الدعوة الرابِعة عشَر.

-
"أعتقِد أنَّكَ أنتَ مَن عليكَ أن تخجَل مِن ذاتُك كىّ تُخبِر أحدهُم بذلِك الحديث!،ما أنجزتهُ أنا شهورٍ و أنا لا أُبصِر لا تستطيع أنتَ حتّى إنجازهُ بسنواتٍ وعينيكَ مُبصِرتين.."أجابهُ لوى خاتِماً حديثهُ بإبتسامةٍ بارِدة،ثُم أردَف قائِلاً:

"وليس معنى أننى عاجِزٌ أىّ أننى يجِب علىّ البقاء بالمنزِل كىّ أندُب حظّى العاثِر،ألا تعتقِد أن علىّ المُضىّ قِدماً؟،لرُبما أنا أنجَحُ مِنك حتّى.."ختمَ حديثهُ بنبرةٍ هادِئة كالتى سبقتها،قبلَ أن يلتقِط عُكّازيهِ ليستنِد عليهُما مُستقيماً.

"أعتذِر،لَن أبدأ الندوة حتّى.."إعتذرَ لوى مِن الجميع ثُم خطىٰ لخلف الكواليس مِن جديدٍ كىّ يرحَل،جاعِلاً مِن فايث المصدومةِ تلحقهُ تارِكةً كُل شيئٍ خلفها،حتّى الحضور الذين بدأوا بالتذمُّر و بعضهُم قد رحلَ بالفِعل.

"لوى!،إنتظِر.."صاحَت عِندما وجدتهُ على وشكِ المُغادرة،ليتوقَّف بمكانهِ مُتنفِّساً الصعداء خوفاً مِن أن يعود ليصُب غضبهِ عليها.

"لوى أرجوك،أن لَم أقصِد،هُم أجبرونى،هُم..-"حاولت الشرح لكِنهُ قاطعها رفع يدهُ بوجهها،قبلَ أن يُعاوِد السير للخارِج.

"لا تتبعينى،ولا تُحاولِ الشرح حتّى.."نهرها بحِدّةٍ عِندما شعرَ بِها تسير خلفهِ،لتتجمَّع الدموع بعينيها ريثما تُناظرهُ يترجَّل مِن المكان،بعيداً.

"أنا لعينة.."همسَت مُحاوِطةً وجهها بكفّيها،قبلَ أن تجلِس بوهنٍ على الأرضيّةِ جاعِلةً مِن روبيرتو يلتقِطها بين ذراعيهِ.

"أنا خائِنة لعينة روبِرت.."صرَّحَت بحُرقةٍ باكِيةً ليتنهَّد روبيرتو بحُزنٍ،مُتحسِّساً ظهرُها ذِهاباً و إياباً.

"أنا أسِف.."همسَ مُشدِّداً على عِناقها رُغم أنّهُ مِثلها،يتلقّى الأوامِر و يقوم بتنفيذها فحسب.

"أخاف أن يترُكنى.."همسَت شاهِقةً بألمٍ ليُقاطِعها روبيرتو سريعاً:

"لا لا،لا أظُن ذلِك،هو مَن سيخسِر إن فعَل.."هدأها روبيرتوا لدقائِقٍ قبلَ أن يُسانِدها مُستقيماً،ثُم يُناولها معطفُها و حقيبتها.

"إذهبِ للمنزِل و إستريحِ.."طلبَ مِنها بلُطفٍ لتومئ لهُ مُكفكِفةً دموعها،قبلَ أن تودِّعهُ بإبتسامةٍ صغيرةٍ راحِلةً جِهة سيّارتها لتستقِلّها.

بدأت بالقيادةِ جِهة منزِلها و نبضات قلبها تزداد سُرعةٍ تزامُناً مع كُل منزلٍ يمُر،فهى على علمٍ تام أن الأمر لَن يمُر على ما يُرام.

لكِنّها مُستعِدة أن يصرُخ بِها و يُخبرها كلاماً جارِحاً و كَم هى مُخطِئةً عِوضاً عن أن يترُكها و يرحَل.

صفَّت السيارة قُبالة المنزِل مُلتقِطةً أشياءِها،قبلَ أن تذهَب جِهة الباب فاتِحةً إيّاه بحذرٍ لتُلقى نظرةً للداخِل.

وضعَت أشياءِها بعيداً و دلفَت باحِثةً بعينيها عنهُ،لتجِدهُ جالِساً بشرودٍ على الأريكةِ بجانِب حقيبةٍ و بلو بجانِبهِ.

"لو!"همسَت بتعجُّبٍ مُطالِعةً الحقيبة،قبلَ أن تشعُر بـ بلو خاصّتها و هى تقِف بجانِب قدمِها.

"أتيتِ!"نبرتهُ كانَت ساخِرة،جعلَت مِن فايث تعقِد حاجبيها،قبلَ أن تخطو جاثِيةً أمامهِ على رُكبيتها.

"لو،أرجوك فقَط إسمعنى.."همسَت بضعفٍ مُحاوِلةً إلتقاط يدهِ لكِنهُ أبعَد لمستها ليُحاوِط بِها بلو،جاعِلاً مِنها تزدرِد لُعابها بتوتُّرٍ.

"إننى أستمِع،لكِن فقَط إعلمِ أن جُل ما سوف تُخبرينى بهِ أو تكذبِ علىّ بقولهِ فهو لَن يُجدى نفعاً معى،سيُصَب جميعهُ لفِكرة أنكِ كُنتِ تقومِ بإستغلالى و حسب.."صرَّح مُتحسِّساً خُصلات بلو لتتنهَّد بإرتجافٍ،شاعِرةً أنّها على وشكِ البُكاء مِن جديد.

"أعلَم أننى مُخطِئةٌ،حقّاً أنا كذلِك،لكِن صِدقاً هُم قاموا بإجبارى!،أنا لَم أُرِد لذلِك أن يحدُث،وأُقسِم أننى حتّى صرخت بهِ و أخبرتهُ أننى لَن أفعَل ذلِك بِك لأنّك ستظُن ما تظُنّهُ بى الأن.."صرَّحت بنبرةٍ ضعيفةٍ باِكية،قبلَ أن تُكفكِف دموعها مِن جديدٍ مُضييفةً:

"أنا لا أستطيع إستغلالُك أبداً لو،لستُ بتِلك الدناءةِ كىّ أفعَل و أستغِلُّك.."

"لكنكِ فعلتِ،خُنتِ ثقتُى بكِ،جعلتِ حقيرٌ كذاك يسخَر مِنّى و مِن عجزى.."عقَّب بحِدّةٍ مُشيراً لها فى الهواء،مِمَّ جعلها تُعاوِد ذرف الدموع مُجدداً.

"لـ لكِن،أنا لَم أقـ..-"

"لكِن ماذا!،أنتِ وجدتِ أنّها فُرصةٌ ذهبيّة و قُمتِ بإستغلالُهاا!،طاهٍ ماهِر غير مُبصِرٍ يعشَق الثرى الذى أخطو فوقهِ،لِمَ لا أقوم بإستغلالهِ لكى تزداد شُهرتى أكثَر بالحديث عنهُ و يُصبِح حديثُ الناس الساخِر؟،صحيح!،سأخدعهُ بحُبّى و أظلّ بجانبهِ أُزيّف إهتمامى بهِ و حُبّى الكبير لهُ حتّى أنال مُرادى ثُم أترُكهُ مُنفِطر القلبِ يبكى شفقةً على حالهِ لأبحَث عن ضحيّةٍ أُخرى.."صاح فجأةً بنبرةٍ مُتألِّمة،جعلَت مِن فايث تلعَن ذاتُها ألفَ مرّة.

"أنا أُحبُّكَ لو،لَم أُزيِّف أيّاً مِن مشـ..-"

"كان بإمكانُكِ الرفض واللعنة!،لكنكِ فضّلتِ عملُكِ اللعين عنّى،فضّلتِ أن يتِم السُخرية مِنّى مُقابِل ألّا تخسرِ عملُكِ الوضيع أيّتُها الطبيب الناجِحة.."صاح بغضبٍ وصوتٍ جهورى جاعِلاً مِنها تُغلِق عينيها بخوفٍ مِنهُ،شاهِقةً بخفوتٍ آلَم قلبهِ.

"أنظُرِ لكِ الأن!،تبكين ندماً عمّا فعلتيه،لِمَ لَم تُفكِّرِ قبلاً بالأمر!،أمّا أن عقلُكِ لا يعمَل مِن الأصل!"عاودَ الصياح بنبرةٍ و حديثٍ كان كالسُمّ لقلبِها،ليزداد بُكاءها و يُصبِح نحيباً.

"أرجوك لو،سامحنى.."همسَ بضعفٍ مُرسِيةً رأسُها فوق ساقيهِ،ليشعُر بالحُزنِ لِمَا آلَت إليهِ الأمور.

"إبتعدِ رجاءً.."أمرها بحِدّةٍ مُبعِداً رأسها بلُطفٍ مِن فوق ساقيهِ،قبلَ أن يستقِم مِن موقعهِ مُستنِداً على عُكّازيهِ،حامِلاً حقيبتهُ ريثما  بلو يسير خلفهِ.

"لوى أرجوك.."صاحَت باكِيةً ريثما تستقيم مِن مقبعُها لتلحقهُ،مِمَّ جعلهُ يزدرِد لُعابهُ مُعاوِدًا الإلتفات لها.

"رُغم ما حدَث،لا أستطيع نُكران ما فعلتيه لأجلى،شُكراً لوقوفكِ بجانبى و مُسنادتى طوال تِلك الأشهُر.."شكرها بنبرةٍ هادِئة عكسَ نبرتهِ السابقةِ تماماً،جاعِلاً مِنها تعلَم ما هو مُقبِلٌ على فعلهُ.

"لا لوى،أتوسَّلُ إليك لا تفعَل ذلِك بِنا.."توسّلتهُ قبلَ أن تُعاقنهُ بقوّةٍ آبِيةً تركهُ يرحَل،ليُحاوِل إبعادها بلُطفٍ.

"فايث.."

"شش أرجوك،هلّا بقينا هكذا قليلاً؟،بعيداً عن الصُراخ و الغضب،فلتُلقى كُل ما حدثَ بعيداً الأن و عانقنى.."طلبَت بوهنٍ دافِنةً وجهُها بعُنقهِ،جاعِلةً مِنهُ يُحاوِط خصرُها بذراعهِ مُتنهِّداً،قبلَ أن يُغلِق عينيهِ مُستمتِعاً بذلِك الهدوء بينهُما.

بقيا لمَا يُقارِب الخمس دقائق مُتعانِقان دون أىّ صوتٍ يُذكَر،فقَط دموع فايث التى تهوى فوق كتفهِ،وصوت تنفّسهُ الهادئ بجانِب أذُنِها.

إبتعدَ عنها مُعاوِداً إلتقاط عُكّازهِ،قبلَ أن يُقبِّل جبينُها هامِسًا للمرّةِ الأخيرة:

"وداعاً فايث،أتمنّى لكِ الأفضَل.."
-
هتشتمونى؟ اشتمونى
عشان فاضل فصلين و القصّة تخلص،كملِت اهى😂😂😂
الدعوة نكد سوو مش هاخد رأي حد كفاية شتيمة بقي😂
Zou_Diman شكراً ع الشتيمة مُقدّماً
بحبكوا❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top