الفصل الثاني عشر

بذات تلك الليلة عند الفجر تقريباً إستيقظ يوجين من نومه الذي كان مليئاً بالكوابيس لينهض وهو يشعر بأن جسده محطم بالكامل وقلبه يؤلمه .. مد ذراعه ليلتقط عُلبة الدواء الخاصة به الموجودة على الكومودينو الموضوعة بجانبه تناول قرص واحد ليغادر فراشه بعد فترة قصيرة وقد أخرج الثياب الخاصة بالعمل وهو يتوجه لدورة المياه لأخذ حمام بارد لعله يطفئ النار المشتعلة في جسده .

بعد نصف ساعة تقريباً كان يوجين في حديقة القصر حيث كان يعتني الزهور ويقوم بسقايتها وإزالة العشب القريب منها ... في تلك اللحظة أتاه صوت هادئ كهدوء المكان في مثل هذا الوقت جعله يشعر بالفزع :" أنت هنا كما توقعت "

إلتفت يوجين خلفه بعد ان وضع يده على قلبه وهو يتنفس ببطئ ليتحدث بخفوت :" سيدي , لماذا أنت مستيقظ منذ الآن ؟"

أجابه جين بذات الهدوء :" السؤال ذاته موجه لك "

تنهد يوجين وهو يقف ليتحدث وقد أجبر نفسه على رسم إبتسامة زائفة :" لا شيء مهم , لقد أخذت كفايتي من النوم هذا كل ما في الأمر "

أخفض جين رأسه ليتحدث :" والدليل هو وجهك الشاحب .. بكل حال أظن أنني لا أشعر برغبة بالنوم لذلك إستيقظت لبدء الدراسة ولكنني لم أعثر عليك ففكرت انني سأجدك هُنا "

أومأ بهدوء وقد أبعد تلك الإبتسامة الزائفة ليتحدث بجد :" اعتذر عن مغادرة الجناح دون إذن , بكل حال لنعد الآن وسأقوم بإعداد بعض الشاي الساخن لك .. الجو هنا بارد "

تحرك جين بإتجاه المدخل ليتبعه يوجين إلى الداخل بينما نظرات القلق لازلت مرتسمة على وجهه .. وبالفعل ما إن وصل كل من يوجين وجين إلى الجناح حتى توجه يوجين إلى المطبخ التحضيري ليبدء بإعداد الشاي و الإفطار لسيده بينما أخرج جين كُتبه الدراسية وبدء بالإستعداد للإمتحانات النهائية فهذا العام وهذه الإمتحانات تضع مستقبله بالكامل على المحك هو ليس عليه أن يفكر الآن بأي شيء يزعجه فقط عليه أن يركز على دراسته ، كان يضع إحدى يديه على صفحات الكِتاب و الأخرى يحدد بها التي تهمه عندما وضع يوجين الطعام بجانبه بكل هدوء .. أبعد جين عيناه عن الكِتاب حتى إلتقت عيناه بعينا يوجين القلقة مما دفعه لرسم إبتسامة لطيفة على شفتيه ليتحدث بهدوء :" أنا بخير الآن أقسم لك يو , لقد كُنت ليلة أمس تحت أثير الصدمة فقط .. الآن أنا لم أعد أهتم حقاً بما قاله لي ... أياً كان السبب الذي دفعه ليقوم بتبني فأنا أظن بأنني كنت ذا فائدة بالنسبة له وإلا لما فعل ذلك .. ومن ثم يكفي أنني سأصبح زوج الاميرة وولي العهد .. ما يهمني حقاً هو أنني لم اكن مجرد عالة عليه "

لم يتمكن يوجين من رد تلك الإبتسامة مما جعله يخفض رأسه في محاولة منه لمنع تلك الدموع التي تجمعت في عينيه من الظهور .. قطعاً هو ليس مجرد عالة كل هذه النقود هي ملك له .. وهذا القصر أيضاً عمه ماكس وابنيه لا يمتلكان أي شيء هُنا يجدرعليهم التوسل له لإبقاءه يسكن في منزله وليس أن يشعره بأنه مجرد شخص غريب .. ولكنه حقاً خائف من معرفة جين للحقيقة كاملة فهو قطعاً لن يتقبل وجود يوجين بحياته بعدها أبداً .. وربما سيشعر بالندم لعلاقته السابقة به .

أفاق يوجين من تلك الأفكار على ذراع جين التي أمسكت بكتفه وهو يتحدث بعِتاب :" يوجين .. أنا أتحدث إليك مُنذ نصف ساعة تقريباً مابك ؟"

في تلك اللحظة تحدث بقليل من التوتر وهو يتراجع خطوة أو إثنتين إلى الخلف :" أعتذر سيدي لم انتبه لذلك "

قطب حاجبيه بإنزعاج طفيف وهو يتحدث :" ما بك ؟ لماذا تتصرف بهذه الطريقة ؟"

تحدث بذات النبرة السابقة :" لا شيء مهم حقاً , ولكن سيدي هل أمرتني بشيء ما قبل قليل ؟"

تحدث بإنزعاج واضح :" اجل , الواقع لم يكن امراً لقد طلبت منك أن تتناول إفطارك أنت الآخر "

أخفض رأسه ليتحدث بهدوء :" شكراً لك , لكن لستُ جائعاً حقاً "

يبدوا أن أعصاب جين التي حاول إمساكها قد خانته تماما مما دفعه بأن يتحدث بحِدة :" يوجين ماذا حدث لك ؟ لما تتصرف بمثل هذه الطريقة ؟ "

أخفض يوجين رأسه دون أن يجيب .. ساد الصمت للحظات قبل أن يعود جين لمقعده وهو يتحدث ببرود :" الساعة الآن لم تكمل السادسة إذهب للنوم فأنت لا تبدوا طبيعياً , سأقوم بإيقاظك عند الظهيرة إن لم تصحو بمفردك قبل ذلك ... لكن لا أريد رؤية وجهك قبل الساعة التاسعة على الأقل مفهوم ؟"

أومأ يوجين بهدوء ليدخل إلى غرفته الصغيرة تلك ويبدل ثيابه إلى أخرى مريحة ومن ثم قام بغسل وجهه بالماء البارد لعله يهدأ من نفسه قليلاً .. ألقى بجسده بكل إهمال على السرير وما هي إلا لحظات حتى إعتدل في جلسته وبدء بالسعال حتى أخرج دماً من جوفه بقي يحدق قليلاً بيده التي تلطخت بالدماء بعدها سقط جسده على السرير وقد كان فاقداً للوعي .

***


أغلقت الدفتر الذي بين يديها عندما سمعت طرق أحدهم على الباب مما دفعها لإخفائه جيدا قبل أن تعطي الإذن بالدخول للشخص الواقف في الخارج .. حدقت بقليل من الدهشة إلى والديها الذين كانا يبتسمان لها فهي لم تعتد أن يأتي أحد إلى غرفتها سوى شقيقها ألفريد فهو بئر الأسرار الخاص بها .. تحدث والدها بعد أن ضحك بخفة على ترددها :" ما الأمر يا صغيرتي ألا تريدين منا الدخول ؟"

بدى وكأنها إسيقظت للتو من أفكارها لذلك تحدثت بسرعة :" بالتأكيد لا , تفضلا هيا "

جلسا على سريرها لتتحدث والدتها بسعادة غامرة :" لقد أخبرنا ريكس أنكِ وافقتي على الذهاب إلى ذلك الإحتقال , وأخيرا صغيرتي بدأت تكبر "

نظرت لهما بتوتر وخجل في آن واحد ليتحدث والدها بهدوء :" من الجيد أنكِ تجيدين التعامل مع ريكس فأنتي تعلمين جيداً أنه سيكون زوجك في المستقبل "

أشاحت بوجهها قليلاً عنهما لتتحدث :" لازال ذلك المستقبل بعيداً حتى نتنبأ به "

إحتدت عينا والداها ليتحدث والدها :" أتعنين أنكِ تعترضين على الزواج به ؟"

تنهدت بعمق وهي تتحدث :" بل أعني أن هذا لن يحدث قبل خمسة أعوام من الآن "

تنفس كلا الوالدين براحة عندما شعرا بإنها ليست معترضة على ريكس كشخص .. ليبتسم والدها بحنان وهو يتحدث :" بالتاكيد يا صغيرتي فنحن لن نرسلك إلى منزل زوجك وانتي تتصرفين بطريقة طفولية بكل حال "

قطبت حاجبيها بقليل من الإنزعاج لتتحدث :" ماذا تعني ؟"

إبتسم كلاهما وهما ينهضان للمغادرة وقد وضعت والدتها يدها على راسها لتتحدث بهدوء :" ستكونين فتاة رائعة بالمستقبل أثق بذلك "

ليغادرا الغرفة وقد أشغلا بها الكثير من الامور التي يجب عليها التفكير بها فهي قطعا لن تقبل ان تصبح زوجة إبن ديريك ذاك أبداً , لم تتمكن من النوم ولو لدقيقة واحدة بتلك الليلة , فهي فكرت بمستقبلها والكثير من الأمور والأهم هو لماذا هي متلهفة لرؤية رولند روبنز ؟ لما ترغب بمعرفة كل شيء ؟ بالبداية هي فقط شعرت بأن ما تقرأه مجرد رواية ولكن رؤيتها لريكس وإيمليا يومياً جعلها تشعر بتعاطف أكبر فهم ليسوا أشخاص خيالين فقط !

~ بصباح اليوم التالي ~

بدئت العديد من الأصوات التسلل إلى مسامعها مما أجبرها على فتح عينيها بكل تعب وكسل .. نظرت حولها لترى أخويها ( ألفريد , آلبرت ) ووالديها ينظرون لها بقلق .. حاولت الإعتدال بجلستها ولكنها شعرت بدوار منعها من ذلك وقد أمسك ألفريد ذراعها برفق وساعدها على الجلوس بينما تحدث بلطف وقلق :" عزيزتي جوليا .. هل أنتي بخير ؟ لماذا لم تطلبي المساعدة منا إن كنتي تشعرين بالمرض ؟"

رمشت عدة مرات وهي غير قادرة على إستيعاب ما يتحدث عنه .. ولكنها فجأة تذكرت أحداث الليلة الماضية حيث كانت تفكر بما ستؤول حياتها إليه إن هي قبلت وتزوجت ريكس  كما فكرت بأسرة روبنز وفجأة بدء شعور من الغثيان والضعف بمهاجمتها حتى أنها نهضت بسرعة عن فراشها متوجهة لدورة المياه لإفراغ كل ما تحتويه معدتها .. وبالرغم من ذلك فقد رافقها ذلك الشعور بالضعف و الوهن أجبرها على النوم دون تفكير .. أعادت النظر لهم لتلك النظرات القلقة حتى من آلبرت لتبتسم بهدوء وضعف وهي تتحدث بصوت مبحوح :" لم يكن هناك من داعٍ للقلق ربما فقط لم أقم بتدفئة نفسي جيدا و الشتاء على الأبواب صحيح ؟"

ربتت والدتها على شعرها بحنان لتتحدث :" لا يهم الآن , إرتاحي جيداً و لا داعي للذهاب إلى المدرسة اليوم .. سأتغيب عن العمل وأطلب من الطبيب القدوم إلى هُنا "

أومأت برأسها سلباً لتتحدث بذات نبرتها السابقة :" لا يا أُمي انا بخير لا داعي للقلق ... لديكِ إجتماع مهم اليوم سأكون بخير .. أعدكم لن أتحرك من فراشي أبداً أو أغادر المنزل "

نظروا جميعاً إلى بعضهم البعض بقليل من الشك قبل أن تتحدث هي بغضب :" ماذا ؟ لستُ طفلة في الثامنة من العُمر تغادر المنزل وهي مصابة بالحُمى لإنها شعرت بالملل و السماء مليئة بالغيوم التي تنذر على قدوم عاصفة ما ! "

إبتسم آلبرت بسخرية شديدة وهو يتحدث :" تُنذر ! تعنين أنها بالفعل كانت تثلج .. وأن تلك الفتاة البلهاء علقت في التل المجاور للمدينة بسبب الثلوج وقد سائت حالتها الصحية أكثر والأسوء أن الشخص الذي أنقذها مريض بالقلب وقد تسببت بإصابته هو الآخر بالحُمى مما أجبرهما على قضاء ما يقارب الأسبوع والنصف في المشفى "

أخفضت جوليا رأسها بخجل قبل أن تتحدث بحِدة :" لا شأن لك بذلك يا مُزعج .. ومن ثم أنت من كان يفترض به مُراقبتي في ذلك اليوم ولكنك تخليت عن مهمتك وذهبت للعب مع أصدقائك وتركتني لوحدي "

أراد أن يجبيها ولكن سُعالها الحاد أوقفه عن ذلك كما أبعد ملامح الغضب عن وجهه لتُستبدل بملامح القلق كما فعل البقية إلا أنها هدأت بعد فترة قصيرة من الزمن لتتحدث بصوت مبحوح ومُرهق :" تباً لا تجعلني أستخدم حنجرتي في الصراخ عليك .. هذا مؤلم "

شعر بقليل من تأنيب الضمير وبالرغم من ذلك لم يستطع أن يمنع تلك الإبتسامة المُستفزة عن الظهور إلا أنه سرعان ما شعر بضربة خفيفة على مرفقه من شقيقه الأكبر ألفريد ليتحدث الأخير بإبتسامة لطيفة :" لا بأس جوليا الآن فتاة راشدة وقطعاً لن تقوم بحركات متهورة ولذلك يمكننا الوثوق بها كما أنني سأعود اليوم مُبكراً .. تحديداً بعد ساعتين ونصف مع مسافة الطريق "

نفخت وجنتيها بقليل من الإنزعاج لتتحدث بحقد قد توضح بسبب نظرات عينيها :" مما يعني أنني سأكون تحت المُراقبة صحيح ؟ لستُ طفلة كما تعلم ! "

ظهرت إبتسامة رقيقة على وجه محدثها كما حدث للبقية اللذين نهضوا معاً بعد أن أعطتها والدتها دواء لخفض الحرارة ليغادرو الغرفة .. تنهدت هي بتعب وملل لتعود لوضعية الإستلقاء وتدخل في عالم من الأحلام أو الكوابيس .

******

بإحدى البنايات الضخمة الزُجاجية عُلقت لافتة حملت إسم أسرة روبنز وشعار الأسرة وبداخل المبنى الضخم كانت الحركة تشبه خلية النحل من حيث دقتها و نشاطها وسرعتها كُل الموظفين يتحركون على إيقاع واحد دون توقف أو إصطدام .. الجميع يعلم تماماً ماذا سيفعل ولما هو موجود في هذه المنظمة إلا أن تلك الحركة توقفت تماماً عندما أطل رجلان بدى على أحدهما أنه في الثانية و الاربعين من العُمر و الآخر في الأربعين تقريباً لينحني الجميع لهما بذات التنظيم بينما وقف كلاهما يحدقان بهم بإعجاب وقليل من الغيظ فهُما لو مهما فعلا لن يتمكنا من العثور على ثغر واحد في هذا الفرع من الشركة الخاصة بهما .. صوت مألوف لهما جعل كلاهما ينظر بِحدة لصاحبه الذي وقف بكل هدوء وبرود ينظر لهما , هو كان يرتدي بذلة رسمية سوداء وقد صفف شعره البُندقي للخلف برسمية أيضاً إضافة إلى الكم الهائل من السخرية المُنبعثة من عينيه الخضراوتين نحوهما ليتحدث بشيء من الإحترام الزائف وهو ينحني بطريقة مُبتذلة :" أهلا وسهلا بكما هُنا , لم أتوقع زيارتكما المُفاجأة اليوم وإلا لكُنت حضرت إستقبالاً أفضل لكما "

إبتسما بسخرية فهو حقاً يتوق لرفع ضغطهما حتى وإن تسبب ذلك بعقابه .. إضافة إلى معرفته التامة أن لا أحد سيجرأ على لمسه ما دام خارج المنزل !

تحدث الأكبر سناً وقد حافظ على إبتسامته الساخرة :" رولند يا صغيري أنت تُدير الأمور هنا بطريقة مُبتكرة ورائعة حقاً , كيف لنا أن نكافئك على ذلك ؟"

 أطلق ضحكة خفيفة وهو يقودهما لمكتبه الخاص في آخر طابق حيث إحتوى على اللون السُكري كورق حائط أما الأثاث فقد صُبغ باللون البُني الداكن .. وقف ثلاثتهم أمام ذلك المكتب ليتحدث رولند بهدوئه :" تفضلا بالجلوس رجاءاً "

جلس ديريك خلف المكتب الخاص برولند لإغاظته ولكن لم يكن الأمر ليؤثر حقاً على رولند الذي بقيت ملامح وجهه باردة بينما تحدث اليكسس :" تعلم جيداً ان الحفل الذي سيتم سيكون على شرف النجاح الذي حققته أنت .. لذا من الأفضل لك الظهور به .. و التصرف بطريقة جيدة "

إبتسم بقليل من السخرية قبل أن يجيب :" أجل بالطبع , سأظهر هناك وسأمثل بأنني أسعد شخص في الوجود برفقتكم و من ثم سنمثل جميعاً أننا أسرة واحدة ونُحب بعضنا البعض ولا يتمنى أي منا قتل الآخر صحيح ؟ من تظنني حقا ؟ " هو نظر بعدها لديريك ليتحدث بعبوس طفيف :" أنت عليك إخبار العم أليكسس عن ذلك فهو من يتهور دائما لا أنا , تعلم أنني لن أسمح لأي شيء بتحطيم صورتي صحيح ؟"

ضرب أليكسس بكفيه المكتب بقوة قبل أن ينهض ليقف أمام رولند ويُمسك به من ياقته ليتحدث بغضب شديد :" رولند روبنز أُقسم أنك إن حاولت التذاكي سأقضي عليك .. تعلم جيداً أنه لولا أن ذلك الأحمق جين الذي عينك قائداً ووريثاً شرعياً لأسرة روبنز وثروتها لكُنت ميتاً منذ أعوام .. وكأنه لا ينقصني إلا أنت بعد أن إرتحت أخيراً من ذلك المغفل والدك "

إحتدت عيناه وهو يبعد يدا أليكسس ليتحدث بحِدة :" إياك وأن تذكر أبي أو عمي بسوء وإلا فأنا أقسم لك أنك ستودع ثروة روبنز هذه إلى الابد "

تحدث أليكسس بسخرية :" لا تنسى يا صغيري أنني إن عثرت على شقيقتك الصغرى سأتمكن من قتلك وستصبح هي الوريثة الشرعية بدلاً منك "

إبتسم بسخرية أكبر ليتحدث :" أرجوك عمي العزيز , أنت تبحث عنها مُنذ أن تزوج شقيقك هذا بأُمي .. لن تتمكن من الإمساك بجينيفر , ومن ثم الرحمة أتظن أنها ستكون أكثر فائدة وطاعة مني ؟ وأيضاً قم بإيجادها ليس وكأنني أخفيها بمكان ما , ولكن أتوسل لك لا تجعلها تقترب مني كثيراً فأنا لا أطيق حقاً الحديث من الفتيات أو العناية بهن لذا أخلي مسؤوليتها منذ الآن !  "

تركه أليكسس وعاد للجلوس بهدوء ليتحدث بمكر :" أتريد مني أن أصدق أنك ابن يوجين رولند ؟ لقد كان جين نقطة ضعفه دائماً "

إبتسم رولند بهدوء ليتحدث :" الواقع نقطة الضعف هذه قد تتحول لنقطة قوة في أحد الأيام .. فمثلاً نقطة ضعف أبي جعلتني أمتلك السيطرة على أموال روبنز بالكامل ! وأيضاً أمر آخر أنا شخص وأبي شخص آخر توقف عن مقارنة أفعالي به , فهي لن تتطابق أبداً , على أي حال أنا لن أرتكب أي حماقة وذلك الإحتفال سيكون على أتم وجه .. تماما كحال أي شيء أكون أنا من يرأسه "

ختم تلك الجُملة بإبتسامة واثقة ومُستفزة مما دفع كُل من ديريك و أليكسس لمغادرة ذلك المبنى قبل ان يقتلاه حقاً .. راقب رحيلهما بهدوء من مكتبه ليبعد تلك الإبتسامة عن شفتيه وهو يراقب السماء التي بدأت الغيوم بإخفائها ليتحدث بهدوء وربما القليل من الحُزن :"  بفضل نقطة ضعف أبي أنا الآن أمتلك نقطة لصالحي .. لن أسمح لنهايتي أن تُرسم مثلك يا أبي , ولكن أيضاً أنا آسف حقاً "

وخلف المكتب كان ذلك الشاب ذو الشعر الأسود كسواد الليل والعينان الفضيتان يراقب تحركات سيده بكل دقة , وهنالك ابتسامة شبه ساخرة على وجهه , أراد أن ينطق لكنه فضل فقط الصمت تماماً بما أنهما بالشركة لا المنزل الآن وهو لا يدرك حتى لماذا رولند أمره بالقدوم معه للشركة اليوم فهذه ليست عادته , تثائب بملل ليحدق به رولند قليلاً قبل أن يتحدث ببرود :" لماذا لا تذهب وتحضر لي كوب من القهوة وتوقف عن التثاؤب هذا مزعج أتفهم ذلك أندرو ؟"

وهو نطق إسمه بكل سخرية , رمقه أندرو بحده قبل أن يسير للخارج لتنفيذ أوامره وهو يدعوا فقط أن يصبر حتى لا يضع له كيس كامل من السم للتخلص منه !

****

 في المدرسة الخاصة بأبناء الطبقة المُخملية كانت الفوضى قد عمت تماماً في إحدى الفصول بسبب تغيب أحد المُدرسين .. الجميع كان يتحدث و يمزح والبعض الآخر يتشاجر إلا ذلك الفتى ذو الشعر الأشقر حيث كانت عيناه الزرقاوتين تنظران للخارج بشرود وشيء من القلق قبل أن يتهادى لمسامعه صوت زميله القلق :" ما الأمر سيدي ؟ هل أنت بخير ؟"

نظر لعيني صديقه ليتحدث بهدوء وبقلق بسيط :" جوليا لم تحضر اليوم للمدرسة .. أنا حقاً قلق "

بان القلق على وجه ريو ليتحدث بهدوء وهو يمسك بيد صديق طفولته و سيده :" لا داعي للقلق سيدي ماكس .. ستكون بخير إنها فتاة قوية ومن ثُم يمكننا الذهاب والإطمئنان عليها بعد المدرسة .. لا تنسى أننا نعيش في القصر المجاور لهم ! "

تنفس بعمق وهو يرسم إبتسامة مُجبرة على شفتيه ليتحدث بقليل من الإنزعاج والعِتاب :" لا تعاملني كطفل صغير وتُمسك يدي بهذه الطريقة المُزعجة .. أعلم أني مريض ولكن هذا لا يعني أنني عالة على من هم حولي "

نظر ريو له بهدوء فهو يعلم تماماً حساسية صديقه من موضوع مرضه ليتحدث بنبرة مشابهة لنظرته :" اعلم , وأنت لست كذلك ! أنت أغلى شخص لدي ولا أرغب في أن افقدك .. هذا كُل ما في الأمر "

مرر أنامله بين خُصلات شعره السوداء وهو يتنفس بعمق قبل أن يتحدث بقليل من الأسف :" أرجوك أعذرني ريو لم أقصد , ومن ثم هلا ناديتني بإسمي رجاءاً (إبتسم بكل هدوء وهو يردف بعد أن لمح الرفض تطغى على ملامح وجه صديقه ) :" لا بأس سيأتي يوم ما تتخلى عن مناداتي بهذا اللقب "

إبتسم الآخر له أيضاً .

~ نهاية الفصل الثاني عشر ~

رأيكم بسير الأحداث للآن ؟

الظهور الأول لرولند عنه إنطباعكم عنه ؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top