الفصل الثاني والثلاثين

مضى يومان منذ خروج يوجين من العمليات والآن كل من جين وآنجلي و إبنيهما أليس و ألين يجلسان بالقرب من يوجين الذي إستيقظ هذا للتوه ، هو نظر لشقيقه ومن ثم للمكان الذي هو به لتنطق آنجلي بتردد :" نحن بالمدينة فأنت إحتجت لعملية ضرورية لذا قدمنا جميعا وأحدهم وافق على إستضافتنا بمنزله "

إعتدل يوجين بجلسته بينما يقطب حاجباه وهو ينظر لشقيقه :" هل أنت مجنون ماذا لو أمسك بك الحرس ؟ "

أخفض جين رأسه وهو ينطق بهدوء :" حياتك أهم يو ! أنت أكثر قدرة مني على التصرف بحكمة ! "

أشاح يوجين بوجهه عنه ليطرق الباب ويدخل إيثان منه بينما نظرت له الأسرة بدهشة لينطق هو بملل :" ماذا ؟!  اللون الأشقر سيذكرني بالمشفى لذا صبغت شعري للأسود أهناك مشكلة ؟ "

أومئ الجميع سلبا وهم بذات الصدمة بينما ابتسم يوجين وهو ينطق :" أنت من ساعدنا صحيح ؟ شكرا لك يا صغيري "

ابتسم إيثان له وهو يتحدث بهدوء :" لا داعي لذلك حقا ، لم أفعل إلا ما يجب علي فعله ! "

هو وجه ناظريه للجميع قليلا قبل أن ينطق :" أعتذر على حبسكم بهذا الطابق والجناح ، لكن الإشاعات التي قد يصدرها الخدم ستثير الريبة ، أنا الآن أخطط لطردهم جميعا من القصر لتتمكنوا من أخذ راحتكم به ، لن أبقي أي واحد فأنا لن أثق بهم "

تحدث جين بإمتنان :" شكرا لك حقا ، أنت تفعل الكثير لأجلنا ! "

لم يتمكن إيثان من إجابته أو النظر له حتى ! لذا هو فقط رسم ابتسامة مجاملة على شفتيه وإنشغل باللعب مع شقيقيه فقط .

وعند باب الغرفة توقف ريو وهو يفكر بالعديد من الأفكار السوداوية ، توجه للأسفل بينما يفكر كيف ستكون حياته بعد أن يتم طرده من هنا ؟

هل سيصمد كثيرا أم أنه سيموت كمتسول قذر ؟! أهنالك من سيقبل به للعمل لديه ؟ وأيضا هل سيطلق إيثان سراحه فقط !؟

هو بدأ بالبكاء ما إن وصل للغرفة الجلوس الضخمة وأستلقى على إحدى الآرائك .

****

توسعت عيناه الزرقاوتين وهو ينطق بحده :" هل أنت جاد ؟ أقسم أنني رأيت ذلك ! كيف يسجلون الأمر كحادث بسبب الإهمال !؟ "

نظر رولند له بصمت وأندرو فقط أشاح بوجهه عنه وشعوره بالذنب عاد للتصاعد مجددا ، بينما لورانس نطق بصوت مرتجف :" لقد رأيته وهو يخرج السكين من قلبه ! رولند أنت لا تصدقني أيضا ؟ "

مسح رولند على شعره قبل أن ينطق :" أنا أصدقك لورانس ، ولكن الشرطة فقط ظنت أنك تتوهم بسبب إصابتك ! ولم تجد أي دليل على كلامك ، لا يوجد أي شيء يثبت وجود سارق أو قاتل بالقصر ! هم فقط سجلوا أن المدفأة كانت مشتعلة ووجد بعضهم بالقصر حبوب مهدئة وضد الإكتئاب بكثرة لذا إعتبروا أن والدك كان مدمن عليها مما يعني أنه ليس بكامل قواه العقلية "

شد لورانس على الغطاء بقوة شديدة بينما أكمل رولند بابتسامة هادئة :" يوما ما ستظهر الحقيقة لو ! لذا فقط تحسن بسرعة موافق ؟ "

نظر له لورانس وهو ينطق :" سيكون من الصعب نسيان الأمر لكن علي العودة لأجل شقيقتي الآن " 

مسح رولند على شعره بكل هدوء وهو ينطق برقة :" أجل فهي بإنتظارك , لذا إستجمع قواك وإنهض مرة أخرى موافق ؟"

ابتسم له لورانس قبل أن ينظر لأندرو ويبتسم بهدوء :" شكرا لك على مخاطرتك بحياتك لأجلنا ! وأبلغ شكري لأبناء جيفرسون أيضاً "

بالكاد تمكن أندرو من الابتسام له والنطق بهدوء :" سأفعل , لا داعي للشكر فهذا كان أقل من الواجب حقاً "

بعدها غادر الصديقان الغرفة فديريك على وشك الوصول لأخذ لورانس من المشفى ! 

وبالطريق تحدث أندرو بتساؤل :" لماذا لم تخبره الحقيقة ؟"

أجابه رولند بابتسامة هادئة :" هل تعلم ما هي ردة فعله حينها ؟"

نظر لأندرو قبل أن يكمل بهدوء وجد :" هنالك جانب منه قد يصدق كلامنا ولكن لابد من وجود جانب ولو صغير سيكذب ذلك وسيجعله يظن بأنني وأنت من خطط لقتل والده ومن ثم بدأنا بالتخطيط للإيقاع بديريك ! "

رمش أندرو عدة مرات ليضحك رولند بخفة وهو يردف بشيء من المكر :" ديريك لابد أنه وضع خطة لإظهارنا بمظهر الكاذبين أمامه و إتهامنا نحن إن هو شك ولو لثانية بأن لورانس يشك به ! "

توقف أندرو عن السير بينما نظر له رولند وهو يكمل كلامه بابتسامة :" من الجيد للجميع أن التحقيق توقف , فحينها أول مشتبه به سيكون أنا ! ولا تنسى أنني آخر من تشاجر معه أمام الإعلام وحتى لو مرة على ذلك شهر كامل ! "

قطب أندرو حاجبيه بضيق قبل أن يتنفس بعمق وهو يسير بجواره مرة أخرى بينما تحدث :" لقد سمعت من آلبرت أنهم أمسكوا بأشخاص كانوا يسيرون خلف جيني بين الحين والآخر بسيارة سوداء ! "

ابتسم رولند بهدوء وهو يجيب :" أجل علمت بذلك وهم فقط عصابة بائسة أرادت إختطافها لأجل جمع المال , وبالرغم من هذا لدي شك كبير بأن ديريك خلفهم فربما هو بدأ يشك بجيني لذا قد أطلب منها أن تفضح الحقيقة أمام الجميع "

شهق أندرو برعب وهو ينطق :" ماذا ؟ هل فقدت عقلك رولند !؟ هو سيقتلك مباشرة ! "

قطب رولند حاجبيه وهو يجيبه :" ليس الأمر كذلك لكن لا ذنب لأسرة جيفرسون أندرو , علينا إظهار أن لا شأن لهم بأي شيء إن ظهرت الحقيقة ! فإن قتل شقيقه أتظنه لن يدبر حادث ما لهم ؟! "

صمت أندرو وهو يومأ إيجاباً بينما يسير بهدوء وقلق , وكأن الشعور بالذنب لما حدث لأسرة أليكسس لا يكفيه والآن أضيف له أن بمعرفته لهذه الحقيقة قد توجه أصابع الإتهام له ولصديقة و الذي لا ذنب له مطلقاً .

******

جينيفر كانت تجلس بجوار إيمليا وهي تنطق بابتسامة مرحة :" إذا الآن يمكنك العودة لإيمليا التي أعرفها صحيح ؟ فشقيقك الوسيم وفارسك سيعود للمنزل اليوم ! "

علق ريكس بحاجب مرفوع :" الوسيم ! "

هي نظرت له قليلاً لتنطق بهدوء وشيء من الفضول :" لماذا هل يشعر السيد ريكس روبنز بالغيرة ؟"

صمت قليلاً وهو يتأملها قبل أن يتحدث بهدوء شديد وبصدق :" أنتي صديقة لي منذ الطفولة جولي لذا الكذب الآن وإخبارك أنني أفعل سيكون مزعجاً ! الحقيقة أنني ومنذ بداية إرتباطنا معاً أبحث عن شيء ما لإفساد الأمر قبل أن يتحول لشيء رسمي ! أنا للآن لم أعثر على إحداهن للوقوع بحبها لكن لا أمانع من الزواج لمصلحة أبي , فقط الأمر مختلف معك لا أريد العثور على فتاة أحبها لاحقاً ثم أتسبب بتحويل حياتك للجحيم لتبتعدي أنتي عني ! "

عبست جيني وهي تجيبه :" أتعني أنك موافق على فعل هذا لفتاة أخرى ؟ كن رجلاً وقف أمام والدك وأخبره برفضك الصريح ! "

هو رمش عدة مرات قبل أن ينطق بدهشة :" ألستي حزينة أو حتى على الأقل منزعجة من ذلك ؟"

ضحكت جينيفر بهدوء بينما نطقت إيمليا بغرور ربما للمرة الأولى منذ الحادثة :" بالتأكيد لن تهتم فصديقتي ستعثر قطعاً على فارس أكثر وسامة منك ! "

أجابتها جيني بنفس النبرة :" بالتأكيد ! "

ضحكت الفتاتان معاً بينما عبس ريكس أكثر فأكثر وهو يشعر بالغضب لكنه سرعان ما ابتسم فقط , نظرت له جينيفر لتتحدث بجد :" لكن هنالك سر أريد أن تعرفه أنت أيضاً , لقد أخبرت إيم به من قبل بالفعل ! "

هو نظر لها بجد بينما أومأت إيمليا لها بابتسامة مشجعة لتنطق :" أنا لست ابنة جيفرسون بل تم تبني عندما كنت طفلة صغيرة ! "

هو نظر لها بإنتظار أن تكمل بما أنه يعلم هذا منذ أن قررت أسرته أن يرتبط بها لتردف هي بصوت واثق :" أنا ابنة يوجين روبنز ! "

وهنا هو اتسعت عيناه بصدمة لتكمل هي بكل جدية :" تعلم أن والدك لا يطيق رولند والحقيقة أنا ربما لا أفعل لكن هو إن علم بالحقيقة قد يؤذي شقيقي أو يهدده بي لذا أفضل إبقاء الأمر سراَ , لكنك اليوم تحدثت معي بكل صدق لذا أظن أنك تستحق أن تعلم الحقيقة حتى لا تعرفها من أشخاص آخرين لاحقاً , وريكس أنا فقط لم أغير فكرة كوننا أصدقاء وأتمنى أن لا تفعل أنت هذا ! "

نهض ريكس من الغرفة بسرعة ليتوجه لجناح رولند , هو فتح الباب دون طرقه ليجد كل من رولند وأندرو ينظران لملف ما بصدمة , تقدم منهما ليسحب الملف ألقى نظرة سريعة عليه لتتسع عيناه بينما يتحدث :"رولند من أين أحضرت هذا الشيء ؟! كيف حصلت عليه ؟ من المستحيل أن يكون ما كتب به حقيقة ! "

نظر له رولند بألم شديد , هو حقاً يشعر بالألم الشديد بسبب ما إكتشفه للتو , فقط كيف يمكن لديريك أن يكون بهذه الطريقة ؟! كيف له أن لا يشعر ولو قليلاً ! اللعنة ذلك الشخص هو شقيقه من والداه .

إحتضن ريكس الملف بين يديه وملامح رولند فقط أخبرته أنه الآخر مصدوم لذا هو ليس من قام بتلفيقه ! سار إلى غرفته بسرعة وهو يشعر بألم فظيع يجتاحه .

****

نظر كبير الخدم لسيد القصر الشاب وهو يتنهد بينما يومئ له إيجاباً وقد توجه للبقية لإخبارهم بأن لا أحد من الخدم عليهم أن يكونوا بالقصر وأمامهم ساعة واحدة فقط للمغادرة بينما سيقوم سيدهم بدفع رواتبهم لمدة عام تقريباً !

سار وهو يخبر كل خادم يراه أمامه وهو فقط وقف أمام ريو الذي كان للتو قد توقف عن البكاء ويستعد للنهوض , كان ينظر له بشيء من الشفقة فهو يدرك أن هذا الفتى لا مكان له سوى القصر , تنفس بعمق ليتحدث :" السيد ليبيرت أمرنا بمغادرة القصر جميعاً خلال ساعة واحدة وهو سيرسل لنا روابتنا لمدة عام تقريباً "

نظر له ريو بعيون متسعة وهو يشير على نفسه ليتحدث بصوت مرتجف :" وأنا أيضاً !؟"

تنهد الخادم العجوز وهو ينطق بعطف :" هو لم يستثني أي أحد , يمكنك القدوم والعيش برفقتي حتى تعثر لنفسك على مكان آخر ! "

عادت دموعه للإنهمار وهو يسير بضعف شديد لغرفته لجمع أمتعته بينما يتسائل إن كان يحق له أخذ أي شيء من هذا القصر فهو من البداية ليس سوى إحدى الممتلكات هنا ! 

وصل لغرفته وأول ما فعله هو فقط الإستلقاء على فراشه الضخم بينما يضم جسده لنفسه عله يفرغ القليل من الألم , ما معنى حياته إن تخلى عنه الشخص الذي يفترض أن يكون أسرته ؟! هل نسيه الآن حقاً لإن والديه هنا ؟ بالرغم من أنه حقاً يشعر بالسعادة لأجله لكن هذا فقط يقتله ببطء , ماذا يجدر به أن يفعل الآن ؟ هل يذهب لمقابلة سيده فقط والتفاهم معه ؟ لكنه خائف أيضاً ماذا لو أن سيده نظر له ببرود وأخبره بأنه مجرد عبد بلا قيمة مرة أخرى ؟! 

الساعة التي أعطاها إيثان للخدم إنتهت بالفعل وقد كان القصر خالياً تماماً منهم , أول من غادر الجناح المشترك كان جين لإنه حقاً بالكاد تمكن إحتمال نظرات شقيقه الباردة إتجاهه لذا هو فقط إتجه للمطبخ , تبعه إيثان بعد فترة وهو ينظر للأرجاء بشيء من الراحة ! هو حقاً لطالما رغب بطرد الجميع فقط والعيش بالقصر دونهم فبالنسبة له ريو أكثر من كاف .

هو إتجه للمطبخ والذي ظن بأن ريو قد يتواجد به ليصدم تماماً من والده الذي كان يمسك بسكين الخاصة بتقطيع اللحوم وهو يمررها على جروح قديمة موجودة على معصميه ! هو لم يكن حقاً يجرح نفسه لإنه لم توجد ولا قطرة دماء واحدة ولكن هذا أشعره بألم فظيع , تلك الخطوط القديمة آلمته بشدة , لم يكن بكامل وعيه عندما تقدم وأبعد السكين من يدي والده الذي شهق برعب وتوتر .

نطق جين بتوتر :" لم أكن أحاول الإنتحار ! أعني , فقط من فضلك لا تخبر أي شخص موافق !؟ "

رفع إيثان وجهه له وهو يلقي يضع السكين على الطاولة ومن ثم هو أمسك بيدا والده الذي كان ينظر له بحيرة وكدهما بحيث أصبحت الخطوط القديمة لجروحه الدامية واضحة تماماً , وهو فقط أخفض رأسه لتقبيل كلا معصميه !

ضيق جين نظراته وهو يتحدث بينما يحاول سحب يديه :" ماذا تفعل ؟"

تركه إيثان ومن نظر لعيناه مباشرة ودموعه فقط تنهمر لينطق بصوت متألم :" ليس عدلاً , أنت غير عادل أبداً ! هذه الجروح تشير إلى أنك لم تكن تنوي العودة لأجلي حتى ! "

رمش جين بعدم فهم لينطق ابنه مرة أخرى وبصوت تخلله بعض الحده الممزوجة بالحزن والخيبة :" أنت تخليت عني ووضعتني بدار أيتام ! الآن هذه الخطوط التي تثبت أنك لم تكن تحاول العودة لي أبداً ! هل فقط أردت التخلص مني ؟ لماذا عليك أن تكون بلا مسؤولية هكذا إتجاهي !؟ أنت لا يحق لك أخذ حياتك وهنالك إبن مغفل بإنتظار عودتك أبداً !"

شعر جين بأن الأرض فقط لم تعد تسع له , من بين كل الأمور الفظيعة التي حدثت معه أن يراه ابنه بهذه الحال المثيرة للشفقة يخنقه لكنه قرر التماسك ورسم ابتسامة باهتة على شفتيه وهو ينحني بينما يتأمل صغيره  , بعيداً عن كل المصائب التي واجهتهم لكنه حقاً شعر بسعادة شديدة وهو يعلم أنه الآن يقف أمام طفله , وألم كبير بأن صغيره أصبح شاباً الآن ويعتمد عليه بعيداً عنه !

بعد أن صمت كلاهما لعدة دقائق إحتضنه جين بقوة بعد أن شعر بأنه حفظ ملامح صغيره تماماً , شعر بإيثان يشد بيداه حوله ودموعه تنساب من عينيه لينطق بهدوء وشيء من المرح :" إذا لا أسود ولا أشقر صحيح ؟"

إبتعد عن والده وهو يحاول إيقاف دموعه ومنعها من الإنهمار وبالرغم من ذلك ضحك بخفة بعد أن فهم سؤال والده , فقط لثانية  وأعاد جين ضمه له وهو يتحدث بحنان شديد :" لم أتخلى عنك لأجل مرضك ! لم أكن لأفعل ذلك صغيري , أقسم لك أحبك ووالدتك تفعل لكن الظروف فقط كانت أقسى علينا إيثان وأجبرتنا على الكثير من القرارات اللعينة لذا أرجوك لا تكرهنا بسببها ! لا تكرهني بسبب حماقتي وتهوري أقسم أنني تعلمت ولكن لم يكن الأمر بيدي حينها ! أرجوك صغيري إيثان ! "

سمعا صوت تحطم ليلتف إيثان بسرعة بينما فقط  جين ابتسم بهدوء شديد , تقدمت آنجلي له وضمته بقوة شديدة بعد أن تأملته كما فعل جين من قبل لتبدأ جولة ثانية من البكاء ربما ؟!

*****

نهضت جينفير من مكانها وهي تتحدث لإيمليا :" سآتي لزيارتك لاحقاً الآن إستعدي لقدوم لورانس ولا تظهري هذا الضعف أبداً أمامه حتى لا يحزن أكثر ! "

نهضت إيم وحضنتها بينما تتحدث :" شكرا لوقوفك بجانبي جيني ! "

أومأت جينيفر سلباً وهي تنطق :" أأنتي جادة لقد توقعت أن تقضي علي عند معرفتك أنني ابنة يوجين ! "

تحدثت إيمليا بهدوء :" أبي شخص سيء وأظن حقاً أن كل من يكرهه جيد , لكن تعلمين أشعر فقط بالفراغ لمعرفتي أنه ليس هنا بعد الآن ! ليس وكأنه لعب دور الأب حقا , لكن فقط هنالك شعور خانق "

إحتضنتها جينيفر قليلاً قبل أن تغادر قصر روبنز , وقد قررت التوجه لرؤية إيثان الذي إنشغلت عنه باليومين السابقين بسبب إنشغالها بما طلبه رولند منها وبسبب تلك العصابة البلهاء ! 

*****

وبقصر ليبيرت عاد الهدوء ليسود على المكان بينما كان التوأمان سعيدان بمعرفة أن الفتى الذي يلعبان معه هو شقيقهما الأكبر !

يوجين سعد أيضاً بمقابلة إيثان فهو على الأقل بخير , نطق آلين بهدوء :" أخي أين هو ريو ؟"

رمش إيثان عدة مرات ونهض من موقعه فهو يبحث عنه منذ فترة طويلة , غادر الغرفة وتوجه لغرفة ريو الخاصة هو طرق الباب عدة مرات دون أن يجيبه أحد لذا بالنهاية هو فتح الباب ومن حسن حظه أنه وجده مفتوح ليجد ريو أرضا , هو تقدم منه بقلق شديد لينحني وهو يتحدث برعب :" ريو ما بك إنهض ؟"

هو ضربه بخفة على وجنتيه قبل أن يبدأ بفتح عيناه الزرقاوتين بتعب سرعان ما تحول لخوف عند رؤيته لإيثان , هو نهض ليبتعد عنه بينما ينطق بصوت مهتز :" آسف لم أنتبه للوقت سأغادر حالا "

آمال إيثان رأسه بخفة وهو يردد بإستغراب :" تغادر ! "

دقيقة كاملة نهض ريو خلالها ليكمل ترتيب حقيبته قبل أن يتلقى ضربة على رأسه وبعدها صوت إيثان الغاضب :" هل أنت مجنون ؟ أتظن ولو لثانية واحدة أنني سأتخلى عنك ؟ أنا الآن لد افي رغبة بقتلك "

نظر ريو له وعيناه تذرفان الدموع لينهض ويضمه له وهو يردف :" لا تبكي الآن ريو ! أنت الأحمق الذي سببت لنفسك الألم ! أتظن أنك خادم فقط ؟ أنت أقرب من ذلك بكثير بالنسبة لي , أنت عالمي بالكامل أتذكر ؟"

مسح ريو دموعه وهو يحتضن إيثان قبل أن يقف ليحمر وجهه تماماً وهو يرى والدا إيثان يقفان أمام الباب , تحدث جين بابتسامة هادئة :" شكرا لك , لعنايتك بصغيري أثناء غيابنا ! "

آنجلي ضمته بينما تتحدث :" يمكنك إعتباري كوالدة لك حسناً ؟"

هو إزداد إحمرار وجهه ليغادر بسرعة بينما ابتسم إيثان بهدوء .

بعد نصف ساعة تقريباً كانت آنجلي قد أعدت بعض الشاي الساخن للجميع وقد كان الهدوء يسيطر على الأجواء نسبياً , يوجين لم يكن يوجه أي حرف لشقيقه , وأيضاً جين كان يحاول تجنب الحديث معه , لكن الهدوء إختفى فجأة عندما فتحت جيني الباب بقوة شديدة وهي تنطق بشيء من الغضب :" لماذا تغادر المشفى دون أن تخبر أحدهم ؟ هل علي الذهاب لهناك لأعمل أنك عدت للمنزل وفوق كل هذا أخبرني الطبيب بأنك فقط غادرت على مسؤوليتك الخاصة ! "

أجابها بملل بينما هي فقط تجمدت بخجل بسبب وجود أشخاص بالغرفة لم تنتبه لهم مسبقاً :" أنا بخير ومن ثم أنتي وشقيقك من توقفتا عن القدوم لزيارتي من بعد وفاة أليكسس "

هي تجاهلت حقاً المتواجدين لتنطق بحده :" تعلم أنه لا علاقة لي بذلك المنفصم وبالرغم من هذا هو فقط أتى ليخبرني أنه يجب علي مساعدته بأمر كإعتذار ! "

أراد إيثان الرد لولا أن يوجين نهض تقريباً من فراشه وهو يتأملها بهدوء , ذلك الإندفاع و الشخصية المتهورة فقط تذكره بمحبوبته إينوري وبما أنه علم أن مولوده الثاني كانت فتاة فهو فكر بأن هذه الفتاة هي طفلته هو , نهض إيثان أيضاً ليمسك بعمه بينما ينطق بابتسامة هادئة :" جيني أقدم لك عمي يوجين روبنز ! "

وهنا ضاعت الحروف تماما من فهما , هي الآن تقف على بعد إنشات فقط من بطلها المفضل , والدها وقدوتها ربما بالحياة , تقدمت منه بوجه هادئ حتى وصلت إليه وهو فقط جثى على ركبتيه أمامها ! 

نطق بحنان شديد :" أنتي طفلتي جينفير صحيح ؟ صغيرتي هل أنتي ستغفرين لوالدك ؟ لإنه فقط ربما لا يستحق حتى أن يحظى بهذا اللقب أبداً "

هي بكت بسبب كلماته لتضمه إليه بينما تنطق :" لا تقل ذلك أبداً ! أنا حقاً سعيدة برؤيتك , ذلك اللعين رولند لم يخبرني بأنك على قيد الحياة حتى ! أنا كنت فقط أجهل إن كان أبي الحقيقي لازال على قيد الحياة أم لا ؟ أنا آسفة أيضا لإنني لم أكتشف أنني إبنتك إلا منذ شهر أو إثنين ! "

مسح يوجين على شعرها بكل رقة وهو يضمها أكثر , هو حقا الآن يشعر بالقليل من الإطمئنان لكنه لازال يرغب بمعرفة ورؤية صغيره ليمحي صورته الباكية من عقله , و تلك المرأة التي أحبها هو من كل قلبه وهي فعلت المثل أيضاً !

جينيفر جلست بجواره على الفراش وقد أمسكت بيده بينما هي حقاً لا تصدق بأن والدها هنا الآن وهي بجانبه !

إيثان بدأ بإخبارهم كل شيء منذ طفولته المبكرة عندما مات والديه بالتبني بحادث سير وآنجلي بالفعل بدأت بالبكاء لإن صغيرها جرب شعور اليتم وموت والديه بمفرده , لكن بعد شهر من الحادثة أتى رولند له وأخبره بالحقيقة وأعطاه دفتر والده وهو يطمأنه بأنه ليس بمفرده وأنه سيكون معه دائماً لذا لا داعي للقلق , وهو حقاً نفذ وعده له !

يوجين شعر بالفخر من تصرفات صغيره بينما أخبرتهم جيني عن حياتها اليومية وأسرتها بالتبني , وبالرغم من أن يوجين حقاً إنزعج لوجود أسرة أخرى تحتضن طفلته غيره إلا أنه كان سعيد بأنها بخير وعلى الأقل هم أيضاً بخير وأنه عليه أن يشكرهم يوماً ما , ومن ثم هم تحدثوا عن إينوري وما حدث لها وعن أنها بخير الآن وهذا فقط كاد أن يجعل يوجين يصاب بأزمة قلبية , فهو لم يرد حقاً أن يحدث كل هذا لمن يحبها , ولا أن يتأذى طفله أيضاً , وبالتأكيد لم يوافق على محاولتها لقتل طفل لا ذنب له بمن يكون والده !

جينيفر كانت تحاول فقط التصرف بكل أدب ولباقة ربما أمام والدها وعمها , ريو كان يجلس معهم وهو يستمع لهم بصمت ومزيج من السعادة والحزن مجتمعان بداخله .

ومرة أخرى قاطع الهدوء الطرق الهادئ على الباب ومن ثم دخول أندرو الذي فقط توقف بمكانه بعينان متسعة لينطق إيثان بابتسامة :" هل يمكنك معرفتهم حقاً أندرو ؟"

نظر جين له لينطق بتساؤل :" أندرو ؟! أأنت صديق رولند ؟"

رمش أندرو عدة مرات ليغادر المكان بصمت والبقية نظروا لبعضهم البعض بحيرة قبل أن يدخل رولند للغرفة ويقف عند الباب فقط وهو يتأمل وجوه الموجدين بشوق كبير للغاية , وسعادة شديدة ربما .

~ نهاية الفصل ~

توقعاتكم للنهاية بالغد ؟





Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top