صفقة

Aşk çok güzel
العشق جميل جدا

جميع الحقوق محفوظة للكاتبة
Haroun Asmaa
هارون أسماء.

بعض الأمور تحتاج إلى الرويّة
عليك أن تعلم بأن:

السهم يعود إلى الوراء كي ينطلق بسرعة

لذلك
اعلم بأن العودة إلى الوراء  قد تكون حافز التقدم

بعد ذلك الحلم الغريب العجيب الذي جعل مورينا تستيقظ و على ملامحها الدهشة.. فكم تمنت أن يبقى هذا الحلم طويلا حتى تصل إلى والدها و تحدّثه و تشكوه عن الصعاب التي أهلكتها و جعلتها هذا الوحش الكاسر عديم الرحمة.

و لكن بدلا من ذلك تفاجأت برجل يجلس على كرسي بجانب السرير الذي كانت متمددة عليه، و هو ينظر إليها بملامح باردة، تلك النظرات التي تقول: أيتها المجرمة، هذه النظرات التي تعرّفت عليها مورينا سريعا، لأنها تراها في عيني كلّ شخص ينظر إليها، كم كرهت هذه النظرات و لكنها ظلّت تدّعي القوة و الصمود و الجحود و البرود و القسوة.

ليقف ذلك الرجل بعد أن قامت مورينا بتعديل جستها و يقول بصوت أجشّ

_لا تتحرّكي يا آنسة فتأثير المخدّر لم يزُل بعد

كانت ستسأل: عن أي مخدّر تتحدث يا هذا، و لكنها فضّلت السكوت على أن تفقد روعتها، و بعد لحظات تذكرت كلّ شيئ.. لقد تمّ الإمساك بها و تخديرها من طرف أشخاص لا تعرفهم، و هي في مكان بعيد من حرّاسها الشخصيين، و لم تفدها حركات الكراتيه التي تتقنها، و الحزام الأسود الذي حصلت عليه، فقد تمّت مباغتتها من الوراء، و استنشقت ذلك المخدّر سريعا فأغمي عليها.

فاكتفت مورينا بسؤال واحد

_أين أنا؟

فأجاب ذلك الشخص

_أنت في قصر عائلة جيزانوف Jizanove يا آنسة

_عائلة Jizanove؟

_ما أقصده هو أنك تحت ضيافتنا لبضعة أيام، لأن السيد ريكاردو Ricardo يريد استضافتك

_من هو هذا الشخص Ricardo?

_إنه الشخص الذي طلب إحضارك إلى هنا، و طلب مني الاعتناء بك، حتى يأتي من رحلته، إذ أنه حاليا في الفلبين philippine. أهلا بك لدينا.

_هل تمزح معي؟

_ما الذي تقصدينه يا آنسة

_تتحدث و كأنّي قد أتيت إلى هذا المكان طواعيّة، و حللت ضيفة هنا، و لكنكم قد قمتم بخطفي، و إحضاري عنوة

_آنستي، لم يتمّ أمري بشيئ من طرف السيد عدا استضافتك هنا

_حسنا، آي شيئ آخر؟

_لا .. و لكن إذا ما أردت أي شيئ مني، ما عليك فقط فعله هو ضغط الجرس الذي بجانبك، و سآتي لتلبية طلباتك فورا، و إذا ما أردت التجول في القصر فأخبريني لمرافقتك

_كي تبقى حارسا عليّ و تضمن عدم هروبي؟

_نعم .. هذا هو عملي

_يمكنك أن تذهب

_حسنا

كانت تلك المحادثة الغبية مجرد شكليات لاختطافي، و كان هذا للكلام المعسول ستارة تخفي و تضمر الشر، و الكثير من الأشياء الغير مفهومة، فقط لو يعود هذا الشخص من الفلبين Philippine، عندها سأتحدث معه على طريقتي.

ليس و كأنني لا أستطيع الخروج من هذا المكان، أريد فقط رؤية هذا الرجل، و معرفة ما يريده.
فقط من أنت يا Ricardo!

لا يهم أيّ من هذا الآن، سأحاول التصرف بطريقة طبيعية و ضعف، و كأني أنثى لا حول لها و لا قوة، على الأقل ستكون إجازة أستمتع فيها بالراحة النفسية قليلا، لبعض الوقت ليس إلاّ، سأرتاح قليلا من الأعمال الورقية التي تغطي مكتبي، و مناظر الجثث، و الأشخاص الذين يتوسلون تحت قدميّ الرّحمة.

سأحاول الهدوء نفسيا و الانتظار، و لكن!، لم لا أكون متطلّبة قليلا!؟

قد قال ذلك الخادم، إن احتجت إلى شيئ فكلّ ما عليّ فعله هو ضغط الجرس، لابد و أنّ طبع التملّك و الأنانية و التأمّر قد طغى عليّ و تقمّصت الدور حقا، لنستمتع قليلا!

ضغطت الجرس

و بعد ثوان وجدت ذلك الخادم أمامي

_يا آنسة، لقد كنت معك قبل قليل هل من شيئ؟

_لا أبدا

_إذا؟

_أريد منك أن تأخذني في جولة قصيرة في هذا القصر و حسب، فأنا لا أحب المكوث مطولا في مكان واحد

_حسنا إذا، هلاّ تبعتني من فضلك؟

_قادمة

ذهبنا معا في تلك الجولة، في أنحاء هذا القصر و كم كان مكانا كئيبا، لا يقل كئابة من قصري!، و لكن كلما مرَرت من رواق ما، وجدت صورة و في الرواق المجاور صورة عزاء لصاحب الصورة في الرواق السابق، كانت صورا كثيرا، ربما أجداد، أو أفراد من هذه العائلة، كان المكان بأكمله باللون الرمادي و الأبيض و الأسود في تناسق كئيب و جميل في نفس الوقت، حتى الأثاث، كان باللون الأسود، و العديد من المزهريات التي تحتوي على زهور التوليب الأسود النّادر، و كل الخدم يرتدون زيّا موحدا باللون الأسود، و كأنهم يعملون في عزاء، أو أن المكان بحد ذاته في عزاء، بسبب موت الكثيرين،  ربما، كانت تلك الجولة صامتة حتى تحدّث ذلك الخادم

_هل تعلمين يا آنسة؟

_و كيف لي أن أعلم ما لم تخبرني؟

_حسنا، هذا المكان هو مكان أثري جدا

_هذا واضح

_قد تمت فيه مراسم عزاء جميع أفراد أسرة jizanof، إبتداءً من الجدّ خوسّيه khosseh، قد كان رجلا صالحا يريد السلام و حسب، و لكن رجالا من قطاع الطرق قد قاموا بالقضاء على أفراد قبيلته بينما كان في رحلة لإحضار المؤونة، لو أنه كان هناك لما تجرّأ أحد على الاقتراب من القبيلة

_قبيلة؟

_نعم، فهذه الحكاية منذ زمن طويل جدا، حين ابتدأ عصر قطاع الطرق، و انهيار عائلة الجد الأكبر، و مع ذلك قد حافظ على نسله تحت الظلال، و في الخفاء، لأن قطاع الطرق أولئك أرادوا إنهائه بعد القضاء على قبيلته، و لكنّه اختفى، و صنع لنفسه إسما، و رسّخ كل هذا التاريخ في كتابه المقدّس، الذي نحافظ عليه بسريّة

_و لم تخبرني بسر كهذا، أنسيت بأنني رئيسة المافيا، و قد أنهي هذه العائلة ذات الأصل القديم بإشارة من يدي

_أنت لا تستطيعين فعل ذلك

_هل تعتقد بأني لا أستطيع الخروج من هنا؟

_لا، و لكن من يدري؟

لم أفهم معنى كلامه هذا، و لكن حكاية الجد الأكبر هذه قد قامت بجذبي، لا أعلم لماذا و لكن، هذه الحكاية، لم أر مثلها في جميع الروايات المبتذلة التي قرأتها عندما كنت تحت رحمة ذلك السافل أخ والدي الذي قام بحبسي، تحت غطاء حمايتي و لكنه كان يعذبني دائما، لا يهم الآن و لكن، لم أريد البقاء في هذا المكان؟ لم لا أعود إلى منظمتي و أقوم بإنهاء أعمالي الورقية التي تراكمت، قد تكون المنظمة في حالة من الفوضى في غيابي!

إنتهت الجولة في القصر، الذي بدا صغيرا نوعا ما، و لكن .. أدركت في وقت لاحق بأن هذا المكان، أو لا، بل الشخص الذي أحضرني إلى هنا لا ينوي خيرا، و لكن، لا بأس، دعنا نستمتع معا، ليست سوى لعبة ستنتهي قريبا، و بعد ذلك أعود إلى روتيني اليومي في إدارة مشاريعي و اجتماعاتي مع رؤساء المافيا الآخرين، حسنا..

_لقد حان وقت الإفطار يا آنسة

_ألا تجيد طرق الباب يا هذا؟

_عذرا، لم أنتبه لهذا

_هل أنت خادم هنا؟

_نعم

_أتعجب من أمر تعميلك هنا، لأي سبب قد يتم منح عديم أخلاق مثلك فرصة العمل كخادم!؟،حتى هذه المهنة القذرة المذلة، لا تستحق شخصا غبيا مثلك!، ما هذه الوقاحة؟ 

_أنا آسف حقا، أعتذر منك يا آنسة، لم أقصد ذلك و لم أكن لأظن بأنك ستنزعجين من هذا، رجاءً أُعذريني…

_فيما سيفيدني اعتذارك بعد هذه الوقاحة؟

_رجاءً، لقد فهمت جيدا بأنني مخطئ و لكن ذلك لا يتطلب منك إذلالي بهذه الطريقة و الحديث معي هكذا!

_أعد ما قلته أيها السافل؟!، لست سوى و مجرد خادم وضيع في هذا المكان، هذا ما يستحقه أمثالك، الإذلال ليس إلا!

و في هذه اللحظة فُتح الباب على مصراعيه ليكشف عن رجل طويل جدا، بل لا، قد كان ظلا لرجل من الواضح بأنه شخص طويل جدا!، لم أر وجهه بعد ولكن هالته تلك بدت صارمة جدا، كان السرير الذي أجلس عليه في زاوية بعيدة عن الباب، حيث لم أتمكن من رؤية وجهه لأن الباب يحجبُ زاوية النظر الخاصة بي كليا عنه، و تحدث بصوته الأجش الهادئ الغريب نوعا ما

_سيّد ماريو Maryo، أعتذر نيابة عن الآنسة الفظة لك

_ من قال بأني أريد الاعتذار، و من هي الفظة يا هذا؟

_يمكنك العودة إلى عملك سيد Maryo متجاهلا الآنسة فظّاظة!

_حاضر

_ماذا ..؟ من هي الفظّة!!!!

و خرج الإثنان مغلقين الباب وراءهما، أوه، يا إلهي، صرت فظة أيضا ، بعد أن كنت أتأمل في راحة و سكون يفتح الباب فجأة و يحدثني أحدهم عن الزمهرير، و بعد أن جعلته يلتزم حدوده، يأتي مجهول آخر لم أر وجهه، و ينعتني ب: الآنسة فظاظة

أليست هذه فظاظة بعينها؟

لكن هذا غير مهم الآن، كل ما أريده هو بعض من المتعة التي لم أحصل عليها، أتمنى أن لا أعود إلى شركة النافيا الخاصة بي، أريد
"السلام"

أتمنى لو أني لم أكن كذلك، كم تمنيت أن أكون شخصا جيدا، و مواطنة صالحة، لا تشوبها شائبة، كان هذا حلمي منذ الصغر، بالإضافة إلى حبّي لمهنة الشرطة، أردت أن أكون مثلهم، و أعمل في مهنة شريفة كهذه، و لكن.. ها أنا الآن أقوم بأعمال غير قانونية، و أطعم أبناء بلدي و ليس هم وحدهم بل و البلدان الأخرى السموم! ، هل كان حلمي كبيرا جدا؟ هل كان بهذه الصعوبة؟، هاه، و هاقد نزلت دموعي الحارة التي بللت وجنتي بتلقائية و من دون إنذار سابق منها احتلت مكانا في وجهي، فمسحتها بكبرياء خشية أن يرى أحدهم ضعفي، آه يا نارا لم تنطفئ داخلي، فلو دفَعَتِ الدنيا الثمن، لن ينطفئ بقلبي الحريق

لم أكن أريد أن أكون على ما أنا عليه، هل أنتحر و أموت؟، عندها سأنقذ الكثير من الأرواح! نعم فكرة رائعة لن تتطلب أية ضحايا باعتباري الجانية و الضحية في نفس الوقت!، ربما سيكون موتي سببا في حياة الكثيرين، أو في أن يعيش البعض في سعادة مع أهلهم و أسرهم و عائلاتهم في محبة و وئام، ربما سيقل عدد الأطفال اليتامى! ربما عندها سأجد السلام! ربما سأكفر عن ذنوبي! ربما عندها سيسامحني الأشخاص الذين أرسلتهم للعالم الآخر! ربما .. عندها .. فقط.. قد يعودون؟
من أخدع؟
لقد ماتوا جميعا، و أنا أنظر إليهم، لم أستطع إنقاذهم من يدي.. من يدي هاتين.
من أمازح؟
أنا من قضى عليهم!
تأنيب الضمير يقتلني، و لا أستطيع احتمال كلّ هذا! رجاءً أبي! تعال و أخرجني من هذا المستنقع! إن لم أقتل أولئك الأشخاص فسيضيع أكثر منهم، ما الذي أفعله؟ كيف أهرب من كل هذا؟ و الأهم! كيف أكفّر عن ذنوبي و خطاياي هذه؟، لو امتلكت القليل من الشجاعة .. فقط القليل، لكنت قادرة على مساعدتهم؟ و لكني كنت محاطة بذئاب كثيرة لا تعدّ متربصة بالفريسة، كانت و لا تزال الغلبة تهزم الشجاعة!

كانت هنالك شرفة في هذه الغرفة، و هذه أوحى لي بفكرة! .. ربما لو مُتّ سيحيى البعض؟ أو سيأخذ مكاني أشخاص أكثر بطشا و غطرسة و ظلما؟ .. و لكن على الأقل.. لن أحمل المزيد من الذنوب على عاتقي، نعم! لا مزيد من الندم! لا مزيد من الندم بعد الآن.. إن انتهيت فستنتهي أيام عذابي النفسي! ستنتهي بعض الأشياء بالنسبة لي!

تقدّمت إلى الشرفة و تركت نسيم الرياح العليل يداعب شعري القصير، و تأملت الزهور من كل ناحية على مرأى من بصري، كم كان منظرا جميلا!، لم أكن أعلم بأن العالم بهذا الجمال و الروعة حتى الآن، كان كل ما أراه عادة هو منظر الدماء و السموم التي تُنقل جوا و بحرا و برّا، ربما بدى العالم أجمل لأني سأغادره؟، ياله من قدر! ليتك لم تجعلني أرى هذه الروعة كي لا يتشتت تفكيري عن الغاية الرئيسية!

إرتقيت الخطى نحو الأمام، بدون ندم، لأول مرة! لم أندم على شيئ! لن أندم هذه المرة! لا مزيد! قد أجد السلام في العالم الآخر! نعم!

هذا صحيح، سيفرح الكثيرون إن ماتت واحدة مثلي، كم تمنيت أن يفهمني أحد ما! و يقول بأن هذه الحياة قد ظلمتني! و بأني مسكينة لم تفعل شيئا بمحض إرادتها.

وقفت على سور الشرفة و استعددت للنزول، و قبل ذلك نظرت إلى الأسفل، يبدو أن هذه الغرفة في الطابق التاسع أو الثامن! لذلك سيكون موتي محتوما  و لا فرصة لنجاتي، كم تمنيت أن أصحح أخطائي قبل أن أموت، و لكن .. هذا مستحيل، فلو فعلت أي شيئ فلن أكفّر عن ذنوبي! ربما لو اختفيت من هذا العالم سيقِلّ عدد الفاسدين.

نعم! لست مخطئة أبدا! هذا هو الأمر الصواب الذي عليّ فعله ؛ لن أتردد مجددا في قراري... هل أنا أتحدث مع نفسيهكذا كي أُطيل حياتي و لو لبضع دقائق أو ثوانٍ؟

أيّا كان.. لم يعد أي شيئ مهما بعد الآن، فليس لديّ أي شخص أخسره

صرخت بأعلى صوتي قبل أن أرمي بنفسي:
_"ليس لديّ شيئ أخسره!!"

و رميت بنفسي، و انتظرت الألم، لكنه لم يأتي، ألم أسقط؟

_"بلى! لديك شيئ تخسرينه!"

كان هذا هو نفس الصوت الذي سمعته من قبل، رفعت رأسي و وجدت نفسي بين أحضان رجل طويل القامة!

متى حدث كل هذا بحق الإله؟ متى أمسك بي و أبعدني عن سور الشرفة؟ …كانت يداه تحيطان بجسدي كأنهما قيود تقول:" لا مهرب ".. سرحت في عينيه النادرتين ذواتا اللون الأحمر القرمزيّ.. كانتا جميلتين كحجر من الزيركونيوم الأحمر.. كانتا تنظران إلى عينيّ بكلّ جرأة! .. تأملتها بشرود لوقت لم أعلم كم دام .. كانت لحظة جميلة جدا!

_" هل أعجبتاك؟ "

لم أستوعب الموقف حتى تحولت نظراته إلى الاستغراب من سكوتي و تحديقي به فأجبت:

_من هما؟

قال : _عيناي

_عفوا؟

_إستمررت بالتحديق في عيني! لذلك أظن بأنهما قد أعجبتا الآنسة

إبتعدت عنه في دهشة من كلامه! كيف علم بذلك، و لكني لست غبية لأجبره بأن عينيه جميلتان

_لا! لم أعجب بعينيك السخيفتين! م من أنت على أي حال؟

_آه لقد كانت وقاحة مني أن لا أعرفك بنفسي.

وقف باستقامة بعد أن كان منحنيا و أكمل

_أنا ريكاردو جيزانوف "Ricardo Jizanove"

_لقد تذكرت! أنت من طلب إحضاري إلى هنا!

_هههه يبدو بأن الأخبار تنتقل بسرعة هنا!

_دعينا ننتقل إلى الجزء الأهم

تغيّرت نظراته فجأة و أكمل حديثه

_لماذا أردت الانتحار ، ههه كم بدوتِ غبية و أنت تصرخين: ليس لدي شيء أخسره، هههه

قلت في نفسي: أحمق!

_أنا لست أحمقا

_أ أنا لم أقل ذلك

_حسنا، من يدري؟ ربما لم تفعلي

هل قرأ هذا الرجل أفكاري الآن؟ أنا متأكدة من أنّي لم أقلها! بل تحدثت مع نفسي! ياله من رجل مريب

_هلّا أجبت عن سؤالي؟

_بالطبع

_لم أحضرتني إلى هنا؟

_حسنا؛ هذا يتطلب الجلوس و الحديث، فسيكون هذا أمرا طويلا جدا

_حسنا

بدى هذا الرجل لي غريبا جدا و لا يزال، يبدو كشخص يجمع ما بين الغموض و البرود و التسلية في آن واحد، هذا النوع من الأشخاص .. خطير جدا…

تبعته إلى أن وصلنا أحد الأبواب، ففتحه و دخلنا، ثم علمت بأنه مكتبة، كانت مكتبة رائعة جدا، و لكن.. بدت قديمة جدا، كما و كانت مليئة بالغبار ،ما عدى الطاولة و الكرسيين الذين بدوا أنظف من كل شيئ موجود في هذه المكتبة، مما جعلني أعلم بأنه كان يخطط للحديث معي من قبل، حسنا، لم أرتح له على أي حال من الأحوال.

قاطع تفكيري قائلا:_ تفضلي، دعينا نجلس على تلك الكراسي.

أجبته:_حسنا

و بعد ذلك جلسنا على نفس الطاولة و الكرسيين الذين لاحظتهم من قبل، ثم بدأ الحديث الذي انتظرته

_حسنا، الآن دعينا ندع الأقنعة التي نصطنعها لبعض، لفترة من الزمن، كي نصل إلى اتفاق، لا أنتظر منك إجابة على هذا الحديث، و لكن، فقط صراحة في الإجابة على أسئلتي

أخبرته: _سأجيب بكل صراحة

فقال: _شكرا .. أول ما أريد سؤالك عنه هو، هل تعلمين سبب إحضارك إلى هنا؟

أجبته: _لا

فقال مستطردا: _أخبرتك بأن تجيبي بكل صراحة

فقلت بانفعال لهذا الكلام:_أ و لا ترى صراحتي في الإجابة؟، فإجابة سؤال مثل هذا لديك، فأنت من أحضرني.

فقال بعد أن تنهد تنهدا طويلا:_لا عليك، لندع هذا الأمر لاحقا و نكمل ما هو أهم من هذا، وهو صلب الموضوع

فقاطعته قائلة:_قبل أن تتحدث عن أي شيئ أر أن أسألك سؤالا أيضا

فأجاب:_و هل هو مهم؟

فأجبته: _نعم

فأومأ دليلا على قبوله، فطرحت سؤالي: _ما الذي كنت تقصده قبل قليل، ب: "بلى لديك شيئ تخسرينه"

فأجاب بعد أن ارتسمت على محياه ابتسامة أظهرت غمازتيه: _ما قصدته هو أنك كنت ستخسرين صفقة مذهلة جدا معي، و هذا ما كنت سأتطرق إليه في الأمر المهم

كان كلامه غريبا جدا فأجبت بتعجب: _صفقة؟

قال: _نعم صفقة

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top