الفصل العاشر

أغلقت الدفتر بسرعة وهي تضعه في حقيبتها عندما سمعت صوت الجرس الذي أعلن عن إنتهاء وقت الإستراحة ولكنها ما إن وصلت إلى الباب الذي سيخرجها من السطح حتى صُدمت بوجود كُل من ماكس وريكس إضافة إلى إميليا ولم يبدوا الوضع مطمئناً أبداً .. تحدثت بتردد :" ماذا يحدث هُنا ؟"

أجابها ريكس بِحدة :" هذا الأبله لم يسمح لنا بالخروج إلى السطح ورؤيتك "

تابعت إميليا بغرور :" أخبريه أننا أصدقائك و أن يتوقف عن التدخل بما لا يعنيه "

حولت نظرها لماكس الذي نظر إليها بعيناه الزرقاوتين بنظرة عميقة للغاية لتشعر هي بالحيرة وبأنها ترغب لو تنشق الارض وتبتلعها فالآن لو لم يمنعهما ماكس من الدخول لكان سرها قد كُشف بحصولها على ذلك الدفتر .. و ما يجعل الأمور أسوء هو أنهما من تلك الأسرة ذاتها .. أغمضت عيناها وهي لا تريد إغضاب أي من الطرفين ولكنها تحدثت أخيراً :" ظننت أنك لا ترغب بالتحدث إلي سيد ريكس .. وأنتي إيمليا أخبرته أنه عليه ان لا يتحدث إلي إلا عندما أتوسل صحيح ؟ لذلك كيف تريدين مني أن اغضب من ماكس ؟ ومن ثم ماكس هو صديق طفولتي أيضاً وقد تعرفت عليه قبل معرفتكم لذا لا تتوقعوا أن أغضبه لأجلكم "

إبتسامة رقيقة ظهرت على وجه ماكس بينما ظهر الغضب و الغيظ على وجه ريكس و إميليا .. ليتحدث الأول بحقد :" أنتي لا تقولي لي أنكِ وقعتي بحب هذا العليل "

وافقته إيمليا :" لا أصدق أنكِ تدافعين عن هذا الشيء وتنسين من هو ريكس .. هل أنتي بلهاء ؟"

بالرغم من إحتداد نظراته إلا أن صوته كان هادئ وهو يتحدث :" أترغب حقاً في بدء شجار تعلم أنك الخاسر فيه ؟"

أمسك ريكس بياقة قميص ماكس بقوة شديدة :" أنا لا أخسر بأي تحدي أتفهم ذلك ؟"

ليقوم بإلقائه بقوة ناحية السلالم بينما صرخت جوليا بفزع وهي تراه يهوي إلا أن صديقنا أمسك بالحماية وقد إصطدم بها بقوة شديدة جعلته يبدأ بالسعال مما دفع جوليا للركض بإتجاهه حالاً وهي تتحدث بقلق :" ماكس , هل أنت بخير ؟ هل أصبت ؟ ( ثم وجهت نظرها لريكس لتتحدث بحِدة ) : كيف تجرأ على فعل ذلك ريكس ؟ أنت حقاً شخص عديم الفائدة ."

كاد ريكس أن يتحدث لولا ظهور أحد الأساتذة والذي أجبرهم على الذهاب إلى الفصل حالاً .. جلس الجميع بمقاعدهم والغضب يتأجج من أعينهم .. لاسيما صديقتنا التي بدأت تفقد أعصابها بالفعل من تلك الأفعال المُزعجة .. وجهت نظرها لماكس لترى معالم الألم على وجهه مما جعلها تتحدث بقلق :" هل أنت بخير ماكس ؟ هل يؤلمك قلبك ؟ أم ..."

إبتسم بهدوء ليتحدث :" لا داعي للقلق جوليا .. صحيح أنني مريض بالقلب ولكنني لست بهذا الضعف "

نظرت له بغضب لتتحدث بحِدة :" ولكنك أُصبت .. وقد تتعرض للأذى .. حتى وإن كنت قوياً عليك الإعتناء بصحتك "

تنهد بتعب ليتحدث :" لا داعي للقلق فأنا لستُ مجرد طفل صغير "

تحدثت بإنزعاج :" انت ابله .. لست إلا طفل في الخامسة عشرة "

تحدث بسخرية :" وانتي تتحدثين وكأنكِ لستي في مثل عُمري ."

أرادت التحدث لولا تلك العصى التي ضربت على مقعدهما فجأة لتجعلهما يجفلان .. أتاهما صوته الحاد :" ما رأيكما لو أنهيتما هذا النقاش خارجاً ؟"

إعترضت جوليا :" ولكن .. لا يمكنك إستخدام مثل هذه العقوبة "

تحدث الأستاذ بغضب :" بل يمكنني فعل ما أرغب به .. إنه درسي أنا ويحق لي فعل ما يحلو لي "

ارادت أن تستمر بالإعتراض لولا يد ماكس التي تشبثت بها بقوة .. نظرت إليه لترى وجهه المُصفر لتقف مسرعة وتساعده على الوقوف وهي تتحدث بغضب :" أنظر مالذي فعلته ؟ تعلم أنه لا يمكنك إخافة الطلبة متى ما رغبت حتى إن كنت معلماً هُنا "

بالرغم من إنزعاجه الواضح من طريقة حديثها إلا أنه لم يستطع ان يخفي التوتر و القلق من الظهور على معالم وجهه لاسيما أن الفتى هو الوريث الوحيد لعائلة ليبيرت وهي أحد اعرق الأسر هُنا كما أنه مريض بالقلب وهو محبوب من قبل العامة و النبلاء على حد سواء .

بعد نصف ساعة تقريباً كانت جوليا تجلس بهدوء و الدموع تسيل من عينيها وتشعر بألم طفيف بقلبها على تلك المقاعد المعدنية في المشفى .. خروج أحد الأطباء من تلك الغرفة جعلها تقف بسرعة لتتحدث بقلق شديد :" أخبرني أرجوك هل هو بخير ؟ "

إبتسم الطبيب لها مما أدخل الإطمئنان لقلبها ليتحدث بنبرة لطيفة :" أجل لا داعي للقلق آنستي .. فالسيد ماكس بأفضل حال الآن .. الواقع يمكنك رؤيته إن رغبتي بذلك "

إبتسمت بسعادة لتسير بإتجاه تلك الغرفة وما إن دخلت حتى وقعت عيناها على ماكس الذي كان مستلقياً على الفراش وقد كان يبدوا شارد الذهن تماماً .. إلا أنها أصدرت صوتاً بحذائها حتى تنبهه على وجودها .. إبتسم فور رؤيتها ليتحدث بقليل من الهدوء :" أهلا بكِ جوليا "

جلست بجواره وهي تتحدث بإبتسامة :" حمداً لله على سلامتك .. لقد أقلقتني بالفعل يا أبله "

إبتسم برقة وهو يمسح بقايا الدموع من عينيها ليتحدث بلطف :" لا داعي للبكاء أخبرتك أن قلبي ليس ضعيفاً لهذه الدرجة "

أومأت إيجاباً بمرح قبل أن يقاطع كلامهما دخول ذلك الشاب الذي بدى أنه في مثل عمرهما وهو يلهث بتعب ليتحدث بقلق واضح بالرغم من انفاسه المتقطعة :" سيدي هل أنت بخير ؟ ماذا حدث لك ؟"

ابتسامة ماكس اللطيفة جعلت جوليا تدرك ما مدى تعلق ماكس بهذا الفتى ذو الشعر الأشقر و العينان الزرقاوتين بالرغم من أنه مجرد خادم له فقط .. لا تعلم لما ولكنها تذكرت علاقة يوجين وجين في تلك اللحظة مما دفعها للإبتسام بحنين لهما بالرغم أنها لا تعرف حتى كيف هو شكل كُل منهما .

تحدث ماكس وقد رسم على وجهه ابتسامة مُتعبة :" أجل لا تقلق عزيزي , كُل شيء على ما يرام "

احتدت عيناه الزرقاوتين وظهر بهما بريق غريب ليتحدث بحده :" هل تشاجرت مع أحدهم ؟ أُقسم لك إن كان هنالك شخص ما قام بإيذائك لن أدعه يرى شمس الغد أبداً "

ابتسم ماكس كما ابتسمت جوليا له لتتحدث برقة :" أخبرني هل يستحق أي شخص أن تلوث يديك به ؟"

نظر لها قليلا قبل أن يتحدث بهدوء :" أجل إن كان سيؤذي سيدي , وبالمناسبة أعتذر لأنني لم انتبه لوجودكِ مُسبقاً هُنا "

تنهد ماكس بقليل من الانزعاج ليتحدث :" كُف عن مناداتي بسيدي اسمي هو ماكس يا ريو "

نظر المعني له بتوتر ليتحدث بقليل من الجد :" ولكن سيدي لا يمكنني فعل ذلك "

رسم على وجهه ملامح الغضب ليتحدث بكل مكر :" حسناً إذن , لقد خالفت أحد أوامري ولهذا السبب أنت مفصول من العمل "

شهق بفزع ليتحدث بانزعاج شديد :" لا يمكنك طردي بسبب أمر تافه كهذا "

أشاح بوجهه عنه ليتحدث بتعالي :" أنا من يقرر إن كان الأمر تافه أم لا ؟"

تحدث وقد قطب حاجبيه بانزعاج شديد :" لا بأس ولكن لا تأتي باكياً لي حين يحدث لك أي مكروه ( وبنبرة أقرب للسخرية ) : أو عندما لا تتمكن من ترتيب فراشك بمفردك وإعداد القهوة التي تفضلها وغيرها الكثير من الأمور "

ليلوح بيده ويغادر الغرفة .. بينما كانت جوليا تنظر لهما بتوتر لتتحدث :" هل حقاً ستتركه يرحل ؟"

ابتسم برقة وهو يتحدث :" ومن أخبرك أنه رحل ؟ لقد توجه إلى القصر فحسب , حتى لو طردته حقاً فذاك الفتى سيطاردني قائلاً أنه حتى لو لم تعطني أي راتب فأنا سأبقى بقربك إلى الأبد "

ابتسامة جميلة شعت من وجهها وهي تتحدث :" لديك صديق رائع بالفعل , عليك الحفاظ عليه بدلاً من إزعاجه .. ولكن هل حقاً يُتقن هو فعل كل تلك الأمور التي تحدث عنها "

أومأ برأسه إيجاباً :" أجل , إنه يفعل كل شيء أُحبه بطريقة مثالية .. الطعام و الشراب و حتى اللباس هو من يختاره لي .. وأيضاً موعد الدواء .. أظن أن حياتي بأكملها تدور حوله فقط "

أرادت أن تعلق لولا ذلك الصوت الذي تحدث بمكر :" أرأيت لن تتمكن من الاستغناء عني أبداً "

تفاجأ ماكس من ظهوره مرة أخرى ليتحدث بانزعاج طفيف :" ما الذي تفعله هُنا ؟"

أجابه وهو يجلس بجانبه :" لقد أتيت لأبقى سيدي .. أعني لن أعود للقصر حتى تكون معي "

في تلك اللحظة نهضت جوليا لتتحدث بابتسامة واسعة :" حسناً إذن , لا يبدوا أن وجودي بات ضرورياً الآن .. سأذهب للمدرسة لإحضار حقيبتي التي نسيتها ومن ثم سأعود للمنزل "

أومأ ماكس إيجاباً ليتحدث بهدوء :" إعتني بنفسك جيداً "

بينما تحدث ريو :" بشأن الحقيبة فهي في منزلكم بالفعل لذلك لا داعي للتوجه إلى المدرسة أولاً "

نظرت له بإمتنان لتغادر بعدها متوجهة لمنزلها وفور أن وصلت حتى صعدت إلى غرفتها وأغلقت الباب دون الإستماع لوالديها الذين كانا يستفسران عن ماكس وصحته و شجارها مع ريكس وغيرها من الأمور التي تجاهلتها ببساطة لتجلس على سريرها وتكمل قراءة القليل من تلك المُذكرة .

#####

بعد أسبوع من تلك الحادثة كان يوجين يجلس على ذلك المقعد الموجود بجناح إينوري بالمشفى بهدوء ... وهو ينظر إلى رولند الذي اتخذ الصمت عنوان له منذ ذلك اليوم المشئوم تنهد ليقترب من طفله ويحمله بلطف وهو يتحدث بابتسامة هادئة :" والآن ألا يرغب صغيري بتناول الطعام ؟"

ابتسم الصغير بهدوء وهو يضع رأسه في صدر والده ويتشبث بقميصه .. في تلك اللحظة دخل جين إلى الغرفة ليتحدث بقليل من الأسى :" ألم يعد للتحدث بعد ؟"

أومأ يوجين برأسه سلباً بينما شعر جين بمدى حزنه وإينوري التي كانت مُستلقية على الفراش وتنظر لهما بألم لذلك رسم ابتسامة لطيفة على وجهه ليتحدث :" لا داعي للقلق فهو سيكون بخير بالتأكيد أعني إن كانت والدته هي إينوري المُتوحشة ووالده هو يوجين البارد فهذا يعني أنه قطعا سيكون بخير "

ظهرت ابتسامة على وجه يوجين بينما تحولت نظرات إينوري الحزينة إلى أخرى قاتلة مما دفع جين لحمل رولند من والده حتى لا تحاول إينوري النهوض وقتله !

إلا أن الصغير بدء بالبكاء بخوف مما دفع جين إلى الجلوس على إحدى المقاعد ورفع رولند حتى يستطيع رؤية وجهه ليتحدث بمرح :" لماذا تبكي أخبرني ؟ لستُ شخصاً سيئاً لا تخف يا صغيري , أعدك إن حاول أي أحد أن يمسك بسوء بالمستقبل فإنني سأقوم بقتله , إنسى والداك الأبلهان أنت ستكون تحت رعايتي أنا ما رأيك ؟"

توقف رولند عن البكاء بالرغم من أنه لم يفهم الكثير مما قاله جين ولكن الأمر المؤكد أنه شعر بالأمان معه مما جعله يبتسم قليلاً قطبت إينوري حاجبيها بانزعاج لتتحدث :" ما معنى أن تبتسم بوجهه وهو يقوم بشتمنا ! "

نظر يوجين لهم ليبتسم بهدوء دون أن يعلق على الأمر .. بينما اطلق جين ضحكة قصيرة ليتحدث بغرور بعدها :" ومن لن يضحك أو يبتسم عندما يراني ! "

ابتسمت هي باستهزاء لتجيبه :" أي شخص عاقل سيصاب بالإحباط فور رؤيتك "

بقي هذا الحوار مستمر بين كل من إينوري وجين إلا أن يوجين كان يفكر بأمر آخر تماماً فقد كان يجلس وهو مغمض العينين بعيد كل البعد عن الحوار الدائر حوله ويفكر بما قاله الحاكم في لقائهما الأخير همس لنفسه بألم شديد :" تباً لا أريد أن يعلم الحقيقة .. لا أرغب بان يكتشفها أي إنسان .. أود لتلك الحقيقة أن تُدفن معي ولكن ... هذا مستحيل عليه أن يعلم كل شيء .. وأنا من سأخبره بكل شيء وهذه هي أكبر مصيبة ... لن أستطيع أن أواجهه حتى "

أفاق من شروده ليقف باحترام وهو يرى الحاكم يدخل إلى الغرفة بكل وقار بينما احتدت عينا إينوري التي تحدثت بانزعاج :" لماذا أشعر بأن وجودك هُنا الآن يحمل خلفه مصيبة ؟"

تنفس بعمق قبل ان يتحدث :" إينوري يتوجب عليكِ القدوم إلى القصر معي .. وذلك حتى لا تبقي بمفردك بالمنزل .. سنقوم نحن بتجهيز الحماية الازمة لمنزلك وفي عطلة يوجين القادمة في نهاية هذا الأسبوع سيأتي إلى القصر ويصطحبك معه ! "

رفعت حاجبيها باستنكار تام لتتحدث بغضب :" أأنت جاد ومن طلب منك ذلك ؟ أنا لن أغادر منزلي "

تحدث جين بشيء من التردد :" ولكن ألن يكون هذا الوضع أكثر أمناً لرولند ؟"

احتدت نظراتها وهي تنظر لجين ولكنها سرعان ما نظرت لصغيرها الذي كان يجلس في حضن والده .. رفعت رأسها قليلاً لتنظر إلى يوجين الذي ابتسم لها في الحال بالرغم من التردد و القلق في عيناه .. أعادت النظر لوالدها الذي لم يبدوا أنه سيترك لها أي خيار آخر تنفست بهدوء لتتحدث بحزم :" أسبوع واحد أو أقسم أنك ستجدني جثة هامدة إن طالت المدة ليوم واحد فقط "

تنفس الحاكم الصعداء ليتحدث :" أنا لم أخلف بأي وعد قطعته من قبل صحيح ؟ "أومأت رأسها إيجاباً لتبدأ بالاستعداد لمغادرة المستشفى برفقة والدها بينما غادر كل من جين ويوجين بالفعل بعد اطمئنانهما على إينوري وأنها برفقة والدها .

######

كادت أن تقلب الصفحات ولكن صوت تلك الرسالة التي وصلت لهاتفها النقال قاطعها عن الإكمال .. نظرت إليه لتجد رسالة من ريكس يعتذر لها عما حدث صباحا في المدرسة ويدعوها لحضور حفل سيقام بسبب نجاح أحد المشاريع الخاصة بأسرته .. ألقت هاتفها بعشوائية وهي تستلقي على السرير لتتحدث بهدوء :" ولكنني أكره الحفلات .. أنا لم أذهب لأي احتفال منذ اكثر من ثلاث أعوام .. تبا الآن أنا مضطرة للذهاب ."

زفرت الهواء بغضب وقد قررت التوجه والجلوس مع أسرتها , هي بالحقيقة تفضل العزلة عنهم , دائما ما تتشاجر مع آلبرت الذي يغيظها بشدة , المقرب الوحيد منها هو ألفريد فهو لطيف للغاية وحنون أيضاً .

~ بصباح اليوم التالي ~

استيقظت من نومها وهي تشعر بانزعاج شديد من صوت المنبه المُزعج .. تباً لو كان الأمر بيدها لما ذهبت للمدرسة اليوم ولكن هاهو صوت أخاها الأكبر يطلب منها النهوض بسرعة لأنه من سيقوم بإيصالها للمدرسة بدلاً من آلبرت بما أنهما لا يستطيعان الجلوس معاً دون بدء شجار حاد بينهما ... تنفست بعمق قبل أن تنهض وتبدأ بالاستعداد .

بعد فترة من الزمن كانت تسير بكل هدوء وبرود في ساحة المدرسة وهي تفكر بالعديد من الأمور .. من أهمها ذلك الحفل اللعين الذي دُعيت إليه في تلك اللحظة ظهر ماكس أمامها ليتحدث بهدوء :" صباح الخير "

توقفت عن السير وهي تنظر له بحده قبل أن تتحدث :" صباح الخير "

ابتسم بهدوء وهو يسير بجانبها ليتحدث :" والآن ما بال هذا المزاج السيء مُنذ الصباح الباكر ؟ "

تنهدت بتعب لتتحدث وكأن هنالك جبل كامل تحمله على عاتقها :" لقد دعاني ريكس إلى ذلك الاحتفال الذي تُقيمه أسرتهم بمُناسبة نجاحهم في المشروع الجديد ."

ابتسم برقة ليتحدث :" وأنتي تكرهين تلك الاحتفالات صحيح ؟"

تنهدت بيأس دون أن تجيبه ليتحدث بمرح :" أنظري إلي أنا أكبر عدو لتلك الأسرة وبالرغم من ذلك سأذهب "

نظرت له بدهشة لتتحدث :" حقاً ؟!"

أومأ إيجابا ليقول :" الواقع انا لم أفوت أي احتفال لهم أو لغيرهم بما أنني أُمثل اسم أسرتي الآن "

حدقت به لقليل من الوقت قبل أن تتحدث بتأثر :" أنت حقاً شخص مُثير للإعجاب ! ( صمتت قليلا لتتحدث بصوت مليء باليأس ) : أنا لا اريد الذهاب .. ما رأيك لو ادعيت أنني مصابة بالحمى ؟"

ضحك بخفة قبل أن يجيبها :" مُستحيل عليكِ الاعتياد على مثل هذه الاحتفالات فأنتي لم تعودي طفلة ... ومن ثم ( اقترب منها ليهمس في اذنها ) : ألا تُعدين نفسك مخطوبة ذلك الأحمق ريكس ؟ "

ابتعدت عنه وقد توردت وجنتاها لتتحدث بانفعال :" ايها الأبله , انا لا أريد ذلك "

نظر لها ليتحدث بصوت هامس :" لا تريدين حضور الاحتفال ام لا تريدين الظهور كمخطوبة له ؟"

أخفضت رأسها للتحدث بنبرة مشابه لنبرته :" كلاهما .. لا اريد أن يتحقق أي منهما "

ابتسم حينها بسعادة ليتحدث :" إنسي أمر خطبتك من ذلك الأحمق .. ألا يهمك رؤية رولند روبنز ؟؟"

توقفت عن السير وهي تلتفت له بدهشة وتكرر ذلك الاسم :" رولند روبنز ؟ أتعني ابن يوجين روبنز ؟ "

ابتسم بهدوء ليتحدث :" اجل سيكون في احتفال الغد بما انه من أنجح هذا المشروع وكان المشرف عليه .. الواقع لا أظن انهم سيحققون أي نجاح دون الاعتماد عليه "

ابتسم بغموض وهو يرى دهشتها العميقة ليدخل إلى الفصل بينما بقيت هي تحدق في الفراغ لتهمس لنفسها :" ولكن لماذا يساعدهم إن كانوا أعداء والده في السابق بل كيف وصل إليهم في النهاية ؟ أنا لا أفهم أي شيء "

لم تتحرك من مكانها لعدة دقائق وهي تفكر أيضا بكيف علم ماكس بأنها تهتم بشأن رولند ؟ علست وهي تفكر بأنه رآها بالأمس ومعها تلك المذكرات ، دقائق هي ما فصلتها عن الصراخ بأعلى صوت لديها :" ماكس يا أبله , أكرهك أُقسم أنني أكرهك "

تهادى إلى سمعها صوته المُستهزئ :" هذا أفضل , بكل حال لقد كنت أرغب بالإعتذار له بما أنه صديق طفولة جوليا "

نظرت خلفها لترى ريكس يبتسم بهدوء وهو يضع يده اليمنى في جيبه تحدثت بقليل من النقم :" لا تهتم له , إنه فقط مزعج ولكن الأهم من ذلك ، ذلك الحفل الذي دعوتني له هل هو ..."

تحدث وقد قاطع كلامها بثقة ولهفة :" هل ستأتين ؟ أرجوكِ جوليا أتمنى حقاً أن اراكِ في الإحتفال .. أنتي لا تأتين إلى الإحتفالات بالرغم من أنكِ فتاة جميلة بالفعل "

أشاحت بوجهها عنه بقليل من الخجل لتتحدث بإرتباك :" حسنا , أنت من دعوتني لذلك فأنا سوف أحضر إلى ذلك الحفل "

إتسعت إبتسامته ليتحدث :" هذا رائع .. شكرا لكِ أميرتي "

أومأت برأسها إيجاباً لتدخل إلى الفصل ويتبعها ريكس ولكنه توقف عندما رأى أنها تقف بمنتصف الفصل .. إبتسم بهدوء عندما شاهد شاباً غريب يجلس على مقعدها ليتحدث بمرح :" هذا أفضل دعي هذا الطالب الجديد هُنا واجلسي انتي بجانبي ما رأيك ؟"

رفعت احد حاجبيها بإستنكار تام قبل أن تتحدث بتهديد وصوت مرتفع :" هي انت ريو إن لم تنهض من مكاني خلال أقل من دقيقة سأقضي عليك "

نظر بقليل من التوتر قبل أن يتحدث :" لن أفعل , أنا أريد الجلوس هنا بالفعل "

إشتد الغضب في عينيها لتتحدث :" أنت من سألك عن رأيك يا هذا ؟ إنه مقعدي وكل ما عليك فعله هو النهوض .. هي ماكس هل أنت من طلب منه فعل ذلك ؟"

نظر ماكس لها ليتحدث بهدوء :" لا , والواقع لا يهمني إن كنتي انتي أم هو سيجلس بجانبي لذا لا تُقحماني بمشاكلكما هذه "

عقد حاجبيه ليتحدث :" هذا ليس عدلاً أبداً "

بينما أمسكت جوليا به من ياقة قميصه لتتحدث و الشرر يتطاير من عينيها :" هل سترحل أم لا ؟"

إبتلع رمقه بخوف وتوتر إلا أنه قال :" أبداً "

في تلك اللحظة إبتسمت هي بشر لتقوم بإلقائه أرضاً بعيداً عن مقعدها وتلقي بحقيبته بجانبه وتجلس هي بمكانها وكأنها لم تفعل شيئاً يذكر... بينما حدق الجميع بها بدهشة و حذر , نهض صديقنا الجديد ليجلس في المقعد خلفهما وهو يفرك رأسه بألم ليتحدث بنبرة متألمة ومتذمرة :" هل انتي واثقة أنكي فتاة ؟ أقسم أنني بدأت أشك في صحة هذا "

لم يكد ينهي جملته حتى تلقى ضربة أخرى على رأسه لتتحدث هي بشموخ وثقة :" صحيح أنني فتاة يا هذا .. ولكنني قادرة على تحطيم أقوى الرجال فأنا لن أكون لقمة سائغة لأحدهم "

تحولت نظرات التردد و الدهشة من عينا ماكس إلى أخرى هادئة وقد أفرجت شفتاه عن ابتسامة هادئة كذلك .. بينما جلس ريو في مكانه وقد شعر بأن ما حصل عليه من مغامرة في يومه الأول تكفيه لنهاية العام أما ريكس فقد كان ينظر لها وإبتسامة تعلو وجهه ربما تلك الإبتسامة و النظرات كانت أقرب للخبث و المكر منها إلى الحب و السعادة .

~ نهاية الفصل العاشر ~

إذا رأيكم بالشخصيات الجديدة ؟

ماهي توقعاتكم لشخصية رولند فظهوره الأول بعد كل هذه الأعوام على بعد فصل أو اثنين فقط !؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top