الفصل التاسع
رواية لهيب المودة : الفصل التاسع
اتصلت روزي بجيسو وأخبرتها بقصة صلح والديها وهي تطير من السعادة قائلة:
-«كم أنا مسرورة! أشعر أن مشاكلي جميعها حلت مع مجيء هذا الجنين لعائلتنا»
-«أحسدك، ليس لدي إخوة»
-«لا أصدق! وماذا عني؟»
-«أنتِ حتى لا تعتبرينني أختك فقد قلتِ خلال سردكِ للقصة أنكِ سعيدة بأختك الوحيدة»
-«قصدت أختي البيولوجية الوحيدة، أنتِ لستِ أختي بالمشاعر فقط بل أكثر من ذلك بكثير»
-«هههه أشعر بالخجل، والآن أخبريني هل لدى والدتكِ مشكلة في الإنجاب؟»
-«بلى، منذ سنوات طويلة حاولت الإنجاب من بعدي ولم تنجح، حتى أنها أحيانا تفكر بالتلقيح الاصطناعي»
-«من الجيد أنها ستنجب الآن إذًا»
-«بلى»
سمعت صوت والدتها تناديها للعشاء فأغلقت الخط ونزلت، وكمعجزة تحصل لمرة منذ زمن طويل رأت والديها جالسين على طاولة الطعام سعيدين ووالدها يحاول وضع الطعام لوالدتها في صحنها حتى تأكل جيدا وتغذي الجنين، كانا في قمة السعادة وهذا منظر لا تراه كل يوم، نزلت نحوهما وقالت بابتسامة عريضة:
-«ما أسعدني برؤيتكما معا مجددا»
ردت والدتها بتوتر:
-«ههههه من كان يعتقد أننا سنعيش لنرى هذا اليوم»
ثم قال والدها:
-«لا تخجلي أنتِ أيضا، تعالي وكلي معنا وسأضع لكِ الطعام في صحنك»
-«هههه أبي! حقا هذه معجزة، منذ زمن لم تعاملني هكذا»
-«بالمناسبة، هل صحتك النفسية بخير؟»
-«بلى، كثيرا، والفضل الأكبر يعود لصديقة لي من الثانوية تدعى جيسو»
قالت الأم بلطف:
-«أوه جيسو! كم أحب تلك الفتاة، عليكِ أن تُعرفي والدكِ عليها بما أنني أعرفها بالفعل»
-«مهلا! ماذا لو دعوناها للمبيت في المنزل؟»
-«أوه فكرة لطيفة، المرة القادمة قومي بدعوتها، أظن أنها تستحق جائزة تكريمية لأنها تحملتكِ طيلة هذه الأيام ههههه»
انفجر الوالدان من الضحك وتوقعا أن تنزعج روزي لأنها بالعادة مملة ولا تتقبل المزاح ولكنها هذه المرة ابتسمت لهما بسعادة فمزاجها في قمة الروعة.
ذهبت روزي في الغد للثانوية وبينما تنتظر صديقتها جيسو جاءت لها من الخلف وأغمضت عينيها وقالت:
-«احزري من أكون»
-«لا أحد يهتم للحديث معي أو يتحمل تقلبات مزاجي غير جيسو»
-«هههه محقة»
أبعدت يديها عن عيني الأخرى ثم أخرجت من حقيبتها علبة حلويات وأعطتها لها، وعندما فتحتها روزي وجدت بها قطع حلوى لطيفة على شكل أرانب وقالت:
-«جميلة! هل اشتريتها من أجلي؟»
-«بل أعددتها»
«أنتِ قمتِ بإعدادها؟ تبدو وكأنها من السوق، دعيني آخذ قضمة»
تذوقتها فأدركت أنها لذيذة حقا وقالت:
-«مممم مذهلة، لكن ما المناسبة؟»
-«بمناسبة حمل والدتك، أحسدك كثيرا ولكن في نفس الوقت سعيدة من أجلك، قد لا تعبر هذه الحلوى عن ما أريد إيصاله لأنها بسيطة ومملة ولكنني أحببت إهداءها لك»
توقفت روزي عن الأكل وقالت بصوت حزين وسعيد في نفس الوقت:
-«لا تعلمين كم تعني لي قطع الحلوى هذه، كما أنه لم يسبق لأحد أن أهداني شيئا من صنع يديه ووضع فيه كل هذا الحب والوفاء، جيسو أنتِ مميزة، كل ما تفعلينه يجعلني أود البكاء»
بدا عليها التأثر وكانت ستبكي لكن جيسو حاولت الإسراع لجعلها تضحك وقالت:
-«هههه توقفي عن التفلسف، أفعل ذلك لجذب الانتباه لا غير، لو كان لديكِ أخ شاب فأنتِ مجبرة على طلب يدي له، لن تجدي فتاة مثلي تصلح أن تكون زوجة لأخيك»
انفجرت الاثنتان من الضحك ثم عانقت روزي صديقتها وقالت:
-«أحبك للغاية، جيسو اللطيفة»
عادت روزي للمنزل في المساء ثم دخلت المطبخ فوجدت والدتها تطبخ العشاء وقالت لها:
-«روزي، هل تحتاجين شيئا؟»
-«لا، أتيت فقط لأساعدك، أنتِ حامل وعليكِ أن لا تجهدي نفسك»
-«أنتِ ووالدك تبالغان للغاية، كيف يمكن للطبخ أن يسقط جنينا كاملا؟»
-«لكن الحمل صعب بالنسبة لك، سيقتلك والدي إن حصل شيء للطفلة»
-«حسنا لنعتبر أن كلامك صحيح، بماذا ستساعدينني وأنتِ لم تطبخي شيئا طوال حياتك؟»
-«سأحاول»
-«حسنا ولكن لا تدمري المطبخ»
نزعت الأم المريلة ووضعتها لروزي ثم خرجت من المطبخ، حينها نظرت روزي لقطع الخضروات واللحم المقطعة أمامها وحدقت بها للحظات تفكر وقالت:
-«ترى ما الذي يمكنني إعداده بهذا؟»
فكرت أكثر وقالت أخيرا:
-«مرق خضروات، إنه أسهل شيء»
أعدت مرق الخضروات ووضعته على النار ثم جهزت المائدة وانتظرت حتى نضج كل شيء ونادت على والدتها ووالدها الذي عاد من العمل للتو.
وقفت أمامهما وسكبت لهما طبقي طعام وقالت بفخر:
-«أقدم لكما أول طعام طهوته في حياتي، استمتعا»
قال الأب بسعادة:
-«وأخيرا روزي تتدرب لتصبح ربة منزل، لا بد أنها عثرت على زوج مستقبلي ههههه»
نظرت له روزي بتجهم وقالت:
-«هل الرجال محور الكوكب؟ أريد التدرب على الطبخ لأجل مساعدة أمي وليس لأجل أي رجل»
-«حسنا حسنا هههه كنت أمزح، مازلتِ لا تتقبلين المزاح»
ثم ابتسمت وقالت:
-«تذوقا وأعطياني رأيكما»
تذوق الاثنان من طبقيهما وكانت الوالدة هي أول من توقفت عن الأكل ونظرت لزوجها، أما الآخر فتذوق بضع لقمات وقال:
-«الخضروات نصف مطهوة، والملح أعلى من المستوى الطبيعي الذي تتحمله الحامل، أتريدين قتل والدتك وجنينها؟ والصلصة دبقة جدا وكان يفترض أن تكون أقل كثافة من ذلك»
شعرت روزي بالإحباط ولكنها رغم ذلك وقفت بثقة وقالت:
-«لن أستسلم، سأتعلم الطبخ، أمي، علميني رجاءً»
ردت الأم قائلة:
-«حسنا، من دواعي سروري، إن لم أعلمك فسنضطر لتناول طعام لا يستساغ لفترة طويلة»
تحكمت روزي بأعصابها وابتسمت مُرغمة ومن هناك بدأت تتعلم الطبخ، سهرت لوقت متأخر تعد الحلوى مثل التي أعدتها جيسو، كانت حينا تحترق وحينا تتخرب وحينا لا تنضج بالشكل الكافي ولكن في النهاية أنهتها ووضعت عليها لمستها السحرية من الزينة ثم رمت نفسها متعبة على الأريكة.
في يوم الغذ ذهبت روزي للثانوية وهي تمسك علبة الحلوى بيدها متوترة ووقفت في المكان المعتاد، هذه المرة جاءت جيسو نحوها ولم تكن سعيدة كالمعتاد أو متحمسة، بدا وجهها حزينا لذا خبأت روزي علبة الحلوى في حقيبتها، قالت جيسو أولا:
-«صباح الخير»
-«صباح الفل، هل أنتِ بخير؟»
-«ممممم لا أعلم، بالأمس حصل شيء سيء»
-«ما هو؟»
-«لقد رن هاتف والدي على العشاء فتركنا وذهب، أظنه تخلى عنا لأجل قضاء الوقت مع حبيبته، أشعر بالحزن للغاية، لو أخبرت والدتي ستتدمر عائلتنا وإن لم أخبرها فسأبقى أشعر بالذنب لما تبقى من حياتي، ما الحل برأيك روزي؟»
-«حقا لا أعلم، لكنني أتضامن معك، هل هناك شيء يمكنني فعله لجعلكِ تشعرين بالراحة؟»
-«لا أعلم»
-«ما رأيك أن تأتي لزيارتي اليوم؟ أو المبيت عندي؟ أظن أن هذا سيشعرك بتحسن»
-«أود ذلك لكن والداي يمانعان ذلك»
-«بالنسبة لوالداي فهما حقا يريدان منكِ المجيء، ووالدي يريد التعرف عليك»
-«سأرى مع والداي وأخبرك»
نظرت روزي لحقيبتها وكانت على وشك إخراج علبة الحلوى مجددا لكنها رأت وونيونغ صديقة جيسو تنادي عليها وتلوح حتى اقتربت منها وقالت:
-«عزيزتي جيسو! افتقدتكِ كثيرا»
انزعجت روزي فهي مازالت تغار من صداقة وونيونغ وجيسو ومازالت تفكر أنها قد تأخذ صديقتها الوحيدة منها لذا صمتت وبقيت تستمع لكلامهما، قالت وونيونغ:
-«ما بالك لا تتصلين ولا تسألين؟ أم أنكِ تخليتِ عن صديقتكِ التي تعرفكِ منذ زمن طويل؟»
ردت جيسو وهي تفرك مؤخرة رأسها:
-«آسفة، مشغولة جدا، ووالداي يجبرانني على الدراسة طول الوقت لأحصل على علامات جيدة من أجل تخصص جامعي جيد»
-«لكنني أتصل بكِ أحيانا وأجد الخط مشغولا»
-«ههههه لا أبدا، لا بد وأنه خطأ من الشبكة»
توترت جيسو ونظرت نحو روزي وكانت منزعجة لأنها تخفي الحقيقة، ثم قالت وونيونغ:
-«ما رأيك أن تبيتي في منزلي اليوم؟ اتصلت بوالدتكِ هذا الصباح وقالت أنه لا بأس بذلك، سنلعب اللودو طوال السهرة»
كانت نظرات روزي لجيسو مخيفة ومليئة بخيبة الأمل وبعد اكتفائها من الاستماع استدارت لتغادر، لكنها توقفت فجأة حين سمعت جيسو تقول:
-«آسفة، روزي طلبت مني أولا، ربما لاحقا»
ثم لحقت بها ولفت ذراعها على رقبتها وهما تسيران وقالت:
-«مازالت دعوتك قائمة صحيح؟»
ابتسمت روزي وقالت:
-«طبعا هههههه»
في استراحة الغداء جلستا تتناولان الطعام فتشجعت روزي على أن تهدي صديقتها الحلويات التي صنعتها فأخرجتها من حقيبتها وقدمتها لها وقالت:
-«هذه لك»
فرحت جيسو بالهدية وفتحت العلبة وقالت بحماس:
-«جميل! أحببت هذه الأزهار!»
-«ليست أزهارا بل هي قطط»
نظرت لها مجددا فأدركت أن الشكل ليس متقنا أبدا ورغم ذلك حاولت المجاملة وقالت بتوتر:
-«هههه رغم ذلك شكلها جميل»
أرادت التذوق منها وعندما قضمت أول قضمة وجدتها قاسية جدا وقالت:
-«قاسية! ما الذي يوجد فيها بالضبط؟»
-«وضعت فيها البيض والحليب والشكلاطة والسكر والزيت والطحين فقط»
-«هل وضعتها في الثلاجة بعد نضوجها؟»
-«لا، بل تركتها في الفرن طوال الليل بعد أن أطفأته»
-«هذا يفسى لماذا جفت وتصلبت بسرعة، عليكِ وضعها في مكان به رطوبة لتبقى هشة»
-«سيء! يبدو أنني فاشلة في الطبخ حقا»
أحنت رأسها بإحباط لبعض الوقت وحاولت جيسو مواساتها فقالت في الأخير:
-«تبدين متمكنة قي الطبخ، أيمكنكِ تعليمي؟»
-«هههه طبعا سأفعل، هذا يعني أنكِ ستصبحين تلميذتي»
في تلك الليلة اتفقت الفتاتان أن تستأذن جيسو والدتها لتسمح لها بالمبيت في منزل روزي لكنها رفضت رفضا قاطعا كونها ما تزال غاضبة منها لهروبها من المدرسة قبل أيام.
بقيت جيسو في غرفتها حزينة وكالعادة تم إجبارها على الدراسة بجهد ولوقت طويل، وبعد فترة رن جرس الباب ونادت والدة جيسو عليها لتخرج فتفاجأت برؤية روزي أمامها تبتسم بسعادة وترتدي ملابسها المدرسية وتحمل حقيبتها على ظهرها، ثم قالت الأم:
-«روزي جاءت لتساعدك في الدراسة وستبيت معك اليوم، ادرسا جيدا فالجامعة تنتظر»
ابتسمت جيسو بسعادة ثم أخذت روزي لغرفتها وقالت:
-«كيف عرفتِ منزلي؟»
-«والدتك ووالدتي صديقتان الآن وتتحدثان على الهاتف، لا تستغربي، حين هربنا ذلك اليوم من الثانوية وجاءتا لتبرير غيابنا تحدثتا وصارتا صديقتين، كما أنه بعد منع أمك لك من المبيت عندي قررت المجيء بنفسي، واستغللت نقطة أنها تحب جعلك تدرسين لصالحي فأقنعتها أنني سأساندك على الدراسة لوقت متأخر من الليل»
-«ههههه ذكية، إنها لمفاجأة رائعة أن أراكِ اليوم هنا، لندرس معا»
أخرجت الاثنتان دفاترهما من المحفظة حتى عثرت روزي على دفترها الذي تدون فيها روايتها وترددت لبعض الوقت لكن في النهاية أمسكته بيديها ونظرت لجيسو وقالت:
-«جيسو، لطالما كنتِ تريدين رؤية ما أكتبه في دفتري صحيح؟»
-«بلى»
-«أريد أن أريك»
-«من دواعي سروري»
أعطت لها الدفتر ورغم أنها تشعر بالخجل من أن يقرأ أي أحد أعمالها لكنها قررت أن جيسو هي أول من تقرؤه، وبالفعل أمسكت جيسو الدفتر بحماس وقرأت منه عدة أسطر وكان تعبير روزي جيدا بالفعل لكن في النهاية قطبت حاجبيها وقالت:
-«لكن لماذا هناك العديد من الأخطاء الإملائية؟ لا تكاد أي جملة تخلو من الأخطاء»
-«أوبس! لدي مشاكل في الإملاء حقا لكن لم أظن أنه لتلك الدرجة»
-«يمكنني مساعدتك، سأصحح لكِ الأخطاء الإملائية بينما أقرؤها»
-«لكنها طويلة بعض الشيء»
-«لا بتاتا، أحب القراءة جدا وبما أنها رواية صديقتي المفضلة فسأستمتع بكل حرف كتبتِه فيها ولن أشعر بأي ملل»
-«يسرني ذلك، سأتركها لكِ لاحقا ولا تنسي وضع ملاحظة على أخطائي حتى أتعلم منها»
-«ههههه يبدو أنني سأكون معلمة اللغة خاصتك إلى جانب الطبخ»
صارت الاثنتان تضحكان بصوت صاخب وتستمتعان إلى أن فتحت والدة جيسو الباب فجأة وهي قاطبة حاجبيها فخافت الاثنتان منها وحملتا الدفتر بسرعة متظاهرتين أنهما تقرآن حتى أن جيسو حملت الدفتر بالمقلوب من شدة الخوف.
قالت والدة جيسو لهما وهي تحدق بهما بحدة:
-«أتمنى أن لا يتكرر الأمر»
قالت الاثنتان بصوت واحد:
-«حاضر، نحن ندرس»
ثم أغلقت الباب عليهما فنظرتا لبعضهما وابتسمتا وقالت روزي:
-«والدتكِ مخيفة»
-«وأخيرا أدرك أحد ذلك»
بقيت الاثنتان تذاكران لوقت متأخر حتى تعبتا وصارتا تتثاءبان، سمعت روزي صوت سيارة فنظرت من النافذة ورأت والد جيسو وقد عاد للتو ودخل المنزل فقالت:
-«والدك يعمل لهذا الوقت؟»
عبست جيسو وحزنت بشدة وقالت بحشرجة:
-«بل كان مع حبيبته الصغيرة بالعمر»
-«ترى ألا تشك والدتكِ به؟»
-«مطلقا، وتصدقه في كل شيء لأنها تحبه وتثق به ثقة عمياء»
-«هذا مخيف، ويجعلني أقلق من الزواج أكثر مستقبلا»
أمسكت جيسو بيد روزي وحاولت الابتسام رغم حزنها وقالت:
-«سعيدة أنكِ تعيشين حياة طبيعية الآن، اهتمي بوالديك فحسب»
-«سأفعل، لا تقلقي جيسو»
-«حسنا، لنخلد للنوم فأنتِ تبدين متعبة»
أخرجت من الخزانة فراشا ووسادة ووضعتها لروزي في الأرض وابتسمت قائلة:
-«لو أردتِ النوم على السرير فسأترك لكِ مكاني»
-«لا، لا تهتمي، أحب النوم على الأرض»
استلقت الفتاتين في فراشهما وغطت جيسو في نوم عميق أما روزي فحدقت بالسقف وهي تفكر وتبتسم، كانت سعيدة للغاية ومن حماسها لم تستطع النوم، لأول مرة تشعر بهذه السعادة الغامرة وبأن الصداقة شيء ثمين.
انقلبت للجهة الأخرى وأغمضت عينيها لكنها سمعت صوتا غريبا في الغرفة، تمعنت معه جيدا فتكرر عدة مرات، إنه أشبه بصوت شخص يبكي بصمت ويحاول جاهدا كتم شهقاته التي تفجر صدره.
نهضت من مكانها بسرعة ووضعت يدها على رأس جيسو التي تعطيها ظهرها ثم حركت خصلاتها قليلا محاولة التخفيف عنها، فجأة نهضت جيسو وحدقت فيها بعينيها المبللتين بالدموع ثم عانقتها بحرارة وهي تبكي قائلة:
-«أشعر بالقهر، والدتي مخدوعة ولكن إن تكلمت فسأدمر عالمها المثالي وتتفكك عائلتي، لكن في حال لم أتكلم أيضا فسأشعر بذنب شديد يساورني لما تبقى من حياتي، ماذا أفعل روزي؟ أنا تائهة»
بقيت تبكي معانقة إياها لوقت طويل حتى هدأت ونامت، لكن هذا لم يزدها سوى حبا وتمسكا بروزي التي جعلتها تشعر بطعم الصداقة الحقيقية.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top