الفصل الأول

رواية في غرام معلمتي : الفصل الأول

النصف الآخر...هذه الكلمة الرنانة التي وقع صوتها يبهج النفس ويبث فيها الاطمئنان...ليس من السهل أن تعثر في عالم واسع كهذا وبين مليارات الأشخاص على شخص يكملك وتألفه وتضحي بكل ما تريده من أجل إسعاده

الكثيرون حول العالم فشلوا بسبب الاختلافات والديانات والاهتمامات وبُعد المسافات وها هي ذي قصة أخرى تلخص هذا الموضوع بكل تفاصيله

تبدأ روايتنا في مدينة سيؤول بكوريا الجنوبية...مع أستاذة اللغة الكورية المدعوة "كيم بورام" والبالغة من العمر 27 عاما...والتي تتجهز في قاعة الأساتذة لتزاول عملها في ثانويتها المعتادة وبطريقة اعتيادية جدا

ها هي ذي تحمل محفظتها وترتشف آخر رشفة من عبوة الحليب بالشكلاطة خاصتها وترميها في القمامة ثم تنتقل للصفوف بكل حماس فهي أستاذة مجدة ومحبة لعملها ونشيطة ومرحة

دخلت قاعة الدرس ورحبت بالتلاميذ ثم بدأت تنادي على الحضور واحدا واحدا والطلاب يرفعون أيديهم حتى وصلت لاسم معين
-بورام:هونغ مارسيل

لم يرد عليها أحد فهمهمت وهي تفكر

-بورام:مر أسبوعان وهونغ مارسيل غائب عن الصف...هل يعرفه أحدكم؟

في آخر الصف تكلم طالب بسخرية وهو يضحك بطريقة مستفزة
-بام:لأنه متوحد هههههههههههه

سخر كل طلاب الصف منه وصاروا يضحكون ويلقون النكت فتحول المكان لفوضى وانزعجت بورام
-بورام:كفى! ما هذا الكلام بام؟ لا تقله أمامه
-بام:الجميع يعرفون أنه متوحد وراسب سنتين

بينما يسخر الجميع منه استغربت المعلمة من كلامهم فتأكدت من تاريخ ميلاده ووجدته بالفعل يسبق طلاب صفه بسنتين
-لورين:يال المهزلة! من يمكن أن يرسب سنتين في نفس السنة؟
-بام:فاشل مثله ههههههههه

تحول الصف لفوضى فانزعجت الأستاذة وضربت المكتب بقوة فانتفض الجميع وهدؤوا
-بورام(بتجهم) :ضيعنا نصف الحصة على الضحك...يكفي...افتحوا الكتاب على درس الهانغول القديمة

استمع الطلاب لها وفعلوا ذلك...وبينما الكل منهمكون بالدراسة قامت بنقل معلومات الطالب ورقم بطاقته المدرسية لأجل أمر ما

في مكان آخر وفي متجر راقٍ للملابس يقف موظفان أحدهما فتاة والآخر شاب بعد انتهاء الزبائن من شراء ثيابهم فاستغلا الفرصة لشرب شيء دافئ والحديث
-شونهاي:لا تكن جبانا...اعترف لها

انتفض الآخر من سماع ذلك ثم نظر لها بتوتر
-تشو(بتوتر) :من؟!
-شونهاي:بورام...صديقتك
-تشو(بتوتر) :ل ل ل لكننا مجرد أصدقاء
-شونهاي:ألم تلاحظ أنك تتحدث عنها حين نعمل؟ وحين نخرج؟ ودائما حين لا تكون موجودة تتمنى وجودها؟ وحين نحتفل تريد إرسال رسالة لها لتأتي؟ اعترف فحسب

نظر لكوب الشاي الذي بيده وضغط عليه وهو حزين
-تشو(بحزن) :أخاف أن ترفضني...وأخسر صداقتها للأبد...أعتقد أن بورام عانت ما يكفي وأي محاولة للتقرب منها ستبوء بالفشل
-شونهاي:لن تعرف حتى تجرب
-تشو(بحزن) :لا طاقة لدي للتجربة حتى

في وقت الغداء توجهت بورام لإدارة الثانوية وهناك طلبت ملف الطالب "هونغ مارسيل" من السكرتيرة
-السكرتيرة:سيتم استدعاء أولياء هذا الطالب نهاية الأسبوع فإن لم يتم التوصل لحل بشأنه سيتم فصله نهائيا
-بورام:اممممم مؤلم حقا...لماذا يضيع هذا الفتى دراسته؟ شباب اليوم مهملون حقا
-السكرتيرة:هههه حين تصبين اهتمامك على أحد فأعلم أنك تخططين لشيء...قولي ما هو
-بورام:ليس بالأمر المهم...تعلمين أنني أحب مساعدة الآخرين...لعله يمكنني إنقاذ مستقبله قبل أن يضيعه بيديه...أكره رؤية هذا الصنف لأنني كنت منهم ذان يوم وتم إنقاذي من قبل والدتي في آخر لحظة
-السكرتيرة:أتفق معك...الجميع يحتاجون الدراسة
-بورام:إذًا متى الاجتماع؟
-السكرتيرة:يوم الأحد الساعة العاشرة صباحا
-بورام:سأكون هناك رغم أنه يوم إجازة

حملت الملف وأخذته معها لتقرأه بينما تأكل وأثناء ذلك لفت انتباهها صورته
-بورام:أوه! وسيم حقا! لا بد أنه محبوب الفتيات هنا

قرأت كل شيء يخصه لكن لم تجد أن به أي أمراض أو مشاكل عائلية تجعله يضيع دراسته لأجلها
-بورام:فعلا شباب اليوم كسالى ومهملون

وصل يوم الأحد والذي هو يوم اجتماع ذوي الطلبة وهنا حضر الأهالي واحدا تلو الآخر...وبينما يجلسون في قاعة الانتظار تتم المناداة عليهم واحدا واحدا ليكلمهم المدير أو الأساتذة المعنيون بهم

لم يكن لدى بورام أي عمل هناك وليس لديها أي مشاكل مع ذوي الطلبة لكنها فضلت الحضور ومقابلة والد مارسيل شخصيا والكلام معه لعلها تفهم منه ما مشكلة ابنه

بينما تجلس في مكانها منتظرة سماع اسم والد مارسيل رأت طالبا مع والده قادمين من نهاية الرواق ويبدو أنه يوبخه بشدة
-بورام(تفكر) :لماذا لا يحترمون الأماكن العامة؟ كان يمكنهم الشجار في البيت فحسب

رأت الوالد وهو يمسك بذراع ابنه بقوة ويسحبه ليدخله قاعة الانتظار غصبا لكن الآخر قاوم وأبعد نفسه
-سيد هونغ(بغضب) :لا تغضبني أكثر وإلا سأرفع يدي عليك و...

رفع يده مهددا إياه لكنه تفاجأ بيد تمسكه بهدوء من الخلف فاستدار فورا
-بورام(بابتسامة) :عفوا لكنه مكان عام سيدي...هل يمكنك الهدوء؟
-سيد هونغ(بتوتر) :آسف آنستي...آسف حقا...لكن ابني عنيد ولا يريد الدخول

نظرت لوجهه فشبهته لمارسيل الذي رأت صورته في ملفه الدراسي
-بورام:هونغ مارسيل صح؟

نظر لها وهو متجهم الوجه غاضب وأومأ برأسه أنْ نعم
-بورام:أوه! لم أتوقع أن تأتي...لقد تم استدعاء والدك فقط لكنها مفاجأة أن تأتي معه
-سيد هونغ:أنا أجبرته على المجيء ليوبخه المدير...يظنون أن المشكلة مني ويتصلون بي دوما لمعرفة أخباره بينما كيف أقنعهم أنه هو لا يريد الدراسة
-بورام:أوه فهمت!

نظرت له مجددا منتظرة أن يقول أي شيء لكنه بقي صامتا لثوانٍ ثم استدار ليغادر
-سيد هونغ(بغضب) :عد هنا فورا وإلا سأبرحك ضربا أمامهم جميعا
-بورام(بتوتر) :سيدي لا...دعني أتكلم معه...ممكن؟
-سيد هونغ:من تكونين؟ موظفة هنا؟
-بورام(بتوتر) :الحقيقة...أنا أستاذة مارسيل في اللغة الكورية...لا تحكم علي لأنني قصيرة القامة
-سيد هونغ:امممم حسنا...سأنتظر دوري وأنتِ اهتمي به

أخذت بورام مارسيل لباحة الثانوية الخلفية واشترت لها وله عبوتي حليب بالشكلاطة ثم جلسا على الكرسي...وبينما تمد يدها ناحيته لتعطيه العبوة رفض استلامها منها
-مارسيل(ببرود) :شكرا...لا أريد
-بورام:أوووه هيااااا

وضعتها في يده غصبا ثم التفتت نحوه لتبدأ الكلام
-بورام:أخبرني...لماذا تركت دراستك؟

لم يرد عليها

-بورام:هل لديك أي مشاكل؟

لم يرد أيضا

-بورام:هل تريد المساعدة؟ أنا هنا من أجلك
-مارسيل(ببرود) :ولماذا أخبرك؟ أنتِ مجرد غريبة
-بورام:أنا معلمتك
-مارسيل(ببرود) :هذا لا يغير أنك غريبة
-بورام:غريبة تريد المساعدة
-مارسيل(ببرود) :لا أريد مساعدة من أحد فأنا بخير

بعد رفضه الكامل لمساعدتها قررت استخدام أسلوب التأثير
-بورام:هل لديك حلم؟
-مارسيل(ببرود) :لا
-بورام:ألا تريد أن تحصل على وظيفة مرموقة؟ وتجني المال في المستقبل؟ وتسافر؟ وتحقق كل شيء تريده؟
-مارسيل(ببرود) :لا
-بورام:ألديك هواية؟
-مارسيل(ببرود) :لا
-بورام:ماذا عن وقت فراغك؟ فيمَ تقضيه؟
-مارسيل(ببرود) :في لعب الألعاب الإلكترونية
-بورام:وحين تخرج من غرفتك ماذا تفعل؟
-مارسيل(ببرود) :لا أخرج أبدا...ولا سبب لدي لأخرج

رمشت بعينيها باستغراب ورغم أنها تريد توبيخه لكنها تعلم أنها طريقة خاطئة
-بورام:ههههه عليك تجربة الخروج للمركز التجاري...أتعلم؟ هناك حلبة تزلج على الجليد افتتحت منذ فترة قصيرة وأنا أذهب هناك كثيرا...عليك تجربته

لم يرد عليها

-بورام:أوووه ماذا عن الجلوس قليلا في مكان مليء بالعشب والأشجار؟ يال روعة الشعور! ستسمع زقزقة العصافير حولك وتحس بالسعادة
-مارسيل(ببرود) :هذا طفولي
-بورام:ههههه كم عمرك حتى؟ مازلت صغيرا...كالأطفال
-مارسيل(بانزعاج) :أنا في الثامنة عشرة الآن
-بورام:لا يمكنني قول ذلك إلا إذا رأيتك في الجامعة
-مارسيل(بتذمر) :مازالت هناك ثلاث سنوات لأصبح في الجامعة
-بورام:وخطأ من هذا برأيك؟ أنت من فرطت في دراستك وإلا لكنت الآن في السنة النهائية

لاحظت أنه تأثر بكلامها ويبدو أنه حتى استسلم لها وانسجم في الكلام معها رغم أنه يبدو انطوائيا جدا
-بورام(بلطف) :صغيري مارسيل...حين كنت بعمرك كنت أريد التوقف عن الدراسة دون سبب...وقتها وبختني والدتي بشدة ولم تتركني أتوقف...وأعتقد أنني سعيدة جدا لأنها فعلت...أنا لم أندم أبدا على ذلك
-مارسيل:وكيف تعرفين؟
-بورام:لأنني صرت أستاذة وأمارس وظيفتي الأحب لقلبي...بينما لي رفيقة أعرفها أوقفت دراستها وحاليا تعمل أعمالا شاقة لجمع المال...ربما كان سينتهي بي المطاف مثلها لو تركت دراستي

صمت للحظات وتنهد بعمق
-مارسيل(ببرود) :لكنك لا تفهمين...لا هدف لدي من الدراسة
-بورام:بلى لديك...إنه ضمان مستقبلك
-مارسيل:لا يهمني مستقبلي
-بورام:أنا يهمني...لأنك حاليا غير ناضج وتحتاج من ينصحك...وحين تكبر ستشكرني

انقبض قلبه لسماع ذلك فجأة
-بورام:لا أعلم لماذا ولكنني رأيت فيك طموحات كبيرة...شخص مثلك يبدو كما لو أنه يستطيع تغيير العالم...أريدك أن تدرس وتجتهد وتعود لي بعد سنوات وتخبرني أنك ممتن لي...ووقتها سأدعوك على العشاء في مطعم القطط
-مارسيل(بتوتر) :م م م مطعم القطط! هل تحبينها؟
-بورام(بسعادة) :أعشقهاااا...ولدي قط أسود أيضا...هل أريك صورته؟ دقيقة سوف أريك

أرادت إخراج هاتفها من حقيبتها ولكن توقفت حين قاطعهما والده السيد هونغ من الخلف
-سيد هونغ:ها نحن ذا...تكلمت مع المدير وقال أنه سيسمح لك بالدراسة هذه السنة لكن سيطردك لو بدر أي تقصير منك...هل تكلمتما؟
-بورام(بابتسامة) :أجل...استمتعت بالحديث مع ابنك كثيرا...إنه شاب لطيف ومتفاعل
-سيد هونغ(باستغراب) :متفاعل؟! متأكدة؟ مارسيل حتى لا يكلم أهل البيت
-بورام(بابتسامة) :دائما هناك أشياء للتحدث فيها حتى بالنسبة للمنطويين

نظر مارسيل لها ولابتسامتها فتفاجأ بشدة...وما وتره أنها استدارت نحوه وابتسمت له بينما تغمض عينيها بشكل لطيف
-بورام:أعتمد عليك صغيري...لدي أمل كبير بك...فقط عد لدراستك فهي كل ما تحتاجه

ودعها مع والده وغادر وبينما يسير مبتعدا بقي يلتفت لها من حين لآخر ويراقبها وهي تشفط ما تبقى من عبوة الحليب بالشكلاطة...نظر ليده فوجد عبوته التي أعطتها له ما تزال غير مفتوحة وشعر بشعور غريب
-سيد هونغ(بحدة) :لقد توسلت للمدير ليسامحك لذا كلمة واحدة أو رفض سيجعلانني أنهي حياتك
-مارسيل:سأعود للدراسة
-سيد هونغ(بحدة) :عرفت سترفض لذا...

فجأة رمش بصدمة
-سيد هونغ(بصدمة) :ستعود؟ بهذه السهولة؟
-مارسيل:أجل...لِمَ الاستغراب؟
-سيد هونغ(بصدمة) :أهو بسبب الأستاذة؟ هل أقنعتك؟
-مارسيل:أجل
-سيد هونغ:إنها بارعة! لا عجب أنها أستاذة

نظر مارسيل لبوابة الثانوية وابتسم بسعادة
-مارسيل(يفكر) :تلك الأستاذة أعطتني هدفا...وهدفي هو البقاء بجانبها وإسعادها...ومادامت ستكون سعيدة بعودتي فأنا مضطر لأعود

انتهت عطلة نهاية الأسبوع وحان يوم العودة للدراسة...وبينما بورام تدخل قاعة الأساتذة سمعت زميلتيها تتحدثان
-سينجي:وتقدم لطلب يدي أمام الجميع...كان يوما رومانسيا
-روما(بتذمر) :ليت حبيبي الصيدلي يطلب يدي أيضا...سيكون مذهلا
-سينجي:صيدلي؟! ألم يكن شرطيا؟
-روما:هههه لا...ذاك انفصلت عنه قبل أسبوع...يبدو غير جاد في علاقتنا...لا صبر لدي فأنا أريد الزواج بسرعة
-سينجي:كلامك صحيح...ما فائدة الارتباط إن لم تتزوجا

بينما بورام تأخذ أغراضها من الخزانة استمعت لحديثهما ثم استدارت نحو سينجي
-بورام:مبارك الخطبة...متى الزفاف؟
-سينجي:هههه لا أحد يدري...سنرى
-روما:ماذا عنك؟ لديك ثلاث سنوات هنا لكن لم أرك تواعدين أحدا أبدا...هل أنتِ بخير؟
-بورام(بتوتر) :طبعا بخير
-روما:هل تريدين المساعدة؟ لدي الكثير من الرفاق الشباب فهل تريدين أن أعرفك على أحد؟
-بورام(بتوتر) :حقا لا تتعبي نفسك...لا طاقة لدي للمواعدة...أستأذن

غادرت مسرعة وهي متوترة
-بورام(تفكر) :لو واصلت تجاهل الرجال سأصبح عانسا خلال فترة...لكن حقا أكرههم ولا أريد أي علاقة معهم

في صف السنة الأولى ثانوي وفي القاعة رقم 18 دخل هونغ مارسيل الصف مرتديا زيه المدرسي وهو بكامل أناقته وعطره الفتان...وبينما يفعل انتبه له كل من في الصف والفتيات ينظرن له بسحر لأنه يبدو جذابا مع قامته الطويلة ونحافته التي تظهره كأنه عارض أزياء...حتى مشيته تبدو مميزة

جلس في آخر الصف في طاولة فارغة فاستدار نحوه الشاب الذي أمامه
-لويس:ههههه أهلا جاري...هل تتذكرني؟
-مارسيل(بتجهم) :ماذا تفعل هنا؟
-لويس:إنه فصلي...لقد تم اختيارك لتكون في نفس القاعة معي
-مارسيل(بتجهم) :أكره حين يحصل ذلك...وحذاري أن تنقل لأبي فضائحي الدراسية
-لويس:لا عليك...أعلم أن والدك قاسٍ لذا لن أسبب لك أي مشاكل...لكن سيكون رائعا لو ندرس معا للامتحانات أو نأخذ الدفاتر عن بعض هههههه...ولا بأس أيضا في مساعدة بعضنا على الغش صحيح؟
-مارسيل(بتجهم) :منذ الآن أعلم أنك مزعج

أخرج من حقيبته جدول التوقيت ونظر للمواد وتقسيمها باحثا عن موعد حصة اللغة الكورية ولحسن حظه لديه واحدة في المساء...بعدها بحث عن اسم الأستاذة فاكتشف أن اسمها كيم بورام وابتسم بسخافة
-مارسيل(بابتسامة) :بورام تعني المكافأة...إنها حقا اسم على مسمى

ضرب رأسه بالطاولة بهدوء وهو متحمس لفكرة مقابلتها مرة ثانية...هو حتى لم يستطع النوم طوال الليل وهو يفكر بها...هذه أول مرة تعامله امرأة بهذه الثقة والرقة...هالتها تبعث التفاؤل واهتمامها لأمره يشعره بالدفء في داخله...حتى أسلوبها في الكلام يوحي أنها تعرف ما تقوله بالضبط...أسلوب أنثوي مزيج بين العتاب الخفيف والثقة بمن تتحدث معه...الكلام معها يجلب الأمان...وأهم جزء أنه تذكر أنها تحب القطط والذين يحبون القطط هم أناس ذوي قلوب نقية وجميلة

حان المساء ووصلت حصة اللغة الكورية لذا جلس مارسيل مكانه كالتلميذ المطيع وبقي ينظر للباب بترقب وقلبه يدق بسرعة...وبينما يفعل دخل أحد الطلاب الصف وقال صارخا "جاءت الأستاذة التزموا أماكنكم" وكالعادة صار الطلاب يتذمرون لأنهم يكرهون الدراسة ويتمنون غياب الأستاذ

دخلت بورام القاعة بثقة وابتسامة بشوشة تزين وجهها وبمجرد أن رآها مارسيل أزهر قلبه والتأمت روحه...كانت جميلة جدا ذاك اليوم وتنبعث منها طاقة إيجابية مذهلة...حتى أنه تاه وهو يراقبها تجلس مكانها على المكتب
-بورام:أيها الطلبة...طاب يومكم...بسرعة لنبدأ...فليأخذ أحدكم الممسحة وينظف السبورة...لا وقت لدينا...سأنادي الغياب بسرعة ثم نبدأ

نادت على الطلاب واحدا تلو الآخر حتى وصلت لاسم مارسيل فرفع يده وأجاب
-مارسيل:حاضر

رفعت رأسها ونظرت له وابتسمت وهذا ما جعله يموت من السعادة حتى كاد يذوب ويسقط أرضا
-بورام(بابتسامة) :الحمد لله الجميع موجودون...لنبدأ إذًا

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top