19 : خسرتِ يا ملاكي


__________

"هي تستحقُّ رجلاً أفضل مني .. لكن .. جوليا ، أتظنين هائماً يستكين ؟ أنتِ صديقتي التي كنت أستغلها دائماً ، الحبُّ يكون حبّاً إن لم تسمح للآخر باستغلالكَ بهذه الطريقة ، أنتِ أحببتني بشكل مثير للشفقة ، أنتِ خضعت لي ، سأخبركِ شيئاً ، الحبَّ الذي يجلب لك الهوان ، من الافضل عدم وجوده .." ، استرسل بينما اشتدّت قبضته على يدها لتؤلمها بحدّة .

افلتها فجأة دافعاً إيّاها ، نظرت له بحنق لتردف : " الن يذلك حبك ؟ حينما ترى فتاتك هذه الصور ، اتوق شوقاً لرؤيتها تحيلك ذليلاً لاسترجاعها .."

حوَّلت نظرها لزينيث التي ودون أن يدري كلاهما اصبحت واقفة خلف جونقكوك .

التفت لها جونقكوك بصدمة ، هو لم يرغب معرفتها بأي شيء من هذا خشيةً عليها من تأزماتها النفسيّة ، إلّا أنّه فوجئ بها تتقدم نحوهما بينما تحدق بتلك الفتاة بنظرات لم يفهم مغزاها ، كانت كمتاهة بالنسبة له .

حرَّكت قزحيّتها لتنظر لما يحمل بين يديه ، سحبت الصور لتنظر إليهم بعد أن رفعت شعرها بيدها .

نظرت لجونقكوك وأردفت كلاماً ساخراً بنبرة جديّة : "هل سأفاجئ بعد سنتين بطفل يطرق الباب ليخبرني بأنّه قد اشتاق لبابا جونقكوك ؟!"

قهقه مجيباً : "فقط إن سمحتِ لي بأن أكون أكثر حريّةً معكِ في السرير .."

فهمت مقصده لتضيِّق عينيها له بينما هو تقدَّم خلفها ليشابك يديه حول خصرها مسنداً رأسه على كتفها ، أعادت نظرها للفتاة أمامها لتردف : "صديقةٌ جامعيّة .. مثير للاهتمام .."

"ليس صديقةٌ جامعيّة فحسب ، بل شريكةُ جونقكوكي في السَّرير أيض.."
عيناها لمعت بحدّة حالما سمعت ياء ملكيّتها لجونقكوك ، تخلّت عن سيطرتها على كفِّها لتسقط الأخرى أرضاً بصفعةٍ دوّى صوتها في المنزل .

الآخر ضيَّق عينياه ودوَّر شفتاه متظاهراً بإحساسه بالالم ، لم يعتقد أنَّ فتاته شرسة بهذا القدر ، وبقدر ما آلمت الصفعة جوليا بقدر ما أعجبته .

"جديّاً .. لا تنسبي ما يخصُّني لك .." ، قالت ببرود ليلتفت إليها في حين أنّه لم يزحزح رأسه عن كتفها بتفاجؤ طفوليّ .

"ستندمين .. وأيضاً ، هو سيتركك بأيّ حال ويأتي إليّ بالنهاية فلا تفرحي كثيراً !" ، قالت الفتاة بجموح بعد أن جرِّدت من كرامتها .

جونقكوك لاذ بالصمت مترقباً فتاته ، هو حقّاً يحبٌّ ردات فعلها والتي غالباً ما تفاجئه .

مررت لسانها على زاوية شفتها بابتسامة غريبة شابهت خاصّة جونقكوك بحدٍّ كبير ، لتردف : "لو كان سيتركني لتركني منذ أن هربت أوّل مرة ، ولو كانَ ليحبّكِ لما التفت إليّ أصلاً .."

نظرت للصور لثوانٍ لتردف بنبرة أكثر هدوءاً : "للحق ، أنتِ مثيرة للشفقة .. لم اعتقد يوماً بوجود فتاة بهذا المستوى من انعدام الكرامة ، اتسمحين لشاب ان يستغلَّك بهذه الطريقة الشنيعة بعذر حبّك له ؟!"

زفرت تنظر لها بهدوء .
"حبُّك له ليس مسوغاً لإذلال نفسكِ لأجله .. وهو يفعل ذلك لأجل فتاة أخرى فوقها.. "

استرسلت بعد أن صمتت لثوانٍ : "جونقكوك زوجي ، ملكي وحدي منذ اليوم الّذي أصبحت ملكه به ، وجديّاً ، استطيع أن أكون بمدى حدّته ووحشيته إن تعلّق الأمر به .. للنساء طرقهم في الوحشيّة كما تعلمين .."

القت الصور في وجهها لتكمل : "انشريها إن أردتِ .. سمعته لن تتضرر بقدرك ، استطيع تلفيق تهمة واحدة قد تدخلك السجن ، لا اعتقد أنّك أهل لمواجهة زوجة جون جونقكوك صحيح ؟ تخدير ، التقاط صور مخلة بالاداب لتهديد الضحية بها فيم بعد ، لم اقضِ حياتي عبثاً احاول الحصول على رجل ليس لي كما تعلمين ، استطيع تهشيمكِ بكلمة واحدة .."

ما أن صمتت حتّى اندفعت جوليا بحدّة : "وتسمين حبك حباً ، انتِ حتى لم تكترثي لدى رؤيتكِ لهذه الصور ، بل وتدافعين عنه !"

رمقتها ببرود ، تنهدت بانزعاج .
"إن كان حبكِ شكّاً فحبي ثقة .. أعلم جيّداً ما هيّة مشاعره تجاهي ، وإلّا لن أكون بين ذراعيه الان كما ترين .. سأكذب جميع حواسي وأصدق ثقتي به إن لزم الأمر ، قد يكون هذا غبيّاً .. فقط لو كان رجلاً غيره .. أنتِ لا تعلمين شيئاً فاصمتي .."

"مختلان !" ، همست بها لتتوجه خارجة من منزله ململمة ما تبقى لها من كرامة ، إلّا أنَّ بضعةُ رجالٍ سدُّوا المخرج أمامها ببنياتهم الضخمة ، لتحدِّق بهم عاقدة حاجبيها ، التفتت حالما سمعت صوت جونقكوك الذي أردف قائلاً :"إن ظننتِ أنَّك ستهددينني بجون زينيث ، تصرخين بوجهها وتزعجينها ، ثمَّ تغادرين وكأنَّ شيئاً لم يكن ، فأنتِ مغفلة يا عزيزتي .. "

أخذ يتقدَّم نحوها بابتسامة ، خطوة فخطوة حتى فصل التصاقهما خطوة .

"مهلاً .." ، صوتها صدح ، ارتخت ملامحه الحادة ليلتفت اليها .
تقدَّمت نحوه بهدوء ، سحبت يده لتردف وهي تجره خلفها : "دعها وشأنها .. هي ميتة على أيِّ حال .."

هو لم يفهم مقصدها ، لم يفهمه حتّى سمع بخبر انتحار جوليا في الليلة ذاتها .

"أحبتك جداً .. بشكلٍ خاطئ ، ووقت خاطئ.." ، اردفت بابتسامة باهتة تطالع خبر انتحار فتاة عشرينيّة في شقتها ..

"ما كنت لأحبَّ أحد سواك ولو اختلف الوقت..لم اختركِ ، روحي فعلت .." ، قال بابتسامة بعد أن اطفأ التلفاز .

"هذه لعنة حلَّت على كليّنا جون جونقكوك !" ، قالت ثمَّ ضحكت حالما زمَّ شفتيه رافعاً كلا حاجبيّه .

تاليها أن ضيَّق عينيه ليردف : "حبُّكِ لعنة ؟ أبعديني عن سحرةِ الخير إذاً .."

____________

بعد مرور اسبوعين ..

"زينيث ، والداي سيأتيان الليلة ، وايضاً هناك عشاءٌ لشركائي في المنزل .. أُلغيه إن أردتِ.." ، أعلمها لدى ملاحظته تعكُّر مزاجها في آخر يوميّن .

نظرت له مهمهةً لتبتسم : "لا بأس ، لا داعيَ لذلك .."

اقترب منها وأظهر أكثر ملامحٍ ليّنة قد تراها في وجه أحد ، وضع يده فوق خاصّتها ليردف : "صدقاً زينيث ، ما خطبكِ ؟ أرى حزنكِ لو لحَّفته بمليون ابتسامة فلا تخفِه عني .."

حدَّقت بعينيه لثوانٍ ، حتماً لا ترغب في إحزانه ، ابتسمت بهدوء مربتةً على رأسه لتجيب : "لا تقلق ، أنا بخير طالما أنَّك بجانبي .."

ابتسم مصححاً : "بداخلك .."

حملقت به بصدمة ، عقلها القذر سرحَ بعيداً إلّا أنّه سرعان ما عاد أدراجه لدى إشارته لقلبها ، أو وشمها .. أو ربما كلاهما معاً ..

استقامَ معدِّلاً قميصه ليردف : " سيصلون بعد ساعتين .. عليَّ أن أذهب لأتفقَّد الوضع .."

همهمت له مبتسمةً ليخرج ، وحالما طبق الباب استلقت على سريرها بتنهيدةٍ متألمة .

"لمَ واللّعنة حدث الآن !!"
أمسكت دموعها عن الانهمار ، زفرت مرتجفة لتضمَّ يداها .

"آسفة جونقكوك .." ، همست بينما تطالعُ خزانةَ ملابسها ..

__________
"يتبع.."

يفوز بأقصر بارت بذي الرواية 🤣🤣

لمازا ؟ عشان البارت الجاي هو الاخير .. كان المخطط يكونو بس ١٠ ، خليتهم ١٥ بدون ماحس والحين بيصيروا ٢٠ !!

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top