الدعوة السادِسة عشَر.
-
"إرحلِ لمنزلُكِ فايث.."همسَ مُبتعِدًا عن جسدها كىّ ترحَل،لكِنّها لَم تستمِع لهُ و إستأنفَت بُكاءِها الذى كانت ستُطلِقهُ على الوسادةِ ككُل يوم.
"فايث.."همسَ مُتنهِّدًا ثُم إسترسَل:
"حسنٌ،تعالِ برفقتى للمنزِل حتّى ترتاحِ قليلاً و مِن ثُم إرحلِ.."
"لا أُريد،سأقِف هُنا قليلاً و أرحَل،فقَط قليلاً و سأرحَل أُقسِم.."صرَّحَت مُكفكِفةً دموعها مِن جديدٍ ليومئ رُغم تعجُّبهُ مِن أمرِها،مِمَّ جعلها تذهَب و تجلِس فوق أحد المقاعِد بالشارِع.
ذهبَ لوى بعد ثوانٍ ليتبعها مُقرِّرًا أن يبقى حتّى ترحَل،مِمَّ جعلَ بلو يجلِس بجانِب أقدامهِ،ريثما فايث تُطالِع الشارِع الخاوى.
إلتفتَت لهُ بعد ثوانٍ لتجدهُ شارِدًا،لكِن فورما شعرَ بأنظارِها إلتفتَ لها مُحدِّقًا بعينيها لأوّل مرّةٍ دون يعى أنّهُ قد فعلَ،مِمَّ جعلها تشعُر بالدفئ جراء عينيهِ التى تتمعَّن خاصّتها و كأنّهُ مُبصِرٌ بالفِعل.
بتردُدٍ إقتربَ مِنها إنشاتٍ كما هى فعلَت ليُصبِحها مُلتصقان الأجساد،ثُم إبتعدَ مُجدداً مُزدرِدًا لُعابهِ ليُنزِل رأسهُ وكأنّهُ يُخبِر ذاتهُ أنّهُ خطأً،ريثما هى أعادَت خُصلاتُها بتوتُّرٍ مُطالِعةً ذات النُقطة الواهِية التى يُطالِعها بالأرض.
رفعَ كِلاهُما رأسهِ للآخَر مِن جديدٍ،مِمَّ جعلهُ يُعاوِد الإقترابِ مُجددًا لتُراقِب حركاتهِ بتمعُّنٍ،قبلَ أن تشعُر بكفّهِ يُحاوِط وجنتُها بلُطفٍ،يتبعهُ الآخر على وجنتُها الأُخرى.
"لو.."همسَت بهيامٍ و إشتياقٍ بادٍ بنبرتُها،ثُم إقتربَت مِنهُ مُحاوِطةً ظهره قويًّا بكفّيها، رأسها في عنقه باكِيةً بصمتٍ، ودون أن تدري طبعت قُبلةً حيث ترقُد رأسها مُغلِقة العينين.
حاوطَت ظهرهُ بذراعيها كلها لتُقرّبهُ أكثَر، مِمَّ جعلَ أحد كفّيهِ يُصبِح بين خُصلاتُها بسلاسةٍ مُستأنِفًا عماقه لها، مع يدٍ تسلَّلت لخصرها ثُم لظهرها، باستنشاقٍ لعقبها الذي يفتقده، دافعًا جسده ليكون جُزءً مِن خاصّتها، رأسه راسٍ فوق كتفها بعينينِ مُغلقتين رفضًا لمُقابلة الواقع الخالي مِنها، حتّى أن بلو نبحَ أمامهُما جاعِلًا مِن لوى يُشير لهُ بالإبتعاد،ثُم يُعيد يدهُ لظهرها مِن جديد.
إبتعدَ بعد فترةٍ، كاد وجهه على مقربةٍ مِن وجهها، عينُها بعينهِ تتبسَّم بشوقٍ عارٍم، و كاد يهمِس بعدها بكَم هو لازال يعشقها،لكِنّهُ إبتعدَ واضِعًا رأسهُ بين كفّيهِ بتنهيدةٍ،جاعِلاً مِنها تُناظرهُ بقلقٍ.
"أنتَ بخيرٍ لو؟"تسائلَت واضِعةً كفُّها فوق ظهرهِ،مِمَّ جعلهُ يلتقِط عُكّازهِ مُستقيمًا بغضبٍ.
"اللعنة ذلِك ليس صحيحًا!،نحنُ إنتهينا.."صاح بغضبٍ عائِدًا أدراجهُ للمنزلِ سريعًا لتُطالعهُ فايث بصدمةٍ مؤلِمة،قبلَ أن تُعيد أنظارُها للشارِع،ثُم تصرُخ صرخةً مُتألِّمةً سمِعها لوى الذى فورما دلفَ للمنزِل بكى بحُرقةٍ مُتكوِّمًا على ذاتهِ،لحِقت بها صرخة غضبٍ جهوريّة:
"اللعنة على حُبّى لكَ لوى!"
-
|أسابيعٌ أُخرى|
سارَت بخُطىً رويّة بالمطرِ الغزير صانِعةً طريقُها للمطعَم ريثما الجميع مِن حولِها يركُض ليحتمى مِن البرد و القطرات التى تسقُط دون رحمة.
أصبحَت أمام المطعَم بذات الوقت الذى ترجَّل بهِ مارسلِن كىّ يبحَث عن أُجرةٍ لإحدى الزبائِن،جاعِلاً مِنها تهرَع عليهِ سريعاً.
"مارسلِن!"صاحَت بإسمهِ بإرتجافٍ جراء البرودة الشديدة ريثما أسنانها تتخبَّط ببعضها البَعض،ليلتفِت لها سريعاً قبلَ أن تتوسَّع عينيهِ لتواجُدها بذلِك الجوّ العاصِف.
"أنتِ كيفَ تُغادرين منزلكِ فايث بذلِك الطقس؟،ستمرضين حتمًا.."عاتبها مارسلِن مُحاوِطًا ذراعيها بخِفّةٍ،لتبتسِم لهُ إبتسامةٍ صغيرة.
"لـ لا يُهِم.."همسَت بإرتجافٍ قبلَ أن تمِد يدها بحوزتِها مُخرِجةً ورقةً صغيرة،لتضعها كفّ مارسلِن سريعاً قبلَ أن تبتَل.
"إقرأها لـ لوى،وإخبرهُ أننى أحببتهُ ولَن أُحبّ سواه أبدًا.."همسَت مُرفرِفةً بجفنيها نظرًا للمطر الذى يسقُط تِباعًا،مِمَّ جعلهُ ينظُر للورقةِ قبلَ أن ينظُر لها مِن جديدٍ.
"سترحلين؟"تسائَل بحُزنٍ لتومئ لهُ بخِفّة،جاعِلةً مِنهُ يُعانقها بقوّةٍ مُعبِّرًا عن كَم سيشتاق إليها.
"كونِ بخير.."همسَ مُربِّتًا على ظهرها لتفعَل مع خاصّتهِ بإبتسامةٍ واهِنة،ثُم تبتعِد عائِدةً أدراجِها ليدلُف مارسلِن للمطعَم مِن جديد.
"شُكرًا،إحضر سيّارة أُجرة لإحداهُن فضّلاً.."شكرَ صديقهُ الذى ناولهُ منشفةً فورما دلفَ،ليومئ لهُ مُغادِرًا ريثما مارسلِن عاد أدراجهِ للمطبَخ حتَى يصِل لـ لوى.
"لوى.."همسَ مُبعِدًا المنشفةِ ليترُك لوى ما بين يديهِ برويّةٍ و يلتفِت لهُ.
"ماذا مارس؟"سألهُ بنبرةٍ يحويها الكلل،عالِمًا أن ما سيقولهُ مارسلِن لا يُثير الإهتمام البتّة.
"لقد أتَت فايث،تركَت لكَ ورقة،أووه!،هُما إثنتين.."صرَّح مارسلِن فاتِحًا إيّاهُما ليقترِب مِنهُ لوى بإهتمامٍ،جاعِلاً مِن مارسلِن يتمعَّن النظر بكِلتيهُما.
"إنّها ورقةٌ للعقد بينها و بين مُدير عملها،إنّها النُسخة الأصليّة لو!"عقَّب مارسلِن لتتسِع عينىّ لوى،قبلَ أن يلتقِط مارسلِن الورقة الأُخرى.
"أواثِقٌ مِن أنّها الأصليّة؟"تسائَل لوى بتردُدٍ ليومئ لهُ مارسلِن سريعًا.
"هى بأُمّ عينها.."ختمَ حديثهُ فاتِحًا الورقةِ الأُخرى،ثُم تحمحَم ليبدأ بقرأتها قائِلاً:
'ذلِك العقد هو العقد الذى يجمَع بينى و بين براندون رئيسى السابِق بالعمل،لقد أنهيتُ كُل شيئٍ برفقتهِ و أبقيتُ عملى كطبيبةٍ فحسب،لرُبما حتّى أترُك عملى ذلِك،لكِن تبقّى آخِر خُطوةٍ كىّ أُثبِت لَك أننى لَم و لَن أخدعكَ يومًا،وأننى أحببتُك دائِمًا و أبدًا.
مزِّق العقد و سينتهى كُل شيئٍ فِعليًّا،وأعتذِر عن كمّ الألم الذى شعرت بهِ بسببى يومًا،أعتذِر كذلِك عن رحيلى دون وداعٍ،لكِن أنتَ مَن أجبرنى على فِعل ذلِك،فأنتَ حتّى لا ترغَب بسماع أنفاسى.
أُحبُّكَ لو خاصّتى،وداعًا
فايث أوين'
"كيفَ سترحَل!"همسَ لوى بتساؤُلٍ و ألمٍ يحويه كونهُ لَم يُعطِها أىّ فُرصةٍ لتُثبِت ولاءِها بحُبّهِ.
"ستُسافِر،لا أعلَم إلى أين سترحَل.."صرَّح مارسلِن مُمزِّقًا العقد كما قالَت فايث بالرسالة،ليضعَ لوى يدهُ فوق وجههِ،قبلَ أن يسير بعيدًا.
"كَم الساعة؟"تسائَل لوى جالِسًا على أحد المقاعِد بعدما إلتقطَ هاتفهُ ليضعَ سمّاعات الأُذن.
"إنّها السابِعة.."أجابهُ مارسلِن ليضغَط لوى على أحد الأزرار فاتِحًا الإذاعة،على تِلك القناه التى تُذيع ندوة فايث.
"مرحبًا!،إنّها السابِعةِ مساءً بذلِك الطقس البارِد،معكُم چايس فرايد ببرنامج فـ..-"
تنهَّد مُبدِّلاً الإذاعة ظنًا مِن أنّهُ قد أخطأ بِها،قبلَ أن يستمِع لتِلك النشرةِ الإخباريّة التى أوقفَت نبضاتهِ حرفيًّا:
"عدد ضحايا الطقس المُميت تزداد أضعافًا كُل وهلة،وصودِفَ أن الطبيبة النفسيّة الشهيرة فايث أوين قد وقعَت كإحدى ضحاياه بالفِعل،فقَد وُجِدَ جسدُها مُلقىً بإهمالٍ بأحد الطُرُق وتَم نقلها لمشفى مُنتصف البلدةِ برِفقة الضحايا نظرًا لحالتُها الغير مُستقِرّة البتّة.."
-
الفصل الجاى هو الأخير يا حبايب قلبى😂😂
هتشتمونى؟ انى اسِف
حلوة الدعوة؟ طب لوى رخم؟
بحبكوا❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top