five
خيال5
.
.
كان يجلس على كرسيٍ خلف مكتب صغير خاص به لشركة اتصالات كبيرة ، لديه الكثير مما يُعده و ينجزه ، لكن كان عقله مشغولًا ، يسترجع ذكرياته مع أخيه الأصغر و التي انتهت بالافتراق عنه بسبب ابن عمه ، هو يعلم أنه لم يتجاوز العشرون من عمره بعد ، لكنه استطاع أن يحصل على عمل و ينجح به بهذا العمر ، رغم أنه لا يعلم كيف حصل عليه دون شهادة ، لكن دون أن يعرف وجد نفسه بهذا المكان بفضل صاحبه الذي ما إن رآه حتى وافق فورًا ، ترك الكيبورد يتنهد بقوة و يأس ، لقد يأس حقًا ، أمر أخاه يشغله ، رغم عدم ارتباطهما بالدم لكنه يعني له الكثير ، ما هي حالِه الآن و قد مر يومين منذ رحيله مع خالد ؟ .. هو لم ينفذ طلبه أو بالمعنى الأصح ، تهديده!.. فهل أساء له خالد؟ .. هل أذاه؟ .. هل يأكل جيدًا ، ينام جيدًا؟! .. يأ..
" تميم أنا أحدثك هنا!! "
انتفض حين ضُرب سطح المكتب تزامنًا مع صراخ مديره به ، فنظر إليه بارتباك و قد رآه غاضبًا ، قبل أن يقول مضيفًا :
" فيما كنت شاردًا و تارك لـ عملك؟"
اعتذر و هو يعود لعمله بصمت ، فتنهد مديره و تركه ، كان يود إخباره بشئ لكن يبدو أن وضعه متأزم .. ابتعد عنه بمسافة كبيرة بحيث لا يسمعه ثم أخرج هاتفه ليتصل على أحدهم ، ثوانٍ حتى رد الطرف الثاني :
" مرحبًا ماهر؟ .. هل هناك أمرًا ما قد طرأ؟ "
فأجابه و هو يلقي نظره على تميم المنشغل بعمله :
" ليس كثيرًا سيدي لكن ، ذلك الفتى الذي وظفته .. هناك أمر غريب يدور حوله ."
" لا داعي للقلق بشأنه ، فقط راقبه دون أن تبدي له الأمر ، ولا تزعجه كثيرًا ."
" حسنًا سيدي ."
.
.
.
ظل يرمى بالعملة المعدنية في الهواء و يلتقطها ، مرارًا و تكرارًا ، يفكر في أمر يشغل تفكيره كليًا ، باللحظة التي اقترب فيها خيال منه بوجهٍ عابس ،متعلقَا كتابه بيده اليسرى و اليمنى قلمًا ، كان يبدو عليه التردد بأن يطلب منه المساعدة لكنه مضطر أن يفعل .. فجأةً لفت نظره العملة المعدنية و شرود الأكبر ، ظل يحدق فيها متجاوبًا مع رفعها و نزولها بدقة بكف يد الأكبر الذي لم ينتبه عليه بعد ، عقد جبينه و قد عادت ذكرى ذلك اليوم جعلت قلبه يخفق ، كانت أخر حركة فعلها قبل أن ينفجر المكان و ينهار فوق رؤوسهم ، فلم يشعر بنفسه و هو يقترب ليمسك بالعملة و يلقيها بعيدًا ، جعلت من خالد يحدق فيه بانتباه و دهشة مما فعله ثم استغرب جلوسه على الأرض ممسكًا برأسه و أنفاسه تصدر إيقاعًا متناغمًا مع دقات قلبه و خفقانها بين أضلعه!!
نزل خالد مقتربًا منه ، ماسحًا على خصلاته برفق يسأله :
" ماذا حدث؟ .. هل أنت بخير يا خيال؟ "
لم يرد عليه مباشرةً ، كان مشتت الأفكار ، و مشهد سقوط جزء من سقف الميتم عليه تعاد مرارًا و تكرارًا قبل أن يستطيع تميم إنقاذه كمعجزة! ، ثم تمالك نفسه و هو يضبط تنفسه و ينظر إلى خالد قائلًا :
" هل لك مساعدتي في فروضي؟ "
ابتسم خالد ، رغم فضوله أن يعرف ما الذي جعل ذلك التصرف ينبع من خيال منذ قليل الا أنه خاطبه :
" بالطبع يمكنني المساعدة عزيزي ."
ناوله الفتى كتابه و القلم ، مشيرًا على إحدى مسائل الرياضيات التي لا يجد لا حلًا ، فبطبعه لا يحب هذه المادة ، أمسك خالد بالكتاب و نظر إلى المسألة لثانيتين قبل أن يبتسم و هو لازال يجلس أرضًا بقربه ، يخاطبه :
" اذهب و أحضر دفتر للكتابة ، هيا بسرعة ."
أومأ خيال و نهض يركض لغرفته الجديدة ليحضر ما طلبه منه ، و ثوانٍ حتى عاد ليجلس إلى جانب خالد ، الذي بدأ يعلمه كيفية حلها بطريقة سلسة جعلت من خيال يفهمها بسرعة .
مر بهم الوقت في المذاكرة ، حتى تجاوزت الثلاث ساعات ليفزعهم صوت رنين هاتف خالد الذي تنهد منزعجًا بينما عاد خيال ليحدق بدفتره باللحظة التي تكلم خالد فيها بحدة حين أتاه صوت تامر يشكو :
" تامر تولي أمره لا تزعجني!! "
أتاه صوته الضعيف من سماعة هاتفه و الذي قد استطاع خيال سماعه :
" سيدي أنا لن أستطيع صدقني! أنه لا يوافق على الذهاب ، يود رؤيتك الآن! "
زفر أنفاسه بغضب و كاد يرد لولا سماعه صوت غير صوت تامر يقول بهدوء :
" خالد ، لا تتهرب مني .. أريد مقابلتك الآن ."
رد فورًا بحدة :
" وأنا لا أريد رؤية وجهك يا شاكر ."
فرد الأخر ببرود متجاهلًا ما قاله :
" حسنًا ، سأكون عندك خلال نصف ساعة ، لا تهرب ."
ثم انغلقت المكالمة بينهما ، فأنزل خالد هاتفه بضجر ، في حين جذب خيال طرف بيجامته يسأله:
" هل أزعجك ذلك الرجل يا عم خالد ؟ "
نظر إليه و أومأ نافيًا و قد ابتسم ، مجيبًا :
" لا يا خيال ، لا تقلق ."
أومأ خيال و قد قرر النهوض و الذهاب لغرفته قبل أن يتكلم خالد ، فقد تحرك مبتعدًا عن المكان بصمت .
رآه الأكبر يبتعد شيئًا فشيئًا ، لا يعلم ما ذاك الشعور الذي يراوده الآن ؟ .. يشعر و كأنه يخبره شعوره بأن يوقفه ، لسببٍ ما !
تنهد تنهيدة مضطربة ، ناهرًا أفكاره ، ماذا يا خالد ؟ .. أترى طفلك بهذا الصبي؟ .. ألم ترى موت طفلك أمام عينيك؟ .. ألم ترهم يطلقون رصاصة الموت الغادرة في قلبه؟! .. لقد كان أمامك و أنت عاجز عن الحركة الا من رؤية زوجتك و محبوبتك تُقتل أمام عينيك يليها طفلك الصغير ، الذي لم يرى الحياة بعد!
انتفض لصوت طرق الباب القوى ، فتنفس بقوة مضطربًا بأفكاره ، و عاد للنظر مبعدًا تلك الذكريات الأليمة التي أعادها رؤيته لخيال ، نهض ليفتح الباب فوجده أمامه ، بملامح غاضبة ، كان يكبره بعامين ، كان قريب الشبه به ، تنهد خالد و هو يفسح له المجال ليعبر ففعل شاكر و اقترب يجلس على أقرب أريكة زافرًا أنفاسه في استياء ليبدأ الحوار دون مقدمات و خالد يُقبِل نحوه ليتخذ الأريكة المقابلة له :
" خالد ، حق الشركة ليس من ممتلكاتك المعنية ، أنها لكمال سعد! كيف لك إدارتها و عدم إغلاقها بعد أن قُتل؟! ."
حدق به بجمود ، ثم جاوبه :
" أمر لا يعنيك بشئ يا شاكر ..."
انفعل شاكر مقاطعًا و قد ارتفع صوته :
" كيف لا يعنيني؟ .. شراكة شركته كانت ضمن شِركتنا يا خالد لكنك بطريقةً ما سحبت الشراكة لك ."
" ذلك لكي أضمن حق صديقي و ابن عمي من أمثالك أنت و شقيقك سامر ."
حدقا ببعضهما في ضيق ، شرارة الكره ظاهرة بشكل صريح في أعينهما رغم رابطة الدم التي يتشاركاها سويًا ، لكن لدى إخوته لم تكن تعني لهم رابطة الدم بقدر حياتهما و ممتلكاتهما حيث قد يبيعون رابطة الدم مقابل أن يكونوا ما يريدون .!
كان جالسًا بالغرفة قبل أن يسمع صراخه ، فقلق مما جعله ينهض يخرج من الغرفة و ينزل للأسفل بتعرج إحدى قدميه بسبب التوائها سابقًا ، فرآه ، كان غريبًا لكنه ميز ملامحه فعلم أنه شقيق الذي تبناه ، ثم جفل على صوت خالد الذي لم ينظر إليه حتى :
" عد لغرفتك خيال ."
دون أن يبدي رد فعل غير استدارته مغادرًا باللحظة التي تساءل فيها شاكر بحدة :
" من هذا الفتى؟ "
صعد درجات السلم غير مبالي ، لكنه توقف حين أمره شاكر أن يفعل :
" أنت توقف! "
التفت إليه و حدق به في برود واضح ، بينما نطق خالد مخاطبًا أخاه الأكبر :
" ما شأنك به ؟ "
لكن شاكر تجاهله ، يحدق في الفتى بجمود ، قبل أن ينهض و يلتفت لخالد قائلاً :
" من هذا الفتى؟ و ماذا يفعل هنا يا خالد ؟ "
فأجابه المعني بعد ثانيتين بعد أن تردد باخباره :
" ابني .. "
" ماذا تعني بابنك ؟ أجننت ؟ "
اشتد الحوار بينهما ، رمقه خالد في ضيق ، ثم أجابه ببرود :
" لقد تبنيته ، ما شأنك أنت ؟"
ارتفع صوته و هو يرمق خيال بغضب :
" يعنيني ! ان كان الأمر يخص أسرتنا و أنت ، فيعنيني يا أخي .."
نظر إليه يكمل بتهديد :
" سأتي بالغد ، تخلص من هذا الفتى و الا لن يحدث خير ."
ثم التفت يخرج تحت نظرات خالد قبل أن يتنهد بغضب ، فسمع خيال يتذمر باستياء و ضجر :
" ماذا فعلت له ذلك الأحمق ، ما شأني أنا بما فعلته أنت ؟ "
تقدم منه بهدوء دون أن يهتم ، و ما ان جاوره حتى بعثر شعره قائلًا بخفة :
" لا تهتم يا خيال ، أفراد عائلتي مزعجين ."
التفت خيال خلفه بضيق متذمرًا :
" و ما ذنبي ليتحدث معي بهذه الطريقة ؟ .. أنا ليس بيدي حيلة ."
" لا تتضايق ، أخبرتك عائلتي مزعجة ."
قالها خالد بمرح نادرًا ما يظهر في نبرته ، بينما يدلف إلى غرفته و خيال خلفه ، يسير بضجر حتى توجه للسرير و قد جلس عليه دون أن يخفي ضجره ، تنهد بغضب ثم نطق :
" لا أريد البقاء هنا ! ألن يأتي ذلك الغبي؟! "
أخذ من الخزانة قميص أسود مع بنطال بنفس اللون ثم أغلق الخزانة بينما يجيبه :
" ربما يكون مشغولًا الآن ، من يعلم ؟!"
جذب ملاءة السرير بضجر يهمس و الأكبر يبدل ملابسه:
" سأقتله حين آراه! "
ابتسم خالد و هو يضبط شعره الأسود أمام المرآة ، يحدق عبرها لملامح الصغير الغاضبة الحزينة ، ثم توقف فجأة و ذاكرته تعيد له مشهد من الماضي جعل من قلبه يخفق بضيق ، تنهد مفرغًا مشاعره بالفراغ و هو يلتفت للفتى يخاطبه :
" لنذهب خيال .."
رفع الفتى نظره بفضول :
" إلي أين عمي خالد؟ "
" سوف نذهب لإحدي الأماكن معًا."
رمش خيال ، مفكرًا ؛ إلى أين؟
أكمل خالد حين وجده قلقًا :
" هيا انهض ، لن أقتلك يا فتى ، غير ملابسك هيا ."
بعد دقائق ..
نهض خيال يغادر الغرفة مرتديًا تي شيرت أبيض و بنطال أسود قصير تاركًا خصلاته كما هي ، نزل عن الدرج بشكل هادئ فلاحظ خالد حركة قدمه فتذكر وقوعه من النافذة ، ابتسم لرؤيته بهذه الملابس البسيطة فمد كف يده قائلًا :
" هيا خيال .."
أومأ الفتى و تمتد يده ليشابكها بيد خالد الذي انتفض قلبه و ذكرى نفس المشهد يعاد بذاكرته ، لأول لمسة ليد طفله !
" با ، با ..."
صوته ظل يتردد بأذنه ، لأول ما نطق به صغيره ، تليها ضحكاته و هو يحمله و ...
" عم خالد؟ "
انتبه على صوت الفتى ، فنظر إليه و قلبه يؤلمه ، فهذا الفتى منذ جاء و هو يذكره بطفله الميت ، يبدو أنه سيعيده قريبًا لمنزل تميم ليتخلص من تلك الذكريات .. لا يعلم لماذا يتذكرها؟ .. إبنه مات بعمر سنة و نصف ، لقد كان صغيرًا جدًا مقارنة بهذا الصبي صاحب العشر أعوام .
نفض أفكاره و هو يربط له حزام الأمان بسيارته ثم التفت بجمود يقود سيارته تزامنًا مع انشغال خيال بالنظر للخارج ، تقوده ذكرياته لوجهه مجهولة ، ليته كان بالميتم الآن ، ليت أولاد الميتم يزعجوه ، ليتهم لم يُقتلوا بتلك الطريقة البشعة! .. ليته لم يكن يؤذيه!
اشتدت قبضته على قلبه ، ماذا لو علم تميم أنه يتذكر كل شئ ، أنه يتأذى كلما بقى وحيدًا ، ليست الذكريات وحدها بل هو .. ذلك الذي يأتيه كل يوم ليقتله بكلماته ، ليؤذي جسده و يدمر نفسيته ؟!
أصدرت السيارة صوت قوي و هي تتوقف فجأة لتصدر صوت صدمة قوية جعلته بالكاد يوقفه حزام الأمان عن اصطدامه ، ثم وجد الباب يُفتح و خالد يخرج ، فنظر عبر الزجاج الأمامي ليجد سيارة بيضاء ملتصقة بسيارة خالد ، بالكاد نجوا من حادث!
ارتفع صوت خالد بغضب ، فالسيارة خرجت أمامه فجأة ، كان صاحبها شاب في الخامسة و العشرين ، يقف يناظر خالد بضجر و هو يعتذر منه لكن خالد كان غاضبًا ثم انتهى به يتنهد بقلة حيلة و يسامح تهور الشاب ، فانتقل يجلس و يحرك السيارة بعيدًا دون أن يرى الابتسامة التي تنبع من الأشقر قبل أن يتحرك نحو سيارته و هو يتذكر وجه الفتى داخل السيارة ليهمس بينما تتحرك سيارته بعيدًا :
" سوف نلتقي مجددًا، يا خيال ."
ثم أخرج هاتفه ليُبلغ سيده عن الأمر!
" عم خالد أنت بخير ؟ .. جبينك ينزف!! "
قالها خيال فزعًا ، فتبسم خالد و أخذ منديلًا يمسح الدم عن جُرحه ، متذكرًا ذلك الشاب ، رؤيته مألوفة لكن لا يذكر أين رآه ؟
توقفت السيارة أمام مطعم كبير مشهور ، فخرج و طلب من الفتى الخروج ، فحاول نزع حزام الأمان عنه لكنه لم يستطع ، زفر بضيق و هو يحاول حتى وجد خالد يُبعد يده و يحاول فتحه للصغير فقد كان عالقًا ، لمح خيال عينيه السماوية ، كانت صافية تليق بوجهه و ملامحه الجامدة حتى نبهه خالد :
" انزل هيا ."
أومأ بسرعة و نزل من السيارة ليجذب خالد يده و يسير لداخل المطعم حتى وصلا لطاولة بكرسيان فقط ، جلسا فتقدم شابًا قائلًا بمرح :
" سيد خالد ، لم تأتي منذ مدة ، ما هو طلبك ؟"
أملاه طلبه بهدوء لينفذ المعني الأمر ، جهز الطعام و تم وضعه أمامهما مما جعل خيال يسأله بحرج :
" هناك سبب أخر لإحضاري لهذا المكان ؟ "
" لا ، أنه لأني لست بارعًا بالطبخ كثيرًا لذلك تناول ما تريده فأنت لم تأكل منذ يومين ."
قالها و هو يشرع بتناول الطعام ففعل خيال ذلك رغم تردده ..
توقف خالد يراقبه ، هل يعيده حقًا لشقيقه؟ .. أم يتركه معه ، هو تقريبًا إعتاد على وجوده لكن رغم ذلك وجوده يثير رغبة ذكرياته بالظهور!
بالنهاية عادا سويًا ، كان قد حل الليل بسبب أنه ذهب للشركة قبل أن يعودا للمنزل .
أغلق باب منزله بقدمه ، كان يحمل الصبي بين يديه ، يستشعر أنفاسه العالية و هو يتمسك بقميصه و يجذبه بشكل عفوي ، فابتسم و هو يدلف لغرفة الصغير و يضعه على السرير برفق و ابتعد لكنه تفاجأ من إمساك الأصغر من قميصه ثم فتح عيناه بوهن يهمس :
" تميم ، لا تتركني .. أنه .. يؤذيني .."
أغلق عيناه مجددًا و انفلتت يده تسقط إلى جانبه تحت تجمد خالد مما قاله ، ماذا كان يقصد بأنه يؤذيه؟! .. هل ابتعاده عن تميم يؤذيه ؟ .. أم شئ أخر؟
*
*
*
يتبع..
بارت هادئ و لطيف 😂
لا تقلقو لا هدوء يدوم معي 😁❤️
الان تقييمكم؟
رأيكم؟
المشهد؟
و توقعاتكم؟
و إلى اللقاء❤️✨
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top