الأخير : جيونسان 🖤

صايونارا :(

________

كان جالسٌ حول مائدة العشاء رفقة شركائه ، والداه يجلسان على يمينه ومكانها شاغرٌ على يساره ، نظر إلى ساعة معصمه بقلق ، هي لم تنزل حتى الآن وهم واشكوا على إنهاء العشاء .

أمسك قدح نبيذه يرتشف منه محاولاً تهدئة توتره ..

طفحَ كيله وأوشكَ على الذهاب لتفقدها إلّا أنَّ صوت حذاءٍ ذي كعب عال صدحَ في الأرجاء ، التفتَ الجميعُ إلى الفتاة التي تنزل السلّم ليعيدوا أبصارهم لأطباقهم سريعاً بشيء من الخوف والتوتر ..

هو التفت لها ، زوجتهُ بملابس فاضحة ، وبفاضحة لا أعني فستاناً أو ما شابه ، قطعتان بالكاد تستران جزءاً صغيراً من جسدها ، ستظنها ملابساً داخليّة لولا شكلها الذي يحمل طابعاً رسميّاً ..

سوداءٌ جلديّة ملتصقة بجسدها بينما أحمرُ شفاهٍ فاقع قد لطَّخ ثغرها الصغير .

كانت تستند بجذعها على قضبان السلَّم بابتسامة متغطرسة رُسمت .

نظر لها رافعاً أحد حاجبيه ، رمقها من رأسها لأخمص قدميها بنظراتٍ لم تفهمها حتّى أظلمت لدى رؤيتها ما تحمله بينَ وسطاها وسبابتها .

"تُدَخنين !" ، همس بصوتٍ لم يسمعه أحد ، هي تفادت النَّظر له حتى لا تضعف ، او تخافَ منه ، ما هي عازمةٌ على فعله لن تتجرأ فتاة جونقكوك على فعله يوماً ، لكنّها فعلت !

أمسك قدحَ نبيذه ليرتشف منه بينما يطالع ما هي مقدمةٌ على فعله بترقُّب تارة ومن حوله تارة ، يرغب حقّاً بتفريغ غضبه على الّذي يجرؤ وينظر لامرأته ، لأنه إن لم يفعل ، فليلتها أسود من السواد حتماً ..

قضمت شفتها السفلى بتوتُّر تجاهد لإخفائه ، نزلت السلَّم حتّى وصلت أمامهم ، ولحسن حظهم وسوء حظِّها لم يجرؤ أحدهم على النظر إليها رغم احتراقهم لذلك ..

"يا أهلاً بشركاءِ زوجي .." ، قالت بصوتٍ بدى عليه الثمول أو الخدر ..
التفت لها عاقداً حاجبيه ، يستحيل أن تكون ثملةً فمالّذي حلَّ بها !

والدته الّتي تجاوره كادت أن تفقد وعيها ، لا ترغب حقّاً في تخيّل ابنها يصبح سفاحاً أمام عينيّها ، إلّا أنّها تشعر أنّه سيحدث ، لاسيّما وجود هذه النظرات في عيّنيّه ..

"لم لا تنظرون إليّ ؟" ، أردفت بدلالٍ مصطنع ، ادعت التفكير لتردف فجأة بابتسامة واسعة : "عرفت .. تريدون قبلة !! أيها الأشقياء .."

أفرغ ما في القدح بجوفه مرَّة واحدة ، وضعَه على الطاولة بقوّة وأخذ يطالعها بينما يشدُّ عليه بكلِّ قوّته .

"من أولاً ؟ ذاك الوسيم هناك ، أصغرهم وأوسمهم .." ، قالت بسعادة لتهمس بصوتٍ سمعه الجميع : "ليس بوسامة كوك خاصّتي طبعاً .." ، استرسلت بصوتٍ أعلى : "تريد قبلة ؟"

كُسر القدح في يده ، غضبه بلغ ذروته ، ليحوِّل أنظار الجميع إليه .
"غادروا .. " ، همس بهدوء ، أغلق عينيه يحاول نظمَ تنفسه ، غادر الجميع فوراً ، حتّى والداه بعد أن اصرت والدته على المغادرة خوفاً مما قد يحدث .

نظر للخدم الواقفين في زاوية صالة الطعام ليردف : " وأنتم .. فليغادر الجميع !"

أومأت له بانصياع ، همست فتاته بكلمته الأخيرة دون صوت لتومئ باستغباء موشكة على المغادرة معهم -فراراً منه- .

ابتسامةٌ صفراء رُسمت على وجهه ليردف دون أن يلتفت لها حتى : "زوجتي العزيزة إبقيّ مكانك ، هناك الكثير لنتحدَّث به هذه اللّيلة .."

توَقفت فجأة ، ابتلعت رمقها بخوف لتلتفت إليه بتصنُّم ..
خيَّم الهدوء تماماً ليدركَ أنّهما وحيدان تماماً الآن ، هو يتفرَّدُ بها الآن ، بأسوأ حالات غضبه ..

"جونغكـ.." ، همست بصوت ضعيف ليقاطعها بصوتٍ حاد جلل في المنزل بأكمله : "إخرسي !!"

أغلق عينيه زافراً أنفاسه ، وقف وأخذ يتَّجه نحوها ، بضعُ خطيّات تفصلهما وقف عندها ، تكتّف ليردف بحدّة وكأنّه موشك على قبض روحها : "تعينَ ما فعلتِ ، جون زينيث ، صحيح ؟"

عضّت شفتاها وحدّقت في الأرض تحاول منع نفسها من البكاء ، تريد استفزازه لأقصى حد ، حتّى يصبحَ هو المخطئ ..

زفرت مهدِّئة من روعها ، نظرت له بوقاحة لتردف : "شعرتُ بالملل .. تعلم لا أقترب من رجلٍ غيرك في الاونة الأخيرة .. لا أرتدي سوى الملابس المحتشمة أمام الآخرين ، هذا تعسفيّ !"

ظلَّ ينظر لها بخرس ، يحاول العثور على شيء واحد يمنعه من ايذائها ، شيء واحد يقلب الحال ..

قَلَّبت عيناها وكتَّفت يداها لتسترسل : "باختصار ، سئمت منكَ جونقكو.."
لمْ تُكمل ، تحرَّك فجأة لتستعدَّ لتلقي صفعة ، إلّا أنَّ ما تلقته هو قُبلة ، أو شيء أعمق ..

لاحظ ارتجاف شفتيها في جملتها الأخيرة ، علم أنَّ هناك خطب ما ، علم أنّها تتألم بقدره ..

خفف التصاق ثغريهما مع ابقاء تلامسهما ، قلبهما ينبض بعنف ، تشبَّثت بطرفيّ قميصه لتلامس يداها الباردة صدره .

"لا أعلم لمَ فعلتِ أو قلتِ ذلك .. كلُّ ما أعرفه أنَّني أهيمُ بك .. لذا .. أعرف جيِّداً أنَّكِ تكذبين لأمرٍ يشغل بالكِ فأخبريني ولا تخشيّ .. لن أؤذيكِ .. لن أؤذي المخلوق الوحيد الّذي عشقته بصدق .."

"جونقكوك أنا .." ، أردفت بضعف ، شهقت لتذرف دموعها بعد أن حبستها طويلاً ، تشبَّثت بقميصه أكثر لتسترسل بذات النبرة الضعيف : "أنا حامل .."

شعرَ كما لو أنَّ ماءً بارداً ينسكب عليه ، هي كانت تفعل ذلك لأنّها لا تريد الطفل ، طفلهما ، فهمَ ذلك ، حاولت افتعال شجار يجعلهما ينفصلان قليلاً ، تستطيع اجهاض الجنين ثمَّ تعود إليه .

"ز..زينيث أنتِ .." ، لم يقوَ على الاكمال ، يداهُ غرزتها في خصرها ، ثوانٍ حتّى ارتخى جسده مقرِّباً إيّاها إليه أكثر .

غرسَ رأسها في صدره ، تنهدَ بابتسامةٍ هادئة ليردف : "كلُّ ما يهمُّني هو أنتِ .. إن كنت تسعدين بعدم وجود طفلٍ لنا ، فليكُن ما يجعلكِ سعيدةً ومرتاحة .. نذهبُ لإجهاضه الآن لو أردت .."

اشتدَّ بكاؤها ، شعرت بالتقزز من نفسها ، بينما هو أخذ يربت على ظهرها بابتسامة بها هدوءٌ ، حزن ، وسعادة بالآن ذاته ..

صعدا للغرفة ، بعد أن هدأت وتوقفت عن البكاء لتبدِّل ملابسها ويذهبان إلى الطَّبيب .

ظلَّ هو جالسٌّ على السَّرير ينتظرها بينما يسهب بصره في الفراغ ..
"تريد أن تعلم لم لا أريد الطفل ؟" ، سألته بعبوس طفيف بعد أن بدَّلت ملابسه .

ابتسمَ لها بهدوء ليقفَ فيومئ نفياً ممسكاً يدها : " لا ، لا بأس عنديّ بأيِّ شيءٍ يجعلكِ سعيدة .. المهم ألّا تتركيني .. ولا ترهقي نفسكِ بالتفكير بهذا الشأن .. سيذهب وكأنَّه لم يكن .."

اومأت نفياً لتردف بعد أن تنفست الصعداء : "أنا .. لم أرد أن نحظى بطفل الآن .. لم أحظى بحياتي معكَ بعد .. أردت .. أن نفعل ما نريد دون قيود قبل أن نحظى به .. و.. ولا أريده أن يبعدكَ عني .. جونقكوك إن أحببت أحداً فأنت تحبه بكلِّ شغف .. لا أحتمل فكرة أن يشاركني أحد هذا .. و..وأيضاً .. سأمتنع عن أمور كثيرة بسببه .."

نظر له ، عبوسها الطفيف وأنفها المحمر كما أهدابها المبتلّة ، طريقةُ حديثها وأخذها لنفس بعد كلُّ بضعِ كلمات بسبب بكائها الكثير ، جعله يرغب في التهامها للطافتها ، قهقه فجأة ليردف : "تظنين سأسمحُ لطفلٍ بسرقتي منك ؟ آملُ ألّا تكوني أنتِ من يسرقُ مني حينما نحظى بجيونسان .."

"جيونسان ؟" ، سألته لتقهقه بعدها .

"ماذا ؟ ألم يعجبكِ ؟ إنَّه اسم ابننا !" ، قالَ بعبوس طفيف لتومئ نفياً بابتسامة .

"بلى .. لكنَّني أفضل جونقكوك .." ، قالت لتحيط رقبته بكلتا يديها ، فيقوم هو بإحاطة خصرها : "وجونقكوك يفضل زينيث .."

__________

"عُذراً آنستي ... لكنَّكِ لستِ حاملاً أساساً !" ، قالت الطبيبة بعد أن فحصتها ، حدَّق كلاهما بها دون استيعاب .

"عذراً ؟" ، سألت بشيء من عدم الاستيعاب لتوضِّح الطبيبة : "اختبارات الحمل المنزليّة لا تكون دائماً صائبة بنسبة ١٠٠٪؜ وهذا ما يسبب اللبس هذا للبعض .." ، انهت كلامها ليزفر الاثنان براحة ، حسناً ، اجهاض 'طفلهما' لم يكن بتلك السهولة التي أبدياها ..

نزلت عن السرير لتحدِّق به بابتسامة .
عانقها براحة ، هو موقفه لم يختلف كثيراً عن موقفها كلاهما شعرا بأنّ الوقت ما زال مبكراً على أن يتحملا مسؤولية طفل .

____________

"جونقكوك ، لنقفز !" ، قالت فجأة مندفعة بجسدها الملتصق به أمامه حتّى تهوي من أعلى المنصة ويهوي هو معها بسبب التصاقه بها .

"زينيث!!!" ، صرخ باسمها ، هو لم يكن مستعداً وهذه المرة الثانية التي تفعل هذا به !

هو جرَّب معها أخطر العاب قد تخطر في بالك ، حتّى خاصّة المشعوذين ، في الليالي الدامسة ، دعيا الكثير من الارواح ، العاب دخول العوالم الأخرى ، وُرَّطتهما بها وورطت أصدقاءها معهما ..

"نعيشُ مرّةً واحدةً صحيح ؟ فما المانع ؟" ، فقط بلفظها لهتان الجملتان اسطاعت اقناعهم بأفكارها المجنونة ..

جون زينيث نسيتْ أنّ هذا لا ينتهي .. حتّى تداركته أخيراً ..

_________

"يا أهلاً بجيونسان !" ، قال بسعادة .

"أصبحتُ خالاً ؟" ، سأل شقيقها بينما يجلس في حجر والدهما .

اومأت له .

"أبي ، أريد أن أصبح مثل جونقكوك !" ، التفت له ليبتسم والده : "عندما تكبر ستمتلك جميع شركاتي وستصبح مثله .."

اومأ شون نفياً ليردف : "أريد أن أصبح أباً !"

"مال...!!"

_________

"ماما .. بابا يتجاهلنا منذ أن اتيت بِإيڤ إلى المنزل !" ، تذمر الصغير ذو الثلاثة أعوام .

التفتت والدته لتنظر لزوجها مضيقةً عينيها : "عمرها شهرين وتتحدث معها كما لو أنَّهم عقدين !"

ابتسم لها مستفزّاً إيّاها : "دعي 'حبيبك الصغير' يهتمُّ بك ويتحدث معكِ .. ايڤ ستعتني بي جيّداً ، صحيح أميرتي ؟" ، التفت للصغيرة بحركات غريبة لتبدأ بالضحك في وجهه .

"جونقكوك ! أريدك !" ، قالت بعبوس طفيف ، كانت موشكةً على البكاء ، هو يهتم لابنتهما أكثر منها !!

نظر لها ، قلبه أوشك على الخروج من صدره ليتنهد واقفاً متجهاً نحوهما .

حمل ابنه الذي يحتلُّ مكانه في السَّرير ليطبعَ قبلةً على وجنته مردفاً : "ستجرُّ سرير إيڤ الآن وتذهب للعمة سوزن ، وتخبرها أن تنيِّمك ، حسناً سيِّد جون ؟"

ابتسم له الطفل بشكل غريب ، تحمحم قليلاً ليردف : "لم تريد أن تستفرد بأمّي ؟"

عقد حاجبه محملقاً بطفله ، التفت لزينيث الّتي ضربت رأسها غير مصدقة ، نظر لها بتساؤل لتهمس : "جيمين .."

اومأ لها لتسترسل : "وتصرفات والده طبعاً .."

قهقه لينزل من بين ذراعيه مردفاً : "ساخبرك غداً .. هذا وعد .."

شابكَ خنصره الكبير بخاصة ابنه كما لو أنّه عملاق مع قزم ، طبع قبلة على وجنته ليفعل ما أمره به والده ..

"إذا جون زينيث ، ألن تكفي عن هذا ؟" ، سألها بابتسامةٍ هادئة بينما ينحني بجذعه نحوها .

"عن ماذا ؟" ، سألته بهدوء يخالطه شيء من التوتر .

"ما يفعل بي هذا .." ، قال ساحباً يدها ملصقاً إيّاها في مكان صدره فوق قلبه .

حدّقت به بتفاجؤ ليسترسل : "وبكِ هذا .."

تسبب في نزيف شفتاها ..

_____________

"تمت ."

ما رح تكون سعيدة ها ؟

ايكانت بيليڤ !!!

وأخيراً بكتبها ..

تمَّت !!!

سو ..
تعليقكم على الرواية ؟

تعليقكم ع الشخصيات ؟

شخصيتكم المفضلة ؟

لحظة ما نسيتوها من الرواية ؟

نمنمنمنمنمنمنمنم

ياه.. بقولكم بعض الشغلات .

اولاً - روايتي الجديدة اسمها خيّم على دنياي ، بطولة جونقكوك كالعادة -.-
انزلها ؟ هذي نبذة عنها :

"امزح مابي احط النبذه هنا :| "

ما في ثانياً .. :)

اشعرُ بالنعاسي ..

الاغنية .. (قلبي بيعمل بوڤ بوڤ 🥺🖤)

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top