الدعوة الخامِسة.
-
ذلِك الشعور المُباغِت،عِندما تشعرُ أن قلبُك يُعزَف علي أوتارهِ سيمفونيّةٍ جميلة ذات إيقاعٍ هادئ فور رؤيتُك لوجهِ مَن تُحِب،أوّ حتّى الشعور بهِ يُجاورُك
ذلِك الشعور،تِلك اللحظة يُضفِيان نوعاً مِن الدفئِ فوق القلوب،حقيقةٌ لا حَظ للكنايةِ بِهما.
"أنتِ،تودّين رؤية لوى؟"تسائَل مارسلِن بعُقدةٍ تستوطِن بين حاجبيهِ،لتنظُر لها بإستفهامٍ غير واعِيةً بِما يقول.
"لوى!،أهو يُدعى لوى؟"تسائلَت ببعضِ الشكِّ بنبرتُها،ليستوعِب الأمرِ قبل أن يومئ لها مِن جَديد،مُتناسِياً تماماً أنّها لَا تعى إسمُ لوى.
"أجل،لوى هو الطاهى.."أجابهُا مُصرِّحاً بإسمهِ،رُغم أنّ لا أحَد مِن الزبائِن يعلَم إسمهُ،لا أحَد يعلَم مظهرهُ.
جُل ما يعلمونهُ هو أنّهُ مَن يُعِد الطعام فتىً غامِض،يُجيد مِهنتهُ بجدارةٍ.
"أيُمكننى رؤيتهُ؟،إن لَم يُرِد فلا بأس،فقَط إسألهُ قبلاً.."تسائلَت بخفوتٍ مُحاوِلةً جعلهُ يوافِق،فشغفُها قد وصلَ لأقسى غايتهِ و تودُّ أن ترى كُتلة الإبداع تِلك.
"أتتسائلين!،بالطبع يُمكنكِ.."تعجَّب مارسلِن مِن أمرُها نظراً لكونِها أكبَر مكانةً بكثيرٍ بالنسبةِ لـ لوى،لتبتسِم بإتساعٍ.
"سأستغِلُّ فُرصة عَدَم وجود الزبائِن و أُناديه،فقَط لحظات.."أومأت لهُ راسِمةً إبتسامةٍ فوق ثغرُها،ليصنَع مارسلِن خُطاهُ جِهة المطبَخ.
إحتوى التوتُّر روحِ فايث لتلتقِط شطيرة الجُبن مُتناوِلةً إيّاها،ريثما تُطالِع باب المطبَخ بإنتظارهِ أن يترجَّل بأىّ لحظةٍ برِفقة مارسلِن.
"لوى!،أوه لوى.."قهقه مارسلِن على لوى الغافى فوق طاوِلة المطبَخ،ليبدأ بتحسُس ظهرهِ بلُطفٍ كىّ ينهَض.
"لوى.."همسَ مُنحنِياً بمُحاذاةِ وجههِ المُواجِه للأرض،ليُهمهِم لوى بنُعاسٍ،آبِياً فتحِ عينيهِ كىّ لا يفيق.
"فايث،إنّها تودُّ رؤيتُك.."همسَ مارسلِن بإبتسامةٍ خبيثة،عالِماً ردّ فِعل لوى على ما تفوّه بهِ توّاً.
قد حدثَ بالفِعل،لوى قَد إنتفضَ مِن مِقعدهِ بصدمةٍ،ليُحرِّك يدهُ بعشوائيّةٍ قبلَ أن يتمسَّك بملابِس مارسلِن.
"هـ هى أخبرتُك بذلِك؟"تسائَل بتلعثُمٍ،شاعِراً بنبضاتهِ التى تسارعَت بفوضويّةٍ كونهُ لَم يكُن على إستعدادٍ لذلِك البتّة.
فكَّر مليّاً لهُنيهاتٍ،ماذا قد يكون ردُّ فعلُها عِند علمِها بالأمر؟،أستنفُر مِنهُ؟
"أجل،الشغفُ بادٍ فوق تقاسيمُها.."أخبرهُ مارسلِن خاتِماً حديثهُ بقهقهةٍ،ليترُك لوى ملابسهُ،قبل أن يبدأ يدور حول ذاتهِ كالعادة.
"يا إلهى!،الأن؟،بذلِك المظهَر؟،لِمَ ذلِك ياربّى!"ظلّ لوى ينتحِب بتوتُّرٍ جاعِلاً مِن مارسلِن يُقهقِه.
"لو،هى تنتظِر.."أخبرهُ مُمسِكاً بكتفيهِ ليتوقَّف،ليستنشِق لوى الهواء برويّةٍ،مُحاوِلاً التهدِئةِ مِن روعهِ.
"أجل،أنا سأخرُج.."صرَّح لوى ليومئ لهُ مارسلِن بحماسٍ قبل أن يُفلتهُ،مُصليّاً بداخلهِ أن يفلَح الأمر.
"هل أبدو جيّد المظهَر؟،ماذا عن خُصلاتى؟،أهى لطيفة أم مُبعثرة؟"ظلَّ لوى يُثرثِر مُعدِّلاً مِن غُرّتهِ،ليُدحرِج مارسلِن مُقلتيهِ بكللٍ.
"لوى،أنتَ لستَ بموعِد..إنصِت،هى ستتحدَّث برفقتُك و تتعرَّفُ عليكَ فحسبٍ،أذلِك جيّد؟"أطلعهُ مارسلِن ليومئ لهُ لوى مُزدرداً لُعابهِ.
"إننى فقَط،متوتِّرٌ،تعلَم.."همسَ لوى بقِلّة حيلة ليُربِّت مارسلِن على كتفهِ،قبل أن يجذبهُ جِهة الباب مُشجِّعاً:
"هيّاً.."دفعَ مارسلِن الباب لهُ ليسيرُ لوى برويّةٍ ريثما مارسلِن يُحاوِط كفّهُ بخاصّتهِ،لترفَع فايث أنظارهُا لهُما،قبلَ أن تشعُر بالدهشةِ تحويها برؤية لوى الذى كان واضِحٍ جِدّاً أنّهُ لا يُبصِر.
رُغم ذلِك،هى لَم تُبدِ الأمر على تقاسيمُها،وإبتسمَت.
ألقى لها مارسلِن إبتسامةٍ،حتّى كاد يُساندهُ كىّ يجلِس لكِن لوى أوقفهُ بحديثهُ قائِلاً:
"دعنى أنَل شرفُ تقبيلِ يدُها كالنبيل.."همسَ لوى بصوتٍ كافٍ لتسمعهُ فايث،مِمَّ جعلها تُقهقِه بخفوتٍ على لُطفهِ و يشعُر هو بالخجلِ جراء سماعُها لِما تفوّه بهِ.
"حظٌّ موفَّق لو.."همسَ مارسلِن ثُم رحلَ فورما أنهى حديثهُ تارِكاً لوى أمام طاولتُها ليزدرِد لوى لُعابهُ مِن جديد،قبلَ أن يرسِم إبتسامةٍ فوق ثغرهِ.
"مرحباً.."همسَ بلُطفٍ باسِطاً كفّهُ المُرتجِف لأجلِها،جاعِلاً مِنها تُرسى خاصّتُها بخاصّتهِ،قبلَ أن تبتسِم على تِلك القُبلة اللطيفة التى طبعها فوق كفُّها الصغير.
"تفضَّل لوى.."طلبَت بلُطفٍ مُرحِّبةً بهِ ثُم تركَت كفّهُ برويّةٍ،لينحنى مُتحسِّساً الأريكة بجانبُها،قبلَ أن يجلِس عليها بحذرٍ.
"كيفَ حالُك؟"تسائلَت بلُطفٍ ليهيمُ لوى عِشقاً بصوتِها عن قُرب،مِمَّ جعلهُ يبتسِم بهدوٍء رُغم أنّهُ يتراقَص بداخلهِ فرحاً،يكادُ يُقبّلُها مِن لطافتُها.
"إننى بأفضلِ حال،على الأقلِّ أُشاركُكِ الحديث.."أجابُها لوى ريثما عينيه تُحاوِلتان أن تنظُر جِهة صوتُها المُنبعِث خشيةً أن يُخيفها مظهَر عينيهِ المُحلِّق فى اللّاشئ.
"إنّهُ لشرفٌ كبيرٌ لى أن أُجالسُك لوى،حقّاً.."صرَّحَت بإبتسامةٍ مُرتشِفةً مِن كوبِها الخاصّ،قارِئةً لُغة جسدهِ بثوانٍ.
مُتوتِّر،خائِفٌ و لكِنّهُ سعيد.
"إعذرنى بِما سأقول لوى لكِن،لَم أتوقَّع كونُك أعمى البتّة،أعنى،أنن..-"
"أتودّين مِنّى الرحيل؟"تسائَل لوى بنبرةٍ مُتألِّمةٍ كونهُ شعرَ أنّها لا ترغَب بالحديثِ برفقتهِ،أعدمِ إبصارهِ جعلَ أملُها بهِ يخيب؟
لكِنّها سريعاً ما أنقذَت الموقِف بقولِها:
"لا!،بالطبعِ لا!،كنتُ سأُخبرُك أننى لَم أتوقَّعُ ذلِك لأنَّك شخصٌ بارِع!،لكِن الأن قد أثبّتُّ لى أنّكَ أعظَمُ مِمَّ قد تخيّلتُ يوماً!"
"حـ حقّاً؟"صُدِم لوى مِن حديثُها مُتسائِلاً،ليسمعها تتنهَّد قبل أن ترتشِف مِن كوبِها مِن جديد،عالِمةً كَم حديثُها العَذب سيؤثِّر بنفسهِ الطيّبة.
هى طبيبةٌ نفسيّة،تعى ما تفعلُ جيّداً.
"إنصِت،مِهنةُ الطهى ليسَت هيّنةٌ أبداً و الكُلُّ يعلَمُ بذلِك،لكِن أنظُر لكَ يا فتى!،أنتَ تُمارِسُ ما تُحِب دون أن تشعُر بالعجزِ مِن عدمِ إبصارِك،أنتَ لا تعلَم كَم أعجبنى طهيُك الذى لَم أتناولُ بشهيّتهِ قبلاً،ولا تعلَم كَم أنا فخورةٌ بِك و بإرادتُك القويّة،أو كَم أنا محظوظةٌ بجلوسى برفقةِ شخصٌ مِثلُك.."إسترسلَت بنبرةٍ أضفَت نوعاً مِن البهجةِ لقلبهِ،لتعود الإبتسامةِ أدراجُها جِهة ثغرهُ،شاعِراً بالطُمئنينةِ كونها مُتكيِّفةً مع أمرِ عجزهِ عن الرؤية.
"أنا..أشكُركِ حقّاً،لا أعلَم كيفَ علىّ أن أُجييبُ على حديثُكِ الذى قد بَثَّ الإجابيّةِ داخلى لكِن،أُريدُك أن تعلمى أن كُل ما أنا عليهِ الأن هو بسببُكِ أنتِ.."صرَّح بإبتسامةٍ عن سِرّهُ الصغير الذى لا يعلمهُ سوى مارسلِن،لتقرِن حاجبيها بعدمِ فِهمٍ.
"ماذا تعنى؟"تسائلَت بإستنكارٍ ليتنهَّد،غير قادِراً على سردِ الأمرِ منذُ البِداية.
"أعنى أن كونى طاهٍ بتِلك المهارةِ لأنّكِ السببُ بذلِك،لولاكِ لظللتُ بالمنزِل عاطِلٌ يندُب حظّهِ.."ختمَ حديثهُ مُقهقِهاً لتبتسِم على راحتهُ بالحديث برفقتُها،قبلَ أن تتسائَل قائِلةً:
"أيُمكنُك إخبارى كَيف؟،أعنى..ماذا فعلتُ كىّ أجعلُك بذلِك النجاح رُغم أنّك قد سعيتُ وحدُك؟"
"لستُ مُستعِداً لإخبارُكِ الأن،لرُبما سأفعَلُ يوماً لكِنّى حقّاً لا أُريد الحديث عن الأمر بالوقتِ الراهِن.."صرَّح بخفوتٍ لتومئ بتفهُّمٍ،عالِمةً أن الأمرِ قدّ حطّمهُ لفُتاتاً ولا يُريد تذكّرهُ مِن نبرتهِ المُنزعِجة.
"لا بأس،لاحِقاً.."طمأنتهُ مُربِّتةً على كفّهِ بلُطفٍ،مِمَّ جعلهُ يبتسِم كالأبله.
هى أحبَّت الحديثُ برفقتهِ.
"لا تعلمين كَم وددتُ ذلِك فايث..أ-أقصِد آنِسة فايث.."تلعثَم خشيةً مِن أن تغضَب مِنهُ كونهُ يتعامل على سجيّتهِ،لا يعلَم أنّها تبغِض كلِمة آنِسة عِندما تُسبَق بإسمُها.
"لا بأس بفايث فحَسب،لازلتُ صغيرة.."همسَت مُقهقِهةً ليُقهقِه برفقتُها،جاعِلاً مِنها تُبعِد كفّها عن خاصّتهِ.
"إذَن لوى.."قاطعَت شرودهِ المُفاجئ بعد صمتٍ ليُهمهِم لها بإكتراثٍ،جاعِلاً مِنها تتحدَّث قائِلةً:
"أودُّ التعرُّفُ عليكَ أكثَر،ولا أعتقِد أن المطعَم موقِعٌ جيّدٌ لأفعَل.."أومأ لها لتستكمِل،ريثما هى إرتشفَت آخِر رشفةً مِن كوب الشاى مُسترسِلةً:
"أتقبَل بدعوتى لَك للقدوم لمنزِلى؟"
-
الدعوة صغيرة بس حبيت احمّسكوا لما اقف هِنا😂😂
حلوة طب؟ تفتكروا هيرفُض؟
بحبكوا،وشُكراً على حُبّكوا للرواية❤️
ملاحظة بسيطة بس،هل حد لِسّة ماخدش باله أن لوى أعمى؟
سؤال بردو،هل أنا معرفتِش أوصّل فِكرتى عشان كِدة فى ناس مخدتش بالها؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top