الحائر أمامه ليتحدث بابتسامة هادئة :" آسف حقا يا بني لكنني لم أنتبه لك بالفعل ! "

قطب رولند حاجبيه أكثر بينما أكمل يوجين بابتسامة شبه محرجة :" أخي أخبرني بأنها عادة لدي منذ زمن طويل عندما أنسجم بقراءة شيء ما لا أنتبه لما يحدث حولي ! "

ابتسم رولند له بهدوء بينما أردف يوجين :" حمدا لله على سلامتك ، سعيد بإستيقاظك "

رولند ضحك بخفة وهو يجيبه :" شكرا لك لإنقاذي والعناية بي ! "

نهض يو من مكانه ليحضر له القليل من الطعام بينما نظر رولند حوله بهدوء وهو شحب وجهه بالكامل عندما شاهد صورة لعمه جين و خالته آنجلي !

هو تعرف على خالته أولا بما أنها لم تتغير بعد ، ثم نظر لوالده ودقق النظر بملامحه ، هو لم يكن سوى طفل بالخامسة لذا وجه والده تقريبا لم يعد يذكره ، لكن نبضات قلبه تسارعت بشدة بينما يرغب بالبكاء !

هو نطق بصوت مرتجف عندما أحضر له الطعام :" شقيقك هو جين وزوجته آنجلي ؟ "

نظر له يوجين بإستغراب بينما ينطق :" كيف تعرفهم ؟ "

كادت دموعه أن تتساقط لولا أنه منعها بالقوة وهو ينطق مرة أخرى بصوت ضعيف :" هل أنت يوجين ؟ "

نظر له يو بدهشة قبل أن يميل برأسه وهو ينطق بهدوء :" أجل هذا ما أخبرني به جين ! "

تسائل رولند :" أخبرك به ؟ "

أجابه بابتسامة هادئة :" أجل أنا فقدت ذاكرتي منذ إثنتا عشرة عاما ! وجين عثر علي بعد خمس سنوات وهو أخبرني بأنه شقيقي ! "

دموع رولند إنهمرت بالفعل بينما ينطق مجددا :" ماذا تعلم عن حياتك السابقة ؟ "

أجابه يوجين بحيرة :" لا شيء مهم ،أدرك أن ما قاله جين عن كون حياتي طبيعية هي مجرد كذب بسبب العلامات على جسدي لكن هو يبدوا أنه لا يرغب فقط بجعلي أتألم أكثر "

وهنا رولند فقط لم يتمكن من التوقف عن البكاء ! هو فقط شعر بأن هذا العالم أصبح أصغر من أن يحتويه ! وكأن كل ما كان يقاتل لأجله فقط لم يعد متواجداً ! 

هذا فقط آلمه بشدة وما زاد ذلك الشعور الخانق بداخله هو هو عينا والده الزرقاء الصافية , هي لم تحتوي على الألم ولا الحزن ولا أي شيء آخر وكأنه فقط تخلص من كل شيء يؤلمه , وبطريقة ما شعر رولند بأنه كان جزأ من هذا الماضي الذي آلمه ونسيانه فقط يعتبر راحة له ! 

يوجين كان يحدق به دون أن يفهم أي شيء , هو فقط ولسبب لم يعلمه عجز عن مواساته بأي حرف ! وكأنه يعلم أنه لا توجد حروف كافية لمواساته , لكن هذا لم يمنع قلبه من النبض بألم شديد وكأنه فقط يواسيه بأنه يشعر بالألم ذاته بطريقة ما !

وبعد تردد أمسك يو بوجه صغيره وهو يمسح دموعه بينما ينطق بكل هدوء وحنان :" أعتذر لإنني لا أعلم حقاً ما هو الشيء الذي يدفعك للبكاء , لكن حقاً دموعك تسبب لي الألم وأجهل السبب ! "

نظر له رولند وقد أجبر نفسه على الابتسام , هو قاوم وبشدة إحتضانه بقوة لإنه شعر بأنه سيضعف حينها أكثر ! لذا نطق بصوت خافت :" لا تقلق أنا بخير "

ومن ثم أمسك بالطعام المعد من قبل والده وتناوله بكل هدوء وأفكاره فقط تعصف به دون أن ينتبه أن والده قد غادر معطياً له القليل من الوقت مع نفسه .

هو فقط بذلك الوقت فكر بأن يخبره بأنه ابنه ولكن ألا يستحق والده القليل من الراحة ؟ هو حقاً يعاني منذ أن كان بالخامسة لذا يستحق بالفعل أن لا يزعجه أحد فترة من الوقت , هو قطعاً يدرك بأن والده يستحق الحياة ويستحق السعادة أيضاً وهذا يجعله فقط يفكر بأن يغلق فمه للأبد , ما دام أعداء والده على قيد الحياة إذا ليبقى والده دون ذاكرة ويوماً ما هو سيقضي على جميع أعدائه حتى يعيش حياته بهدوء ! 

وبالرغم من هذا هنالك شيء ما بأعماقه قد تحطم تماماً , هو لطالما إعتبر والده أهم شخص بحياته ولم ينسه ولو لثانية واحدة لذا فقط معرفة أنه لا شيء الآن بالنسبة له تجعله يشعر بفراغ كبير بقلبه , فراغ لا يعلم كيف يمكنه أن يملئه !

بعد فترة قرر رولند التعرف على والده جيداً والعناية به فهو علم أن عمه لن يعود قبل خمسة أشهر لذا قرر هو فقط مساعدته خلالها , هما قضيا الكثير من الوقت معا , ورولند حقاً إستمتع بكل ثانية بها بكل جوارحه , إعتنيا بحدائق المنزل و النزل معاً !

عمل أيضاً كنادل للمطعم الصغير وجذب الكثير من الأنسات والنساء بسبب جماله وأسلوبه اللطيف , تعلم من والده الطهو أيضاً والكثير والأهم هو أنه تعرف على شخصية والده المرحة والحنونة أكثر بكثير مما كان يعلم أو مما وصفه عمه بذلك الدفتر .

وهو هرب قبل موعد عودة عمه بيوم واحد حتى لا يتعرف عليه وعاد للمدينة حيث قرر أن يبتعد عن كل ما إعتاد عليه من قبل حتى يتمكن من تحقيق العدالة لوالده أو أن يمحوا خصومه عن وجه الأرض لاحقاً !

~ نهاية الذكريات ~

ابتسم رولند وهو يمسح دموعه التي تدفقت دون شعور منه , هو فقط الآن فهم أنه كاد أن يتسبب بكارثة حقيقية لولا تدخل أندرو بالوقت المناسب !

همس بصوت هادئ :" أبي هل أنت ستفخر بي الآن ؟ "

إتسعت ابتسامته وهو يردف :" لقد أوقفت مخططي الأبله ولن أتسبب لنفسي بالألم لذا كن أنت بخير أرجوك ! "

هو قرر التوجه والإنضمام لألفريد و آلبرت بمهامهم والإبتعاد عن شعوره بالفراغ الذي إنتابه مجددا بعد تلك الذكرى دون أن يدرك ولسخرية القدر منه أن والده قريب للغاية منه وهو الآن بات يذكره .

*****

وبالمشفى إنتهت العملية أخيراً وقد تكللت بالنجاح , تقدم الطبيب من جين ليتحدث بابتسامة :" الحمد لله على سلامته , لكن عليكم الحذر لا أريد أي أخبار سيئة أن تصل له حتى لا ينتكس مجدداً , بكل حال هو عليه البقاء هنا لثلاثة أيام فقط للمراقبة ! أدويته لن تتبدل ولا أي شيء آخر هو سيستعيد حياته العادية بسهولة ودون أي تعب "

ابتسم جين له بهدوء وإطمئنان قبل أن يردف الطبيب :" إذا يا سيد نحن بحاجة لمعلومات عنك وعن المريض ! "

وهنا فقط تذكر جين أنه حقاً لم يفكر بهذه الخطوة للآن , كاد أن يتحدث لولا الممرضة التي قدمت وهي تتحدث :" أيها الطبيب إن السيد ليبيرت يريدك حالاً وهو يبدوا غاضباً "

قطب الطبيب حاجبيه لينظر لجين بينما يتحدث بابتسامة :" أرجوا المعذرة سأعود حالاً ! "

تنفس جين بهدوء أخيراً وكذلك الأمر لآنجلي , نطقت آليس بهدوئ :" ألن يسمح لنا برؤية عمي لثلاثة أيام ؟"

نظر لها جين بابتسامة هادئة وهو قلق حقاً , ماذا سيحدث الآن هم بالكاد نجوا ولكن فقط لدقائق , هو يفكر حقاً بأخذ يوجين والهرب من المشفى ! 

هو نظر لطفليه بينما ينطق :" إذهبا لشراء بعض الحلويات من الأسفل حسناً ؟"

إبتسم الصغيران ليتحركا بسرعة للأسفل بينما قرر جين إخبار آنجلي بما ينوي فعله والذي هو ضرب من الجنون !

وبذات المشفى دخل الطبيب لغرفة إيثان وهو يتحدث :" ما الأمر سيد ليبيرت ؟"

إيثان كان يجلس على فراشه بملل شديد وهو ينطق :" أريد الخروج من هنا !  لقد مللت كما أنني أشعر بإختناق شديد ! "

قطب الطبيب حاجباه قبل أن يتنهد بهدوء فهذا الفتى لن يتغير أبداً لذا نطق :" بالشروط المعتادة سيد ماكس ليبيرت "

أومئ له إيجاباً بينما ريو فقط يراقبه بقلق , هو لا يعلم لماذا يرفض إيثان أخذ كل وقته بالعلاج فقط ؟

وأيضاً ودون أن يدرك هو فقط قبل دقائق وبإستدعائه للطبيب أنقذ والده وعمه وأعطاهم قليلاً من الوقت فقط , وربما سيفعل ما هو أفضل لإنقاذهم !

أليس وآلين فقط كانا يمسكان بيد بعضهما البعض بينما يحاولان العثور على المكان الذي كانا به , كادت أليس أن تبكي لولا أن آلين وضع الحلوى بفمها وهو يتحدث بتوسل :" لا تبكي الآن آليس أرجوكي ! "

ومن ثم أسرع بخطواته بينما كانت أليس تحارب لإبتلاع الحلوى دون الإختناق ومن ثم ربما ضرب شقيقها الأبله , هو ابتسم بسعادة عندما عثر على المكان الذي كتب عليه مرضى القلب بما أنهم كانوا هنا بالفعل , ليسير بسرعة وثقة ولكنه فقط وجد نفسه مرة أخرى ضائع بالممرات الطويلة ! 

نطقت أليس بحنق :" هل أنت أبله ؟ لقد كان علينا السير من الرواق بالجهة اليمنى ! "

تنفس بعمق وهو يجيبها :" دعينا فقط نسأل أحدهم ما رأيك ؟"

هي أومأت إيجاباً وساروا بالرواق مجدداً حتى عثروا على غرفة بباب مفتوح , أطل ألين برأسه أولاً ليجد شابين أحدهما يضع بعض الثياب بالحقيبة بينما الآخر يرتدي معطفه وهو يبدوا سعيداً لسبب ما والأول منزعج , تقدم ليطرق الباب وهو يتحدث بصوته الطفولي :" أرجوا المعذرة ! "

نظر كلا الشابين له بهدوء وحيرة بينما تحولت عينا الأول الذي كان يرتب الحقيبة لقلوب ربما وهو ينطق بلطف :" توأم لطيفان للغاية ! "

نظر ألين خلفه عندما إختبأت آليس وراءه ليضحك بخفة بينما ينطق الثاني بملل :" ريو أنت تبدوا الآن كشخص غريب الأطوار يا عزيزي ! "

نظر ريو له بعبوس شديد , بينما أعاد إيثان نظره للصغيران , هو فقط لم يتمكن من إبعاد عيناه عنهما بينما ينطق بصوت هادئ :" لون شعركما لطيف ! "

تجهم وجه ريو ليتحدث :" ومن يبدوا كغريب أطوار الآن ؟! "

تجاهله إيثان ليبتسم بينما يتقدم لهما وهو يتحدث :" إذا ما هي المشكلة ؟"

تحدث آلين بثقة بينما شقيقته تختبأ خلفه :" لقد أضعنا الطريق ! يفترض بعمي إجراء عملية ما لقلبه وأنا وشقيقتي ذهبنا لشراء الحلوى ولم نتمكن من العودة ! "

ضحك إيثان بخفة بينما تحدث ريو :" وهل إنتهت العملية الآن ؟"

أومئ الصغيران إيجاباً بينما نطق إيثان بهدوء :" إذا يجدر أنهم نقلوه لغرفة ما الآن ! ما هو اسم عمكما يا صغيراي ؟"

تحدث آلين بابتسامة :" يوجين روبنز ! "

وهنا إختفت الإبتسامة عن وجه إيثان وتراجع للخلف بينما أمسك ريو بيده بقلق وهو ينظر للصغيران بينما ينطق :" هل أخبر والدكما أي أحد عن اسمه ؟"

نظر له آلين بدهشة وهو يجيب :" لا , لكن اسمه هو جين رو.."

صمت الطفل تماماً عندما ألقى إيثان ببعض الأجهزة أرضاً وقام بتحطيمها بالكامل , أليس بكت بالفعل بينما كان آلين فقط يراقبه برعب وريو كان يحاول تهدئته .

بعد دقيقة ربما رفع إيثان وجهه لهما لينطق ببرود :" تعاليا معي إن رغبتما بإيجادهم "

ومن ثم بدأ بالسير , أراد ريو الابتسام بوجه الطفلان لكن قلقه على سيده منعه تماماً ليسير خلفه , آلين فكر بتجاهله فقط لكنه قرر اللحاق به بصمت وهدوء ويترك مسافة آمنه بينهم .

وصل إيثان وخلفه ريو والبقية حيث كان يقف جين و آنجلي مع الطبيب الذي تحدث بملل :" لا يمكننا حجز غرفة له باسم مجهول فقط ! "

ركض الصغيران لوالديهما بينما سار إيثان ليقف أمام الطبيب وهو يتحدث بإنزعاج شديد وبرود :" إنهم معي أنا , أظن أن مبلغ من النقود سيكون كفيل فقط بنسيان أن أنك قمت بعملية لشخص ما اليوم صحيح ؟"

ابتسم الطبيب بشيء من الجشع وهو يومئ لينطق إيثان :" جيد إذا فقط نحن سنأخذه معنا الآن للخارج وأنت عليك تسجيل كل ما سيلزمه من أدوية والعلامات التي تعني حاجته لطبيب ! "

ابتسم الطبيب له ليغادر ويبدأ بتنفيذ ذلك بينما نظر إيثان لأسرته الحقيقية ببرود يخفي خلفه الكثير من المشاعر المتضاربة :" هما أخبراني بأنكما من أسرة روبنز ! وأعلم تماماً ما هي تهمتك يا سيد لكن لا داعي للقلق لإنني فقط أكره أسرة روبنز , أنتم ستبقون بحمايتي طوال فترة تواجدكم هنا !"

هو لم ينتظر أي رد بل سار ليخبر ريو بأن يصطحبهم لقصره الخاص وقد قرر هو تجنب مواجهتهم و التوجه لتجهيز غرفة لعمه وللبقية دون إخبارهم بأنه ابنهم الأكبر ...

########

نهاية الفصل ,,

حسنا لن ألزم نفسي بأن يكون فصل الغد هو الأخير حتى لا أضطر لحذف بعض المواقف التي قد تكون ضرورية لكن لم يتبقى للرواية الكثير ومن ثم سنودعها ,, فصل أو إثنين ربما .

قراءة ممتعة 

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top