8 : حفلُ مبيت

تنويه : لمن لا يعجبه العنف الزّائد فعليه بتخطي القسم الأول من الفصل -بدون فلسفة بليز- ..
_______
"سأريكَ وأري تلكَ السّافلة أيّها الوغد .." ، قال بحقدٍ متناسياً أنّه ليسَ قادراً على رفع يده حتى الآن !

تلاشت الابتسامة عن وجهه ليبدأ بصنع احتكاكٍ بين يديّه ، أردف بعد ثوانٍ بصوتٍ خفيضٍ إلّا أنّ جميع من في ذلك المستودع قد سمعوه : "الجوُّ بارد .."

صفَّق بيديه فجأة ليقولَ بابتسامة كما لو أنّه طفل : "ليون ليون ، أرني جسده ، أريد أن أرى كيفَ تكونُ معدةً رجلٍ دون عضلات .."

اومئ له ليون ليتمتم : "حاضر سيِّدي.." ، قامَ بعدها بتمزيق ملابس الآخر بسكينٍ صغيرة كان يحملها في جيب معطفه الداخليّ .

صدى صوت قهقهة جونقكوك تردد في مسامعهم ليردف باستمتاع : "اللّعنة ، زوجتي دمويّة حقاً ! لم يمزحوا حين دعوّها سايكو !"
كانَ ينظرُ لأسفلِ سرَّتِه حيثُ حُفرَ (بمشرطٍ حاد على ما يبدو) جملة
داعر + ايدز = آدم ..

حسناً طريقتها في الانتقامِ مثالية ، حتّى أنّه لن يستطيع الاقتراب من امرأةٍ بعدها ، سيرفضُ دائماً بسبب الكذبة المحفورة على جسده ..

"لمَ لا نجعلها تصابُ به ، هي ملكي بأيّ حالٍ وكانت تتوقُ إليّ ."
قال آدم محاولاً استفزازه .

"ليون أشعرُ بالظمأ.." ، أردف محدّقاً بالملقى أرضاً بابتسامة ، ليهمَّ المدعوُّ بليون بإحضارِ زجاجة كانت تحوي مياهاً ..

تناولها من الأخير ليفتحها ، تظاهر بأنّه موشكُ على الشُّرب ليردف في آخر لحظة : "أوه ، نسيتُ ضيفنا .."
حاولَ رجاله تفادي النَّظر لما سيحدث بعد لويحظات .

استقامَ جونقكوك ، مشى بضعَ خطواتٍ ليجلسَ القرفصاءَ أمام رأس آدم الّذي أصبحَ قلبه في معدته ..
"أوه .. يداكَ متَّسختان ، دعني أنظفهما لك.." ، أردفَ بهدوء ليرشَّ قليلاً من الماء على يده اليمنى ..
صوتُ صراخِ آدم بعد فعلته ملأ المكان ، كاد يثقب آذانهم بينما الآخر مستمتع .

"وغد سافل مريض سادي ، سأريك ، أقسم سأقتلكَ بيديّ.." ، قال ولو سمعته ستخمِّن أنّ حباله الصّوتيه قد مُزِّقت ..

عقدَ جونقكوك حاجبيه ليردف ماطاً شفته السُّفلى : "أعجبتني ثقتك .. تظنُّ ستخرجُ حياً من هنا ؟ او على الأقل .. بيدين ؟ حتّى جثتك لن يتعرّف عليها أحد!"

"سافل.." ، تمتم بقهر ..

قال بدلال : "ماذا ؟ أنا فقط أدافع عن نفسي ، ألم تأمر وويونغ بزرعِ قنبلةٍ في مكتبي ؟ ألم تعلم أن زوجتي أتت إليّ البارحة ولربما كانت ستتأذى ؟ لكن لا تقلق ، أحمي زوجتي جيداً ، كما أنَّ وويونغ مغفلٌ ليظنَّ أن باستطاعته إدخال قنبلةٍ إلى شركتي بتلكَ السُّهولة ..
في صباحِ ذلك اليوم ، أي في الاجتماع مع وويونغ وحده ، رجلكَ المغفل ظنَّني أثقُ بهِ حتّى أسمحَ لهُ بالجلوسِ في مكتبي وحيداً بتلك البساطة .. القنبلةُ الّتي وضعها فوقَ السِّتارة تمَّ تعطيلها فور ذهابنا للاجتماعِ في القاعة الكبرى ، أظننت سأجعلكَ تذهب مع زوجتي وتقتلني حينذاك حتى تبقى لك بهذه البساطة ؟!"

"جعلتها سافلةً مثلك .."

قهقه بهدوء ليردف : "اوه نعم ، أنا من جعلتها تجرِّب المخدرات وتوشكُ على أن تصبح مدمنة لولا اكتشاف عائلتها ، أنا من جعلتها تجرِّب فاكهةً مسمومة ، أنا من جعلتها تبات ليالٍ عديدة في مركز الشُّرطة ، أنا من جعلتها تشاركُ في عمليةِ سطوٍ على بنكِ تجاريّ مع عصابةٍ رخيصة لتجرِّب متعةً من نوعٍ آخر ، أنا من جعلتها تؤذي نفسها لإثباتِ حبِّها لي ، أنا من جعلتها سايكو حقيقيّة يداها ملوّثةٌ في دماء مجرم ، أتعلم .. تخديرها لكَ وفعلُ هذا بكَ في جيجو كان من تعليمك ، من فعلت هذا بكَ هي سايكو ، الّتي خلقتها أنت .. "
اسودّت نظراته في نهايةِ كلامه ، لمَ واللّعنة آذاها وجعلها تعاني ، مجرَّدُ التفكير لما عانته بسببه نفسياً وجسدياً من قبل يجعله يرغب بقتله دون رحمة .. حتّى منظر تلك النُّدوب على معصميها ، هو من تسبب بها ، ندوبٌ ستلازمها سنيناً طوال ..

زفرَ ما اختزنته رئتاه بتعب ليردف : "أتعلم .. كنت هادئاً حتى الآن .. لكن منذ هذه اللّحظة سترى ما لم يراودكَ في أبشعِ كوابيسك .. في كلِّ مرةٍ آذيتها سابقاً ، في كلِّ مرةٍ لمستها بها وهي ملكي .. ستدفع ثمن كل هذا ... ليون ، الفحم .."

قالَ مادّاً يدهُ ليتقدمَ ليون حيثُ يوجدُ فحمٌ مشتعل ، أمسكَ ملقطاً ليلتقطَ واحدةً مشتعلة ..

"يداكَ لمستها ، عيناكَ رأتها ، أذناكَ سمعت ضحكتها ، جسدكَ عانقها ، لسانكَ آذاها وشفتاكَ ... قبّلتها ، أنتَ دَنَّستها بقذارتك .. أتعلم ، ما كنتُ لأفعلَ بكَ شيئاً لو حاولتَ أذيّتي أنا .. لكن بمجرد أن تمسَّ منها شعرة بسوء أو غيره فأنت قد جنيت على نفسك .. ممتلكات جون جونقكوك لا أحدَ ينظرُ إليِها حتى .. أتفهم ؟" ، تناول الملقط من ليون لتظهرَ ابتسامةٌ أشبه بخاصّة الشياطين ..

تقدَّم نحوَ يدهِ اليمنى -السَّليمة ليضعَ بها قطعةَ الفحمِ المشتعل ، أخذ آدم يصرخ ويصرخ ، حتّى اختفى صوته .

ظلَّ ذلكَ يضغطُ بكلِّ قوَّته ..

"قلتَ أنّها ملكك صحيح ؟ .. ملكُ من الآن ؟ "
أردفَ بهدوء بينما لم تتلاشى ابتسامته المرعبة .

"ملكي ، عاهرتي ، ملكي أيُّها الوغد.." ، صرخ مجدداً بعد أن عادَ صوته ليشتدَّ ضغطُ جونقكوك ..

ظلَّ يصرخ ويصرخ إلى أن أدركَ جونقكوك أنَّ يده تخدَّرت .. أو ربّما ماتت ..

حمحم قليلاً ليومئ لليون الَّذي مدَّ له هاتفاً ، تناوله بهدوء ليضغط على زرِّ التّشغيل ، أردف بعدها : " أنتَ على وشكِ خسارةِ عيناك ، لذا مالضَّير من أن ترى هذا مجدَّداً .. أعلم رأيته سابقاً.."

كانَ مقطعمها في الأمس وهو يقبِّلها .. ثبّت رأس الآخر ليراه ..

"ملكُ من ؟" ، سأل مجدداً ببرود .

"ملكي .." ، مغفل ، لم يدرك عواقب ما يتفوَّه به .

تناولَ جونقكوك قطرة العيون من ليون .. كانت تحوي ذات السائل الَّذي رشّه على يده ..

ثوانٍ حتى أخذ يشعر كما لو أنّ عيناه تذوب .. ظلَّ يصرخ ويصرخُ مجدَّداً والدُّنيا اسودَّت ..

"خطأ .. ملكي ، ملكُ جون جونقكوك.."
أردفَ بذاتِ الابتسامة مجدداً ، صفعةٌ تلتها صفعة ، أخذت تحطُّ على وجه الّذي أصبحَ ضريراً ..

"أتعلم .. حبيبتي حنونةٌ جدّاً.. خدَّرتك حتى تخطّ هذه الكلمات على جسدك ، كانت تستطيعُ اخباري لأدعها تفعل ما تريد دون أن تستهلكَ مخدراً .. المرضى الابرياء بحاجةٍ إليه أكثر من داعرٍ مثلك .."
قالَ بهدوء يسهبُ بصرهُ بالسّقف ، نبرته كانت عميقة ومخيفة ..

"مريض ، متخلِّف ، مهووس.." ، تمتم هو بوهن وصوتٍ مرتجف ..

قهقه جونقكوك بهدوء ليردف متذكراً إيّاها :
"Proud to be as she said ..
أتعلم أنا حقّاً مهووس .. مهووسٌ بها وأهيمُ بهوسي ، أحرقُ العالم ، حتّى نفسي لأجلها .. "
توقفَ ليزفرَ قليلاً ممراً منظر ابتسامتها في عقله ، ابتسمَ لثوانٍ حتّى يعيد تلك الابتسامة مسترسلاً : "ليون .. ماذا نفعلُ لمن يسمعُ شيئاً خاطئاً ؟"

تقدّم ليون يحملُ سماعات ذات شكلٍ غريب ، انحنى ليضعها في أذني من أصبح عاجزاً .
"ما رأيك ببعض الموسيقى الصّاخبة؟"

شهقَ الآخر لدى إدراكه لما سيفعل ليتوسل برعب : "ارجوك اعتقني ، سأرحل ، هي .. هي ملكك ، سأعتذر عن كلِّ شيء ، لقد لقد.."

ابتسمَ هو بهدوء ليردف : "لقد فات الأوان.."
، أمسكَ جهازاً صغيراً ليضغط على أيقونةٍ به ويبدأ عذاب الآخر ..

صوتٌ مزعج كاللّعنة اجتاح أذنيه دون رحمة ، دقائق كانت بالنسبة له ساعات إلى أن أصبحَ يسمع طنيناً في أذنيه ، تلاهُ سكونٌ تام ..

هو الان كالجثّة ، لا يسمع ، لا يرى .. تبقى القليل حتى يكتمل انتقام الآخر ..

لسانهُ حرقَ بالجمرِ وشفتاه كويَت .. أما جسدهُ فأقامَ لوحةً فنِّية به تتمتة لما بدأته زوجته ، هو حرفياً تفنَّن في تعذيبه ، كما لو أنّه كبت الكثير ، كان سادياً باحترافية .. بل فاق ذلك ، انتهى به الأمر يسكبُ كحولاً على جسده لتضاعف ألمه وتجدده ..

هوَ ما زالَ حيّاً ، قلبهُ ما زال ينبض ، استقامَ الآخر بعد أن أنهى عمله ليرف وهو يلبسُ معطفه وقد حرص مسبقاً على عدم تلطُّخ ملابسه بدمائه النّتنة وعدم قتله .. أراد تعذيبة بأشنع طريقة قد تخطر على بال احد .

"اجعلوه وجبةً دسمة لكلابي ، أريد مقطعاً مسّجلاً لهذا .. اعتمد عليكَ ليون .." ، أردف ببرود ليخرج من ذلك المكان القذر .. هو وببساطة قد انتقم لكلِّ شيء وما زال يرى أنّه لم يفعل شيئاً يذكر ..

آدم أصبح اشلاءً في معدةِ كلابه .. هو لم يقتله بنظره ، كلابه فعلت .

_________

كان يجلسُ في مكتبه -في منزله- بهدوء يحتسي قهوته بينما ضميره قد ارتاح أخيراً ، ومن سيجرؤ بعدها بعدها على المساس بمن هي ملكه من بعد هذا فسيلقى حتفه فوراً ..

اقتحمت مكتبه فجأة ، جفل بسبب طريقتها لينظر لها بترقُّب ..

"جون جونقكوك!" ، صرخت بصوت مرتفع ليحرِّك رأسه بتساؤل عاقداً حاجبيه ، لوهلة تراءى له ما فعله بحبيبها السابق صباحاً .

استرسلت بعدها بابتسامةٍ طفوليّة بينما تتقدّم نحوه لتجلس أمامه مباشرةً فوق مكتبه مسندةً قدميها بجانبه على الكرسيّ : "صديقاتي أتينَ البارحة من الولايات المتّحدة .."

" يا مرحباً ، المطلوب؟" ، أردف ببرود متظاهراً بالانزعاج رغم أنّ قلبه قد رفرف بسبب تصرفاتها .

مطّت شفتيها محاولةً استعطافة : "لقد مضى زمنٌ منذ آخر حفل مبيتٍ لنا .. لذا .."

لم ينتظر منها أن تكمل ليومئ واقفاً : "حسناً لا بأس ، يستطيعون القدومَ والمبيتَ هنا .. لكن لا تحلمي بالذّهاب والمبيت خارجاً .."
توسّعت ابتسامتها لتعانقه بينما كان ينزلها محيطاً بخصرها عن مكتبه ..

سمعت صوتَ رنين الجرس لتردف بحماس : "أوه لقد وصلن .."

عقد حاجبيه ليحرِّك رأسه غير مصدق ، أوشكت على الخروج من المكتب لتعود أدراجها ، اردفت : "بالمناسبة .. أينَ كنتَ صباحاً ؟"

قرّب وجهه من وجهها منحنياً حتّى اختلطت أنفاسهما : "عند الداعر المصاب بالايدز .."

همهمت له مومئة لتردف ببرود غريب ومفاجئ : "قتلته ، صحيح؟"

اسودّت نظراته عند ملاحظته لشيء من الحزن في عيناها ليومئ مردفاً : "بل عذّبته وجعلته طعاماً لكلابي ، وسيحدث المثل لمن يمسّكِ مجدداً .."

هزّت كتفيها بلا مبالاة لتخرج من غرفته سريعاً مردفة : "يونقي وحبيب إحدى صديقاتي التي تدعى صوفيا كيم تايهيونغ سيأتيان ، دعوتهما للسهر عندنا معك ، لا ترعبهما .. اوه ، واعتقد أن جين قد أتى أيضاً .. استمتع بوقتك .."

كان واقفاً بجانبها ببرود ، يضعُ يمناه في جيب بنطاله و يحدِّقُ بحزمة الفتيات أمامه عاقداً حاجبيه بسبب الصّناديق المربعة التي تحملها ثلاثةٌ منهن ، لم يبالي بالامر كثيراً فقد ظنّها علبُ مساحيق تجميل أو تحمل إحدى تفاهات الفتيات ، حوّل نظرهُ للشبان الثّلاثة الّذين يجلسون براحة .

"كيم تايهيونق؟" ، قال مشيراً لذي الشعر الوردي مفكراً 'لم واللّعنة جميع من تعرفهم يبدون كالمهرجين بشعورهم الملوّنة ؟!'

اومأت له لتردفَ بهدوء : "نعم ، نَم مع شون اللّيلة ، سنحتلُّ غرفتنا .."

همهم لها مقلباً عيناه ، ليس وكأنّ الغرف قد نفذت لينام مع شون ..

اوشكت على الذّهابِ ليمسكَ بمعصمها فجأة ، التفتت له بتساؤل : "أتريد شيئاً ؟"

همهم لها ليقترب دون سابق انذار طابعاً قبلةً سطحية على شفتيها ، صُدمت من تصرفة الغير مبرر ، ولم تشأ اظهار هذا أمام صديقاتها لذا اكتفت بالاستسلام دون فعلِ شيء ..

"نامي جيداً حياتي.." ، أردف بهدوء ليتخطى الفتيات اللّواتي ذاب قلبهن جالساً رفقة اولئك الشبان ..

_______

"أحضرتموها ؟" ، سألت بحماس فور أن دلف الجميع غرفتها وأغلقت الباب لتردف إحداهن بملل : "الا ترين الصناديق ؟ أأصابكِ زوجكِ بالعمى صدفةً ؟"

قلّدتها بطريقة مستفزّة لتنتشل أحد الصناديق مردفة : "كاتي المنزعجة ، سأحشر قدمي في مؤخرتكِ لو لم تخرسي .. الفحم ؟"

انهت كلامها بسؤال لتهمهم لها أخرى تخرجُ فحماً مدّوراً من حقيبتها .

"فاكهتي الجميلة ؟" ، سألت ثانيةً لتلقي لها ذات الفتاة بعلبتين في وجهها

نظرت لها بابتسامة فخر لتردف : "صوفيا سأسرقكِ من كيم تايهيونق قريباً ."

"يا ، زينيث ، لم زوجك وسيم كاللعنة هكذا ؟ أقسم لو لم تكوني صديقتي لاغتصبته .." ، قالت فتاة بحماسٍ مفرط تدعى اينجي..

"ليسَ وسيماً لهذا الحد .. ثمَّ ألم تعجبي بجين منذ رأيته ؟ " ، قالت كاليسي مقلبةً عيناها .

"ما خطبكِ كاليسي ؟ كنتِ ألطف قبل أن نأتي لهنا !!" ، سألت ليسا بحنق ، كاليسي أزعجتها وبحق ، إلّا أنّها اكتفت بتقليب عينيها بملل ..

كنَّ سبعةُ فتياتٍ حولَ زينيث ، ليسا ، كاليسي ، اينجي ، كاتي ، سيدرا وأخيراً التوأم صوفي وصوفيا صديقاتها منذ نعومة أظافرها .

قالت صوفي بابتسامةٍ هادئه محاولةً تلطيف الجوِّ قليلاً: " جونقكوك يبدو كفارسٌ وأنتِ أميرته .. اللّعنة بدا يحبُّكِ بحق !"

قهقهت كاليسي ساخرةً لتردف : "بدا لي كتمثيلٍ مبتذل ، ثمّ صوفي ألن تكفي عن قراءة رواياتك الرومانسيّة ؟"

"أنتِ مزعجة ، أنا ممثلة كما تعلمين ، وذلك لم يكن تمثيلاً مطلقاً .." ، أردفت صوفيا عاقدةً حاجبيها ..

"هل بالصُّدفة حياتكم أصبحت تتمحور حول زوجي ؟! وأيضاً كاليسي محقّة ، ذلكَ كان تمثيلاً هو لا يحبُّني وزواجنا ما هو إلّا حبرٌ على ورق .. اوه ، جهّزتُ خاصّتي " ، أنهت كلامها بسعادة لتسترسل مضيِّقة عينيها بينما ترفع سبّابتها : "جهِّزوا خاصّتكنَّ وأحذِّركنَّ من الاقتراب من خاصّتي .."

كانت تقصدُ (النارجيلة) ، عادةٌ سيئة لم تستطع التخلص منها وكان لآدم الفضلُ في حصولها عليها .

أردفت كاليسي بحيويّة فجأة بينما تقف : "إذاً ماذا تنتظرن يا فتيات ، للرقصِ هيّا .."

شغّلن المسجِّل وأبدلن الأضواء العادية بأخرى زرقاء مع أعواد النيون المنتشرة في أنحاء الغرفة ، بدأنَ بالرّقص والتمايل في منتصفِ تلك الغرفة وقد بدأن بالشُّرب جميعهنّ بإسراف عدا زينيث الّتي اكتفت بالقليل من النبيذ المخفف بسبب حنجرتها ..

تعبت بعد ساعةٍ كاملة من الرّقص المتواصل لتستلقي على سريرها بإرهاق تاركةً إياهن يرقصن ..

ظلّت تسحبُ الدُّخان وتنفثه من ذلك القضيب الرّفيع مراراً حتّى أصبحت الغرفة تمتلك رائحة ما تدخِّن ..

_______

"جدياً أشعرُ بالصداع ، ألم يتعبن من الرّقص ؟!" ، تذمّر يونقي بانزعاج ، ساعتينِ كاملتين ولم تطفأ الأغاني الصاخبة ولو للحظة .

تنهد جونقكوك واضعاً قدماً فوق الأخرى ليردف : "وما المشكلة ؟ هذا أفضلُ من تفريغ طاقتهنّ في أماكن وطرق أخرى .."

قهقه تايهيونق فجأة ليردف : "انهن بالفعل يفرِّغون طاقتهنّ في أشياء أخرى ، ألا تسمعُ صوتَ ماءِ (النارجيلة)؟"

عقدَ جونقكوك حاجباه مردفاً : "نارجيلة؟"

اومأ له تايهيونغ بتفاجؤ : "الا تعرف ؟ ما كان بتلك الصّناديق .. إنّها آلة تدخين ، ولنقل .."

لم يكمل كلامه بسبب ادراك جونقكوك لما يقصد وصعوده لهم بلمح البصر ..

__________

كانت تستلقي على سريرها تنفث الدُّخان بخدَر ، تشعرُ بشيء من الدوار بسبب جرعة النيكوتين الزائدة الّتي أدخلها إلى جسدها بينما تنظر لأجساد صديقاتها بينما يتراقصن ..

فتحَ باب الغرفةِ بعنفٍ فجأة ليشعر بالاختناقِ من الدُّخان الّذي استبدل بالأكسجين ..

جالَ بصره بين الفتيات اللّواتي توقفن عن الرّقص ينظرنَ لهُ بتفاجؤ ..

لمحها جالسةٌ على السرير ليردفَ بعد أن تقدمَ وأصبحَ يقابلها متخطياً الفتيات بينما لم يزحزح نظراتهُ عنها : "أخرجن ... حالاً.." ، حدّته كانت كفيلةً بجعلهنَّ ينسحبن من الغرفة كالقطط الخائفة ، حتّى أنَّ سيدرا أغلقت الباب خلفها ..

"قِفي.." ، أردف بحدّة آمراً إياها ، ظلّت تنظرُ إليه بخمول ليصرخ فجأة : "قلتُ قِفي!"

جفلت من حدّته المفاجأة لتحاول الوقوف ، إلِا أنّ شعورها بالدوار منعها لتسقطَ بعد محاولاتها الفاشلة .

نفث أنفاسه بغضب ليسحبَ رسغها فجأة جاعلاً إياها تقفُ ، بدأت تترنّحُ بين يديه ، أمسكَ رأسها ليقرِّب وجهها من خاصته مردفاً بحنق : "طبعاً لن تستطيعي بعد كمية النيكوتين الهائلة الّتي دخلت جسدكِ!"

ضحكت فجأة كما لو أنّها ثملة لتومئ له مهمهمة

نفذَ صبره ليمسكَ بكتفيها يهزُّها بحدّة : "أتريدين قتل نفسك ؟! هذا ما تريدينه ؟ حتى الدخانُ يهون مع هذا ، أجننتِ زينيث ؟ تريدين قتلي؟"

عقدت حاجبيها تحاولُ تحليل ما يتفوه به ، امسكت القضيب سريعاً لتدخلهُ في فمها ساحبةً أكبرَ قدرٍ تستطيعهُ من الدخان ، استغرق ثوانٍ حتى يستوعبَ ما فعلت ليركلَ النارجيلة -الشيشة- فجأة لتسقط أرضاً وجزءها السفليّ قد تهشّم ، ولحسن حظّه أن الجمر قد طار لمكانٍ لا يوجد به شيءٌ قابل للاشتعال ..

نظرت له موسعةً عينيها بتفاجؤ ولم تخرج ما اختزنته رئتيها بينما هو لم يزحزح يديه عنها لكيلا تسقط مجدداً ..

"أأنتِ مجن.."
ابتسمت فجأة لتقاطع كلامه بإلحام شفتيهما معاً ، ناقلةً الدخان الذي اختزنته منها إليه ، كانت متشبثةً بياقته تحاولُ نقل أكبر قدر من الدخان إليه ..

لم تعلم مالّذي تهيأ لها فقط رغبت بذلك ، ولطالما رغبت به سابقاً ، دوارها جعلها تقوم به مع جونقكوك الَّذي لاحظت جمال شفتيه بشكل مبالغ به في هذه اللحظات .

ابعدت شفتيها عن خاصته بعد أن شعرت بنفاذ الهواء من رئتيها ليخرجَ الدُّخان من فمه حاجباً إياهما عن بصر بعضيهما ..

عانقته لتردفَ بصوتٍ شبهُ مبحوح بسبب ما كانت تدخله لرئتيها بينما ترخي رأسها عند قلبه الّذي يقرع طبوله بكلِّ قوّة وسرعة : "كوك أنا متعبة .."

همهم لها ليحملها مخرجاً إيّاها من غرفتهما إلى الغرفة المقابلة ، وضعها على السّرير مغطياً إيّاها بعد أن أغميَ عليها ليطبعَ قبلةً رقيقةً على وجنتها المشتعلة .

خرجَ من الغرفة لينزل للأسفل يناظر الفتيات اللواتي يجلسنَ بتوتر هناك ، كان يبدو عليه الغضب ، دقائق مضت ليتنهد بعدها مردفاً قاصداً الخادمة : "نظِّفي الفوضى في غرفتي ، وكسِّري اللعنات تلك .. " ، استرسلَ رافعاً سبابته قاصداً الفتيات هذه المرة : "أقسم ، من سأعلم أنّها تفكرُ فقط مجرد التّفكير بتقريب تلك اللّعنة من زينيث فلن أرحمها .. والان .." ، تنهد منزلاً يده ليسترسل مجدداً : "تستطعن الذّهاب للغرفة المقابلة لغرفتي ، زينيث هناك .."

انهى كلامه ليصعدن الفتيات بخوف ، أوشكَ على الجلوس ليتوقف عند سماعه تمتمة إحداهن : "ليسَ وكأنهما زوجان حقيقيان ، فلمَ يهتم ؟"

وقفَ فجأة عاقداً حاجبيه ويديه ليردفَ بحدّة : "توقفي ، الّتي خلف ليسا .."

توقفت كاليسي بقلبٍ ينبض توتراً وخوفاً في الآن ذاته كما توقفت جميع الفتيات .

تقدّم نحوها ليردف ببرود : "أعيدي ما قلته .."

"ل..لم أق.." ، أوشكت على الانكار ليرتفع صوته بحدّة أكبر : "قلتُ أعيدي ما قلته !"

جفلت لتردف سريعاً : " قلت ليسَ وكأنّكما زوجان حقيقيان فلمَ تهتم .."

هزَّ رأسه ليردف بذات الحدّة : "ومن أخبركم بهذا ؟"

"ز..زينيث.." ، أردفت بذات التوتر ..

اومأ لها بحنق ليردف بحدّة بعد أن مرر لسانه في فمه : "زينيث إذاً .. حسناً إذاً .. أنا لستُ زوجاً حقيقياً لها ولا داعيَ لأن أهتم ، ماذا عنكِ أيّتها الصّديقةُ الحقيقيّة ؟ ماذا عنكنّ أيتها الحقيقيات ؟ بل وأنتن من أحضرن تلك اللّعنة لها .. أم عليها أن تحاط دائماً بالمزيّفين ؟ هاه ؟"

مرَّر بصره عليهن بحنق ، جميعهن شعرن بالذّنب لما قال ، كلامه كان حقاً مقنعاً .. هم لم يحاولوا ايقافها حين بدأت هذه العادة السَّيئة بل وأصبحوا معها بها ..

"نحن .. نحن .. لم نكن نعلم ، لقد .. نحن حقاً نادمات .." ، أردفت سيدرا العاطفيّة سريعاً بينما دموعها أخذت تنهمر ، بل وأغلبهنَّ فعلن .. كان موقفهنَّ درامي بشكل زائد لاسيّما أنّهنَّ شبه ثملات

زفرَ بهدوء ليدلكَ ما بينَ عينيه بتعب مردفاً بملل من هذا الابتذال : "حسناً .. لا بأس ..
بالمناسبة يا آنسة ، أنا أحبُّ زوجتي بحق بل مهووس وأهيمُ بها ، وزواجنا ما هو إلّا حبرٌ على ورق إلى الان بسبب عدم استعدادها وعدم رغبتي بالضغط عليها ، لكنّني سأنتظرها حتى لو هرمت .. أرجو أن تكون قد وصلت الفكرة .."

همهمت له الّتي أخذت دموعها تنزل غيظاً ، هو أهانها للتو بسبب بضع كلمات ..

________

استيقظت صباحاً تشعر ببعض الدوار للكمية التي دخنتها بالأمس ، نظرت حولها تحاولُ تذكُّر ما حدث بالأمس، الفتياتُ منتشراتٌ ينمن في الغرفة حولها كالقتلى ، رمشت بضعَ مرات تحاول استيعاب في أيِّ غرفةٍ هي لتتذكّر جميعَ ما حدث بالأمس ، شهقت فجأة لتقفزَعن سريرها متجهةً بأقصى سرعةٍ لها لغرفتها المقابلة .

تنهدت براحه حالما رأت جونقكوك النّائم بهدوء معانقاً وسادتها ..

دلفت للحمام لتأخذَ حماماً ساخناً وتفرِّش أسنانها بمدّة لم تتجاوز النّصف ساعة ..

خرجت من الحمام لتجده ما يزال نائماً ..
تقدّمت نحوه بهدوء لتهسهس : "بست ، هيي جونقكوك استيقظ ، ستتأخر عن الاجتماع .."
قالت بسبب ملاحظتها لمنبه الهزاز على الهاتف والّذي كان عنوانه : 'اجتماعٌ لمناقشة أمور المشروع الجديد'

نفخت على شعره فجأة ليعقد حاجبيه بانزعاج بسبب أنفاسها الباردة ويتمتم : "فقط دقيقة .."

"هيّا ! ستتأخر عن اجتماعك .." ، أردفت بملل بسبب عناده وكسله .

قال بطفولية وابتسامة بلهاء وهو نصف نائم : "قبليني وسأقوم .."

تنهدت مقلبةً عيناها لتتمتم : "رائع ، يظنُّني حبيبته الآن ! هذا ال.."
استرسلت بصوت مرتفع : "حسناً.."

اقتربت منه قليلاً واضعةً يدها فوقَ ذراعه ، قام فجأة متألماً بسبب قرصتها الّتي باغتت يده فجأة .

"مؤلم مؤلم مؤلم.." ، تمتم وهو يمسحُ مكان الألم لتردف بابتسامة ساخرة : "يبدو أنّ مفعول قرصتي أقوى من مفعول قبلتي .."

نظر لها بانزعاج ليردف : "سأريكِ .. وأيضاً حسابكِ على ما فعلتِ البارحة لم ينتهي بعد .. سترين عجب العجاب اليوم ، فقط انتظري .."

قلبت عيناها لتردف بملل : "حسناً حسناً سيّد جون ، جهّز نفسكَ للاجتماع وانزل لتناول الفطور ، سأوقظ الفتيات وسننتظرك في الأسفل .."

______

نزلَ للأسفل ليجد الطاولة ممتلئة - بالأشخاص- صديقاتها السّبع ، شون وَهي ، بينما مكانه ظلَّ شاغراً ، تقدّم ليجلس بهدوء بينما يعدّل ساعة يده .

أردف بعد أن طبعَ قبلةً صباحيّة على وجنة شون : "صباح الخير شون .."
استرسل : "صباح الخير آنسات .."

"تباً !" ، صرخت هي فجأة لينظرَ لها عاقداً حاجبيه ويردف
: "ما خطبكِ زينيث؟"

"لمَ أنا السّيدة الوحيدة هنا رغم أنَّني أصغرهنَّ تقريباً ؟"، سألت بتذمُّرٍ مزعج ..

"لأنَّك عجوزٌ قبيحة .." ، قالت اينجي بقصد إغاظتها ليظهرن البقيّة موافقتهن ..

"أنت .. أنتنَّ لئيمات !" ، أردفت عاقدةً حاجبيها بحزن .

تنهد جونقكوك ليبتسمَ ممرراً كفّه على وجنتها ليردف : "لم لا نقولُ الصدق ، لأنّها أجملكنَّ لدرجة أنّها استطاعت الايقاعَ بقلبي بنظرةٍ واحدة ، أجملُ من جميعِ نساء هذه الأرض ، لا بل هذا الكون .."

حملقت به بصدمة غير مصدِّقة لما تفوّه بها ، قلّبت ما قال لتستنج أنّه قال هذا بسبب تفادي الإهانة له ، زواجه من عجوز قبيحة يبين أنّه لا يستطيع الزّواج بمن هي أجمل منها .. لذا أقرّ بأنّه تزوّج الأفضل..

تنهدت براحة بسبب دفاعه عنها ، بالنّهاية هو أشعرها بالرِّضا وهذا هو المهم ..

"ستذهب ؟" ، سألته بعد أن وقفَ يرتدي معطفه بينما شون يرتدي حقيبته الصّغيرة ليذهب معه وهي وقفت مقابلةً إيّاه ، همهم لها ليردف : " نعم .." ، اقترب من شفتيها إلّا أنّها أشاحت بوججها ليطبع هو قبلة على وجنتها مردفاً : "اعتني بنفسك زوجتي.."

دقيقةٌ صمتٍ مضت وكنَّ يحدقن ببعضهنَّ ريثما سمعن صوت غلق الباب فجأة لتنهال الأسئلة على رأسها .

"حبرٌ على ورق هاه ؟"
- اينجي ..

"الرّجلُ مهووسٌ بِكِ ، مـَهْـووس!"
-سيدرا ..

"إن لم تريديه آخذه أنا ، لا مانع أن يكون لديّ اثنان .."
-صوفيا ..

"يكفيكِ تاي أختي ، أنا آخذه ، أعجبني.."
- صوفي ..

"أنتم مغفلين ، احقاً صدّقتنَّ أنها لا تحبُّه ؟"
- ليسا بعد ضحكةٍ طويلة ..

"ماذا ؟! إنّه صديقي لا أكثر !" ، صرخت زينيث بوجنتان مشتعلتان..

"آه ، صديقكِ يقبلُ شفتاكِ ! بل وتنامان معاً في الغرفة ذاتها !! رائع.."
- كاتي ..

"الحبُّ يقطِّر من نظراته يا فتاة ، يقطّر ، لو كان مياهاً لأغرقنا !"
- سيدرا ..
واسترسلت مجدداً : " لم تري نظراته وتوبيخه البارحة لكاليسي ، بل ولنا جميعاً بسبب قولها أنَّ زواجكما هو حبرٌ على ورق فلمَ يهتم بكوننا أحضرنا لك الشيشة .. وقد هددنا أيضاً .."

نظرت لها بتفاجؤ : "حقاً؟!"

_________

"سيِّدي هناكَ آنسة تدعى كاليسي ترغب في مقابلتك.." ، أردفت السكرتيرة على الهاتف .

_______
يتبع..

النارجيلة / الشيشة -*لو* في حد ما عرفها !

_______

كاليسي -استغفر الله - 🤦‍♀️🤦‍♀️

جونقكوك؟

زينيث؟

الشيشة ؟ 😂😂😂😂

كاليسي العزيزة :)؟
واضح انها بتكون بقرة ..

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
كتبت البارت وانا فاصلة ، لا حد يعلق شبابات

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top