11 : سأخبرك قصّة
________
حملق بها بينما كان رجلٌ يحاوط بها من خلفها وسكين حادة التصقت برقبتها ، واخر يمسكُ سلاحاً ويشهره في وجه المتجمهرين حولهم بينما صوفيها طريحة الأرض تبكي .
"ان اقترب أحدكم فسيطير رأسُها !" ، صرخ صاحبُ السِّكين ملصقاً إيّاها في رقبة زينيث أكثر حتى نزفت بعض قطرات الدم ولطّخت عقدها ..
"حملَ صاحب المسدّس حقيبة سوداء ذات حجم كبير كانت ملقاة على الأرض ، أشار للآخر بالذّهاب ليردف : "سنحتاج الفتاة ، وأحذركم مجدداً ، اتبعونا لترون جثّتها .."
جونقكوك كان يحملق بها بصدمة ، شعر بالخوف والعجز ، لربما لو كان أحداً آخر قد يفرط بإيذائه قليلاً لإنقاذه لكن هذه المرة لم يستطع فعل شيءٍ خوفاً من أن يحدث خطأ ما يتسبب في ايذائها ، جون جونقكوك الآن ولأول مرة شعر بالضعف والتردد ..
حتّى أعادت له قوّته ، نظرت إليه بطرف عينها ، حدّق بها عاقداً حاجبيه ، ابتسمت وأشارت لصاحب المسدّس وحرّكت قدمها مرّتين ، حرّكت شفتاها بكلمة سكين ثمَّ خدعة ، فهم قصدها وابتسم ليعتدل في وقفته متجاهلاً الخوف الّذي يهشِّمُ قلبه .
"أنت ، يا صاحب المسدس .." ، تركّز نظر الجميع عليه بترقُب ، زفر وعقد يديه ليردف : "تلك الفتاةُ تضعُ سكيناً تحت بنطالها من الأسفل إن رفعت قدمها للخلف قد يغرز في قضيب صديقك.." ، كانت نبرته ساخرة جعلت من الجميع يوجهون نظراتهم اللائمة إليه ، بينما هو اكتفى بأخذ وضعية الاستعداد العقليّ حينما اقترب ذاك الرجل من قدمها مستكشفاً بينما الآخر شدّ قبضته مهدداً إياهم آخذاً بعين الاعتبار احتمال وجود الخطر من أحد الجمع ناسياً من بين يديه..
ما أن اقترب الآخر من قدمها لاستكشافها حتّى ارتفعت لاكمةً وجهه بكلِّ ما أوتيت من قوّة ، وكان لحذائِها الشتوي الذي يشابه خاصة جونقكوك تماماً دور كبير في مضاعفة قوة الضربة جاعلةً من الآخر يرتدُّ للخلف ليتنهي به الأمر مفترشَ الأرض بأنفٍ نازف وعين متورِّمة ، ولحسن حظِّها أنَّها من ذوي سرعة البديهة لتستطيع ضربَ ذراع الآخر التي تحمل السكين بيدها الحرة في منطقة سببت ارتخاء عضلاته ليسقط السكين ، عضّت يده بعدها لتغرز ناباها البارزان في يده كما لو أنّها مصاصة دماء ثم تراجعت قليلاً وتقدّم رجال الأمن مقيِّدين صاحب المسدس أما جونقكوك فتولى أمر صاحب السكين .
ابعد أحد رجال الأمن جونقكوك عن صاحب السكين خوفاً من مقتل الأخير بين يديه ، زفر انفاسه ليبتعد بصعوبة ، التفت إلى التي تلهف إليها ليحدِّق برقبتها الملطخة بالدماء لفترة ليست بطويلة بسبب احاطتها له فجأة .
"كان ذلك .. ممتعاً بشكلٍ موتِّر.." ، اردفت بابتسامة وسط دموعها ، مشاعرها اضطربت وقلبها أخذ يخفق بعنف ، جرح رقبتها لم يكن ذا الألم الكثير فقد كان طفيفاً .
"لنذهب .." ، أبعدها ليحتضن يدها بين خاصّته ويجرُّها خلفه دون إذنها أو تبرير لأحد ..
"اللّعنة .." ، تمتم لدى رؤيته للصّحافة تحيطُ ببوابة المركز التِّجاري لتنظر له بابتسامة غريبة .
"كوك.." ، التفت لها بتساؤل ولم يلبث أن يلمحها حتّى أغشي عليها .. أو تظاهرت بذلك ، حملها فوراً ليقترب من أذنها ويهمس بهدوء : "خطّة ذكيّة عزيزتي ، لكن لا تكرريها مجدداً .."
لو لم يشاهد ابتسامتها وهي تسقط لكان قلبه متوقفاً بسبب الخوف ، لكنّها لم تمثل جيداً هذه المرّة .
استطاع تخطي جمع الصّحافة مدّعياً بأنَّ عليه اصطحابها للمستشفى بسبب حالتها الطارئة ، توريا عن أنظار الصحافة لتفتح عينيها .
"إلى أين تأخذني ؟" ، سألت بعد أن لاحظت أنّها لا تعلم .
"إلى المستشفى طبعاً !" ، أجابها بجديه .
"وما الداعي لذلك ؟ جونقكوك جرحي طفيف !" ، أردفت بشيء من الانفعال الطفيف ..
"عليّ أن اطمئن ، وأن نطهر الجرح - وإن كان طفيفاً -" ، قال بنبرة أكثر جديّة حتّى تكفَّ عن نقاشه .
"قبِّله وسيبرأ.." ، قالت بهدوء ليوقف السيّارة فجأة ولحسن حظِّهم أنَّهما كانا في طريق شبه مهجور .
التفت اليها يحملق بها بصدمة ملايين السيناريوهات التي انتهت جميعها بهما يحملان اطفالهما دارت بمخيّلته في تلك الثواني القليلة حتّى حطّمت أحلامه بضحكتها الساخرة وكلامها : "اهدأ يا رجل ، تبدو كذبابة رأت ضفدعاً ، أعلم أنّك تحب حبيبتك كثيراً وستزوجها بعد غد .. كنت أمزح.. هيا للمستشفى"
"آه.. حـسناً.." ، قال بتلعثم ، الطريقة التي حطّمت بها أحلامه كانت قاسية بعض الشيء ، زفر أنفاسه ليحرِّك السيارة التي شاركته صدمته مجدداً..
__________
"جونقكوك طلبتُ منهم إعطائي منوماً وقد بدأت أشعر بالدوار بالفعل ، لذا هلّا أوصلتني للمنزل من فضلك؟" ، أردفت له بعد أن خرجت من غرفة الطوارئ بعنقٍ مضمَّدة ، انامله تلمست الضماد قليلاً ليهمهم لها بشيء من الحزن مستذكراً ما حدث .. تمنى فقط لو كان هو مكانها وتأذى بدلاً منها ، أذاها يؤلمه أضعاف ما يؤلمها ..
أوصلها للمنزل ليفتح له جيمين الباب ويأخذ بسؤاله عن حال النائمة بين ذراعيه .
"شاهدت الأخبار بالفعل ، أهي بخير ؟ كانت رائعة ، هناك تصوير لما حدث بالداخل .." ، كان يحادث جونقكوك بينما يوصلها لغرفتها ، أصبح يفضل بينهما اطار الباب ليلتفت له جونقكوك فجأة بينما هي لا تزال بين يديه ليردف : "نعم هي بخير ، شكراً على سؤالك ، وهي أخذت منوم لذا ستأخذ وقتها حتى تستيقظ ، لا تزعجنا والان اعذرني .." ، انهى كلامه راكلاً الباب بسبب يديه المشغولتان بحملها ليغلَقَ في وجه جيمين ويحشره خارج غرفتها ، ابتسم جونقكوك براحة بعدها ليسطحها على السّرير ، نزع معطفه وتقدّم ليستلقي بجانبها .
أخذ يضع خصلات شعرها فوق شفتيها على شكل شارب ويضحك كالابلة بعد أن يلتقط لها صوراً ستقتله لو رأتها لاحقاً ..
اقترب منها ليدفن رأسه في شعرها ، همس : "أحبكِ ، جون زينيث.."
نسي نفسه حتّى كاد ان ينام بسبب رائحتها التي كانت له كالمخدر، ليجفل فجأة ، نظر اليها خوفاً من انها استيقظت ليبتسم بعدما وجدها تغط في سابع عمق من النوم ..
بدت له كمخلوق مختلف ، شعر برغبة جامحة بشكل مختلف عن العادة بتقبيلها ، انجذب لفكِّها بشكل غريب حتّى تركَ قبلةً هناك دعت رفيقاتها لينتشرن على كامل وجهها ، وكان لشفتاها النصيب الأكبر ..
كان هادئاً وعذباً ، خاف من أن يوقظها فانهى الأمر بقبلة تركها على عنقها وأخرى على عقدها الذي اهداها اياه ليبتعد ويرتضى بتأملها فحسب..
استيقظ بسبب شعوره بأحد يعبث بشعره بطريقة فوضويّة ، فتح عيناه بانزعاج لتكون هي أول ما يرى ويحل الربيع على وجهه ..
"صباح الخير سيد جون كوالا .." ، أردفت مستندةً بكوعها بجانبه بينما أخذت تعبث بشعره بهدوء أكثر باليد الحرة ..
نظر حوله لثوانٍ ليردف بعد نظره للساعة التي خلفها : "مساء الخير عزيزتي .."
فجأة شعر بشعره يُشدُّ من قبلها ليطلق صرخةً متألمة .
"تنام في منزلي وعلى سريري وبجانبي يا مغفل كما لو انك لست مرتبطاً ، وبمن بصديقتي ايضاً !!" ، قالت عاقدةً حاجبيها مدعيةً الغضب .
"زينيث ،السنا اصدقاءً" ، قال ليستقيم بوضعية الجلوس . بينما هي لم تفلت شعره .
"ستةٌ وثلاثون مكالمة منها أجبت فيها على الاخيرة وهي قادمه .. جهز اعذارك لها لا لي ، اسمح لأصدقائي الذكور بالنوم بجانبي ، ولا أرى مانعاً في ذلك ، لكنّها تفعل وبشدّة .." ، قال واستمرَّت بشدِّ شعره ليسحب ذراعها الذي فوق رأسه وبسبب وضعيتها المختلّة اختلّ توازنها لتسقط فوقه ، أما هو ففعل ذلك عمداً بحجة تحرير شعره من يدها ..
حملقت به بصدمة لتردف بعد ان سمعت صوت ضجيج في الخارج : "دعني أخمن ، ستفتح كاليسي الباب الان .."
لم تلبث ان تنهي جملتها حتى يحدث ما تفوَهت به بينما الذي اسفلها قد ابتسم ..
"جـونقكوك!" ، نبست بصدمة ، هو حرفياً الآن يقبِّل الأخرى دون وضع أي اعتبار لمن تشاهد الآن ، سحبَ رأسها للأسفل بقوّة وأغلق عينيه .
لم تبدِ ردَّ فعل ، فقط انتظرت حتى ينتهي هو من التهام شفتيها أمام من ستصبح زوجته ..
ابتعد عنها بعد مدّة بسبب انقطاع أنفاسه وأخذ يلهث باستمتاع ، التفت لكاليسي الّتي ما زالت متجمدةً في مكانها تراقب ليردف : "أهلاً بِك ، من تريدين؟"
"جونقكوك ! أتيت لأجلك وأنت الان تقبل صديقتي امامي وعلى سريرها ؟!" ، قالت مدعيةً الصدمة والحزن ، قلّب عيناه بملل ليردف بعدها مدّعياً كونهما تشاجرا : "فلتخبري صديقك بهذا الكلام حسناً ؟"
نظرت لهما زينيث بحاجبين معقودين ، تقدَّمت قليلاً لتسأل بتفاجؤ : "مهلاً مهلاً ، تشاجرتما يا رفاق ؟؟"
"أنتِ زينيث ، لم اتوقع هذا منك أبداً .. أتقبلين من سيصبح زوجي أمامي ؟ أتسمين نفسك صديقة؟؟" ، سألتها بدراميّة دون عناء إجابة سؤالها الغبي ؛ لتقلّب الأخرى عيناها بضجر ، تكتّفت لتردف :
"هراء ، تعلمين جيداً أنّني مقتنعة تماماً أن قبلة الشفاه مثلها مثل قبلة الوجنة مثلاً ، أأثبت لكِ ؟ سأقبل جيمين .." ، همت واقفةً لتنفذ إلّا أنَّ يده أعادتها أدراجها ليردف بعد أن رمقها بأكثر نظرة مرعبة ابصرتها في حياتها : "تجرأي وافعليها .."
________
"وكأنّك تخالف الخطةَ وتضعف لها بسهولة ؟" ، صرخت فجأة بصوت مرتفع للاخر الّذي يتجه نحو غرفته ، التفت اليها فجأة لينظر لها بحدّة مردفاً :
"اسمعي يا هذه ، أنا جديّاً قد سئمت من هذا الهراء ، وأيضاً لا تتجرأي على الصراخ في حضرتي مجدداً ، إن أردتي الاستمرار بقوانيني أنا فابقيّ ، وإن أردتِ الرّحيلَ فالباب يسعُ حوتاً .. وإن اخترتي الأول فيستحسن ألّا أرى وجهكِ إلى حين موعد الزّفاف .." ، أنهى كلامه ليصعد غير آبه لما ستفعل ، هو بأيّ حال سيحصل على زينيث ، وإن اضطر لإجبارها ..
جمعت قبضتها بحنق لتهسهس : "ستندم جون جونقكوك ، اقسم أنّك ستندم .. نقطة ضعفك الوحيدة هي زينيث إذاً .." ، انهت كلامها لتبتسم بطريقةٍ مقززة بعد أن تذكرت خوفه وعجزه اليوم حين كانت زينيث بخطر .
_________
رشَّ من عطره ، عدّل ياقة قميصه وأزرارَ كمِّه ، رفعَ شعره بكفِّ يده كحركةٍ أخيرة ليلتفت للفاتنة خلفه والّتي فقط لتوه يلحظ وصولها ليشرد في فتنتها .
"زينيث!" ، همس لتظهر ابتسامتها الملائكيّة -كأقلِّ وصف يقال عنها- وتتقدّمَ نحوه لتعدِّل له ياقة قميصه وتحدث المصارعة المعتادة على عطريهما للسيطرة على المكان .
"كيف لي أن أترك جونقكوكي في يوم كهذا ؟!" ، سألت بينما هو ينظر لها بهيام لم تلحظه .
"مباركٌ لكما .." ، قالت بابتسامة .. مزيفة -ولطالما كانت كذلك- ..
اومئ لها بينما عيناه تخترقان خاصّتها ، لم يقطعا التواصل البصريّ أبداً ..
لم يستطع منع نفسه عنها ولم تستطع منعه عنها كتفكيرها المغفل بكونها قبلة أخيرة قبل أن يصبح لأخرى .
قبّلها ولأوّل مرة بإرادتها الكاملة ، دون تأثير أحد او شيء آخر .
ابتعدت فجأة بفزع ، وهي لأول مرة تشعر بأنّ تقبيله أمر خاطئ ..
"جونقكوك .. هذا .. خطأ... أرجوك.." ، قالت بتلعثم لتشيح بوجهها عنه .
قلّب عيناه بضيق ليحرِّك لسانه داخل فمّه ، ثمَّ تفحّص بقيّتها ليشاهد فستاناً مكشوفاً آخراً ترتديه ، أتصر على قتله بارتدائها للونه المفضل ؟ أتريد أن تجعل منه مهووساً أكثر مما هو عليه بمفاتنها ؟ هو فكَّر ، ومجدّداً : لكن .. لما واللعنة هي لا ترتدي سوى الفساتين المكشوفة .
التفتت له مجدداً لتجده ينظر لها من أعلى لأسفل بحاجب مرفوع وذراعان معقودتان .
"لا تبدأ من جديد أرجوك ، لم ولن يراني أحدٌ غيركَ بهذا الفستان ، لقد أحضرت معطفاً بالفعل .. لن أنزعه ."
قالت بملل بسبب تذكرها للسيناريو الاخير الذي حدث بسبب فستانها ، أما هو فقلبه أوشك على الخروج من صدره ، هي للتو بينت لنفسها قبله بأنّها ملكه ، خاصّته ، إلّا أنّها فكّرت بغيرته فحسب على أنّها غيرة صديق على صديقته .
ابتسم ليعبث بها قليلاً مردفاً بينما لمح المعطف الّذي كانت قد القته على السرير مسبقاً دون أن ينتبه حتّى لكي يحمله ويعود متجهاً نحوها ، البسها إيّاه ليردف : "إذاً تحركي يا صغيرتي ، عروسي بانتظاري .."
ابتسمت له ليتقدّما للخروج من الغرفة ويذهب هو لأخذ كاليسي من غرفة الضيوف حيث تتجهز ، اقترب من أذنها وهمس لها قبل أن يخطيا خارج الغرفة : " أنتِ فتنة تمشي على الأرض بالمناسبة.."
قهقهت بخفة معتبرةً أنّ هذا غزلاً عادياً يحدث بين الأصدقاء ، كان أمراً طبيعياً حيث عاشت في الولايات المتحدة في مراهقتها أن يغازلها صديقها بهذه الكلمات ، وتجاهلت القشعريرة التي دبت في اوصالها لدى ارتطام انفاسه بأذنها ..
تركها تذهب مع الحضور ليذهب لإحضار كاليسي .
"تفضّل .." ، أذنت له بالدخول بعد سماعها لطرق الباب بخمسة عشر دقيقة ليدلف ويردف بملل وهو يطالع ساعة يده : "هيّا تحرّكي .." ، هو لم يلتفت لها حتّى ، هي بزينتها الكاملة حاليّاً وهو لم يعرها ادنى انتباه مما أثار جنونها لتردف بحدَّة : "ألا أبدو جميلة ؟"
عكّر صفو ما بين حاجبيه وهو يطالع هاتفه هذه المرة ليرفع رأسه نحوها ويرمقها من اعلى لأسفل مردفاً : "لا بأس بك .. "
"ماذا ؟؟!" ، صرخت فجأة لينظر لها بغضب هذه المرّة مردفاً بحدّة : "للأسف لستِ أنت المرأة التي تصرخ في حضوري ، إخرسي لكيلا ينتزع مكياج المشعوذات هذا "
"جونقكوك ، تستطيع أن تكون أكثر لطفاً مع من ستصبح زوجتك أعتقد .."
أردفت ببرود ؛ ليرمقها بأكثر نظرة بغض قد وجهها لأحد من بعد آدم قبلاً .. ويردف : "المعذرة ؟"
"كما سمعت.." ، قالت مقلبة عيناها بينما تتوجه نحو النافذة لتمرر بصرها بين الحضور في الأسفل ..
"أأنت ثملة ؟ تعاطيتِ شيئاً ؟" ، سأل بحاجبان معقودان .
ابتسمت الأخرى لسبب مجهول لتردف بهدوء : "اسمع جونقكوك ، سأخبرك بقصة قبل أن أصبح زوجتك .. "
استرسلت بعد صمت الاخر بترقب : " في إحدى الأيام كان هناك صديقتان مقربتان جداً .. واحدةٌ نالت كلَّ شيء والأخرى لم تنل شيئاً قط .. حتى الحب ، عندما أحبّت الثانيةٌ أحداً ، سرقته الأخرى منها .. لكنَّ الحظَّ هذه المرة حالفها ، واستطاعت جعل الاخر يقع لها ، لكنّه بقي مع الأخرى بسبب حاجته لها في بعض الأمور .. أصبحت الأمور جديّة وأصبحت الفتاة التعيسة حاملاً ممن تحب وذلكَ بعد أن تبعته لأنّه سافر الى تلك السارقة .. وبعد فترة قصيرة ، صُدمت بكون حبيبها قد قَتله زوج تلك الفتاة بسبب هوسه بها وبامتلاكها .. قتله بأشنع الطرق تحت ناظريها ، ولم يلحظ القاتل المهووس كونها كانت تراهم آنذاك لأنّها تبعتهم للمستودع ... ووقفت عاجزة تشهد ميتته الشنيعة ، عجزت لتضمن حياة ابنها ، وفي ذات اليوم ، اضطرت للقاء قاتله مجدداً ، والتظاهر بأنّها لا تعرفه وكأنّها لم تكن أصلاً .. كان صعباً لها ، ولكن عندما رأت حبّ ذاك القاتل لزوجته قرّرت بأنّها لا تستحق حبّاً كهذا ، وأنَّ هذا القاتل سيحتمل نتيجة أفعاله ، قررت أنّه سيكون الأبُ المثاليّ لطفلها الذي لم يولد بعد .. وكان أمر التلاعب به أسهل مما تصورت بسبب هوسه" ، صمتت التفتت له بينما هو يبحلق بها بصدمة وابتسمت لتسترسل : " هذه قصَّتي جونقكوك ، قصّتنا .."
"أنتِ تحلمين !" ، أردف وما زالت ملامح الصدمة تعتليه ، ضحكة انثوية ساخرة جلجلت بالغرفة بعدها لتردف : "انا ؟ أحلم ؟ للاسف يا عزيزي هذا الواقع .. قُل وداعاً لزينيث الان ورحب بي وبطفلك .."
"لقد كشفت حقيقتك بالفعل .. انصرفي من منزلي حالاً ، لن أفعل شيئاً بسبب كونك حامل ، لكن ستكونين ميتة لو رأيتك مجدداً .." ، أردف ببرود ، لتضحك مجدداً مستفزّةً إيّاه لتردف بينما تلتقط هاتفها عن السّرير : "تظنّني سأتحدى جون جونقكوك هكذا بسهولة ؟ لا يا عزيزي .. أعرف نقطة ضعفك جيّداً ... آه ، بالمناسبة ، أين زينيث ؟ .. لا أراها بين الحضور !!" ، انهت جملتها بسؤال مدّعية التعجب ليقفز للنافذة فوراً يمسح الحضور بناظريه علّه يجدها ويطمئن قلبه .. ولسوء حظّه ، لم تكن موجودة ، التفت للأخرى كثور هائج ليصرخ سائلاً إيّاه بينما يمسك برقبتها بقوّة : "أين زينيث واللّعنة ؟؟ أقسم إن مسست شعرةً منها فسأجعل منك عبرةً لمن لا يعتبر!"
عيناه احمرّت وأوداجه برزت ، ولو لم يكن ينتظر إجابة لكانت هي الان ميتة بين يديه ، حرّكت يدها التي تحمل الهاتف بصعوبة ليحمله ويشاهد فيديو مباشر على ما يبدو ..
كانت الشاشة سوداء لبضع ثوانٍ ثمّ فجأة ضوءٌ قويّ سطع مسبباً في إغلاق فتاة ملصقة الفم مقيّدة بكرسيّ لعينيها بانزعاج .. وسّع عينيه بصدمة ، قلبه أعلن حالة حرب ، هو الان يرى زينيث مختطفة .. اختطفت من منزله !
نظر لها بينما تعقد حاجبيها بينما قزَحيّتها تتحرك على شخص ما خلف الكاميرا على ما يبدو ، سُحب الهاتف منه فجأة لينظر بحدّة للفاعلة الوحيدة كابحاً نفسه عن قتلها ليردف بنبرة تهديد مرعبة : "اقسم ، شعرةٌ واحدٌ منها وستكونين في السماء تتوسلين للجحيم بأن يستقبلك.."
ابتسمت بغرض استفزازه لتردف : "هدئ من روعك عزيزي .. لكن على أيِّ حال ، إن اردت امرأتك حيّة فعليك الزّواج بي ، إن لم أتصل بالّذي معها في غضون نصف ساعة فتصبح فتاتك جثّة مغتصبة .. ولن أتصل طبعاً حتّى يتم الزواج .. آه ، وإن لم اتصل او اتصلت قبل ذلك فسيقتلها أيضاً على الفور .. اخشى أنَّك لا تمتلك خيارات ..هذه المرّة أنا من تدير اللعبة جون جونقكوك .."
"ومالّذي يضمن لي أنّك لن تؤذيها ؟" ، سأل كابحاً غضبه الّذي إن سمح له بالظهور فستموت العاهرة التي أمامه وقد يخاطر بحياة فتاته ، وهذا لن يفعله لو على جثته .
قهقهت فجأة مأججة الرغبة التي في داخله لقتلها أكثر فأكثر لتردف : "جونقكوك عزيزي .. احتاج لرؤيتها تتعذب .. لن اجعلها تموت ميتتة سهلة بأيّ حال .. سأسلبها كلّ شيء أولاً .. امام عينيها .."
"وقتك ينفذ بالفعل ، اسرع إن اردتها حيّة.." ، أردفت بعد ان طال صمته ، استسلم ليفعل لها ما أرادت ..
_________
كان يقف منتظراً إيّاها ، رنَّ هاتفه فجأة من رقم غير مسجل عنده مسبقاً ، اوشك على تجاهله بانزعاج إلّا أنّه لاحظ نظرات القس التي تشير إليه بعدم الرد ليرد استفزازاً له ، هو يحاول الان تخريب هذا الزفاف لأي سبب ممكن ..
"جونقكوك ، هذا أنا جيمين ، زينيث اختطفها رجل ما ، أعتقد أنّه تابع لآدم .. احتاجك أسرع .. سأرسل لك رسالة حينما تكون زينيث بأمان كي لا يفعل لها كاليسي شيئاً إن غادرت الآن سأرسل لك الموقع على أي حال " ، شيء من الراحة دب في قلبه ، شعر بحب كبير تجاه جيمين ليقرر الذهاب سريعاً إلّا أن تهديد كاليسي تردد في ذهنه ليفكر بخطة سريعة ..
زفر بانزعاج ليردف فجأة بصوت مرتفع : "لن أتزوج من واحدة بينما أنا متزوج من أخرى بالفعل .." ، التفت له الجميع بتفاجؤ لتتوقف كاليسي فجأة .
نظر ليونقي الذي فهم ما يحدث على الفورعندما حدَّق جونقكوك بالأنوار لثوانٍ ليومئ له يونقي ويتوارى فجأة ..
"أنا لم ولن اطلق زينيث ما حييت ، اوراق الطلاق اصبحت رماداً .. كاليسي لعبتك حدّها هنا .."
انهى كلامه لتحل ظلمة حالكة في الصااة فجأة ، هم في المساء لذا لم يكن هناك مصدر للنور غير تلك الاضواء التي كان يونقي سبباً في اطفائها ، همسات تعالت بينما كاليسي أخذت تضع رمز المرور لِ هاتفها ، فجأة شعرت بضربة قويّة على رأسها أفقدتها وعيها وتسببت في علو صوت الهمس بسبب صوت الضربة ..
جونقكوك خرج من ذلك المكان سريعاً ليذهب للمكان الّذي أرسله جيمين له مسبقاً ..
________
كان واقفاً يراقب المستودع من فتحة ما ، ذلك الرجل ذو الوشوم الكثيرة كان تارةً ينظر لزينيث وتارة للساعة خلفها وتارةً يعبث بسلاحه ..
قرر جيمين اخراجه من ذلك المكان حتى يتسنى له الدخول ومساعدة زينيث ، نظر حوله ليجد براميل حديديّة ، جمع بضعة صخور وأخذ يلقي بها عليها لتصدر ضجةً مثيرة انتباه الذي بالداخل ليخرج ويتفقد الوضع ، اوشك جيمين على إرسال رسالة لجونقكوك إلّا أنّ سماعه لصوت إطلاق النار تسبب في جعل الاخر يقفز من مكانه بفزع مسقطاً هاتفه ، رصاصةٌ أستقرّت بجانبه من فوهة مسدس ذلك الرجل لينظر له برعب .
ابتسم بخبث ليصوِّب مسدسه نحو رأس جيمين وأخذ يتقدم نحو الخائف .
"اللّعنة.." ، هسهس جيمين ، هو ميت لا محالة ، لم يرسل حتى رسالة لجونقكوك ..
صوت طلقةٍ دوى في المكان ليغلق جيمين عيناه منتظراً أن يشعر بالالم عند موته ، فتحها فجأة لدى سماعه لصراخ أحد غيره ليجد أنّ الطويل قد اختفى من أمامه ، فانزل بصره للأسفل ليجده جالساً على الأرض بيد نازفة ، التفت للجانب بحثاً عن ملاكه الحارس ليجد جونقكوك يحمل مسدّسه ومجموعة رجال خلفه .
"جونقكوك !!! مرحى!" ، همس وأخذ يقفز بسعادة ، حتّى أنّه أوشك على عناق الآخر إلّا أنّه حرّك رأسه غير مصدق وأشار للرجل ذو الوشوم برأسه فيتولى رجاله أمره ويركض هو متلهفاً لفتاته ، قرر أخيراً الاعتراف المباشر لها وعدم السماح لأحد بالتدخل في علاقتهما مجدداً ..
فتح باب المستودع ليجدها مقيدة في كرسي تنتصفه .. ركض اليها سريعاً ليبعد اللّاصق عن فمها بلطف ، ابتسمت له بشيء بدا له سعادةً مظهرةً أسنانها ليحاوط وجهها بكلتا كفيّه ..
"أنتِ بخير ؟ أآذاك ؟ لن أسمح لأحد بمساس شعرة منك منذ الان فصاعداً .. أعدك .." ، قال بلهفة وسعادة سرعان ما تلاشت حين أردفت :
"جون جونقكوك ، لا تلمسني مجدداً .." ، ابتسامتها ما زالت موجودة ولكنَّ نبرتها كانت نبرةً كارهة ، ليدرك أنَّ تلك ما هي سوى ابتسامة مقت ..
هزَّ رأسه نافياً ليبتعد عنها بصدمة ..
___________
"يتبع.."
ادري اني حيوانة لا حد يحتك 🌝
وش تتوقعون صار للاخت المنفصمة ؟ - الكاتبة تطالب بقتلها -
وش بيكون رد فعل جونقكوك لو قالتله انها بتكرهه ؟
جيمين ؟
كاليسي ؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top