الفصل الثامن
بعد عودتها للمنزل هي حبست نفسها بغرفتها وأغلق بابها بالمفتاح إلا أنها تنهدت بغضب واضح وهي تغلق الدفتر وتقوم بتخبأته وهي تتحدث بقليل من الحِدة :" من الآن ؟ لا ارغب برؤية أحد ما "
فُتح الباب ليطل ذلك الفتى ذو العشرين من العمر على ما يبدوا بشعره الأسود الناعم وإبتسامته الهادئة وهو يتحدث :" جوليا عزيزتي .. لا داعي للغضب من آلبرت .. تعلمين أنه سريع الغضب وبالرغم من ذلك فهو قلق عليكِ من أن تورطي نفسك بأمور خطرة "
أشاحت بوجهها عنه لتتحدث بكثير من النقم على آلبرت :" ولكنه هكذا دائماَ إنه ليس قلقاً علي بل على نفسه فقط .. لا أشعر بخوفه علي كما تفعل أنت ألفريد"
إبتسم برقة وهو يمسح على شعرها ليتحدث بلطف :" إذن أتثقين بي يا جوليا ؟ "
أومأت برأسها إيجاباً دون تردد ليردف هو بإبتسامة :" إذن أخبريني الحقيقة هل وجدتي دفتر يخص أسرة روبنز ؟ "
ظهرت ملامح الدهشة على وجهها لتخفض رأسها وهي تومأ إيجاباً مرة أخرى .. تنهد المعني بالكثير من الألم و القلق ليتحدث مرة اخرى :" هل أنهيته ؟"
تحدثت بصوت منخفض :" لا , ليس بعد فأنا مازلت عندما قرر كُل من جين ويوجين أن يلغيا الإتفاق بينهما "
تنفس براحة وهو يتحدث :" جوليا صغيرتي أرجوكِ لا تقومي بإكماله الآن نحن , أنا لا أريد أن يحدث لكِ أي سوء أكره رؤية أختي الصغرى تتألم "
نظرت له بقليل من القلق لتتحدث بصوت قلق وخائف :" لماذا ؟ أتعني أن يوجين تم إعدامه في النهاية ؟ ولكن ماذا حدث لإينوري ورولند أخبرني يستحيل أن تكون النهاية هكذا "
أخفض رأسه ليتحدث بقليل من الحُزن :" نحن نعيش في عالم حقيقي وما كُتب في الدفتر هو مذكرات جين روبنز أي أن لا شيء يحدث كما نرغب نحن وأيضاً لا لقد حدث أمر لم يتوقعه أحد في النهاية ولم يُعدم يوجين ولكن لم تكن نهاية سعيدة بالرغم من ذلك "
إبتلعت رمقها ولم تشعر بدموعها المُنسابة على وجنتيها .. إنها تتـألم لأجلهم ولا تعلم السبب حقاً .. لقد عانوا كثيراً فكيف لهم ان لا يجدوا الخلاص في النهاية ؟ .. نظر أخاها لها بكل رقة وتعاطف ليتحدث بأكبر قدر من الهدوء :" أخبريني هل أنتي حزينة لأجلهم ؟"
أومأت برأسها إيجاباً وهي تدفن رأسها في صدره بينما أغمض هو عينيه ليتحدث :" لا تبكي أرجوكِ كل شيء سيكون بخير,وأيضاً لابد من ظهور الحق في أحد الأيام يا صغيرتي إستمعي لي أنا لن أخبر أحدهم بعثورك على هذا الدفتر ولكن عديني أنكِ لن تتغيري أبداً عند وصولك للنهاية ,إتفقنا ؟"
رفعت رأسها لتبتسم بسعادة شديدة :" أمرك يا أخي أعدك, أقسم لك لن أتغير ابداً , ربما سأحزن قليلاً إن كانت النهاية محزنة ولكنني لن أتغير "
إبتسم لها بإشفاق ليغادر الغرفة بينما جلست هي تفكر في كلامها مع والدها على المائدة .. لقد وصفت ريكس روبنز وإيمليا روبنز بالمزعجين وهي تشعر بقليل من الإعجاب بريكس و صديقة لإيمليا .. ولكن عندما قرأت الدفتر بدأت تشعر بالغضب تجاههما فريكس هو احد ابناء ديريك و إيمليا إبنه لأليكسس وهذا مزعج للغاية !
تذكرت أخيراً ماكس .. ذلك الفتى كان مزعجاً للغاية في طفولتهما فقد كان والداه صديقا والداها ولكنه تغير وأصبح هادئاً ومنطوياً على نفسه منذ أن ماتا في حادث سير .. لا يتحدث لاي أحد بطلاقة سوى لها فقط .. وبالرغم من ذلك فهو لا يرفض أي طلب للفتيات بسبب خجله وهي تعلم السبب تماماً ولكنها لا تستلطفه أبداً بسبب كرهه لأسرة روبنز لكن الآن هي باتت ترى أن لديه وجهة نظر صحيحة بعض الشيء بشأنهم .. وفي بعض الأحيان تشفق عليه عندما يجلس وحيداً ويبدو أنه يحمل الكثير من الألم في عيناه .. أغمضت عيناها لتخطر في مخيلتها صورة ماكس ذو الثامنة أعوام يبكي بحرقة شديدة في الكنيسة عند جثمان والداه .. لتفتح عيناها وقد قررت الإنضمام لأسرتها في الأسفل بدلاً من الجلوس وحدها والعودة لاحقاً لإكمال ما حدث مع أبطالها الذين تأثرت بمواقفهم وتمنت أن تصل إلى نهاية تعلم فيها أنهم جميعا أحياء يرزقون بالرغم من عدم ظهور أي منهم على ساحة الأحداث في الوقت الحاضر ولا أحد يعلم الحقيقة إن كانوا أمواتاً أم أحياءاً ؟
*** بصباح اليوم التالي ***
إستيقظت من نومها وهي تشعر بصداع رهيب .. لقد سهرت حتى وقت متأخر ليلة أمس لحل واجباتها وما تراكم عليها من تقارير بسبب إهمالها لدروسها في الآونة الأخيرة وإنشغالها بتلك المذكرة التي وجدتها في قبو المنزل .. بعد أن أنهت إستحمامها وإرتدائها لزيها المدرسي الذي كان عبارة عن تنورة تصل لركبتها باللون الأسود المخطط بالوردي وقميص بنفس اللون .. جلست امام المرآة لتقوم بتصفيف شعرها وجلعه منسدلاً على كتفيها .. لتُخرج تنهيدة متململة وتغادر إلى المدرسة وحدها بعد أن رفضت ان يقوم آلبرت بإيصالها إلى هناك .. وما إن وصلت حتى إقترب ريكس منها وعلى وجهه إبتسامة ليتحدث بقليل من الود :" أهلاً بكِ جوليا لقد تأخرتي اليوم فماذا حدث ؟"
أجبرت نفسها للإبتسام له وهي تتحدث بلطف :" أجل , الواقع لقد تشاجرت مع أخي آلبرت ولهذا السبب قررت السير إلى المدرسة "
تدخلت تلك الفتاة ذات الشعر الأسود والعينان البنيتان :" أتعنين ذلك حقاً ؟ لماذا لم تخبريني بذلك لكنت مررت بمنزلك وذهبنا معاً بسيارة أسرتي الخاصة , ألسنا صديقات طفولة ؟"
أومأت برأسها وإبتسامة جميلة تعلو وجهها بالرغم من أنها كانت تشعر حقاً بالكره لهما .. لطالما كانت معهما بحكم طبيعة توزيع المناصب وقد تجرأ ديريك وطلب يدها قبل عامين لإبنه ريكس .. وهي في الواقع كانت موافقة على هذا القرار بالرغم أنها لم تكن إلا في الثالثة عشرة من العمر .. ولكن الآن لم يتبقى إلا ثلاث أعوام أيضاً حتى يصبح إرتباطهما رسمياً .. أي عندما تكمل الثامنة عشرة بدأت تشعر بمرارة ذلك القرار ومدى ظلمه أن يقرروا إرتباطهما دون حتى الرجوع إليها !
جلست في مقعدها بجانب ماكس الذي كان ينظر لهم بحدة فمن المعروف أن ماكس يكره أسرة روبنز وهو أكبر عدو لهم بالرغم من سياسته التي لطالما أُعجبت بها في معاملة حتى خصومه .. إبتسمت له عندما نظر إليها لتتحدث :" صباح الخير ماكس "
بادلها الإبتسامة وهو يتحدث بود :" أهلا بكِ جولي "
أشاحت بوجهها عنه لتتحدث :" توقف من فضلك عن التحدث لي بهذا الأسلوب , أكره اسم جولي !"
إتسعت إبتسامته ليتحدث بمرح :" أتكرهين أن يدللك أحد ما جولي ؟"
إحمر وجهها بالكامل لتتحدث بحِدة وإنزعاج :" بالطبع لا , لكنني أكرهك و أشعر بالحزن عليك بسبب جلوسك الدائم لوحدك , وأخيراً الحق علي أنني بدأت الحديث أو إبتسمت بوجهك أساساً "
تنهد بملل شديد ليتحدث ببرود أسرت القشعريرة بجسدها :" إن كنتي تشفقين علي فقط لموت والداي في الماضي فإعلمي أنني لست بحاجة لشفقتك ومن ثم أنتي هي التي بحاجة لي وليس عكس تذكري ذلك دائماً "
نهضت من جانبه وهي تشعر بغضب شديد لتقف بالقرب من ريكس وتطلب منه أن تجلس بجانبه .. بالطبع أبعد ريكس الفتى الذي كان يجلس بجواره بكل وقاحة وأجلسها هي مكانه .. لم تهتم جوليا حقاً بأسلوب ريكس ما يهمها هي الإبتعاد عنه فقط .
بعد عدة ساعات عادت إلى منزلها وتناولت طعام الغداء وقد اخبرتهم أنها متعبة وتريد النوم وطلبت ان لا يزعجها أي أحد هذا اليوم وقد أغلقت هاتفها النقال أيضاً .. فهي ليست بحاجة لثرثرة إيمليا ولا لرسائل ريكس الغرامية ولا حتى لإزعاج ماكس .. أخذت نفساً عميقاً لتفتح إحدى صفحات الدفتر وتبدأ بالقراءة على فورها :
### المذكرة ###
في قصر أسرة روبنز :
جلس جين على سريره وهو يشعر بملل شديد وانتهى به الأمر إلى إلقاء دفتره المدرسي أرضاً وهو يتمتم بغضب :" لماذا علي معرفة أو إعداد تقرير عن مدينة ليس لها وجود ومجرد خرافة كأطلانطس ؟"
إبتسم يوجين ليتحدث بعدها وهو يلتقط الدفتر ويعيده أمام جين :" الواقع ربما تكون هذه المدينة موجودة وهي في قعر المحيط "
بدء جين بالكتابة مجدداً ليتحدث بسخرية :" أجل وهنالك بعض الناس ممن يعيشون على أرضها وقد تحولوا إلى حوريات بحر "
تنهد يوجين حينها بإستسلام ليغادر الجناح بينما رمقه جين بقليل من الإنزعاج وهو يتحدث بصوت منخفض :" أنت لم تطلب مني إذن للمغادرة هذا مزعج "
عادت تقاطيع وجهه ترسم الجِدية و الإهتمام وهو يقوم بكتابة التقرير دون مساعدة من يوجين للمرة الأولى .. وبعد فترة قصيرة فوجأ بفنجان من القهوة مع بعض قطع الكعك توضع أمامه إضافة إلى ورقة كُتب عليها أهم الأمور التي تخص موضوع تقريره ليبتسم بسعادة غامرة وهو يشكر يوجين على ذلك و الذي إبتسم بدوره له وجلس في إحدى الزوايا يقرأ كتاباً ما .
بعد فترة من الزمن نهض جين من مكانه وهو يحرك يديه بعشوائية ويقوم ببعض الألعاب الرياضية بينما أغلق يوجين الكتاب الذي كان بيده ونهض ليقف برسمية منتظراً ما سيقوم جين بعمله لاحقاً .. إلتفت جين إليه في النهاية ليبتسم وهو يتحدث :" يوجين أتذكر رحلة التسوق تلك ؟ عندما شعرت بالغيظ لإنك قمت بتنظيف الغرفة في الوقت المحدد ؟"
أومأ يوجين برأسه إيجاباً ليبتسم بقليل من التوتر وهو يتحدث :" ولماذا تذكرها الآن لا أذكر أنني قمت بإغضابك اليوم "
أسند جين نفسه إلى الحائط بجانب النافذة وهو يتحدث :" ولم تغضبني في ذلك اليوم أيضاً ولكنك من تقوم بتدليلي إلى درجة مُفرطة يو وتسمح لي بالقيام بكل ما يحلو لي "
أخفض يوجين رأسه وقد إلتمع حُزن دفين في عينيه وبالرغم من الإبتسامة التي رُسمت على وجهه لم يمنع ذلك خروج نبرة ألم من صوته وهو يتحدث :" تدليل ؟ سيدي أنا فقط أقوم بواجبي و أنا .."
قاطعه جين بصوته الهادئ :" أنت مخطئ لو سألني أحدهم عن أمنيتي فسأتمنى لو كنت شقيقك أنت وأعيش معك ومع أسرتك في ذلك المنزل الصغير أقسم أنني حينها كنت سأشعر بسعادة أشد من كون هذان الأبلهان شقيقاي وهذا المنزل الفخم لا يشعرني بالسعادة أبداً "
بقي يوجين يحدق بجين بنظرات متسعة .. مشاعره كانت متأرجحة بين السعادة الشديدة والألم أيضاً .. بينما توقف جين في مكانه وهو لا يعلم هل أزعجه الآن أم ماذا ؟.. بعد دقيقة واحدة ربما تحدث يوجين وإبتسامة جميلة تعلو شفتيه ليتحدث بقليل من السرور و المرح اللذين لم يعهدهما جين به :" إذن ألم تكن تنوي الذهاب للتسوق سيدي ؟"
بقي جين يحدق فيه لبرهة وهو يكاد يقسم أنه فقد عقله لا محالة ليتحدث بعد مدة قصيرة :" أجل , ومن ثم إلى قصر الحاكم "
قال جملته الأخيرة تلك بحذر وتردد وكأنه لا يريد أن يخرجها من فمه حتى لايُفسد هذا المزاج النادر ليوجين والذي لا يظهره إلا برفقة إينوري وطفله كما إكتشف في زيارته الأخيرة لهما .. ولكن على ما يبدوا لم يشعر يوجين بالغضب ذاته أو الإنزعاج وقد أثار ذلك دهشة جين لاسيما عندما تحدث :" أمرك سيدي , لنذهب إذن "
سار جين خلفه بقليل من الحيرة والتردد قبل أن يتحدث :" يوجين هل حدث شيء ما لعقلك ؟"
ضحك يوجين بخفة قبل أن يجيبه :" لا أبداً إطمئن , ولكن نحن لم نتحدث إلى بعضنا منذ خمسة أشهر لابد أن هنالك الكثير من المشاكل واجهتك صحيح ؟ وربما لازال بعضها عالقاً حتى الآن ولهذا يمكننا التحدث بالطريق أو في السوق "
أومأ برأسه إيجاباً وهو يرمقه بحذر .. تحدث أخيراً :" يو , أتعلم لقد كونت ما يسميه البعض بالصداقات وإليك أمراً كُلها أمر مزعج وكاذب أقسم لا يوجد أبداً شخص يتحدث إلي أو يحبني إلا بسبب أنني أحد أفراد أسرة روبنز وهذا مزعج للغاية "
نظر له يوجين وعلى ما يبدوا أنه أراد التحدث ولكنه آثر الصمت وهو يرى ديريك وأليكسس يتجهان نحوهما ليتحدث الأول بإبتسامة :" إلى أين تنوي الذهاب يا أخي الصغير ؟"
أشاح جين بوجهه عنه ليتحدث :" إلى قصر الحاكم لرؤية آنجلي "
أومأ أليكسس براسه إيجاباً ليتحدث بعدها :" أخي لقد سمعنا أنك ذهبت لمنزل يوجين قبل أسبوع من الآن صحيح ؟"
أجابه بنفاذ صبر :" أجل ألديك مشكلة ما ؟"
أليكسس وهو يسير بجانبهما وديريك يسير خلفه :" لا , ولكن يا أخي ألم تتأخر بالذهاب ورؤية إبنه الصغير بالمناسبة يوجين نعتذر على عدم مباركتنا لك وتهنئتك عند ولادته "
رفع جين أحد حاجبيه إستنكاراً بينما تحدث يوجين بهدوء :" شكرا لك سيدي , لا داعي للإعتذار "
وما إن إختفيا من أمامها حل صمت بين كل من يوجين وجين إلى أن سار كلاهما حتى وصلا إلى السيارة تحدث جين أخيراً :" أخبرني يو هل حدث أي أمر بينكم ؟"
إبتسم المعني ليتحدث :" لا , ولا أفهم سبب لطفهما هذه الأيام ولكن هذا أفضل الآن فنحن لسنا بحاجة لشجار قبل الذهاب للتسوق صحيح ؟"
وافقه جين قبل أن يتحدث وكأنه تذكر أمراً :" صحيح يو , ماذا أردت أن تخبرني قبل ظهورهما ؟ لقد شعرت أنك تريد إخباري بأمر ما "
تنهد يوجين وبدأ بالتحدث بصوت حزين قليلاً وقد إنعكس ذلك على عينيه :" أنت تعلم أن الأصدقاء الحقيقين أصبحوا نادرين حقاً , ولكنني واثق بوجودهم أيضاً ربما لم أقابل منهم أحداً ولكن ..."
تجهمت ملامح وجه جين بشيء من الغضب وهو يتحدث :" ولكن ماذا عني ؟ حسناً لننسى الأمر , يو ألم يكن لديك أصدقاء قبل تلك الحادثة ؟"
إزداد بريق الألم و الحُزن في عينا يوجين وقد إستطاع جين رؤية إنعكاسهما في المرآة مما جعله يندم على طرحه لذلك السؤال المتسرع إلا أنه سرعان ما وصله صوته الهادئ والحزين :" بلى كان لدي الكثيرون أيضاً ولكنهم جميعاً كانوا أطفالاً سيدي , بالطبع لن يتحدثوا مع طفل مجرم , الواقع لقد قابلتهم مرة بعد عملي لديك عندما كُنت في الثالثة عشرة من عمري ولكن ( أصبحت نبرة صوته متألمة أكثر وهو يردف ) : لقد قاموا بإلقاء الحجارة وضربي بالعُصي .. أنا لم أكن قد تحدثت معهم حتى فقط كنت أراقب لعبهم ولا أعلم كيف إنتبهوا لوجودي وفي النهاية أخبروا عمي ماكس أنني حاولت الإختلاط معهم أو اللعب "
شد جين على قبضة يده بإنزعاج واضح ليتحدث بحِدة :" ولكن لماذا ؟ أعني , تباً إنهم مجرد حمقى أقسم يو أكرههم دون أن أقابلهم حتى ومن ثم لماذا لم أسمع بهذه القصة من قبل ؟"
ظهرت إبتسامة على وجه يوجين ليتحدث :" بالرغم من أن سيدي ماكس أوكل أمر عقابي لك في ذلك اليوم لقد كنت أنت في الثامنة من عمرك حينها و وقمت أنت بجلدي و .."
قاطعه جين وقد شحب وجهه :" أجل , تذكرت يو من فضلك دعنا لا نتحدث عن تلك العقوبة أرجوك "
أفرجت شفتاي يوجين عن إبتسامة حنونة ليتحدث :" ليس وكأنني غاضب أو ما شابه ذلك لقد هددك بقتلي , ألا يعني هذا أنك كُنت قلقاً علي ؟"
تحدث بشرود :" أجل , ولكن كان علي أن اجد طريقة أخرى "
أعاد يوجين إبتسامته المرحة تلك ليتحدث :" والآن ما الأمر ؟ نحن لم نخرج حتى يصبح مزاجك سيئاً بسبب القليل من القصص التي حدثت بالماضي البعيد "
ربما معه حق في ذلك ولكن جين لم يستطع التوقف عن التفكير بالماضي ولكن ليس بماضيه هو بل بماضي يوجين .. فتح شفتاه لينطق بسؤال لم يفكر حتى به :" يوجين ألم تفتقد والداك وشقيقك وحنانهما ؟"
أوقف يوجين السيارة جانباً فجأة وأخفض رأسه بينما شعر جين أخيراً بمدى حماقته لطرح مثل هذا السؤال الحساس والمؤلم ليتحدث بتوتر شديد :" آسف يو لم أقصد أردت أن أسألك إن كنت أنت من أشعل النار في المنزل حقاً كما يدعي الجميع و أقسم أنني آسف "
سمع صوت نفسه العميق قبل أن يستمع لرده :" بالطبع لقد إفتقدت حنان أسرتي و الأمان الذي كنت أعيشه , من منزل أصحوا في كل يوم على صوت والدتي وقبلتها إلى زنزانة مظلمة أصحوا بها إما بالماء البارد أو بالعصى التي كانوا ينهالون بها ضرباً على جسدي من النهوض بكل نشاط وحيوية و الذهاب واللعب , إلى النهوض وأنا أشعر بألم شديد في مختلف أنحاء جسدي مكبل اليدين و القدمين بحبال قاسية, سيدي أتعلم لقد كنت أعد لدخول المدرسة أيضاً ولكنني إستيقظت فجأة لأجد أن الشيء الوحيد الذي يسمح لي بعمله هو التنظيف وخدمة السجانين أو تحمل الضرب المُبرح دون أي مقاومة "
أخفض جين عيناه وهو يشعر بأنه ذكره بأسوء أيام حياته خلال أقل من خمس دقائق .. أعاد فتح كل ألامه بدقائق معدودة .. تحدث بصوت حاول قدر الإمكان جعله هادئاً وبعيداً عن الحزن :" لا يهم الآن , سيدي جين أنا بخير حقاً إهتمامك بي وقلقك الدائم علي جعلني أشعر بشعور أفضل "
إبتسم جين وهو يتحدث :" أنا يوجين أعتبرك أخي الأكبر "
أعاد يوجين تشغيل السيارة والإنطلاق بها وقد عادت الإبتسامة إلى وجهه .. في تلك اللحظة شعر جين بشعور غريب جعل القليل من الخوف و التردد يظهران على وجهه وقد غرق في بحر من الأفكار وهو يوجه نظره إلى النافذة بشرود تام .
####
جلست بهدوء غريب وهي تنظر لطفلها النائم .. تمنت لو أنها تقوم بإيقاظه حتى يسليها فهي تشعر بالملل الشديد تنهدت بتعب وهي تستلقي بجوار صغيرها .. صوت طرقات الباب جعلها تنهض وقليل من الشك يساورها .. وقفت خلف الباب دون فتحه لتتحدث بصوت مرتفع :" من هناك ؟"
أتاها صوت رجل غريب وحاد :" إفتحي الباب حالاً "
إرتجفت أوصالها لتسرع بالتأكد من إغلاق الباب بالقفل ووضعت عنده طاولة كبيرة لتتراجع أخيراً إلى الخلف ..وتمسك بالهاتف .. بعد القليل من الثواني أتاها صوته مرة أخرى ليتحدث :" لن تفتحي الباب إذن سيكون من الأفضل لكِ أن تسلمينا إبنك رولند إن لم تعطني إياه حتى أعد للخمسة سأذهب ولكن سأعود بعد قليل و آخذه بالقوة "
سالت دموعها على وجنتيها برعب لتتحدث بصوت مرتجف :" أنت تحلم ! لن تأخذ طفلي مني لو مهما فعلت أتفهم ؟"
لم يأتها رد منه فعلمت أنه غادر بالفعل لتركض هي بإتجاه غرفتها وتغلق الباب بالقفل أيضاً وتتأكد من إغلاق النوافذ وتحمل طفلها الذي استيقظ بين يديها المُرتجفتين .
نظر الصغير لها بخوف و قلق وهو يرى دموعها وخوفها ليتحدث :" ماما , ماما "
قامت بضمه إليها وقد أخرجت الهاتف وإتصلت على أحدهم .
~ نهاية الفصل الثامن ~
رأيكم بالفصل ؟
طريقة السرد للآن ؟
ماذا سيحدث لرولند وإينوري ؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top