الفصل السادس والعشرين
وصل أندرو للمشفى وقد شاهد ريو وجوليان يتحدثان للطبيب ليتقدم ويدخل لداخل غرفة العمليات بتسلل كاللصوص وهو فقط وقف عند الباب ليستمع لرولند الذي كان ينطق بصوت خافت :" تعلم أنا ظلمت والدك كثيرا بطفولتي ، إعتبرته شخص شرير وسيء وظننت أنه السبب بكل ما عانيته بحياتي "
ابتسم بسخرية بينما ينطق مرة أخرى :" بالرغم من أنه بذل كل ما بوسعه فقط لرؤية ابتسامتي ، هو أحبني حقا وكان مستعد لبذل كل ما لديه لأكون سعيدا ، وأنا ببلاهة رفضت كل ذلك النعيم ، وبالنهاية إنتقم القدر مني بكل قسوة "
زاد رولند من قوة إمساكه ليد إيثان النائم بفعل المخدر وهو ينطق بندم :" هو علم أنني أعاني من نقص ما بداخلي بسبب غياب والداي عني ، ولهذا السبب هو تركك هنا معنا ، الهرب بثلاثة أطفال أمر صعب وهو يدرك أنه لو أخذك معه وتخلى فقط عني وعن جيني لأزدادت تلك العقدة بداخلي ! "
ابتسم بألم شديد وهو يردف :" لكنه أحمق حقا ! أنا كبرت وفهمت وجهة نظره ولو أنه أخذك معه لم أكن لأعترض ، على الأقل حينها واحد من ثلاثتنا لن يضطر ليعيش حياته كاليتيم وهو ليس كذلك "
عض على شفته في محاولة منه لكتم دموعه بينما يكمل بصوت مخنوق :" على الأقل لما شعرت انت بألم فقدك لوالداك بالتبني ، ولماذا شعرت بأنك عبئ بسبب مرضك ! فهما أحباك به إيثان "
أخفض رأسه بينما يقف لينطق بذات نبرته السابقة :" أنا هو المذنب هنا لإفساد حياتك وجيني والجميع أيضا ، كل من يقترب مني ستحل عليه لعنة ما ! "
عقد أندرو حاجبيه بضيق شديد وهو ينطق بصوت هادئ يتناسب وهدوء الغرفة :" هل أنت مجنون ؟ أتظن نفسك سبب المشاكل التي تواجهنا ؟ رولند روبنز أنت لست السبب بأي شيء سيء "
نظر رولند له بضيق وإستياء وغادر الغرفة فهو فقط أراد أن يخرج القليل من ألمه لشخص لن يستمع له ، وبالنهاية يكتشف أن أندرو كان متواجدا وسمع كل شيء !
تنفس بعمق وهو ينطق بسخط :" على الأقل لم أتحدث بما هو أعمق ! تبا لك أندرو "
أتاه رد خادمه مباشرة :" وتبا لك أيضا ! "
حدق رولند به بإستياء ليبتسم أندرو بتحد ، حسنا من الآن وصاعدا على رولند نسيان تماما فكرة ان يعامله بإحترام كسيد بل هو سيقوده للجنون !
*****
تنفس بعمق وهو يستمع لإعتراضها منذ عدة ساعات لينطق بهدوء ومكر :" عزيزتي أنا لا أخطط حقا لجعل لورانس هو المسؤول عن ثروة الأسرة ! كل ما في الأمر أن هذا الشاب ذكي حقا و من الأفضل ضمه لنا وإبقائه بجوارنا ! "
تنفست بعمق وهي تغمض عيناها قبل أن تتحدث بهدوء :" حسنا لا بأس سأنسى هذا الآن فبكل حال نحن علينا التخلص من أبناء إينوري الثلاثة أولا ! "
ابتسم ديريك بخبث :" سنفعل أعدك ، سنتخلص من جميع أعدائنا ومن يقف بطريقنا ! "
*****
جلس آريان بملل شديد بجناح رولند والذي بات يقضي معظم نهاره به ، هو كان يفكر بأمر زيارة القصر التي أخبره عنها رولند برعب ، لماذا عليه الذهاب ؟ لن يحميه رولند من والدتهما أبدا بل سيقف بجانبها فقط !
وأيضا هنالك جانب صغير جدا من عقله متحمس للذهاب ، ماذا لو والدته ندمت على ما فعلته به ؟ وهي تريده الآن وتعترف به ؟ هذا يعني أن رولند سيعترف به كأخ وأيضا أخته جينيفر ستفعل عندما يقابلها لاحقا ، وهكذا ستصبح له عائلة تحبه حقا ولا تتمنى موته ، لكن وأيضا التفكير بهذا يزيد من خوفه أكثر ، خائف من أن يتحطم كل شيء عند ذهابه ويفقد حتى رولند !
هو لم يدرك حقا أنه يبكي إلا عندما سمع صوت أخاه الأكبر ينطق بهدوء وشيء من البرود :" لماذا تبكي الآن آريان ؟ "
نطق آريان بتردد بسبب وجه أخاه المستاء :" لا ، لا شيء يا أخي "
تنفس رولند بعمق ثم سار للأمام فمزاجه حقا لا يسمح له بمسايرة الأطفال حاليا ، رمى بجسده على فراشه بقوة ودون إنتباه ليشهق بألم بسبب ذراعه التي كانت بالأسفل ، شعر بأحدهم يمسكه ويرفعه ليجده أندرو الذي نطق بإستياء :" هل تنوي أن تفقد ذراعك يا أبله ؟ بالرغم أنك تستحق هذا بسبب معاملتك السيئة لأخاك "
تقدم آريان بسرعة وهو ينطق بتوتر :" لا هو لا يستحق ذلك أبدا "
نظر رولند لهما ليتحدث بسخط :" أغربا عن وجهي الآن ! "
ضحك أندرو بخفة وهو يطلب من آريان العودة لغرفة الجلوس بالجناح بينما تقدم هو ليمسك بيد رولند ويتحدث بهدوء :" سأقوم بوضع مرهم الكدمات عليها حسنا ؟ "
إستلقى رولند على فراشه بهدوء هذه المرة وحدق بالسقف فقط ، رمقه أندرو بهدوء وهو يردف بجد :" حقا رولند ماذا يحدث لك ؟ لما كل هذه السلبية بعقلك ؟ "
أغمض رولند عيناه وهو يجيب ببرود شديد :" لا شأن لك ، لا تتدخل بما لا يعنيك "
أمسك أندرو بذراع رولند المصابة وهو يبعد الضمادات بخفة بينما يتحدث بحده :" حسنا لكنني لست مهتم بأمر اللعنة التي ستصيبني إن بقيت بجوارك ! "
حاول رولند سحب يده من بين يدا أندرو إلا أن الأخير نطق بسخط :" لا تتصرف كما الأطفال يا أخي ! "
هدأت حركة رولند حتى أنهى أندرو عمله ومن ثم نهض بينما ينطق بسخط شديد :" لا تناديني بأخي فأنا لست اخا لأحد ولا صديق ولا أي شيء آخر فقط شخص عابر بحياة الجميع "
أجابه بهمس :" لست كذلك ، أنا لا أفهمك وهذا مؤلم رولند ، مؤلم أن أعجز عن قراءة وفهم صديقي الذي كان معي منذ الخامسة من العمر ! "
شعر رولند بدموعه تتجمع بعيناه بينما أندرو مسح تلك الدموع التي خانته وأنهمرت على وجنتيه ، أخفض رولند رأسه لينطق بصوت متألم :" أرجوك فقط إبتعد عني ، إعتبر أن رولند صديقك مات منذ ثلاث سنوات عندما حاول أليكسس إغتيالي "
هو أنهى جملته ليستلقي مجددا وقد قرر النوم حتى يتصل المشفى به ويبلغوه عن نتيجة العملية وإستيقاظ إيثان ، بينما كان أندرو ينظر لرفيقه بعجز شديد قبل أن يتنفس بعمق ويغادر الغرفة .
*****
عدة ساعات مرت عليه وهو فقط يجلس بكل هدوء ويقوم بإنهاء الأعمال المتراكمة عليه وعلى والده أيضا ، أصدر أنين خافت عندما شعر بتيبس ظهره فهو ومنذ عودته للمنزل لم يغادر جناحه الخاص ولا حتى لأجل الطعام !
نهض ليحرك جسده قليلا ، حدق بغرفته قليلا قبل أن يقرر التوجه للأسفل ، القصر هادئ للغاية وهذا يعني أنه إما أن يكون والده نائما أو خارج المنزل وربما بالمكتب الخاص به .
ابتسم بخفة وهو يرى شقيقته الصغرى تدندن بالقليل من الموسيقى بينما تعد لنفسها الشطائر وعصير فواكه ، هو تقدم ليتحدث بابتسامته اللطيفة :" أيمكن أن أحظى أنا أيضا بالقليل من الطعام ؟ "
إلتفت له بكل سعادة وهي تنحني بخفة بينما تنطق :" بالتأكيد أميري الوسيم "
ضحك بخفة ليجلس على أحد المقاعد وهو ينظر لها بينما تحضر له الشطائر بابتسامة واسعة ، من يرى إيمليا هنا لن يصدق بأنها ذات الفتاة المغرورة أو المتعجرفة ، هي فقط يمكنها التحول لفتاة أخرى تماما بوجود لورانس ، ربما آخر بقايا الطيبة الموجودة بداخلها ستختفي تماما إن حدث له مكروه .
*****
كانت جينيفر تجلس بهدوء على مائدة الطعام ، هي فقط لم ترد العودة للمنزل بل أرادت البقاء بالمشفى حتى يستيقظ إيثان ، تنهدت للمرة المئة ربما لينطق آلبرت بإنزعاج :" توقفي عن إفساد مزاجي الجيد ! "
نظرت له بترفع بينما تجيبه :" الرحمة ! هل تمتلك أنت من الأساس مزاج جيد لأفسده ؟ أم أنك غاضب لإن مزاجي معكر والفضل لا يعود لك للمرة الأولى ربما ! "
أراد إجابتها لولا والدهم الذي تدخل بهدوء :" ما رأيكما لو إحترمتما وجودي هنا ؟ "
صمت كلاهما بينما نطق آلبرت :" أعتذر أبي "
وهي تحدثت بهدوء :" آسفة لكنه من بدأ كما ترى "
ضحك ألفريد بخفة عندما كاد آلبرت أن يختنق برشفة العصير وهو ينطق بحده :" ترغبين بقرصة أذن عزيزتي "
هي عبست لتنهض وتختبئ خلف ألفريد بينما تنطق :" لم أقل سوى الحقيقة ، شكرا على الطعام "
أنهت جملتها لتغادر لغرفتها ، هي ما عادت قادرة على نطق كلمة أمي وأبي لهم ! وهذا يسبب لها شعور خانق ، هم إعتنوا بها وحموها من كل شيء ، إذا لماذا يحدث هذا لها ؟ هي فقط تشعر بأنها غريبة عن هذا المنزل وعقلها مشغول فقط بأسرتها الحقيقية ، أين والدها وهل هو حي أم لا ؟ لماذا والدتها أسائت لرولند ؟ هي يفترض بها ان تكون غاضبة من أخاها آريان فما هو ذنب رولند بما حدث ؟
ورولند ماذا حدث له ؟ لما الجميع يكرر أنه عانى الكثير وتغير فجأة ؟ حسنا هي واثقة أن لا أحد يعيش مع ديريك وشقيقه ووالدهم ويكون بخير لكن تصرفاته مع إيثان تثبت لها أنه شخص جيد !
وهنالك الخادم الذي رأته معه اليوم بالمشفى أليس هو أندرو من ذكره عمها بمذكراته ؟ والأهم أيضا أين أختفى عمها ؟ وهنالك ماكس أيضا أين هو ذلك اللعين الذي كان يعذب والدها دائما ؟
حركت شعرها بعشوائية شديدة قبل أن تسمع صوت ألفريد وهو ينطق بهدوء :" ماذا حدث لك جيني ؟ "
هي نظرت لأخاها بحيرة قبل أن تنطق :" أين هو عمي جين وزوجته ؟ ولماذا رحل وترك إيثان بمفرده بالرغم من أنه مريض ؟ أو أن إيثان لم يكن مريضا وقتها ؟ "
تنفس ألفريد بهدوء وهو يجلس بجوارها بينما ينطق :" لقد ولد إيثان بقلب مريض منذ البداية وهو تركه برفقتك ورولند لذا لا يعتبر أنه تخلى عنه بل تركه مع من يثق بأنهم سيعتنون به ! "
نظرت له بصمت ليغمض عيناه بينما يتحدث :" رولند كان بالتاسعة من العمر وأنتي وإيثان كنتما على وشك بلوغ الرابعة من العمر ، بذلك الوقت عمك جين قام بقتل عمه ماكس وإضطر للهرب وترك كل شيء خلفه فهو بنظر الجميع ناكر للجميل وقتل من ساعده دائما وقام بتربيته كابن له ، لذا فقد حقه بالعرش وديريك وأليكسس طالبا بقتله لذا خالك كريستيان ساعدهما على الهرب فخالتك رفضت ترك زوجها بمفرده لاسيما أنه كان بحالة فظيعة للغاية حتى أنه حاول الإنتحار العديد من المرات "
فتح عيناه ليجد دموعها تسيل على وجنتيها بينما ملامح الصدمة تحتل وجهها ، أردف ألفريد بحزن :" ما فعله جعل الجميع يرى أن الشقيقان قاتلان وأنهما لا يحفظان الخير الذي يقدم لهما ، وبالرغم من ذلك كريستيان صمم على أن إيثان هو وريث العرش ورولند هو مالك كل شيء لكن لم يكن بإمكان رولند طردهم فقط فهو مراقب من كل الجهات على أنه ينتمي لأسرة خائنة ! "
نطقت هي بألم :" وبنظر الجميع ديريك اللعين يعامل رولند كوالد جيد ويخشى عليه لذا أي حركة ستثبت فقط أنه شخص سيء ! "
أومئ إيجابا ليتحدث :" أجل وحينها سيتم سحب ثروة روبنز منه وتسلم لديريك أو اليكسس أو أبنائهم ! "
هي تنفست بعمق شديد بينما تفكر بأنها حتى لو رغبت بالإنتقام من ماكس لم تكن لتقوم بقتله هكذا فقط ودون أي مقدمات ، عليهم أن يكونوا شاكرين لإنه لم يتسبب بتعذيبه أولا !
لكن حقا لما قتله ؟ هي لا تظن أنه فعل هذا لينتقم لوالدها مثلا هل هذا بسبب السر الثالث ؟ أيا كان فهي الآن تعلم أن شقيقها يعيش تحت ضغط كبير بسبب فعلته ، وأيضا لماذا عمها حاول الإنتحار ؟ قتل ذلك اللعين لا يستحق كل هذا الندم ، وهي من ظنت أن عمها شخص قوي الإرادة !
وهنا يأتيها سؤال لماذا إيثان ليس برفقته ؟ رولند فقط من يعرف الإجابة وهي قطعا لن تذهب لسؤاله لإنها واثقة بأنه لن يجيبها حتى .
*****
جلس ريو بالقرب من سيده النائم ، هو يشعر بوحدة كبيرة الآن ، بالرغم من أن الوقت أصبح متأخرا للغاية لكنه لم يتمكن من النوم أبدا ، تفكيره كان سلبيا للغاية بالبداية عن سيده وصحته ولكن وبعد فترة قصيرة من الزمن بدأ يفكر بأسرته الحقيقية ، هل هم أموات ؟ أم هل تم التخلي عنه ؟ أهو خطيئة فقط ؟
المئات من الأفكار كانت تعبث بعقله عنهم ، هو يشعر بألم بكل مرة يذكرهم بها ، مجرد التفكير بذلك مؤلم للغاية أن يكون شخص لم يرغب به أحد وتم إلقائه للبيع بإحدى الأسواق السوداء دون الإهتمام بمصيره ، هو لطالما فكر بالإحتمالات التي كان الممكن أن تحدث له لولا والد سيده بالتبني ، قد يكون الآن ميتا أو رجل عصابات فار من العدالة وربما قاتل مأجور أو حتى مجرد عبد ذليل لسيده يهان دون ان يرتكب أي جرم ويضرب ويحرم من الطعام والدراسة والأصدقاء .
هو تشبث بسيده النائم عله يكتسب القليل من العزم ، ثواني فقط وغرق ببحر من الدموع .
لا يعلم كم مضى على بكائه لكنه شعر بعد فترة طويلة نسبيا بيد تمسح على شعره بينما ينطق بكل هدوء :" لماذا تبكي الآن يا مزعج ؟ "
ابتسامة واسعة رسمت على وجهه لينطق :" شعرت بالوحدة من دونك سيدي "
نظر إيثان حوله قليلا قبل أن يجيبه :" لكن أظن أنني بالعادة أكون نائما بهذا الوقت فهل تبكي دائما هكذا ؟"
هو أومئ سلبا لينطق بابتسامة من بين دموعه :" لا بل أكون نائما أنا الآخر "
تحرك من مكانه ليضغط على الزر الأحمر بينما نطق إيثان بتوتر :" هل نجحت العملية ؟ "
مسح ريو على شعره بخفة بينما يجيبه بحنان :" سيخبرنا الطبيب بذلك بعد أن يقوم بالقليل من الفحوصات لكنني واثق بأن سيدي تجاوز الأمر بنجاح "
ابتسم إيثان له بهدوء بينما دخل الطبيب ليتحدث بابتسامة هادئة :" حمدا لله على سلامتك سيد ليبيرت "
ابتسم إيثان له بخفة ليغادر ريو الغرفة حتى يقوم الطبيب بفحص إيثان .
****
بالرغم من أن الوقت كان فجرا تقريبا إلا أن رولند نهض من مكانه ليستحم ويبدأ بالعمل ، هو حرفيا شهق بخوف عندما وضع كوب من القهوة أمامه ، نظر لأندرو المبتسم بمكر بعتاب لينطق بذات ابتسامته :" سأعد لك القليل من الطعام فأنت لم تتناول أي شيء بالأمس "
قطب رولند حاجبيه بضيق وهو ينطق :" لماذا أنت مستيقظ منذ الآن ؟ "
ابتسم بهدوء وهو يجيب :" لم أذهب لغرفتي بالطابق السفلي بل نمت على الأريكة بالخارج ، وأستيقظت بفعل حركتك "
تنفس رولند بعمق وهو يعيد نظره وتركيزه للأوراق بينما ينطق :" لست جائعا لذا عد للنوم فقط "
أجابه أندرو بتحدي :" بل ستفعل رولند "
أجابه بنفاذ صبر :" وأنا أخبرتك أنني لا أرغب برؤيتك أو تناول الطعام "
تنهد الآخر بملل أيضا ليغادر بينما تنفس رولند براحة ، لكن فقط دقائق وعاد أندرو ومعه دواء ما وضعه أمام رولند مع كوب من الماء !
نظر رولند له بإستنكار لينطق أندرو ببساطة :" هذه حبوب فاتحة للشهية سيدي بما أنك لست جائعا من الأمس "
نظر رولند له والشرر يتطاير من عينيه لينهض بينما ينطق بكل غضب :" أندرو أقسم لك بأنني مستعد لقتلك إن لم تغرب عن وجهي ! "
ابتسم أندرو بإستفزاز ليمسكه رولند من قميصه بقوة وهو ينطق من بين أسنانه :" أنت حقا لا ترغب برؤية وجهي الآخر أندرو "
أجابه الآخر بسخرية :" بلى أرغب بذلك بشدة سيدي ، أرغب بمعرفة كل الجوانب التي لديك "
رماه رولند بعيدا عنه وعاد للجلوس عله يهدأ قليلا ، لماذا أندرو يرفض تركه وشأنه فقط ؟ حتى ألفريد والبقية تركوه وشأنه ، هو فقط يريد البقاء بمفرده ، ماذا بحق الإله يحاول أندرو أن يفعله ؟
أما أندرو فقد نهض وأحضر الطعام ووضعه أمام رولند الذي أغمض عيناه بقوة ، ابتسم أندرو وهو ينطق :" أمامك خياران سيدي إما أن تتناوله بهدوء أو تجبرني على الإبتعاد بقوة "
نظر له وهو يجيبه بسخط :" أي خادم هو من يضع سيده بين خيارين ؟ "
ابتسم أندرو وهو يجيبه :" لكنني أخبرتك يمكنك إبعادي بقوة "
أمسك رولند بالطعام وتناوله بعصبية واضحة بينما راقبه أندرو بهدوء ، الآن رولند تعمد أن لا يخبره عن كون كاميليا حية حتى يظهر بالنهاية كالشخص المظلوم والذي لم يثق به أحد ، لكن باللحظة التي يفقد بها أعصابه ويمد يده لضرب أندرو سينقلب الحق بالكامل عليه ، وكلاهما يعلمان بهذا !
إنتهى رولند من تناول الطعام ومن ثم وبحركة واحدة ألقى بالصحون أرضا لتتحطم تماما وهو ينهض ، نظر أندرو له بابتسامة فهو لم يتوقع أقل من هذا من صديقه .
غادر رولند الجناح الخاص به واتجه للحديقة بالخارج بينما بدأ أندرو بتنظيف الغرفة بهدوء وهو يفكر بخطوته التالية ، غادر الجناح الخاص برولند ليتجه لغرفته لكنه توقف أمام باب مكتب ديريك وهناك هو فقط سمع ما لا يجدر به سماعه ، شهق برعب مما سمعه وهذا جعل ديريك ينتبه لوجوده ، غادر المكتب ووقف أمام أندرو لينطق بشر :" ألم يخبرك أحد أن الإستماع للآخرين والتنصت عليهم يوقعك بمشاكل فظيعة "
هو كان ينظر له بصدمة قبل أن ينطق :" أنت لا تصدق ، هذا فظيع للغاية "
أخرج ديريك سيجارته من فمه ليطفأها بيد أندرو الذي صرخ بألم بينما تحدث الأول :" بالرغم من أنني أحببت وجودك بالقصر أندرو فهو يستفز رولند كثيرا ، بكل حال إن لم ترد لرولند الموت معك فلا تخبره عما سمعته وعندما أطلب منك القدوم ستأتي لأتخلص منك مفهوم ؟ وأي دليل أن رولند علم بما سمعته سيقتل معك وهذا وعد مني ! "
إبتعد ديريك بعدها بينما بقي أندرو يقف بمكانه بصدمة ، وهو حقا يلعن نفسه على وقوفه والتنصت على هذا الشخص .
أغمض عيناه بألم شديد وهو يفكر بالمصيبة التي أوقع نفسه بها ، هو للآن لم يساعد رولند بأي شيء وإن قتل على يد ديريك فصديقه سيختفي حقا للأبد ، وأيضا هو لم يرى كاميليا جيدا والآن هل حقا سيصمت عن ما سمعه ؟
~ نهاية الفصل ~
رأيكم بتصرف جين الأخير وقتله لعمه ؟
مصير أندرو ؟ وما هو الشيء الذي سمعه ؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top