•٤• لغة

أدعى رؤوف كمال في المرحلة الثانية من كلية اللغات وقد أخترت هذا القسم بالتحديد لأنني أعيش في مدينة تكرونة السياحيّة في تونس، المعروفة بمعالمها الطبيعية والرائعة والتي تخطف الأنفاس مما يجعل السواح يقصدونها من مختلف أنحاء البلاد.

وكان قد انتشر في الآوان الأخيرة لعبة ببجي، حيث ستجد جميع الفئات العمرية يمضون وقتهم فيها، ومن مختلف الأجناس والجنسيات في العالم، تجدهم يحمّلون هذه اللعبة في هواتفهم أو حواسيبهم المحمولة ويلعبونها بشوق ولهفة .

وأنا كأي مراهق في العشرين من عمري قمت بتنصيبها في هاتفي النقال وقضاء جل وقتي فيها.

في أحد الأيام الربيعية من الساعة الخامسة مساءً، أستقريت في حجرتي على السرير الوفير ثم ولجت إلى داخل اللعبة وقد أخترت سرفر الشرق الأوسط حيث اللاعبين يكونون من الوطن العربي.

دلفت اللعبة مثل كل يوم ولكن الغريب الفريق الذي كان معي بدأ يتحدث بلغة أجنبية وأخالها اللغة الهندية فأختي الكبيرة تشاهد المسلسلات الهندية بكثرة وأحيانًا كنت أشاهد معها؛ لذلك أستطعت تمييز نبرة صوتهم بوضوح.

أستغربت ذلك قليلًا ومع ذلك قررت أن أكمل هذا الدور وبعدها أنتقل إلى دور أخر فيه لاعبين عرب؛ حتى أستطيع التحدث معهم بسهولة، تابعت اللعب لعشر دقائق وهناك فجأة بدأوا يتحدثون اللغة العربية وفي التحديد اللغة المصرية !

أندهشت كثيرًا فقبل قليلًا كانوا يتحدثون الهندية والأن كيف غيروا لهجتهم وبهذه الطلاقة ؟

أكملت ثلاث أدوار متتالية عقبها سمعت نداء أمي للعشاء، تركت اللعبة وذهبت وتناولت الطعام مع عائلتي المكونة من والداي وأخت أكبر مني بثلاث سنوات وأخوين أصغر مني بخمس أعوام .

في صبيحة اليوم التالي خرجت إلى متجر البقالة بنية تبضع بعض الأشياء لوالدتي، وعندما ذهبت إلى المحاسب تحدث بكلام لم أفهمه، تجاهلت خطابه فقد ظننت أنني متوهم السمع، ولم أميز كلامه بوضوح؛ لذا أعطيتهُ الحساب وغادرت

أثناء طريق العودة إلى المنزل في منتصف الطريف مررت بجانب جارين من سكان منطقتنا وصيف ونبيل.

وقد دهشت أنهم كانوا يتحدثون بلغة أجنبية ؟ فيما بينهم وبإتقان لدرجة أي شخص يسمعهم سوف يعتقد مئة بالمئة أنهم فعلًا أجانب !

أستغربت الأمر جدًا! فلماذا يتحدثون هذه اللغة الإسبانية؟ ولولا دراستي لها في أحدا المواد لمَّ تعرفت عليها!

بقيت أحدق فيهم علّه أجد تفسير مقبولًا ؟

أبتسم لي أحدهم وكان جارنا نبيل ثم لوح لي بيده وخاطبني باللغة الإنكليزية على ما أعتقد، لم إجيبه وأنما بقيت واقفًا في مكاني للحظات قبل أن أبتسم له، واكتفي بأيمائة بسيطة قبل أن أغادر عائدًا إلى البيت ، فلا أعلم ماذا جرى لهما حتى يتحدثوا في لغات أجنبية ؟

دلفت إلى الدار وأخذت الأكياس التي تبضعتها إلى المطبخ وقمت بتفريغها، في هذه الأثناء قدِمت والدتي وخاطبتني ولشدة روعي هي الأخرى تتحدث لغة غريبة وأظنها التركية، انفرجت مآقيّ لسماع كلامها مع فتح ثغري مدهوشًا

حدقت صوبي بستغراب وهي تحاول قراءة تعابير وجهي ثم عاودت سؤالي من جديد بلغة أخرى أو ربما نفسها التركية، فأنا لا أجيدها سوى بضع الكلمات التي لا تتعدى الأصابع، عقبها دنت نحوي وأكملت بقلق، والغريب أستطاع عقلي أن يترجم كلامها وأفهمهُ ؟

حيث قالت « رؤوف مابك هل رأيت وحشًا ؟»

أبتسمت بتوتر أحاول أن أقلل مخاوفي ثم أستفسرت بغرابة
« أماه ! لماذا تتحدثين معي بهذهِ اللغة ؟»

عقدت ما بين حاجبيها ثم تمتمت بلغة أخرى مع تحريك يدها بستفهام

وسعت بؤبؤيّ ونطق بنبرة توشك على البكاء
« أماه ! لماذا اليوم تتكلمين معي هكذا ؟؟»

تقربت والدتي نحوي أكثر وتقاسيم وجهها مملوءة بالأستفهام، ثم أمسكت يدي من مرفقي وأستطردت بدهشة بالغة، ولكنني أستطعت أن أفهمّها جيدًا وهنا كانت الطامة الكبرى حيث سألتني
« رؤوف لماذا تتحدث اليوم بلغة غريبة ؟ متى تعلمت هذه اللغة؟ أم أن قسم اللغات أثر فيك؟»

عندها أستوعب عقلي مايجري معي، وفهمت ليس الناس من كانت تتكلم بلغة غريبة؟ وأنما لساني من كان يتحدث معهم بلغة أخرى !

- النهاية-

💀💀💀💀💀💀💀💀💀💀💀

تقيمكم للقصة 😍

طبعا الفكرة جاءت اخي الصغير كان يلعب اللعبة وبعد عشر دقائق الذي كانوا معه في الفريق غيروا لغتهم الى العربي بعد ان كانت أجنبية، سالته يمكن غيرت المجموعة اجابني لا لم اغيرها وهو اكمل اللعب كأن شيء لم يكن! وانا اعجبني الموضوع كونه رعب 😶😅

ملاحظة أي أخطاء أملائية أخبروني بها😊

نشرت في يوم : ٢- ١٢- ٢٠٢٠

( ملاحظة ممنوع السرقة او الاقتباس دون أذاً مني تذكر الله موجود ^__^ )

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top