الفصل الحادي عشر
لم تمضي بعدها أي أحداث تذكر في المدرسة لذلك وفور وصولها للمنزل قامت بفتح صفحات تلك المُذكرة لتعود بها إلى ذلك الماضي الذي عاشه أبطالها المفضلون فربما تكتشف كيف أصبح رولند بيد ديريك و أليكسس :
#######
بعد مرور يومين تقريبا كانت تدندن لصغيرها حتى ينام بهدوء بعد ان استيقظ إثر كابوس مزعج راوده مجدداً , تنهدت بيأس وهي تشعر بيديه الصغيرتان تتشبثان بها بقوة شديدة بينما جسده يرجف بشدة ... أغمضت عيناها وهي تضمه إليها لعلها تهدأ تلك العاصفة التي تسري بداخله وبداخلها .. فتحت عيناها بهدوء وهي تعطي الإذن لمن قاطع حبل أفكارها بطرقه للباب بالدخول ليطل الحاكم ويسير بكل هدوء حتى جلس بجانبها .. بقي يراقب ذلك الصغير الخائف بعينين مليئتان بالعطف ليتحدث أخيراً :" هل هو بخير ؟"
نظرت لصغيرها لتتحدث بصوت هادئ :" لا , إنه يواجه الكوابيس دائماً منذ ذلك اليوم "
تنهد بتعب قبل ان يتحدث :" إينوري لماذا تصرين على حبس نفسك داخل الغرفة ؟ تعلمين أنني لم اضع قانوناً يمنعك من التجول في القصر "
أشاحت بوجهها عنه لتتحدث بخفوت :" لا رغبة لي بذلك .. أنا لم أكن لآتي إلى القصر لولا أنني قلقة على رولند "
تنفس بعمق وهو يرسم إبتسامة على وجهه ليتحدث :" هل يمكنني حمله قليلاً إينوري ؟"
ضمته إلى صدرها أكثر وهي تنظر لوالدها بقلق بينما رفع الصغير رأسه وابتعد قليلاً عن والدته ليضع يده الصغيرة على وجهها بينما أردف الحاكم :" إينوري إنه حفيدي لا تظني ولو لثانية انني قد أقوم بإيذاءه ومن ثم انتي تخيفينه هكذا"
أومأت إيجاباً لتمد صغيرها له بينما حمله هو بكل هدوء وإبتسامة حانية مُرتسمة على وجهه .. راقبه الصغير بكل حذر وهو يتأمل تقاسيم وجهه قبل أن يبتسم له .. أطلق الحاكم ضحكة قصيرة وهو يرى أن رولند قد إرتاح لوجوده ليتحدث بمرح من نادر أن يظهره :" حسناً هل صغيري بخير ؟ أخبرني أترغب باللعب ؟"
إتسعت إبتسامة الصغير وهو يحرك رأسه إيجاباً بينما كانت إينوري تراقبهما وإبتسامة جميلة تعلو وجهها .. نظر والدها لها ليتحدث :" تعلمين سيخرج كريستيان من المشفى اليوم "
إتسعت إبتسامتها هي هذه المرة لتقف وتتحدث بحماس :" أأنت جاد ؟ ومتى سوف يصل إلى هُنا ؟ أيمكنني تحضير شيء ما له ؟"
ضحك بِخفة ليجيبها :" أجل جاد , سيصل هُنا عند غروب الشمس أي عند موعد العشاء .. بالتأكيد إفعلي ما يحلو لك فهو بالنهاية أنقذ حفيدي من الموت صحيح ؟"
رفع رولند رأسه لينظر إلى جده بينما أمسك هو يديه الصغيرتان وقبلهما ليتحدث بحنان وعطف :" فقط أرغب بمعرفة من يكون الابله الذي حاول قتل طفل جميل ورائع مثلك ؟ أنظر إليك من الصعب أن اصدق أن أحدهم يكرهك "
إبتسمت إينوري بقليل من السعادة لتتحدث :" بالرغم من انك تكره والده "
تنهد بإرهاق ليتحدث :" ربما كلمة كره لا تصف الواقع , انا لا أكرهه ولا أحبه .. على الأقل لم أعد أكرهه فقد أجبرت نفسي على تقبله عندما أصبحتي زوجته "
أخفضت رأسها لتتحدث بهدوء وقليل من الألم :" وهل لازلت تقوم بإيذائه في كل مرة يأتي بها إلى هُنا ؟ أعني أنت كنت تقوم بضربه دائماً "
أخفض رأسه هو الآخر قبل أن يجيبها وهو يضع رولند بين يديها ويقبل رأسه :" لا , منذ اليوم الذي أصبحتي زوجته لم أتحدث إليه حتى .. لم أكن لأزيد من نقمك وكرهك لي .. لذلك بِت أتجنب رؤيته و الحديث معه أو التعامل معه .. وبالمناسبة هو سيأتي في الغد برفقة جين .. ولكنه على الأغلب لن يدخل إلى القصر بل سيجلس في الحديقة كعادته "
سألت بإستنكار :" إن لم تكن تؤذيه فلماذا لا يجرؤ على دخول القصر ؟"
إبتسم بهدوء وهو يجيب :" لإنه وببساطة يخشى مني ومن نظراتي الحادة .. ويكره أن يثير أعصابي برؤيته .. لديكي زوج حكيم إينوري .. ومن ثم يا طفلتي تأكدي من أن والدك ليس سيئا إلى درجة تجعله يقبل طفله ويداعبه ومن ثم يهين الوالد و يضربه "
ليغادر الغرفة بعدها بينما عادت إينوري للجلوس بهدوء وهي ترى صغيرها يتثاءب مما دفعها لأن تجعله يستلقي على السرير وهي تدندن له لحن هادئ وجميل بعد أن رسمت البسمة على وجهها وهي تشعر بأنه لم يعد خائفاً بسبب آخر كابوس راوده .
في مساء ذلك اليوم كانت أشعة الشمس قد بدأت بالخفوت تدريجياً معلنة انتهاء فترة وجودها في كبد السماء لهذا اليوم .. وفي حديقة ذلك القصر الغناء حيث كانت الزهور تتنوع بألوانها و أشكالها المختلفة وروائحها العطرة جلست صديقتنا وهي بانتظار كريستيان والذي تأخر عن موعده مما كاد أن يسبب لها الجنون فهي بانتظاره هُنا منذ أن سمعت بخبر عودته للقصر .. تنفست بعمق لإبعاد الغضب عنها واتجهت إلى حيث يقف صغيرها بالقرب من إحدى الزهور ذات اللون الاحمر القاني لتبتسم له بهدوء وهي تجلس القرفصاء بجانبه وتتحدث :" هل أعجبتك هذه الزهرة رولند ؟"
ابتسم لوالدته بسعادة وهو يومأ إيجاباً بينما تحدثت تلك الفتاة التي كانت تحمل بعض قطع البسكويت و أكواب من الشاي الساخن بابتسامة حانية :" ولكن إينوري انتي ويوجين من زرعتما هذه الزهرة صحيح ؟ قبل خمس سنوات من الآن "
ابتسمت المعنية لتلك الذكرى لتتحدث بهدوء :" أجل محقة , يوجين يهوى حقاً العناية بالحدائق المنزلية .. لن يمانع أن يعتني بإحدى الحدائق حتى لو كان متعباً أو مُرهقاً بل دائماً ما يهرب من حزنه وألمه عن طريق إشغال نفسه بالعناية بها "
ابتسمت آنجلي بقليل من الحزن لتتحدث :" تعلمين لديكي زوج رائع حقاً إينوري , انه يحبك وهو مستعد لفعل أي شيء من أجلك "
أرادت إينوري أن تجيب ولكن ذلك الصوت المنزعج والذي ظهر فجأة من العدم جعل كلتاهما تفزعان ليتحدث :" ما معنى ذلك ؟ أتعنين أنني لا أحبك و لستُ مستعداً لفعل أي شيء من أجلك .. هي يو ألا ترى معي أن مخطوبتي معجبة بك ؟ وهذا قطعا ليس بالأمر الجيد ثق بي سأقضي عليك إن تطلب الأمر "
ظهرت ابتسامة هادئة على وجهه ليتحدث بهدوء كما ابتسامته :" افعل ما يحلو لك سيدي ولكنك حينها لن تجد خادماً آخر يمكنك الوثوق به ! "
تحدثت آنجلي بغضب وقد إحمر وجهها :" جين أنت مجرد شخص أحمق أتفهم ذلك ؟ لم أعني ما فهمته .. تباً لك موافق " لتشيح برأسها عنه بخجل .
بينما بدى الغيظ على وجه إينوري وهي تمسك جين من أُذنه لتتحدث بتهديد :" هل سمعتك الآن تهدد زوجي , إن لم تستطع أن تجعل خاطبتك لا تنظر لغيرك فهذا يعني فشلك التام , عزيزتي آنجلي فقط أخبريني ماذا ترين بهذا الأبله شيء يعجبك ؟ "
تحدث وقد بدى عليه الألم الشديد وهو يمسك بيد إينوري التي تمسك بأذنه :" أنا آسف آنجلي , وآسف يوجين ولكن من فضلك هلا طلبت من زوجتك الابتعاد عني .. تباً فقط أخبرني كيف استطعت العيش معها أنا أُشفق عليك بالفعل "
شدت أكثر على أذنه ليصرخ بخفة بينما وضع يوجين يده على يد إينوري ليتحدث بهدوء وابتسامة جميلة تعلو وجهه :" من فضلك إينوري اتركيه وشأنه .. ومن ثُم هو في عهدتي الآن "
أبعدت يدها عنه وهي تنظر له بتهديد بينما اكتفى هو بفرك أذنه بينما يتمتم بغضب وحنق :" تباً إنها ليست فتاة أبداً "
نظرت له و الشرر يتطاير من عينيه :" فقط أعد ما قلته لي يا هذا ؟"
اختبئ خلف يوجين وهو يتحدث بتوتر :" لا شيء لم اقل شيئاً , لا تغضبي "
نظرت إينوري لجين لتتحدث موجهة كلامها لآنجلي :" تباً حقاً عزيزتي أنتي لا تجيدين الاختيار , ثقي بي يمكنني أن أجد لكِ من هو أفضل من هذا الأبله "
ابتسمت آنجلي لتتحدث بهدوء :" موافقة "
في تلك اللحظة صرخ جين بالفتاتين :" هل فقدتما عقليكما ؟ , تباً يو أرجوك لا تتركها كي تسمم آنجلي بمثل هذه الافكار السيئة "
ابتسامة لطيفة لاحت على شفتا يوجين ليتحدث بهدوء :" تعلمين آنسة آنجلي لا أظن انكي قد تجدين شخصاً كسيدي يحبك بصدق "
أشاحت إينوري بوجهها لتتحدث :" إذن أنا كاذبة سيد يوجين "
لم تختفي تلك الابتسامة ولكنه تحدث بصوت أرق :" بالتأكيد لا فأنتي قطعاً تعترفين بما أقوله في أعماقك صحيح ؟"
ابتسامته تلك ورقة صوته جعلت حُمرة طفيفة تعلو وجهها وهي تومأ له إيجاباً بينما صفق جين بيديه ليتحدث بقليل من السخرية :" وهل تجيد إينوري الخجل حقاً أم أنني أحلم ؟"
اشتعلت عيناها بتلك اللحظة وكادت ان تقضي عليه بالفعل ولكنه اختبئ خلف رولند هذه المرة و الذي كان يضحك بشدة على أفعالهم .
آنجلي بهدوء وتوتر :" لا تسيئا فهمي ولكن لماذا أتيتما إلى هُنا اليوم ؟ اليس غداً هو موعدنا ؟ "
تحدث جين وهو يداعب رولند قليلاً :" ظننا أنكِ لن تسألي عن ذلك أبداً"
لم تفهم آنجلي ذلك بينما تحدث يوجين بقليل من الهدوء :" حسناً لقد ذهبنا لإحضار السيد كريستيان من المشفى "
شهقت كلتاهما بفزع بينما تحولت نظرات إينوري لغضب عارم وهي تتحدث :" أتعني أن ذلك المغفل هُنا منذ فترة من الزمن ولم يظهر حتى هذه اللحظة ؟"
صوت لضحكة متوترة من خلفها أجاب على سؤالها ليتحدث بتوتر :" حسناً أردت التأكد فقط إن كنتي غاضبة مني الآن , أعني لم أرغب في أن أزعجك "
نظرت له و الشرر يتطاير من عينيها وقد نست تماماً أنها أرادت أن تحتضنه وتقبل جبينه كشكر على حماية طفلها والإعتذار على معاملته القاسية ولكنها ضربت بكل تلك المخططات بعرض الحائط وهي تقوم بضربه على معدته بقوة لتتحدث بغضب :" لم أكن كذلك ولكن الآن أرغب بقتلك "
وضع يده اليمنى على مكان الضربة ليتحدث بنوع من الألم و التوتر :" هل سيكفي الاعتذار هذه المرة إينوري أعني لقد آلمتني بالفعل وأنا قد خرجت اليوم فقط من المشفى "
أشاحت بوجهها عنه لتتحدث بمكر :" أخي العزيز كريس إصابتك كانت في كتفك لا في معدتك .. ومن ثم ألن تقوم بخدمة ما لأختك الصغرى ؟"
إبتلع رمقه بقلق ليتحدث بهدوء مصطنع :" أي شيء ترغب به أميرتي على أن لا تغضب مني مجدداً "
ازداد اتساع ابتسامتها ولكنها ما إن همت بإخباره بطلبها حتى تدخل يوجين وهو يتحدث :" يكفي أنه قام بإنقاذ طفلنا إينوري لا يمكننا طلب المزيد منه صحيح ؟"
تصنعت الحزن وهي تقول :" حسناً معك حق "
لتبتسم لكريستيان الذي لم يفهم شيئاً قبل أن تضمه إليه وتقبل جبينه بلطف وهي تقول :" حمداً لله على سلامتك أخي .. وأهلا بعودتك "
تجمد في مكانه للحظات قبل أن يخفض رأسه قليلاً ويضمها بقوة إليه .. قاطع جين تلك اللحظة عندما تحدث بقليل من الاستهزاء :" لن تبكي كالأطفال الآن صحيح ؟ بكل حال نحن يجدر بنا المغادرة "
رفع كريستيان رأسه ليبتسم لهم بينما تحدثت آنجلي باعتراض :" ولكن لماذا ؟"
كان يوجين وجين قد بدءا بالسير نحو المخرج بالفعل وقد أجابها جين وهو يلوح بيده :" استمتعوا جيداً هذه الليلة "
لوحت له بإبتسامة جميلة لتعيد النظر إلى كُل من كريستيان و إينوري اللذان كانا يتحدثان معاً بسعادة .. لتتسع إبتسامتها وتنضم إليهما بينما كان رولند برفقة خاله كريستيان طوال الوقت .
*****
كان جين يحدق بالنافذة بشرود تام هو حقاً ليس على ما يرام هنالك ما يشغل فكره في الآونة الأخيرة والأغرب بأنه لم يقم بإخبار يوجين عن تلك الأمور .. كان يوجين ينظر له بقليل من القلق بين الفنية و الاخرى وهو يقود السيارة وضع جين لم يعجبه أبداً فهو يشرد بفكره كثيراً كما أنه لا يتناول إلا القليل من الطعام وبالرغم من ذلك فهو يبتسم ويتحدث بمرح أمام الآخرين .. حقاً فقط لو يعلم بماذا يفكر .. تنهد حينها بتعب فهو يكره رؤيته حزيناً دون أن يمتلك القدرة على مساعدته .. لفت ذلك إنتباه جين الذي نظر لعيناي يوجين من خلال المرآة قبل أن يتحدث بهدوء :" ما الأمر يو ؟ هل هنالك مشكلة ما ؟"
أغمض يوجين عيناه لأقل من ثانية قبل أن يجيبه بهدوء :" هذا يفترض أن يكون سؤالي أنا .. أنت لست على ما يرام سيدي "
إبتسم جين بهدوء وهو ينظر للنافذة ليتحدث :" تعلم لقد وقع شجار بيني وبين أبي في الأسبوع الذي قضيته في المشفى لقد ..."
أخفض رأسه وهو يشد على قبضة يده غير قادر على إكمال حديثه بينما إزداد قلق يوجين وقد بدى ذلك واضحاً في نبرة صوته ليتحدث :" سيدي ماذا حدث ؟"
أجبر جين نفسه على رسم إبتسامة لم تخلو من الحزن ليتحدث :" إنسى الأمر , كل شيء بخير الآن حقاً "
بقيت علامات القلق مرسومة على وجه يوجين قبل أن يردف جين بصوت هامس حزين :" على الأقل فهمت الآن سبب إختلافي عنهم "
توسعت عينا يوجين في تلك اللحظة وقد كان من حظهم انهم توقفوا عند الإشارة الضوئية وإلا فإنه قطعاً كان سيؤدي إلى كارثة فقد ترك المقود وارتجفت اوصاله قبل أن يتحدث بنبرة حاول قدر الإمكان جعلها هادئة :" ماذا تعني سيدي بعبارتك الأخيرة ؟"
أعاد نظره إلى النافذة ليتحدث بصيغة آمرة منهياً ذلك النقاش :" إنسى الامر فحسب "
شد يوجين على المقود وقد بدى الغضب جلياً على وجهه وعيناه التي يشعر الشخص لو نظر لهما الآن بوجود عاصفة قوية بداخلهما .. ما إن قام يوجين بإيصال جين إلى القصر حتى ذهب لركن السيارة في مكانها المخصص وقد كانت تلك العاصفة لم تهدأ بعد بداخله .. سار بخطوات سريعة ليدخل إلى ذلك القصر ويسير بكل هدوء على عكس ما يشعر به تماماً ولكنه بدلاً من الصعود إلى الجناح الخاص بجين ذهب إلى الجناح الخاص بكبير تلك الأسرة ليفتح باب المكتب دون إستئذان حتى !
نهض ماكس من مقعده وهو ينظر ليوجين بإستنكار وقد فعل إبناه اللذين كانا معه المثل .. تحدث ماكس بحدة :" الم يعلمك والداك ان تطلب الإذن قبل الدخول لغرف أشخاص آخرين ؟"
إبتسم بسخرية شديدة وقد أغلق باب المكتب من خلفه بالقفل ليتحدث بحِدة وسخرية :" لكنني قمت بقتل والداي أتذكر ؟ أتظن أنني سألتزم بتعليماتهما ؟ ومن ثم أتعلم لقد اخبراني أيضاً ان ألا اسامح من يعقد إتفاق معي ثُم يقوم بخيانتي .. أتعلم شخصاً ما توجد به هذه الصفة عمي العزيز "
إحتدت نظرات ديريك الذي أراد تحطيم وجهه إلا ان يوجين وبكل بساطة أمسك بذراعه وقام برميه أرضاً وهو يتحدث بغضب :" سيكون من الأفضل لك ولشقيقك المغفل هنا أن لا تتدخلا "
لم يتمكن أليكسس من إحتمال الأمر أكثر مما دفعه إلى الهجوم هو الآخر ولكن يوجين أمسك بذراعه اليمنى وقام بوضعها خلف ظهره وهو يضغط عليها بكل قوة وحقد ربما مزمجراً بغضب :" ألم أطلب منك ومن عديم الفائدة شقيقك ذاك أن لا تتدخلا في ما لا يعنيكُما !!"
في تلك اللحظة أمسك ماكس بذراع يوجين التي يمسك بها أليكسس الذي حاول الهجوم عليه بعد ما فعله بديريك .. ليتحدث بِحدة :" إياك وأن تلمس أحد أبنائي يوجين "
أفلت يوجين ذراع أليكسس التي كان يشدها إلى الخلف بقوة ليتحدث :" حسناً , أنا وحتى هذه اللحظة لازلت أطيع اوامرك ... ولازلت محافظاً على الإتفاق الذي بيننا ولكنك لا تفعل ذلك وهذا هو ثاني إختراق للإتفاق "
إبتعد ماكس وعاد ليجلس على مقعده ليتحدث بإبتسامة مُستفزة :" هذا غريب يوجين ماذا فعلتُ له هذه المرة , لقد أخبرته انني تبنيته وأنه ليس إبني الحقيقي هل كنت كاذباً ؟ أم أنه كان علي أن أخبره بالحقيقة كاملة ؟"
إشتد غضب يوجين ليتحدث بصوت مرتفع نسبياً :" لا يحق لك إخباره عن أي شيء .. لم يطلب احدهم منك فعل ذلك "
ضحك ماكس بصخب قبل ان يتحدث بهدوء قاتل :" وهل تخشى أن يكرهك يوجين ؟ ذكرني مجدداً بنص الإتفاق الذي بيننا .. بمحاولتك الفاشلة بإخفاء الأمر عنه , من الممتع حقا خرق الإتفاق بيننا لإنني واثق أنك لن تجرأ أن تخبره أكثر من كونكما شقيقان وأنك أحرقت غرفته لتتخلص منه صحيح ؟.. أريد لجين أن يعلم الحقيقة وهو من سيقرر إن كان كل شيء سيمضي بخير ودون أي تغيير أو أنك ستطرد من هُنا تماماً "
شد يوجين على قبضة يده بقوة شديد قبل أن يتحدث بهدوء مفاجئ :" لا , إتفاقنا كان أن لا تسبب له أي الم لا جسدي و لا نفسي وبالرغم من ذلك أنت سببت له كلا الألمين .. بكل حال فقط حتى ينتهي من إمتحاناته الثانوية .. سأخبره بالحقيقة كاملة بعدها .. وسأقبل بأي حكم يضعه هو تماما كما هو متفق بيننا ولكن إياك وأن تؤذيه مرة أخرى ( عاد الغضب و الحِدة على صوته ليردف ) : وإلا فأنا اقسم لك بانني سأقوم بتلويث يداي بدمائك و دماء أبنائك حقاً هذه المرة "ليغادر المكتب بعدها وهو يعض بشدة على شفته .
توقف أمام الجناح الخاص بجين وهو يلتقط أنفاسه ويحاول جاهداً منع نفسه من إظهار الغضب على ملامح وجهه عند دخوله .. أخذ نفساً عميقاً قبل أن يطرق الباب بخفة ويدخل إلى الداخل .. لم يكن جين بغرفة الجلوس الخاصة به بل بغرفة النوم حيث كان يجلس على السرير وشعره يقطر ماءاً بينما أبقى أزرار قميصه مفتوحة وهو شارد تماماً .. تنهد يوجين قليلاً قبل أن يقترب منه ويقوم بوضع المنشفة على رأسه وقد بدء بإغلاق أزرار قميصه ليتحدث بلطف :" ستصاب بالزكام هكذا .. عليك أن تهتم بنفسك قليلاً "
تحدث الآخر وقد بدى انه لا يستوعب مالذي ينطق به حتى :" لكن لماذا قام بتبني ؟ اعني هو لديه ابنان بالفعل فماذا يريد بإبن ثالث ؟ ولماذا أنا بالذات ؟ "
أغمض يوجين عينيه بقليل من الألم ليتحدث :" لقد حدث الأمر بهذه الطريقة وانتهى الأمر , لماذا تفكر بالأمر كثيراً ؟"
لم يتحدث جين بعدها بينما نهض يوجين وأحضر مجفف الشعر وبدء بتجفيف شعر جين قبل أن يساعده على الإستلقاء على سريره .. بقي يوجين يجلس بالقرب من جين حتى تأكد من أنه لم يعد يمثل أنه نائم بل نام بالفعل لينهض ويأخذ حماماً دافئاً ويستلقي إلى سريره بكل هدوء .
*****
ما إن غادر يوجين المكتب حتى قام ماكس بتحطيم كل ما أمامه من أدوات بينما بقي ديريك مدهوشاً من المدى الذي إستطاع يوجين أن يصل إليه فخلال كل تلك الأعوام لم يجرأ يوجين على رفع يده على أحدهم أو حتى صوته لقد كان يتحمل التعذيب النفسي و الجسدي بهدوء تام ودون إثارة متاعب وهذه هي المرة الثانية التي يفقد فيها أعصابه و الأسوء دون أن يتمكن والده من إسكاته أو لمسه
بينما افرج أليكسس عن إبتسامة خبيثة وهو يشعر بمدى تعاسة يوجين التي حاول إخفائها وقلقه الشديد من ردة فعل جين .. إنه يتوق حقاً بالفعل لذلك اليوم الذي سيخبر به يوجين جين بالحقيقة كاملة حيث سيتحطم كلاهما في يوم واحد سيكون أمراً مُمتعاً بالفعل .
~ نهاية الفصل الحادي عشر ~
حسناً نهاية المذكرات الخاصة بجين باتت قريبة للغاية فصل أو اثنين , ربما بإمكانكم تجهيز دموعكم والمناديل الورقية للأحداث القادمة من الآن !
ما هو الإتفاق بين يوجين وعمه ؟
ماذا سيحدث بإحتفال أسرة روبنز عندما تلتقي جوليا برولند ؟
توقعكم لردة فعل جين عند إكتشافه الحقيقة ؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top