7 : جيجو
_______
"آسف .. آسف ، سامحيني أرجوكِ ، لم أكن أعلمُ أنَّكِ كنتِ مريضة ، ليسا أخبرتني وفقدتُ عقلي وقتذاك .. زينيث أنا أحبُّكِ .." ، قالها بندم وهو يكسِّرُ ضلوعها في عناقه تحت أنظار الآخر الّتي تحرقه .
همهمت له لتفصل عناقهما واضعةً يمناها على وجنته لتردف : "حسناً لا بأس آدم .. تحدثُ هكذا أمور"
صُدمَ جونقكوك من ردِّها ، أهي حمقاء لهذا الحد لتسامحه بهذه البساطة .
استرسلت بعد أن قبَّل شفتيها سريعاً لتردف : "عليَّ الذَّهابُ الآن ، أنا متعبة .."
"مهلاً .." ، أردف سريعاً لتنظر له بترقب ، استرسل بعد أن أخرج بطاقتين من جيبه : "سمعتُ أن جيجو جميلة ، حجزتُ لنا هناك .. لنقل أنّه تعببرٌ عن أسفي ، الطائرةُ في صباح الغد ، سآتي لأخذكِ ولا أريد أعذاراً .." ، أنهى كلامه لتومئ له بابتسامة بينما الآخر اشتعل من غيظه .
دلفا منزلهما بعد أن رحلَ آدم لتتسعَ ابتسامة جونقكوك فجأة : "أوه ، رونزا !"
"مرحباً أمّي.." ، قالت بابتسامة بعد أن انتبهت لوالدتها الّتي تعانق جونقكوك لتعقد حاجبيها بسبب العلاقة الغريبة الّتي بينهما .
"أينَ كنتما ؟" ، سألت بابتسامة بعد أن فصلت عناقها مع جونقكوك لتردف زينيث بحماس : "أمّي لن تصدقي ، قمتُ بالقفز المظليّ وأخيراً !"
قهقهت والدتها بهدوء لتومئ لها مردفة بينما تربت على ظهر جونقكوك الَّذي يجلس بجانبها كالطِّفل الصغير : "بديهيٌّ أن تحققي أحلامكِ ولديكِ شخصٌ مثل جونقكوك .."
قطبت زينيث حاجبيها باستغراب لتردف مومئة : " نعم ، إنَّه صديقٌ رائع."
قبضَ قلبَ الآخر لتنظر إليه رونزا للحظة ثمَّ تربت على ظهره مجدداً وكأنّها توصل له رسالةً تخبره بألّا يحزن .
"رأيتُ آدم ، مالَّذي كان يفعله هنا؟" ، سألت والدتها مقطبةً حاجبيها لتردف الأخرى بتنهد بينما تصعد لغرفتها : "سنذهب في رحلةٍ لجيجو لمدة أسبوعٍ في الغد ، سأنام الآن كي أستطيعَ الاستيقاظَ باكراً .."
فور أن سمعا صوتَ إغلاق باب غرفتهما لتنظر له والدتها بحزن ، أردفت بعد دقائقَ صمت : "علينا منع هذا .. لا يجب تركها مع آدم ! لا تدعها تذهب بنيّ .. أو .. أو اذهب معهما .."
نظرَ للدموع المتجمِّعةِ في عيناها ليعقد حاجبيه مردفاً : "لا بأس أمّي ، لن استطيع منعها أو الذَّهاب معها ، أنت تعرفين زينيث جيِّداً .. وقد تكرهني لو فعلت .. لا داعي للخوف عليها هو لن يؤذيها على كلِّ حال .."
نفت والدتها برأسها لتقول والدُّموع بدأت تنهمر من عينيها : "بنيّ .. أنت لا تعلم شيئاً ، آدم يفعل أيَّ شيء ليجعلها متعلقةً به كأنّها في دائرةٍ مفرّغة هو محورها ، حتّى .. حتّى لو كان سيؤذيها ، آدم جعلها تجرِّبُ أموراً سيئة كثيراً من قبل ، انفجار الأدرينالين لديها معه جعلها تظنُّ أنّها تحبُّه بسبب ما كانت تعيشه معه هو ..ظلَّ هكذا حتى باتت تؤمن بذلك ، ولربما أحبّته حقاً ، لكن أساس هذا كان وهماً .. وبعد أن يدمرها هو كان يتركها لنصلح نحن ما دمَّره منها .. أرجوك بني ، لا تتركها .."
حملقَ جونقكوك بها بصدمة ليمسح دموعها بعد استعاد عقله ليردف بابتسامةٍ مطمئنة تخفي الكثير : " لا تقلقي .. لم يخلق بعد من سيؤذيها وهي باسمي .. أنا أحميها حتى من نفسي تظنين سأسمح له بمساس شعرةٍ منها بأذى ؟"
ابتسمت والدتها لتعانقه باطمئنان بينما هو شُغل باله بالتَّفكير الزائد .
_________
استيقظت في الصَّباح الباكر بعد أن اتصل بها آدم ، تنهدت بإرهاق لتهمَّ بتجهيز نفسها سريعاً لأن الآخر كان في طريقه لأخذها .
"جونقكوك.." ، همست بجانب وجهه ليهمهم لها بينما هوَ نصفُ نائم .
"أنا سأذهبُ الآن ، اعتني بشون و .. بنفسك." ، قالت بهدوء ليبتسم لدى سماعه لكلمتها الأخيرة وما زال شبه نائم .
وقفت وأوشكت على الذَّهاب ليمسك يدها ، التفتت إليه لتحدِّق به عاقدةً حاجبيها ليتمتم وهو ما زال بلا وعي : "لا تتركيني "
"جونقكوك ، فلتصحُ ، أنا زينيث ، زينيث ، لا حبيبتك!" ، قالت مشدِّدةً على اسمها ، ليقهقه الآخر بنعاس .
أوشكت على الذَّهاب ولم تنتبه إلّا عندما أصبحت فوقه وشفتاها ملتصقتان بخاصَّته .
رفعت رأسها بعد دقيقة لتجدهُ قد غفي مجدداً بابتسامةٍ بلهاء على وجهه .
هسهست وهي تستقيم وتعدِّل ملابسها بينما ترمقه بامتعاض : "تباً لكَ أيُّها العجوز الخرف .."
تنهدت بعد أن انتهت لتطبعَ قبلةً على وجنته مردفةً بهدوء : "سأعودُ قريباً صديقي العزيز ، وسالقنك درساً لا ينسى .."
سمعَ صوتَ إغلاق باب غرفته ليجلس على سريره يطالعُ جانبها الفارغ من السَّرير بحدّة ، حسناً هو فعل ما فعل بسبب اشتياقه لها ، لكن هذا لم يخمد النّار في قلبه ، أمسكَ هاتفه سريعاً ليردفَ وهو ينظر بحدّة : "أفعلتَ ما أمرتكَ به ؟"
سأل أحدُ رجاله على ما يبدو لتشقَّ ابتسامة جانبيّةٌ شفتاه مردفاً : "أحسنت ، أرسل لي الرّمز سريعاً .."
أغلق المكالمة ليضع صورةً بالأبيض والأسود قد أرسلت له منذ لويحظات في إحدى البرامج ، ثوانٍ حتّى ظهر بثٌّ مباشرٌ لغرفةٍ ما تبدو في فندقٍ .
_______
كان يجلسُ في اجتماعٍ مع عديدٍ من رجال الأعمال ، يترأسهم هوَ ويحدِّثهم عن مشروعٍ جديد يخطط لبدئه في مطلعِ الشهر القادم حتّى يتمَّ افتتاحه في بداية السَّنة الجديدة .
"زينيث ." ، قال بهدوء بعد أن سأله أحدهم ما إذا قرر اسماً للمؤسسة الجديدة .
"اسمُ زوجتك؟" ، قالَ رجلٌ بابتسامة هادئة ، أول مرةٍ في حياتهم يرون هذا الجانب الرومانسيّ للعين جون جونقكوك ، رومانسيٌّ لدرجة أن يسمي اسمَ أهمِّ مشروعٍ لديه باسم زوجته !
تنهدَ مريحاً ظهره على الكرسيّ ليومئ ايجاباً ثمَّ يردف ببرود : "نعم ، ألأحدكم أيُّ اعتراض ؟"
حسناً سؤاله يعرف بالفعل جوابه ، فمن ذا الَّذي يجرؤ على معارضة جون جونقكوك ؟
قال أحدُ رجال الأعمال الَّذي بدا من نظراته منذ بداية الاجتماع أنَّه حاقدٌ بشكلٍ ما بابتسامة ساخرة : "لكنَّني سمعتُ أنَّ زواجكما كان فقط زواجٌ ورقيّ ، كما أنَّني علمتُ اليومَ أنَّ زوجتكَ قد قدمت إلى فندقي مع صاحب سلسلة شركات 'newmicro' وقد حجز غرفةً واحدةً فقط لهما وطلب تجهيزات الأحبّة .."
مرر الآخرُ لسانه في خدِّه يكتم حنقه ويمنع نفسه عن أيِّ فعل متهور قد يودي بسمعته أمام من يتربصون بأصغر غلطةٍ منه ليردف بابتسامةٍ باردة : "أرى أنَّك مهتمٌّ بحياتي الزَّوجيّة أكثر مني حتى سيِّد وويونغ ، لكن لا تقلق علينا ، أمور زواجي معقدةٌ قليلاً وخاصةٌ جداً ، لذا من الأفضلِ أن تهتمَّ بزوجتكَ في الوقت الراهن فعملائي في الملهى باتوا يظنون أن لا منزل لها وأنّها تتزوجُ كلَّ يومٍ من رجلٍ مختلف .. إن كانت لديكَ مشكلة فسأعطيكَ رقمَ الطَّبيب كيم نامجون ، يعالج مشاكل العجز ال... ، العجز عن إمتاعِ امرأة جامحة .."
وقفَ وهو يتفوه بجملته الأخيرة بينما سقطَ فكّ جميع من في الاجتماع ليردف وهو يوشكُ على الخروج بعد أن ارتدى معطفه :
"بالمناسبة .. فليتجرأ أحدكم ويأتي بسيرةِ زوجتي مجدداً وعندها أقسمُ أنَّه سيخسر أغلى مالديه ... و.. أوه بالمناسبة سيِّد وويونغ ، أحذر أن تصيبكَ زوجتك بالإيدز ، و.. لا داعيَ للشكر..."
خرجَ صافعاً البابَ خلفهُ ليخرجَ من أُهينَ للتوِّ وهو على وشكِ الإنفجار لاحقاً بمن أهانه .
"جون جونقكوك.." ، صرخ باسمه ليلتفتَ الآخر ببرود .
انقضَّ عليه فجأة ممسكاً بياقته ليقومَ بتسديد لكمةِ على وجهه .
"أيُّها الوغدُ السّافل !" ، قال بحنق ليعودَ ويوجهَ لكنة أخرى للذي يحدِّقُ به ببرود .
اقترب منه مجدداً ليسدد لكمةً أخرى له وفي منتصفِ شركته أمام الموظفين ورجال الأعمال المتجمعين حولهم برعب مما يحدث حتّى يشعرَ بركبة الآخر تدخل في معدته بكلِّ ما أوتي من قوّة .
سقطَ أرضاً حتّى يركله جونقكوك مجدداً بقوَّة أكبر من سابقتها ليردف بعدها بنبرةٍ أرعبت كلَّ من سمعه وهو يضعُ قدمه فوق وجه الآخر : " اسمع أيُّها الحثالة الضَّعيف ، إن رأيتُ وجهكَ مجدداً فأقسمُ أنَّني لن أرحمك ، ذكرتَ أغلى من لديَّ بسوء وأعطيتكَ فرصةً فقط لأجلِ سمعةِ شركتي المحترمة .. لكن لن تنال أكثر من فرصتين ، وقد أخذتَ الثانية لتوِّكَ بالفعل، أنا أحذِّركَ ايم وويونغ .."
أبعدَ قدمه ليركل وجه الآخر بخفة ويبصقَ عليه ما تجمع في فمه من دماء بسبب لكماته ليردف بعدها للأمن الَّذين ظلّوا يحدقون في ظهر سيِّدهم الَّذي لم يكلِّفَ نفسه حتّى عناء إخراج يديه من جيوب سرواله : " أخرجوا هذا الحثالةَ من شركتي .."
توجَّهَ إلى مكتبه ليجلسَ في مكانه ويرخي ربطةَ عنقه بتعب ، هو مرهق بسبب قلبه ، الَّذي لم يجرؤ أحدٌ على إهانته قبلاً أهينَ اليومَ من رجلٍ لا يعتبره سوى حشرةٌ صغيرة بسببها ، بسبب فتاةٍ جعلتهُ صديقاً لها دون موافقته هو الَّذي لم ينبض قلبه سوا لها .
أمسكَ هاتفه ليتَّصل على أحدٍ ما مردفاً : " جد لي معلومات عن علاقة ايم وويونغ بآدم لورنس .."
ألقى بهاتفه بإهمال ليريحَ رأسهُ على الطَّاولةِ بإرهاق ، فكَّر في رؤية بثِّ كاميرات المراقبة الّتي وضعها في تلك الغرفة لكنَّ قلبه منعه ، كان خائفاً أن يرى ما سيدمّره ، أن يرى فتاته سعيدةٌ في أحضان رجلٍ آخر ، اكتفى بإغلاقِ عينيه سامحاً للنَّومِ بأخذه معه .
استيقظَ بعدَ ساعاتٍ طويلة ، هو نامَ في العاشرةِ صباحاً تقريباً وقد استيقظ الآن لينظرَ للساعة .
"تباً إنّها السَّابِعة .." ، هسهس بعد أن استقامَ وأخذَ يحرِّكُ رقبته بألم .
رمقَ هاتفه لثوانٍ ليمسكهُ بنية مشاهدةِ ذلكَ البث غير آبهٍ لاستغاثات قلبه .
نظرَ للبثِ ليجدَ آدم مستلقٍ على السَّريرِ وحدهُ وهو عارٍ بينما يمدُّ يسراهُ وكأنَّ أحداً كان قد نامَ عليها ، نظرَ لبقيّة الغرفة ليجدَ ملابساً منها العاديّة ومنها الداخلية لفتاة متناثرةً هنا وهناك .
ابتسمَ بسخرية عندما أصبحت الرُّؤيةٌ ضبابيّة له ليلقي بالهاتفِ على البابِ محولاً إيّاه لأشلاء ..
"إذاً أنا حقاً لا شيء في حياتكِ لي زينيث!" ، قالَ شاعراً بغصَّةٍ في حلقه ، فتحَ درجه الأول ليخرجَ سيجارةً من علبة سجائر صغيرةً باللَّون الأزرق المخضر .
أخذَ يدَخِّنُ بينما استدار بكرسيَّهُ ليقابلَ منظر المدينة بأضوائها الخلّابة عبر حائطه الزُّجاجي .
ثوانٍ مضتْ وهو سارحٌ بأفكاره حتّى سمع صوتَ بابه يفتح دون طرقٍ حتى ، ليزمجر بغضب دون أن يكلِّفَ نفسه عناء الاستدارة : "أياً من كنت ، فلتغرب من مكتبي حالاً وحسابكَ سيكونُ عسيراً .."
سمعَ صوتَ اغلاق الباب ليظنَّ أنَّ من دلف لتوِّه قد خرج ، إلّا أنّه زمجرَ بغضبٍ أكبر ليلتفَّ بكرسيَّهُ حينَ سمعَ صوتَ طرقِ حذاظٍ ذو كعبٍ على أرضيَّةِ مكتبه ، فغرَ فاهُ بصدمة وعيناهُ حدَّقت بالَّتي أصبحت تجلسُ على المكتب أمامه مباشرة لتردفَ بابتسامةٍ ساخرة رافعةً إحدى حاجبيها :
" ما هو حسابي سيِّد جون جونقكوك ؟" ،
مرَّرت بصرها للسيجارة المحاصرة بين وسطاه وسبابته لتردف عاقدةً حاجبيها بعد أن تناولتها من إصبعه ووضعتها بين شفتيها : " لم أكن أعلمُ أنَّكَ مدخنٌ يا زوجي العزيز ! أمَّ أنَّ أخلاقكَ قد ذهبت حينَ ظننت أنَّني ذهبت ؟"
سعلت بخفّة فهذه أولُ مرةٍ تجرِّبُ الدُّخان العاديَّ ولم يرقها لتضعها في منفضة السَّجائر بملامح امتعاض .
نظرت للَّذي ما زال يحدِّق بها بصدمة لتعقدَ حاجبيها مردفة : " ماذا ؟! أرأيت شبحاً أو ما شابه ؟"
"ز..زينيث!" ، تمتم باسمها لتحرِّك الأخرى كفَّها أمام وجهه لتردف : "نعم زينيث .. ثمَّ ما خطبكَ يا هذا ؟! لم هاتفكَ المسكين مدمَّرٌ هناك ؟ هل تركتكَ حبيبتك ؟"
"لقد عادت إليّ.." ، همسَ دون وعي لترفعَ هي إحدى حاجبيها عاقدةً يديها لتردف : "حسناً ؟ يجب أن تقيم احتفالاً الآن لا أن تدمِّرَ هاتفك ، ثمَّ هذا ليس عدلاً ، أنت لديكَ حبيبة أما أنا فليس لديّ .. ستختار لي واحداً بنفسك!"
انهت كلامها لتمدَّ شفتها السفليّة بطفولية جاعلةً من قلبه يحتار أيخفق من أجل منظر الملاك الَّذي أمامه أم لأجل ما سمعت أذناه .
اوشكَ على سؤالها لتوقفه شهقتها وعيناها اللَّتان لمعتا وابتسامتها الواسعة الّتي ظهرت بمنظرٍ زاد من جمالها جمالاً لتردفَ وهيَّ تلفُّ بكرسيه ليعودَ ويقابلَ منظرَ تلك المدينة لتردف : "جون لعنة كوك ، لم لم تخبرني أنَّك ترى في مكتبكَ منظراً لعيناً كاللَّعنة كهذا ؟! سأعيشُ هنا لو كنت مكانك !"
أردفت لتلتصق بالزُّجاج تحدِّق بالمدينة الّتي بدت خلّابة في اللَّيل ، نظرت له لتجده يحدِّق بها لتردف بانزعاج : "ابتعد أريد أن أجلس ، أنتَ تشاهد هذا المنظرَ كثيراً لدرجة أنَّك تنظرُ إليَّ بدلاً منه !"
قالت ليقومَ هو بحركةٍ عفويّة ويسحبها حتّى تسقطَ في أحضانه .
"أوه ، أنتْ تحبُّ المشاركة !"، قالت بعفويّة لتعيدَ بصرها للمنظر الَّذي أسر قلبها وهو يعيد بصره لمنظرها الَّذي أسرَ قلبه .
"إذاً أخبريني مالَّذي حدث ؟ ألم تكن الخطّة أنّكِ ستعودينَ بعد أسبوع ؟" ، سألها بدافعِ الفضول بعد أن طال صمتهما ، هو التمس الأمل بعودتها وعادت الحياة لقلبه الَّذي كان يحتضر .
همهمت له لتردف بهدوء : "آه .. ذلك .. أنا لستُ مغفلةً للحدِّ الَّذي يجعلني أسامحه على ما فعل بتلك البساطة ! لا يوجدُ رجلٌ يخونُ من يحبُّها ببساطة فقط لأنّها لم تردَّ على بضعِ مكالمات منه ، لو كان يحبُّني حقاً لاهتمَّ لأمري ، وأيضاً... لنقل أنَّني خرجت من مرحلةِ مراهقتي وأدركتُ أنَّني لم أكن أحبَّه حقاً .. والفضلُ يعودُ لك .."
عقدَ حاجبيه ليتسائل : "لي؟!"
همهمت له كإجابة لتسترسل : "حينَ أخذتني لأقومَ بالقفزِ المظليّ .. شعرتُ بذات الشُّعور الَّذي كنت أشعره رفقةً آدم ، انفجار الأدرينالين ، ظننتُ وقتها أنَّ ذلك هو الحب ، حتى آمنتُ أنَّني أحبُ آدم ، ظننتُ أن ذلك الشُّعور لم يعد يراودني معه ولم يعد قلبي ينبض معه لأنَّني اعتدت على ذلك ، لكن أنتَ أعدته لي لأدرك أنَّ ذلك كان بسبب الحماس الَّذي كان يجعلني أعيشه دائماً .. وكما تعلم فأنت بالنِّسبة لي صديق ، فعلمت أنّه إن كان حباً فهو ليسَ ذلك النَّوع من الحبِّ أيضاً .. لذا نعم الفضلُ يعودُ لك .."
قلبه نبض احتفالاً وعزاءً في الوقت ذاته ، اومأ لها ليردفَ : "أيُّ نوعٍ من الحماس؟"
"حماسٌ مثل...."، لم تكمل بسبب صوت فتحِ باب المكتب المفاجئ وصوتُ يونقي الَّذي تلاه ويو يدلف بصراخه :" جونقكوك أحقاً سمحت لها بالذّهاب مع ذلك السّافل آدم ؟ عليكَ أن تعيدها حالاً كيف طاوعكَ قلبك؟"
التفَّ الكرسيّ ليشهق حالما رأى زينيث الّتي تنظر له بذهول وشيء من التَّوعد وهي تهزُّ برأسها بينما جونقكوك الَّذي وضعَ يده على جبهته غير مصدِّق لما يحدث .
"زينيث!!" ، قال يونقي بتوتر وهو يحدِّق بالّتي أراحت رأسها على كفها تنظر له بتوعد .
استرسل وحلَّ محلَّ نظراته الخائفة أخرى خبيثة بينما ابتسامةٌ تجلّت على وجهه ليردف : " اوه يبدو أنَّني قاطعت شيئاً ، حسناً أكملا ما كنتما تفعلانه عزيزاي.."
"برَبِّك يونقي ، تعلم أنَّنا لسنا سوى أصدقاء ، ثمَّ منذ متى ولديكَ علاقةٌ جيِّدة بجونقكوك؟" ، أردفت بامتعاض ، وانهت بتفاجؤ ، تذكر في أول مرةٍ التقيا شوقا كاد أن يلد بسبب رعبه من جونقكوك والآخر كاد أن يقتلع عيناه .
قلّب شوقا عيناه بملل ليردف : "نعم أصدقاء ، صدقتكِ ، وأيّةُ صديقةِ هته الّتي ستجلسُ في حضنِ صديقها بهذا الشّكل ؟ أما بالنسبة للسؤال الآخر فمنذ حفلِ تخرُّجنا .. لنقل أنَّ زوجكِ العزيز قد زارني بعد حفل التّخرِّج ، او بالأحرى بعد أن عاد من منزلكم ، وقد تحدَّثنا مطولاً ، ليكتشف بالنِّهاية أنّني ملاكٌ بريء لا أؤذي أحد .."
قلَّبت عيناها بانزعاج بسبب الدراما الّتي يقوم بها صديقها ليردفَ الآخر بابتسامةٍ متوعدة : "لا تفرح بنفسكَ كثيراً يونقي ، واخرج حالاً ، بالمناسبة أردت اخبارك ، جين يريدُكَ أن تأتي غداً مبكراً حتّى لا ينتهي بكما الأمر ميِّتان .."
عقدت الأخرى حاجبيها بسبب شعورها بأنّها من عالم آخر : " ماذا ؟ مهلاً أعرفته على جين ؟ ثمَّ من تقصد ؟"
"ألم يخبركِ ؟ جهَّز مفاجأة لليسا ، يريد أن ينزل لها من السَّماء كالملاك لتحبّه أكثر ، لقد عرَّفته على جين في صباح اليوم الّذي مرضتِ به قبل أن أعلم ، وبسبب جلوسه الطّويل مع جين خطرت له هذه الفكرة ."
قال جونقكوك بينما ينظر ليونقي بسخرية .
ضحكت الأخرى ليبرم يونقي شفتيه بانزعاج مردفاً : "أنتما وغدان .. " ، خرج من المكتب صافعاً الباب خلفه بكلِّ قوّته .
مضت دقائق ولم تتوقف عن الضّحك في حضنه ، بينما هو يتأملها بقلبٍ لم يهدأ منذ رآها أولَ مرّة .
نظرَ لخصلات شعرها الّتي غطّت نصف وجهها ليتذكر أمراً ما ، تقدّم بالكرسيِّ نحو أحد أدراجه ليخرج منه علبة ما .
"زينيث.." ، نادى اسمها بهيام لتنظر له بترقب مهمهمة بعد أن هدأت قليلاً بسبب ضحكها المتواصل .
أخرج من تلك العلبة الزَّرقاء مشبكَ شعرٍ كريستاليّ بشكلِ نوتة موسيقيّة ليردفَ وهو يلعبُ بخصلاتِ شعرها ذات اللون الأسود الفحميّ .
"هذه هديّة .. أحضرته في اليوم الَّذي مرضتِ به كاعتذار ، أرجو أن يعجبكِ ."
قال بتوتر ، دون أن يشعر على نفسه هالته الباردة بدأت تتلاشى لتردف هيَ بابتسامة : " إنّه رائع !! ضعهُ لي !"
ابتسمَ ليزيِّن به شعرها ، أمسكت رفعت جسدها قليلاً لتنظر لانعكاسها في المرآة مردفة : "ذوقكَ حقاً لا يستهان به سيِّد جون .."
ظلّا يتحدثان عن أمور سخيفة تتفوه بها زينيث وهي تحدِّقُ بالمدينة ، وقد حرص جونقكوك على سماع إجابة لما قاطعه يونقي ، التفتت إليه بعد أن ملّت من المنظر لتشهق فجأة .
عقد حاجبيه سائلاً : "مالخطب ؟"
"اللَّعنة كيفَ لم أنتبه ؟!! من فعل هذا ؟" ، قالت وهي تتلمسُ بأناملها جرحاً بجانب شفته ليضعَ يده فوق خاصّتها مردفاً وهو يتذكّر : "حدثت مشادّة بيني وبين رجل أعمال يدعى وويونغ اليوم في الاجتماع ، وقد تهجَّمَ علي.."
اومأت له بهدوء لتتمتم : "آملُ أنَّك قد كسرت يده .."
"حياته ستنتهي قريباً بأيِّ حال ، لم أتعب نفسي .." ، قال ببرود لتنظر إليه باستغراب : "أستلوثُ يديكَ بدمائه؟"
قهقه على تفكيرها الدموي ليردف وهو ينقر جبهتها : "لا يا سيِّدة جون ، زوجته أصيبت بالايدز بسبب أحدِ عملائي في الملهى."
حرَّكت كتفيها بلا مبالاة لتردف : "يستحقُّها.."
"جون زينيث ، أتحبينني ؟ " ، سأل عاقداً حاجبيه لتنظر له الأخرى بعد أن استطاعت التوقف عن الضحك : "أتمزح ؟ أنتَ صديقي فقط!"
حملقَ بها ببرود ليردف : "إذاً لمَ تجلسين فوقي بهذا الشّكل ؟ لم تسمحين لي بتقبيلكِ ؟ لمَ لا تعارضي أو تنزعجي مناداتي بل ومناداة الجميع لكِ باسمي ، بكنيتي ؟ " ، بسبب أمله هو قال ما قال ، بالغ في طموحاته وتمنّى أن تعترف لتردف وهي تسندُ وجهها على قبضة يدها وتنظر إليه بينما لم تتزحزح عن الاستلقاء في حضنه :
"السُّؤال الأول : أنتَ مريحٌ ودافئ ، وأيضاً أنت من سحبتني لأجلس بهذا الشّكل ، لو فعل يونقي لن أمانع لكن ليسا ستحرقه على عكس حبيبتك الّتي لم تغار حتّى عندما تزوجت بي ..
السؤال الثاني : تعلّمت ألّا أعترض جسدياً لمن هم أقوى مني جسدياً ، لا أعلم ما قد يجول بخاطرك لو فعلت وقد ينتهي بكَ الأمر مغتصباً إيّاي ، كما أنَّني لا أحملُ مشاعراً في قبلك لذا إنّه أمرٌ عاديّ ... وكأنّك تقبل وجنتي ..
وأخيراً السؤال الثالث : لمَ سأمانع وهذه هي الحقيقة ؟ أنا جون زينيث الآن وحين نتطلق عندها سأطحن رأس من يناديني بهذا الاسم مجدداً .. كما أنَّ جون زينيث أو زوجة جونقكوك يمنحني امتيازاتٍ في عالمكَ لن أحظى بها كَـ لي زينيث .. كدخولي إلى مكتبك دون أخذ اذنٍ من السكرتيرة مثلاً ..
آملُ أنَّني أحرزت العلامة الكاملة سيِّد زوجُ زينيث.."
نصفُ كلامها كانَ كذباً إلّا أنّه كان كفيلٌ بدفن أمله في نواة الأرض لكيلا يرى النور مجدداً .
" هيّا لنعد للمنزل .. شون أخبرني صباحاً أنَّه اشتاقَ لكِ .." ، أردف لتومئ له مستقيمةً عن فخذيه لتردف : " اسبقني أنت ، هناكَ شيءٌ فكَّ في ملابسي.."
فهم قصدها ليحمحم بهدوء مردفاً بينما تقدّم نحو باب مكتبه : "اتصلي بي لو احتجت مساعدة"
احمرَّ وجهها لتلقي بقطعةٍ خشبيّة كانت على المكتب ويتفادها هو مردفة : "منحرف ، أخرج حالاً !"
"هذا مكتبي يا آنسة !" ، قال عاقداً يديه بينما ارتفع أجد حاجبيه .
"سيِّدة جون .." ، أردفت مصححة بابتسامة صفراء كإجابة ليقزَ قلبه ويومئ لها مغادراً .
ما أن خطت قدماه بابَ الشَّرِكة حتّى وجَد مجموعةً من الصحفيين تحاوطه ، عقدَ حاجبيه بامتعاض ليردف بحدّة : "مالَّذي يحدثُ هنا؟!"
"سيِّد جونقكوك ، وصلتنا أخبار تفيدُ أنَّ زوجتكَ الآنسة لي زينيث تخونك مع ابن خالتها السَّيد آدم لورنس ، وفي الوقت الرّاهن هي تحظى بوقتٍ ممتع معه في جيجو في أحد فنادق السَّيد ايم وويونغ أهذا صحيح ؟ ما تعليقكَ عليه ؟" ، أردفت صحفيّة ليمتدَّ أمامه العديد من مكبرات الصّوت بانتظار كلمة منه .
"وأيضاً سمعنا أنَّ زواجكما ما هو إلا حبرٌ على ورق ، ما تعليقكَ سيِّد جون ؟" ، سأل صحفيٌّ آخر ليلحوا عليه بالإجابة .
صوتها ظهر وكأنّه صوت ملاكٍ أنقذه بعد أن خرجت من باب الشَّركة الزُّجاجي حيث وقفت قليلاً لتسمع ما يجري ..
" من أين لكم بهذه الخزعبلات ؟"
سألت ليتفت لها الجميع ومن بينهم جونقكوك الَّذي ارتفعت إحدى زوايا شفته بابتسامة ، تقدّمت نحوه بخطىً واثقة لتردفَ وهي تضعُ شعرها خلفَ أذنها بينما حطَّت ذراعُ الآخر على ظهرها .
"كما ترون فأنا هنا ولن أتركَ زوجي لأذهب وأستمتع مع آخر ، لن أنكر فقد ذهبتُ مع ابن خالتي لجيجو صباح هذا اليوم لأنَّني احتجت لتصفية ذهني بعيداً عن ضوضاء المدينة قليلاً وهذا حدث بعلمِ وموافقةٍ تامّة من زوجي ، وعدتُ في المساء لأنَّني أدركت أنني لن أرتاح دونه ، أما ابن خالتي فهو كأخٍ لي .. وأيضاً .. بالنسبة لمن يقولُ أنَّ زواجنا ما هو سوى حبرٌ على ورق فهذه إجابتي .."
أنهت كلامها لتزفر الهواء ، نظرت لجونقكوك الّذي نظر لها عاقداً حاجبيه لتلتفت بكامل جسدها نحوه ..
وقفت على أطراف أصابعها لترفع جسدها فهي لم تصل لطوله بعد بالرّغم من كعبها العالي .
ألحمت شفتاهما بمشهدٍ جعلَ أضواء الكاميرات لا تتوقف عن الومض .
ظهرت ابتسامةُ جونقكوك في الكاميرا لتحطَّ يدهُ على خصرها مقرِّبةً إيّاها نحوه أكثر .
فصلت القبلة الّتي دامت طويلاً ليسندَ جبهته ضدَّ خاصّتها مكوباً وجهها بكلتا يديه ريثما يلتقطان أنفاسهما .
"أُحبُّكِ جون زينيث .." ، همس بصوتٍ استطاعت مجموعة الصحفيين سماعه لتدون هذا ، لن يتركوا صغيرةً تتفلت منهم ليشعلوا الأحداث بين ثنائي السَّنة .
استطاعوا النَّفاذ إلى سيّارة جونقكوك بعد أن أشار للحراس بإبعاد الصَّحافة عن طريقهم فهم نالوا ما يريدون وزيادة ..
"أراهن أنّ حبيبتك ستقطع رأسكَ ما أن ترى الأخبار.." ، أردفت بملل وهي تنظر للّذي يقود سيارته ببرود .
"لا تقلقي عليها فهي تثق بي تماماً .. كما أنَّكِ أنتِ من قبلتني !" ، أردف دون أن يزحزح نظراته الباردة عن الطّريق .
همهمت له لتردف ساخرة : "أحبُّكِ جون زينيث .. حتّى أنا كدتُ أصدق يا رجل لولا علمي بكرهك المسبق لي لفعلت ، أنت ممثل محترف يا رجل!"
"لا بأس ، هي تعلم أنّني لا أطيقكِ أساساً .." ، قال بينما يمسحُ على شفتيه بيده الّتي يسندها على جانب السِّيارة دون أن يزحزح نظره مجدداً..
_______
كانت جالسةٌ على سريرهما تسهب بصرها في الفراغ بينما تمسك كوبَ الموهيتو الساخن وتدفئ يديها به ، تنتظر الآخر لينتهي من استحمامه الّذي سبقته به ليشرب كوبه رفقتها ، شعرت برجّة على السَّرير لتنظر لهاتفه الجديد الّذي اشتراه في طريق عودتهما ، عقدت حاجبيها بسبب الرّقم الخاص لتردَّ بدافع الفضول .
"سيِّد جونقكوك ؟" ، سأل الطَّرف الآخر لتردف هي مجيبة : "هو يستحم ، أنا زوجته ، أخبرني بما تريد وسأعلمه .."
"أعتذر سيِّدتي ، الأوامر أن لا نخبر أحداً سواه .."
قال الطَّرف الآخر لتزفر بانزعاج مردفة :
"لاحظ أنّكَ تحدِّث زوجته ، أن أردت أن يبقى رأسكَ فوق جسدك فتحدَّث وخلِّصني ، ولا تخف منه ، لن يؤذيكَ لو علم أنّك أخبرتني.."
أردفت بحدَّة ليتنهد الآخر بقلّة حيلة مردفاً :
"طلب مني معرفة العلاقة بين السّيد وويونغ والسّيد آدم لورانس واكتشفت اليوم أنّ السّيد وويونغ يعمل لدى السّيد آدم وبعد مشاهدة رسائلهما اكتشفت أنّ السّيد آدم أمر السَّيد وويونغ بافتعال تلك المشكلة مع السّيد جونقكوك في الشّركة اليوم .." ، أنهى ذلك الرّجل لكلامه لتشعر بالهاتف بعدا ينتشل منها ، التفتت لتنظر لعاري الصّدر أمامها بينما يلفُّ منشفةً حولَ خصره وشعره المبلل ينزلُ قطراتٌ لتتسلل على عضلات معدته بمنظرٍ يذيب القلب .
وضعَ سمّاعة الهاتف على أذنه ليردف بينما يرمقها بحدّة رافعاً أحد حاجبيه : "ماذا هناك ليون ؟"
على ما يبدو أنّ ليون أخبره بما أخبرها ليبتسمَ بحدّة متوعداً لذلك الآدم ..
أغلق الهاتف وألقى به على السّرير لينظر لها بترقب بينما يعقد يديه .
"أنا زوجتك وهذا من حقي .. " ، قالت بنيّة التبرير لكنَّ نظراته ازدادت حدَّة لتستقيم على ركبتيها مقابلةً إياه بينما هو واقفٌ وهي على السَّرير ، لتردف بإزعاج بينما تضع كلتا يديها على كتفيه مردفة : "هيا بربِّك جونقكوك ، لو رأيتَ رقماً خاصّاً يتصل بي ألن تجيب ؟ "
تنهدَ بنفاذ صبر ليحول نظراته الحادة لأخرى باردة ليحمل كوب الموهيتو ويرتشف منه ، فهمت أنّه قد تناسى الموضوع لتردف بابتسامةَ طفوليّة : "بالمناسبة لا تعاقب ذاك الرجل .. ليو...ن"
نظرَ إليها بحدَّة رافعاً أحد حاجبيها بينما كان الكوب يغطي أنفه وفمه ، لتسترسل سريعاً بخوف من نظراته : "أعني ، هو أجابني بعد أن هددته مستغلةً كوني زوجتك .. يظنُّ أنّكَ تستمع إليّ وأنّك ستتخلى عنه وستؤذيه من أجلي .. لذا .. هذا ليس ذنبه ."
قلّب عيناه بملل ، يتمنى لو يطلعها على ما في قلبه حقاً حتى تخجل بعدها من مجرّد التفكير في إنكار هيامه العظيم بها ، ما يشعره نحوها شيءٌ ترفّع عن الحب والعشق ..
كانت تقلِّبُ هاتفها وهي ترتشفُ كلَّ دقيقةٍ من كوبها بينما الآخر يرتدي ملابسه بهدوء .
شهقت فجأة لينظر إليها باستغراب ، لم يتفوه بكلمة حتّى هي فعلت وهي تطالعه بصدمة : "جدياً .. تخلّص من آدم!"
تقدّم نحوها بدافع الفضول ، مالَّذي رأته وجعلها تقول شيئاً لم يتصوره حتّى في أسعدِ أحلامه ؟! ، عقد حاجبيه لدى رؤيته لمقطعٍ مصوّر لما دار بينه و وويونغ اليوم في الشَّركة من شجارٍ جسديّ ..
يبدو أنّ أحدهم صوّره خفية لينتشر ذاك المقطع كالنّار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعيّ ..
"ومالدّاعي لذلك ؟" ، سألها مدّعياً البرود لتردفَ عاقدةً حاجبيها بصوتٍ مختنق : "مالدّاعي ؟ آدم يبدأ هكذا ، وقد ينتهي به الأمرُ زارعاً قنبلة ما في مكتبك أو منزلك .. أعلمُ مدى جنونه .. جونقكوك ، أرجوك لا أريد أن أصبحَ أرملة .."
شعر بسعادةٍ تغمره حين لاحظَ قلقها عليه لدرجةٍ أن عيناها غشيتها الدُّموع لكنّه لم ينزع زيَّ البرود ، لتسترسل مدمرةً سعادته في ثوانٍ كعادتها : " اقصِه بعيداً حتّى نتطلق على الأقل ، وليفعل بعدها ما يشاء ، مطلّقة أهونُ على قلبي من أرملة .."
قلّب عينيه بانزعاج ليردف بينما يستلقي بجانبها لينام : "لا تقلقي أنتِ واهتمي بشؤونك ، لن تسميّ أرملة .."
اومأت بابتسامة لتستقيم متجهةً نحو الحمام لتفرِّش أسنانها وتردف : "أنتَ من شؤوني.."
________
خبرُ السّنة : السَّيد والسَّيدة جون يعبِّران عن حبِّهما بأكثر الطُّرقِ رومانسيّة
شاهدَ المقال الّذي عرض له على إحدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعيّ لينقر على الخبر بسبب العنوان الّذي جذب اهتمامه .
في قضيّة أثارت الجدل بسبب الإشاعات حول زواج السّيد والسّيدة جون ، أكد الثنائيُّ الحديث بالأمس على علاقتهما الزّوجية المثاليّة بمشهدٍ ذو تأثير إيروتيكيّ يبينُ لنا مدى حبِّهما لبعضهما ،
نترككم مع المقطع :
نقرَ على المقطع ليظهرَ له ما حدثَ بالأمس ، مشهدٌ دراميٌّ أظهر حبَّ الاثنان كأنّهما بطلا روايةٍ تخلِّدُ قصّة حبٍّ أسطوريّة من تأليف شكسبير ..
بدأ يضحكُ فجأة كشخصٍ هرب لتوه من المصح بسبب انقلاب ملامحه بثوانٍ وهو يلقي بكلِّ ما حطت عينيه عليه ومن ضمنها حاسوبه الشخصيّ ذاك ..
توقف ليأخذ أنفاسه وأخذ يتكلم بهستيريّة وهو يناظر نفسه بالمرآة :
"السّافلة الداعرة ، تركتني بتلكَ النُّدوب في ذلك المكان لترحل لزوجها الحثالة ، سأريكِ لي زينيث ، أقسمُ لن يكون اسمي آدم لورنس إن لم أجعلكِ تصرخين باسمي وتنسين ذلك الداعر الذي تدعينه بزوجك ، سأجعلكِ عاهرةً لديّ أيّتها الفا..."
"كلمة أخرى عن زوجتي وستعجل من قطع لسانكَ يسبقُ موتكَ الحتميّ آدم لورنس.. لن تستطيع التفوه بأمنيّاتكَ الأخيرة .." ، صوتٌ اخترق مسامعه بعد أن كُسر باب شقته ليدلف مجموعةُ رجالٍ يوجهون مسدساتهم نحوه وخلفهم من تفوه بذلك يرتدي بذلته وفوقها معطفٌ أسود طويل ، ابتسامةٌ تتوِّجُ وجهه ويديه لم يخرجا من جيوب معطفه ..
وضعَ أحد رجاله كرسياً في ذلك المستودع أمام ذلكَ المقيَّد أرضاً يتحرَّكُ كالمجنون كمحاولة فاشلة منه للافلات ..
جلسَ على الكرسيّ أمامه ليناظرهُ بابتسامة ..
"إذاً سيِّد لورنس ، من أين نبدأ؟"
___________
يتبع..
_________
ابن لورنس قمط ام العافية ..
جونقكوك بيقتله او لا ؟
رد فعل زينيث؟
-كنسل لا تجاوبوا هذي البنت تجيها شمال تروح يمين -
قودباي
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top