الدعوة الخامِسة عشَر.

-
|أسابيع|

"أُقسِم لكَ مارس،لَم يكُن بيدى أن أفعَل شيئًا.."همسَت فايث بوهنٍ لمارسلِن الذى يقِف بزىّ العمَل يُحادثها عن الأمر.

بدايةً حادثها بحِدّةٍ و إتهمها أنّها بلا قلبٍ كىّ تفعَل ذلِك بصديقهُ،لكِن بعدما أنصَت لها و دار الأمر بثنايا عقلهِ شعرَ أنّها ليسَت سوى ضحيّةٌ لتِلك الإدارة اللعينة.

"لا بأس،هو سيتفهَّم قريباً.."طمأنها مُربِّتاً على ظهرُها بلُطفٍ ريثما يُطالِع وجهها المُرهَق،بدَت و كأنّها تُصارِع ألماً وجدانيًّا و جسديًّا بالفِعل.

"لا أعلَم مارس،هو يتجاهلنى،أعلَم أننا إنتهينا و لَم نعُد سويًّا،لكِن قلبى يأبى ذلِك،عقلى يبُث فِكرة أنّهُ قاسٍ و لا يُحبّنى بينما قلبى يُخبرنى أن علىّ الإعتذار مِرارًا حتّى يرضى.."إسترسلَت بنبرةٍ خافِتة مُرتجِفة ريثما تفرُك جبينُها بخِفّة،غير عالِمًة ما عليها فعلهُ.

منذُ أن رحلَ وهى تُراقِبهُ،بعملهِ،بمنزلهِ،بالشارِع،حتّى أنّها مؤخّرًا علِمَت أنّهُ أصبَح يسير بعُكّازٍ واحِد،فبعدَ ما كان يترجَّل مِن عيادة الطبيب إسبوعيًّا كانَت تدلُف للطبيب بعدهُ،وتسألهُ عن أحوال قدمهِ.

"هو بعُطلتهِ اليوم،لرُبما إن أتيتِ غدًا يرضى بمُقابلتكِ.."حاولَ مارسلِن بثّ بعض الأملِ داخِلها،عالِمًا كَم يشتاقُ لها لوى كذلِك.

"لَن آتِ مارس،هو لا يودّ ذلِك وأنا لا أودّ إزعاجهِ،سأرحَل مِن المدينةِ تمامًا.."صرَّحَت بوهنٍ قبلَ أن تسيرُ خارِج المطعَم تارِكةً مارسلِن بحيرةٍ مِن أمرهِ،مُشفِقاً على حالها الذى لا يمُت لشخصيّتها القويّة كطبيبةٍ البتّة.

عادَت أدراجها جِهة المنزِل سيرًا كما يحدُث مؤخّرًا،مارّةً بالتُقاطُع خاصّة لوى لتُصبِح على بُعد بمِتراتٍ فحسبٍ مِن منزلهِ.

إستمعَت لنُباحٍ مألوفٍ لترفَع رأسُها جِهة الصوت،قبلَ أن تجِد بلو خاصّة لوى يركُض جِهتها بسعادةٍ ليقفِز عليها و يبدأ بلعق يدها ووجهها.

"أووه بلو!،يا صغير إشتقتُ إليك.."عقّّبَت مُقهقِهةً بلُطفٍ ثُم عانقتهُ بقوّةٍ لتُربِّت على رأسهِ بخِفّة،ريثما تستمِع للهثاتهِ كالعادة.

"فايث!،أهذه أنتِ؟"رفعَت رأسُها مِن جديدٍ عِندما إستمعَت لصوت لوى الذى يقِف أمام منزلهُ مُحلِّقاً بنظرهِ فى الهواء،لتزدرِد لُعابها مُعانِقةً بلو لها أكثَر.

"أجيبِ علىّ فايث!،أعلَم أن بلو لا يُحبِّذ شخصٌ بعدى سواكِ.."صاح كىّ تسمعهُ ظنًا مِن أنّها تبعُد عنهُ كثيرًا،قبلَ أن يزفُر عِندما تلقّى الصمتِ خاطِيًا حيثُ لهثات بلو.

عِندما علِمَت أنّهُ على وشكِ أن يأتى تركَت لو أرضًا بلُطفٍ،قبلَ أن تبدأ بالسيرِ بعيدًا.

لكِن لحظِّها العاثِر قد تبعها بلو نابِحًا مِن جديد جاعِلاً أنفاسها تضطرِب،مِمَّ جعلَ لوى يلتقِط جسدها مُثبِّتًا إيّاه أمامهِ بعدما إستمعَ لصوتِ أنفاسها.

"لِمَ تُحاولين العودةِ فايث!،لِمَ أتيتِ لعِند منزلى!"حادثها بحِدّةٍ مُحرِّكاً جسدها بخِفّةٍ بين يديه،ليشعُر بجسدها يرتجِف بين يديهِ بطريقةٍ طفيفة.

"لقد كنتُ عائِدةٌ لمنزلى،أُقسِم.."همسَت بوهنٍ و بعض الخوفِ مِن نبرتهِ الحادّة،فآخِر مرّةٍ نجمَ عن نبرتهِ الحادّة تِلك صُراخًا لا ينتهى.

"أنتِ خائِفةٌ منّى؟"تسائَل ببعض الدهشةِ و الألَم مِن نبرتها و جسدها الضعيفان،مِمَّ جعلها تُحاوِل إبعادهِ رُغم أنّها مَن أرادَت رؤيتهِ لأيّامٍ.

لَم تتوقَّع أنّها ستهابهُ لتِلك الدرجة.

"أرجوك لوى،أترُكنى أرحَل.."همسَت مُجدداً مُحاوِلةً إزالة ذراعاه القويّان مِن حولِها،لكِنّهُ تمسَّك بِها أكثَر مُحاوِلاً الإكتفاء مِنها.

يشتاق لها،يُحبّها ولازال يُريدها،لكِن نرجسيتهُ تمنعهُ.

"لِمَ أتيتِ إذَن طالما تودّين الرحيل!"صاح بغضبٍ قد أسكنهُ داخلهُ لأسابيعٍ،ليستمِع لشهقةٍ باكِيةٍ تُغادِر فاهُها بضعفٍ.

"لـ لَم أكُن أُخطِط لذلِك أُقسِمُ لَك،كنتُ بطريقى للعودةِ لمنزلى فحسب،أخافُ أن أسير مِن الزِقاق الخلفى و يتعرَّض لى أحدهُم.."أجابتهُ بنبرةٍ باكِيةٍ جاعِلةً مِنهُ يشعُر بالدناءةِ لجعلها تبكى،مِمَّ جعلهُ يفلتها و يبتعِد قليلاً.

كفكفَت دموعِها بقوّةٍ شاعِرةً بالغضبِ لضعفها الزائِد،لرُبما كونهُ لوى فهى أصبحَت بذلِك الضعف.

"أتعلَم!،أنا سأمُر مِن ذلِك الزِقاق،علّ أحدهُم ينتشِل روحى و أرتاح.."عاندَت بحِدّةٍ فجأة نقيضةٌ لنبرتُها السابِقة ثُم سارَت بعيدًا،جاعِلةً مِن لوى يتبعُها سريعاً مُلتقِطًا جسدُها مِن جديد.

"هل فقدتِ عقلُكِ فايث!"تسائَل بتعجُّبٍ مِن تصرُّفها،ليستمِع لصُراخها بوجههِ:

"وهل تهتَم حتّى إن فعَلت!،ألستُ خائِنةً وددتُ إستغلالُك فحسب؟،لرُبما إن مُتُّ سأُخلِّص ذلِك العالَم اللعين مِن دنائتى كىّ ترتاح أنت.."
-
الفصل قصيّر عشان هو كان هيبقى دعوة واحدة و القبل الأخيرة بس لقيتها عدت ال ١٣٠٠ كلمة ف قولت كبيرة اوى،فقسمتها على دعوتين و بقى فاضِل دعوتين و القصّة تخلص🤭
المهم شا شراشيبي الريبي؛) عاملين اية يا خلابيصو البيصو؛)
الدعوة حلوة؟ والنبى انتوا اللي ناس حلوة😂❤️
حد هتوحشه القصّة غيرى؟
بحبكوا❤️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top