« 20 »

•أستغفر الله.

•لا حول و لا قوة إلا بالله.


|

_____________________

هل فكرتم في القصة الحزينة التي جعلت القاتل يقتل؟

|

___________________

المفروض احدث البارح لكن النت☺
_

________________

🔛|

_

قد تم تجهيز كلّ شيء لهذه الحفلة، مجموعة من العاملين أزعجوا نوم لولا على الساعة السادسة صباحًا و لمدة ثلاث أيام قبل الموعد.

كان المنزل مزدحما فيها و بالكاد إستطاع إريك ولولا رؤية الآخرين في تلك المدة لإنشغالهم في التحضيرات.

و إذًا...
إنه اليوم و قد تم إرسال الدعوات التي حضَّرتها مون و لولا بكل أنفاسهما حرفيًا.

-- ها هو فستانكِ الغبي ،لقد علقت في الزحمة بسببه..
فقط آمل أنه عارٍ!--

تذمّر إريك بكل جسده وهو يسلّم صندوقًا أبيض كبير للولا.

التي بعد أن أصابت جبهة إريك بعظام إصبعها على ما قاله سألته عن الآخرين.

مسّد الألم ثم إتكأ على حافة الباب بنظرة متفحصة و على ثغره إبتسامة صياد قبل رمي الطعم...

-- عن مَن تسألِين تحديدا؟--

-- إريك أيها المُراهق المنتكس نفسيًا؟
إنني أسألُ عن الجميع ،توقف عن لعبِ دور المحقق توغوموري. --

-- أنا سأفعلُ ما بوسعي لحل هذه القضية..
أعدكِ يا لولا أن قصتكما ستُروى يومًا ما و أنا..--

أخذ نفسًا طويلا ليكمل تمثيله المبتذل لدورٍ يليق به في الواقع ،رفع صدره و ضرب قبضته وسطه كطرزانٍ مفقود

-- أنا إريك يواكيم إلاغون إبنُ قابـ....--

لسانهُ إنحشر و عاد دماغهُ المتوقف للعملِ تلك اللحظة- لحُسن الحظ - ،فعَجِبَت لولا توقُّف َ مسرحيته و سألت

-- ماذا بك؟
هل بلغت سنّ الرشد مثلا؟ هل نقرعُ الطبول و..
نخلّد اللحظَة؟--

هزَأَت منه دون هوادة فما كان من الآخر سوى أن هرشَ مكانَ ما خلف أذنه و استرسَل

-- كنتُ أقول سأحرِص على جمعكما
تذكري كلمَاتي..

و... آه لُـو؟--

أسندَ مرفقه على المقبضِ أكثر و عيناه غدت كهلالين ،و بنبرة مخمُور ماجن هو أجابها بعد أن همهمَت له

-- إن لم يكُن الفستان عارٍ فسألصقُ بعض الستيكي-روز خاصتِي به،
سأودّ أن يحظى أخي بوقتٍ جميل في
حفلِنا الممل.. --

فمُها إنبجع و خديها إحترقا بالفعل ،ردة فعلها تمثّلت في دفع الباب ليسقط السافل كما شتمته أرضا ثم تغلقُه خلفه.

سمعته يضحَك أثناء وقوفه ثم صوتَ أقدامه
على الدرج.

--لا بد أنه فخور بنفسه، عديم أخلاق منحرفٌ حقير...
رمت الفستان على السرير و صَرخت

-- حيوان!--

تنهدت تخرجُ كتلة الطاقة السلبية التي شحنها بها للتو ،ثم راحت تفحصُ الفستان الأحمر الدموي الذي لو عرفَ إريك من إبتاعه لها فعلا لملأ البيت بصراخه كمعجبَة مهووسة.

تخيلت لولا شكله و هو يراقصُ يديه و يصدر أصوات فتيات ثانوية في الأفلام الرخيصة لتقهقه و تبدأ معاينة الفستان علّه ليس بمقاسها.

_____________________

|

أنين مكبوت و بكاء متألم صاحبَ فتح الباب المعدنيّ المتسخ حتى سقفه، الإنارة الوحيدة تتمايل بين الخفاء و الظهور كما يتمايل مصدرُها في سقف الرواق الطويل الملئ برائحة الرطوبة و الأعشاب المتعفنة و الجثث.

شذَى الموت و الدماء المتخثّرة طغَت..
بالنسبة لنا سيكون المكان خانقا كنسخة مصغرة من الجحيم ، لكن بالنسبة للرجل الذي خرج من الغرفة و أغلق الباب خلفه ليختفي صوت العويل..

هذه الرائحَة كانت بمثابة أقوى المُسكِرَات المخدّرة لكل حواسه، حيث تُغرقها بفردوس من النشوة و الغبطة و الإندفاع نحو الخطايا واحدة تلو الأخرى..

جسدا تلو الأخر..

قضمة تلو الأخرى..

كسرٌ تلو الآخر و الكثير من الدماء..

إلا أنها تفتقد ما يحتاجه بشدة، ما يقتل من أجله بهذا القدر هو إيجاد شيء واحد..

المذاق~

مذاق مختلف كل مرة لكنه ليس بتلك الجودة، البشر ليسوا بتلك اللذة الآثمة و المليئة بالشغف و القوة..
لهذا عُرِفَ إساي بالمتذَوق الأخطر على الإطلاق، الشره الجامح و الجميع منه يهاب.

هو لا يحترم أحدًا ، و لا يتبع القوانين التي قد تم نصّها منذ ما يبدو كالأبد.

إساي يُغرق نفسه و من معه في حفلة من فقدان التحكم و الجموح أثناء تناولهم الطعام.

بالنسبة له هو أيضًا ،الخوف مجرد ضعف..

و الخوف من نفسك أكبرها لذا هو كسر ذلك الحاجز.

كسر إساي حاجز الطاعة للميغاليتيرو أيضًا ،هو تذوق غير البشر حتى وصل لأعلى هرم الغذاء حيث لا يمكن التخلص من ذلك المذاق و لا يمكن التوقف.

نظر لكمية الأطراف البشرية في الرواق ، أصابع و أعضاء داخلية مزرقة تبعث رائحة جميلة له..
قهقه عند لمحِه أذنا بيضاء بها قرطٌ ماسي لا بد أنه غال جدا بعد تنظيفه من كل تلك الدماء.

مسح يديه المتسختين "بهم" و سار مترنحًا كمن أخذ مخدره للتو ليقاطع طارق طريقه بجسده المهول..

-- هل أنت جائع صغيري؟!--سأله إساي بحنان غير معتاد ليبدأ الآخر بالتصفيق و ينفي برأسه كطفل.

قهقه إساي :-- لما كل هذا الحَماس؟--

فجأة بدأ طارق بالتمايل مع الهواء و الإستدارة في مكانه كمن يراقص حسناء رقيقة القوام، كان يدندن بأغنية ما فقاطعه صوت إساي الذي يدل على فهمه

توقف ذلك الضخم عار الصدر و إستدار بوجهه الملئ بالندوب ،رغم ذلك كان جميلا..

جميلٌ بشكل مخيف~

-- أجل لقد نسيت الأمر تمَاما..
لدينا حفلة الليلة بمناسبة عودة الأم و الأب.--

صفّق طارق بيديه الغليظيتين أثناء مرور إساي من جانبه قاصدًا مكان نيكولاي و الرجال ثم غنى في مسيرة اللحاق به.

-- سأرى الـماما
سأرى الـدماء..--

مرارا و تكرارا و الذين خلف الأبواب الموصدة أرعبهم صوتهُ الذي يحفظونه جيّدا.

___________________________

|

____

-- لا أريدُ الذهاب. --

--ستذهَبين.. --

-- لا أريدُ الذهاب. --

--ستذهبين لا تدفعيني لحملكِ--

إستمر ذلك النقاش بين بينولوبي و سالومون طيلة اليوم ،بين مد وجزر حتى إستسلمت فهو أكثر تشبثا برأيه من علكة إريك.

هو يخبرها أنها يجب أن تخرج من جدران منزلها الدافئ و مخالطة القليل من البشر على الأقل لكنّها تخبرهُ

-- أنا لا أريد الذهاب لحفلتهم بالذات، أنا لا
أعرفهم حتى..--

إبتسمَ بينما يرفع سحاب سترته و يعيده مرارا و تكرارا منذ دقائق الآن

-- أنا أيضًا لا أعرف الكل ،حتى لولا لن تبقى معي طول الحفل لذا سنتشارك هذه المغامرة يا فتاة!
هيا تشجعي. --

همهمت له بإستسلام ،كان ذلك بعد محاولات لا تنضَبّ من صديقها.

و ها هما ذي ينتظران سيارةَ أجرة قرب الرصيف الرطب لشارعها ، أزعجهم العطل في عواميد الإنارة فالظلام قد حلّ بالفعل إلا أنها تبدو كليلة جميلة و مناسبة لحفل هادئ.

لم يكن هناك أحد بالجوار ما دفع سالومون لرفع صوت دندناته الخشنة و يبدو أن إحداهن لا يعجبها الأمر.
شبكت ذراعيها لصدرها و ضربت الأرض كثيرا تمرر الوقت حتى لمحت طيف أحدهم بين الأزقة.

إستدارت لشعور قبضة على معصمها ،كان سالومون قد توقف عن الدندنة و جذبها للسيارة المركونة قريبا حيث أن بينولوبي لم تنتبه..

-- غريب..-- تمتمت بعد أن ركبا.

و التوتر البادي على سالومون لم يخفى عنها

-- هل تعرفه؟--سألته فجعل قبضتيه في مكان واحد و نفى برأسه.

لم تشأ الخوض في النقاش و السائق هناك يدّعي عدم الإكتراث..

مرّت نصف ساعة بالفعل و الشكر لخلو الطريق..
نزل الإثنان سريعًا وسالومون أعطى المال للسائق و قد لفت وشمٌ ناتئ على معصمه نظره بشدة، ذلك الشعور بأنه رأى مثيله من قبل.

|

أغنية فرنسية قديمة كانت تُعزف بطريقة سلسلة من طرف الفرقة التي إستئجرها آليكساندر بعد مناقشة مع جونيور...

صوت المغنية كان شبيهًا لصوت إيديث بغاف بالفعل أثناء أدائها للأغنية المشهورة
" La vie en rose "
ببراعة حتى عانى الجميع للحديث أثناء تغريدها.

لسبب ما لم يقابل رون و ماريسا أي أحد عند وصولها فقد إكتفيا بالصعود لغرفتهمَا حتى موعد الحفل و ما سمعته لولا من مون هو أن رون لم يكن على طبيعته.

تنهّدت لولا أثناء إنتظارها لمون حيث أن الأخيرة لا تنفكّ تغير مكان غرّتها و قد رحمتها أخيرا قبل أن تقصها لولا كما تخيلت.

عند نزولهما كان المنزل قد بدأ يعج بالحياة و إستهلاك الأوكسجين من طرف أفواه أكثر جعل الصالة المخصصة للحفلات و التي خاض فيها كلوثار وآليكساندر نقاشا حادا حول لولا.

جعلها أكثر إختناقًا ، أكثر كعودة الروح إليها...

حاولت مون البقاء بعيدًا عن الأعين حتى يتسنى لها إيجاد الرفاق أولا وسط هذا الزخم لكن لولا حطمت مخططها لصراخها المفاجئ الذي جذب الأنظار لهما..

-- سوكَا! --

نادت طويل القوام مبرزه ببذلة توكسيدو سوداء باهتةً و حذاء كلاسيكي مثالي كالعقد الذي توسط رقبته البرونزية مفتوحة الأزرار..

هو قهقه بصخب و ها هو يبرر سبب صراخها ذاك فاتحا ذراعيه بترحيب
-- لولا..
كيف حالكِ يا فتاة؟ --

بعد قطع الحضن اللطيف هي إحمرت قليلا لعيون الجميع التي لم تفارقها منذ أن أحرجت نفسها لذا سوكا لامس خدها المحترق بطرف إصبعه و غمز.

-- لا داع للحرج ،ميكي قد فعلت ما هو أكثر من هذا و لا أظنهم سيذكرونكِ حتى. --

إبتسمت له و ابتعدت لترك المجال لـمون التي حضنته ثم صفقا بيديهما كتحية خاصة بهما

-- هل رأيتَ حيواناتي الأليفة؟-- سألت مون ليفرقع سوكا أصابعه مجيبا

سوكا:-- أظن أنهم مع حيواناتي أنا..
هل تودين البحثَ عنهم لأنني رأيت ميكي تسرق بعض النبيذ من هناك..--

-- تبََا، -- شتَمت لولا -- هذا لا يبشّر بخير. --

إفترق الثلاثة و بقيت لولا تستمع للأغنية الثانية مشدوهَة بكلماتها ، نفس النمط لكن أغنية إنجليزية لـ لانا ديل راي..
" Hollywood's dead"

حتى أنها لم تنتبه لدخُول حيوانين من خاصة مون ، أقصد بالطبع الرجلين الذين ينتظرهما الجميع...

ببذلة إيطالية رمادية و غليونٍ يصدر أبخرته ، الأوشام التي لن أتجرئ على نسيانها و الشعر المائل للشقرة.. وقف السيد رون إلاغون رفقة إبنه و وريثه

نقيضًا له كان و شبيها من صُلبه ، الشعر الأحمر الداكن كنظرته المتفحصة ،ميتَة و حية في آن..

يدٌ في جيبه تُظهر تمردا دونما تمرد و صدر عريض يبسط سلطته رغم الهالة العظيمة لوالده.

إنتباه الجميع لهم و توقف المغنية في جملة

« و تحتَ الأضواء أنتَ هناك ،تبدُو
جميلًا حدَّ السقم... »

جعلت لولا تستديرُ لمرئى العيون و كم كانت تلك الجملة من الأغنيَة تشبههُ لحظتها..

بذلته زرقاء كسماء تلك الليلة و سرٌّ ما بين ظلامه و ظلامها.

لا تدري لما ،إلا أن نظرتَه لم تكن توحي سوى بالسُوء و لها تحديدا..

هل هذا شعُورها فقط أم كل من نظرَ له شعر بذلك يتسرّب منه.

فضولها يقتلها ، و الرغبة بقربهُ غَزُرت و شيء ما جعلها تتحرك ناحيته كأنها تسمع ندائا من ثغره الهادئ.

-- لولا.. تبدينَ جميلة الليلة. --
قال آليكساندر بأكثر النبرات هدوئا و بؤسا ،كأنه يقُولها ليموتَ بعدها أو يستقل قطارا ويودّعَ أحبابه وهذه جملته الأخيرة.

أبعدَت يدها عن يد رون الذي صمتَ عن الترحيب بها بعد أن سمع إبنه ،و إبتسامته العَريضة كادت تقطع فكّه المنحوت..

توترت لولا أثناءَ مد يدها لآليكساندر لكنّه أمسكها حتى قبل أن تصلَ يحضنها بين حنايا كفّه الواسع و يضيِّق عليها برفق.

--شكرا، لكَ آليكساندر.
تبدو أنيقًا.. جدا في الواقِع ، لا أستغرب فذوقُك في الملابس قد أبهرني سابقًا. --
قالَت بعد برهة بينما تنظرُ لفستانها الطويل المفتوح عند ساق واحدة بإحتشام مهلكٍ.
يضيقُ على الخصر و الباقي يشبه تصاميمِ الإغريق القديمة.

إبتسَم جانب شفته و نبسَ بـ شكرا سريعة عندما بدأ الضيوف بالإقتراب منهم.

-- لولا صغيرتي لما لا تبحَثين عن أولئكَ الأشقياء ريثما نكمل أنا و آليكساندر أشيائنَا المملة؟-- طلب رون بهمسٍ لتقهقه لولا و تومأ سريرة الثغر..

جيد أن شعرهَا مرفوعٌ كليا و إلا كانت ستصيب أحدهُم بالثمالة.

غادرت ليلتفتَ رون لجانبه و تختفي إبتسَامته تلك
-- لطالما كنتَ حكيمًا بني. --

وافقَه آليكساندر مرهقَ البال، لا يودّ الخوض معه بحديث لكنه حُوصرَ بالمدعوين...

و نعم أغلبهُم كبار سنٍّ يرهقون كاهلَه بسطحيتهم.

||

-- مون ، سُوكا..
رفاق؟--

نادت لولا بعد أن صعَدت الطابق الثاني ليخفتَ صوت الموسيقى بقدر كاف.

-- إريك، جوليان...
هل قتلتكُم ميكي بعد أن ثملت؟
هيا لا تخيفاني. -- ضحكَت بعد ذلك على نفسها ليقابلها كلوثار و جُونيور.

-- لقد جنّت ،لقد كنتُ قلقا بالفعل. --
قال جونيور بملامحَ منصدمة ليُبعد كلوثار عيناه و يلقي التحية دون اكتراثٍ لرأيه.

أما جونيور فقد أخذَ يدها في قبلة كلاسيكية قائلا: --تبدين فاتنة آنستي..
أتساءلُ من سيسرق رقصتَك الأولى،
هل سأكون محظُوظا كفاية؟--

قهقهَت لولا بعد توترها من قربه ثم أومئَت
-- الحظ سيكُون لي سيد جونيور.--

-- سيكُون سيكون..
فقط دعيهم يكتظّون لنخطف أنظار الكل. --

-- هل سيطول هذا؟
لدينا أعمالٌ أخرى جونيور، من فضلك. --

نبرة كلوثار كانت مزيجََا من الجدية الحادة و الإرهاق المخفي ، لذا و ما إن نزلوا لولا أوقفَت الخادم الذي يحمل صينية الشراب ليتسَنى لرفقيها بعضه.

-- قد يخففُ هذا توتركما أيها السادة. --
قالت تُطيل رقبتها مبتسمة الثغرِ و جونيور كان أول من حمل قدحًا يليه كلوثار.

--سأتركُكما قليلاً. --
إعتذر جونيور بعد ذلك عندما أشار له بروس و الذي لم تستطِع لولا رؤيته خارج الإطار الزجاجي للنافذة.

همهم كلوثار يستدعي إهتمام الصغرى بعد أن لاحقت عيناها ظلَّ الليل ببذلته الزرقاء يحادث رجلًا أصهب الشعر بعيدا عن والده، و لم يتسنى لها رؤية وجهه.

-- نعم لوثا، هل من خَطب؟--

سألت بريئَة المحيا تجعلهُ يشعر بذنبٍ أكبر لما حدث و ما سيحدث لو علمَت و إن لم تعلم..

هو سيظل مذنبًا بنظر نفسه و هذا ما يؤلم،

-- تلكَ الليلة عندما فعل الرفاق ذلك المقلب السخيف..--
ملامحُ التوتر بادية على تفاصيله ،دفَعت لولا لإستعجاله قائلة:-- ما بها؟--

داعبَ الكأس بين يديه يجهّز كلماته

-- لو كان شيءً أكبر ، لو فعلَ لكِ رفيق شيء شنيعًا بقدر كبير..
هل ستتمكّنين يومًا من مسامحته؟--

توقفَت أفكارها للحظة عند عيناه ، لا تدري ما تقول و لا ما به..

--ماذا تعني؟...

سالومون! --

نادَت بسعادة قبل أن يجيبَ ما إن لمحت سالومون يدلف للردهة رفقة بينولوبي التي بدَت خلابة بفستان أسود يبرز قوامها المعتدل.

جانبها سالومون ببذلة عاجية أقتَم في درجة لونها و إبتسامة ساحرة حطّت على شفتيه ما إن رأى الصغرى تسرعُ ناحيته.

-- يا فتاة ،من أينَ كل هذا؟--

أشار لها قاصدًا جمالها بعد أن قطع الحضن السريع لتضحك على وجهه و ترحّب ببينولوبي بحفاوة ، فقد إنتبهت لإنطوائيتها الشديدة سابقًا.

تغيرت إبتسامةُ سالومون ما إن لحق كلوثار بهم بخطوات مرتبة و بطيئة

-- ها نحنُ نتقابل مجددا -- قال مصافحًا سالومون وإبتسامة على طرفه..

-- أجل ،لكن يبدو أنكَ في حالتك البشرية
حمدا لله..

أقصد الجميع هنا يبدو كمايونيز
مليُون دولار. --

لم يعجبهُ تعليقه الساخر لكن كلوثار ضحكَ على نعته لرجال الأعمال بالمايونيز، عليه الإقرار بهذا على الأقل..

فتنفسَت لولا الصعداء و عرّفت بينولوبي عليه ،هما متشابهان جدا حتى في ملامح الوجه الجامدة عندما تحادثا.

يدٌ باردة الأنامل حُطّت على ظهر لولا العاري تجعلها تتأوه بتفاجئ قبل أن يقترب صاحبها من الرباعي البعيدِ عن الأضواء نسبيا..

إبتسامة مختارة بعناية رسمِها آليكساندر على شفتيه ليفتتحَ قائلا
-- هل أتى أصدقائكِ أخيرا؟--

إستدارت لولا تنظرِ لذراعه خلفها ثم ترفعُ رأسها ناحيته لتتلعثَم عند إدراك وضعيتهمَا تلك و التي جعلت سالومون يجعّد حاجبيه للسعَة الحيرة

-- أجل.. نعم..
هذا سالومون وبينولوبي،

رفاق هذا آليكسَاندر...

لم تدري ما تِكمل ،فعليا ماذا يكُون هو لها؟
كأن هذا السؤالَ ضرب أعصاب عقلها عصبًا عصبا فتجمدُوا للذاعة الألم.

لذا أكمَل عنها يمد يده لسالومون طارحََا الودَّ

--آليكساندر المسرُور بفرصة لقائكَ سيد هاسكل..
و الآنسَة الجميلة. --

حسنا هذا كان مريبا و لولا كانت تتساءل 'متى و اللعنة قمتُ بإخباركَ عن إسم عائلته؟'

بعد أن أبعدَ يده عنها لتستطيع العودة لإستقرارها الداخلي، دعاهُم للتوغل في بؤرة الحفل فتبعه الجميع سوى كلوثار..
حديثُ سريع دار بينهما قبل أن يختفي الآخر كجونيور أيضا.

-- أنا متحمسة لتعريفكَ على الباقين ، خصوصا سوكا..ستحِبه كثيرًا. -- قالت لولا مرحة الثغر تجعل سالومون يومأ مبتسما لها.

بينولوبي أخذت كأسًا يشغلها ريثما ينهيان حديثهما الملل بالنسبة لها كهذا الحفل تماما، لكنّها بحاجة لحماية ذلك الأبلهِ لو حدث سوء من ما تخشاه.

كما كانت تتوقع ،هذه العَائلة منهم.

تبقى أن تتصرّف بهدوءٍ لتنقضي الليلة و لا يكشف أمرها أو أمر سالومون مع أن ذلك غير وارد إن لم يكُن الميغاليترو أو الشرهون هنا.

__________________________

|

بعد مرورِ بعض الوقت التحقَ إريك وجوليان و مون و ميكي و سوكا بـلولا و رفيقيها الجديدين، شيءٌ زاد من توتر بينولوبي.

-- حسنا سأخبركُم بما أفكر فيه. -- قالت ميكي بثمالة،حرفيا لم يمرَّ على تعارف المجموعة سوى دقائق و ها هي ذي تُخرج نفسها الحقيقية..

ضحكَ إريك :-- سوكا أنا أتعاطُف معك يا صاحبي.--

ميكي:-- أصمُت أنت. --

جوليان:-- نعم أصمت أنت، دعها تعبّر عن مشاعرها.--

قهقه سالومون و سأل :-- و لكن ماذا هنَاك؟ لما تتنمرون عليها يا رفاق؟--

ميكي:-- أرأَيت كم أعاني في حياتي القميئة؟--

سوكا:-- بحق السَماء ميكي، أنا الوحيد الذي يعاني في عائلتنا ،حتى والدينا يحضَيان بالراحة و أنا هنا عالق معكِ. --

ميكي:-- أنت فضيحَة!--

سوكا:-- أحاول تحطيمَ رقمك القياسي ،لكنني أفشلُ دوما هل تصدقين أختاه؟--

إريك هرشَ رأسه وسط النقاش الحاد ليسأَل والعجبُ في صوته عن شيء واحد
-- ميكي قالت كلمة مثقفة،
و أنا لا أعرفها؟
ما اللعنة التي تحصُل في العالم؟--

جوليان :--أنت لا تعرفُ معنى قميئة؟--

مون :-- و ما معناها يا لوذَعِيّ زمانك؟--

داعبَ جوليان يمين خصرها قائلا :-- وصفٌ لحياتي بدونكِ. --

لولا:-- جدا غرفَة ،أشعرُ أنني سأتقيا. --

ميكي:-- بل جدا كوخ بقر!
سيكون ذلك أحسن لتدعاني أقول ما فكّرت فيه.--

بينولوبي:--هلا تركتموها تخرجُ ما بجوفها؟--
ثم أضافت فضلا بعد أن حجدها سالومون بنظرةٍ خفية.

إريك:-- لماذا بينولوبي تشبهُ آليكس؟
هل ثمِلت؟--

لولا :-- لا هي أجملُ بكثير ،أظنّك فقدت بصرك.--

جوليان :-- صديقي المسكين!--ثم مثلّ ملامح البكاء ليتلقى صفعَة رقبة من سوكا.

ميكي:-- الموضوع هو يا عديمي النفع، لا أقصد سالومون بالطبع فهو يبدو كقطعَة من الجنة،

بينولوبي أنتِ محظوظة.. --

تنهدت بينولوبي بيأس دونمَا رغبة بمقاطعةٍ أخرى لتصريحها التافه والخاطىء.

فأكملت ميكي:-- تخيلوا لو أنّ بينوكيو قال
" أنفي سيطولُ الآن " ،و لكن لم يطُل أنفه فهذا يعني أنه قد كذب ولكنه إذا كذبَ فسيطول أنفه.. ماذا سيحصُل في هذه الحالة؟--

نظرَ الجميع لبعضهم بدهشة ، لتفتَعل ميكي صوت يشبهُ الإنفجار من ثغرها كـ: "بُوم"
و تومأَ مهمهة راضية.

إريك:-- اللعنة ميكي! توقفي عن قولِ تراهات مقلقة لعقلي.. --

أطلّ آليكساندر برأسه وسطَ تجمعهم منحنيا بينما إصبعه يحكُّ قرب ندبته ، و أغنية جديدة قد بدأت في القاعة ممزوجَة بأحاديث جانبية للحضور..

آليكساندر قال أنّ:-- ميكي لديها عقلٌ خام يعمل عند قدرٍ كاف من الثمالة..
على الأقل يعمَل ،عكسكَ إريك. --

ضحك الجميع على الأصغر خاصَة جوليان لكن سالومون إبتسم فقط واضعا يده على فمه.

لولا-- ما الخطب معَكَ؟-- سألته ليفرقع أصابعه قائلا
سالومون:-- أظنُّ أنه لو حدثَ ما قالته ميكي فإن السحر قد إنفكَّ عن بينوكيو. --

آليكسَاندر قهقه حثيثا ثم نفَى التصريح :-- في الواقع بينوكيو لم يتخلَّص من السحر في القصة الحقيقية ،لذا هذا يعود بكَ لما قالته ميكي بالضبط.--

شبكت ميكي ذراعيها و تفاخَرت في وجه إريك و جوليان :-- من الغبي الآن؟--

فأجابها سوكا:-- لوثا. --

ميكي:-- سأخبرِه بذلك و سيبرحك ضربًا. --

سوكا:-- لا يا غبية أقصِد لوثا يناديكِ. --

بالفعل إستدارَ الجميع ليروا كلوثار مقتربا منهم رفقة بروس الذي تهامسَت بعض الفتيات حول ملامحه البرازيلية الفتاكة..

-- Me amor/حبي --
قال بلكنَة سلسة كصوته مخاطبا لولا و يبدو أنه فعلا قريبُ جونيور فقد قبّل يدها كما فعل الأكبر يجعل من ميكي تقلب عيناها قائلة :-- قليلا بعد و يصبحَان صديقين ، قليلا بعد مقربين ، قليلا بعد و تقعُ الفأس بالرأس.. --

نظرة آليكساندر لها جعلتهَا تصرخ :-- ماذا؟ هذا هو بروس..
و أنتَ إريك توقف عن الإبتسام كالمغفل ما لعنتُك؟ --

إريك :-- دعيني أستمتعُ بلحظاتِ ثنائي المفضل.--

سالومون:-- ما الذي تتحَدث عنه؟--

مون:-- لا تهتم إنه لا يزال تحتَ تأثير العملية. --

جوليان :-- أية عميلة؟--

مون:-- تلك التي إنتزعوا فيها عقله و وضعوه
في إبطه. --

جوليان :-- اوه تلك العملية الصعبة، بالكاد نجَى صديقي.. --

لولا:-- أحبكِ مون-- و أرسلت لها قبلة طائرة لتستقبلها الأخرى بشغف..

كلوثار :-- لما أنا واقفٌ هنا و أستمع لهذا..
فقط أنتم.. أجراسُ المصائب و مون إلحقوا بي، حالاً.--

وضع جوليان يده على رأسهِ كجندي تلقى أوامر قائده ثم سار خلف كلوثار تلحقهما مون و ميكي، أما إريك فقد مال على كتف آليكسَاندر و همس..
:-- أخي ، أظن أن لديك منافس..
أرجوك لا تدمر أحلامي و حافظ على الفتاة
المقدرةِ لك. --

آليكسَاندر :-- أسفل حذائي مصنوعٌ من السيليكون الخشن و تعلمُ أنني أتوق لإنهاءِ الحفل!--

قهقه إريك متوترًا يكادُ يخفيه ثم لحقَ أخاه.

صوت لولا إستدعى إنتباه آليكسَاندر مجددا بعد أن كان يراقب الرجال الذين أخذوا بروس على جنبٍ.

-- لكن آليكساندر ، ما هي الإجابة عن ما قالته
ميكي فعلا..--

شيء بشأن نبرتها أراحَ سالومون و إكتفى بالإيماء على إستفسارها.

آليكسَاندر:-- أظن أنّه سيموت. --

لولا:-- لمــاذا!؟-- هتفت كأن حياتها تعتمد على ذلك ،يبدو أن المسألة فعلا أثرت بها أو أنه حبها لهذه الأمور..

قهقه سالومون و بينولوبي إبتسمت وقالت:-- أعتقد أنك محق...
هناك خللٌ به.--

سالومون ن:-- ماذا؟ أنتِ أيضا. --

آليكسَاندر:-- هي فقط تفكّر خارج الصندوق ، فكر بالأمر..
بينوكيو لعبة يطول أنفها عندما تكذب..
كذب و لم يطل أنفه ، به خلل أي أنه معطل..
و العطل يعني قرب الموت..
تعرف ، بالنسبة للألعاب.--

همهمت لولا بشرود لحظيٍّ ناجم عن تركيزها.
:-- أجل ، انتما محقان. --

آليكسَاندر:-- لا ، هذا خاطئ أيضا.--

سالومون :-- يا صاحبي ، ما المشكلة الآن؟--

إكتفى آليكسَاندر بالإيماء فور إقتراب بروس ، الذي إبتسم لبينولوبي ثم طلب منها الرقصَ معه.

شعر سالومون بخطر محدق من ردة فعلها لكنه تنهّد براحة عندما وافقت تجعلُ يدها تتوسط يده ليقودها لوسطَ الصالة التي تعلو قليلا عن باقي الأرضية البرونزية.

هذا جعل لولا بموقف غريب ، طبعا ليست هي من تشعرُ بذلك و لكن كلاهما يريد مراقصتها ، أحدهم يشعر بواجب ذلك و الآخر يود ذلك بما أنها صديقته.

هي إكتفت بالإستماع للأغنية و الثنائيات هناك يبدون منسجمين، غمزَ لها بروس من بعيد لتقهقه و ترفع إصبع إعجاب له.

-- إذا آنستي هل نجعلهم يسقطُون أفواههم؟--قال جونيور الذي أتى من خلفها يشير بيده.

--آه نعم!-- هتفتَ بمرح و تبعته.
عندما غادرت ضحكَ الإثنان ببساطة ، سالومون وآليكساندر قد فهما بعضهُما.

-- لا بد أنكُم تهتمون بها هنا..
أشعر بالإطمئنان لأنها محاطة بهذا الحُب و الحرص من الجميع..
تعرف هي ليسَت بخير هذه الأيام. --

قال سالومون بينما يتكأُ الإثنان على حافة طاولة و ذو البذلة الليلية شبكَ ذراعيه لصدره و بلل شفتيه بينما يراقب جونيور يتجه للفرقة الموسيقية ويهمس في أذن المغنية بشيءٍ ما..

-- لا ، ليسَ الجميع. -- همس آليكساندر لكنّ سالومون لم يستطع سماعه بسبب الموسيقى الصاخبة التي بدأت للتو..

إيقاع لاتيني قوي ممزوجا بطَرق آلاتٍ موسيقية تبعث البهجة و تحرك أعضاءَ الجسد ،مفاجأة للجميع الذين إعتادوا على هدُوء صوت المغنية و الذي تغير تماما الآن و أصبحا مغريًا و عنيفا..

جونيور في الوسَط أمسك خصر لولا و يدُها و أدارها ثم قال :-- سعِدتُ عندما أخبرتني أنكِ
تجيدين السالسا..--

ضحكت لولا بهدوءٍ لتكمل تلك اللوحة العشتَاريّة بينما يتهادى فستانها الدموي على جسدها..

-- سعدتُ أنك عرضتها دون غيرهَا ، أريد أن أجعل أحدهُم يغيّر رأيه.. --

جونيور:-- لنأمل ذلك إذا. -- قال بعد أن أدارَها له و نظر لآليكساندر ثم إليها.

و طيلة الرقصَة القوية و المثالية ، إضافة لتوافق خطواتهما وحركاتهما الخبيرة شكلا أجمل ثنائي راقص لتلك الليلة...

سالومون:-- إلهِ كنتُ مخدوعا بلُولا؟
لا أصدّق. --

أخفضَ آليكساندر بصره مبتسمًا ، إبتسامته الخاصة و أومأ له ثم غادر قبل أن تأتي بينولوبي.

هامسًا لنفسه فقط --يالي انتقامكِ.. --

_____________

خزرهَا إريك و هي ترتشفُ من كأس النبيذِ ذهبي اللون طويل الساق ، كانت تتنفس بهدوءٍ الآن بعد إنتهاء رقصتها و الحديث حولها لا يخص غيرها.

-- هل ستظلُّ تنظر لي هكذا؟--
خاطبته تعيده من وضعية الزومبي تلك فحمحم و عدّل سترةَ بذلته البيضاء.

-- أعرفُ شخصا آخر كان يريد مراقصتكِ
و أنتِ تعلمين.. --

-- إريك ألن تكفّ عن تراهاتك هذه؟
ثم لو كان يريد لكانَ طلب ، ببساطة الجملة و هي تعملُ كالسحر.
و الآن أينَ ماريسا؟--

تنهد مرهقًا وأفلت عيناه عنها يرفعُ كمي سترته قليلا ، لحن ملئٌ ببذخ و رقي يشابه الحضور كان يُعزف ريثما ترتاح - خلف المسرحِ مع كأس- المغنية قليلا.

الرفاق بما فيهم كلوثار و جونيور كانوا يقفون بجانبهم و يبدو أن حديث بروس عن خفايا البورصة قد جذب إهتمامهم ، هو حرفيا كان يبدو ضليعا بجميعِ رجال الأعمال في القاعة و كان يذكر أكثر خصوصياتهم خجلا بينما الأخرون يقهقهون و ميكي قرب بينولوبي تحاول إرغامها على الضحك و لكنها في الواقع جعلت سالومون يضحك.

لكن آليكسَاندر و مون غير متواجدين حاليا ، فحتى بعضُ أقارب جونيور هنا و بالطبع رون الذي وعد لولا برقصة بعد قليل.


--ألم يخبروك أنها لم تعُد بعد ، هي لازالت مسافرة..
هذا يجعلني أشعر بالخطر ، رون دون ماريسا كأسد دون سوط..--

ضحكت لولا تجعلُ يدها على فمها و تبعد الكأس

-- يا إلهِ لو يسمعك فقط. --

إريك دفنَ ملامحهُ وطلب -- أُسترِ علي.--

-- عندما تتوقفُ عن ربطي بقريبك الأخرق..
حسنا، هو لم يعد أخرقًا لكن لا يمكنكَ
الثقة بالثعلب. --

وافقها إريك يرتشفُ شرابه-- منطقي.
آه اللعنة أنظرِي لميكي ، تبدو كرجلِ كهف إستيقظ
في المستقبل..--

-- لحظة! أين مُون؟
هاي جوليان، أينَ هي مون؟--

نظرَ جوليان حوله ثم رفع هاتفه يتفقده ، أشار للرواق قائلا :-- لا بد أنها تعدّل زينتَها أو ما شابه..--

أومئت لولا ثم رفعت طَرف فستانها تشق طريقها خارجًا للبحث عن صديقتها.

|

|

-- سيد رون أين إبنك؟ لم أره منذ وقت لا بأس به..--
قال أحدُ الرجال كبار السن بين الجمع المكون من خمسة، يود وضعَ رون في موقف حرج لكن الآخر إبتسم له بكياسة فأكملت زوجتُه عنه.

-- هل يشعر بالملل منذ الآن؟-- سخرت و بينما كان رون على وشكِ حمل هاتفه قاطع آليكساندر مسرحيتهم تلك يجعلُ يده على كتف والده العريض و يبتسم كأنه العيد.

-- الشائعَات عمل الصحافة سيدة ريكسون ، هل تنوين سرقتَها منهم أيضًا؟--

و نعم تمّ تصويبَ الهدف، الإطلاق ، و التسديد في تهمَة السرقة التي وجّهت لشركتها منذ عدة أشهر.
ضحكة رون جعَلت الجميع يتبعه، ليس لشيء سوى لمجاملة لسان ابنه و كبريائه.

و بعد عدة دقائق هو قد تركهم خلفه و توجّه لأصدقائه يأخذ كأس شراب من يد ميكي و يتركها تنتحب بصمت..

-- أتمنَى أن الحفل أعجبكُما بينولوبي و سالومون ن؟-- سأله وعادَ يرتشف من كأسه بملل فأجابَ جونيور

-- هل تسَمي هذا حفلا يا صاحبي ، رفقتُنا هي ما تجعله يستمتع. --

ضحكَ سالومون ن بحرج لا يدري ما يجيب لكن بينولوبي أنقذَته تقتَرحُ

-- نخبُ ذلكَ جونيور. --

قهقه آليكساندر عليهما يجعلُ سالومون يزفر
-- حسنا هُم مملين..
أنتم لا. --
أشارَ لكل من تحدث عنه ثم أدارَ عينيه في المكان
-- أليست تلكَ مون؟-- سأل عن الفتاة التي تحمل صحنًا في يدها و تقترب منهم.

هدجَ إريك إليها حينها
-- أجل..و لكن أين لولا إذا؟--

-- مون هل رأيتِ لولا؟--
استَفسر جوليان متصلّبََا.

هي نفت برأسها ثم أخذت بعضًا من الكعك تجعل الرجال الخمسة يقلقون ماعدَا سالومون.

و آليكسَاندر الذي فَاهَ سائلَهم-- ما الأمر؟

أعادَ سؤاله بشبه صراخ عندما إكتفُوا بالبحث عنها بعيونهم وسطَ التجمعات.

-- إريك أجبنِي و اللعنة. --

-- هون عليكَ يا فتى، لا داع للصراخ لا بد أنها في مكان ما.--سالومان حَاول تهدئتهُ مستغربََا كافة الوضعِ و حجمَ القلق غير المستحق.

-

- لولا ذهبت للبحث عن مون منذ مدة--
سوكَا أفصحَ و هذَا لم يزد آليكساندر سوى اشتعالا.

-- منذ أن كنتُم جميعا هنا؟-- سأل بنبرة مؤنبة ، و حتى كلوثار لم يستطع إجابته حينها.

بينولوبي لاحظَت خضوعهم له رغم أنه ليس أكبرهم و لم يبدو لها بقساوة كلوثار مثلا.

-- جوليان هيا لنذهب و نبحَث عنها..--

لم ينتظر إريك فأوامِرُ آليكساندر واضحة من عيناه ، عليهم أن يتصرفوا بهدوء فهذا حفل لعائلة ذات صيت..

حسنا رغم أن صيتَهم مشوش الصورة و الحَقائق لأفعالهم لكنهم يحاولون على الأقل..

__________________________

|

-- لا تخافي،
سيكون كل شيء بخير لولا..
آه كم إشتقتُ لمذاق رائحتكِ بين أسناني. --

قهقه لإرتجافها بينما يثبتِها على الحائط و يغرس ذقنهُ في رقبتها.

ذلك الصوت ليس غريبا ، صوته البارد كأنفاسه.

-- إساي...

كادَت أن تصرخُ لكنه أحكم قبضته الموجعة على فمها لتأنّ بألم.

________________________

___________

___

يتبع ;-)

·

كتابة اسم الشخصية قبل جملتها شيء لا أحبذه شخصيا لكن في خضم كثرتهم و عند حواراتهم المتداخلة أقوم بذلك فقط للتوضيح و تسهيل معرفة كلّ متحدث.

💜

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top