6 : أدريناين ..


________

"صوتُكَ خلّاب .." ، تمتمت بها بنعاسٍ فور أن أبصرته مستيقظاً ينظر إليها .

حوّل نظراته الهائمة إلى أخرى باردة حين لاحظ استيقاظها ليعقد حاجبيه مردفاً : "أعلم .."

"غنِّ لي مجدداً .." ، أردفت بابتسامة أذابت قلبه ، كاد أن يفعل لها ما أمرت لولا هدفه الأساسي ، تنهدَ مطولاً ليردف مستقيماً عن السَّرير : "أولاً غنيت لشون لا لكِ ، ثانياً والأهم ، تحلمين بهذا .. وعدت نفسي ألّا أغني سوى للفتاة التي أحبها."

قلبت عيناها بانزعاج ، هو عكَّر مزاجها منذ أن استفاقت لتتمتم : "صديقٌ لعين .."

لاحظت بعد ثوانٍ هندامه ، كان يرتدي ملابساً رسمية بالفعل ، رغم أنَّه كان يقابلها على السَّرير للتو .

"أكنتَ مستيقظاً ؟ لم لم توقظني ؟" ، سألت عاقدةً حاجبيها ، ليقهقه مردفاً بعدها : " من قال أنَّني نمتُ هنا أصلاً ، لقد عدتُ لتوّي .. أتيت لأخبركِ أنَّ الفطور جاهز .."

قالت وهي متجهةً للحمام : "لم لم تخبر الخادمة ؟"

تنهد لثوانٍ ليردف وهو يعطِّر جسده حتى تخترق رائحته أنفاسها : "رغبت أن اخبرك ، أحسني التصَّرفَ اليوم .."

لم تفهم مقصده ولم تستطع سؤالها بسبب خروجه السريع من الغرفة فور أن انهى كلامه .

______

انتهت من تجهيز نفسها في عشرِ دقائق ، لتنزلَ للأسفل .

شعرت بأنَّ ماءاً بارداً هطلَ عليها فجأة حينما شاهدت فتاةً ذات شعرٍ أشقر وملابس حمراء فاضحة تكاد تخمِّن أنّها ممزقة ، بالإضافة إلى أحمر شفاهٍ بلونٍ فاقع تجلسُ في أحضان زوجها وتحاوط رقبته بينما تناول هو قطعةَ فراولة من بين أسنانها ليقهقهان بعدها بطريقة أشعرتها بالاشمئزاز .

تنهدت مطولاً لتزل للأسفل بابتسامةٍ باردة .

"لدينا ضيوفٌ هنا .." ، أردفت فيمَ تتقدمُ نحوهما .

التفت كلاهما لها لتعبس تلك المرأة مردفةً بدلال : "كوكي ، لم تخبرني أنَّك تستضيفُ أطفالاً ! لو علمت لما ارتديت هكذا ملابس."

"كوكي!" ، تمتمت لتطلق ضحكةً ساخرة بعدها ..
أصبحت تقفُ أمامهما مباشرة ، جونقكوك حدَّق بها بترقب وحب بينما يلفُّ يديه حول تلك الامرأة .

"جيِّدٌ أنَّك تعلمين أنَّ هذه الملابس لا تليق .. "
أردفت بابتسامة وهي تخرجُ شيئاً من حقيبتها الصَّغيرة ، لتسترسل بعد أن مدّت لها نقوداً ورقيّة : "والآن اسمحي لهذه الطفلة بأن تشكرك على امتاع زوجها أثناء انشغالها .. وأيضاً اسمحي لها أن تحذركِ من مجرَّد التفكير في الاقتراب من منزلها مجدداً .. "

نظرت الامرأة لجونقكوك والدُّموع في عينيها لتردف : "كوكي مالَّذي يحدث هنا !؟"

"تقصدين سيِّد جونقكوك .. بوجودي فمنزلتكِ بمنزلةِ الخدم ، فما أنتِ حالياً إلّا جسدُ متعة له .. أما بينكما فتستطيعان فعل ما تشاءان ، بالمناسبة كوك ، سأخبر حبيبتك بهذا عندما أراها ، واثقة أنّها لن تسامحك ، وأنتِ أخرجي من منزلي حالاً قبل أن أجعلكِ عبرةً لمن لا يعتبر .."
قالت بحدَّة لترتعب الأخرى من نظراتها ، وتخرج بما تبقى لها من كرامة - هذا إن وجدت -.

"تحضرُ فتاةَ ليلٍ إلى منزلي ؟! أيُّ إهانة هته ؟" ، سألته بحدّة بعد أن جلست .

قهقه مطولاً قبل أن يردف : "تقبِّلين حبيبكِ في منزلي وأمام عيناي كأنني غير مرئيّ ، أيُّ إهانة هته ؟"

أجابت بملل مقلبةً عيناها : "كنتَ تستطيعُ إحضار حبيبتكَ ببساطة ، اغتصبها ببثٍ مباشر لو أردت لا يهمني ، لكن لن أسمح لعاهرةٍ رخيصة بأن تحضر إلى منزلي مع شخصٍ بالنسبة للجميع هو زوجي ، وبالنسبة للجميع فأنت تضع مقامها في مقامي ، هذا غير مشرِّفٍ البتة .."

"وهل هو مشرف لي أن تضعي مقامي بمقام حبيبك ذاك ؟ هذا مشين لأنّه آدم كما أنّه مشين لأنّه حبيبك .. وأيضاً .. لن أهين حبيبتي وأضعها في مقامكِ فلا تقلقي .." ، أردف قاصداً ردَّ الإهانة ، هذا لا شيء بالنسبة لما فعلته في قلبه البارحة .

لكنَّها تفوز في مبارزة اللِّسان السليط لتردف ببرود لم ولن يضاهي بروده بينما تضعُ في فمها شريحة خبز مغطاه بالمربى : "نعم بالطبع ، كوني زوجتكَ أنت ، هذه أكبرُ إهانةٍ تعرضت لها بحياتي ."

ابتسمَ لها ببرود ليردفَ بينما يمدُّ إبهامه ليمسح زاويةَ فمها الّتي لطّختها بالمربى عاضَّاً إبهامه بعدها : "انتبهي لألفاظكِ عزيزتي"

نظرت له ساخرةً لتجيب سريعاً وكأنَّها علمت ما سيقول : "انتبه لألفاظي مع من ينتبهون لتصرفاتهم لذا .. انتبه لتصرفاتكَ عزيزي"

استرسلتَ بعدها مردفة : "أينَ شون ، جيدٌ أنَّه لم يستيقظ مبكراً ليرى عاهرتك .."

ضحكةُ سخرية صدرت منه ليردف بعدها : "أيُّ مبكرٍ هذا ، شون لن ينتظر جلالتك للعاشرة حتى يستيقظ ويذهب للمدرسة ، أخذته صباحاً وأوصلته بنفسي أيّتها الاخت الحنون .."

_______

يومٌ مرهقٌ آخر قضتهُ وهي تساعد يونقي في تحضيرات خطوبته التي ستعقدُ بعد شهر ، لتدخل بعدها للمنزل .

"أيَّن كوك ؟" ، سألت الخادمة الّتي فتحت لها الباب لتنحني لها الأخرى مجيبةً : "السَّيدُ لم يعد بعد ، اتصل قائلاً بأنّه سيتأخر وأمرنا أن نخبركِ ألّا تنتظريه على العشاء . "

اومأت لها لتنصرف ، امسكت هاتفها لتراسلَ حبيبها بابتسامة .

وبعدَ حديثٍ طويل دار بينهما قررا الخروج سويّاً اللَّيلة ، صعدت سريعاً لتتجهز فهو سيأتي لأخذها .

انتهت من تجهيز نفسها لتجد رسالةً منه تعلمها بوصوله وأنّه ينتظرها لتخرج سريعاً لملاقاته .

انكبَّت عليه بعناقٍ فور أن ركبت سيّارته ليبتسمَ لها طابعاً شفتاه على خاصّتها.

"تبدينَ فاتنة .." ، قال ليزيحَ خصلات شعرها عن عينيها بابتسامة .

"وأنتَ أيضاً ، تبدو وسيماً كاللَّعنة .." ، أردفت ليقهقه .

"إذاً إلى أينَ ستأخذني ؟" ، استرسلت سائلةً إيّاه .

"مفاجأة .." ، قال ليحرِّكَ السَّيارة ..

"جدياً آدم ؟! أنتَ تعلم جيداً أنني لا أطيقُ النوادي اللَّيليّة ." ، قالت بانزعاج عاقدةً حاجبيها بعد أن نظرت لحيثُ أخدها .

التفَّ بجذعه لجهتها ملتقطاً يدها بين يديه ليبدأ بتقبيلها مردفاً : "هيّا حبيبتي ، لنستمتع اللَّيلة ، ألا تستطيعين فعلَ هذا من أجلي؟"

تنهدت بقلّة حيلة لتومئ له قبولاً وابتسمَ هو بانتصار .

ما أن دخلت الملهى حتّى شعرت بالتقزز من رائحة الكحول ومن المشاهد الّتي تراها في كلِّ مكان .

تشبَّثت في حقيبتها لتمشي أمام آدم الَّذي يلُفُّ يده حولَ خصرها .
جلست أمام إحدى الطاولات الفارغة متجنِّبة الجميع ، هي لديها ذكرياتٌ سيئة مع النوادي اللَّيلة ففي أولِ مرة وطأت قداماها واحداً بفضلِ آدم وهي دونَ السنِّ القانوني حتّى كاد أحدُ الثملين أن يعتدي عليها ولولا اقتحام الشرطة للنادي في تلك اللَّيلة لضاعَ مستقبلها ، إلّا أن المطافَ انتهى بها في مركز الشرطة تنتظر مربيتها لتأتي وتأخذها ..

تذَّمر آدم بانزعاج بعد أن شهدَ ما فعلت ليردف بصوتٍ مرتفع حتى تستطيعَ سماعه : "بحقكِ زينيث ، جئنا لنستمتع لا لنجلس !"

اومأت نافيةً لتردف : "استمتع أنت ، أنا سأبقى هنا .."

هزَّ كتفيه ليردفَ ذاهباً : "كما تشائين .."

ذهبَ ليشربَ حتّى الثمالة ، ثمَّ اخذ يراقص إحدى الفتيات بطريقةٍ مقززة وهي تناظرهم بلا مبالاة ، حسناً لم تعتبر هذه خيانة او ما شابه ، تظنُّه تأثيرُ الكحول فحسب .

انتهى به المطافُ بعد ساعتين مستلقياً على الأريكة الدائريّة بجانبها يحملُ زجاجةَ نبيذ وابتسامةٌ ثملة بلهاء ، ليمدَّ لها الزُّجاجة لتشرب ، إلّا أنَّها اكتفت بإشاحة وجهها عنه دلالةً على الرفض ، اقترب منها أكثر بإلحاح لتصرَّ على رفضها أكثر .

ارتشفَ من الزجاجة بعد أن يأس منها لينتهي به المطاف واضعاً شفتيه اللّتين قبلتا ثلاثَ فتيات اللَّيلة على شفتاها ممراً النبيذ من فمه إلى فمها حتّى تبتلعه رغماً عن أنفها .

صُدمت وشعرت بالتقزز وأخذت تحاول إبعاده لكنَّ قوتها ضعيفةٌ بطبيعة الحال .

شهقت كما لو أنَّ الحياةَ عادت لها بعد أن ابتعد عنها ليترنّح ملقياً بظهره على الأريكة ..
وقفت وهي تمسحُ شفتها بقوَّة لتردف بحدّة : "سأغادر .."

اومئ لها غير مهتم وهو لم يسمع ما قالت أساساً لتذهب سريعاً .

أوشكت على الوصول لباب الخروج الأساسي ليقترب منها شابٌ شبه ثمل كان يترنّحُ على أنغام الموسيقى الصاخبة ملصقاً إياها بالحائط .

"ابتعد عني أيُّها الجرذ السّافل .." ، صرخت محاولةً دفعَ ذلك الشّاب الَّذي أخذَ يقتربُ أكثر لكنَّه لم يستمع حتّى ارتجف جسدها وأوشكت على البكاء ، هذه الأحداثُ عاديّةٌ ومكررة بل وطبيعيّةٌ في الملهى ، لم تتعلم من المرة السابقة ومن يعلم أتنفذ هذه المرة أيضاً أو لا ..

كادَ أن يقبِّلها لتغلقَ عينيها بقوّة بسبب خوفها ، شعرت بجسدٍ يصتدمُ بها للحظة وهُزَّ جسدها بعدها صوتُ جسدٍ يلقى أرضاً اخترق مسامعها ، ظنَّت أنَّ آدم أنقذها هذه المرة على غير العادة لتفتحَ عينيها.

استغرقت منها ثوانٍ لتستوعبَ أنَّ جونقكوك يعتلي ذلكَ الشابَّ ويسددُ له لكمات متتالية بوحشيّة .

"كيفَ تجرؤ على لمسِ زوجتي أنا ؟ ممتلكاتي أنا ؟ حياتي ؟" ، كان يتمتم بها بينما يستمِّرُ بضربه دون رحمة ، لم يجرؤ أحدٌ من القلّة الّذين يرون هذا من الاقتراب منه ، منظرُ آدم وهو يقتربُ منها ويلمسها في كلِّ المرات بينما هو يراقبهما أخذ يتتابعُ في عقله كشريط ، ومنظرُ ذلك الشاب أيضاً زاد الطين بلّة ، كان يضربه بوحشيّة ، ذلك الشاب تلقى حسابه وشيءٌ بسيط من حساب آدم بسبب كبته المتكرر لنفسه ، لنقل أنَّ ما فعله هذا الشاب هو الشعلة التي تسببت في تفجير القنبلة .

وقفَ بعد أن شعر بالإنهاك لينظرَ لأحدِ رجاله الَّذين رافقوه مشيراً لذلك الشاب برأسه حتى يفهموا قصده حاملينَ إيّاه آخذينه معهم ، ثمَّ التفت بناظريه للتي تلتصق بالحائط تحدِّق حيثُ كان منذ ثوانٍ بصدمة ، تقدَّم نحوها ليمسكَ معصمها بحدَّة ، لترفع عيناها ناظرةً إلى عيناهِ مباشرة .

كانت حمراء والشرر يتطاير منها ، عروقه بارزة وقبضتهُ آلمتها مسببة نزول بعض الدماء من معصمها حيثُ شدَّ هو على سوارها فوق معصمها .

سحبها خلفه للخارج ، ليجعلها تصعد للسيّارة وهي مرتعبةً منه أضعافاً مضاعفة مما ارتعبته من ذلك الشاب ، بل مما ارتعبته في حياتها بكاملها ..

كان يقودُ بسرعةٍ كالمجنون ، لا يسمعُ بالسِّيارة سوى صوت المحرِّك الَّذي أصابها بالصداع لتردف : " جونقكوك خفف السُّرعة !"

أنهت كلامها ليفعلَ هو العكسَ تماماً .

"أجننت أنت ؟ ما لعنتك ؟!" ، صرخت بحدَّة هذه المرة ، حسناً هو بدا لها كما لو أنَّه قد جنَّ حقاً .

"نعم جننت ، وسأريكِ إلى أيِّ مدىً قد جننت .." ، قال ولم يزحزح نظره عن الطريق لتحرِّك رأسها غيرَ مصدِّقة .

وصلا للقصر لينزلَ من السيارة سريعاً ويسحبها من معصمها للمرة الثانيّة .

دلف للمنزلِ ليرتعب الخدمُ من مظهره وهو يجرُّها خلفه بحدّة ، اعتادو على رؤيته لطيفاً وهادئاً مع السَّيدة ، وهذا أكثر ما أنذرهم بأيامهم السوداء القادمة في هذا القصر ..

دفعَ بها للحائط ما أن دلفا الغرفة حتّى يقفَ أمامها مباشرة محاصرةً إياها بكلتا يديه اللَّتان تستنادان على الحائط .

"ماذا وبحقِّ اللّعنة كنت تفعلين في ذلك الملهى القذر ؟" ، قالَ بحدَّة يحفُّ سقفَ حلقه مع كلِّ حرفٍ ينطقه .

"لا شأن لك .." ، هذه حتماً اسوأ إجابة قد فكَّرت وتفوهت بها ، والَّتي زادت غضبه أضعافاً مضاعفة .

"لا شأن لي ؟ انا زوجك ، زوجك اللَّعين !! أنتِ زوجتي أنا أنا لم لا تفهمين ذلك ؟!!" ، صرخ يضربُ الحائط خلفها بقوّة بينما صدره يعلو ويهبط بسرعة .

"حقاً ، ومالَّذي كنتَ أنتَ تفعله هناكَ يا زوجي اللعين ؟" ، قالت متظاهرةً بالقوّة وهي قد تبكي في أيَّة لحظة .

"أحقاً لم تدركي ؟ كنتُ أتبعكِ يا ذكيّة !" ، قال بحدّة وفي لحظة غضب ، لم يرد أن يفصح عن هذا إلّا أن غضبه أنساه ما يريد وما لا يريد .

"أنا .. أنا ظننتُ .. آدم ، أخذن.." ، قالت ولم تتمالكَ نفسها لتبدأ دموعها بالنُّزول ، حملقَ بها هو بصدمة ، شتم نفسه تحت أنفاسه متمتماً : "تباً لي ، ماللَّعنة التي فعلتها .. لا .. لا تبكِ .."

قالَ ولم تستمع إليه لتستمرَّ بالبكاء ، هي لم تكن تنتحب ، كانت فقط تبكي بصمت مع شهقاتٍ متقطعة في كلِّ حين .

لم يدرِ ما يفعل فاكتفى بمعانقتها مربتاً على ظهرها بضعف ، دموعها أضعفته وحطّمت دواخله ، وانتهى هي بها الأمر مغشياً عليها بين يديه .

استيقظَ هوَ متأخراً جداً ليجدها نائمة ، قرر مراضاة صغيرته فلغى جميع مواعيده ليذهب وينتقي لها هديّةً تجعلها تحيي قلبه بابتسامةٍ على الأقل .

تأخر في انتقاء الهديّة ليعود للمنزلِ في وقتِ الغروب تقريباً .

"أينَ شون ؟" ، سأل الخادمة بابتسامة ما أن دلف للمنزل لأنَّ الصغير أيضاً كانت هناك هديّةٌ من نصيبه رآها بالصدفة لتعجب الأكبر ويقتنيها له .

"عندما أتت السَّيدة رونزا البارحة لتنييمه وعدته بأخذه إلى مدينة الالعاب اليوم ، قد ذهبا منذ عدة ساعات .." ، أجابته ليومئ لها بابتسامةٍ قد توسعت أكثر بينما يسأل عن زوجته : "وأين السَّيدة ؟"

جفلت الخادمة للحظة ، قد يحطِّم القصر فوق رؤوسهم لو علم ، إلّا أنّه ما كان بيدها سوى أن تجيب بتوتر : "السَّ..السَّيدة زينيث .. لا تزال نائمة ، طرقنا الباب مراراً لكنَّها لم ت..." ، لم تكمل كلامها لأنَّ الاخر قد تلاشى من أمامها بوجهه الَّذي أصبحَ شاحباً فجأة وملامحه المرتعبة كما لو أنَّه رأى شبحاً ليركض نحو الغرفة بقلقٍ قد نهش جسده .

فتحَ الباب على مصراعيه ليجدها مستلقيةً على السَّرير بتعب بينما تئنُّ بألم ، وجهها أصبح شاحباً بلا لون عدا عن وجنتاها الحمراوتان بشكلٍ زائد ، وجسدها يرتجفُ كما لو أنّها في ثلاجة .
كان منظرها كفيلاً لإعلان الحرب في داخله ، الدمُ تجمَّد في عروقه ليصرخ : "احضروا الطَّبيب !"

ثمَّ انتفضَ مهرولاً ناحيتها ليضعَ يديه على وجنتها المشتعلة مقرباً وجهه من خاصتها .

فتحت عيناها بصعوبة لتتمتم : "جونقكوك .. آ..آدم.."

شعر بغصَّةٍ في حلقه لدى ذكرها للآخر حتّى في حالٍ كهذا ، ليردف : "أنا هنا ، لا تقلقي .. أنا بجانبك.."

نظرَ ليدها الّتي ارتفعت لتمسكَ بقميصه ، قرَّبها إلى شفتيه ليطبعَ قبلةً عليها ويلمحُ ما سببه على معصمها من جروحٍ في الأمس .

الدمُ كان متخثراً في معصمها ليتمتم وقد تسللت دمعةٌ على وجنتيه : "اللَّعنة عليَّ وعلى حياتي.."
اقترب نحوها ليقبِّل جبهتها وتسقطَ دمعته التي تكاثرت لتبلل وجهها .

فتحت عيناها لتعقد حاجبيها : "لمَ تبكِ؟" ، سألته بضعفٍ بينما يدها الّتي كانت تمسك بيده بقوّة تسللت لوجهه لتمسحَ على وجنته بإبهامها كما يفعل هو .

"كلُّ..كلُّ هذا بسببي ، أنا وغدٌ سافلٌ لعين .." ، قال بقهر بينما يشدُّ على قبضته .

ابتسامةٌ باهتةٌ متعبة ظهرت منها لتردف : "أنـا.. بخير ، لا تقلق ، وهذا ليس بسببك.."

دقائق مضت حتى تدلف الخادمة لتردف : "سيِّدي وصلَ الطبيب والسَّيدة رونزا وشون .."

"ادخليه." ، قصد الطَّبيب لتفسحَ له الخادمةُ مجالاً ليدلف ويدلف معه شون ووالدتها .

شهقت والدتها ما أن رأت حالة ابنتها لتردف سائلة جونقكوك بينما يفحصها الطَّبيب : "ابنتي !! مالَّذي حدث لها ؟"

لم يجبها جونقكوك الَّذي كان تائهاً في أفكاره وانتظر حتى فعل الطبيب الَّذي أردف : "حرارتها مرتفعة ، إنَّها حُمّى ، كما أنّها تعاني من التهابٍ حاد في الحلق وتقرُّحات ، قد تسعُلُ دماءاً .."

أردف الطبيب بعد أن استقام يكتبُ طلاسماً على ورقةٍ صغيرة عليها ختمٌ رسميّ ؛ ليحملق جونقكوك به بصدمة . 

"لقد وصفت لها بعض الأدوية ، إن استمرَّت الحمى للغد دون أن تنخفض درجة حرارتها ولو قليلاً فعليكَ التوجه بها إلى المشفى فوراً ، احرصوا على تغذيتها جيِّداً ، وإن لم تستطع تناول الطعام فاحضرها للمشفى أو لأقرب عيادة ، السَّائلُ لحلقها ، والصَّلبُ للحمى ." ، أردف الطَّبيبُ ماداً بالورقةِ لجونقكوك الَّذي تمتم بكلمات الشكر دون أن يتخطى صدمته .

مدَّ الورقةَ للخادمة ليردف بحدّة : "احضروا الأدويةَ حالاً .."

تنهدت والدتها بهدوء لتمسحَ على شعر ابنتها مردفةً : "حسناً إذاً ، عليَّ تنويم شون فهو استيقظ باكراً اليوم ، سأغادر بعدها ، طمئني عليها كلَّ حين .. "


_______

"هي مريضةٌ ولا أحد يتفقدها ويخبرني ؟! أأنتمْ بلا عقلٍ أم ماذا ؟!" ، صرخَ بحدَّةٍ في الخدم الَّذين يقفونَ مدلين برأسهم .

"سسيدي ظنناها نائمة أو لا تريد من أحد إزعاجها بسبب ما حدث البارحة .." ، قالت رئيسة الخدم بتوتر ليقهقه هو بقهر : "نائمة ؟ ومن ذا الذي سينام سبعَ عشرةَ ساعة دون أن يستيقظَ ولو لبضع دقائق ؟!" ، صرخ بحدّة ليجفل الخدم .

"أقسم ، لو تكرر هذا مجدداً فأنتم ميِّتون لا محالة ، منذَ اليوم ، حتّى وإن كانت بالحمام وأنا بالخارج عليكم تفقدها أفهمتم ؟!" ، صرخَ بغضب ليومئ له الخدم منتظرين أمره لهم بالذّهاب وتحريرهم من نظراته الحارقة ليردف أخيراً بينما يحملُ شون الملطخ بالشوكولاتة بعد أن استيقظ بسبب صوت صراخ جونقكوك والذي كان يلتصق بقدمه غير مبال لما يحدث : "فلتنصرفوا للجحيم .."

______

استيقظت صباحاً لتجد جونقكوك ينظر لها بتلهفٍ وقلق .
"صباح الخير .." ، تمتمت بعد أن حاولت الاعتدال بجلستها ليساعدها .

"صباح الخير .. كيفَ حالك الآن ؟ أتشعرين بالألم ؟ حلقكِ يؤلمكِ ؟ حرارتكِ قد انخفضت بالفعل ، أتريدين شيئاً ؟" ، انهالت الأسئلة على رأسها من ذلك المرتعب فور أن عدَّلت جلسدتها لتردف : "لا تقلق أنا بخير بخير ... ثمَّ بما أنَّ الحمّى ذهبت فلا داعٍ للقلق ، التهابات حلقي تحدث دائماً عندما اشرب الكحول .."

عقدَ حاجبيه ليسأل بامتعاض : "ولمَ واللّعنة شربته إذاً إن كانَ يؤذيكِ ؟!"

أسهبت بصرها في الفراغ قليلاً لتردف : "لم أشأ أن أشربه ، آدم نقله من فمه إلى فمي رغماً عني .."

قالت ليتذكر هو المنظر مجدداً ويقسمُ بأنّه سيحرقُ ذلك الآدم حياً .
أعادَ بروداً غير محبب إلى تظراته ليردف بينما يمدُّ لها صينيةً وضع عليها طعام الفطور مردفاً : "هيا تناولي فطوركِ .."

اومأت له لتسأل وهي تحملُ الملعقة عاقدةً حاجبيها : "يبدو عليكَ الإرهاق .. أأنتَ بخير ؟"

كيفَ يكون بخير وقد حدث لها ما حدث ؟ كيفَ يكون بخير وهو لم يستطع رفَّ جفنه لمرةٍ واحدة طوال اللَّيل خوفاً عليها من نسمة الهواء ؟

ابتسامة سخرية تجلت على وجهه ليردف مومئاً ايجاباً : "أنا بخير لا تقلقي أنتِ وتناولي فطورك .."

اومأت له لتحمل هاتفها بينما تأكل .

ثلاثُ مكالماتٍ من آدم بأوقاتٍ متفاوتة مع رسالة منه فحواها : تستمتعين مع زوجك وتتجاهليني ؟ حسناً إذاً وأنا أيضاً أستمتع مع فتاتي أيتها السّافلة .
أرفقت مع تلك الرسالة صورةً له عارٍ على السرير بجانبِ فتاةٍ تغطي جسدها باللِّحاف مع ابتسامة مستفزة ظهرت على وجهِ كليهما .

"وغدٌ سافل .." ، تمتمت بعد أن تنهدت لتلقي بالهاتف أرضاً بكلِّ قوتها ، وتعود لتكمل تناول طعامها بكلِّ برود .

حدَّق بها بصدمة وسعادةٌ تخللت قلبه وكأنّها تخلت عن آدم أخيراً .

"ما خطبكِ؟" ، سألها ببرود مخفياً الاحتفال الَّذي يحدث بداخله .

"لا شيء .. انتهيت.." ، أردفت بهدوء لتسمحَ فمها ، في الواقع هي بالكادِ أكلت شيئاً ، كادت أن تستقيم بعد أن وضع هو الصينية على الطاولة لتمنعها يداه الّتي أحطات كتفيها .

أردف بهدوء : "اجلسي ، اليوم فقط سترتاحين .."

التفتت ناظرةً له لتتذكر شيئاً عاقدةً حاجبيها : " أأفطرتَ أنتَ أيُّها المتحاذق ؟"

لمْ يجبها فقط توقف عقله لدى سؤالها ، هو نسي نفسه تماماً .

رفعت إحدى حاجبيها لتردفَ عاقدةً يديها : "لم تفعل صحيح ؟"

لم يجب أخرى دلالة على الايجاب ، لتتنهد قائلة : "الهي!"

"حسناً ، سأتناوله الآن ، لكن ارتاحي أولاً .." ، قال بهدف إسكاتها وجعلها ترتاح إلّا أنَّه زاد الطينَ بلّة ..

"لا ، سأحضِّرُ لك الفطور بنفسي.." ، قالت باصرار لينفي هو مباشرة بحزم : "وما الدَّاعي لذلك ؟ لن تفعلي ، فقط سترتاحي!"

ضيَّقت عيناها محدِّقةً به لتردف : "ذاكَ الطَّعامُ كان مالحاً .. وأيضاً .." ، مدَّت شفتها السفلية بحركةٍ عفويَّة جعلت قلبهُ في حالٍ يرثى لها لتردفَ بعدَ أن أحاطت رقبته بكلتا يديها : "كوك ألست زوجتك ؟ أليس هذا من حقوقي ؟ هياا ، ثمَّ أنني بخير ولن أجلسَ طوال اليومَ في السَّرير !"

حسناً لو لم يكن يرتدي قناع البرود معها لكانت الآن تخسر شفتيها ، اكتفى بالتَّنهد باستسلام بسبب شعوره بتعبِ قلبه الَّذي أقام مهرجاناً لم يستطع إظهاره .
"حسناً كما تشائين.."
قال باستسلام لتطلق هي ضحكة انتصار سريعة مقبلةً وجنته لتقفز عن السَّرير .

ظَّل هو محدِّقاً في الفراغ يتذكر القبلة بابتسامة بلهاء على وجهه كما لو أنّه طالبةُ ثانويةٍ قد حظيت بقبلتها الأولى من الشاب الذي تحبه منذ سنوات .

استفاق من شروده بعد وقتٍ طويلٍ بالنسبة لما كان يفعل ليستقيم تابعاً إيّاها .

كانت تتحركُ في المطبخِ بهدوء ولم تلحظه ، وهو كان يستمتع بمنظرها وهي مركزةٌ فيمَ تفعل .

توجهت نحو الثَّلاجة لتجدهُ مستنداً على الطاولة ينظر لها بابتسامة لتشهق مردفة : "أنت !! أخرج من المطبخ حالاً وإلّا كسَّرتُ رأسكَ بالمقلاة ." ، قالت بانزعاجٍ بدا له ألطفَ شيء بالحياة ، ليعضَّ شفته مخفياً ضحكته ويومئ لها موافقةً ليخرج من ذلك المطبخ وينتظرها على طاولة الطعام .

دقائق قليلة مضت حتى تأتي هي بابتسامة زيّنت ثغرها تحملُ طبقاً مجوَّراً بينَ يديها يخفي مكنوناته ، ليعقد حاجبيه ظانَّاً أنها أعدت الحساء للفطور .

وضعته أمامه لينظر لهُ عاقداً حاجبيه يحاولُ تحليل ما يرى .

"ما هذا ؟!" ، سأل ولم تختفي عقدةَ حاجبيه لتردفَ بابتسامة أظهرت حماسها : " (بودينق) الفاكهة البريّة مع (قرونيلا) وأيضاً توتٌ أزرق وتوتٌ أسود كما ترى.."

اومئ لها ليشرعَ في تناوله بهدوء ، خيَّبَ آمالها بعدمِ إبدائه أيَّ ردِّ فعلٍ يذكر لتتنهدَ بضيق .

هو فهمَ ذلكَ ليطلقَ قهقهةً خفيفة حالَ ذهابها لغرفة الجلوس بخيبةِ أمل .

استقامَ بعد أن أنهى طبقه بكامله ليتبعها حيثُ ذهبت .
كانت تجلسُ معانقةً الوسادة التي تمنى أن يكونَ هو مكانها ، ليردفَ وهو يعِّدل كنزته ببرود : "أتعلمين .. لم أتناول قبلاً شيئاً ألذ مما صنعتِ.."

ابتسامةٌ أظهرت أسنانها أشرقت ، لتنظرَ إليه مردفةً : "أحقاً؟!"

اومأ لها ببرود ليردفَ وهو يتجنَّبُ النظر لابتسامتها الّتي ستخضعه لها : "نعم ، جهِّزي نفسكِ ، سآخذكِ لمكانٍ ما .."

"أين ؟" ، صرخت فجأة بحماس ليعقد حاجبيه مردفاً : "مفاجأة .. "

تذكَّرت ما حدث معها قبل أمس لتردفَ بهبوط في مزاجها عاقدةً حاجبيها : " لا ، لا أريد ، أكره المفاجآت .."

"في الواقع لم أكن أسألكِ بل أمرتكِ ، لكن على كلٍّ سأذهب مع صديقةٍ لي ستحبُّ المفاجآت ." ، قال ببرود محاولاً استفزازها ليتجه نحو غرفته إلّا أنَّ صوتها أوقفه .

"انتظر!" ، أردفت بعد أنْ فكَّرت ، من المجنون الذي سيأخذها للملهى في وضح النّهار ، ليلتفتَ إليها رافعاً أحد حاجبيه كإشارةٍ لها أن تكمل ، لتسترسل : "إن وافقت ، ماذا عليَّ أن أرتدي؟" ، سألت لتطمئن قلبها أكثر ، ليسَ وكأن جونقكوك عاقل !

مدَّ شفته ليحرِّك كتفه بعشوائيّة مردفاً : "ملابس مريحة ربَّما ... شيءٌ لا بأسَ عندكِ إن اتَّسخ .."

حسناً هذا طمئنها أكثر وحمَّسها أكثر لتقفز وتصعدَ لغرفتهم كالصَّاروخ مردفةً : "ثوانٍ وأكون جاهزة.."

قهقه للطافةِ هذه المغفلة ليتبعها كذلك ليجهِّز نفسه .

_______

"لمَ نحنُ هنا ؟ أأحضرتني للبراري لتقتلني وتتخلَّصَ من جثَّتي دون أن يرى أحد ؟ لعلمكَ أنا أجيدُ فنون القتا.." ، أردفت سريعاً فور أن وقفت السَّيارة بمنطقةٍ خالية بعيدٌ عن ضوضاء المدينة يحيطها الخضار ، لتتوقفَ حالما أمسَكَ رأسها ووجهه إلى نافذتها مردفاً : "لستُ مهتماً بقتلكِ يا مغفَّلة .."

شهقت فجأة حالما رأت اللافتات حولَ ذلك المبنى المنعزل عن المدينة مخيفةً إيّاه .
التفتت له بوجهٍ مصدومٍ لتردف : "أنتَ تمزح صحيح؟"

عقدَ حاجبيه متسائلاً بقلق : "لا، لمَ؟"

"أسنقومُ بالقفزِ المظليّ؟" ، سألت مجدداً بذات النَّبرة ليردفَ والقلق قد اكتسحه : "نعم ، لكن لا بأس إن كانت لديكِ مشكلة أستطيعُ إلغاء الحجز !"

جفلَ لدى صراخها حبن قالت : "أمغفلٌ أنت ؟ أيُّ مشكلةٍ هته ؟!!! قلبي يكاد يطير ، أتعلمُ كم أحبُّكَ أيُّها السَّافل ؟!" ، قالت وقد بان مدى فرحتها أكثر حينَ عانقته ، بل عصرته بين يديها لثوانٍ سريعة لتخرج من السيارةِ بحماس تقفز بابتسامةٍ على وجهها .

تحمحم محاولاً إخفاء ما يحدث بداخله ليترجلَ من السيّارة متجهاً نحو الَّتي سحبت يده تحثَّهُ على الإسراع .

كانا في الهيلوكبتر ينتظران اللَّحظةَ المناسبة للقفز ، وبما أنّها لا تمتلكُ خبرةً سابقة فقد كانت معَ جونقكوك الَّذي امتلكَ خبرةً سابقة بالفعل في نفسِ المظَلَّة ..

"حسناً .. نحنُ الآن في علوِّ مناسب .. أأنتِ مستعدّة ؟" ، قالَ بهدوء على عكس قلبه الَّذي يشتعل لتلكَ الَّتي أصبحَ الأدرينالين لديها في أعلى مستوياته لتردف : "طبعاً !" ، قلبها لا يهدأ مطلقاً ، جونقكوك حققَ لها أحد أحلامها دون أن يدري .

"ثلاثة .. إثنان." ، لم يكمل حتّى شعرَ بنفسه يسقطُ نحو الأرض وصوتها على بالرَّقم الأخير بعد أن قفزت بالفعل : "واحد!!"

كانت أجملَ تجربةٍ قد خاضتها في حياتها ، تجربةٌ لطالما حلمت بها كما شعرت بالحزن بعض الشيء لدى دنوَّهم للأرض ، لتردفَ بصوت مرتفع حتى يسمعها الآخر : "كوك لنفعلها مجدداً ، لا أريد ان نصل للأرض ، لنصعد مجدداً !"

قالت ليقهقه جونقكوك فاتحاً المظلّة مسببةً بطئاً في هبوطهم ليردف لها : "آملُ لو استطيع .. لكن لا تقلقي ، أعدكِ سنكررها مجدداً .."

ظلّا صامتين حتى حطّا على الأرض مستلقين ، ثوانٍ حتّى قام جونقكوك بفكِّ المظلّة التي تجمعهما رغم أنّه تمنى لو أبقاها للأبد ، لكنّه سرعان ما غيّرَ رأيها حينَ اعتلتهُ هي معانقةً إيّاه متمتمةً بِ : "شكراً .." ، ودموعٌ قد انسابت من عينيها .

هوَ ظلَّ ينظر للسماء التي تقابله بصدمة ، ثوانٍ حتى لاحظَ بكاءها بسبب دموعها الَّتي أصبحت على وقبته حيثُ تدفن وجهها ليبعدَ رأسها جاعلاً من وجهها يقابل خاصته قائلاً بقلق : "ولمَ تبكين الآن ؟"

اومأت له نفياً بابتسامةٍ حفرت بعقله مقسماً أنّه لن يرى الكون أجملَ منها لتعيدَ رأسها حيث كان مردفةً : "فقط .. لقد حققتَ لي أحد أحلامي .. هذا ... لا أعلم حقاً .. أنت رائع.."

دقائقٌ مرت بالنسبة له وكأنّها لحظة .. أجملُ لحظةٍ في حياته ، لتعي هي على نفسها مبتعدةً عنه مع شهقةٍ أصدرتها عند ملاحظتها لوضعيَّتهما : "أ.. آسفة ، لم أنتبه.."

قالت مستقيمةَ ليلعن حظَّه الَّذي جعلها تدرك ، استقامَ مردفاً بهدوء : "لا بأس .."

التفتا حولهما ليعقدا حاجبيهما حين رأيا الأشخاص الَّذين ينظرون إليهما بابتسامة .

"اللَّعنة ، أتمنى لو أحظى بحبيبٍ كهذا .." ، قالت فتاةٌ تبدو بالخامسةَ عشرَ ليضربَ رأسها شابٌ أطول منها مردفاً بتأنيب : " كيم يوري ، العني مجدداً لتودِّعي لسانكِ من قِبلَ أخيكِ الوسيم!"

قال جونقكوك بابتسامة متقدماً نحوه ليعانقه : "أوه ، سوكجين !! عدت أخيراً"

اومئ له الآخر أثناء عناقهما ليهمس في أذنه : "يا رجل ، فتاتكَ أجم.."

لم يكمل بسبب الَّذي قاطعه بنبرةٍ جعلت قلبه في معدته : "تجرَّأ على قولها سوكجين ! لا أحد يتغزَّل بها سواي أفهمت ؟" ، ابتعدَ عنه بابتسامةٍ أخرى حقيقيّة ليردف سوكجين مشيراً لزينيث الّتي أخذت تتقدم نحوهم : "إذاً ما اسم الآنسة ؟"

أجاب جونقكوك مصححاً بينما أحاطَ بها بذراعه بعد أن أصبحت بجانبه : "سيِّدة .. السَّيِّدة جون زينيث .."

"تزوجتَ أيها الوغد ؟!" ، شهق سوكجين بصدمة ليومئ له جونقكوك مردفاً : "لنقل أنَّه زواجٌ مدبر .. "

"لن أسامحكَ على عدم دعوتي !" ، قال سوكجين بانزعاج ليردف جونقكوك عاقداً حاجبيه : "لقد كنتم جميعاً مسافرون ، خالتي أنظري لابنك ."

ربتت الخالة على ظهر جين لتردف بابتسامة : "ليسَ بالأمر الجلل ، حفلات الزفاف متشابهة بنيّ ، كما أنَّنا رأينا عروسه ، فليحفظكما الإله .." ، انهت كلامها ناظرةً للثنائيّ .

"جونقكوك ، كيفَ تعرَّفت على زوجتك ؟ تبدو لي قصَّةَ حبٍّ رائعة كال..." ، كادت أن تلعن مجدداً لكنَّ نظرات شقيقها المخيفة فجأة أوقفتها .

حمحم جونقكوك قليلاً ليردف بهدوء : "ليسَ حقاً ، سأخبركِ بها لاحقاً هذا وعد.."

ضيَّقت الأصغر عيناها لتردف : "لن أنسى ، أحذِّرك .."

انتهى بهم المطاف يتناولون العشاء في منزل عائلة سوكجين الَّذي لم يصمت ولم يكفَّ عن التباهي بجماله ، واستنتجت أيضاً أن هذه الأسرة اللَّطيفة هي مالكة هذا المكان الذي يشبه الجنّة وأن جونقكوك تعلّم القفز المظليّ بسبب عيشه هنا لفترةٍ مع عائلته قبل أن ينتقلوا للمدينة بسبب أعمالهم أمّا أسرة كيم الصّغيرة فقرروا توسيع نطاق عملهم وأصبحوا يستقبلون من يريدون تعلّم القفز المظليّ المنفرد .

"هذا حتماً واحدٌ من أفضلِ أيّامِ حياتي .." ، أردفت بابتسامة كما لو أنّ الحياةَ عادت إليها مجدداً ليهمهم جونقكوك متجنباً النّظر إليها حتى لا ينتهي بهم المطافُ في حادث سير .

مدَّ يده نحو المسجل ليشغلَ أغنية هادئة باللُّغة الانجليزيّة بصدد اسكاتها حتّى لا تشتت انتباهه ..

لم يتوقف قلبها عن النبض كما لو أنّها في ماراثون ، هذا اليومَ استهلكت جميعَ الادرينالين في جسدها .

وصلا للقصر لتترجل من السَّيارةَ وتجفلَ حينَ انكبَّ عليها أحدهم في عناق .

"آدم !!"

_________
يتبع..

_________

بارت كله مومنتات .. اوص ولا حرف .

كلمة لادم ال....... (تحاول تهدا)

توئعاتكون ؟
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تضحك ..

علاقة جنقة بزنزن ؟

جنجن ؟ (جين)

الاغنية ؟ 🤤

زينيث خاصّتي ♥️👇


ملاحظة : البارتات طويلين لأن الرِّواية قصيرة من حيث عدد البارتات ، يعني لو بقسم البارت زي مالمفروض في الوضع الطبيعي بالنسبة لباقي رواياتي فبنكون الحين بالبارت ال ويت احسب .......
يلعنبو الرياضيات ، البارت ١٨ .. فاااا مدري ليش حكيت بس بقول يعني ..
الزبدة الرواية مستحيل تزيد عن ... ٢٠ بارت ، هو المفروض ١٥ بس بقول ٢٠ لان مادري عقلي وين يودي ويجيب .

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top