•٨• برتقالي
في أحد ضواحي ميشيغان النائية في امريكا وعلى قارعة الطريق تحديدًا وعلى بعد أمتار قليلة كومة من النفايات، أعتذر لا يصح أهانتها بالنفايات فهي خردة تنفعنا كثيرًا ومن الأشياء المفيدة هي حصولنا على الورق المقوى البني اللون.
كُنا أنا وأخي نائمان على الورق المقوى ( الكارتون) متخذيّن منها فراش نأوي عليها وإن كان لا يقِ صلابة الرصيف ولكنه يبقى فراش مريح يؤدي دوره.
وبينما كنت غاط في نوم هنيء بملابسي الرثى، لم أنتبه على كلام أخي الذي أفصح بنبرة حانية
« كوبر..كوبر أستيقظ أنه الصباح»
أستفقت من النوم وجلست بأجفان مغلقة مع شعر عكش أكمل مخاطبتي بقهقهة خفيفة
« يبدو أنك لا تزال نعّس جدًا؟ حسنا عُد إلى حلمك وأنا سأذهب إلى العمل وحدي في الجادة رقم سبعة وأنت لا تنسَ أن تبقى مكانك إلى حين عودتي»
كُنا نسكن في الطريق رقم خمسة مأ أن قال أخي توصياته حتى عدت إلى النوم، بقيت مستلقيًا، عشر دقائق مضت عقبها أنتفضت من التمدد بعد أن أستوعبت كلام تايلر، فركت عينايّ حتى أطرد النوم من بنيتيّ ثم وقفت أشيع ببصري يمينا وشمالًا، نافخ وجنتيّ بانزعاج فكيف يتركني وحدي ثم حدقت بالأفق عقبها نظرت إلى اللافتة الخاصة بي المصنوع من الورق المقوى أيضًا الذي نقش فيها كلمة مشرد (هوملس)
حملتها وأنا أحتضنها بين أضلاعي، ثم حسحست بغضب
« تايلر كيف سمحت لنفسك بالذهاب من دوني؟...هل يظنني صغيرًا فقط لأنني في السابعة وهو في الثانية عشرة! »
ثم ألتمعت قزحيتيّ وهتفت في داخلي
« سوف أذهب إلى العمل وأثبت له أنني رجل أيضًا وسوف أجمع نقودًا أكثر منه »
وقررت أن أذهب في طريق مخالف لطريقه، هو ذهب إلى الأمام وأنا قررت العودة إلى الخلف حيث الحي الثالث.
حملت اللوح وسرت متبخترًا رافع رأسي بشموخ سارحًا في أفكاري الطفولية ولم أنتبه إلى الطريق الذي كنت أسير فيه، أنه كان غريبا عن المعتاد حيث يخلوا من السكان!
وصلت إلى الشارع رقم ثلاثة وجلست قرب أحد المحال التجارية ولكن للأسف كان مغلقًا وسخرت في داخلي منه
« حتى هؤلاء قد سلبهم الكسل نشاطهم ولم يباشروا في عملهم، حتمًا أنا أفضل منهم»
مضت نصف ساعة تلتها خمس دقائق حتى لاحظتُ أن المكان يصفر من البشر، بدأ الخوف يتسلل إلى قلبي رويدًا رويدًا، وأنا أحدق بالشارع كان فارغًا تمامًا جميع البقالة الأخرى مغلقة!
أتجهت ببصري إلى الحديقة التي كانت في مرأى عينيّ كانت هي الأخرى تخلو من الناس، بدأ الرعب ينمو في داخلي شيئًا فشيئًا إلى أن دب في داخل فؤادي.
أستقمت بجسد مرتعش بينما لا أفتئ أحدق يمينا وشمالًا هممت نفسي بالعودة وخلال عودتي إلى شارعنا بدأت الأفكار تعبث بعقلي والهواجس تعصف بي
« هل يعقل إن مخلوقات فضائية غزت الأرض وقامت باختطافهم؟ ولم يبقَ أحدًا من البشر على سطح الأرض! »
أرتعبت لهذه الفكرة وبدأ الخوف ينهش جسدي، أحتضنت لافتتي برعب مطلق كالأم التي تحمي صغيرها من عدو مجهول
أكملت حثيثي ولم أعلم بعينيّ عندما بدأت تدمع عندما تذكرت أخي تايلر
« هل يعقل اختطفته المخلوقات الفضائية هو الأخر؟»
وجدت نفسي أسرع في المسير إلى الشارع الذي من المفترض أن يكون فيه أخي.
كان الهدوء يدب الفزع في النفوس، فأن تكتشف أن المدينة التي تعيش فيها قد أختفى سكانها، لهو رعب حقيقي يجعل أطرافك تنشلّ.
ما أن كادت قدماي تطأ الجادة رقم ستة الذي يبعد شارع واحد عن المكان المقصود حتى جاءني رعب جديد لقد بدأ يتسلل إلى مسمعي صوته!
صوت خطوات تتحرك وأظنها تقترب شطري من الجهة التي أقصدها، لذا كإحساس بالخطر لم أعيّ بنفسي عندما استدرت وبدأت أهرول عائدًا إلى منزلنا أقصد مكاننا مكبّ النفايات وعلى الرغم أن أقدامي صغيرة وضعيفة إلا أنها استطاعت حملي والركض بسرعتي القصوى.
بدأت أنفاسي تتقطع ولكن صوت اقتراب تلك الخطوات تدفعني إلى مواصلة الجري، وبينما كنتُ أنا عاري القدمين لم أشعر عندما وطئت أرجلي الزجاج المتناثر على الرصيف مُحدثةٌ جرح في باطن قدمي اليمنى.
في تلك اللحظة حتى الألم يختفي فقط يبقى غريزتك في البقاء على قيد الحياة تدفعك على مواصلة المسير.
وصلت إلى مكاننا حتى أختبأت في داخل البرميل المتأكل المزنجر الذي كنا نستعمله أحيانا في الاستحمام
ولجتُ في داخله ووضعت اللافتة مع بعض الورق المقوى فوق رأسي حتى لا يراني الوحش ثم وضعت يدايّ على ثغري لكي أمنع أنفاسي من الخروج فيسمعها المخلوق الفضائي
ولكن للأسف بيد إن جسدي يرتجف ويتحرك لا إراديا ويأبى السكون كلما سمعت صوت الذي يطلقه يشبه صوت الزئير إلى حد كبير.
أخذ يقترب نحوي أكثر فأكثر وأشعر بخطواته التي تبث الرعشة في كياني
لم أعلم أن كنت قد بللّت نفسي أم لا؟ ولكنني متيقن أنني سوف أكون لقمة سائغة في إي لحظة
بدأ صوت الخطوات يكون أكثر وضوحًا، أبتلعت رمقي بصعوبة محاول جاهدًا أن أبقى صامدًا ولا أتحرك حتى لا يكشف مخبئي
عقبها حدقت في أحدى الثقوب الموجودة في جدران البرميل حتى رأيت مخلوقًا مهيبً برتقالي اللون!
أخذ الخوف ينهش أحشائي ثم لاحظت الدماء! توسعت حدقيتيّ وتسارعت أنفاسي عند رؤية قدمي المجروحة وإلى الدماء التي خلفتها، عندها شهقت دون صوت
فقد علمت أن المخلوق البرتقالي الضخم قد أستدل على مكاني من أثار الدماء وها هو قادم نحوي يمشي، أراقبه كيف سوف يبتلعني؟
سقطت في غيبوبة نتيجة الرعب الذي وصل إلى أقصى درجاته.
ولم أعلم كم مضى من الوقت حتى أستفقت على حركة خفيفة تهز ذراعي، أطلقت صرخة عالية معتقدًا أن المخلوق البرتقالي قد هجم عليّ ويريد أبتلاعي
فتحت أجفاني حتى وجدت أخي تالير! رميت بجسدي وأحتضنته بقوة مع عيناي تذرفان الدموع بغزارة وأنا أتمتم لا أراديا
« تايلر! الحمد لله أنك بخير ولم يأكلك المخلوق البرتقالي»
ثم أستأنفت كلامي بنبرة ممزوجة بالبكاء أكثر ارتفاعا
« أرجوك لا تتركني وحدي ثانيةً»
كان أخي هو الأخر شاحبًا ومملوء بالقلق طبطب على ظهري بحنان وأستطرد عقب تنهيدة تشير إلى الهم الذي إزُيح من كاهله
« نعم سوف لن أتركك وحدك ثانية، و حمدا لله أن النمر لم يأكلك، لقد خشيت أنه هجم عليك»
ثم تكلم رجل من وراء أخي لم أنتبه عليه إلا توًا
« حمدا لله على سلامتكم ومن الجيد أننا استطعنا نحن الشرطة أمساك النمر وإعادته إلى حديقة الحيوان قبل أن يؤذي أحد»
أستدار تايلر إليه وشكره على المساعدة في العثور عليّ، ثم خاطبنا الشرطي
« لقد نشرنا في نشرة الأخبار أن هناك نمر قد هرب من حديقة الحيوان وأمرنا جميع السكان في التزام مساكنهم إلى حين العثور على النمر ولكن للأسف بمَّ أنكم لا تملكون منزلًا فلم تسمعوا الإذاعة»
توجه أخي مع الشرطي إلى مركزهم للأدلاء بأقوالنا وهناك عقب خروجه هتف بغبطة نحوي وهو يلوح بحزمة من النقود
« لقد أعطوني مبلغًا تعويضًا لمَّ حصل لنا، وبهذا أصبح لدينا المال الكافي لشراء الطعام لمدة ثلاثة أشهر»
ألتمعت عيناي ببهجة وأستطردت بحماس
« هل تستطيع شراء المصاص لي؟»
أردف تايلر باسمًا وهو يمسد شعري
« بالتأكد»
-النهاية-
💀💀💀💀💀💀💀💀💀💀💀
تقيمكم للقصة 😍
قصة الفصل أعجبتني كثيرا ربما أكثر من القرائ نفسهم المهم أي خطا أخبروني به🙈
فكرة الفصل نمر هرب من حديقة الحيوان لمدة ثلاث ايام يالله أستطاعوا أمساكه😁
( ملاحظة ممنوع السرقة او الاقتباس دون أذاً مني تذكر الله موجود ^__^ )
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top