الدعوة الثانِية.
-
بتمامِ السابِعةِ و النِصف مساء يوم الأربِعاء،كانَت فايث تقِف أمام المِرآةِ مُطالِعةً مظهرُها برِضاً بالِغ،الثوبِ الأزرَق الطويل حتّى قدميها بدون أكمام برِفقة خُصلاتُها المرفوعة و تبرُّجها الرقيق جعلوا مظهرُها لطيفاً و بسيطاً جِدّاً،مُلائِماً جِدّاً للعشاء.
إختارَت اللونِ الأزرَق كلونِ الدعوة،فهى لطالما أحبَّت اللونِ الأزرَق،وأرادَت أن تبدو ذات طلّةٍ لطيفة مِثلُها.
إبتسمَت قَبل أن تلتقِط حقيبتِها لتضعها على كتِفها مُقبِّلةً رأس كلبتُها الغافِية،ثُم إرتدَت حذائُها المُستوى و معطفُها و ترجَّلَت مِن المنزِل برِفقة هاتِفُها و مفاتيحُ السيّارة.
إستقلَّت سيّارتُها لتبدأ بالقيادةِ جِهة المطعَم،حتّى إنقضَت خمسة عشَر دقيقة،لتجِد ذاتُها بالمكان المنشود.
ترجَّلَت مِن سيّارتُها مُغلِقةً إيّاها،قبل أن تسيرُ لداخِل المطعَم،ليُرحِّب بِها النادِل مارسلِن فاتِحاً لها الباب بإبتسامةٍ.
"أشكُرك.."شكرتهُ مُبتسِمةً ليستمِع لوى لصوتِها المُحبَّب لقلبهِ،جاعِلاً مِن نبضاتهِ تتسارَع بشِدّة ثُم إبتسمَ كالأبلَه ريثما يُنصِت لِما يفعلون مِن المطبَخ.
"تفضَّلِ آنستى.."أخرَج لها مارسلِن المِقعَد لتجلِس بالطاوِلة المُميّزة التى أُعدَّت لها خصّيصاً،بمكانٍ مُميّزٍ جانِب النافِذة.
"مُرَّحبٌ بكِ آنستى،أُدعى مارسلِن و سأكون نادلُكِ لـ الليّلة.."حادثها مارسلِن بلباقةٍ راسِماً إبتسامةٍ لطيفة فوق ثغرهِ جاعِلاً مِنها تبتسِم للطافتهِ،قَبل أن يُشير لأحدهُم بصبِّ النبيذ الفاخِر مِن أجلِها.
كادَت أن تفتَح القائِمةً لتطلِع عليها،لكِن منعها مارسلِن بلُطفٍ قائِلاً:"عشاءُكِ وجبةٌ مُميّزة أعدّها أمهَر طاهٍ هُنا،ستكون بمرمى بصرُكِ خلال دقائِقٌ حالما تحتسِى النبيذ آنستى.."
"سيكون ذلِك أفضَل.."أخبرتهُ فايث مُبتسِمةً،جاعِلةً مِنهُ يُفكِّر بكَم لوى محظوظٌ حقّاً.
"فقَط نادِ بإسمى إن أردتِ شيئاً.."طلبَ مارسلِن لتومئ لهِ بإبتسامةٍ،قَبل أن ينحنى قليلاً عائِداً أدراجهِ للمطبَخ حيثُ يقبَع لوى.
إستمعَ لوى لخُطواتِ مارسلِن ليترُك ما بين يديهِ،قبلَ أن يذهَب جِهتهِ سريعاً مُتبِعاً صوتِ أنفاسهِ.
"أخبرنى،كيفَ تبدو؟"سألهُ لوى بشغفٍ مُتمسِّكاً بيدىّ مارسلِن،ليتنهَّد قبلَ أن يُجيبهُ قائِلاً:
"فاتِنةٌ كالعادة،يبدو على وجهُها الرِضا بتواجُدها هُنا.."إبتسمَ لوى إبتسامةٍ واسِعة،قبل أن يُعاوِد التساؤل قائِلاً:
"مـ ماذا ترتدى؟"
"ثوبٌ أزرقٌ،كلونِ عينيكَ تماماً.."عاودَ لوى الإبتسامِ مُحاوِلاً تخيُّل مظهرُها بذلِك اللون الذى لَم يُبصِر عليهِ يوماً،جُل ما يعلمهُ أن لونُ عيناه جميلاً.
لكِنّهُ يعلَم أنّها تخطِف الأبصار بجمالِ مظهرِها كجمال روحِها.
"هيّا،إنها تنتظِر.."أعادهُ مارسلِن مِن عالمهُ الوردى،ليومئ لهُ لوى سريعاً،قبلَ أن يعود جِهة الطبقِ خاصّتُها ليضعَ عليهِ اللمساتِ الأخيرة.
"هل يبدو شهيّاً؟"تسائَل لوى بتوتُّرٍ مُمسِكاً بالطبقِ ليستنشِق رائِحتهُ،قبل أن يُبعِدهُ مُتنهِّداً برويّةٍ عِندما وجدَ رائِحتهُ طيّبة.
"أكادُ أتناولهُ بدلاً مِنها يا فتى.."مازحهُ مارسلِن مُلتقِطاً الطبقِ مِنهُ،ليبتسِم لوى بتوتُرٍ مِن جديد قبل أن يستمِع لخُطى مارسلِن تختفى.
إرتشفَت فايث رشفةً أُخرى مِن النبيذ تزامُنا مع قدوم مارسلِن بإبتسامةٍ علي محياه،لتبتسِم لهُ قبلَ أن تنظُر للطبق الذى وضعهُ أمامُها على الطاوِلة.
"أتمنّى أن ينالُ إعجابُكِ.."تمتمَت فايث بـ 'شُكراً'،قبل أن تتناولَ الشوكةِ ريثما مارسلِن عادَ للمطبَخ برِفقة لوى.
"لنُراقبُها مِن هُنا.."همسَ مارسلِن مراقِباً فايث مِن خلف النافِذة الزُجاجيّة الصغيرة بباب المطبَخ.
تذوَّقَت فايث مِن الطبق خاصّتُها،وبدى على ملامِحُها الرِضا بمذاقهِ،لذلِك إستكملَت تناولهُ بشهيّةٍ طالِبةً مِن النادِل أن يصُب لها كوباً آخَر مِن النبيذ.
"هل أبدَت ردّ فعل؟"تسائلَ لوى بتردُدٍ بعدما أعطى الصينيّة لأحد الطباخين ليضعها بالفُرن.
"أجل،يبدو أنّهُ أعجبها،أيضاً النبيذ الأبيَض إختيارّ موفَّقٌ لذلِك الطبقِ فهى طلبَت المزيد مِنهُ.."علَّق مارسلِن مُبتسِماً ريثما يُراقِبها تتناول طعامُها بهدوءٍ،لترتسِم إبتسامة سعادة فوق ثغر لوى.
أنهَت الطبقِ بعد دقائِقٍ رافِعةً المنشفةِ الصغيرة لتمسَح بِها فوق فمِها،ليُعدِّل مارسلِن ثيابهِ،قبل أن يترجَّل مِن المطبَخ ذاهِباً إليها.
وجدها تُخرِج ورقةٌ و قلمٌ مِن حقيبتُها،لتكتُب بِهم بعض الكلماتِ قبلَ أن ترفَع أنظارُها إليهِ مُناوِلةً إيّاه تِلك الورقة.
"كيف كان؟"تسائَل مارسلِن رُغم معرفتهِ للإجابة.
"كان طبقاً مُميّزاً لَم أتناوَل بشهيّتهِ قَط.."صرَّحَت مُبتسِمةً بلُطفٍ ليُبادِلها،عالِماً كَم سيسعَد لوى بالأمر.
"فلتُعطيها للطاهى فضلاً.."طلبَت مُشيرةً للورقة،ليومئ لها بإنصياعٍ،قبل أن تتسائَل:
"هل لى بالفاتورة؟"
"آنستى،تِلك الدعوة مجانيّة،شرفٌ كبيرٌ للمطعَم كونكِ قد أتيتِ فحسب.."أخبرها بلباقةٍ لتومئ لهُ مُبتسِمةً مِن جديد.
"شُكراً.."شكرتهُ مُمتنّةً قبل أن تستقيم،ليودِّعها مُتمنٍ أن تعود لهُم مِن جديد بعد أن ناولُها المِعطف خاصّتُها،وعاد أراجهِ برِفقة الطبق و الورقة.
دلفَ للمطبَخ ليجِد لوى يعمَل،لكِن عِندما سمِعهُ يدلُف تركَ ما بيدهِ مِن جديدٍ ليركُض جِهتهِ لكِنّهُ إصتدمَ بالباب دون قصدٍ.
تأوّه مُمسِكاً بأنفهُ،قبل أن يرفَع مارسلِن وجههُ بقلقٍ ليفحصهُ.
"كفاكَ ركضاً لوى،تِلك المرّة الخامِسة بنفس الإسبوع التى تصطدِم بِها بسبب ركضُك.."عاتبهُ مارسلِن مُوجِّها نظرهُ لأنف لوى الذى أصبَح أحمَر،ليومئ لهُ لوى بإنصياعٍ.
"ماذا قالَت؟"تسائَل مُبعِداً يدّ مارسلِن ليفرُك أنفهِ،قبل أن يبتسِم مارسلِن بحماسٍ.
"لقد أرسلَت لكَ ورقةٌ برفقتى.."صرَّح واضِعاً الطبق جانِباً،قبل أن يفتَح الورقةِ وسَط صدمة لوى مِمَّ قالهُ توّاً.
"حـ حقّاً؟"تسائَل لوى بعدمِ تصديقٍ ليتحمحَم مارسلِن،قبل أن يبدأ بقراءة ما بداخلُها بصوتٍ مسموع:
"شُكراً لإختيارُك مِهنة الطهى.فايث أوين.."
-
لولو كيوت:")
حلوة الدعوة يا شراشيبي؟ ولا حاسين القِصّة مُمِلّة اصلاً؟
عايزاكِ يا زبزب تمسكِ اعصابِك😂😂
بحبكوا❤️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top