13 : ليست قصّة حب


_________

"من هؤلاء ؟!" ، سألته بصوت مرتفع وهي تشير للناس بالأسفل ليلتفت الجميع إليهم ، ابتلع هو ما في جوفه بتوتُّر لينزل للأسفل ممسكاً بيدها ومخبئاً إيّاها خلف ظهره بسبب تواجد ذكور بالغين وقصر قميصه عليها .

"رائع بنيّ ، غادرنا لسنةٍ فقط لنعود ونجدكَ تحضر عشيقتك إلى هنا ؟!" ، أردفت امرأة في نهاية عقدها الرّابع لتظهر زينيث من خلفه فجأة وتردف بصدمة : "هل قَصَدتني للتو بعشيقتكَ جون جونقكوك؟!!"

"نعم قصدتكِ ، ومالّذي تفعلينه هنا مع رجل وحدكما في هذه الملابس غير ممارسة العهر معه ؟!" ، صرخت المرأة فجأة لتحدِّق بها زينيث بصدمة :

"عهري مباح يا سيِّدة طالما أنَّني زوجته .." ، أجابتها ببرود ، لتضحك المرأة بسخرية .

"عاهرة وكاذبة ، من أيِّ قما..." ، لم تكمل المرأة كلامها بسبب صراخ جونقكوك المفاجئ :

"كفى أمي ، هذه زوجتي !!" ، برزت أوداجه ، كان صامتاً في البداية يكبت غضبه بقلبه ، لم يتخيل يوماً أن يهينها أحد بهذه الطّريقة أمامه وهو عاجز ، لكنّه عجز هذه المرّة لأنّ من فعل هو والدته ، إلّا أنَّ حدَّه قد انتهى ، ولو كان أحد مكان أمه لكان ميتاً الآن ..

حملقت أمُّه بصدمة ودموعٌ قد تجمعت بعينيها وصدمة زينيث التي لم تقلّ عنها لاكتشافها بأن هذه المرأة هي والدته التي لم تعلم عنها شيئاً منذ تعرّفت عليه ، كما أنّها تجاهلت الشبه بينهما .

"ز..زوجتك !! تتزوج دون أن تعلم والدتك حتى ؟! أهذا جزائي جونقكوك؟!"
تمتمت بصدمة ، كان مؤلماً لها أن تعرف بزواج ابنها الوحيد بعد مروره .. لم تتخيل هذا حتى في أسوأ كوابيسها ..

"آسف أمي .. لم أقصد ، ورجاءً ، لا تتحدثي بسوء عن زينيث من الان فصاعداً .. لن ترين وجهي مجدداً لو فعلتِ .." ، قال بهدوء ليعيد زينيث خلفه .

"عزيزتي .. أكيد لجونقكوك أسبابه لإخفاء هذا عنّا ، فلتهدأي .." ، تدخل والده الّذي كان جالساً يشعر بالصداع بسبب الفوضى التي أحدثوها بمجيئهم .

نظرت له زوجته لتردف بصدمة : "ولم انت هادئ لهذا الحد ؟! كنت تعرف صحيح ؟! كنت تعرف بأمر زواج ابني ولم تخبرني صحيح ؟!!" ، صرخت في نهاية جملتها ودموع قد تجمعت في عينيّها .

تنهد والده ولم يكن له شيء ليفعله سوى الصمت فتأزر به ، إن تفوه بشيء فسيزيد الطين بلة لذا ترك زمام الامور لابنه .

تنهد جونقكوك ليردف بنبرة هادئة آملاً ان تنتقل لوالدته : "اسمعي أمي .. "
تحطمت آماله بصراخ والدته مجدداً :
"اسمع ماذا بحقكِ ؟! تتزوج دون إعلامي وفوقها فتاة لم ولن أوافق عليها ؟ أليست لي قيمة عندك ؟ أخبرتك مسبقاً أنَّني أريد تزويجك من فتاة معيّنة ألم تضع لهذا قيمة أيضاً ؟!"

صرخ فجأة وأوداجه قد برزت :"وهذا بالضبط سبب عدم إخباري لكِ أمِّي !"

حدّقت به والدته والجميع بصدمة غير مصدقين ، تنهد واسترسل بنبرة اقل ارتفاعاً بقليل : "لأنّني كنت أعلم بأنَّك سترفضين هذا الزواج بكل الاحوال بسبب رغبتك من تزويجي بفتاة لا تعلمين اسمها او إن وجدت حتى .. كلُّ ما يهمك هو وعدك لصديقتك القديمة اثناء حملك بي بتزويجي من ابنتها ، حقاً أمي ؟! هل هذا منطقيّ ؟!! أنتِ لا تعلمين حتى إن انجبت ابنة ام لا ! حتى أنّني كنت خائفاً من إخبارك بعد عودتك ، كنت ستعلمين على أيّ حال وهذا كان خوفي الأكبر ، أمي لم اقصد إحزانك ولا أرغب بهذا أبداً .. ولم أخطط لكسر كلمتك ، لكن زينيث .. "

صمت لثوانٍ ولانت ملامحه فور أن نطق اسمها ليسترسل بضعف لامسته والدته في نبرته : "لقد أحببتها حتّى أصبحت كوني بأكمله ، لا استطيع حتى مجرّد التفكير بحياتي دونها ، أمي أنا سأموت لو ابتعدت عني أقسم لكِ .. أمي أنا أحبها ، بل مهووسٌ بها ، ألا قيمةً لقلبي عندكِ ؟ "

الجميع دهش بسبب ما سمعوه ، لم يصدقوا آذانهم بالأحرى ، جون جونقكوك الّذي لم يلن قلبه لفتاة يوماً مهووس الان بواحدة واستطاع الاعتراف بصراحة أمام الجميع بهوسه بها !! أيُّ معجزة قد حدثت !

"ما هذه المهزلة جونقكوك ؟!" ، صوتها ارتفع فجأة بعد أن كانت صامتة تشاهد ليلتفت الجميع إليها وأولهم جونقكوك الذي حدّق بها عاقداً حاجبيه باستغراب .

نزعت يدها من خاصته بقوّة لتنظر له بحنق صانعة تواصلاً بصريّاً بينهما لتردف بحدّة : "فشلت خطّتك مع كاليسي وجميع خططك السابقة لتتطور الان بخطة أكثر لعانةً مع والدتك ؟ تظن سأحبُّكَ لو فعلت هذا وقلت هذا الكلام أمام الجميع لتثبت حبك لي ؟ أمخبول أنت جونقكوك ؟!"

هزَّ رأسه نافياً عاقداً حاجبيه بصدمة ، لم يتخيل أنّها ستفهم الأمور بهذا الشكل ، عقله بدأ يفقد قدرته على الاستيعاب ، هو محتار الآن وبشدّة ..

"أأجبرتها على الزواج بك ؟!" ، سألته والدته محدقةً به بصدمة ، نظر لها دون استيعاب ، يريد الحديث إلّا أن الكلام أبى أن يخرج من فمه ..

"أجبني جونقكوك ، أأجبرتها على الزواج منك ؟" ، سألته مجدداً بصراخ ، ومجدداً ، هو لاذ بالصمت .

"لا أصدق ! انت لست جونقكوك الّذي أعرفه !!" ، انخفضت نبرتها محملقة به دون تصديق ..

"أُمي أنا..." ، لم يكمل كلامه بسبب تلقيه لصفعةٍ من والدته جعلت منه يلتفت ، شهقت زينيث لتدرك أخيراً أنَّ هذه ليست تمثيليّة ، للحظاتٍ فقط رأت بها طبقة زجاجية على عيونه لتدرك كونه موشك على البكاء ، التفتت سريعاً لتقف أمامه كحائل بينه وبين والدته واضعةً يدها على وجنته .

"هو لم يجبرني على شيء .." ، قالت بصوت مهزوز مختنق ، هي أيضاً أوشكت على البكاء ، شعرت بالندم لاتهامها المغفل ، كما أنّها هي ولأول مرةِ تراه ضعيفاً بهذا الشّكل ، صحيح أنّها صفعته من قبل ، لكن صفعة والدته مختلفةٌ تماماً ، رؤيته ضعيف كانت مؤلمةً لها بحق ، كما لو أنّها من صفعت ، لتتذكر حينما حماها من والدها أكثر من مرة ..

"أتسخرين منّا ؟! منذ قليل وضّحت عدم حبِّكِ له ، وتقولين الآن أنّه لم يجبركِ على شيء ؟!" ، أردفت والدته بحنق ، ازعجها تناقض هذه الفتاة .

زادت حدّة نبرتها ونظرتها لتردف : "عدم حبِّي له لا يعني بتاتاً أنّه أجبرني على الزواج بي ، وما قلته في الواقع بشكل ما يوضِّح أنّه لم يجبرني على شيء .."

" مالّذي فعلته لابني ؟ كيف تلاعبتِ به ؟؟ أخبريني ؟ أي خطة فعلت لتجعلينه خاضعاً لكِ بهذا الشكل وهو لم يخضع او يسعى يوماً لأحد ؟!" ، أردفت والدته بحدّة فاقت خاصّة زينيث ، زفرت الأخرى بهدوء فلا تملك اجابة لما قالت ، حتّى أنّها بنفسها تريد أن تعلم ، مالّذي فعلته لتجعل جونقكوك يسعى خلفها آنذاك ؟

ًلم يقل هو شيء ايضاً ، امسك يد زينيث مجدداً والّتي هي بدورها شدّت على خاصّته أيضاً ليتجه لغرفتهما دون النُّطق بشيء ..

أمه بدأت تتذمر وتكسر كل ما وقعت عيناها عليه وتوبخ الجميع ، حتى زوجها ..

_______

دلف الغرفة وقد جعلها تدخل قبله ليقفل الباب ويسند رأسه عليه ..

التفتت له لتجده يلتفت بظهره مسنداً جبهته على الباب لتردف بأكثر نبرةٍ حنونة تمتلكها : "جونقكوك.."

التفت لها فجأة ملصقاً شفتاه بخاصته ، لم تفعل شيئاً سوى اغلاقها لعينيها ورفعها لكفيها على صدره .

وكلاهما ابتسما اثناء تلك القبلة ..

فتحت عيناها لتشهق فجأة ، نظر لها بقلق فأخذت تلعن .

"مالخطب ؟" ، سألها عاقداً حاجبيه .

"سأتأخر عن الامتحان !! اللّعنة قد أضطر لإعادة المادة لو لم أذهب !"
أردفت بخوف ليهمهم لها قائلاً : "ارتدي ملابسك بسرعة ، سأوصلك ، لا تقلقي لن تتأخري .."

أردف لتومئ له وتذهب لارتداء ملابسها وهو فعل المثل ..

نزلت فور أن انتهت من ارتداء ملابسها لكي تنتظره بالسيّارة فقد كان يعدل شعره .

كانت تنزل السلم وتعدل ساعتها حتّى سمعت صوت حماتها لتلتفت لها .
"رائع ، إلى أين أنتِ ذاهبةٌ كنتي العزيزة بعد أن افتعلتِ مشكلةً بيني وبين ابني ؟!"

عقدت حاجبيها لثوانٍ وتحرك عيناها كما لو أنّها تحاول التذكر لتردف : "عذراً لكن ... بحسب ما أذكر وإن لم تخنّي ذاكرتي فأنتِ من افتعل المشكلة"

"ما هذه الوقاحة ؟!" ، سألت بحنق ، زينيث نست نفسها وتكلمت بوقاحة ، حتى هي أدركت هذا متأخراً لتضع يدها على فمها موسعة عيناها بصدمة ، لتنحني : "اسفة .. لم أقصد أن اتحدث بهذا الشكل .. "
كانت ملامح ونبرة الاسف واضحةً عليها لتلين ملامح والدته ، وللحق حتّى هي شعرت بلطافتها عندما ادركت خطأها ، إذ أنّها كانت غاضبة أساساً لبعض المشاكل السابقة وخبر زواج ابنها صدمها فزاد الطين بلّة ، فأشاحت بوجهها عنها لكيلا تستطيع تمييز ابتسامتها الّتي جاهدت لاخفائها لدى رؤية لطافة كنّتها التي ظهرت فجاة ، إلّا أن الّذي كان خلفها لاحظها ليبتسم بشيطانيّة .

"زينيث ! كيف تتحدثين مع والدتي هكذا ؟!!" ، أردف بحدّة موبخاً إياها لتلتفت كلتاهما إليه ، والدته باستغراب وزينيث عابسة لتردف بنبرة المظلوم : "لكنّني اعتذرت ولم أقصد هذا !!"

"كفى ، ليس بالأمر الجلل !" ، أردفت والدته مؤنبةً إيّاه لتقلب عيناها متظاهرةً بعدم الاكتراث عندما نظرت لها زينيث بتفاجؤ وابتسامة لطيفة زيّنت وجهها لتلتفت بعدها لجونقكوك الّذي غمز لها وأعاد نظره لأمه الّتي ذهبت لتجلس أمام التلفاز متظاهرةً بعدم الاكتراث .

"أُمّي ، أنا ذاهب لاجتماع مهم وسآخذ زينيث للجامعة فقد تتأخر عن امتحانها .. سنعود سريعاً ، أحبك وداعاً .."
أردف سريعاً ليتقدم نحو والدته التي تتظاهر بعدم الاهتمام طابعاً قبلة لطيفة بابتسامة على وجنتها ويغادر المنزل لتتبعه زينيث الّتي تشتتت فقد أوشكت على الذّهاب وتقبيل حماتها أيضاً بموقف غبيّ إلّا أنّها اكتفت بابتسامة لطيفة ولوّحت لها بيدها لتتبعه بعد أن لاحظت أنّه سبقها كثيراً ..

"كنّتكِ لطيفة سيّدة جون .." ، أردف والده بابتسامة ينظر لكنّته وهي تركض لتلحق بجونقكوك ..

قلَّبت عيناها لتهزَّ بكتفيها متظاهرةً بالانزعاج : "بل تبدو كالأفعى الخبيثة .."

"آه كفاكِ جونغ ها ، واضحٌ جدّاً أنَّكِ وقعتِ بحبِّها .." ، قال مواجهاً إيّاها بالحقيقة ، لعلّها تعترف بها .

"لكن والدي المغفل ذاك .. ذوقه مثاليٌّ حقاً .." ، أردفت تنظر لصورة زينيث مع ابنها بوضعية كما لو أنّهما تمثالين اغريقيّيَّن العملاقة والمعلَّقة في وسط الصالة الّتي كانت أساس فوضاهم في الصَّباح عندما أتوا ورأوها ..

والدته اقتنعت بكون ما تفعله ليس صائباً ، وجونقكوك كان على حق فهي لا تعرف ما إذا كانت صديقتها القديمة قد انجبت فتاةً اصلاً ام لا فهما قد افترقتا منذ خمسة وعشرون سنة بالفعل ولا تعلم عنها سوى اسمها وشكلها ..
كما أنَّ زينيث قد دخلت قلبها بشكل ما ، الولدُ سرُّ أمه بأيّ حال ..
كما أنها فكَّرت أن عدم اعلامه عن زفافه كان خطؤها من الاساس فلا داعي لافتعال مشكلة على هذا .

________

"والدتك لطيفة ، لا أعلم كيف أنجبت شخصاً مثلك أصلاً !" ، أردفت فجأة تحدِّق بالطريق بسرحان ..

التفت لها عاقداً حاجبيها وهذا آخر ما توقّعه ، أن تظنَّ أن والدته لطيفة !
"ولمَ ؟"

"أنت مغفل ، وغد ، سافل ، حقير ، منحط ، لعين ، منحرف وقذر ... أما هي فلطيفة ونقيّة ، احترم من يظهرون مشاعرهم .. ليسوا مزيَّفين او ما شابه .. كما أنّه من حقِّها ان تغضب ، لربما كنت لأفعل شيء أسوأ لو كنت في مكانها وتزوّج ابني الوحيد دون علمي .."
أردفت كما لو أنّ الذي تشتمه ليس بجانبها لينظر لها رافعاً إحدى حاجبيه .

"لا تنسيّ أن هذا المغفَّل والوغد والسافل والحقير والمنحط واللّعبن والمنحرف والقذر قد أخفى أمر زواجه عنها بسبب حبِّه لكِ ورغبته بالزواج بك وحدك فحسب .. "

هزّت كتفيها بلا مبالاة ، ليسترسل هو : "بأيّ حال ، اعرف أمي جيَّداً ، ردة فعلها تلك فقط بسبب حزنها ، ستهدأ وقد بدأت تهدأ بالفعل ، كما أنّها أحبتك .. بحسب خبرتي بأمي فهي ستحاول أن تكون صعبة المنال لفترة ثمَّ تعود بخير ، هي حنونة جداً .."

"لا تغضب أمَّك بأي شكل بسببي ، جديّاً .. كما أنّك تستحق صفعة اليوم لسبب آخر ، لا ترفع صوتك في حضور والدتك ! .. هي ليست زوجتك كي تحتمل وقاحتك ... " ، أردفت بحدّة وجديّة ، هي حقّاً تحترم جميع الأمهات مهما فعلن ، وتبغض رؤية شخص وقح مع والدته بشدّة ، وهذا بسبب حبّها الشّديد لوالدتها ..

"أوامرك ملكتي .." ، أردف بابتسامة ليرفع يدها الّتي شابكها بخاصته مقبِّلاً إيّاها ..

"أأنتَ خروف ؟" ، سألته فجأة لينظر لها عاقداً حاجبيه .

"هاه؟" ، لم يفهم مقصدها ، لتبدأ بالضحك فجأة :
"فقط أمزّح ، آدم علّمني إيّاها أيضاً ، تعني شيئاً كَـ -عبد النساء- او رجل ضعيف الشّخصيّة .."

تلاشت ابتسامته فور ذكرها لاسم آدم ليقلِّب عيناه متمتماً : "وهل يصبح الرجل ضعيف الشخصية وعبداً للنساء على كلِّ كبيرة وصغيرة ؟!"

"كنت أمزح كما أنَّني مقتنعةً بسخافة هذا وأيضاً أمقت من يفكرون بهذا الشكل ." ، أردفت بانزعاج بسبب تحدثه بجديّة .

_________

أتى لأخذها من الجامعة ، وجدها تنتظره في موقف السيّارات لينزل بعد أن أوقف سيارته أمامها ، خاصرها ليرخي ذقنه على رأسها مردفاً :
"همم ، أبليت جيِّداً ؟!"

هزَّت كتفيّها بمعنى 'لا أعلم' واسترسلت : "اجاباتي بالشرق واجابات البقيّة بالغرب .. لا أعلم حقّاً .."

زفر بهدوء ليطبع قبلةً على جبهتها قائلاً : " لا يهم .. أيَّاً كانت درجتك ، المهم هو أنتِ .."

_______

"ما هذا ؟ " ، سألته حاملةً علبة مخمليّة مربعةً باللون الأزرق الملكيّ لتفتحها .

"احزري .." ، نظر لها لوهلة وأردف ساخراً بعد أن أعاد نظره للطريق .

"أين باقة الورود ؟" ، سألته بعد أن مررّت أناملها على العقد بابتسامة .

"أيُّ باقة ورود ؟!" ، سأل عاقداً حاجبيه لتردف ساخرة : "لا تقل لي أنَّك ستعطيه لأمك هكذا دون باقة ورود !! جديّاً جونقكوك ؟! حتى لو كان جميلاً جداً هذا لا ينقص من أهمية باقة الورود .."

همهم لها ليردف : "كيف علمتِ أنّه لأمّي ؟"
عقدت حاجبيها تسأل نفسها كيف علمت لترمش عدّة مرات قبل أن تجيب : "لا أعلم .. لكن علمت .. ليس بذلك اللغز يا رجل !"

توقف عند محلٍّ زهور لينزل لشراء باقة ورد فنزلت معه ..

"بأيِّ لونٍ سيِّدي ؟" ، سألته البائعة بابتسامة لينظر لزينيث بتساؤل ، فتردف : "الأزرق ، وواحدة حمراء بالنصف ومحيطها بالأبيض .." ، اختارت فجأة ليرفع حاجبه متعجباً من ذوقها الغريب .

قفزت فجأة تنظر لمكان ما عابسة بعد أن ذهبت البائعة لتحضر الباقة ، نظر لما كانت تنظر إليه ليجدها مجموعة ورود سوداء ..

"تحبين الورود السّوداء ؟" ، نظر إليها مضيّقاً عيناه ، ذوقها حقّاً غريب .

اومأت له لتردف بتعجب : "ومن لا يحبُّهم ؟! جدياً ، هذه المثاليّة بعينها !"

أتت البائعة لتمدَّ الباقة لزينيث بابتسامة ، دفع الحساب وغادرا سريعاً .

"اترك هاتفك وانظر للطَّريق !" ، أردفت بانزعاج ، هو مشغول بالهاتف منذ عشر دقائق ويتجاهل الطريق ..

________

سمعت صوت جرس المنزل يرنُّ منذ وقت ولم يفتح احد الخدم الباب بسبب أمر جونقكوك لتفتحه هي بنفسها بعد أن تذمرت من خدم هذا المنزل ..

فتحته لتقابل باقة زهور بجسد زينيث بدل رأسها وعلبةً زرقاء مخمليّة بجسد جونقكوك بدل رأسه أيضاً ..

"آسفان جلالتك .. نحنُ حقّاً لم نقصد جرحك .. ونعدك بأنَّنا سنعوضكِ حتماً ، أرجوك لا تبقيّ غاضبة .." ، أردف ولم يزحزح العلبة عن وجهه ، ابتسمت والدته لتنزل العلبة بهدوء لرؤية وجهه .

كان يعبس بلطف لا يظهره إلّا لامرأتان ، قرصت اذنه متظاهرةً بانزعاجها ليظهر ملامح تألّم ، قهقهت بعدها لتفتَح ذراعيها له فتقدَّم هو سريعاً ليعانق والدته كما لو أنّه ما زال بالعاشرة من عمره .

"أيُّها المغفل ، كيف تظن أنَّني سأبقى غاضبة من ابني المدلل والوحيد .." ، أردفت بسعادة ، بدأ هو يتمايل يميناً ويساراً ليردف بطفوليّة وسعادة : "اشتقت لكي جونغ ها خاصّتي .."

"طفلٌ قليلُ أدب .." ، أردفت عاقدةً حاجبيها لتنظر لزينيث الّتي تنظر لهما بابتسامة ، فتحت ذراعيها لها لتسترسل : "أرى أنَّ كنتي لا تريد عناقاً جماعيّاً .."

قفزت زينيث لها فجأة معانقةً إيّاها رفقة جونقكوك الّذي بدا الأسعد على الاطلاق ، فصلوا عناقهم لتردف هي بعد أن نظرت لزينيث بتأنيب ضمير : "سامحيني أرجوك ، قلت كلاماً وقحاً في الصباح ، لم اقصد هذا يا بنتي .."

هزّت رأسها نافية لتحمل يدها معطيَةً إياها باقة الورود : "لم تقولي شيئاً خاطئاً ، لو كان أحد مكانك لربما قال أموراً أسوأ ، لكنكَ مثاليّة ، حتى في غضبك  .."

توسعت ابتسامتها لدى رؤيتها للورود ليهمَّ جونقكوك بوضع الطوق حول عنقها ..

"بداية جديدة مولاتي جونغ ها ؟" ، سألها بسعادة لتقرص أذنه مجدداً وتردف بتأنيب مصححة : "أُمي."

"حسناً حسناً أمي.." ، أردف بتألم .

______

حان وقت العشاء ليجلسوا جميعهم معاً ، حضر جونقكوك وزينيث متأخران لتردف والدته : "بما أنَّ الفرصة لم تتح لنا تعريفك بالجميع زينيث فسأعرفكِ بهم الان .."

اومأت لها زينيث بابتسامة لتبدأ والدته بزوجها مشيرة له : "أولاً جون جونغ شين ، حماكِ .. "

اقتربت نحوه معانقةً إياه بلطف بينما هو ابتسم بسعادة ، لاحظت أنَّ ابتسامته تشبه خاصّة جونقكوك كثيراً ..

"يا اهلاً بصغيرتنا الجديدة.." ، قال والده بسعادة لتكمل والدته : "سبونج بوب ذاك " ، قالت مشيرة على أحد الشبان الجالسين على الطاولة ليبتسم ملوحاً لها فتسترسل : "جون هوسوك ، ابن عمِّ جونقكوك ، على يمينه هايرا ، ابنة عمَّة هوسوك وجونقكوك ، والمغفل الآخر هو مارك - إحذري منه فهو منحرف كبير- ، يكون ابن أخي ." ، فجأة صرخ مارك بانزعاج بسبب نعتها له بالمنحرف قائلاً : "عمّتي ! لست منحرفاً ، كما أنَّ جونقكوك سيطيّر رأسي لو نظرت إليها .."

"جيِّدٌ أنَّك تعلم .." ، أردف جونقكوك بهدوء بعد أن ضربَ رأسه من الخلف مسبباً ارتداده للأمام ليصرخ مجدداً بألم : "لم ضربتنيي؟!!"

"لقد نظرت إليها بالفعل .." ، أردف بعد أن جلس بجانبه ملتفتاً بابتستامة متكلفة أرعبت مارك بحق ليدرك جديّة جونقكوك الّذي بدا له مجنوناً ..

رفع جونقكوك رأسه لينظر لهوسوك فوجده ينظر لزينيث بابتسامة ، وبسبب شعوره بأنَّ أحداً يخترقه بنظراته ، التفت لجونقكوك ليبتلع رمقه حالما حدجه الآخر بأكثر نظرة مرعبة شهدها في حياته فينزل بصره لصحنه برعب ..

"أمّا البقيّة فمنهم قد ذهبوا ومنهم من سيعودون من بريطانيا بالغد .." ، أردفت والدته لتُجلِسَ زينيث بجانب جونقكوك وتجلس هي بجانب زوجها .

"لكن .. لمَ كنتم في بريطانيا ؟" ، سألت فجأة ليحدِّق جونقكوك تارة بمارك وتارةً بهوسوك مسبباً الرُّعب لكلاهما ليتفاديا النظر إليها ..

"آه .. أمور العمل والعائلة ، حدثت مشكلة بين شقيق جونغ شين وزوجته اي والدا هوسوك وأخرى بين شقيقي وزوجته اي والدا مارك ، ثم حدثت مشكلة أخرى بين الأربعة للتعقد الامور معاً فهم شركاء معنا في شركة ، واضطررنا للبقاء هناك لسنة كاملة حدث فيها الكثير.." ، تمنَّت لو أنّها لم تسأل فهي بحق تكره قصص المشاكل العائلية لتكتفي بالهمهمة ..

"لم تتدخلين بمشاكل عائلتنا ؟؟" ، سؤال وقح ونبرةٌ أوقح ظهرت من الفتاة الجالسة بجانب هوسوك ، نظر لها جونقكوك بحدَّة جعلتها تتمنى أن تشقَّ الأرض وتبتلعها ليردف بعدها : "اعتقد أنَّك تعلمين أنَّك تحادثين زوجتي هايرا .."

مرَّرت زينيث بصرها عليها من الأعلى للأسفل ، أدركت التالي ، طالبةُ ثانوية في الخامسة او السادسة عشر من عمرها نظراً لتبرُّجها غير المتقن وارتدائها لملابساً فاضحة من الواضح جداً أنّها لا تليق بعمرها بالاضافة إلى الاكسسوارات الّتي جعلتها تبدو كمسخ ، وأدركت شيئاً مهماً ألا وهو أنَّ هذه الفتاة معجبة -إعجاب المراهقين - بجونقكوك بسبب نظراتها نحوه متجاهلةً كونه يكبرها ثمان او تسع سنوات .

"نعم اعلم ، اتحدث مع من اريد كيفما أريد .." ، أجابته بوقاحةٍ فائقة ، هي لاحظت حدَّة زينيث وظنَّت أنّها وقحة -وهي كذلك-لتحاول تقليدها لا شعوريّاً ..

نظر لها بتعجُّب ليبتسم بعدها بتكلُّف قائلاً بنبرةٍ اخافت كل من سمعه ليس هايرا فحسب : "ليس زينيث هايرا ، ولا تلعبي بأعصابي ، أنتِ تعلمين جيداً ما قد أفعل لو تجاوزتِ حدودك وخاصّةً معها .."

تلك الفتاة حدث خلل في عقلها لتقرر زيادة وقاحتها : "مالذي فعلته لك ؟ غسيل دماغ ؟؟ بل حتى لزوجة خالي ، لكم جميعكم ، فقط دققوا بملامحها ، الخبثُ يقطر منها !!"

حملق الجميع بها بصدمة وخاصة زينيث الّتي أخذت تحاول تحليل ما تفوّهت به هذه المراهقة .

"هايرا !" ، صرخ فجأة ضارباً كفَّه بالطاولة بحدَّة ، اوداجه برزت والجميع جفل بسبب فعلته الّتي جعلت الطاولة بما عليها تهتز .. ارتجف قلب هايرا لتقف فجأة ودموعٌ قد غطَّت عينيّها ..

"ماذا ؟ اتصرخ بي الان بسببها ؟!" ، صرخت ودموعها بدأت بالهطول .

"بل أقتلكِ لأجلها .." ، كانت نبرته باردة وجادّة ، حملق الجميع به غير مصدِّقين ، لاسيّما أنّ هايرا كانت أقرب اقرباؤه له ، كانت مدللته ..

"جونقكوك ..انا هايرا .. مدللتك .. أنسيت بهذه السهولة؟!" ، سألت بصدمة ..

"فلتذهب مدللتي والعالم بأسره للجحيم ، لن أرحم من يتجرأُ عليها ولو بنظرة .. حدودكِ تنتهي عندها ، أفهمتِ ؟! وأقسم ، لو سمعتكِ تتفوهين بحرفٍ آخراً عنها فأنتِ ميِّتة لا محالة .." ، كان حاداً ، جاداً ومرعباً ، لم يتجرأ أحد على معارضته أو ايقافه عند حدِّه حتى والداه ..

"ستندمين .. سأريكِ قيمتكِ الحقيقيّة .." ، أردفت بحقد تحملق برينيث ، صرخ جونقكوك باسمها وهمَّ بالتحرك باتجاهها لتسمك هي يده فجأة لتمنعه من الاقدام على فعل سيء ..

"كفى .. تناول طعامك .."، كانت نبرتها هادئة ، نظر لعينيها لتبتسم له ، وبلمح البصر قد لانت ملامحه ليجلس طوعاً لها ناسياً وجود هايرا على هذا الكوكب أصلاً ..


__________

"ما قصّة هايرا ؟" ، سألته وهما جالسان في الغرفة هو يقرأ كتاباً وهي تقفز على السرير قائلة أنّها رياضة مفيدة حين كاد أن يفقد وعيه بسبب حبِّه الزائد للترتيب ..

وضع كتابه جانباً ليقفَ متجهاً نحوها عاقداً حاجبيه : "وما سرُّ هذا السُّؤال ؟" ، سألها لينتشلها حاملاً إيّاها ثمَّ ينزلها أرضاً بسبب شعوره بالدُّوار بسبب قفزها المتواصل كالارانب منذ حوالي نصف ساعة .

"ببساطة تصرفها العدواني تجاهي .." ، كانت تسخر من سؤاله السَّخيف بملامحها ، ضيَّق عيناه بعد أن نزعت نظاراته الشَّفافة ذات الاطار الاسود والّتي كان قد ارتداها للمظهر فحسب لتضعها هي .

"القصَّةُ أنَّني كنت مقرباً جدّاً منها في طفولتها ، واعتقد أنّها معجبة بي الان .. او تحبني ربما .." ، أردف ببرود واضح لتدفعه على السَّرير قائلةً : "فلتنم ، لقد تأخَّر الوقت .."

همهم لها ليقرر النَّوم بكنزته هذه المرَّة بسبب برودة الجوّ خارجاً ، اطفأت الأضواء وأبقت الصغيرة ذات الاضاءة الصفراء الخافتة منها لتأتي وتجلس على السرير بكنزة بيضاء له هذه المرَّة ليردف بعد أن فهم أنَّها تنوي النوم بها أيضاً : "أرى أن ملابسي أصبحت ملابس نومك !"

هزَّت كتفيها لتردف : "الا تعلم بقانون المشاركة ؟"

عقد حاجبيه بتساؤل : "وما هذا؟؟"

ابتسمت بفخر لتجيب : "قانونٌ اخترعته بنفسي ، ينصُّ على أنَّ ملابسي لي وملابسكَ لنا ، وملابسي لي وملابس جميع من لديهم ملابساً جميلة لي .."

صفَّق لها متعجباً مسايراً إيّاها : "اهنئكِ على هذا القانون الممتاز .."

"نَم !"، قالت آمرة تحدجه بنظراتها بعد أن صفعت جبهته عندما وضع رأسه في جحرها واستمر بالتحديق بها بابتسامة بلهاء .

همهم لها بابتسامة فأخذت تلعب بشعره الذي ولأول مرة تلاحظ نعومته ، وهو بدا كما لو أنّه تخدر حتّى غطَّ نائماً بعمق .

ابتسمت لدى تأكدها بكونه قد نام لتتحرك واضعةً وسادةً أسفل رأسه بدل فخذاها ، تسللت بهدوء لتخرج من الغرفة ، متجهةً نحو غرفة الضيوف الّتي احتلتها تلك المراهقة .

فتحت الباب بهدوء لتجدها بالحال التي توقّعتها تماماً ، تتبرج أمام المرآة بينما صورة لها قبل سنة او اثنتين على ما يبدو رفقة جونقكوك تضعها أمامها .

لاحظت وجود زينيث لتجفل فجأة وتلتفت إليها فتردفَ بحدّة ووقاحة : " مالّذي تفعلينه بغرفتي في هذا الوقت ودون استئذان حتى ؟!!"

اقتربت منها زينيث بهدوء عاقدةً حاجبيها ، مدّت ابهامها لتمسح شفة المراهقة ليتلطخ ابهامها بأحمر شفاه قاتم ، نظرت له عاقدة حاجبيها لتردف ولم تزحزح بصرها عن ابهامها : "اعتقد أنَّ هذا منزلي ، أذكركِ إن تناسيتِ .."

تكتَّفت المراهقة لتتقدَّم متأزرة بزي المتعالية بعد أن تكتَّفت لتردف : "اعتقد أنَّك سرحت بخيالكِ بعيداً ، أعليَّ إعادتكِ الى ارض الواقع .."

واخيراً نظرت لها زينيث لتبتسم ببرود وتنطق : "اعيديني إذاً .. لديَّ فضول لمعرفة مالَّذي ستفعلينه يا صغيرة .. على كلٍّ .. أتيت فقط لأحذرك ، هذه المرّة اوقفت جونقكوك ، لكن في المرّة القادمة فجديّاً لن أهتم لأمر حياتك او أيّاً كان .. وصدقاً ، أيُّ شيء تفعلينه لن يؤذي أحداً سواك ، فتكونين مخطئةً تماماً لو اعتقدتِ أنَّني أكترث لكلام مراهقة مغفلة .. و، آه بالمناسبة ، احسني التصرُّف في منزلي ولا ترفعي صوتك أمام الكبار .. والداي بالقانون ليسا مجبران لاحتمال صوتك المرتفع .."

"ستندمين زينيث.." ، هسهست بكره ، ابتسمت لها زينيث بشكلٍ مستفز لتبرح الغرفة وتعود لجونقكوك ..

دلفت للغرفة بهدوء لتستلقي بجانب جونقكوك .
"أينَ كنتِ ؟" ، سألها لتجفل بسبب ظنها أنه قد كان نائماً .

"أخفتني يا رجل !" ،أردفت بصوت منخفض بينما تضع يدها على قلبها الذي أخذ ينبض بعنف ، نظرت له لتقابلها نظراته الحادة فتتذكر سؤاله وتجيب : "احتجت للحديث مع هايرا وفعلت ، لننم الان .."

"فعلت او قالت لكِ شيئاً سيئاً ؟" ، سألها مضيقاً لعينيه لتبعد شعره عن عيناه مجيبةً بأمر : "لا لم تفعل ، نَم فحسب ، ولا تهتم .."

"لا تتجولي في المنزل بملابس قصيرة هكذا أثناء وجود ذكور به زينيث .. جديّاً .!" ، طلب منها بجدّية لتومئ له وتقترب معانقةً إيّاه بهدوء ..

_________

"أرجو أن تلزم عاهرتك الصَّغير باحترام زواجها وعدم العبث هنا وهناك!" ، قالت بعد أن خرجت من غرفتها في المساء ورفضها للخروج طيلة اليوم متحججة بانشغالها اثناء جلوس الجميع معاً موجهةً كلامها لجونقكوك بصراخ .

شدَّ على اسنانه وقبضته كابحاً غضبه ، اغتصب ابتسامةً على وجهه ونظر لها قائلاً بادعاء الهدوء نظراً لوجود والديها هنا والَّذان اتيا اليوم :
"مالّذي تعنينه هايرا ؟"

"هذا ما أعنيه !" ، صرخت لتلقي بصورةً في حضنه فيلتقطها بهدوء يحدِّق بها .

زينيث الّتي كانت بجانبه نظرت للصورة لتنظر بعدها لجونقكوك الَّذي لا تبشر ملامحه بالخير مطلقاً ، ابتلعت رمقها مستعدةً لغضبه العارم الّذي سيصبّه عليها ، كيف ولا وهو قد رأى صورةً -مزيّفة- لها ولمارك بوضعٍ لا أخلاقيّ وفي ذات ملابس الامس ، هي فكَّرت ، 'هايرا صورتها دون أن تنتبه لتعدل هذه الصورة' ، بدت لها حقيقيّة تماماً لا تشوبها أيُّ شائبة وقد علمت سبب حبسها لنفسها بالغرفة طوال اليوم .

وقف فجأة ينظر لزينيث بحدَّة بينما الأخرى ابتسمت ، أردف بنبرة تظهره كما لو انه على وشك افتعال جريمة : "لا تمنعيني هذه المرَّة.."

التفت فجأة لتحطَّ صفعة اسقطت المراهقة أرضاً ، شهق والداها بل الجميع بصدمة ، وقد بدأت شفتها بالنزف ، استرسل : "اسمعي يا فتاة ، أنا لا شأن لي بالاعايبك القذرة أيّاً كانت ، لكن طالما أنَّكِ تمسين زوجتي فهذا ليس خير لكِ بتاتاً .. أتعلمين ما معنى عاهرةً اصلاً ؟! سأريكِ بنفسي .."

انتشل ذراعها ليزداد خوف الجميع على الفتاة التي وضعت نفسها عرضةً لغضب جونقكوك ، اوقفها ليجرَّها خلفه ويدها كادت أن تفصل عن ذراعها لشدَّة شدِّه عليها ..

نظرت زينيث لهم جميعاً بدءاً بوالديّ هايرا علَّهم يوقفوه فهي بذاتها قد شعرت بالخوف منه ، لكن عبثاً ، جونقكوك حتماً لا يجب أن تقترب منه او تمنعه في لحظات غضبه .

زفرت غير مصدِّقة لما يحدث لينتهي بها المطافُ لاحقةً به .

"جونقكوك توقَّف !" ، اردفت بعد أن وجدته قد اجبر المراهقة على الركوب في السيّارة واوشك على الركوب في مكان السائق ، حاول تجاهلها لكي لا يعدل عن فعلته التي ستلقن هذه الفتاة درساً إلّا أنَّها ركضت نحوه سريعاً لتتسلل كحاجز بينه وبين باب السَّيارة .

"مالّذي ستفعله ؟ استغتصبها مثلاً ؟!" ، صرخت فجأة تحدِّق بعينيّه ، نظر لها غير مصدق رافعاً لإحدى حاجبيه .

"انا ؟ اولاً هذه ستكون مكافئة لفتاة مثلها ، وثانياً والاهم ، ماذا تظنينني ؟!"
كانت نبرته حادّة أخافتها أكثر ، زفرت لتردف :
"ارجوك جونقكوك .. توقف ، هي لم تفعل شيئاً .. فقط تجاهل الأمر ."

"لم تفعل شيئاً ؟! بربك زينيث ؟!!" ، صرخ مجدداً بها لتتذكر كاليسي .

"مهلاً .. ستقتلها ؟" ، سألت بشك ، قهقه هو مُستفزَّاً ليجيب :
"بل سأريها ما معنى عاهرة .. كما مكانتها الحقيقيّة .."

سحب ذراع زينيث لينحيها جانباً موشكاً على الرُّكوب في السيَّارة إلّا أنّ الاخيرة لم تستسلم واندفعت مستغلّة نقطة ضعفه مقبلةً إيّاه ..

"دعها.." ، أردفت آمرةً أكثر من كونها سائِلة ، نظرت في عينيه بعد أن ابتعدت ليشيح بوجهه عنها .

"ابعِدها .." ، استرسلت لينظر إليها عاقداً حاجبيه .

"اين ؟" ، سأل باستغراب بسبب طلبها الغريب .

"ميلانو .." ، اجابته بهدوء ، شدّت على يده بنظرات راجية حتّى استسلم بعد دقائق من التّحديق في عينيّها ، زفرَ ليهزَّ كتفيه بلا مبالاة ، قال بينما يتجه للداخل : "فقط لأجلك .. سأجلب جواز سفرها واحجز تذكرة لها .. "

ركبت في مكان السائق لتنظر لها وهي لا تنفك عن البكاء ، قلَّبت عيناها بملل لتردف : "بحقك توقفي ، هذا مزعج .."

نظرت لها المراهقة لتقول بين شهقاتها : "اصلاً انتِ السبب بكلِّ شيء .."

"بل غباؤك .." ، استرسلت لتصرخ فجأة بعد أن ضربت المِقود بيدها بحدَّة : "بربكِ لقد كاد أن يرسلكِ لملهىً ويجعلكِ عاهرةً هناك !!"

نظرت لها الصغيرة بصدمة تهزَّ رأسها رافضةً التصديق لتسند زينيث رأسها على المقود ، اردفت بينما لم ترفعه : " إذاً أخبريني أنتِ ، مالذي كان سيفعله بِك ؟"

"يغتصبني هو مثلاً .." ، اجابتها دون حياء لتطلق الاكبر ضحكة ساخرة ، هي قالت ذلك مسبقاً فقط لكسب وقته ، متأكدة تماماً مسبقاً من أنَّ هذا بعيد كل البعد عنه .
"تظنينه سيلمس امرأة غيري ؟"

زفرت بتعب بعد أن رفعت رأسها ، استدارت نحو الفتاة لتعقد حاجبيها سائلةً اياها : "ماذا تظنينني بالنسبة إليه ؟"

عضَّت الصغرى شفتيها بسبب الاجابة الغير مرضية لها ، ليست مغفلة للحد الَّذي يجعلها تغفل عن هوس جونقكوك الواضح وضوح الشمس بزينيث .

"طالما أنَّك تعرفين الاجابة فلم تحاولين .. جونقكوك لم ولن يحبك كأكثر من أختٍ له وقد خرَّبت علاقتكِ به كأخت بالفعل .." ، كانت مرهقة في حديثها ، بدت لهايرا كما لو أنّها مجبرة على شيء ..

"أنتِ هنا ... لحمايتنا ؟!!" ، أردفت دون وعي بعد أن ربطت كلَّ ما حدث ببعضه ، في البداية كانت ضد جونقكوك وكان واضح أنَّ علاقتهما سيئة لكن بعد ان صفعته والدته انقلبت كلُّ الموازين ، حتّى جونقكوك بذاته شكَّ بهذا التغيُّر إلّا أنَّه لم يرد ان يدخل الشكوك لقلبه حتّى يستمتع بحياته الهادئة رفقتها ..

"تعلمين أن جونقكوك لم ولن يستمع لاحد سواك لذا بقيتي هنا حمايةً لنا ، وقد يؤذي أحداً لو غادرتِه ؟!" ، استرسلت الفتاة وملامح الصدمة تتعمق في وجهها أكثر فأكثر .

'لجونقكوك قبل كلَّ شيء..' ، هي فكَّرت بنفسها ، لا تريد منه افتعال مشاكلاً مع والدته بالذات فهو من سيتأذى ..

__________
"يتبع.."

بخاطري اعطي زيزي كف ..

الزبدة ما علينا

ام جي كي الكيوت ؟

جي كي وتصرفاته ؟

سبب زينيث الحيوانة لانها تبطل حيونتها ، احد توقعه ؟

سبب انها خلت هايرا تروح عميلانو تحديداً -في سبب ترا- ؟

حد حب هايرا ؟ 🤣 ترا هي جد مب سيئة شخصيتها لطيفة مرة بس حاولت تتصنع او تقلد زينيث عشان جونقكوك ، وذكرت انها مراهقة فلا تتسرعوا بالحكم عليها ..

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top