« 18 »
[أستغفر اللّٰه والحمد للّٰه على كل ذنب و حال]
_
_____________
|
|
" هل شعرتَ بذلك من قبل ؟
بعد منتصفِ الليل ،حين تتملّكك الرغبة بالرقص تحت النجوم كأنك روحٌ خالدة. "
|
____________________________
|🔛
رفَعت ذراعيها عالِيًا و شهقَت تملَؤُ رئتيها..
صدرها كان يعلو و ينخفضُ بعنفٍ حيث تبرزهُ إستقامة جذعها و شدّها لعضلات بطنها بصعوبة.
ساقيها منفرجتين لتختم بهذه الحركة كأنها الأخيرة و ترتفع أصوات التصفيق على الجانب أين تقف مدرّبتها و زميلاتُها المتعجّبات..
-- هذا أفضل أداء
لكِ حتى الآن لولا. --
قالت صاحبة التجاعيد القليلة لتتقدّم ناحية تلميذتها تساعدها على الوقوف و تتسائل عن سبب قسوةِ ملامح الصغرى.
لولا أمسكت يدها و استقامت تُصوّب عيناها نحوه كتحدٍ ما ليُطلق من بين أسنانه ضحكة خفيفة يَسخَرُها ومضَةََ بعد.
آليكسَاندر لن يعترف لأحد بهذَا ،لكن أداء لولا فعلا سحرهُ للحظات..
فقط للحظات تخيّلها بين نجومه تتراقَص كأشعة الوهج و كل ما حولها مظلمٌ.
-- كنت أعلم أنكِ ستبلين حسنا.-- قالت المدرّبة بوقارٍ لتبتسم الصغرى جذلةً.
رفيقاتها يحسدنها فعلا ،فجلُّهن قد وبّخن من طرف المدربة بسبب تشتتهن أثناء الأداء و السبب هو ذلك الدخيل، يبدو أن حضورهُ طاغٍ و بما أن المدربة خوّلته نقد أداء كل واحدة من منظور المشاهد فقد كان إبهارهُ هدفهن الصعب.
أخذت لولا منشفة من إحدى الفتيات بينما صفّقت المدربة و قالت بمرح
:-- إذًا آليكس..
أخبرنا رأيك. --
إدعت لولا عدم الإهتمام لكن كل إصرارها و إتقانها في هذا الأداء كان لبرهنة نفسها أمامه..
لا تعلم متى أو كيف صار رأيه مهمًا..
لكنها حصرت المدة في ذلك اليوم الذي أخبرها فيه أن ساقيها ليستا مثاليتان~
همهم آليكساندر نصف شاردٍ نصفَ موجود ، ولولا لا زالت تُراقص نجوم فضاءه التي لا يراها غيرهُ.
و في عالمه ، هي كانت له.
كل ذلك الكيان و كل تلك المرونة..
كل تلك الروح و كل ذلك الجسد.
أستَلّ نفسًا ، بلل شفتيه و أخذَ بعض الوقت ليقول في الأخير..
-- كان يمكن أن تكون أفضل. --
-- وربّك حقًا تقول؟--
صاحت لولا مستهجنةً ، لم تنتظر منه مدحا و لكن على الأقل كلمة كـ" جيد" تكفي...
قلبت عيناها لهمسات رفيقاتها و حين همهمت المدربة لذلك الشامخ مقابلها كانت نهاية الحصة بالفعل.
بدأ الجميع بالتوافد للخارج ، بعض الفتيات يحادِثن آليكسَاندر بحجةِ ' هل كنت جيدة ، ما رأيك بي؟ ' و الآخر كان يبتسم لهن برزانة مجيبًا عن كل سؤال..
هو فعلا قد ذكر لكل أداء شيئا جيدًا و آخر سيء إلا الأداء الذي كان نسبيًا مثاليا.
بعد أن خرجت من غرفة تبديل الملابس بتلك الفكرة في رأسها ،وجدته يتكأ على عمود يستعملنه في التدريب حيث يبرز على طول جدار قد ثبتت عليه مرآة عملاقة من الجانب للجانب.
طبعًا آليكساندر كان غارقًا في التفكير لذا أطالت مسافة خطواتها نحوه..
بدى مشوشًا عندما رفع عيناه ناحيتها..
بدى ضائعًا في تلك النظرة فـ 'أضاعها' معه كذلك.
-- هلاّ تراقصنا؟ --
قال بعد برهة فجعلها محتارةً في أمره ، هل سيدخلها دوامته مجددا كتلك الليلة.
هي لن تمانع فكما قلنا، لولا تعيش اللحظة..
لكنها حاقدة عليه، أكثر مما يسمحُ أن تعيش.
كان عليه تقدير تعبها..
-- أنا متعبة ، كما أن رقصي كأدائي..
لن يكون 'مفضلا' لك.-- زفرَت وأرخت عيناها تبعدهما عنه ناحية الباب ثم أضافت..
-- فلنذهب من هنا ،أشعر بالإختناق.. --
إحدى حاجبيه إرتفع و ملامحه الساخرة كانت مستفزة فعلا.
-- من ماذا يا ترى؟--
--أتعلم ماذا اللعنة على الأدب..
أشعر بالإختناق منك.. لماذا أتيتَ اليوم؟
كنت مرتاحة دون التعامل معك في كل منعطف.
آه أنا أعرف..
بالطبع لكي تمنعني من معارضَة أوامرك الخانقة كذاتك. --
حين أنهت ما يشبه الصراخ في وجهه كانت تتنفس بقوة ، إخراج كل ذلك من جوفها كان مرهقا.
إقترب منها..
عيونه نعسةٌ غير محدّدة الوجهة أو الهدف، لكنها لم تفقد قدرتها على السيطرة..
.
مرّت ثانية حتى سُمع في الغرفة صوت صفعة خفيف و صرخة متألمة من لولا.
يدها حطّت على موضع الألم و ذلك الموضع هو شفتيها..
-- حذرتك.. وضعت قاعدة بحجم رأسك الخشن لكنك لا تفهمين..
يمكنني أخذكِ لإساي ليجعل رأسك هذا يتفتت بنفسه..
هل تودين تجربة ذلك؟--
أناملها تحسست شفتها ثم أبعدتها و قالت :-- فقط دعني و شأني..
لا أريد قواعدك السخيفة،
أنتَ بحد ذاتك لا...--
--أخبار طازجة لكِ عزيزتي لولا..
أنا أيضا لم أردكِ في حياتي ،لكن هذا لم يمنعك من الظهور في كل مكان..
أجيبيني الآن ،هل تريدين؟ --
عيناه عنها لم تحيد و هي لم تتأخر في الصراخ عليه كردٍ
:-- هل تحسبُني خائفة من ذلك المخنّث و
رفاقه؟
لستُ جبانة مثلك آليكساندر إلاغون.--
حتى تنهّدت مبتعدة عنه هو كان صامتًا ،في الواقع هو لم يبدي ردة فعلٍ لنعتها بعد..
حين يئست لولا منه قهقَه أخيرا ، بدت كصرير باب خشبي مهترئ، حتى عينيه كانت كإحتجاز نفسي ، ثم هو إحتجز كتفيها بين يديه بعنفٍ.
إرتعشت لسرعة الأحداث و كم كان جسدها ينتحب تعبًا، و تحت وطئته حاصرها بقوله:-- أنظروا لهذا..
لولا الصغيرة كبرت و نسيت مخاوف طفولتها..
أتودين التذكر مع خالق مخاوفكِ و صانعها؟--
كحفيف أفعى داعبت كلماته مسمعها و أخيرا، و كما فعل بها فعلَ بعينيها التي حاصرها في سجن عيناه.
عيناه التي غدت قرمزية كخصلاتهِ الجريئة ، لمساتهُ كذلك في قوتها و أنفاسهُ أحرقتها كفتيلٍ لا يملكُ لنفسه حكمًا..
قد يبدو هذا خياليًا فكيف لعيون أن تتوهج هكذا من الغضب لكن لولا شعرت أنها رأت هذا سابقًا..
قبل عشر سنوات مضت~
∞
_________________________
حملت قطعة قطنية في يديها الصغيرتان و راحت تمسح وجه ذلك المتصنم.
فمنذ أن أمرها بالإبتعاد عنهُ، حادةٌ نبرته، إختفت كل ردود فعله البشرية بعد ذلك..
الذي أمامها الآن تمثال بشري بقميص و وجه ملئ بالدماء كفرو قطها تماما، والذي إتسخ بيدي آليكساندر.
أبعدته لولا فأصدر القط صوت عتاب لطيف ثم باعدت كفوف آليكسَاندر عن وجهه لتستطيع رؤيتهُ كاملا وتباشر تنظيفه بعزيمة واضحة..
-- لكنكَ لم تُجرح..
من أين هذه الدماء؟--
سألته ثم عادت تخرج لسانها و تعاين ملامحه المتجمدة ، أما هو فلم يجبها بشيء و لم ينظر لها..
بعد أن إنتهت من ذلك إبتسمت مقتربة منه ثم طبعت قبلة على خده
-- الأميرات يفعلن هذا لمنقذيهم.
لقد أخبرتك أنك تايان العظيم في قصة ليندا لكنك لم تصدقني..--
شرحت بخجل طفيف و عندما لم يخرج من تلك الحالة أضافت :-- شكرا لك...
و قبل أن تنهي جملتها هو إنتفض من مكانه واقفًا و غادر على الفور.
حين حاولت اللحاق به شعرت بأنف قطها يداعبها مطالبا ، إبتسمت تراقب فرائه المتسخ و تسائلت عن كمية الدماء التي ليس لها مصدر بأي مكان من جسم آليكسَاندر.
ثم حملته و أدخلته الحمام.
|
تذكرت ذلك غدا عندما لم يظهر آليكساندر على مائدة الغداء و لما سألت عنه أخبرها رون أنه متعب قليلا..
-- متعب أو لا، أشعر بالملل..--
زفرت قائلة و هي أمام باب الغرفة المخصصة له، شعرها الملون قد أصبح بنيا بعد أن إغتسلت فهي قد إستخدمت ملونات مدرسية، ماذا تنتظر من صغيرة مبدعة في الثانية عشر ربيعا مزهرا.
و هكذا فتحت الباب دون طرق بالطبع و إندفعت للداخل تبحث عن صديقها الكسول لتجده مستلقي على سريرهِ و يتأمل السقف.
ركضت نحوه بسعادة و ما إن إنتبه لوجودها حتى زمجر
-- أخرجي من هنا.--
عبست المتحمسة و إختفى لهيبها الخفي لكنها دافعت عن نفسها و أشهرت ذراعيها على صدرها بغيظ..
-- هذا بيتي يمكنني البقاء أينما أريد..
إضافة لذلك ،لقد أخبرتك أنني لم أنتبه لما أنت غاضب حتى الآن؟--
أخبرها بإختصار أنه ليس غاضبا و أنها يجب أن تخرج لكن كلمته -- لا تقتربي مني مجددا. -- تلك جعلتها تفعل العكس تماما و تقترب منه حتى أصبحت تلامس الفراش بفخذيها.
-- إسمع يا سيد آليكساندر 'لا تعبثوا معي أنا جاد و ممل ' تاسيان إلاغون ، أنا لا أدري ما خطبك و لكنك صديقي لذا سألتصق بك حتى تخبرني الخطب أو تقتلني... --
-- كم أنتِ بريئة !--
قال بشرود لتتفاجأ لولا ثم و قبل أن تنبس كلمة هو جذبها لسريره
عندما إستقرت أسفله حاصرها بيديه ،لم تدري ما به أو ما يفعله..
هو محق هي بريئة للغاية و السبب فرط الحماية و نقص التوجيه..
اسباب نمطية إلا أن لولا إرتجفت ، رغم عدم معرفتها إلا أن شيء بها أدرك أن هذا خاطئ و كل جسمها تكمش من الخوف...
لم يمهلها ، لم يدعها تتنفس و لم يحترم حتى كونها صغيرة و خائفة.
إقترب منها و جعد حاجبيه ككتفيه تماما بوضعيته تلك و راح يتأملها..
--حين كدت أفقدكِ هناك...-- صمت قليلا حتى هدأت ثم أضاف
-- أنتِ ضعيفة أيضًا،
لا يمكن لهذا أن يحصل...
لحظة! --
كانت لولا تنظر لعيناه بهلع ،كمن أصابه مس ما..
و لم تزح عيناها عنه.
-- آليكساندر..
إن عيناكَ.. --
______________________
∞
-- إن عيناكَ حمراء..
آليكسَاندر...
آليـ..--
إنفرجت عيناها بعد أن عادت من غفوتها ، رأسها كان على النافذة الزجاجية و يديها تحتضنان صدرها طلبا للدفء..
بعض الخوف باد على ملامحها المتأثرة بذلك الحلم..
هل فعلا كان؟
إستدارت جانبها لتجد آليكساندر منهمك في القيادة ،لا يُقرض لها من بالهِ فلسا..
لا تتذكر ما حدثَ فعلا بعد شجارهما ذاك فطفقت تستذكره لعلها تستنبط منه شيئا لكنه قاطعها كأنه قرأَ التساؤل في عيونها النعسة.
-- لقد فقدتِ الوعي. --
إنتبهت له كليًا لكنه لم يكمل شيء ، إجابة مختصرة كعادته.
لقد أعاد ذراعه للخلف ليجذب كيسًا حليبي اللون و يمده لها، كان به علبة عصير كبيرة نسبيا إضافة لبعض الفواكه..
"لما هو هكذا؟" تسائلت~
لما لا يدعها تلومه أو تكرهه، ليس و كأنها تحبه الآن إلا أن بعضَ أفعاله المهتمة
كهذه مثلا تجعلها ترغب بإستكشافه أكثر..
فضولها حوله قد يقتلها و لا يمكنها إنكار الأمر .
الكثير من الأشياء العالقة بينهما منذ الصغر...
أشياء لن تنساها لولا كما يعتقد هو و غيره ، لا تزال رهن الفتح و التدقيق.
شكرتهُ بهمسٍ و إرتشفت من عصيرها بعد أن شمرت على ذراعيها بما أن السترة تسمح لذلك و السيارة باتت دافئة جدا..
ألقى هو نظرة عليها ثم على ذراعها و سأل
-- هل تؤلمكِ تلك الكَدمة؟--
تبعت هي عيناه حتى ذلك المكان لتتفاجئ و تنفي قائلة بينما تتفحصها
-- لم تكن بهذه الدكنة من قبل..
أنا حتى لا أتذكر كيف حصَلت عليها ،هذا يحدث كثيرا هذه الفترة. --
همهم لها مستطردا ثم حلّ الصمت مجددا في ذلك الطريق الندي بمطر سابق.
__________________
|
دخلَ سالومون صالة منزله المستئجر الصغيرة ، قد لا تكون هذه الشقة الأكبر لكن سعرها لا بأس به خصوصا و أن بينلوبي -و التي هي مديرته في المقهى كذلك- لها خيطٌ مع صاحب العمارة..
و إذا كل شيء يسير جيدًا بالنسبة له ، عدا حالة عمته كاثرين المتفاقمة..
لقد صارت تعاني الهلاوس أكثر من المعتاد ، و حكاياتها تتباين بين أحد يراقبها و بين أرواح تطفو في السقف و المرايا، أخبرته مرة أنها قد تمكنت من رؤية إبنتها بينهم.
المشكلة أن العمة كاثرين لم يكن لها إبنة قط ، هي لم تنجب أصلا لهذا تكفل بها سالومون و شقيقته منذ زمن.
-وضع ذلك المبتسم صينية خشبية قد إصطفت عليها أكواب شايٍ تتصاعد أبخرته و تتداخل ،جانبا لصحون صغيرة من كعك الخباز بيتر المعروف بأصله الفرنسي.
جلس بعدها قرب العمة كاثرين ساهمة النظر ،بينلوبي كانت تحادثها و الكل كان ليظنها تستمع لها لكن في الواقع هي تعاني من شرود شديد حاليا.
-- عمة كاثرين هل يمكنكِ الإنتباه لما أقوله قليلا..--
تذمرت بينلوبي بملامحَ حادة فقهقه سالومون على حالها و أضاف
:-- هذا ما إعتدت قوله لها طيلة الأيام السابقة لكنني إستسلمت..
ستنتبه لكِ عندما تريد ،تعاملي مع الأمر بروية.--
إلتفتت له بغيظٍ فنبرته بدت ساخرة منها ،مسّدت برونزية البشرة عيناها الكحيلتين تبعد عنهما العياء.
-- آه أنت فقط لا تفقه شيئا..
إسمع أنا لا أستطيع الصبر فقط ،عليها أن تشرح لك أمرًا...
لأنك لا تنفك تغرق في مستنقع. --
تفاجأ سالومون من ردة فعلها و غضبها بدى له غير مبرر إطلاقا ،أنزل كوبه و عانى أثناء بلع ما بفمه.
--ها يا فتاة هوني عليكِ.
من أين أتى كل هذا؟ و أي مستنقع تتحدثين عنه؟
إن كنتِ تتحدثين عن تخريبي لآلة القهوة فأنا سأدفعُ ثمنها قريبا..--
ناظرته بينلوبي ترفَع أحد حاجبيها لتسقط ملامحه و يردف بهمس كطفل مذنب
:-- و سأدفع ثمن آلة عدِّ النقود كذلك. --
همهمت له مستفهمة حتى رفع رأسه و أضاف
--بئسََا، حسنًا الفرن كذلك..
هذا يكفي لقد خصمتي من راتبي أمَا كفاكِ؟--
تنهدت بينلوبي و رفعت ذراعيها لصدرها
:-- أنا حتى لا أعنِي هذه الأشياء..--
زفرَ سالومون مرتاحًا لكنها خطفتها قائلة.
:--هذا لا يعني أنكَ معفيٌّ من إصلاح ما كسرته..
لكن ما أعنيه أكبرُ من ذلك يا فتى هل تفهم؟--
أخذَ قطعة كعك و طلب منها أن تروي له الأمر ببساطة إلا أنها إمتنعت و تحججت بأن العمة كاثرين من يجب أن تخبره
-- أنا سأجعلكَ تكرهها فحسب. -- قالت دون ذكر المرأَة التي تقصدها..
هو ظنها تتحدث عن العمة لكنه لم يناقشها أكثر في الموضُوع و السبب أن تلك المتصنمة بجانبه تقدمت من المائدة و شرعت بالأكل.
لقد شعر بسعادة غامرة فهي لم تكن تأكل سوى بإرغام يديه..
-- أظنها بدَأت تتحسن يا بينلوبي..
إنظرِ لها ،يبدو أنها جائعة جدا. --
-- أتمنى ذلك. --
أجابته بشرود و فكرت كم أن حب سالومون لعائلته سيخدش بعد أن يعرفَ الحقيقة.
و كم تمنت أن تحضنه في تلك اللحظة رغم ملامحها الباردة ، بينلوبي كانت من الأشخاص الذين يخشون التغيير، و يرتعبون لفكرة خسارة أحدهم.
ربمَا هذا ما جعَلها تهرب..
_________________________
|
شاحنةٌ عسكرية مموهة قد توقفت أمام فيلا آل دوايت في المقاطعة الثالثة.
لا أحد يعلم من أين أتت و لا لأين ستذهب ،حتى حمولتها كانت لغزًا حيث أنها تملك تصريحًا بالمرور عبر أي حاجز كان..
الحرب كانت قد أكلت الكثير من هذه المدينة بالفعل و غدت صامتة كمقبرة في ليلة صيف.
عندما خرج السيد رون من باب الفيلا كانت زوجته تهمس بأذنه بشيء بدى أهم من الفوز بهذه الحرب القميئَة.
لكن لا أحد يجرؤ على التساؤل حتى...
الخادمة ليندا تبدو كمن شاخ مئة سنة في أشهر مضت ،وقفت قرب الباب تنتظر شيئا ما أو شخصا لكن علامات الخيبة عليها قد أعلنت
السيد تشارلز دوايت لا يزال مفقودا ،هو و حزمة من الرجال المهمين للدولة في هكذا فترة.
و السيدة مادلين في حالة يرثى لها ،تغلق على نفسها باب الغرفة و لا تسمح لأحد بالدخول سوى ماريسا و رون.
إستطاعت ليندا سماع بعض من حديثهما معها و لكنها لم تسمع صوت مادلين طيلة المحادثة.
وفي ليلة سمعتها تصرخ لكن ذلك كان منذ فترة طويلة بعد الخبر الصاعق.
تنهدت ليندا مرارا تنظر للزوجين ، يبدوان سعيدين..
فكرت بنفسها ،ليس حسدا لكن من المفترض أن يكونا كما يقولان ' مفجوعين'..
على كل حال من سيستمع لملاحظات خادمة ذكية مثلها...
________________________
____________
|
°واحد سقَط
إثنان قُتل
ثلاثة معي
و الرابع بطَل
خمسةٌ أقوى
و السادس ضرر~
غنى آليكسَاندر بصوتٍ هامس قد صدر من خلف حنجرته بينما عيناه تعاينان لوحة الملائكة الصغار التي رسمت بإحترافية على نوافذ تلك الكنيسة...
كان يجلس على مقعد خشبي من شجر الكرز داكن اللون و قد أخذ أول مقعد مقابل للمنبر.
لوهلة تخيل لولا ترقص هناك و كم سخر من نفسه لذلك..
ليس بيده أنه مريض بالتفكير و إعادته و التوغل فيه حتى يستنزف عقله أحيانا فيريحه بحل عشرات التمارين حول الكيمياء.
و هكذا كان حتى قاطع خلوته مالك الكنيسة و راهبها الأكبر بردائه المهيب.
جلس قربه دون النبس بحرف ينتظره متريثا حتى إلتفت له أحمر الخصلات ذاك و قال بأعمق نبراته
-- أب سنو..
أخبرني قصَّة قابيل و هابيل مجددا. --
تعجب المخاطب قليلا لكنه لم يبدي ذلك حتى
سأل بعد تفكير
:-- طلبت رؤيتي هنا في هذا الوقت المتأخر لسماع قصة ؟--
-- أريد معرفة كل شيء عنهم..
أبناء هابيل. --
__________________________
___________
__
-تخبي وجهها من الأحذية-
أدري إن تأخرت و كثير كمان بس ا-
كنت رح أحذفها بس تراجعت ☺كيفني معكم
كونوا بخير و إستمروا بالتحليق ♬️💜
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top