الفصل الثالث والعشرين

نهضت من فراشها بحماس مٌفاجئ لتبدل ثيابها وترتدي فستان يصل إلى الركبة باللون الزهري الفاتح وتركت شعرها البُندقي مُنسدلاً لتتجه إلى خارج غرفتها وفي طريقها للأسفل شاهدت أخاها ألفريد وقد كان بطريقه لرؤيتها ابتسمت بوجهه برقة وهي تتحدث بمرح :" أنا بخير لا تقلق , لقد حل آلبرت مشكلتي .. والآن ارغب بزيارة إيثان لذا أراك لاحقاً"

حدق بها بصدمة شديدة وهو يتحدث :" أنتي وآلبرت تحدثتما ولم تتشاجرا !! وإيثان ؟ من هو آآه أتعنين ماكس ؟ ( بعد لحظات وعندما اختفت من أمامه أردف ) : تلك الفتاة لا يمكن تخمين تصرفاتها أبداً "

ما إن انتهى من جملته تلك حتى ابتسم برقة قبل أن تبدأ تلك البسمة بالتحول إلى بسمة حزينة وهو يفكر بأن العد التنازلي لمغادرتها هذا المنزل قد بدأت بالفعل مُنذ أن وجدت تلك المذكرة ولا يحق له أو لأي أحد من أسرته منعها من الذهاب والعيش مع أسرتها الحقيقية , فرولند أخبرهم بذلك منذ البداية , عندما ينتهي كل شيء ستعود شقيقته للمنزل .

تنفس بعمق فهو قلق على رولند للغاية , ألفريد وحتى آلبرت كانا صديقان مقربان من آندرو ورولند , لكن كل شيء تغير الآن هو أصبح يعاملهم بسطحية شديدة وكأنه لم يكن يخبرهم عن كل ما يحدث معه بالماضي , حدق بالفراغ وأول عبارة نطقها رولند بعد عودته من إختفائه ترن بأذنيه " آندرو , ألفريد , ألبرت ما هي الفائدة من المقاومة إن كان كل شيء قد تحطم ؟ لن يعود أي شيء لما كان عليه الآن ؟ هو لن يأتي ليغير هذا الواقع المؤلم ! لن يأتي أي أحد لإنقاذنا , لذا علي إنقاذ الجميع بمفردي بدلا من العيش بأمل زائف "

هو كان يتحدث ببرود شديد وعينان خاليتان من الحياة , وهذه فقط كان بداية إبتعاده عن الجميع وإنعزاله في قوقعة أعمال الأسرة وحماية شقيقته وابن عمه من بعيد .

******

وضع يده بخفة على جبين صديقه ليجد حرارته مرتفعة للغاية .. نطق بتوتر وألم في آن واحد :" أرجوك إيثان لنذهب إلى المستشفى "

فتح إحدى عيناه بإرهاق تام ولكن هذا لم يمنع ريو من مشاهدة الغضب المتأجج بداخله .. أخفض رأسه وهو يشعر بدموعه تداعب وجنتيه فآخر ما يرغب به مشاهدة أعز أصدقائه يتألم دون أن يتمكن من تقديم يد المساعدة .. بينما أشاح إيثان بوجهه بغضب وألم عند رؤيته لدموع ريو وكلمة عبء تدور في خلده وتنهش روحه بقسوة .

صوت طرق الباب من قِبل أحد الخدم القليلين هُنا مما دفع ريو ليمسح دموعه بسرعة وينهض لفتح الباب الداخلي لغرفة نوم إيثان الواقعة في جناح واسع يحتوي على غرفة للجلوس مع مطبخ تحضيري إضافة إلى غرفة صغيرة تحتوي على مكتبة .. نظر إلى الخادم بهدوء ولكن سرعان ما تحولت نظراته إلى صدمة وهو يرى جينيفر خلفه والتي ما إن فُتح الباب حتى تحدثت بقلق :" هل هو بخير ؟ لقد أخبرني هذا العجوز أن ماكس ليس بخير "

رمقها ذلك الخادم العجوز كما وصفته بيأس قبل أن يستأذن ويغادر بينما لم تنتظر هي إجابة ريو ودخلت إلى الداخل للاطمئنان عليه .. ومن ناحية أُخرى صُدم إيثان لرؤيتها أمامه فجأة ليتحدث بدهشة بالرغم من تعبه:" جولي ماذا تفعلين هُنا ؟"

وضعت يدها على جبينه بحركة فاجأته مما دفعه للابتعاد عنها حالاً وهو يصيح بغضب :" ماذا تفعلين يا بلهاء ؟"

عقدت حاجبيها بغضب وهي تتحدث بسخرية :" ألا ترى أن حرارتك مرتفعة يا أحمق ؟ يجدر بك الاعتناء بصحتك جيداً .. هيا سنذهب للطبيب الآن "

وقف ريو خلفها وقد بدا التوتر على وجهه ليتحدث بارتباك :" ولكن .. هو لا يريد أن ..."

نظرت له بحده أجبرته على الصمت بينما أعادت نظرها لإيثن وهي تمسك بيد ريو لتتحدث :" أنظر هل كان يبكي ؟ عيناه حمراوتين هل أنت السبب ؟"

لا يعلم لماذا ولكنه شعر بالغضب والذي من النادر حقاً أن يشعر إيثان به ليجيب بانزعاج :" لا يهمني الأمر .. لم أجبر أحدهم أن يحبني أو ما شابه ذلك .. من يرغب بالبقاء ليفعل ومن أزعجه ويزعجه وجودي ليرحل "

أراد ريو التحدث إلا أن جينيفر سبقته وهي تتحدث بترفع :" أنا أنزعج منك ومن وجودك ولكنني لا أرغب بالمغادرة مع الأسف وأنت لن تجرأ على طرد ابنة عمك من المنزل "

نظر لها وقد عاد الهدوء ليغلف وجهه وهو يجيب بسخرية :" رائع لم تعلمي الحقيقة إلا قبل عدة أيام وها أنتي ذا تزعجينني "

حركت يداها بلا مُبالاة وهي تنظر لريو متجاهلة بذلك إيثان وتتحدث بلطف :" أخبرني ريو لماذا تحب هذا الأحمق إلى هذه الدرجة ؟"

نظر إيثان لها بحقد بينما عقد ريو حاجباه بتفكير قبل أن يبتسم بعذوبة وهو يجيب :" لأنه أغلى شخص أمتلكه في هذا العالم .. الواقع أنا لا أعلم حتى من هُما والداي وقد باعني أحدهم لسيد هذا القصر عندما كُنت مجرد طفل في الثالثة من العمر وجعل مني مرافقاً لابنه .. وبالرغم من أنني لست خادم حتى بل أقل من ذلك بكثير ولا يفترض بهم إعطائي المال بدلا من عملي هُنا إلا أن إيثان عاملني بلطف مطلق وكأنني أحد أفراد أسرته "

ابتسمت برقة إلا أنها سرعان ما تداركت نفسها لتتحدث باستفزاز :" أتعني أن هذا الأخرق هُنا يمتلك قلباً طيباً ؟ إنها معلومة جديدة في الحقيقة "

حدجها إيثان بغضب قبل أن ينظر لريو ويتحدث بانزعاج :" تعلم أنني اعتبرتك أساساً فرداً من الأسرة ولا أفهم لماذا لا تناديني بإيثان بما أنك قبل قليل نطقت اسمي "

شهق بخفة وهو يضع يداه على فمه لينحني بسرعة وهو يتحدث بندم :" آسف أقسم أنني لم أنتبه لذلك , سامحني أرجوك "

تأجج الغضب في داخل إيثان الذي رغب حقاً في هذه اللحظة النهوض وتحطيم وجهه ولكن ذلك السعال الحاد الذي أصابه منعه من التحدث حتى , اقتربت جينيفر منه بقلق لتجلس بجانبه وتمسك به من كتفه بينما ريو إقترب ليصبح أمامه وملامح الرعب ترتسم على وجهه ليتحدث الأخير وسط شعوره بالخوف :" أرجوك دعنا نتصل بطبيبك الخاص .. سينعكس هذا سلباً على عمليتك القادمة "

تحدثت بفزع :" أي عملية هذه ؟"

أمسك إيثان بقميص ريو بقوة إلا أنه تجاهله هذه المرة وهو يرى أن جينيفر ستكون قادرة على إجباره للذهاب إلى المستشفى وقد أردف :" إنها عملية للقلب .. الطبيب قال بأنه إن بقيت حرارته هكذا فستكون النتائج سلبية ولكنه رفض البقاء في المستشفى لبقية هذا الأسبوع على الأقل "

نهضت بغضب وهي تخرج هاتفها لتتصل بسيارة الإسعاف مُتجاهلة بذلك صوت إيثان الذي يحاول منعها .

****

بقصر أسرة روبنز جلس آريان أمام والده وهو يطلب منه برجاء أن يتحدث مع رولند بينما بدا الرفض جلياً على وجه ديريك والغضب على وجه أليكسس الذي رغب بتحطيم وجه هذا الفتى الذي لطالما أزعجته طيبته .. تحدث ديريك بهدوء وابتسامة خبيثة رُسمت على وجهه :" لا بأس ولكن فقط لدي طلب إن وافقت عليه سأوافق "

تحدث آريان بحماس :" أجل موافق , لا يهمني ما هو فقط أريد الاطمئنان على أخي "

*****

وبذلك المنزل كان رولند يتناول الطعام بهدوء ولورانس يحتسي كوب من الشاي الساخن مع بعض البسكويت .. قطع ذلك صوت رنين هاتف لورانس الذي ظهر انزعاج طفيف على وجهه وهو يرى رقم المتصل بينما نهض ليجيب بهدوئه المعتاد :" أهلا بك عمي , بخير ماذا عنك ؟.. آه حسنا ( وجه نظره لرولند وهو يناوله الهاتف ليردف ): آريان يريد التحدث معك "

أمسك بالهاتف بهدوء ليضع الهاتف على أذنه وهو يتحدث بصوت هادئ :- " أهلاً بك آريان "

- بحماس أجاب :" أهلا بك أيضاً, وأنت كيف حالك رولند ؟ هل تعافيت ؟ ألازلت تتألم يا أخي ؟"

- حك شعره بملل ليجيب بصوت هادئ :" اجل بخير , تعلم أنني لستُ طفلاً لتقلق عليه صحيح ؟ والآن فقط كيف أقنعت والدك بالتحدث إلي ؟"

- بتوتر شديد تحدث :" آسف رولند لدي الكثير من الفروض المدرسية علي إنجازها "

- بشك تحدث :" آريان لا أظن أن هنالك فروض مدرسية فنحن في نهاية العام الدراسي وتقريباً لم يتبقى سوى الامتحانات "

- استطاع رولند الشعور بقلقه وهو يجيب بارتباك شديد :" أعني الدراسة للامتحانات يا رولند لا تقلق .. والآن إلى اللقاء "

أعاد رولند الهاتف للورانس بسرعة شديدة وهو يسمع صوت ديريك بينما تمتم لورانس بحقد وهو يلتقط الهاتف ويكمل الحديث مع عمه وابتسامة رولند الساخرة رسمت على وجهه وهو يراقب انزعاجه .

******

وفي المستشفى كان ريو يخفض رأسه وهو يستمع لتأنيب إيثان الذي لم يتوقف منذ أن خرج الطبيب بينما شعرت جينيفر بالغضب إلا أنها فضلت عدم التدخل بين صديقان حاليا على الأقل .

أومأ ريو برأسه إيجاباً دون أن يفتح فمه بحرف واحد مما دفع إيثان للغضب بشدة وهو يشعر بأنه يجاريه فقط خوفاً على صحته .. عض على شفته السُفلية بقوة قبل أن يتحدث بحده :" أغرب عن وجهي ريو , لستُ بحاجة لشخص يشفق علي فحسب .. إن لم تتجرأ وتتحدث معي الآن بطريقة طبيعية فأنا لا أريدك بجانبي "

محاولتها لمنع نفسها من التدخل باءت بالفشل وهي تصرخ بغضب :" أنا يمكنني مُناقشتك وإخبارك بأنك مجرد طفل مدلل , من الطبيعي أن يخاف صديقك عليك لذا أغلق فمك الكبير "

تنفس بعمق وهو يستلقي للجهة الأخرى قبل أن يتحدث ببرود :" لا أريد رؤية أي منكما إلى نهاية فترة بقائي في المستشفى .. سأطلب من الطبيب منع أي أحد من رؤيتي "

نفخت وجنتيها بغضب طفولي لتتحدث :" ما رأيك لو أبقيت فمك الكبير مغلقا فأنا لن أزور شخص أخرق مثلك إلا بسبب الملل "

أدار إيثان وجهه لينظر لها بسخرية بينما تحدث ريو بخفوت :" أما أنا فلن أغادر أبداً .. ولو مهما فعلت "

نظر إيثان له وهم بالرد لولا أن شعر بثقل الكلمات التي كاد أن ينطقها مما دفعه إلى الصمت وتجاهله لاسيما بأنه لو لم يتدارك نفسه في اللحظة الأخيرة لأعاد قصة شجار وقعت بينهما قبل سنة تقريباً .. عض على شفته السُفلية بندم فهو وإن لم ينطق بكلماته أخطأ لأنها مرت بعقله فقط.

غادرت جينيفر المكان بعد أن همست لريو الذي شحب وجهه فجأة أنها ستعود غداً لزيارة هذا الأخرق .. اقترب ريو من السرير بعد أن وصل جينيفر إلى الباب ليقوم بتغطيته جيداً والعودة للجلوس في المقعد بجانبه وقد بدا الشرود على محياه .. أيقظه من شروده صوت إيثان الهامس :" آسف , أنا حقاً لم أقصد "

اجبر نفسه على رسم ابتسامة ذابلة وهو يجيب ببرود لم يتمكن من إخفائه :" أعلم أنك كذلك .. بكل حال ما فكرت بقوله لي كان مكتوبا بعيناك .. و إنه الحقيقة أيضا لذا لا أظن أن هنالك أي داعي للاعتذار سيدي"

تنهد بألم وهو يعلم بأن هذا البرود سيستمر لعدة ساعات قبل أن يتمكن ريو من السيطرة على أعصابه لذا فضل النوم .

******

كان الملل يغلف أرجاء القاعة وقد بدأت الشمس بالغروب بالفعل .. جلس لورانس وهو يعبث بهاتفه النقال بينما اكتفى رولند بالتفكير بآريان الذي شغله .. رمق لورانس بنظرة هادئة ليتحدث بسخرية :" لقد كنت كريماً معي حتى الآن ولم تخبرني بالمقابل الذي تسعى إليه بعد ( صمت قليلاً وهو يشاهد لورانس الذي رفع رأسه لينظر له بملل ليردف بذات النبرة ) : هلا أكملت كرمك إذن وأخبرتني كيف سمح عمك ذاك بالسماح لآريان بالتحدث معي ؟"

رسم لورانس ابتسامة مشابهة لابتسامة رولند الساخرة بعد أن تنهد بتعب وهو يجيب :" مما يعني أن المقابل سيزداد ! صحيح ؟ ومن ثم منذ متى تقلق أنت على آريان ؟"

بملل أجابه :" لا يهم سأعطيك ما تريده عندما تطلب مني أي خدمة ولست قلقاً فقط مندهش من الكرم والرحمة التي هبطت على قلوبكم فجأة "

بدا الانزعاج جليا على وجهه وهو يجيب بلا مُبالاة على عكس المشاعر المتضاربة بداخله :" سأخبرك بالتأكيد لكل شيء مقابل صحيح ؟ وعمي غاضب حتى هذه اللحظة بسبب فعلتك وما فعله أبي من قبل لذا أخبر آريان بأنه إن تحدث معك الليلة سيحظى بشرف إفراغ غضبه عليه .. وهو ببساطة وافق كما الحمقى "

شهق بفزع وهو ينهض ليتحدث بتوتر :" علي العودة إلى القصر الآن "

تحدث بسخرية :" غريب ظننت أنك لا تهتم لأمره "

لم يهتم رولند لتعليقه الساخر الأخير فكل ما يهمه الآن هو الوصول إلى آريان بأسرع وقت لذا تحدث برجاء هذه المرة :" أرجوك لورانس أعدني إلى القصر "

نظر لورانس له ببرود قبل أن يومأ إيجاباً ببطء وقد أمر الحرس بأن يجهزوا أغراضهما .. وبعد القليل من الوقت ركب كلاهما بسيارة لورانس الذي تحدث بسخرية مُطلقة :" كان علي حقاً أن أصور ما حدث قبل قليل رولند .. أنا شاهدتك عندما هربت من المستشفى وأنت مُنهار تماماً أراهن أن والدي كان سيسعد لو رآك بهذه الحالة .. والآن توسلت لي أن أصطحبك للقصر .. في بعض الأحيان تبدوا كالقط تماماً "

ضيق عيناه بحقد وهو يجيب :" احذر فالقطط تمتلك أظافر حادة قد تقوم بإيذائك أو تشويه وجهك الجميل هذا "

ضحك بخفة للمرة الأولى قبل أن يتحدث بشيء من الغموض :" وهل يمكنها قتلي أيضاً إن تماديت ؟"

حدق به رولند باستفسار ليردف الأول مجددا :" ألم ترى شخصا من قبل أمنيته هي الموت ؟"

ازدادت دهشة رولند من هذا الشاب أمامه فهو لم يتمكن من فهمه أبداً .. ولا حتى تحديد ما إن كان جيدا أم لا .

بعد ساعتين تقريباً كان رولند ينزل من السيارة بسرعة شديدة إلا أنه توقف فجأة والتف ليقابل لورانس ويسأله سؤالاً هو يعلم إجابته بطريقة ما :" اخبرني لورانس كيف عثرت علي ؟ أعني لما بحثت عني في تلك المنطقة ؟ وكيف علمت أن تلك الفيلا قد تحسن من صحتي ونفسيتي ؟"

أغمض عيناه وهو يتجاوزه ليجيب بهدوء :" لدي طرقي الخاصة "

ابتسم بألم وهو يتحدث :" أندرو هو من أخبرك بكل شيء صحيح ؟ لا أحد سواه يعلم كل تلك الأمور .. بكل حال لا أحد سواه كان يهتم بمعرفتها في ذلك الوقت "

توقف عن السير وهو يتأمل النجوم بينما يتحدث بخفوت :" ألست من أبعدته عنك ؟ أنت من طردت الجميع من حولك وعزلت نفسك عن الآخرين .. ليس أندرو فقط بل حتى صديقك ألفريد ذاك و خالك كريستيان والجميع .. أنت من تخليت عنهم .. أنا أردت أن أسألك دوماً لماذا فعلت ذلك ؟ الوحدة لا أظن أنها جميلة صحيح ؟"

نظر له ليجيبه :" أخبرتني أن معرفة أمور لا يجب عليك معرفتها مؤلمة صحيح ؟ وأنا أيضاً تذوقت هذا النوع من الألم لورانس .. أما الوحدة فهي الأنسب لي "

ضيق عيناه باهتمام وهو يتحدث :" أنت أتظن أنك ستتسبب بالأذى لمن هم حولك ؟ "

أكمل رولند سيره إلى الداخل معلناً عن هذا النقاش الصغير قد انتهى بينهما .

****

وبالداخل كان ديريك يحتسي كوب من الشاي الدافئ وهو يتحدث بسخرية :" إنه مجرد أحمق , أن يتحمل العقاب فقط لأجل مكالمة هاتفية مع شخص أخرق كرولند "

أشاح أليكسس بوجهه بغيظ وهو يتحدث :" لكن لماذا أخبرته في النهاية أنك لن تعاقب رولند عند عودته ؟ "

تنهد ديريك بتعب وهو يجيب :" لأنك قمت بالواجب بالفعل في آخر مرة .. وقطعياً لا يجدر بنا أن نمسه بسوء حتى ينسى الجميع ما حدث !"

صوته الساخر وهو يتحدث جعلهم يصدمون بوجوده :" لم أكن أعلم أنكم تشتاقون لي لهذه الدرجة .. أعني لازلت محور الحديث هنا "

كز أليكسس على أسنانه بقوة بينما نهض ديريك لترحيب به بذات السخرية :" أووه رولند أنت بالفعل لك مكانه مميزة هُنا يا صغيري .. لقد افتقدتك حقاً ولكنك كالعادة لا تقدر قلقي عليك .. أخبرني فقط كيف هربت من المستشفى ؟"

أجابه رولند بأسف ساخر :" آسف لم أقصد ولكن لم أكن أعلم أنني مهم لهذه الدرجة ومن ثم كنت أظن أن السير قليلاً تحت أشعة الشمس سيكون مفيداً "

نهض أليكسس ليتحدث بغيظ :" أي شمس هذه لقد كان الجو في ذلك اليوم غائماً والرياح شديدة "

بذات الابتسامة وبنبرة أكثر سخرية :" أنت بالذات يا عمي أليكسس لم أتوقع قط أن تقلق علي هكذا .. ظننت أنني سأريحك فقط "

هز ديريك كتفاه بلا مُبالاة وهو يتحدث :" أأنت هُنا من أجل آريان ؟ رولند متى تحسنت العلاقة بينكما ؟ أعني لقد قبل أن أزيد عقابه على أن لا أعاقبك عند عودتك "

شد على قبضة يده بحنق ليسير بسرعة إلى غرفة أخاه بينما توجهت أنظار أليكسس إلى ابنه الذي كان يراقبهم بهدوء ليتحدث بانزعاج :" لما هو بحال نفسية جيدة ؟"

أجاب بهدوء :" وكيف لي أن أعلم يا أبي "

شد على قبضة يده وهو يقترب منه ليتحدث :" أتعني أنك تركته يلهو ويفعل ما يشاء في الفيلا الخاصة بك ؟"

أشاح بوجهه بتوتر وهو يجيب :" لم نتفق إلا على هذا , أنتما طلبتما مني أن لا أقوم بإيذائه ! "

صفعه بقوة شديد جعلت والدته تنهض بفزع وشقيقته الصغرى تتشبث بقميصه بقوة ليتحدث أليكسس بغضب :" أنا لا أصدق أنك بهذا الغباء كان عليك تعذيبه نفسيا لا إعادته بهذه الروح النشطة .. لما لم أحظى بابن آخر غيرك يجيد القيام بالعمل بالطريقة الصحيحة ! "

لمعت نظرة غاضبة بعينا لورانس والتي انتبه ديريك لها ليتقدم ويبعد شقيقه عنه وهو ينهره بحده :" تعلم أنه ابنك ووريثك .. بل هو وريث أسرة روبنز بعد أن نتخلص من رولند و جينيفر لذا عليك أن تعامله بطريقة أفضل "

لم يعجب زوجة ديريك كلامه عن جعل لورانس هو وريث هذه الأسرة إلا أنها لم تجرأ على التحدث ليس الآن على الأقل بل ستنتظر تلك اللحظة التي يتخلصون بها من أبناء إينوري المزعجين ومن ثم ستقوم بإبعاد لورانس عن الساحة .

~ نهاية الفصل ~

شخصية لورانس ؟

علاقة ريو وإيثان ؟

وآرائكم للآن عن سير الأحداث
















Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top