« 12 »

[أذكُر اللّٰه يذكرك]


|

|

" الجحيم فارغة، كل الشياطين هنا..
إحذر ~"


_

___________________

• ميغالِتيرو Megalýtero:
كلمة يونانية تعني أكبر.

ملاحظة ✔
بعض العبارات لن تكون مفهومة ولكن لا تقلقوا فقط أكملوا القراءة ذلك ليس ذنبكم بل ذنبي ;)

|🔛

___________________

- ما أخشاه أنا ليس هذا فقط..
هي قالت أنه كان يقف هناك لدقائق كاملة.-

- إذا؟!-

-هو لم يمكُث سوى ثوَان-

قال آليكساندر عاقدًا حاجبيه يقابلُ عريض المنكبين المُنشَغِل بحاسوبه فيسرقَ فُتات الإنتباه الذي تبقى منه؛ قد بدأ فعلا بالتفكير ليستَصيغ ما توصل إليه قائلا للأصغر.

- قد نحتاج مسَاعدةً و لكِن يجب أن تتصرف بحذر إلى ذلك الوقت الذي نَبتُر فيه هذه المعضلة. -

- إلى ذلكَ الوقت فإنَّ مشاكلنا في تفاقم..
أبي يقول أن الجنرال تشارلز مفقود و أن سفرهُ سيطول بغية إيجَاده فهناك عمَل بينهما-

يُهمهم كلوثار و قد خطرت فكرَة في رأسه ،بالأحرى ذِكرى ليوم حضُور لولا لهذا المستنقع من الرمال المتحركة.

- كانَ هناك صديق، أظنّه سال...

-حاول كلوثار تذكّر إسمهِ شادّا على ركبته. -

سالومون.. سالومون هاسكل ،قالت أنه يعرف والدها وصديقٌ مقرّب منها.--

-لن أُعلِمها بشيء.. في الواقع هذا سرٌ بيننا.
إبحَث عنه...بهدوء. -

خرجَ آليكسَاندر من هناك مُمسّدا صدغيه ،كأن أهوال الدنيا تجمّعت على صدره تحتضنه و ألمُ رأسه كان حليفا...
قد إعتاد على الأصعب فلما هذا الشعُور الآن.

صوتُ خطواته الدمث بينما ينزلُ من درج الطابق الثالث حيث غرفة كلوثار ثمّ إستدار متجنّبا رواق غرفتهِ ناحية غرفةٍ أخرى معاكسة في الإتجاه وها هو الضوء المتسلّل من باب تلك الغرفة ينير دربه على الأرضية.

إتكأ على الحائط مادّا رقبته ليراها تمسكُ هاتفها بعصبية واضحة من إرتعاش يداها، وقد شاركهما شعرهَا القصير ذو الأطراف الحمراء ذلك الإرتعاش كلما ضغطت على رقمٍ ما.

كرّرت ذلك مرارا ، ترتعش ، تضغط، تزفر ،تضعه على أذنها لثوان ثم تنزله ويدها الأخرى تمسح خدّها بخشونة.

لم يصعب عليه معرفة فحوى ذلك.

كل شيءٍ منطقيٌ الآن حتى الشُعور باطنَ نفسه.

و أخيرا ألقَت بنفسها على الوسادة ليرمُقها، باردٌ وقعُ عيناه عليهَا، يشمئزُّ و ينسحِب بهدوء كما أتى.

_____________

|

في الغد خرَج الفتيان تاركين مون و لُولا مع كلوثار في البيت وقد ذَكر جوليان أن لديهم عملًا ليقوموا به.

بالطّبع كلوثار قد وافق رغبةً في النوم قلِيلا والراحة و كما أراد تماما كانت الفتاتين في غُرفة لولا بينما هو ينعمُ بنوم عميق في أبعد طابق بالبيت.

- هل قرّرتِ ما سترتدينه بعد؟-

سألَت مون صديقتها المشغُولة بتصفيف شعرها بعد الإستحمام.

- لا. - أجابَت تختصرُ فتنتصب مون من إستلقائها على السرير و تأمُر

- فلتفعلِي إذا ولتنتهي،
أشعُر بالملل. -

أصدرَت لولا صوت فهم مستفزٍ للأخرى لتقلب عيناها في محجريهَا ؛ وضعَت المجفف أخيرا تستقيم متوجهة للخزانة تفتحَها و تجول بنظراتها بهدوء.

فجأة أغلقتها و إستدارَت بملامح مرعبة ،تجفلُ مون وتتلعثمَ في سؤالها

- ما.. ماذا هناك؟
ما بكِ؟-

- لا أصدّق!-

- مـاذا؟-

- ليسَ لدي ما أرتديه.. -

- اللعنَة عليكِ لولا ،أتمنى أن
تصابِي بالإسهال. -

ضحكَت المهددة بالإسهال ثم تقدمت تعقِفُ  ذراعيها - سآخذُ فستانكِ. -

-فوقَ جثتي المتحلّلَة-

أجابَت مون دون تفكير ثم راحَت تخطط لأمر ما في رأسها المريبةِ.

-سنخرجُ لشراءِ فستان!-
أشارت بحلٍ لم يعجب لولا قليلا

-و كيف سنفعَل؟ ثم أنه لا يوجد من يقلنا
ولا أظن أن ذاك السَردوك سيهمه أمري. -

-لن نتأخَّر عزيزتي،كما أن سيارة آليكس الأخرى هنا ولوثا لن يستيقظَ حتى نذهب للحفل. -

زفرت لولَا مؤرّق هو بالهَا لا يريحُها الحدث. تتبعُ الأخرى نحو غرفة آليكسَاندر بعد التأكد من خلوِّ الطريق ، تحركاتهن كالجواسيس وهذا لا داعٍ له فعلا.

وقفتَا عند الباب لتعبثَ مون بشعر لولا فتجذب دبوس شعرٍ وهي تراقص حاجبيها بخُبث لتلك المنزعجة.

أولجَت الدبوس في القفل و بعد عدّة حركات أصدر صوتَ الإنفرَاج لتهتف أخيرا.

- و الآن نرحب بكِ رسميا في عالم آليكساندر الخاص..
نرجو لكِ رحلة آمنة. -

غمزت آخر حديثها ،إلا أن لولا لم تفهَم لها مقصدََا حتى وضعَت أول خطواتها ونظراتها على الغُرفة.

كانت تعتقدُ أنها ستكون بجدران بيضاء و أثاثٍ خشبي دون أي وسيلة ترفِيه عدا رأس حيوان محنّط ربما و ستراته الجلدية التي لا تنتهي.

إلا أنّها في الواقع -وكما وصفَت مون- عبارة عن عالم آخر ، سقفٌ يزهُو برموز مختلفة لحركات الكواكب المرسومة بدقةٍ باللون الأسود وقربها دوما ما تتَكررُ مجسماتٌ لإلكترونات تشبهها تماما و في وسطَ كل تلكَ الفوضَى المنظّمة مداراتٌ تدور حولَ نوتة موسيقية ما وهذا أكثر ما لفَت لولا لحبها للموسيقى.

الجدران بلونٍ أزرق داكن وهناك صورة لآينشتاين وهو يُخرج لسانه للكاميرا.

ولكن كلّ ذلك في جهة ،والغيتار الموضوع على سريره كُحليِّ الفراش في جهة.

-لا تقُولي لي أنّهُ يعزف؟-

سألَت بلهفة وقد لامست أناملها ذلك الغيتار المطلي بالأسود اللامع تماما كالغطَاء أسفله.

همهمَت مون التي تبحث بين أدراجِ مكتبه وقرب حاسوبه.

- أجل ، حبيبٌ مثالي أليسَ كذلك؟-

صرَّحت مون لتتجاهلها لولاَ وقد حركت الأوتار مصدرة صوتًا خفيفًا.

- لديهِ صوتٌ رخيم و لا بأس به أيضًا،
في الواقعِ لديه هذه العادة.._

-أيةُ عادة؟-

سألتهَا لولا تباعا لتمسكَ الأخرى المفتاح أخيرا و تجيبَها

- هو يغنّي عندما يكون المعنَى صعبًا...
ليجعلهُ أكثر تعقيدًا. -

- يجبُ أن يراجع طبيبًا نفسيًا لا أن يغني. -

تضاحكَت مون تُخرج الأخرى من الغرفة الساحرة بكل تفاصيلهَا.

-ماذا سنفعلُ إن وجدَ بابه مفتوحًا؟-

-ولكن لولا..
الخادمة دومًا تنساه مفتوحًا
عندما نكون نائمَتين في غرفتكِ. -

شرَحت مرحَة الروح.

____________

|

كان يجلسُ واضعا يداهُ على محراب الكنيسة مغمضا العينان ،منكّسا رأسه.

شعره الدمَوي تمازجَ مع الإنارة الصفراء مشكلا لوحة زيتية لفنانٍ مخضرم وعلى جانبيه صديقيه ليزيدا جمالَ اللوحة.

هما كانا واقفين ينتظِران بترقب.

هل ظننتُم أنه يصلي؟
يدعُو ربما لغفران خطايَاه أو تحقيقِ أمانيه؟

هذا ما قد يفعلِه والده أما هو فقد كان يعدُّ بدقة.

°واحد سقَط

إثنان قُتل

ثلاثة معي

و الرابع بطَل

خمسةٌ أقوى

و السادس ضرر~

ذلك العد إكتسب لحنًا ، آليكسَاندر كان يُغني خافتَ الصوت شارد الفِكر ينتظرُ حتى دخل القسيس من الباب المجاور.

تقدّم ليصافحه معبرا عن إحترامِه ككل مرة ثم فعل صديقاه ليفتَتح ذلك العجوز الحديث قائلا

- أعلمُ أنني أشغلت بالك ،لكن هناك أخبار من الميغَاليتيرو-

رافقَه آليكسَاندر نحو أحد المجالسِ يستريحان بينما اضطربت بعض ملامح جوليان.

-أخبرنِي المزيدَ أب سنُو.-

-يريدون تسريعَ الأمر، ويجب أن تطيع.
ولكن أخبرني أحدُهم أنه لم تعد لهم ثقَة بولاء والدكَ لهذا يريدونكَ أنت. -

- صدّقني ولا أنا، و لكن لا يمكنهم ذلك.
الوقتِ مبكر للغاية وليسَ مناسبا البتة. -

قال آليكساندر  بنوعٍ من الرزانة والدقة، هو توقع ذلك مسبقًا..

- إساي لم يعُد "شره" فقَط..-

-ماذا؟ -صاحَ جوليان دون وعيٍ منه.

كل شيء يبدو منطقيا الآن، حتى إريك أصغرُهم فهم الأمر رغم خبرته القليلة.

- صيادٌ.. صحيح؟-
قال أصغرُهم مستسلما للحقيقة،
جاذبًا عيون الأب سنو.

- كم معه؟ -

-أخشى يا بني أن أعوَان الميغاليتيرو لم
يعرفوا بعد.
الأمر باتَ أخطَر يا آليكساندر ،
أظنّ أنهم محقون -شرح سنو بإسترسال
-يجبُ أن نسرّع الأمر. -

أكملَ لينتصب آليكساندر واقفَا في لحظته

- هذا الأمرُ يخصّني وأنا من يقرره، كيفمَا يكون.
لا يزال مبكّرا ،مبكّرا جدا...-

رمَا كلماته يشقّه غضبه وقد خطى بالفعل بين صفُوف المجالس قاصدا المخرج ؛ إلاَّ أنّ صوت الأب سنو أوقفَه

- لا أريد خسارَة إبنة أخرى، آليكس.
و أنت لا تريدُ رؤية شخصٍ محطم آخر.-

نظراتهُ قد توجّهت لجوليان في آخر حديثه ،يمكن رؤية إرتعَاش ذراعي بلاتيني الشعر من شدة ضغطه على قبضتيه.

الزمن توقّف عندما قال سنو تلك الجملة ،لكنه عاد للدوران عندما رُسمت الدماء خطًا على خَد المتوّج بها.

|

___________

- هيا لولا أسرعِي ،لا نريدُ أن يقبضَ علينا. -

-اللعنة، تبًا، إلهِ توقفِي عن جعلي أتوترُ . -

- سأُخبر آليكس بلعنكِ.. -

قالَت مون مستفزة الأخرى إلى حدّها لتهدد لولا ردًا عليها - سأخبره أنكِ أدخلتني غرفته، صدّقيني لن يكون مهتما بلعنِي حينها. -

وأخيرا خرجَت من غرفة التبديل تعدّل الفستان الضيق عند الخصر و الواسع بعد ذلك حتى قبل الركبَة و الذي يزدان بقماش أبيض مريح.

صفّرت مون دليلا على أعجابها ثم أدخلَت رأس لولا أولا لغرفة التبديل مجددا.

- إنه رائع والآن إنزعِيه و لنُقلع من هنا. -

خرجَت الفتاتين ركضا من المجمّع التجاري تحت عيون الناس الحائرة مباشرة للسيارة "المستعارة" سلفََا.

وبينما تعُود مون للخلف جاعلة يدها على المقود كان هناك عملاقٌ ذو إبتسامة واسعة يُأرجح قدميه على السّور الحديدي الجانبي متخفيا و هو يتسائل عن سبب ركضهما بتركيز.

- لطيفتان.
هل يجب أن أنادِي الأصحاب- فكّر قبل أن تنطلق السيارة-

ضحكَ بصخب دون الإكتراث للمارة ليُدندن بكلمات أغنيته مجددا

-مارغو مارغو..مارغو الصغيرة
مارغو مارغو أمعائها قصيرة~

___________________

|

تسلّل الضوء البيتِ ما إن فُتح الباب الخارجي،هادئٌ لا به جَيشَان فبدى أن الخدم قد أنهوا عملهم.

- مون، لولا.. -

نادى جوليان ما إن دلفَ للداخل يتبعهُ إريك ثم آليكساندر؛ أعاد جوليان هتافهَ لكنه لم يلقى ردًا للنداء.

- تركناهُما بالردهة، إنها فارغَة أخي.. -
قال إريك فأَغذَّ جوليان في خُطواته ليتفقدها، ثم يركُض للمطبخ.

- مون؟
مون حُبي. -

كان يصرخُ لكنه جعلَ صوته عاديا لإخفاء القلق الذي يعتريه والذي إستوطنَه منذ كلام الأب سنو.

إريك خرجَ للحديقة الخلفية ليعود خائب الوفاض جاعلا صدرَ جوليان يستنشق ضِعفَ رئتيه هواءا.

آليكساندر وما إن قرأَ علامات الخيبة على وجه إريك حتى حرّك قدماه للأعلَى حثيثًا ينادي كلوثار جاعلا الأكبر ينقلبُ من سريره ثم يركض نحوَ الأسفل ليلتقيا في الرواق حيث سألهُ بقلق


- ماذا هناك؟ ماذا حصَل.. -

- أين الفتيَات؟-

- كُنّ في الحديقَة الخلفية-

هسهسَ آليكساندر بكلمة بذيئة وقَد إندفع نحو غُرفة لولا.
طرقَ الباب بنوعٍ من اللين لا يودّ إخافتهن إن كن هنا فعلا؟

يأملُ...

- مون؟ مون إفتحِي الباب
لا تعبثنَّ معنا هكذا.. -

و لعدمِ وجود إستجابَة طرقَ مجددا
-موناليزا.-

- اللعنة آليكس أخبرتُك مرارا أن لا
تناديني بهذا الإسم. -

فتحَت أخيرا ترفعُ خصلاتها بملامح جلفة، ليتنهد هو وقد لحقَه جوليان..

-أينَ هي؟-

- بالحمّام ،أنا كنتُ نائمة...
يا إلهِي الرحيم هدأوا من روعكُم شبَاب. -

قابلَت وجوههم الخائفة بتلك الجملة ليجفلُوا ، هي محقة على كل حال..

تفرقّ الجميعُ بعد ذلك عدا جوليان الذي سألها
- هل أنتِ بخير ؟-

- أجل ،أريدُ تجهيزَ نفسي مع لولا حسَنا؟-

أومأَ لها مبتسما راضيًا واتخذ الدرج خلفهم.

إستدارَت مون تغلقُ الباب وتقعَ أرضا ملتقطة عدة أنفاس تنظرُ لصديقتها التي ماثلتها و التي إختبَأت خلف الباب و أربعُ أكياس حولها.

- ربما كنا لنجدَ مخبئا لهم لو أنكِ أسرعتِي،
مهووسة تسوق. -
صرخَت مون لتنفجر لولا ضاحكَة، كانت وجنتيها   
محمرتين من الغضب و الركض نحو الأعلى منذ قليل.

_________________

|

كانَ كلوثار أولُ من خرج من المنزل بعد تحضير نفسه للحفل المُرتقب، قميصه الزيتي والسترة إضافة لسروالِ جينز ضيق
هذه كانت المكونات لجعلِه قَاطفًا للأنفاس، خاطفََا لجّة الافتتَان.

كان يعبثُ بهاتفه و ينتظر البقية قرب السّيارة حين تقدّم آليكسَاندر نحوه باسمًا.

و نعم كان يبتسمُ بإتساع..

- هل تخونني عيناي أم أنك متحمّس!--
سأله كلوثار عاقدا حاجبيَه بإبتسامة صغيرة تُغزر  رجولته و الأصغَر بعثَر رأسه لجانبيه نافيًا.
جفل كلوثار فجأة حين تداركَ الأمر

- لحظة فقَط..
إنه حفلٌ في بيتِ جونيور صحيح؟-

أومأ آليكساندر بالإيجاب هذه المرة ليصِيح كلوثار مجددا

- وسوكا هناكَ أيضا، بروس وميكي؟

دعني أحزرُ، هو قد رأى لولا؟-

أومأَ له مرة بعد، يتنهد كلوثار مندَحرا ثمّ يرد على هاتفه الذي رنّ توا وقبل أن ينزل الباقيين هو كان قد رحَل فعلًا عكس المخطط.


|

ترجّل الخمسة من السيارة قربَ المنزل المنشود،
وكما توقعت لولا قد كان شاسعًا ذو تصمِيم دافئ من الخارج فهُم لم يدلفوا بعد.

الأغاني الصاخبة كانت قد غطّت المنطقة كإنتشار النار في الهشيم و الهواء كان باردًا بالفعل وجيد أنها إرتدت سترةََ من الجينز فوق الفستان.

كانت هناك عدة أشجار تغطي محيطًا واسعًا من المكان بالإضافة لعواميد الإنارة هنا وهناك و في آخر المنحدر يمكنك رؤية مقبرة العائلة و التي هي عادة للعائلات المسيحية.

الفتيان كانوا قد فحصوا المحيط بأعينهم ولكن كما هو معروف في حفلات جونيور ،كل المرح في الداخل.

- هل قالَ لوثا إن كان سيأتِي أم لا؟-سألت مون لينفي آليكسَاندر مكتفيا بذلك.

- هذا أحسَن، فلأصبُو راحتـي-

وبالطبع ذلك كان إريك الذي قد إشتَعل حماسًا منذ المساء وبادرَ بإظهار ذلك طيلة الطريق، و ها هو جوليان يومأ موافقًا.

- لولا تبدين على وشَك التجمّد..-
قالت مون فهزّت لولا رأسها عدة مرات وقد إرتجَفت شفتاها المشبّعتان بالأحمر الكرزي.

- لندخُل- أمر آليكساندر بعد إلقاء نظرةٍ أخيرة على الرفاق.

|


- مرحَبا بكم أيها الرجال
و الحسنَاوات الصالحين. -

هتفَ إريك ما إن دلفَ للداخل شابكًا يداهُ كراهب ما ،إلا أنه في الواقع كان يخاطب ما يقارب مئة شخصٍ من السُكارى و الراقصين و
أظن أنها فتاة ببيجَاما من ماركة "غوتشي" تتقيّأ هناك فوق الدرج، لقد دخَلت لغرفة ما لتكمل ذلك الآن.

إستدارَ الجميع ناحيته ،بعضهم مغيّب الوعي تقريبا ثم علَت صيحاتهم السعيدة كقراصنَة من فيلم ما شاهدته لولا في عمر الخامسَة عشرة.

عيناها و فمها تحوّلوا للصفر لذلكَ الإكتظاظ الواضح رغم الإضاءة الخافتة في المكان والتي أضافَت جوًا خاصًا لهذا الحفل.

كؤوس تُرفعُ و أجسادٌ تتمايل
أغاني تُسمَع و الشياطينُ تتحايل.

لم يلبث كثيرًا حتى دخل الجميع للداخل و الترحيب يمطر عليهم من كل حدب وصوب بينما تتوجّه العيون للفتاة الجديدة ليسأل شابٌ شديد السمار ما أراد الكل سؤاله رافعا صوته كي يصل جيدا.

- هل هذه صديقتكُم الجديدة؟-

- أجل أجـل... إنها الفريدة و الوحيدة لولا مارغرييت دوايت. -أجابَ إربك و جذب كوبًا تفوح منه رائحة قوية من فتاةٍ ما ثم إختفى بين التجمع الراقص معها جاعلًا لولا تراقبهُ مبتعدًا بعد أن توجهَا مركزا للانتباه.

- مرحبًا، سررت بلِقائك...

صافحَ شابٌ يدها و انحنَى يضعُ شفتاه عليها ثمّ استقَام مرحَ الوجه ليقول -- معكِ بروس ، إبن خال جونيُور..-- عرّف نفسه بإبتسامة و لولا تنفّست ما اختنقَ خلفَ مبسمها عندما نقلَ نظره لأحمر الشعرِ ذو الهالة القوية.

-لقد كان ينتظرُ حضوركَ و طلب مني إعلامه ما إن تصل لذا إن سمحتِ لي آنستي الفاتنة.--

إنحنَى بروس كأمير بريطاني ثم إنطلقَ شاقا طريقه نحو قريبه ،بينما الباقون بدأوا بالتحادث مع معارفهم هناك.

لولا توجّهت لطاولة قد وُضع عليها شتى أنواع المشروبات واختارت قنينةً خضراء اللون، حملتها لتروي ضمئها إلا أنها سُحبت من يدها بنفس اللحظة.

- ماذا تفعَل؟ أعدها لي.. -

زمجرت في وجهِ آليكسَاندر الذي رفعَ زجاجتهَا عالِيًا ثم أوقفها إقترابهُ منها عن الصراخ أكثر.

ما الذي يحاول فِعله بالإنخفاض نحوهَا حتى تصفعها أنفاسهُ هكذا؟

تسائلت لولا وما مَكثت في حيرتها حتى شعَرت بأنامله تلامس رقبتها ثم صَوتَ إنقطاع شيءٍ ما جعلها تشرّع عيناها.

هو أشهرَ في وجهها ورقَة السعر التي تحمل إسم المحل بالطبع لأنه مشهور.ثمّ هرس آليكساندر الورقة بيدهِ و إبتسامته المسمومة تلك مرتشفا من زجاجتها بعد أن رما الورقة على الطاولة بما يشابهُ الغضب.

أحدهم ناداه بعدهَا ليتبعُه ويشير للولا و البقية بعيناه فلحقوه.
ما عدا إريك بالطبع فهو قد إختَفى أصلا.

|

ما إن دلفوا القاعَة المحددة حتّى وقع نظر لولا
-الجديدة هنا- على تماثيل الأسود الصغيرة قربَ النافذة والتي تتجمع لتخرجَ نافورة صغيرة منها يبدو عليها البذخ.
و على جانبها أريكَة من العصر الفكتوري ربما قد جلست عليها فتاتين قليلتا الثياب..جدًا.

أما بالنسبة للرجل الضخمِ ذو البشرةِ السمراء و الملامِح المُرعبة المشابهة للمصارعين فقد كان يرتشف من قدحِه أمام طاولة المشروبات ، وما إن أحسّ بحركتهم حتى تبخّرت تلك الهيبة بين ذرات الهواء.

هرول الرجلُ بجسده الذي يقاس بالمتر المكعّب ناحيتَهم وروبه الكراميليَّ و أول ما حطّت عليه هو أكتاف آليكسَاندر العريضة.

- لا أصدّق أنّك وصلت أخيرًا، لقد كنتُ أتحرق شوقًا لرؤيتك مجددا..-

حسنا ملامحُ وجهه الخشنة التي تحولت للعبوس كفتاة صغيرة بيّنت ذلك أكثر مما ينبغي ،وملامح آليكسَاندر فضحت حيرته فيما تصرفهُ الأخير.

و كذلك لولا التي همسَت لمون:- ما خطبه؟-

- لننتظر ونرى. -  قهقهَت مون نهاية المقيل.

- آليكس هل تسمَح لي بإحتضانك؟
لإخمادِ هذا الشوق. -

قال ذلكَ الرجل والذي تبيّن أنه جونيور المرتقب حين صاح آليكسَاندر مستهجِنا.

-ماذا؟
جونيور ما الذي يحصلُ معك بحق الرب؟-

في تلك اللحظة بالذات كان سوكَا قد خرجَ من إحدى الغُرف وهو يعدّل هيئته وما إن سمع آليكسَاندر حتى رفعَ رأسه لاعقًا شفتيه و تقدّم ليجيبه بعد ترحيب.

- آه،أليكس أظن أنك فهمت جونيور بشكل خاطئ ،هو فقط... كما تعلم...
حنون ولا يحاولُ إخفاء إرهاف حسه. -

نظَر آليكسَاندر لهمَا ثم حط نظره على جونيور الذي أعاد ذراعيه متمسّكًا بكتفي آليكسَاندر رغم نزعه لهما؛ تنهّد أحمر الشعر.
يومأ لجونيور فيسرع الآخر بإحتضانه كأنهُ سيرحل من أمامه..

لولا كانت تراقبهما بعيونٍ كالفنجان ،هي لم تفهم شيئا بينما يستمرُّ جوليان و مون و سوكا وحتى الفتاتين المخمورتين على الأريكة بالضحك بتستّر...

- هل هو شَاذ؟-

سألت أول ما خطر ببالها في أذنِ مون لتجفل الأخرى لكنّ سوكا كان قد تقدم منهما بالفعل آخذا يد لولا بين يديه مقبّلا إياها. 

-ها نحن نلتقي مجدّدا آنستي. -

لم تعلم ما تفعلهُ لذا هي إبتسمت فحسب ،فهو صديقهم على الأقل...ربما.

إعصَار كاسر قد دمّر ذلك الهدوء و كاد في طريقه يقتلعُ الباب صارخًا:- سوكَا أيها اللعين المستهتر شبيه السمندل أين قناعي و...

إنها الفتاة السابقة ذات بيجاما "غوتشي" ، تلك التي كانت تتقيأُ فوق الدرج. إنها تبدو بخير الآن ، بل في كامل صحّتها لقتل أحدهم.

ما إن وقعَ نظرها على الحضور حتى إنعقدَ لسانها، كل العيون عليها حتى قهقه سوكا ووضع يدهُ على كتفها..

- حسنا لقد أتيتِ في وقتكِ كالعادة ، لولا أنا أدعى سوكا وهذه القنبلة النووية تدعَى ميكي، إنها أختي-

- مرحبا ميكي، سررتُ بلقائكِ..
و يجب أن أضيفَ شيئا، أنتِ أكثر فتاة مثيرة بتلك البيجاما رأيتُها في حياتي.-

قالت لولا بإعجاب ليضحك الجميعُ كأنهم معتادون، كأن إريك تلبّس الجميع فجأة.

بينما ركضَت ميكي ناحيتها تبتَسم خبيثةَ المطلع وقالت
:- إنها تعجبني. -

فكَهت لولا ثم إلتفتَت لتجد آليكسَاندر يبتسم ، هو حقا يفعل وعيون جونيور لم تفَارقهما.

- حسنا لا تنسيني الموضوع، سوكا أين قناعي أقسمُ أنني سأجعل جونيور يسلخُك. -

- هوني عليكِ يا فتاة.
حسنا أخبريني هل شربتِ؟-

سألَ سوكا وتلك الإبتسامة الساحرة لا تفارقه، فأومأت ميكي ليستَفهمَ مجددا :- كم كأسا أقصد؟-

- أربعُ زجاجات صغيرة ،وأظّن أنني شربتُ كأس جونيور عندما دخلت.-

تنهّد هو ثم قال:- أكثرُ من ثلاث زجاجات ،حسنا أعتقد أنكِ رميته بالحمام بعد أن قبّلته صغيرتي.-

جوليان لم يحتمل وطفقَ يعنّف الطاولة قربه بينما يقهقه أما ميكي فقد نظرت له بلؤم
- سأراكَ بعد أول زجاجة جـولـيـان-

نطقَت إسمه كأنها تتحداه لتسخر مون من نزالهما الدائم.

- لكِن ألم تكُونِي ثملة؟-سألت لولاَ

- لستُ ضعيفةً التحمل كأحدهم. - نظرها نحو جوليان مجددا ليقلبَ هو عيناه بعيدًا.
غمزت ميكي بالأخير ثمّ ودّعتهم لتُنقذ قناعها من الغرق في حوض الحمام.

- جونيور توقف عن النظر لآليكس هكذا الفتاتان خلفكَ تشعران بالضياع. -قال جوليان ليتنهّد جونيور عاقدا حاجبيه و يهسهسَ له أن يصمت فحسب.

سكَب له ولآليكساندر كأسا ثُم ناوَله إياه و أمر الفتاتين بالخروجِ بنبرة رجولية لا تتناسِب و ما رأته لولا منذ قليل.

بعد أن جلسَ الجميع كما فعل جوليان و طبعا جونيور كان قرب آليكسَاندر يتأمله حتى أصابه بالنفور، قرر سوكا فتح حديث لكسر الجليد مع لولا قبل بدأ الحفل، نعم فالحفل لم يبدأ بعد.

- إذا لولو كم عمركِ؟-

- لولو؟!-إختنقَت لولا بشرابها والذي هو عبارة عن عصير مخلوطٍ بقليل من الويسكي. فكرةُ سوكا طبعا بما أن آليكس لم يسمح لمون و لولا بالشرب، بعد.

و رغم أنه يعرف عمرها فقد سألها من قبل في العمل إلا أنها نظرت حولهَا، كان الجميع منشغلون بالحديث عن العائلة و الكنيسة و أمور لا تفهمها..
حسنا هي لم تفهم حديثَ آليكسَاندر فهو الوحيد الذي يتحدّث

- إثنان و عشرُون.. وأشهر..- أجابتهُ ونظرت لكأسها بإمتعاض ليغمز سوكا مشيرا :

- لقد وضعتُ بعض الويسكي، إستمتعـي-

- بدأت أحبكَ سوكا. -

هتفت لتلتقطَ إنتباه الباقيين، همهم آليكساندر بإبتسامةٍ حذقة ثم أفاق جونيور من شرودِ الأميرات المبتذل خاصته حين هتَف
- لنبدأ الحفل إذًا جونيور. -

قال ذلك مبتعدًا للخارج ليلحقَ به الجميع، حمساهم في أوجه حتى لولا ، لوهلة هي ظنّت أنه عاد لحالته البشرية و أخيرا.

_____________________

كَانت تقِف وحدَها في الظّلام بعد لحَظات..

شُعاع القَمر يُنير ما يُريد إنَارَته فقط..

تبحَث بإرتجافٍ عن أحَدهم..

فجأَة عَلا صُراخها و جرَح الحَلق...

أحَدهم ظهرَ من بين الظلام ، و إبتسَامته تشقُّ وجهَه.

•كان عَلى لَيلى أن تستَمع لوالِدتها

و كَان على لُولا أن تفعَل المثل..

جُملة سالومون تكرّرت فِي رأسِهَا

{ لا تثقِي بأحد. }

____________________

_________

_

مساء النور 💜

• سؤال: أين ذهب كلوثار بإعتقادكم؟

-

• لم أجد صورة أو شيء يشرح شكل سقف غرفة آليكساندر لكن هو كأنو فضاء بكواكب و هكذا وهناك أيضا إلكترونات حولها  وفي وسط كل كوكب او الكترون يوجد نوتة موسيقية (صول ، تا ♬️)

لمهم انو آليكساندر عندو نظرة غريبة للأمور وبعدين تفهموا.. أتمنى ~_~

و فقط و اللّه إعتنوا بأنفسكم أبنفسجكم
💜♥💜

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top