بدا لي كما لو أنه قرار تم اتخاذه على عجل مني، ما أسرع حبي للتخلص من وضعي المعيشي!
هنيئا لك يا  Bernando لا بد وأن لجنة Kramus قد عينتك، بينما أنا هنا، أتأمل لوحات هذا المنزل الباهت الحزين، لست نادمة، بل خائفة لدرجة تجعلني أصاب بالحر والقر في آن واحد، لم تعد كلمات التشجيع التي أنبسها خلسة لنفسي تنفع، لقد تحطمت كل الأقنعة، وها أنا ذي ها هنا كخشبة جافة، كشجرة بلا لحاء تعصف بها الرياع فتنبشها وتخدشها، إلى أن تأتي لحظة وتتصدع هذه الشجرة أو تنفلق بفعل الضغط!

أحيانا أبدو لنفسي كما لو أنني مجرد شاكية، باكية لقصتها في قلبها حاكية، الكنه خافية، جارية في طريق ظلماء حافية، كرخيصة جارية، لمظهرها حامية، تخوض حربا دامية، بينها وبين الرياح القاسية، كأسطوانة مجوفة خاوية، مجرد قشرة باهتة مترامية، تتلاوح في الأفق وبين الأيادي والألسن تتحدث وما أنا بدارية، بمكنونات تلك الوحوش الضارية، أُدفع رويدا نحو الهاوية، بينما المياه تحت قدمي جارية، يبدو كعرش يطوف في سماء صافية، بل هو نعش يُحمل بأيادٍ حانية !!

نحو تلك الرحلة ذاهبة، كمحاربة، بلا ترس ولا قناة ولا منصل هاربة، ظمآنة والحنظل شاربة، وبتحذيرات حدسي عرض الحائط ضاربة.

لا مجال للتراجع، بعد قراري هذا، من المستحيل العودة، إما المواصلة نحو الأمام، أو قضاء النحب، وانتظار الحتف كي يلاقيني ويلقي علي السلام، كريح لطيفة تداعب كياني تنده بالخلاص، ولكنه في الحقيقة ليس سوى عذابا قاسيا شديدا أراه مختبئا في أعماق أعماق روحي الكئيبة، ربما لأن روحي شريرة، لذلك! لابد لها من عقاب!

الغبي Bernando، من المفترض أن يكون الآن تحت رحمة أولئك الحمقى، نعم، تحت رحمتهم، معتقدا بأنه الزعيم، ولكنه ليس بأعلى قيمة من وضيع تافه لا يفقه شيئا في الحياة، سيتلاعبون به كدمية خشبية، تسحب خيوطها في حركات خفيفة، لتنفذ المطلوب بينها تظن تلك الدمية بأنها السيد الآمر والناهي، حيث تقوم الأيادي المحركة بدعم هذه الدمية لتظن أنها في القمة، تجعلها مطمئنة.
لماذا لا تنقض عليها؟!  لأن حربا حول السلطة سوف تنشب! وعندها سيخسر الجميع، إذا فأفضل حل هو أن ينفذ الجميع مخططاته عبر تداول هذه الدمية المطيعة الوديعة!  وأول قرار-ومن الؤكد أن الجميع يئيده- هو أن يتم تصفيتي كي لا أحدث عائقا!  عليهم إزاحة هذه الصخرة قريبا!

لذلك، ومرة أخرى، علي تذكير نفسي بأنه لا مجال للتراجع بعد اتخاذ مثل هذه الخطوة الحاسمة.

ربع فصل لكن سيتم التعديل عليه